عنوان الموضوع : خالد مشعل : نعتمد على تصنيع السلاح داخل غزة ، ولم نطلب شيئا من "حزب الله"، وعلاقتنا مع إيران تغيرت . الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

نفى "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تكون الحركة قد طلبت دعما من مليشيا حزب الله خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

وفي حوار مع وكالة "أناضول" التركية، وردا على سؤال حول ما قيل عن طلب "حماس" التدخل من قبل حزب الله، ومدى الاستعداد للتنسيق معه مستقبلا، قال "مشعل": لا صحة لها الأمر، لم نطلب شيئا، هذه ليست أول حرب تخوضها دفاع عن النفس ردا على العدوان الإسرائيلي، هذه ثالث حرب على غزة في أقل من 6 سنوات، ونعتمد بعد الله على أنفسنا، ونعرف ظروف الأمة كل له وضع خاص، أما التواصل مع الدول والقوى الفاعلة في الأمة فهناك جوانب نتفق عليها، وهناك جوانب نختلف بشأنها مع كل القوى بما فيها حزب الله.

وفيما إذا كانت "حماس" ما تزال تتلقى دعما عسكريا من نظام طهران، أجاب "مشعل": في الماضي دعمتنا إيران ماليا وعسكريا، وهذا ليس بالأمر المجهول، لكن في السنوات الأخيرة دخلنا في مرحلة أخرى من العلاقة، لم تنقطع العلاقة، ولكن تغير حالها. وفي هذا الظرف الاستثنائي المقاومة الفلسطينية بحثت وسائل التسليح الذاتي وكان الاعتماد الأكبر على التصنيع داخل غزة، وعلى ابتكار التكتيكات العسكرية والإبداع فيها وهو ما فاجأ العالم.

وحول ما يقال عن موقف مرتبك للحركة إزاء ما يجري في سوريا، قال "مشعل": نحن لا نتدخل في الشأن السوري ولكن حدث افتراق حول الأزمة السورية، ونحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، الجميع يعلم أننا مصطفون مع الشعوب من حيث القيمة الأخلاقية والمبدئية والسياسية، ولكن لا نتدخل في أي أزمة لا في مصر ولا في سوريا ولا العراق، ولكننا مع الشعوب دائما وحريتها وكرامتها؛ لأن هذه أخلاق ومبادئ.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

* خلال مؤتمر صحفي مساء أمس وصف نتنياهو حماس بحركة "داعش"، وقال إنه دمر الأنفاق وضرب البنية التحتية لحركة حماس.. ما تعليقكم على تلك التصريحات؟

- قاتل الأطفال في غزة والقدس وفي الضفة الغربية وفي أماكن عديدة من العالم لا يحق له أن يعطي أوصافا للآخرين، ما تفعله إسرائيل منذ 45 يوما في هولوكست حقيقي يجري في غزة من قتل للأطفال وتدمير للأحياء السكنية والمساجد ومدارس الأونروا والمستشفيات، 10 آلاف جريح، ألفي شهيد ربعهم من الأطفال والربع الآخر من النساء وكبار السن، هذا العدو يستنسخ نسخة رديئة وسيئة مما فعله هتلر قبل عشرات السنوات، فاليوم نحن نشهد نازية حقيقية، ونتنياهو يحاول أن يركب موجة الحرب على الإرهاب لمحاولة التقاطع مع الأجندة الأمريكية ولكن أوراق العدو الصهيوني أصبحت مكشوفة، أمام المجتمع الدولي وهو يخسر يوما بعد لذلك هو يحاول أن يحد من هذه الخسارة.

أما فيما بتعلق بتدمير الانفاق وضرب البنية التحتية لحركة حماس، فأي حرب لا بد لها من خسائر وبكل مسؤولية، أقول نعم هناك ما نخسره وضحينا بالكثير، ولكن هو (نتنياهو) يبالغ في إنجازاته هو لم ينجز شيئا، الشئ الوحيد الذي أنجزه هو قتل الأطفال وتدمير البيوت ومجازر الهولوكست الذي ارتكبها بحق أهل غزة، أما أننا خسرنا عسكريا فهناك خسارات ولكنها محدودة كما قالت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، وما زالت المقاومة بكل اجنحتها العسكرية قادرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي وستنتصر في المعركة.

* على ذكر المعركة، أعلنت كتائب القسام مساء أمس أنه لاعودة للمسار التفاضي مجددا.. ماذا تقصدون بهذا الأمر؟

- هذه حرب عدوانية على غزة، ونحن معنيون بوقف هذا العدوان من خلال الدفاع عن أنفسنا، ومعنيون بعد وقف هذا العدوان بأن نحقق مطالب شعبنا الفلسطيني وعلى رأسها كسر الحصار عن غزة والإفراج عن المعتقلين وكل المطالب التي تقدمت بها المقاومة، فهذا مطلبنا أن يتوقف العدوان أن يرفع الحصار عن غزة وأن تلبى المطالب الفلسطينية فهذه قضية واحدة، نخوضها في الميدان العسكري والميدان السياسي بما يخدم الشعب الفلسطيني.

* وما مدى استعدادكم للعودة للتفاوض غير المباشر مرة أخرى مع إسرائيل بوساطة مصرية؟

- الحوار للوصول إلى اتفاق من خلال مفاوضات غير مباشرة وسيلة وليست هدف، وليست ملهاة وليست غاية نقصدها، وما لم يتوفر الظرف لتحقق مطالبنا الفلسطينية فلا فائدة من أي حوار، بصرف النظر عن المكان وعن الوسيط، العبرة لدينا أن نتاكد ان هناك ظرف حقيقي يدفع العدو للتسليم بالمطالب الفلسطينية.

* وكيف لكم أن تتأكدوا من توفر الظرف؟

- إدارة المعارك تكون مزيجا من الفعل الميداني والفعل السياسي ونحن نعرف متى تكون هناك جدوى من المفاوضات، نحن كقيادة سياسية نقرر متى تكون الخطوة في الاتجاه الصحيح يكون لها جدوى وهذا مرتبط بالوضع الميداني.

* على ذكر الوضع الميداني، إسرائيل اتهمت حماس أنها خرقت الهدنة قبل انتهائها الثلاثاء الماضي.. ما مدى صدق رواية إسرائيل عن خرقكم التهدئة؟

- العدو الصهيوني ارتكب خطيئتين، الأولى أنه أوصل المفاوضات عبر الوسطاء المصريين إلى طريق مسدود وأفشل كل الجهود السياسية للوصول إلى اتفاق، وبالتالي فهو يتحمل المسؤولية عما فعل والأمر الثاني أنه خرق الهدنة قبل ساعات من انتهاء أمدها ومارس الكذب مرة أخرى على المجتمع الدولي وعلى الإدارة الأمريكية (كما سبق أن خدعهم وخرق الهدنة وساق قصة الجندي المفقود)، حين زعم أنه رد على بضع صواريخ انطلقت من غزة وهذه عبارة عن ذريعة واهية، بينما كان هو يخطط لعدوان مدبر على غزة في ظل الهدنة وقبل أن تنتهي، ظنا منه أنه يستطيع أن يقتل بعض القيادات كما تبين أمس حين حاول اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ولكنه فشل ونجح العدو في شئ وحيد أنه قتل زوجة القائد الضيف وابنه علي، وهكذا هو العدو لا يكتفي بارتكاب الجرائم ولكن يمعن في الكذب يوما بعد يوم.

* ولكن ما مدى صحة الحديث عن قرب التوصل لاتفاق قبيل انهيار الهدنة ؟

- في المفاوضات السياسية هناك مد وجزر، وهناك اقتراب وابتعاد، لأن التكتيات التفاوضية معروفة في هذا المجال ولكن طوال الأسبوعين الماضيين العدو كان يمارس المناورة والمراوغة والالتفاف والضغوط والابتزاز، ويحاول أن يحرم غزة والمقاومة الفلسطينية فيها من قطف ثمار صمودها وفشل العدو عسكريا، لأن القيادة الإسرائيلية تعاني من أزمة داخلية نتيجة فشلها الميداني وتريد أن تعوض ذلك بأمرين، أولهما ادعاء النجاح الميداني سواء في قصة تدمير الأنفاق والمبالغة فيها أو في تدمير البنى التحتية في غزة، وثانيهما منع المقاومة الفلسطينية من تتويج صمودها بمكاسب سياسية على رأسها رفع الحصار، و لكنها محاولات واهية وفاشلة وكما صمدت المقاومة على الأرض ستصمد في الميدان السياسي، ولن نتراجع عن مطالبنا الفلسطينية المحددة التي عليها إجماع فلسطيني على رأسها كسر الحصار عن غزة، وهذه رسالتنا للعالم أنه آن الآوان معالجة جذر المشكلة وهو إنهاء الاحتلال والاستيطان وتمكين الشعب اللسطسني أن يعيش بسلام على أرضه بعيدا عن الاستيطان، وأن يحقق تقرير المصير وان يعيش في دولة بعيدا عن هذا الاحتلال الذي بات آخر احتلال في العالم.

*على خلفية رعاية مصر للمفاوضات.. هل هناك تحسن في العلاقات بين حماس و مصر ؟

- هذا سابق لأوانه الحكم عليه، نحن كما أعلننا لا نتدخل في الشأن المصري الداخلي ولا في أي شأن إسلامي أو عربي أو دولي، لذلك فنحن رغم رفضنا للمبادرة المصرية للتهدئة، فإننا لم نرفض الدور المصري وتعاوننا مع الدور المصري ونحن حريصون أن تكون علاقاتنا مع الأمة جيدة لصالح معركة فلسطين.

* على ذكر العلاقة مع مصر.. هل كان فتح معبر رفح مطروحا على أجندة المفاوضات ؟

- معبر رفح لم يطرح على أجندة المفاوضات مع الإسرائيليين لأن هذا شأن مصري فلسطيني، وطرحناه بيننا وبين المصريين، وهذا أمر طبيعي لأنه لا بد من فتح معبر رفح، ونحن لا تدعو إلى فوضى، ندعو أن يفتح المعبر ككل المعابر بين الدول، ليس لأن غزة معزولة عن الضفة أو حالة مستقلة بذاتها، ولكن هذا معبر بين الفلسطينيين والمصريين، ونحن ندعو أن يفتح المعبر كما المعابر بين كل الأشقاء المتجاورين في العالم.

* وهل كان نزع سلاح المقاومة مطروحا على أجندة المفاوضات أيضا؟

- العدو طالب به ولكن رفضنا أن يكون على أجندة البحث، لكن العدو يسعى إلى ذلك، ونحن نرفضه ولا نقبل أن يطرح على اجندة البحث.

* هناك لقاء مرتقب اليوم يجمعكم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر.. ما أبرز الأمور المرتقب بحثها خلال اللقاء؟

- هناك حالة من المصالحة الفلسطينية وحالة من تقارب المواقف الفلسطينية وظهرت في هذه الحرب بشكل جيد نحن معنيون بتعميقها أكثر، وتعزيز مسيرة المصالحة والوحدة الوطنية، وتنسيق كيف نتصدى لملفاتنا الوطنية بموقف مشترك منسق على قاعدة الشراكة الوطنية التي انطلقنا على أساسها في مسيرة المصالحة.

* على ذكر الشراكة الوطنية، أعلنت إسرائيل، الإثنين الماضي، اعتقالها خلية تتألف من 93 ناشطا من حركة حماس في الضفة الغربية "خططت للانقلاب على السلطة الفلسطينية ".. ما تعليقكم؟

- هذا خلط للأوراق وكذب، ليس هناك في التاريخ الفلسطيني خلايا من 93 شخصا، الخلايا العسكرية عادة آحاد من الأشخاص، وإنما هي تجميع لعدد من المعتقلين منذ 9 شهور، أكثر أوأقل، ومحاولة تقديم رواية كاذبة للتحريض على الضفة الغربية، والعدو يقاتل شعبنا ويعتدي عليه في غزة ومحاولة لتخريب المصالحة الفلسطينية، مرة يقول هؤلاء يريدون تنفيذ عمليات ضد الاحتلال ومرة يقول للانقلاب على السلطة، رواية كاذبة مختلة لا أصل لها، والوعي الفلسطيني لن يقع في خديعتها، نحن لدينا معركة وحيدة من الاحتلال الإسرائيل أما داخل الصف الفلسطيني فحتى مع وجود الخلافات نعالجها بالحوار والتواصل وبالأدوات السياسية وليس غير ذلك.

* رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء أمس، قال إن "العالم العربي ضد حركة حماس، وليس معهم سوى قطر وتركيا وإيران"؟

- الذي تابع معركة العصف المأكول أدرك كم حظيت حماس وحركات المقاومة الفلسطينية وكتائبها العسكرية، كم حظيت بالتأييد الواسع عربيا وإسلاميا ودوليا، لا ننكر أن هناك بعض الحكومات والنظم (لم يسمها) ليست معنا، لكن كل الشعوب معنا وكثير من الحكومات والقيادات والمسئولين معنا سواء بالسر أو بالعلن، أما من يقف إلى جانب نتنياهو والعدو الصهيوني فهم القلة وهؤلاء ماذا نفعل معهم، لا نبالي طالما الأمة معنا وهي فرحة وفخورة بإنجازات المقاومة فمن يريد ان يكون في مربع آخر، سامحه الله، ولكن هم المعزولون وليست المقاومة الفلسطينية.

* وما تقييمكم للموقف التركي من القضية الفلسطينية؟

- الموقف التركي دائما متميز سواء على المستوى الرسم أو الشعبي ولتركيا مبادرات كريمة موضع تقدير الشعب الفلسطيني والعرب والمسلين جميعا ولا ننسى شهداء سفينة مرمرة التسعة، فلتركيا بصمات من قيادات وشعبها ومن مسئوليه ومن هيئاتها المختلفة ومن إعلامها وهذا موضع تقديرنا، في الحرب الأخيرة ورغم انشغال القيادة التركية بالانتخابات لكنها كانت حاضرة بدعمها السياسي والمعنوي والجماهيري، وبالمساعدات التي قدمتها أثناء الحرب وفي فترات الهدنة الانسانية بشكل خاص، وكنت طوال فترة الحرب على تواصل مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان (الفائز بالانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا)، الذي نبارك له فوزه بالانتخابات الرئاسية، ومع الدكتور أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي وكان التواصل والتنسيق كبيرا، لذلك نحن ممتنون للموقف التركي فشكرا للشعب التركي وللقيادة التركية.

وللشعب التركي كل التحية والتقدير، أهل فلسطين لا ينسون أهل تركيا قيادة وشعبا، لهم الشكر والتقدير، وأقول لهم ولكل الشعوب التي ناصرتنا الله لا يضيع اجر من أغاث أهل غزة ووقف إلى جانب فلسطين وانتصر للمقاومة وللقضية الفلسطينية.

* وماذا عن العلاقة مع قطر التي دائما ما تتهمها إسرائيل بدعم الإرهاب على خلفية موقفها من المقاومة؟

- العلاقة بين قطر وحماس ليست جديدة وهي على رؤوس الأشهاد، وحماس لديها شببكة علاقات عربية وإسلامية ودولية واسعة، فهذه مسألة لا أحد يستحي منها، ولدينا تقدير كبير للموقف القطري الرسمي والشعبي ولشجاعة القيادة القطرية وما تقدمه للقضية الفلسطينية، والدعم القطري ليس لحماس كحركة على وجه الخصوص وإنما للشعب الفلسطيني وأميرها السابق حمد بن خليفة آل ثاني وأميرها الحالي تميم بن حمد بن خليفة بمواقفهم من غزة وزيارتهم المباشرة، ودورهم في الإعمار ومواقفهم السياسية الداعمة للحق الفلسطيني واحتضانهم للقاءات عديدة في الدوحة بين القوى الفلسطينية، وبيينا وبين الرئيس عباس، وقمة غزة الأولى في حرب 2016 و2016 ، كل ذلك تاريخ شرف لقطر، قطر تشكر لا تلام، أما أن يهاجمهما العدو فهذا فخر لقطر ودليل على صواب الموقف القطري.

*وفيما يتعلق بإيران.. هل مازلتم تتلقون دعما إيرانيا وتمدكم بالصواريخ؟

- في الماضي دعمتنا إيران ماليا وعسكريا، وهذا ليس بالأمر المجهول، لكن في السنوات الأخيرة دخلنا في مرحلة أخرى من العلاقة، لم تنقطع العلاقة، ولكن تغير حالها، وفي هذا الظرف الاستثنائي المقاومة الفلسطينية بحثت وسائل التسليح الذاتي وكان الاعتماد الأكبر على التصنيع داخل غزة وعلى ابتكار التكتيكات العسكرية والإبداع فيها وهو ما فاجأ العالم.

* يرى مراقبون أن موقف حماس مرتبك من ما يجري في سوريا.. لماذ حدث ذلك ؟

- نحن لا نتدخل في الشأن السوري ولكن حدث افتراق حول الأزمة السورية، ونحن لا نتدخل في شئون الآخرين، الجميع يعلم أننا مصطفون مع الشعوب من حيث القيمة الأخلاقية والمبدئية والسياسية، ولكن لا نتدخل في أي أزمة لا في مصر ولا في سوريا ولا العراق، ولكننا مع الشعوب دائما وحريتها وكرامتها لأن هذه اخلاق ومبادئ.

* كأحد الحلول، هل يمكن أن تقبلوا بوجود قوات مراقبة دولية، مثل قوات اليونيفل في لبنان؟

- القوات الدولية تنفع في الصراعات بين دول مستقلة، ولكن عندما يعيش شعب كالشعب الفلسطيني تحت الاحتلال فإذا كان من طرف يحتاج إلى قوة دولية للجم عدوانه وكف يده عن الاحتلال والاستيطان فهو الكيان الصهيوني، أما الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة فيحتاج لنصر المجتمع الدولي لا تقييده، الشعب الفلسطيني يتطلع لأن يقف المجتمع الدولي معه وأن يكف يد الجاني واللص والمعتدي والقاتل وهو العدو الصهيوني.

* ما مدى صحة طلبكم التدخل من حزب الله وما مدى استعدادكم للتنسيق معه مستقبلا؟

- لا صحة لها الأمر، لم نطلب شيئا، هذه ليست اول حرب تخوضها دفاع عن النفس ردا على العدوان الإسرائيلي، هذه ثالث حرب على غزة في أقل من 6 سنوات، ونعتمد بعد الله على أنفسنا ونعرف ظروف الأمة كل له وضع خاص، أما التواصل مع الدول والقوى الفاعلة في الأمة فهناك جوانب نتفق عليها وهناك جوانب نختلف بشأنها مع كل القوى بما فيها حزب الله.

* إذن، في ضوء التطورات الأخيرة، ما مدى استعدادكم لحرب طويلة الأمد؟

- نحن إستراتيجيتنا ليس خوض الحروب، الحروب تكون بين الدول، نحن حركات مقاومة، لكن العدو يمارس علينا أشكالا من الحروب التي تكون عادة بين الدول يستعمل الطيران والمدفعية والبحرية واليورانيوم المخصب وكل الترسانة الإجرامية التي يمتلكها، ونحن لا نملك سوى أن ندافع عن أنفسنا، ولكن المفاجأة كانت ان الشعب الفلسطيني بقدراته المتواضعة استطاع أن يصمد في ميدان الحروب التي فرضت عليه كما صمد في ميدان المقاومة، نحن حضرنا أنفسنا لمعارك مقاومة ضد المحتل، ولكن إذ فرضت علينا حروب سندافع عن أنفسنا، لكن التعبير الأدق نحن نخوض معاك مقاومة وتحرر وطني لأننا شعب تحت الاحتلال، أما عن استعدادنا لحرب طويلة الأمد فهذا يقاس بالتاريخ الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني يحضر نفسه من مائة عام أن يقاتل حتى النهاية دفاع عن النفس والأرض ومن يقاتل منذ مائة عام لن يتعب من شهر أو سنة أو سنوات.

* كيف تنظرون إلى وضع المنطقة بعد المتغيرات التي تشهدها حالياً؟

- وضع المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام يتحرك كالرمال المتحركة، هناك حالة من المخاض العسر والصعب، هناك تحولات وهناك تقدم وتراجع مد وجذر وهذه طبيعة التحولات الإستراتيجية في الأمم، الأمة العربية والإسلامية تبحث عن ذاتها وتحاول ان ترسم لها مسار وتشكل مستقبلها بصورة واعدة، ولكن هناك معوقات داخلية وخارجية هذا التفاعل الداخلي العسر والصعب مؤلم يحدث ارتباكات ولكن في النهاية لن يتوقف قطار التحول الإستراتيجي في المنطقة، نتمنى ان يكون بسلام وامان وبعيدا عن الدماء وتبقى القضية الفلسطينية هي حجر الزواية في تحولات الأمة.

* برأيكم هل مازالت القضية الفلسطينية قضية الأمة الأولى؟

- في الضمير الجمعي العربي والإسلامي بلا شك كانت ومازالت وستبقى وانشغال الأمة بهمومها المحلية وهذا حقها لا يصرفها عن قضيته المركزية، والدليل على ذلك كلما سخنت القضية الفلسطينية في غزة من خلال فعل المقاومة او في الضفة لمواجهة الاستيطان أو في القدس لمواجهة التهويد دائما الشعوب تنسى همومها المحلية وتنشغل بالهم الفلسطيني أو على الأقل تظهر مشاعرها الحقيقية، وإذا كان هناك بعض النخب المحدودة سواء في عالم السياسة والاعلام لديها خلل بنيوي ولديها مزاج خاطئ فهذه شرائح محدودة في الأمة لا تعبر عن العقل والضمير الجمعي والعربي والإسلامي ن وراينا في الحرب الأخيرة كيف تفاعلت الأمة بفخر واعتزاز ودعمت بشكل غير مسبوق المقاومة لفلسطينية.

* ما هو تقييمكم للموقف الرسمي العربي من العدوان على غزة؟

- لاشك أن الموقف العربي الرسمي متنوع هناك من وقف بشكل صريح مع الشعب الفلسطيني ومع المقاومة وهناك من صمد، وهناك من اكتفى بالحد الأدنى وهناك من دعم دعما كبيرا وهناك من خذل وهناك من قصر.

* ختاما كلمة توجها لأهل غزة وأخرى للإسرائيليين؟

- أقول لأهل غزة أنتم أصحاب قضية عادلة وأنتم على الحق وأنتم منصورون بإذن الله، غزة فخر الأمة وتاجها ورمز عزتها وباتت في موقع الريادة وقدمت النموذج المبدع والمبهر والله معكم ونحن إياكم نخوض هذه المعركة ونحن فخورون بما تعما غزة وهذا اللذي أظهرته غزة من صلابة وصمود على صعيد الشعب والتفافه حول المقاومة ووحدة الموقف الفلسطيني خلف المقاومة كل هذا يقدم نموذج نفخر به بثلاثيته المتوازنة المقاومة ضد المحتل والفكر المعتدل الوسطي والعقل السياسي المنفتح على محيطه العربي والإسلامي والاقليمي والدولي.

وأقول للإسرائيليين، قيادتكم تريدكم للمهالك، القوة العسكرية الغاشمة لا تغير الحقائق التاريخية ولا تجعل المعتدي صاحب حق ولا تستطيع أن تهزم أصحاب الحق، والشعب الفلسطيني متمسك بحقه بأرضه والدفاع عن نفسه وكسر الحصار عن غزة ومطلبه الأول والأساس أن يتخلص من الاحتلال والاستيطان، وإذا لم يدرك اسائيل ذلك سيضيعون الوقت وسيستنزفون انفسهم وامنهم وستخدعهم قيادتهم إذا ظنت انها تستطيع كسر إرادة شعب حر كالشعب الفلسطيني.

المصدر : aa.com.tr/ar/headline/377005


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مقاومة حماس إذ تحرج المحور الإيراني

في حفل تنصيبه رئيسًا لدورة جديدة، يوم الأربعاء الموافق 16/7/2014، لم يفوت بشار الأسد فرصة ظهوره للهجوم على حركة حماس، تلميحًا لا تصريحًا، لكن إشاراته كانت واضحة بما يكفي لفهم مراده منها، بينما الحركة تقود مقاومة باسلة غير مسبوقة لمواجهة عدوان صهيوني مدجج بآلة دمار جبارة، ولا يقل في وحشيته عن الحروب السابقة التي استهدف بها قطاع غزة والمقاومة التي فيه، وتحديدًا حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

تحدث بشار الأسد عن ضرورة التمييز بين المقاومة الحقيقية وتلك الهاوية ناكرة الجميل التي تلبس قناع المقاومة لتثبيت سلطتها، قائلاً: "هذا يتطلب منا أن نميز تمامًا بين الشعب الفلسطيني المقاوم الذي علينا الوقوف إلى جانبه وبين بعض ناكري الجميل منه.. بين المقاومين الحقيقيين الذين علينا دعمهم والهواة الذين يلبسون قناع المقاومة وفق مصالحهم لتحسين صورتهم أو تثبيت سلطتهم".

لا يقصد بشار الأسد أحدًا غير حماس من بين فصائل المقاومة الفلسطينية بكلامه هذا، فهي الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي اختلف مع نظامه بعد الثورة السورية، وهي الحركة المقاومة الوحيدة التي امتلكت السلطة في غزة، وقد سبق للمحور الإيراني عبر إعلامه ومناصريه في المجال العربي والفلسطيني رمى حماس بصفة "نكران الجميل" التي اعتمدوها ثيمة أساسية في خطابهم الذي يستهدف الحركة.

ثمة مجموعة من الدلائل لهذا الخطاب الذي يأتي في سياق موقف أوسع، وهو موقف المحور الإيراني عمومًا في هذه اللحظة من مقاومة حركة حماس، إذ يظهر أن هذه المقاومة في هذا الوقت تحرج هذا المحور أيما إحراج إلى الدرجة التي لم يتمكن فيها بشار الأسد من منع نفسه من إبداء هذه الملاحظة التي يميز فيها بين ما أسماه المقاومة الحقيقية التي تستحق الدعم، ومقاومة حماس الناكرة للجميل التي تسعى لتثبيت سلطتها، في مشهد كاريكاتوري مغرق في المفارقة وبشار الأسد يتحدث عن الذين يستغلون المقاومة لتثبيت السلطة، وكأنه لم يخض حربًا طاحنة هو وحلفاؤه "المقاومون" دمرت سوريا وشردت أهلها وقتلت عشرات الآلاف منهم بهدف تثبيت سلطته والحفاظ على نفوذ إيران، إلا أن الأهم من هذه المفارقة الكاريكاتورية في خطابه، هو اصطفافه إلى جانب الجهد الحربي الصهيوني في هجومه على حماس في هذه اللحظة التي تتصدر فيها المقاومة، بحيث لا يظهر أي فارق يميزه عن المتصهينين العرب من بعض الإعلاميين والمثقفين المصريين والخليجيين الذي جاهروا بعدائهم لحماس ودعمهم لنتنياهو في حربه عليها.

بالتأكيد لم يظهر بشار الأسد دعمًا لنتنياهو، ولكنه أظهر عداء لحركة حماس، وتأكيدًا على أنها لا تستحق الدعم، وتشكيكًا في نبل مقاصدها وأهداف مقاومتها، في الوقت الذي تشكل فيه متن المقاومة العريض، وفاعلها الأكبر على الإطلاق، بل هي سيد ساحة المقاومة فوق الأرض وتحت الأرض وفي البحر والجو كما أظهرت مفاجآتها في الأيام القليلة الماضية، فماذا يعني أن يختار عربي ما، فضلاً عن أن يكون رئيس دولة بنى نظامها شرعيته على دعم المقاومة، أن يهاجم حركة المقاومة الأكبر والأبرز والأكثر فعلاً وهي تمارس فعل المقاومة تصديًا لعدوان واسع يتسم بأقصى درجات الإجرام والدموية والوحشية؟!

يحمل هذا السلوك بعض هذه الدلالات:

أولاً- كان يحتاج المحور الإيراني حركة حماس تحديدًا للتغطية على البعد الطائفي في حربه الدائرة داخل سوريا منذ اندلاع الثورة السورية، بصفتها حركة سنية تتمتع بثقل فلسطيني وعمق عربي وإسلامي، وهي حركة المقاومة الأبرز فلسطينيًا، وهي بهذه الصفات كانت أكثر استقلالاً وامتلاكًا لذات متميزة عن هذا المحور، وبالتالي فإنها كانت الأقدر على توفير هذا الغطاء من بين الفصائل الفلسطينية.

ثانيًا- وجود حركة المقاومة الفلسطينية الأكبر والأكثر فعلاً خارج الحلف الإيراني في حربه الدائرة في سوريا، يشكك في صدقية الدعاية التي يستخدمها الحلف في اتهام خصومه وشرعنة ممارسته باسم المقاومة وفلسطين.

ثالثًا- حوّل المحور الإيراني المقاومة إلي حلف سياسي، يحتكر صفة المقاومة وتمثيل المشروع المقاوم للعدو الصهيوني في فلسطين، وبالتالي منح نفسه الحق في إعطاء شهادات المقاومة وحرمان مخالفيه منها، وبهذا تحولت المقاومة إلى أداة استخدامية، وصار المقاوم من يدعم الحلف في معاركه وقضاياه ومصالحه الخاصة حتى لو لم تكن ذات صلة بالموضوع الفلسطيني، وعلى هذا يمكن للعملاء أن يصبحوا مقاومين بمجرد انضمامهم للحلف، ويحرم المقاومون الفعليون من صفة المقاومة بمجرد خروجهم من الحلف حتى لو مارسوا المقاومة!


رابعًا- رفع الحلف شعارات مبدئية لتثبيت شرعيته ولتشكيل هذه الصورة عنه بهدف اجتذاب جماهير الأمة وربط القيم التي تتضمنتها هذه الشعارات به حصرًا بما في ذلك قيمة المقاومة، ومن ذلك الشعارات الرسالية التي رفعتها الثورة الإيرانية وملحقها حزب الله، كمعاداة الاستعمار وإنهاء الحالة الاستعمارية في فلسطين، أو شعارات القومية العربية التي رفعها النظام السوري، لكنَّ رهن هذه الشعارات بمواقف سياسية تخدم مصالح الحلف بمعزل عن مقاومة الاستعمار الصهيوني يعرِّي حقيقة هذه الشعارات ويكشف افتقادها للصدقية، فالذي يدعم المقاومة لا يمنُّ عليها ولا يعيُّرها ولا يتهمها بنكران الجميل، فهو يدعمها انسجامًا مع شعاراته وعداء للمشروع الصهيوني، فهي إن قاومت الصهاينة وتمسكت بعدائها للمشروع الصهيوني فكرًا وممارسة فهي تقوم بواجبها دون تقصير، ومن ثم فلا معنى لتعييرها بنكران الجميل، وعلى هذا فإن المحور الإيراني يعاني من عملية انكشاف مريعة.


خامسًا- منذ حرب تموز في العام 2006 وهذا الحلف ممثلاً بحزب الله متوقف عن المقاومة الفعلية، بينما خاضت حماس ثلاثة حروب فضلاً عن العديد من المواجهات والاشتباكات والتصدي للتوغلات والاعتداءات والتي يصل بعضها إلى مستوى هذه الحروب الثلاثة، الأمر الذي يحرج هذا المحور، والذي يبدو متأخرًا هذه المرة أكثر من أي وقت سابق في المواكبة الخطابية للحرب التي تجري في غزة، سوى ملاحظة بشار الأسد البائسة في تصنيف المقاومات الفلسطينية، وبالتالي فإن هذه الحرب لا تخدم هذا المحور كما يروّج البعض، وإنما تخلق له إحراجًا بالغًا، فثمة حركة ترفع شعار المقاومة وتقاتل العدو الصهيوني في فلسطين، بينما محور كامل يرفع نفس الشعار لكنه يقاتل السوريين!

سادسًا- وأخيرًا؛ يؤكد بشار الأسد أن حركة حماس بصفتها (هاوية، ناكرة للجميل، تلبس قناع المقاومة لتثبيت سلطتها) لا تستحق الدعم، وبهذا فإنه ينفي أي فضل له أو للمحور الإيراني عمومًا في إنجازات ومفاجآت وصمود حركة حماس، خاصة في تسليحها وعتداها العسكري، إذ يفترض أن حركة حماس صارت ناكرة للجميل منذ خروجها من سوريا، وعلى هذا فإنها لم تعد مستحقة للدعم منذ ذلك التاريخ، وهذه الحقيقة التي أكّدها بشار الأسد تدحض الدعاية التي يروجها أنصاره في المجالين الفلسطيني والعربي من ردّ إنجازات المقاومة وصواريخ حماس التي وصلت حيفا وتل أبيب والقدس إلى المحور الإيراني وأفضاله!

[/font]


أ‌. ساري عرابي
كاتب فلسطيني

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

الاعتماد على الله وحده هو الحل

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :