عنوان الموضوع : للأساتذة مذكرة انطباق الفكر مع نفسه..
مقدم من طرف منتديات العندليب

المذكـرة المعرفيـة رقم: 02 ثا/ زروقي الشيخ بن الدين- مستغانم-

المــادة: فلسـفة. النـشـاط: نظـــري
الإشـكالية ii: في آليات التفكير المنطقي. المستـوى: 3ع ت- 3ر- 2آف.
المشـكـلة 1: انطباق الفكر مع نفسه وانطباقه مع الواقع. الـمــدة: 4 ســـا
الكفـاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل نشاط نفسي وثقافي إلى عملية التأمل.
الكفـاءة الخـاصة: تقريب مفهوم المنطق وقواعده لأذهان التلاميذ وتعريفهم بأهميته ومكانته.
الكفاءة الختـامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.

المشكلة الأولى: متى ينطبق الفكر مع نفسه؟ وهل حصول الانطباق كاف لضمان وفاق جميع العقول؟
وهل يكفي أن نعرف قواعد المنطق الصوري حتى نكون في مأمن من الأخطاء؟
المحتوى المنهجي عناصر الدرس المحــتــــوى المــــعـرفــــي الطريــــــقة


طرح المشكلــة.
إن اتــفاق الفكر مع نفسه، وانطبــاقه مع ذاته، هو مجــال فكري يهتـم به ما يسمى بالمنطق الصوري الذي
موضوعه دراسة قوانين الفكر حتى لا يتناقض مع نفسه في أحكامه واستدلالاته، لذلك كان من الضروري الاطلاع على هذا المنطق، والتعرف على الوحدات والقواعد التي يقوم عليها فما معنى المنطق؟ وكيف تساعد قواعد المنطق الصوري على حماية الإنسان من المغالطات؟ ومتى ينطبق الفكر مع نفسه؟. حــــواريــــة




دواعي وأسباب نشأة علم المنطق: وجود خطأ في معرفة العلوم: لا شك أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تأسيس علم المنطق هو وجود:
- انزلاقات ذهنية في معارفنا.
- هشاشة الأسلوب.
- الأغاليط التي تحاكى بها الناس بعضهم البعض
- الإبهام والغموض والالتباس.
وهكذا كان لابد من تأسيس علم المنطق وإخضاع المعرفة إلى القواعد والضوابط تفاديا للأخطاء.
فما مفهوم المنطق وما وظيفته:
المنطق لغة: هو الكلام الموزون.
المنطق اصطلاحا: هو علم معياري نميز بواسطته الخطأ من الصواب.
عرفه أرسطو: << أرغانون (آلة) التي تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ >>.
وعرفه جيفونز: << المنطق هو علم قوانين الفكر>>.
-iوحدات الفكر المنطقي:
1-التصور و الحد:
أ- ما هو التصور؟ هو عملية ذهنيـة مجـردة (ليـست حسيـة)، نفـهم بهـا حقيـقـة الشيء دون الحكم عليه
نفيا أو إثباتا. كقولنا الإنسان فان.
ينظر المناطقة إلى التصور من وجهتين:
- وجهة المفهوم: وهو مجموعة الصفات والخصائص المشتركة التي يتميز بها شيء ما.
مثل: إنسان: مفهومه: كائن، حي، عاقل...
- وجهة الماصدق: وهو مجموعة الأفراد والأشياء التي تنطبق وتصدق عليها صفات المفهوم.
مثل: إنسان: زيد، علي، أحمد...
* وقد اتفق أغلب المناطقة على أن العلاقة بين المفهوم والماصدق علاقة عكسية، كلما زاد المفهوم قل الماصدق، وكلما زاد الماصدق قل المفهوم. لكن هذه التصورات لا يمكن التعبير عنها إلا بالحدود.
المفهوم الماصدق
كائن
كائن حي
كائن حي يمشي
كائن حي يمشي يفكر انسان، حيوان، نبات، جماد
إنسان، حيوان، نبات
إنسان، حيوان
إنسان

ب- فما هو الحـد؟ هو التعبير اللفظي عن التصور أو هو الصيغة والرداء اللفظي للتصور.
(العرب) حــد . (التلميذ) حــد . (الجمهورية الجزائرية) حــد .

* والحد ينقسم إلى قسمين:
أ- الحد الكلي: وهو الألفاظ التي تطلق على مجموعة من الأفراد مثل: (إنسان) ، (قلم)
ب-الحد الجزئي: وهي الألفاظ التي تنطبق على شيء واحد له صفات يتميز بها مثل: (وهران)،(عنابة).
2- التعريف المنطقي: هو الذي يقوم على تحديد المعاني تحديدا تاما وتوضيح الغامض منها عن طريق تحليلها ووصفها بدقة، وذكر صفاتها الجوهرية التي تتكون منها.
ولا يمكن لهذا التعريف أن يتأسس إلا على مقولات الكلية أو الكليات الخمس. فما هي؟
أ- الجنس: حد كلي يطلق على أفراد كثيــرين يختلفـون في النوع لكنهم يشتـركون في مجمـوعة من الصفات
الجوهرية. مثل: (جنس الإنسان) ، (جنس الحيوان)
وهو نوعان جنس قريب ، وجنس بعيد.
ب- النوع: حـد كلي يندرج تحـت الجنس، وهو ذكر الصفـات التي نجـدها عـند نوعيــن مختـلفيـن كـالأبيض
والمربع.
ج- الفصل النوعي: حد كلي يعبر عن صفة جوهرية تفصل نوعا من الأنواع عن غيره.
فالحي: صفة يشترك فيها الإنسان والحيوان والنبات. وصفة عاقل هي التي تفصل
الإنسان عن غيره من الأنواع.
د- الخاصة: حد كلي يعبر عن صفة عـرضيــة غير جوهرية تخص نوعا من الأنــواع وتصدق على جميع
على جميع أفراده دون غيرهم كالضحك خاصية تخص الإنسان فقط.
هـ- العرض العام: حد كلي يعبر عن صفة عرضية غير جوهرية يشترك فيها مجموعة من الأنواع.
مثل يمشي على رجلين: صفة موجودة عند الإنسان وعند الطيور أيضا.
وعليه يجب أن يكون التعريف واضحا بعيدا عن الغموض والإبهام، وأن يكون جامعا مانعا أي شامل لجميع أفراد المعرف ومانعا لغيرهم من الدخول فيهم.
3- الحكم والقضية:
أ- الحكم: هو تقرير ذهني مرتبط بالتصورات ولكي يظهر ويعبر عن نفسه لابد له من صيغة لفظية تسمى بالقضية.
ب- القضية:وهي الجملة الخبرية التي تحتمل الصدق أو الكذب وتتألف من موضوع ومحمول.
كقولنا: الجو(موضوع) غائم (محمول) ، كل البشر(موضوع) فانون(محمول)
أنواع القضية المنطقية:
أ- القضية الحملية (البسيطة): هي التي تحمل الحكم عل الموضوع دون أن تعلقه بشرط مثل:
الله موجود ، التلميذ مجتهد
وتنقسم إلى أربعة أقسام:
- كلية موجبة (ك . م) وهي التي نحكم فيها على الكل بالإثبات. مثل: كل إنسان مفكر.
- كلية سالبة (ك . س) وهي التي نحكم فيها على الكل بالنفي. مثل: لا إنسان مفكر.
- جزئية موجبة (ج . م) وهي التي نثبت فيها الصفة على البعض فقط. مثل: بعض الإنسان مفكر.
- جزئية سالبة (ج . س) وهي التي تنفي فيها الصفة على البعض فقط.مثل: ليس بعض الإنسان مفكر.
ب- القضية الشرطية (المركبة) : وهي التي تتألف من قضيتين حمليتين الحكم فيهما معلق بأداة شرط
يسمى جزؤها الأول (المقدم) والثاني (التالي) وهي قسمان:
> شرطية متصلة: تكون بين طرفيها علاقة اتصال ولزوم
مثل: إذا توفر الإنتاج انخفضت الأسعار.
> شرطية منفصلة: تكون بين طرفيها علاقة انفصال ونفور.
مثل: إما أن تكون الإجابة صحيحة أو خاطئة.
* الاستغراق : يقصد به الحكم على كل أفراد الموضوع أو المحمول أو هما معا بالنفي أو الإثبات.
ويكون غير مستغرق إذا انصب على بعض الأفراد فقط.
 الكلية الموجبة تستغرق الموضوع فقط ولا تستغرق المحمول مثل: كل إنسان(م) فان(غ.م)
 الكلية السالبة تستغرق الموضوع والمحمول معا مثل: لا منافق(م) مؤمن(م)
 الجزئية الموجبة لا تستغرق لا الموضوع ولا المحمول مثل: بعض العرب(غ.م) مسيحيين(غ.م)
 الجزئية السالبة لا تستغرق الموضوع وتستغرق المحمول مثل: ليس بعض المعدن(غ.م) ذهب(م)

* آليات الاستدلال:
تعريف الاستدلال: هو عملية ذهنية برهانية ننتقل فيها من المقدمات للوصول إلى نتائج إلزامية.
والاستدلال الذي يشتغل عليه المنطق الصوري يندرج تحت نوع الاستدلال الاستنتاجي وهو استنتاج صدق قضية أو كذبها من قضية أخرى أو عدة قضايا.
مثل: كل التلاميذ ناجحون
محمد تلميذ (هذا استدلال منطقي صحيح)
محمد ناجح
وهو نوعان:
أ) الاستدلال المباشر: وهو استنتاج صدق قضية أو كذبها من قضية أخرى مباشرة دون توسط قضية ثالثة بينهما.
قواعد التقابل:
- القضيتان إذا كانتا كليتان متفقتان كما ومختلفتان كيفا كانتا متضادتين.
- القضيتان إذا كانتا جزئيتان متفقتان في الكم ومختلفتان في الكيف كانتا تحت التضاد.
- القضيتان إذا كانتا مختلفتان كما ومتفقتان كيفا كانتا متداخلتان.
- القضيتان إذا كانتا مختلفتان كما كانتا متناقضتان.

جدول تقابل القضايا المنطقية:


كل تلميذ ناجح تضــــــــــــــــــــــــاد لا تلميذ ناجح
ك . م اختلاف في الكيف ك . س


تنـــــــــاقـض تنـــــــــاقـض


اختلاف في
الكـم والكيف

ج . م اختلاف في الكيف ج . س
بعض التلاميذ ناجحون دخول تحت التضاد ليس بعض التلاميذ ناجحون


العكس في القضايا:
هو استنتاج قضية من قضية أخرى تخالفها في الموضوع أو المحمول . أي هناك قضية أصلية وقضية معكوسة. بحيث يصبح الموضوع محمولا والمحمول موضوعا.
مثال: كل القسم مؤدب
كل المؤدبين من القسم.
- الكلية الموجبة تعكس إلى جزئية موجبة. (كل العباقرة رجال ↔ بعض الرجال عباقرة)
- الكلية السالبة تعكس إلى نفسها. (لا مؤمن عنصري ↔ لا عنصري مؤمن)
- الجزئية الموجبة تعكس إلى نفسها. (بعض اللاعبين محترفين ↔ بعض المحترفين لاعبين)
- الجزئية السالبة لا تعكس إلى قضية.
قـــواعده:
- إذا كانت الأصلية موجبة فالمعكوسة تكون موجبة، والعكس.
- لا يستغرق الحد في المعكوسة ما لم يكن مستغرقا من قبل في الأصلية.






ب) الاستدلال غير المباشر (القياس):
تعريفه: هو استخلاص أو استدلال مجموعة من القضايا بناءا على مجموعة من المقدمات.
عرفه ابن سينا: < هو قول مؤلف من أقوال إذا وضعت لزم عنها بذاتها، قول آخر غيرها اضطرارا >
أنــــــواعه:
1- القياس الحملي (الاقتراني): هو قياس بسيط يتألف من قضيتين حمليتين ونتيجة حملية تلزم عنهما.
مثال ذلك:
كل المعادن تتمدد بالحرارة . مقدمة كبرى.
الحديد معدن . مقدمة صغرى.
الحديد يتمدد بالحرارة . نتيجة.

قـــــواعـده:
- أن يتوفر لدينا قياس من ثلاثة حدود ( حد أكبر - حد أوسط - حد أصغر )
- يجب ألا يظهر الحد الأوسط في النتيجة.
- يجب أن تكون إحدى مقدمتي القياس موجبة لأنه لا نتاج من سالبتين.
- القضيتان الموجبتان لا تنتجان قضية سالبة
2- القياس الشرطي (الاستثنائي): وهو قياس مؤلف من مقدمتين، إحداهما قضية شرطية كبرى تتألف من قضيتين حمليتين (الطرف الأول يسمى مقدما - م- والطرف الثاني يسمى تاليا - ت- ، وقضية صغرى حملية تثبت أو تنفي أحد طرفي الشرط في الكبرى، ونتيجة حملية تلزم عن ذلك.
مثال: إذا كان التلميذ مجتهدا فسوف ينجح. كبرى تفيد اللزوم
لكـنه مجتــهد.
سـوف ينـجح.
والقياس الشرطي نوعان:
أ- القياس الشرطي المتصل:
مثل: - إذا ازدهرت الحضارة انتشر التفلسف.
- لكن الحضارة مزدهرة.
- إذن انتشر التفلسف.
ب- القياس الشرطي المنفصل:
مثل: - إما أن نهتم بالعلم أو ينتشر الجهل.
- لكننا نهتم بالعلم.
- إذا لن ينتشر الجهل.
ونستنتج مما تقدم مجموع الوحدات التي يؤسسها المنطق الصوري ليوضح مختلف القواعد التي يستند إليها العقل في تصوراته وأحكامه وبراهينه.

Ii- مبادئ العقل:
إن إعمال العقل، وتوجيه نشاطه الفكري، وترتيــب معــارفه ومكتــسباتـه ومعرفة الصحيح والفاسد منها، يقتضي كيفية توافق وانسجام النتائج مع المقدمات وذلك عن طريق مجموعة من المبادئ العقلية المشتركة بين كل العقول والتي لا يمكن البرهنة عليها والمتمثلة فيما يلي:
1- مبدأ الهوية: وهو الشيء الموجود لذاته أي بديهي وواضح كقولنا ( أ هي أ )
2- مبدأ عدم التناقض: أي العقل لا يستطيع الجمع بين صورتين متناقضتين، فلا يمكن للشيء أن يكون موجود وغير موجود في الوقت نفسه كقولنا ( التلميذ موجود وغير موجود ) في الوقت نفسه.
3- مبدأ الثالث المرفوع: والذي يعني أنه لا وسط بين النقيضين فإما أن يوجد الشيء أو لا يوجد.
4- مبدأ السبب الكافي: وهو يعني أن لكل ظاهرة في الوجود سبب يحدثها، فلا ظاهرة بدون سبب.
5- مبدأ الغائية: يعني أن لكل موجود غاية وهدف خلق من أجله.
6- مبدأ العلية: هو صورة مشتقة من مبدأ السبب الكافي، فحواه أن لكل تغيير سبب، فنفس العلة تحدث نفس المعلول.


Iii هل تحقيق انطباق الفكر مع نفسه كاف لضمان اتفاق العقول:
أثير الجدل في التفكير الفلسفي حول أهمية منطق أرسطو ولقد اختلفت الآراء حول ذلك.
إيجابياته:
اعتبر المنطق - خاصة في العصور الوسطى – أصدق معيار يمكن الاستعانة به لدراسة العلوم، وأداة يجب تحصيلها قبل البدء في أي نوع من البحوث باعتباره يمثل النظرية النهائية التي تبين لنا قواعد الاستدلال والشروط التي يمكن أن نفرق بها بين الصواب والخطأ، يقول أرسطو عن منطقه أنه علم الاستدلالات الصحيحة من حيث صورتها. وهو قواعد تعصم الفكر من الخطأ (ابن سينا)
- علم الميزان راسل – ابن رشد
- حماية الإنسان من المغالطات والأفكار السوفسطائية.
- تنظيم الأقوال والأفكار وذلك بضبط الحدود.
- رسم معالم التفكير السليم.
- أبو حامد الغزالي: » من لا يعرف المنطق لا يوثق بعلمه« .
- القيــاس الأرسطـي يســاعد كثيـرا المسلميــن فـي عمليـة الاجتهاد وذلك بقيـاس الغائب على الحاضر مثل المخدرات.
- الفرابي لقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو» فصنــاعة المنطق تعني بالجملة القــوانين التي من شأنها أن تقوم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب «
- يرى بعض مفكري الإسلام أن المنطق هو فرض كفاية على المسلمين.
سلبياته:
غير أن هذه النظرة التي تجعل من المنطق الصوري أكمل ما أنتجه العقل البشري لتحقيق توافق العقول فيها الكثير من المبالغة، والنقص والخطأ لأنه اجتهاد بشري يعتريه النقص، ولا يرقى إلى الكمال، وهذا ما حاول أن يظهره خصوم أرسطو خاصة في العصر الحديث من أبرزهم ديكارت، غوبلو و بيكون فاعتبروه:
- هو منطق شكلي، يدرس التفكير دون البحث عن طبيعة الموضوعات.
- أن قواعده ثابتة لا تقبل التطور مهما كانت المضامين.
- أنه منطق عقيم لا يصل إلى نتائج جديدة، أي مجرد تحصيل حاصل.
- أنه منطق ضيق جزئي لا يعبر إلا عن بعض العلاقات المنطقية.
- أنه منطق لغوي يقوم على الألفاظ وما فيها من التباس وغموض
- ابن صلاح السهروردي < من تمنطق تزندق>.
- ابن تيمية رفض المنطق الأرسطي وجاء بالبديل وهو المنطق الإسلامي.
- كانط <المنطق ولد مع أرسطو ومات معه> لأنه لا يواكب العصر.
- جون ستيوارت ميل < القياس علم عقيم>
- ديكارت، غوبلو، بيكون، رفضوا المنطق لأنه فارغ من محتواه.
- خطوات المنهج التجريبي كافية للوصول إلى المعرفة.
- يقال: » منطق أرسطو لا يحتاج إليه الذكي ولا يستفيد منه الغبي لأنه تحصيل حاصل. «

أنواع المنطق:
* المنطق الرمزي: هـو الذي يعبــر عـن عـلاقـاته وقوانينه وصوره الاستدلالية بالرموز والإشارات، وهو يرتبط بالرياضيات ومبادئها. وان المنطق أداة يتم بناؤها تبعا لتقدم العلم والثقافة ومن الرموز التي استخدمها
الوصل : الفصل :
وهكذا لم تعـد اللغة عــاديـة كـما في القيـاس والاستـدلال بل أصبحت عــبارة عن إشارات مؤلفة في صورة الرياضيات لتطبق على القضايا وهو ما يتلاءم مع روح العصر.
* المنطق الثابت والمتغير:يقسم المناطقة المنطــق إلى صوري ومــادي، الأول يهتم بالتصورات والمفاهيم والرموز والثاني يتجه إلى الأشياء الخــارجية كمـادة للفكـر والتي تنـطبع فـيه التجربـة عن طريـق الإحساس والعادة وتداعي الأفكار.
فالذهنية البدائية تختلف عن الذهنية المتحضرة اختلافا جذريا أي أنه لا يمكن أن نساير المنطق الثنائي القائم على مبادئ العقل وهذا صعب أن يقتنع به العلم لأن ما اكتشفته الفيزياء الاحتمالية عن كثير من الظواهر نعجز عن الحكم عليها بالصدق والكذب ما يعني أن هناك احتمالات قد تجمع الاثنين معا.
* المنطق الجدلي: الذي يقوم على النظر إلى العالم الطبيعي والواقعي على أنه محكوم بمبدأ التناقض والتغير الذي يعبر عن الحركة والنشاط وبالتالي فهو يرفض مبدأ الهوية الذي يقوم على إثبات الأشياء في المنطق الأرسطي، فنجد المنطق الجدلي مع هيغل فجعله يتألف من ثلاث مراحل الموضوع ونقيضه، ثم التركيب بينهما.

هل التعرف على قوانين المنطق تضمن عدم الوقوع في الأخطاء؟
صحيح أننا نعرف هذه القواعد ولكننا قد نخطأ وفي هذا السياق نتناول نقطتين تأثر الحكم المنطقي بالحتمية النفسية والاجتماعية وتأثره بحتمية الفكر الفلسفي.
 الحتمية النفسية: يبقى الحكم المنطقي عمل من أعمال الإنسان الإرادية وأثر من آثاره الذهنية، ولما كان الإنسان فردا من الجماعة فهو لا يستطيع أن يفكر حسب هواه ورغباته النفسية فيكون مرغما ومحتما عليه أن يرضخ لأحكام مجتمعه بمعنى الأحكام المنطقية للإنسان توقع في الخطأ رغما عنه.
 الحتمية الاجتماعية: الحكم عملية يكتسبها الفرد من داخل مجتمعه وليست مسألة فردية، فمبادئ العقل والقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب يقدمها المجتمع والناس لكي يتناقشوا حول الصواب والخطأ ضرورة أن يتواضعوا على مبادئ معينة لتسديد سلوكاتهم ومن الصعب أن نرفض ما اتفقت عليه الجماعة.
 تأثير حتمية الفكر الفلسفي على الفكر المنطقي:
كل حكم منطقي متأثر بالفكر الفلسفي فللمنطق علاقة بالفلسفة فالمنطق رغم تطور دراساته وتعدد أشكال التعبير عنه إلا أنه لا يزال شديد الارتباط بالفلسفة، فأي تجديد في المنطق تجديد في الفلسفة، كما انه لا زال أسير الآراء الميتافيزيقية ومواقف فلسفية، هذا ما يجعل الحكم المنطقي قد يقع في الخطأ.



حل المشكلة
ونستنتج في الأخير أن مشكلة انطباق الفكر مع نفسه تقوم على قواعد وآليات سعى المنطق الصوري لإظهارها قصد التأسيس لنظرية تعبر عن انسجام الفكر مع ذاته، برغم ما فيه من نقائص ومؤاخذات، كانت دوافع أولية لإبداعات منطقية جديدة جاءت من بعده، كالمنطق الرمزي، والمنطق المادي خاصة.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا على المجهود

=========


>>>> الرد الثاني :

شكرا جزيلا

=========


>>>> الرد الثالث :

أسألك ياأستاذ: وشعبة اللغات هل ليست معنية بهذا الدرس؟ لا أجدها في المستوى المستهدف ........

=========


>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الخامس :


=========