عنوان الموضوع : ممكن مساعدة لتحضير البكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم
ممكن مقدمة في مقالة اسبقية اللغة
على الفكر
وبعض الحجج والبراهين لكل منهم؟
وكم مقالة في اللغو والفكر؟
وجزاكم الله خيرا



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

"إننا لا نفكر إلا داخل الكلمات، ولا ثقة لنا في أفكارنا المحددة والحقيقية إلا حينما نضفي عليها طابع الموضوعية ونميزها عن إسقاطاتنا الذاتية، ونسجلها بعد ذلك في شكل خارجي يحتوي أيضا على خاصية الفعالية الداخلية الأكثر سموا. إن الشكل عبارة عن صوت متصل أو كلمة تعطينا بمفردها وجودا يتحد فيه الداخل بالخارج في صورة بديعة، الشيء الذي يجعل كل رغبة في التفكير بدون كلمات محض محاولة خرقاء لا أصل لها [...]. كذلك من السخف اعتبار هذه الضرورة التي تربط الفكر بالكلمة بمثابة عرقلة فكرية، وموازاة مع ذلك يعتقد البعض، بأن ما هو أسمى يفوق الوصف، بيد أن هذا رأي سطحي لا أساس له، لأن ما يفوق الوصف في واقع الأمر هو الفكر الغامض والمبهم الذي يوجد في حالة اختمار، والذي لا يبدو واضحا للعيان إلا حينما يجد ألفاظا يعبر بها. هكذا تعطي الكلمة للفكر وجودا أكثر سموا وتأكيدا"....هيغل

اكتب مقالا فلسفيا تعالج فيه مضمون النص




مقدمة:

تتجه الكثير من التعريفات، التي تتخذ اللغة موضوعا لها، إلى التأكيد على أن وظيفة التعبير عن الفكر هي إحدى الوظائف الأساسية للغة. فبواسطة هذه الأخيرة نعبر عن أفكارنا وننقلها للآخرين أيضا. لكن هذا التأكيد لا يوضح طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر. والنص الذي بين أيدينا يتناول موضوع اللغة وبالضبط إشكال العلاقة بين الكلام والفكر، مدافعا عن ترابطهما.
فما طبيعة العلاقة الرابطة بينهما؟

التحليل:

يثيره النص إذن، إشكال علاقة الكلام بالفكر، والتي يمكن صياغتها كما يلي: هل يعبر الكلام عن الفكر بعد تشكله وتبلوره أم هو الذي يتدخل في بنائه وتحقيقه؟ وفي كلتا الحالتين هل باستطاعة الكلام التعبير دائما عن الفكر؟

يتبنى النص الذي بين أيدينا موقفا يدافع عن ترابط الكلام (اللغة) بالفكر ترابطا وثيقا، إلى درجة لا يمكن معه الحديث عن فكر متميز وواضح في غياب الكلمات، إذ إن تدخل هذه الأخيرة في سير بنائه وتشكله ضرورة لا محيد عنها وهي ضرورة إيجابية وليست سلبية.

ولتوضيح هذا الموقف اتبع النص خطوات منهجية، حيث أكد النص في البداية على استحالة التفكير خارج الكلمات، وأن الأفكار الواضحة والحقيقية يشترط فيها أولا أن تكتسب طابع الموضوعية المتميزة عن الإسقاطات والتمثلات الذاتية، ثم ثانيا أن تصاغ في شكل خارجي (صوت أو كلام) يحوي تلك الفعالية أو النشاط الفكري الداخلي بعد اتسامه بطابع الموضوعية. وبهذا يكون النص قد أكد أن ارتباط الكلمات بالفكر، هو ارتباط ينقل هذا الأخير من حالة الكمون واللاوضوح والاختمار إلى حالة يتبلور فيها كبناء يفصح عن معانيه ونظامه وعلاقاته بشكل واضح.

ولإثبات ذلك يلجأ النص، في لحظة ثانية، إلى توضيح أن هذا الشكل الخارجي - الكلام- ما هو إلا كيان يتحد فيه الفكر بالكلمات، والجوهر بالشكل، أو كما عبر عنه النص "الداخل بالخارج". وبناء عليه فالكلمات ليست مجرد أشكال أو قوالب فارغة، بل هي كيانات ترتبط فيها الكلمة بالفكر بعلاقة ضرورية، والدليل على ذلك، حسب النص، أن كل رغبة أو محاولة في التفكير خارج الكلمات، هي محض محاولة خرقاء وبدون جدوى.

بعد ذلك سيتجه النص، في لحظة ثالثة، إلى إظهار سخافة الموقف النقيض وإبطاله، بقلبه رأسا على عقب. فإذا كان هذا الموقف يرى أن الطبيعة المادية للكلام هي عرقلة للفكر، بدعوى أن هذا الأخير يسمو على الوصف، فإن النص، وعلى عكس ذلك، يرجع سبب وضوح الفكر إلى ارتباط الكلمات به، وإلا فلن يكون بمقدورنا فهم أفكارنا أو التعبير عنها، لأنه سيكون، والحالة هذه، فكرا غامضا وفي حالة اختمار: فالفكر الذي يتبلور ويتحقق لا تتاح له هذه الإمكانية إلا داخل الكلمات، وبالتالي فبدل اعتبار هذه الأخيرة، كشيء سلبي قاصر وعاجز على التعبير عن الفكر، ينبغي أن ننظر إليها، وبنوع من الإيجاب، كدعامة أساسية لبنائه وتمكينه من التعبير عن نفسه وجعله قابلا لأن يترجم إلى الخارج.
وأخيرا، يخلص النص إلى أن الكلمات لا تعرقل التفكير، بل هي التي تساعده على التشكل والتبلور، وهي التي تعطيه وجوده الخارجي المتميز.

يتضح، بناء على ما سبق، أن النص قد استعان ببنية مفاهيمية وحجاجية، مترابطة ومتماسكة، ليؤسس لعلاقة جدلية بين: الفكر والكلام، تقوم على التفاعل بينهما بشكل يجعل كل واحد منهما في حاجة إلى الآخر ومتوقفا على وجود الآخر. رافضا بذلك كل فصل بين الفكر واللغة بالاستناد على التقابلات: جوهر/ شكل، داخل / خارج، روح / مادة، موضوعي / ذاتي ... مادام ارتباط الفكر بالكلام تفرضه ضرورة التفكير ذاتها، بشكل يصعب معه الفصل بين الشكل (الكلمات) والمضمون (الفكر). المناقشة:

وبناء عليه، فالنص يستبعد الموقف الديكارتي الذي يقول بانفصال اللغة عن التفكير لأنهما من طبيعتين متناقضتين: الفكر اللامادي / الكلام المادي، كما يرفض موقف هنري برغسون القائل بعجز اللغة عن الإحاطة بالفكر مادامت الأولى مادية ومحدودة وثابتة ، والثاني لامادي ولامحدود ودائم الحركة.

وما يزيد من قوة وصلابة موقف النص، تأكيد مجموعة من العلماء والفلاسفة على مثانة الترابط بين الفكر والكلام. يؤكد دي سوسير، مثلا، على أن الفكر كان، قبل تجسده في الكلمات، عبارة عن كتلة سديمية وعماء ضبابي، ولا يمكن تبيُّن معالمه إلا بعد أن تتدخل فيه العلامات اللسانية (الكلمات)، فتقسمه وتجزؤه إلى وحدات منظمة ومفهومة. وللتوضيح أكثر، يسوق دي سوسير مثال سطح بركة الماء الراكد وهبة الريح، فكما تتسبب هذه الأخيرة في إحداث تموجات وإحداث انقسامات على سطح بركة الماء، فإن اتصال الكلمات (العلامات اللسانية) بالفكر يِؤدي إلى انقسام هذا الأخير وفق متوالية من وحدات صوتية منظمة ومفهومة. كما شبه ارتباط الصوت بالفكر بترابط الوجه والظهر في ورقة النقود: فمثلما أن هذه الأخيرة ستفقد قيمتها التداولية إذا ما فصلنا وجهها عن ظهرها، فكذلك لا يقبل اللسان، الذي يجمع الفكر بالصوت، الفصل بين هذين الأخيرين، وإلا سنصبح أمام فكر أعمى وصوت فاقد لكل معنى.

وفي نفس الإطار، ذهب ميرلوبونتي ابعد من ذلك عندما قال أن الفكر والكلام شيء واحد ويتكونان في نفس الآن، ولا وجود لفكر خارج الكلام ولا وجود لكلام بدون فكر. فالعلاقة بينهما علاقة ضرورية تصل إل حد التماهي بين الفكر والكلام، حيث تصبح معها كل محاولة تنظر إلى الثاني كعلامة أو وسيلة أو أداة للتعبير عن الأول، محاولة مرفوضة. فحتى ما نعتبره فكرا غامضا وفي حالة اختمار هو، حسب ميرلوبونتي، تفكير يتم داخل الكلمات وبواسطتها، وسيخرج إلى الوجود الخارجي ويصبح أكثر وضوحا بعد تنظيم هذه الكلمات نفسها.

إن ما جاء في النص، والذي تدعمه مجموعة من المواقف العلمية والفلسفية، لا يمنعنا من التفكير بشكل مخالف لأطروحته، أي لا يمنعنا من افتراض وجود فكر تعجز الكلمات عن الإفصاح عنه، وبالتالي قصور هذه الأخيرة عن الإحاطة به. وما يشفع لنا بذلك وجود حالات من الفكر لا تسعفنا الكلمات في التعبير عنه. ولنا في الفكر الصوفي خير مثال عن ذلك: فالحلاج مثلا ، شهيد الفكر الصوفي، لم تفلح الكلمات في التعبير عن ما كان يشعر به من سعادة روحية ناتجة عن تعلقه بالحضرة الإلهية، فاتُّهم بالشرك الله. كما نجد في العمل الفني مثالا آخر، فإذا طلبنا من فنان تشكيلي أن يعبر لنا في كلمات عن مضمون لحوته الفنية، لأشار لنا بالتوجه نحو اللوحة ذاتها، لأنها توحي بأكثر مما ستقوله الكلمات نفسها. وعلى هذا الأساس، يمكن أن نذهب عكس ما ذهب إليه النص: فإذا كنا لا نفكر إلا داخل الكلمات، فلماذا يلجأ المتصوفة إلى لغة الشطحات الصوفية؟ ولماذا يلجأ الفنانون إلى اللغة الفنية - الإبداعية ؟ ولماذا يلجأ الفيزيائيون والرياضيون وغيرهم من العلماء إلى اللغات العلمية الصورية؟ ليس بمقدور الكلمات الإحاطة بكل أشكال الفكر، والنص الذي بين أيدينا مدعو إلى التفكير في علاقة الفكر باللغة وليس فقط بالكلام.
التقييم و الاستنتاج
ننتهي من خلال تحليلنا ومناقشتنا للنص إلى أن تأكيده على ترابط الكلام واللغة، رغم حججه المتماسكة، ورغم إمكانية تعزيزه بمواقف مجموعة من العلماء والفلاسفة، فإنه تأكيد قابل للنقاش. فالبحث عن طبيعة علاقة الكلمات بتفكيرنا يجب أن يتم داخل مجال أوسع وهو علاقة اللغة بالفكر لأنها علاقة معقدة، وتناولها لا يجب أن يقتصر على شكل واحد من أشكال اللغة.

بل لا يجب – في نظري - الوقوف عند هذا الحد، فعلى البحث في طبيعة هذه العلاقة أن يهتم بمدى قدرة اللغة على ترجمة الأفكار للآخرين بالنظر إلى فقرها في بعض الأحيان، وبالنظر كذلك إلى وجود موانع ثقافية قد تحول دون ذلك أحيانا أخرى.
--------------------------
من المجلة. الحجاج....للاستفادة




علاقة اللغة بالفكر

كان ( إبن خلدون ) نتيجة للإعتقادات الخاطئة ، قد عرف اللغة تعريفاً قاصراً ، لا يليق بالإنسان وبعقله المفكر المدبر ، حيث وصف اللغة بكلمتين ، وقال بأنها : " قرع للشفتين " لا غير .
ولعله من نافلة القول ، أن نذكر بأن اللغة أكبر من أن تكون تحريكا للشفاه ، وإحداثا للأصوات ، ولو جاز أن تكون اللغة كذلك ، لجاز لنا أن نفهم وندرك على الأقل أن لبعض الحيوانات لغة أكبر من لغة الإنسان نفسه .
إن اللغة أكبر من أن تكون كذلك .. ذلك أن وراء هذه الأصوات والألفاظ ما هو أرهف منها .. إن المرء يحتال على أصواته وألفاظه بالفكر الحقيقى الحى .. بالعقل وحده .
نحن إذاً أمام ظاهرة إنسانية تميز بها الإنسان ، ظاهرة إنسانية تغاير تمام المغايرة طبيعة الحيوان .
ذلك أن اللغة من أخص خصائص الإنسان .. اللغة كما يقولون : " ظاهرة إنسانية عامة " نشأت مع الإنسان منذ النشأة الأولى ، شرع يعبر بها عن حاجاته ومشاعره وأحاسيسه منذ الوهلة الأولى ، تماما مثلما شرع فى المشى ومزاولة مهام حياته اليومية :
" لم يفكر ( الإنسان ) فى كلامه .. فقد إنطلق فى مزاولة هذه الحاجة ، كما إنطلق فى المشى والحركة ، والبحث عن الطعام "
إن الكلمات لا تحيا برغم كل ما يقال ، بل إن العقل هو الذى يحيا ويغير معناها ودلالتها ، وتبعا لهذا العقل تتغير أسماء الأشياء وتتجدد وتتوالد اللغات ، لتلبس لكل عصر ما يليق له ، ولقد أحسن من قال :
" إنه يوجد من اللغات قدر ما يوجد من الأفراد " ***

الرأى الشائع هو أننا : " نفكر أولا ، ثم نكسو فكرنا ثوب الكلمات " . بمعنى ان.هناك دائما أثوابا جاهزة من الألفاظ ، على قدر المعانى والأفكار التى تدور فى رؤسنا .. وكل ما فى الأمر أن الثوب قد يكون ضيقاحينا وقد
يكون واسعا حينا آخر .. وقد سبق ( الجاحظ ) غيره فى إدراك هذه الحقيقة .
لكن ( أوسكار وايلد ) يعارض هذا بقوله : " إن الأفكار تولد دائما مكسوة لا عارية " .
والواقع أن أحــدنا ، عندما يبحث عن كلمات لأفكاره ، يبحث عنها بكلمات أخرى ، وهذا تماما ما ذهب إليه ( فندرس ) بقوله : " إننا نفكر بجمل " .
ومن هذا المنطلق يرى ( الفارابى ) أن : " ناطقية الإنسان هى القوة النفسانية ، المفطورة فى الإنسان ، والتى بها يكون التمييز الخاص به دون سواه من الحيوان ، وبها تكون الروية ، وبها يميز بين الجميل والقبيح من الأفعال " .
ورغم أن اللغة والكلام يكونان وحدة متكاملة لا إنفصام بينهما ، و يلعبان دورا رئيسيا وبارزا باتحادهما وتأثير كل منهما فى الآخر ، إلا أن كل واحد منهما ، يعتبر منفصلا عن الآخر ومستقلا فى الأساس .
ونحن نعلم أنه ليس ثمة لغة بلا فكر ، كما أنه ليس ثمة تفكير يبلغ ذروة الإفهام إن لم تصاحبه اللغة ، لذا فقد قيل : " إن اللغة والتفكير نشآ فى وقت واحد " .*
هذا وقد أشار ( الإمام عبد القاهر الجرجانى ) - فىكتابه دلائل الإعجاز - الى هذه القضية .. وذلك من خلال نظريته التى يتحدث فيها عن ( اللغة وارتباطها بالفكر ) والتى نوجزها فى النقاط التالية :
1 - إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو تمتعه بالعقل والقدرة على الإدراك والفهم .. وبالكلام أبان الله الإنسان عن سائر الحيوان ، فالإنسان إذن كائن عاقل متكلم ناطق .
2 - معنى الكلمات لا يعرف إلا من ضمها الى بعضهما ، سواء أكان أصل اللغة إلهام أم مواضعة .
3 - اللغة نظام لربط الكلمات ببعضها وفقاً لمقتضيات ولادتها العقلية .
4 - وظيفة اللغة الأساسية أن تستخدم وسيلة للإتصال بين الناس : " مما يعقل ببدائه العقول ، أن الناس إنما يكلم بعضهم بعضا ليعرف السامع غرض المتكلم ومقصوده ".
وبهذا يكون " الإمام الجرجانى " قد جاء فى كتابه ( دلائل الإعجاز ) فى علم المعانى .. بنظرية متكاملة فى اللغة ووظائفها وارتباط نشوئها بالتفكير . ( 1 )
اللغة ليست إلا أداة للذهن ، فلا نزاع فى أن اللغة تؤثر من جهة على الذهن ، ومن العسير أن نفصل الذهن الإنسانى عن اللغة التى توضحه وتبين عنه .
ذلك أن اللغة وكما أشار الإمام ( محمد عبده ) : " ترجمــان العقــل " .
وفى السياق ذاته ، ولكن بعبارة أدق وأوضح يشير الفيلسوف الشهير ( برجسون ) الى ذلك بقوله :" ليس هنالك من فكرة فلسفية مهما يكن حظها من العمق والدقة ، إلا ويستطاع بل يحسن التعبير عنها بلغة الناس المتداولة البسيطة " .
وإذا كانت اللغة حالة خاصة ناتجة عن إتحاد النفس بالبدن - كما يقولون - فإن هذا التأثير النتبادل وهذا التكامل الذى أشرنا إليها ، يماثل تماما علاقة النفس بالبدن ، فكما أن البدن ليس شيئا خارجيا غريبا عن النفس كذلك وبالمقابل ليس لأفكارنا لغة خارجية غريبة عنها : " إن أفكارنا هى لغتنا " . ( 2 ) .
اللغة والفكر جانبان مشتركان ملتحمان ومتكاملان ، وإن كانا متميزين فى عملية واحدة ، أو كيان متماسك موحد .. وقد لوحظ أن التفكير لا يدرس إلا من خلال اللغة ، ولا يمكن أن تكون عمليات التفكير المجردة التى تتم فى رؤوس الناس ، لا يمكن أن تكون مجالا للدراسة والتحليل الموضوعى الذى يؤدى الى فائدة ، إلا من خلال استخدامه فى الكلام .
ومن هنا كان اشتراك لفظ العقل واللغة ، أو النطق والقول ، فى اللغة اليونانية ..إن كلمة ( لوجوس ) اليونانية تعنى ( الفكــر واللغــة معــا ) ومعنى هذا أن اليونانيين لم يكونوا يفصلون بين الفكر والتعبير ..كمــا أشار الى ذلك الفرابى .
والفلاسفة الرواقيون - أيضا - يرون كبعض الفلاسفة المعاصرين ، أن اللغة والفكر متطابقان ، وأن اللغة ليست مقصورة على الأصوات المتعاقبة التى تحدثها القوة الصوتية بواسطة الحلقوم ، والتى يستطيع الفم أن ينطق بها ، كما تستطيع الكتابة أن تمثلها .
و تنقسم الإتجاهات الفلسفية والإجتماعية المتعلقة بطبيعة ( الصلة بين اللغة والفكر ) الى ثلاث نظريات :


النظرية الأولى :
نظرية العزل المطلق بين اللغة والفكر ، ونكران وجود أى أثر لأحدهما فى الآخر .
ويرى أصحاب هذه النظرية ، أن الأفكار تنشأ فى رأس الإنسان قبل أن يتم النعبير عنها بالكلام ، أى أنها تنشأ دون مادة لغوية ، ودون غلاف لغوى .
وهى من أقدم النظريات ويمثلها فى عصرنا الحاظر الفيلسوف الفرنسى الشهير"
برجسون " ( 1857 -1941 ) .
والقائلون بهذه النظرية ينفون وجود أية رابطة أو علاقة أو صلة بين اللغة والفكر .. مستندين فى زعمهم هذا الى إختلافهما عن وجهة النظر الطبيعية والوظيفية .. أى أنهم يرون : " أن اللغة لا تؤثر فى الفكر ولا تتأثر به لأنها وعاؤه أو أداته المادية ، أو الوسيلة التى يعبر بها الإنسان عن نفسه " .
وملخص القول هو أن نظريتهم هذه تقول بوجود فكر محض من ناحية ، ولغة محضة من ناحية أخرى ، تجسده وتشكله ، وإن كانت تختلف عنه جذريا .

النظرية الثانية :
نظرية التطابق بين ( اللغة والفكر ) ، ويعتبر رائدها فى هذا العصر عالم النفس الأمريكى ( وطسن ) .. عاش فى الفترة من ( 1878 - 1908 ) وهو أول من صاغها فى علم النفس بشكلها الحديث .
وتقول هذه النظرية بانتفاء فكرة وجود ( فكر ) مستقل قائم بذاته ، بمعزل عن اللغة .. كذلك وبالمقابل استحالة وجود ( لغة ) مجردة عن الفكر فاللغة ، حتى وإن كانت صامة يتحدث بها المرء مع نفسه ، أو خالية من الأصوات .
ولا يرث المولود عند ولادته ، شيئا آخر سوى إمكانات لغوية تتعلق بجهاز الصوت ، تعينه على التحدث باللغة مع الآخرين بصوت جهورى وعن طريق الهمس .
كذلك إذا المرء التحدث مع نفسه بلغة خفية أو همساً دعونا ذلك التحدث فكراً .
وقد حاول كثير من النحويين والمناطقة ، إيجاد موازنة بين المفاهيم والكلمات وموازنة بين المحاكاة والجمل .. غير أن الكلمات - كما نعرف - لا تعبر دائما عن مفاهيم :
" كأدوات التعبير عن الشعور والتمنى أو أسماء الإشارة مثلا "
كما أن الجمل لا تعبر جميعهاعن محاكاة منطقية ( كالجمل الإستفاهمية والطلبية مثلا ) .
صحيح أن الأفكار تتولد على أساس اللغة وتتثبت بواسطتها ، إلا أن ذلك لا يعنى على الإطلاق أن اللغة والتفكير هما شئ واحد ، متطابقان تمام الإنطباق .
إن قوانين المنطق قوانيين عامة للبشر حيث أن " الناس جميعا يفكرون بشكل واحد " ولكن التعبير عن الأفكار يتم بأشكال مختلفة فى شتى اللغات : " تبعا للخصائص البنيوية لكل لغة " .

النظرية الثالثة :
تقول هذه النظرية بوحدة ( اللغة والتفكير ) وحدة لا إنفصام لها .. ويمثلها عالم النفس الروسى " فايكو تيزكى " ( 1896 - 1934 م ) .. والفيلسوف الأمريكى " جون ديوى " ( 1859 - 1952 م ) .
وملخصها ..
أن اللغة وان كانت غير الفكر من حيث طبيعتها ووظيفتها .. ومن ناحية نشوئها التاريخى الا أنها مع ذلك ملتحمة به التحاما عضويا غير قابل للعزل .. فى مجرى تطور النوع الإنسانى وضمن حدود تطور الفرد من المهد الى اللحد .. ومع أن هذا الإندماج والإلتحام ليس بذورا فطرية فى الأصل ، ال أن جذوره التاريخية نشؤئية على الصعيدين الفردى و النوعى على حد سواء .

ا


تامل معي...... مقولات حول علاقة اللغة بالفكر

.الكلمات كما يرى الأستاذ ( كمال يوسف الحاج ) :
" كالزئبق ، لا تستقر على ركيزة واحدة ، فى حين أن الحقيقة ثايتة لا تقبل تغييرا ولا تبديلا "
" إن معضلة اللغة إبتدأت علاقة بين الأسماء ، ومواجيد الطبيعة ،
وأنتهت علاقة بين الأشياء ومواجيد النفس "


" الإنسان هو المخلوق الذى لا يحتفظ موجود حياله بالحيدة "
سارتر

نحن لسنا أمام فكرة ولفظة ، نحن أمام حركة واحدة تبتدئ
فى الباطن فكرة ، وتنتهى فىالخارج لفظة "

مضـامـــين النفس لا يعبـر عنهــا ، بــل يوحــى بهــا فتصبــح قريبـــة

" ليست ذات زخم وحرارة لاهبة { الكلمة عنده } مومياء .. جثة فارقتها الروح " .

" نعبر عن أنفسنا إضطرارا بألفاظ ، ونفكر أغلب الأحيان تفكيرا فضائيا .. أى أن اللغة ترغمنا على أن نجعل بين أفكارنا الشقوق عينها، والفوارق الجلية الدقيقة ذاتها ، التى نقيمها بين الأشياء المادية "
( برغسون )

" لقد كنت أجاهد بلا أمل فقر هذه اللغة وجمودها وبرودها ، لأنى مضطر لاستعمالها ،
ما دمت لا أعرف لغة السماء "
( لامارتين )

يقول ( إبن جنى ) :
"لكل واحد منا لفظا ، إذا ذكر عرف به مسماه ، ليمتاز به عن غيره ، ويغنى بذكره
عن إحضاره الى مرآة العين ، فيكون أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره "

=========


>>>> الرد الثاني :

هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟
الطريقة الجدلية
طرح المشكلة : إدا كان الفكر هو عمل العقل الذي يحدث داخل النفس,وكانت اللغة عبارة عن أصوات ورموزخارجية يستعملها الإنسان ليتصل بغيره,فان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يملكالقدرة على ترجمة ونقل أفكاره للآخرين,ولهدا اهتم الفلاسفة قديما وحديثا بمشكلةالعلاقة بين اللغة الفكر وتناولوها وفق مذاهبهم واتجاهاتهم المختلفة فهل اللغة والفكر مفهومان متصلان وبعبارة أخرى هل يمكن الجزم باستقلالية الألفاظ عن معانيها؟
محاولة حل المشكلة
عرض الأطروحة الأولى : عرض موقف الاتجاه الثنائييرى أنصار هده النظرية وفيمقدمتهم الفرنسي برغسون إن هناك انفصال تام بين اللغة والفكر.ويقرون بأسبقية الفكرعلى اللغة الآن الإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه,فكثيرا ما يشعر بسبيل منالخواطر والأفكار تتزاحم في نفسه.لكنه يعجز عن التعبير عنها.فاللغة عاجزة عن إبرازالمعاني ومتولدة عن الفكرابرازا كاملا ويقول*برغسون(-اعتقد إننا نملك أفكارا أكثرمما نملك أصواتا) ومنه فان اللغة دوما تعيق تقدم الفكر وتدور المعاني أسرع من تطورالألفاظ هي قبور المعاني ويقول فاليري (أجمل الأفكار هي التي لا نستطيع التعبيرعنها)كما إن ابتكار الإنسان وسائل بديلة للتعبير عن مشاعره كالرسم والموسيقى وغيرهمادليل قاطع على أن اللغة عاجز عن استيعاب فكر الإنسان
النقد لكن الفصل المطلق بين الفكرواللغة أمر غير مقبول واقعيا لان الإنسان يشعر بأنه يفكر ويتكلم في أن واحد وعمليةالتفكير في الواقع لا تتم خارج إطار اللغة
عرض نقيض الأطروحة عرض موقف الاتجاهالأحادييرى أصحاب هده النظرية انه لا يوجد فرق بين اللغة والفكر.فاللغة عندجون لوك(هي علامات حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الدهن)ومنه فإننا نفكربلغتنا ونتكلم بفكرنا.وقد اثبت علماء النفس أن الطفل يتعلم اللغة والفكر في آنواحد.ويقول *دولا كروا*إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه.الألفاظ حصون المعاني.ويخلصأنصار الاتجاه الأحادي إلى نتيجة مفادها انه لا يوجد فكر بدون لغة كما لا توجد لغةبدون فكر.وان اللغة والفكر كل متكامل والعجز الذي توصف به اللغة هو عجز إيجادالألفاظ المناسبة للفكر ويقول أرسطو ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية
النقد لكنالإنسان يشعر بعجز اللغة عن مسايرة الفكر.فالأدباء على الرغم من امتلاكهم لثروةلغوية كبيرة يعانون من مشكلة التبليغ
.التركيب لقد حاول الكثير من الفلاسفة من خلال آرائهم التوفيق بين الفكر واللغة، فلا فكر بدون لغة ولا لغة بدون فكر، كما أن الفكر متضمن داخل اللغة واللغة لباس الفكر، بالإضافة إلى تأكيد الدراسات والأبحاث العلمية اللسانية لهذه العلاقة والتي تشبه العلاقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها حيث يقول دو سوسير : (( إن الفكر هو وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر ، وبالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر ، أو فصل الفكر عن الصوت )).
حل المشكلة: إن اللغة والفكر شيئانمتداخلان ومتكاملان فهما وجهان لعملة واحدة ومن الصعب وضع فاصل بينهما ولهدا يقولزكي نجيب محمودإن الفكر هو التركيب اللفظي أو الرمزي لا أكثر ولا أقل

=========


>>>> الرد الثالث :

هل اللغة منفصلة عن الفكر؟ جدلية

طرح المشكلة :
للغة معنيان عام وخاص، يتحدد المعنى الأخير حسب لالاند في كونها التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا أي أثناء عمليتي التفكير الداخلي والتواصل الخارجي. ولكن ماذا نستنتج من كلمة "التعبير"؟ هل يعني ذلك أن اللغة تعبر بعديا عن فكر سابق ومستقل؟ أم أن الفكر لا يوجد قبل أو خارج سيرورة التعبير اللغوي؟ بعبارة أخرى: هل تجمع الفكر واللغة علاقة أسبقية وانفصال أم علاقة تزامن واتصال؟
الأطروحة والرهنة عليها : يرى أنصار الاتجاه الثنائي أن الفكر سابق عل اللغة و أوسع منها أي العلاقة بينهما هي علاقة انفصال. وقد استشهدوا على ذلك بالتجربة أو الملاحظة الداخلية أو مايسمى بالاستيطان والتي تؤكد وجود فكر غير منطوق به أي فكرا خالصا منفصلا عن التعبير اللغوي، وتتخذ هذه الأسبقية شكلين: أسبقية زمنية تتمثل في أن لحظة إنتاج الأفكار سابقة في الزمن على لحظة التعبير عنها وكأننا نفكر أولا ثم ننتقل بعد ذلك إلى إلباس الكلمات لفكرنا.
قال برغسون: و هو أحد أنصار الاتجاه الثنائي-" ليست الموضوعات الخارجية و حدها هي التي تختفي عنا، بل إن حالاتنا النفسية هي الأخرى لتفلت من طائلتنا بما فيها من طابع ذاتي شخصي حي أصيل".
و قال أيضا:" و حينما نشعر بمحبة أو كراهية أو حينما نحس في أعماق نفوسنا بأننا فرحون أو مكتئبون، فهل تكون عاطفتنا ذاتها هي التي تصل إلى شعورنا؟".
نفهم من هذا، أن اللغة عاجزة عن نقل حقيقة العالم الخارجي، لأن اللغة تعبر عن المعاني العامة. و لأن اللغة مرتبطة من جهة أخرى بالحاجة. كذلك أن اللغة عاجزة عن التعبير عن حالاتنا النفسية، لأن الأصل الاجتماعي للغة وطابعها الأداتي يوجهها للتعبير عن عما هو عامل مشترك موضوعي لما هو خاص وفردي وحميمي، فرغم أن كل واحد منا يحب ويكره.. إلاّ أننا نختلف في الحب و الكراهية. إذن فاللغة محدودة. و قد عبر ليبنتز عن هذا المعنى بقوله:" إنني لا أستطيع أن أتذوق طعم الأناناس من خلال ما ينقله لي عنه المسافرون".و في الاتجاه نفسه يشتكي المتصوفة عجز اللغة عن التعبير عما يعيشونه من حقائق فيبدو لنا ما يقولونه مجرد شطحات تعارض النصوص الشرعية. فهذا الحلاج كان يقول:" ليس في الجبة إلاّ الله..". و هذا البسطامي يقول:" :" سبحاني ما أعظم شأني .." و ربما هذا ما قصده فاليري في قوله:" إن أجمــــل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها"
و في هذا الإطار عينه تندرج الثنائية الديكارتية التي تنسب للفكر طبيعة روحية وللغة طبيعة مادية لتخلص إلى استحالة ارتباطهما أو تداخلهما، رغم أن ديكارت يقر بان الكلام علامة على الفكر ودليل على الوعي والعقل المنفرد بهما الإنسان.
و نخلص من كل ما سبق إلى أنه لا يوجد تناسب بين القـــدرة على الفهم و التمثل و القدرة على التعبير. و هذا ما يؤكد أسبقية الفكر على اللغة و انفصاله عنها ،حسب أنصار هذا الاتجاه.
المناقشة: ولكن هل يمكن حقا للفكر أن يوجد بمعزل عن اللغة؟ ألا نجانب الصواب عندما ننتهي مع أنصار الاتجاه الثنائي إلى أن اللغة لا تعدو أن تكون سوى أداة بعدية ثانوية تعبر عن فكر خالص مستقل؟ ثم إنه حتى و إن سلمنا بعدم وجود تناسب بين الفكر و اللغة فإننا نرفض القول بوجود فكر مستقل عن اللغة.إن الطفل لا يقوى على التفكير بدون لغة.
نقيض الأطروحة والبرهنة : أنصار الاتجاه الواحدي: يذهب أنصار الاتجاه الواحدي إلى أنه لا و جود لفكر دون لغة. فهما مترابطان ومتلازمان أي أن العلاقة بينهما علاقة اتصال.
-وقد استشهدوا على ذلك بأن اللغة شرط تحقق الفكر وإنتاج المعنى وانفتاح الوعي: فإذا كان الفكر ليس جوهرا ميتافيزيقيا، بل نشاطا كليا يتمظهر في عمليات جزئية كالتذكر والمقارنة والترتيب...فإن تحققها غير ممكن بدون أداة رمزية لغوية؛
-إن المعنى يؤخذ من الكلام والكلام هو الوجود الخارجي للمعنى حسب ميرلوبونتي الذي يضيف بأن وعي الذات المفكرة بأفكارها متوقف على تعبيرها عنها ولو لذاتها.
بل إن هناك من يذهب أبعد من ذلك فيرجع خاصية الوعي لدى الإنسان إلى قدرته على ترميز الأشياء والدلالة عليها. و إذا استعرنا تعبير ارنست كاسيرر سنقول بأن الإنسان كائن واع لأنه أولا حيوان رامز أي قادر على الإحالة على الأشياء من خلال رموزها. وقد عبر عن ذلك بنفنيست بقوله:" الإنسان يسمي إحساساته ولايكتفي بالتعبير عنها".
بأي شيء يتميز الموجود في الذهن إن لم يكن بالعلاقات والرموز؟ وهذه فكرة تلتقي مع تصور عالم اللسانيات "دوسوسير" الذي لايرى في الفكر قبل لغة سوى سديم أو عماء ضبابي لاشيء متميز فيه قبل ظهور اللسان، من ذلك مثلا أنه يستحيل التمييز بين فكرتين متقاربتين كالتقديس والاحترام دون الإستعانة بمقابليهما من الرموز اللسانية. كما أن حصول الدلالة اللسانية لايتم بالمدلول وحده أي الفكرة أو التصور الذهني، بل باقتران هذا الأخير بالدال أو الصورة السمعية، وعليه فالدلالة لاتدرك إن لم يكن ثمة دال. بأي شيء يتميز الموجود في الذهن إن لم يكن بالعلاقات والرموز؟ وهذه فكرة تلتقي مع تصور عالم اللسانيات "دوسوسير" الذي لا يرى في الفكر قبل اللغة سوى سديم أو عماء ضبابي لاشيء متميز فيه قبل ظهور اللسان، من ذلك مثلا أنه يستحيل التمييز بين فكرتين متقاربتين كالتقديس والاحترام دون الاستعانة بمقابليهما من الرموز اللسانية. كما أن حصول الدلالة اللسانية لا يتم بالمدلول وحده أي الفكرة أو التصور الذهني، بل باقتران هذا الأخير بالدال أو الصورة السمعية، وعليه فالدلالة لا تدرك إن لم يكن ثمة دال. " الألفاظ حصون المعاني". و ذهب دوسوسير نفسه إلى حد تشبيه العلاقة بين اللغة و الفكر بالورقة ظهرها الفكر و وجهها اللغة و لا يمكن تمزيق الوجه دون التأثير على ظهر الورقة. و قد عبر هيجل عن هذه العلاقة بقوله:" إننا نفكر داخل كلمات".
المناقشة: إن أصحاب الاتجاه الواحدي ككل يدعوننا إلى المطابقة بين اللغة والفكر، فإلى أي حد تصح هذه المطابقة؟ ثم كيف نطابق بينهما ولكل منا تجربة شخصية تعلمه أن الفكرة أحيانا تحضر أولا ونتأخر أو نفشل في إيجاد التعبير الملائم عنها؟ إننا و إن سلمنا مع أنصار هذا الاتجاه بالصلة الوثيقة بين اللغة و الفكر فإننا نرفض المطابقة بينهما.
التركيب: إننا نرفض القول بوجود فكر مستقل عن اللغة أي لا يمكن فصل الفكر عن اللغة ، كما نرفض المطابقة بينهما أي لا يمكن اعتبارهما شيئا واحدا.و لذلك فالعلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة تبادلية أي علاقة تأثير و تأثر، فاللغة تؤثر في الفكر و تتأثر به، فاللغة تزود الفكر بأطر التفكير من خلال المفاهيم و العلاقات و الفكر يساعد اللغة على التجديد.....
حل المشكلة: رغم أنه لا يوجد تناسب بين القدرة على الفهم و التمثل و القدرة على التعبير إلا أنه لا يمكن القول باستقلال الفكر عن اللغة هذا من جهة و من جهة أخرى فإن اللغة هي أفضل أداة للتعبير عن الأشياء و عن حالاتنا النفسية.



=========


>>>> الرد الرابع :

اختي كاين مقالة اتصال و الانفصال اللغة و الفكر
الدالو المدلول
وظائف اللغة
اللغة خاصية إنسانية

=========


>>>> الرد الخامس :


=========