عنوان الموضوع : مقال فلسفي نص السؤال : إن للشغل أبعادا فما هي ؟ للثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
نص السؤال : إن للشغل أبعادا فما هي ؟
المقدمة :
التحليل
تطلق كلمة شغل في اللغة للدلالة على معنى الوظيفة والحرفة والصنعة ... أما من الناحية الاصطلاحية فإننا لا نجد للشغل تعريفا واجدا فقد عرفه
اوغست كونت " في قوله هو التغيير النافع للمحيط من طرف الإنسان ) . إن العمل يمتاز بكونه نشاط واع يتصف بالاستمرارية , ويختلف عن وعليه فالشغل فاعلية إنسانية إلزامية موجهة نحو تحقيق أثر نافع في الحياة .
وقد ذهب المفكرون مذاهب شتى في بيان طبيعة العمل والدافع إليه ( هل هو بيولوجي أم اجتماعي ؟ ) :
إن اليونان اعتبروا العمل مصدرا النقص والعبودية والانحطاط فهو شيء مخز وهولا يليق إلا بالعبيد كما أشار أرسطو . ورأى الروماني شيشرون : " انه من غير الممكن لي شيء نبيل أن يخرج من دكان أو ورشة " . .. وقد جاءت المسيحية مؤيدة لهذا الموقف واعتبرت العمل عقابا للإنسان في هذه الدنيا وهو نوع من أنواع التكفير عن الذنوب . ورفض الإسلام أن يكون العمل عنوانا للعبودية ...واعتبره وسيلة من وسائل التحرر , بل إن الغاية من العمل مرتبطة بغاية الوجود الإنساني التي من خلالها استحق الخلافة في الأرض .
ومهما يكن فقد بات من المؤكد انه لا سبيل إلى التحرر من الحتميات إلا بالعمل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن للعمل أبعاد تظهر في قول
الأديب و المفكر فولتير : ( إن الشغل يبعد عن القلق و الحاجة و الرذيلة ) . و تفصيل ذلك هو الآتي :
البعد النفسي : كان الهدف من الشغل حتى مطلع القرن 20 م هو الوصول إلى أكبر مردود ممكن وبأقل التكاليف حيث نظر المفكر الاقتصادي فريدريك تايلور إلى الشغل نظرة آلية خالية من أي معنى نفسي أو إنساني ، إذ اعتبر العمال في المصانع مجرد آلات للإنتاج ، وهذا ما أثار فيما بعد علماء النفس ودفعهم إلى الاهتمام بالعامل على اعتبار أنه محور العمل و الإنتاج وهكذا ظهرت " سيكولوجية العمل " التي تبحث في أسباب الشغل الفزيولوجية و الاجتماعية و النفسية و آثارها على الشغل و الإنتاج ويظهر الأثر النفسي للشغل عند الإنسان الذي لا يعمل ،إذ أنه يشعر بالملل و القلق ويكون سريع الانفعال، وتكون شخصيته في مرآة ذاته مهتزة ،و البعض من الناس قد يصبح نتيجة هذا الفراغ عرضة إلى الأمراض النفسية.
و بالنظر إلى فاعلية العمل اعتبره الأطباء النفسانيين وسيلة من وسائل العلاج لأن ممارسة نشاط معين في نظرهم له تأثير على الجملة العصبية وهذا ما ينتج عنه التخفيف من حدة صراعاتهم ومعاناتهم وفي هذا قال الدكتور اليعقوبي في كتابه الوجيز في الفلسفة : ( ...وقد دلت التجارب على المصابين بالأمراض العقلية ، تخف اضطراباتهم عندما يقومون ببعض الأعمال القليلة ، مما يثبت أن العمل أحد دعائم الصحة العقلية ).
البعد الأخلاقي : لم ينظر الإنسان للشغل نظرة مادية فحسب ، بل نظر إليه نظرة معنوية واعتبره قيمة أخلاقية تحفظ كرامته و تصون عرضه لأن الذي لا يعمل كثيرا ما يسأل الناس قوت يومه وهذا إذلال له و إهدار لسمعته .ويذهب البعض إلى أبعد من سؤال الناس إلى السرعة و ألوان الكسب غير المشروع ويصبحون مصدر شر للناس .
إن الشغل دليل وعنوان الحرية الإنسانية ومسئوليته اتجاه نفسه وغيره ، وهذا ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف إذ ورد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إن الله تعالى يمقت العبد الصحيح الفارغ) . وفي في حديث آخر ( من اكتسب قوته ولم يسأل الناس لم يعذبه يوم القيامة )
البعد الاجتماعي : إن حاجات الإنسان البيولوجية كثيرة ومتنوعة في مقابل محدودية إمكانياته وقصوره عن تحقيقها بمفرده . وهو ما فرض عليه التعاون مع غيره ومن ثمة أصبح الشغل ضرورة اجتماعية اقتضت تقسيم الأعمال و الأدوار في المجتمع . فالشغل إذا ليس مجرد نشاط فردي، بل هو نشاط اجتماعي يقوم على التعاون ويقوي العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وذلك بوصفه ظاهرة ملازمة للعمران البشري كما أكد ذلك عالم الاجتماع ابن خلدون
البعد الاقتصادي : البعد الاجتماعي للعمل يؤدي إلى تقسيم العملية الإنتاجية من طرف المجتمع يحول الشغل من الصورة البيولوجية المرتبطة بتلبية حاجيات الفرد إلى الصورة الاقتصادية المرتبطة بتلبية حاجيات الجماعة ، وتحقيق هذه الصورة إنما يتم حسب تنظيم اقتصادي لعملية الإنتاج و الاستهلاك وما يتوسطها من علاقات مختلفة بين العمال و أرباب العمل المنتجين و المستهلكين .
الخاتمة : إن الشغل هو احد الشروط الأساسية للوجود الإنساني فالإنسان حين يشتغل يؤثر على ذاته ويغير فيها تغيرا ويوجهها نحو إنسانية الإنسان وفي هذا قال مونييه : " يهدف كل عمل إلى أن يصنع في نفس الوقت إنسانا وشيئا " .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
مشكور اخي الكريم
=========
>>>> الرد الثاني :
شكرا جزيلا لك
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========