عنوان الموضوع : اريد المساعدة من فضلكم للثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
اريــــــــــد مقالة جــــــدليـــة للشعـــــــــــــــــور و الـــــــللاشعـــــــــــــــــور من فضلـــــــكم
وجـــــــــــزاكم الله خيــــــــــــــرا ان شـــــاء الله
شــــــــــكـــــــــــرآ
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
تفضل أخي
الشعور واللاشعور
*المقدمة : تحتوي الحياة الإنسانية على خبايا يصعب في الكثير من الأحيان الكشف عن ماهيتها وتفسير دلالتها لذا عدت الدراسات النفسية أصعب الدراسات التي واجهت علم النفس نضرا لطبيعة الحادثة مما جعل الكثير من المبادئ والنظريات والقوانين في هاته الدراسات تحدث جدلا في التسليم بها وهذا ما حدث فعلا في القرن19 نتيجة البحوث التي قام بها العديد من الباحثين في مجالات الدراسات النفسية حيث أشار جمهرة من الباحثين أن هناك ظواهر نفسية لا يدرك أسبابها ولا يمكن أن يعيها الانسان واصطلحوا عليها بالظواهر اللاشعورية وفي مقابل ذلك هناك قلل بالإيمان بهذا الرأي على أساس عدم التسليم بنظرية اللاشعور لأن الحياة النفسية تلح ضرورة الأيمان بالشعور فإذا كان الشعور هو حدس الذات فهل هذا يعني أنه عماد الحياة النفسية؟ولكن هل هناك حالات يغيب فيها الوعي وتسمى بالحياة اللاشعورية؟ بين هذا وذاك أين نجد الرأي الأصح؟أو بعبارة أخرى هل الإيمان بالشعور يتنافى مع اللاشعور؟وهل الحياة النفسية هي حياة شعورية واعية فقط؟
*عرض منطق الأطروحة :أكد سيغموند فرويد أن الحياة النفسية حياة لاشعورية ونفى تماما دور الشعور حيث يرى أن عماد الحياة النفسية هو اللاشعور.
الحجج والبراهين : أكد فرويد أن جميع تصرفات الإنسان لا يعيها و قدم عدة أدلة على ذلك من بينها طرق اكتشاف اللاشعور بداية بفلتات اللسان والتي تعد أولى الطرق التي تكتشف بها أن الحياة النفسية حياة لا شعورية مثل الرئيس النمساوي الذي دخل قاعة الجلسات ليفتتح الجلسة فبدلا من قوله فتحت الجلسة قال رفعت الجلسة وكذلك زلات القلم والتي هي تعبير لاشعوري مثل الشعراء و الرسامين كما تعد أحلام اليقظة أيضا من أهم طرق اكتشاف اللاشعور كما أعطانا فرويد أيضا مثالا حول الحيل وهي الفتاة القصيرة التي تلجأ الى استعمال الكعب العالي لعدم ارتياحها لقصرها ويقول سيغموند فرويد في شأن النسيان"إننا ننسى كل مالا نرغب فيه"كنسيان اسم شخص ألحق بنا ضرر نناديه باسم أخر وكذلك الإسقاط كإسقاط كره شخص على شخص آخر ومن بين أدلة فرويد تقسيم الجهاز النفسي الى ثلاثة أقسام بداية من الهو وهو مجموعة الغرائز الجنسية الحيوانية وهو مخزن طاقة الإنسان(غريزة الليبيدو)وهو كما وصفه فرويد مخزن للطاقات الحيوانية الجنسية يسير وفق مبدأ اللذة فهو يطلب دائما الإشباع الجنسي بعيدا عن جملة الأحكام الأخلاقية يكون دوما في صراع مع الأخلاق و يكون عمله في إطار لاشعوري والأنا في نظر فرويد يستمد طاقته من الأنا الأعلى وهو جزء منه وهو في نضر علماء التحليل النفسي أحد أقسام التنظيم النفسي فهو يمثل الساحة التي يقع فيها الصراع بين متطلبات الهو والانا الأعلى ويمثل الجهاز المراقب والتنفيذي وفقا لمبدأ الواقع ويمثل الأنا الأعلى مجموعة من القيم الأخلاقية تكون منذ الطفولة وهو قوة مضادة لتلك الرغبات الجنسية فكلما تمكن الطفل من الاكتشاف والتحكم في هذه الرغبات كلما اكتمل بناءه ونموه وبناءا على هذا وضع فرويد قواعد الحياة النفسية فقد شرح مثلث الاوديب بهذا الشكل
معنى أن الطفل خلال3الى 6سنوات يحب امه أكثر من أباه والبنت تحب أباها أكثر من أمها وحتى يدعم سيغموند فرويد رأيه هذا راح يبحث في الدراسات النفسية فوجد أن التداعي الحر هو عماد التحليل النفسي مع العلم أن التداعي الحر عند بروير عوض طريقة التنويم المغناطيسي عند شاركو وبرنهايم لأن في الطريقة الأولى(التداعي الحر) يتمكن الفرد من التفريغ النفسي وإخراج كل ما في ساحة اللاشعور من مكبوتات قد تؤدي بالفرد الى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية.
*النقد : دراسات سيغموند فرويد لا يستهان بها فقد دفعت بعجلة علم النفس لأنه أعطى أهمية كبيرة للجانب النفسي الذي يعتبر أهم جانب في الإنسان لكن دراسته جد محدودة و جد مغلقة فهو من يؤكد أن الإنسان تتحكم فيه جملة من الغرائز الجنسية فأين دور العقل؟فقد انتقد سيغموند فرويد كثيرا من قبل تلاميذه منهم لوكاش جورج الذي قال"ان سيكولوجيا فرويد هي سيكولوجيا الرجل المريض أو العاطل عن العمل"ويقصد به أن التحليل النفسي الذي أتى به فرويد هو تحليل الرجل المريض أو العاطل عن العمل كما حولوا مركز ثقل في الحياة النفسية من الشعور الى اللاشعور وهو الأمر الذي يجعل الانسان أشبه من لحيوان مسير بجملة من الغرائز والميول المكبوتة في اللاشعور.
*عرض موقف نقيض الأطروحة : هنا يقف موقفا مناقضا و مشككا لنظرية إثبات اللاشعور و هم أنصار النظرية الكلاسيكية التي يمثلها كل من ابن سينا . روني ديكارت و الذين يؤمنون بأن الحياة النفسية حياة شعورية
الحجج والبراهين: بداية بروني ديكارت الذي يرى أن الحياة نفسية برمتها و بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور فالحياة النفسية مكافئة تاما للحياة الشعورية لا سيما ان كنا نعلم أن الشعور ديمومة مستمرة و متغيرة فالفرد حي و يشعر بمختلف سلوكاته فيرفض بهذا روني ديكارت رفضا مطلقا أن تكون هناك حياة نفسية لا شعورية ينطلق من مسلمة مفادها أولوية الفكر (الشعور) عن الوجود و يقول في هذا الشأن " أنا أفكر اذا أنا موجود" فالتفكير وظيفة عقلية لا تقوم بها النفس الا اذا كانت واعية فالنفس البشرية اذن لا تنقطع عن التفكير (الشعور) الا اذا انقطع عن الوجود و التفكير كما يقف ابن سينا موقفا ايجابيا من موقف رونيه ديكارت فهم يتفقون على أن الانقطاع عن الشعور هو الانقطاع عن الحياة و يرى أن جوهر الحياة النفسية هي الحياة الشعورية أيضا أن الجمع بين الشعور و اللاشعور هو الجمع بين متناقضين و يستحيل الجمع بينهما مثلما جمع بين الليل و النهار و ضرب من ضروب المستحيل فالشعور اللاشعور هم كذلك و يؤكد في كل فكرة أن الشعور جوهر الحياة النفسية كل من مونتي و سقراط حيث يقول مونتي "لاأحد يعرفك أنك نابغة أو جبان إلا أنت" و في قول سقراط "اعرف نفسك بنفسك " تحمل هاتين المقولتين مفهوما واضحا و جليا للشعور فالشعور هو الوساطة التي يعرف الفرد على أحواله النفسية و يساندهم الرأي هيجل حيث يرى أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية فنحن ندرك كل دواعي سلوكاتنا لايمكن أن تكون هناك حالات غير شرعية لأن هذا القول يتناقض مع الواقع و العقل و يدعم هذا الرأي سيتكار في قوله "لا أؤمن إلا بالشعور و لقد أمنت في المرحلة الأولى بوجود حالات لا شعورية لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة يشعر بها المريض لكن ينم تجاهلها لأن المرضى يخافون من الحقيقة "هذا ان دل فإنما يدل على أن الشعور هو مفتاح فهم الشخصية كما نجد جول بول سارتر و الذي يذهب الى القول الى أن الوجود الإنساني أسبق من الماهية ففي نظر جون بول سارتر الإنسان لم يختر وجوده فقد قذف به في هذا الكون لذا يعتبر في هاته الحالة عبارة عن مشروع لابد من تحقيق ما يصبو له و ما ينشده و مصيره و شخصيته و هو يملك كامل الحرية في تجسيد ذلك و لكن هذا لا يتحقق الا في وجود الشعور و يقول أيضا "ان السلوك الإنساني يجري دائما في مجرى شعوري" فلولا الشعور لما كان الوجود .
*النقد : لو وقفنا ووافقنا مع ما جاء به ديكارت وزملائه فالمتأمل لهذا الرأي سيدرك تماما الأخطاء التي وقع فيها أنصار هذا الرأي فلا يمكن حصر النفس في الجانب الشعوري فقط لأن النفس أوسع من ذلك فهي تشمل عدة جوانب كالذاكرة والذكاء إضافة الى وجود حالات وسلوكات لدى الإنسان مجهولة أسبابها فهي تصدر دون وعي كالقلق والكره والفرح وهذا ما دفع بواطسون للتصدي لهذا الرأي حين قال "لنفرض أن الفكر في الرأس و الحزن في القلب و الحسرة في الكبد فأين مقر الشعور"
*التركيب : ان التحليل النفسي لظاهرة الشعورو اللاشعور تجب ان يرتكز على منطلقات تاريخية و منطقية فالنفس البشرية درسها الفلاسفة و ركز عليها أنصار اللاشعور و يهتم بها في عصرنا أنصار المدرسة السلوكية قال أحد الفلاسفة "علم النفس عند أول ظهورها زهقت روحه ثم خرج عقله ثم زال الشعور و بقي المظهر الخارجي و هو السلوك" و من هذا المنطلق لا يمكن إهمال الشعور و لا يمكن التنكر للاشعور لأنه حقيقة علمية وواقعية دون المبالغة في تحديد دوره فالسلوك الإنساني في محصلة العوامل شعورية و لا شعورية .
* الخاتمة : إن دراسة النفس الإنسانية قسم من أقسام الفلسفة القديمة حيث حاول الفلاسفة فهم حقيقة الروح و علاقتها بالجسد و في العصر الحديث ظهرت إشكالات جديدة أهمها الشعور و اللاشعور. و هي إشكالية حاولنا بحثها في هذه المقالة من خلال التطرق الى نظريتين متناقضتين النظرية التقليدية التي اعتبرت الشعور أساس الأحوال الشخصية و نظرية النفسي التي ركزت على اللاشعور و من كل ما سبق نستنتج الحياة النفسية يمتزج فيها الشعور و اللاشعور و لا يمكن التنكر لأحدهما.
=========
>>>> الرد الثاني :
هذه المقالة للاستاذ بودانة عبد الهادي ان شاء الله تساعدك
مقالة فلسفية حول الشعور واللاشعور
هل الحياة النفسية عند الإنسان يفسرها مبدأ الشعور فقط ؟
الطريقة: جدلية :
مقدمة : ( طرح المشكلة )
يعيش الإنسان حياة نفسية مختلفة باختلاف الأحوال والظروف فيشعر مرة بالفرح ومرة أخرى بالحزن ويشعر مرة باللذة ومرة بالألم ، فإذا كان الشعور هو الذي يجعلنا نعي أحوالنا النفسية ، هل هذا الشعور يطلعنا على ما يوجد بداخلنا من أحوال نفسية وتنعكس على سلوكاتنا ، وتكون حياتنا النفسية هنا موضوعا واضحا بالنسبة لنا ؟ أم أن هناك جانبا آخر لا نعيه ؟
وبعبارة أخرى هل كل ما هو نفسي هو بالضرورة شعوري ؟
العرض : ( محاولة حل المشكلة )
يعرف الفيلسوف الفرنسي " لالاند " الشعور بأنه " حدس الفكر لأحواله وأفعاله " ’ ويكون الشعور بهذا التعريف هو الوعي الذي يصاحبنا دوما عند القيام بأي عمل ’ هكذا تأسست أفكار المدرسة الكلاسيكية على هذا الرأي بزعامة الفيلسوف الفرنسي " ديكارت 1596 / 1650" الذي جعل من الشعور أساسا ومبدأ وحيدا لتفسير حياة الإنسان النفسية فالحياة النفسية في نظره تساوي الشعور والشعور يساوي الحياة النفسية ، ترجع جذور هذه النظرية إلى الفلسفة اليونانية وبالتحديد إلى آراء " سقراط 479/ 399 ق م "، الذي اعتقد إن الإنسان يعرف نفسه ويستطيع الحكم عليها وعلى أحوالها وأفعالها وقد عبر عن ذلك بمقولته الشهيرة " اعرف نفسك بنفسك " ونفس الموقف نجده في الكوجيتو الديكارتي الذي يقول " أنا أفكر إذن أنا موجود " ، ويؤمن ديكارت كذلك بأنه لا وجود لحياة نفسية خارج الشعور ما عدا الحياة الفيزيزلوجية التي ليس لها علاقة بنفسية الإنسان يقول ديكارت " ليس هناك حياة نفسية خارج الروح سوى الحياة "الفيزيو لوجية " ، فإذا كانت الحياة الفيزيولوجية غير شعورية فان الحياة النفسية لابد أن تكون شعورية فقط .
إلا أن هذا الموقف يفسر بعض الجوانب فقط ويعجز عن تفسير كثير من الحالات الأخرى التي يتعرض لها الإنسان في حياته فلا يوجد شيء يؤكد أن الحياة النفسية هي كلها شعورية وقابلة للملاحظة ، فهناك الكثير من الحالات النفسية والسلوكية عجز الإنسان عن تفسيرها تبعا للشعور وهنا كان لابد من افتراض جانب آخر يشكل الحياة النفسية وهذا الجانب هو اللاشعور .
على خلاف الموقف الأول افترض طبيب الأعصاب النمساوي " سيغموند فرويد 1859 / 1936 " وجود جانب آخر أكثر أهمية من الشعور واليه يمكننا إرجاع معظم تصرفاتنا وهو" اللاشعور" الذي عرفه على انه مجموعة السلوكات التي تصدر عن الإنسان دون وعي منه لأسبابها ودوافعها ففي نظره هناك سلوكات يقوم بها أي إنسان يعجز عن تفسيرها فمثلا زلات القلم وفلتات اللسان والأحلام ما هي إلا تعبيرات عن هذا الجانب المظلم في الحياة النفسية والذي اعتبر انه يمثل جل الحياة النفسية أي الجانب الأكبر منها ، ومن خلال أبحاث فرويد الطويلة في هذا المجال استنتج أن اغلب سلوكات الإنسان هي بالأساس لاشعورية وسببها تعبير الغريزة الجنسية المكبوتة التي سماها " الليبيدو' يقول فرويد في هذا السياق ' إن الفنان الذي يرسم لوحة فنية ليس إلا طريقة لا شعورية للتعبير عن غريزته الجنسية المكبوتة " وقد كان عالم النفس الفرنسي " شاركو " قد أشار أيضا إلى وجود جانب خفي في الحياة النفسية يؤثر في سلوكات الإنسان .
غير أن آراء فرويد بالرغم من أهميتها وصحتها إلى حد ما ، تعرضت إلى كثير من الانتقادات حتى من أقرب الناس إليه فآراءه المتعصبة لجهة سيطرة اللاشعور على حياة الإنسان افقده خصوصية هامة ألا وهي الوعي والإدراك فجعله أسيرا لغرائزه ومكبوتاته ونفى عنه كذلك كل إرادة وحرية في الاختيار ، فابنته " أنا فرويد " وتلميذه ' ادلر " كانا أكثر من انتقده في هذا الجانب .
إن اعتبار الحياة النفسية يمثلها الشعور فقط فيه نوع من الإهمال لجانب مهم وهو اللاشعور ، وكذلك اعتبار الحياة النفسية يمثلها اللاشعور فقط فيه تقليل من قيمة الإنسان كانسان بكل خصائصه ، والرأي السليم هو أن الحياة النفسية عند الإنسان لا يمكن معرفتها وتفسيرها إلا بالإيمان بوجود الجانبين معا فهما يتكاملان لمعرفة حقيقة النفس الإنسانية وما يدور بداخلها وان كانت هذه المعرفة محدودة الى حد ما .
خاتمة : ( حل المشكلة )
وهكذا نستنتج في الأخير من طرحنا لإشكالية الشعور باعتباره وسيلة لمعرفة حياتنا النفسية نؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية للشعور في اغلب الحالات مع مراعاة وجود جانب اللاشعور الذي يصلح لتفسير حالات أخرى خاصة عند المرضى النفسيين
=========
>>>> الرد الثالث :
هل الشعور كافٍ لمعرفة كل حياتنا النفسية؟.
طرح المشكلة :إنالتعقيد الذي تتميز به الحياة النفسية ، جعلها تحظى باهتمام علماء النفس القدامىوالمعاصرون ، فحاولوا دراستها وتفسير الكثير من مظاهرها . فاعتقد البعض منهم أنالشعور هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من معرفة الحياة النفسية ، فهل يمكن التسليمبهذا الرأي ؟ أو بمعنى آخر : هل معرفتنا لحياتنا النفسية متوقفة على الشعور بها؟
– محاولة حل المشكلة :
- عرض الأطروحة :الأولى:يذهب أنصار علم النفس التقليدي من فلاسفة وعلماء ، إلى الاعتقاد بأنالشعور هو أساس كل معرفة نفسية ، فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكلٍ واضح علىكل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما يقوم به من أفعال ، فالشعور والنفسمترادفان ، ومن ثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ،ولعل من ابرز المدافعين عن هذا الموقف الفيلسوفان الفرنسيان " ديكارت " الذي يرىأنه : « لا توجد حياة أخرى خارج النفس إلا الحياة الفيزيولوجية » ، وكذلك " مين دوبيران " الذي يؤكد على أنه : « لا توجد واقعة يمكن القول عنها أنها معلومة دونالشعور بها » . وهـذا كله يعني أن الشعور هو أساس الحياة النفسية ، وهو الأداةالوحيدة لمعرفتها ، ولا وجود لما يسمى بـ " اللاشعور " .
الحجة :ويعتمد أنصار هذا الموقف على حجة مستمدة من " كوجيتو ديكارت " القائل : « أنا أفكر ، إذن أنا موجود » ، وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ، وانالنفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعم وجودها ، وان كل ما يحدث في الذاتقابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، أما اللاشعور فهو غير قابلللمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود .
اذن لا وجودلحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع أن نقول عن الإنسان السّوي انه يشعر ببعضالأحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرار من خصائص الشعور .ثـم إن القول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناهوجود اللاشعور ، وهذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، فلا يمكنالجمع بين النقيضين الشعور واللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لايعقل ونفس لا تشعر .وأخيرا ، لو كان اللاشعورموجودا لكان قابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ،لأننا لا نشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وماهو نفسي باطني وذاتي . وهذايعني ان اللاشعور غير موجود ، وماهو موجود نقيضه وهو الشعور .
النقد :ولكن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء ، حيث يمكن ان نستدلعلى وجود الشئ من خلال آثاره ، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية أو التيار الكهربائي، ورغم ذلك فأثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما .
ثمإن التسليم بأن الشعور هو أساس الحياة النفسية وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، معناهجعل جزء من السلوك الإنساني مبهما ومجهول الأسباب ، وفي ذلك تعطيل لمبدأ السببية ،الذي هو أساس العلوم .
عرض نقيض الأطروحة :بخلاف ما سبق ، يذهبالكثير من أنصار علم النفس المعاصر ، أن الشعور وحده ليس كافٍ لمعرفة كل خباياالنفس ومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالإنسان لا يستطيع – في جميع الأحوال – أن يعي ويدرك أسباب سلوكه . ولقد دافع عن ذلك طبيب الأعصابالنمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعورفرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور » . فالشعور ليسهـو النفس كلها ، بل هناك جزء هام لا نتفطن – عادة – الى وجوده رغم تأثيره المباشرعلى سلوكاتنا وأفكارنا وانفعالاتنا ..
الحجة :وما يؤكد ذلك، أن معطيات الشعور ناقصة ولا يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية لكل ما يجري في حياتناالنفسية ، بحيث لا نستطيع من خلاله ان نعرف الكثير من أسباب المظاهر السلوكيةكالأحلام والنسيان وهفوات اللسان وزلات الأقلام .. فتلك المظاهر اللاشعورية لا يمكنمعرفتها بمنهج الاستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على الشعور ، بل نستدل علىوجودها من خلال آثارها على السلوك . كما أثبت الطب النفسي أن الكثير من الأمراضوالعقد والاضطرابات النفسية يمكن علاجها بالرجوع إلى الخبرات والأحداث ( كالصدماتوالرغبات والغرائز .. ) المكبوتة في اللاشعور.
- النقد :لا شك أنمدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية ، لكن اللاشعوريبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات ، غير أن المدرسة النفسية جعلتهاحقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور إلى اللاشعور، الأمر الذي يجعل الإنسان أشبه بالحيوان مسيّر بجملة من الغرائز والميول المكبوتةفي اللاشعور.
التركيب :وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسيةكيان معقد يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعورواللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعوريمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها .
حل المشكلة :وهكذا يتضح ، أن الإنسان يعيش حياة نفسيةذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانبلاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، مما يجعلنا نقول أن الشعوروحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية .
=========
>>>> الرد الرابع :
Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
=========
>>>> الرد الخامس :
=========