عنوان الموضوع : تلميذ العلامة الكبير عبد الحميد ابن باديس في القيقبة من شخصيات الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

المدرس والعالم والفقيه المرحوم عمر بن بلقاسم منصورية




المدرس والعالم والفقيه عمر بن بلقاسم منصورية
العلم أنفس شيء أنت داخـــــــره من يدرس العلم لم تدرس مفاخره
أقبل على العلم واستقبل مقاصده فأول العلم إقبال وأخــــــــــره
عن علي كرم الله وجهه قال :
العلم نهر والحكمة بحر, والعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغو صون والعارفون في سفن النجاة يسيرون .
العالم طبيب هذه الأمة والدنيا داؤها , و من تعلم بابا من العلم ليعلمه للناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيا فما ألتمسه من خلال هذه النبذة القصيرة حياة المعلم الذي كاد أن يكون رسولا ذاك المدرس والعالم والفقيه: عمر بن بلقا سم منصورية أحد تلاميذ العلامة الكبير عبد الحميدابن باديس .
هو عمر بن بلقاسم بن حمو بن جاب الله بن منصور منصورية ,وأمه مسعودة بنت حمو بنت الطاهر بن جاب الله بن منصور , يلتقي نسبه مع أمه عند الجد جاب الله , وهو علوي أصلا وسكنا ,ولد يوم التاسع عشر من شهر جويلية 1905 , بدوار رأس العيون بلدية بلزمة من عائلة متوسطة المعيشة تمتهن الفلاحة والرعي , وعلى عادة صبيان الريف وقت ذاك دخل الكتاب لمزاولة حفظ القران على يد مشايخ المنطقة منهم : سي عمر بن موسى بن اسباع والشيخ : بلعزام
أما أقرانه نذكر منهم سي علي وسي الصالح بن اسباع والشيخ ذياب ضيف الله ,والشيخ سي بلقاسم بن اسباع رحمهم الله جميعا وأسكنهم جنات خلده , أما مكان حفظ القران عين التين ,الضاحية الغربية لبلدية القيقبة حاليا أتم حفظ القران الكريم حفظا جيدا وهو لم يتجاوز بعد السادس عشر من عمره ,والده لم يكن متعلما على الإطلاق لكنه اهتم بولده وسعى إلى توفير أسباب مواصلة التعليم لابنه ولما كانت منطقة رأس العيون بزمنها مرتبطة روحيا بالزاوية الحملاوية نسبة إلى مؤسسها عبد الرحمن الحملاوي بتلاغمة وهي زاوية عريقة عند عهدها إلى ما قبل الاحتلال الفرنسي .......... فتلقى على مشايخها الأفاضل علوم الدين وعلوم اللغة وكان ذلك حوالي سنة 1924 . مكث دارسا ما يقارب العامين ثم عاد إلى عائلته ولأنه كان مطلوبا لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية . وبعد إتمامها مباشرة التحق بزاوية الحاج قاسم بوحفص في عوينة الوضوء بضاحية مدينة عين أزال سطيف , ومكث بها ثلاث سنوات مدرسا ومعلم قران في آن واحد وفي سنة 1930 رجع مرة ثانية إلى الزاوية الحملاوية عاد إليها بصفته مدرسا لعلوم الدين وقضى بها خمس سنوات من 1930-1935 .
ولا شك أن وجوده في الزاوية في هذه الفترة مدرسا ومحتكا بشيوخ الزاوية قد أكسبه ثقافة وتجربة كبيرة لا سيما وان هذه المرحلة شهدت ميلاد جمعية العلماء المسلمين في 5 ماي 1931 .
بعد إحياء فرنسا لذكرى 100 سنة لوجودها بالجزائر احتفالات القرن وأوحت مظاهر الاحتفالات إلى حقد الاستعمار الفرنسي للشعب الجزائري خاصة أصالته وقيمه ودينه الإسلامي .
بعد هذه التجربة التعليمية في الزاوية الحملاوية عاد إلى مسقط رأسه وتم زواجه بتاريخ 20 /11/1935 وزوجته قد وافتها المنية منذ عامين تقريبا .
وبقريته باشر تعليم القران قرية القيقبة في بيت عمه أحمد بن الطاهر إلى غاية 1937 , ومن تلاميذه في هذه المرحلة , إمام مسجد القيقبة الشيخ المذكور منصورية المدعو سعيد , الحاج محمد الطاهر والصديق منصورية وبن يوسف عيسى , ويقول عنه هذا الأخير : مارأيت شخصا قط في وقارته وتفانيه في عمله وحبه لتلاميذه وملازمة كتابه في مسجده الذي يلقب بالجامع بعين التين أين يقضي نهاره كله وثلثي ليله يتعبد فيه ويطلع على الكتب التي يحصل عليها , ولا يزال جامعه هذا قائما حتى الآن وقد كان مأوى للمجاهدين ولا سيما الشهيد مخلوف صواالحية الملقب مسعود لاندوشين الذي انطلق منه مرات لنصب كمائن لقوافل الجيش الفرنسي مساء كل يوم ثلاثاء في السنوات 60 , 59 ,58 .
وقد سعت ثلة من تلاميذه لإقامة مشروع بناء مدرسة قرآنية بجامع الشيخ عمر منصورية غير أن المشروع لم يتحقق إلى الآن أما عدد المتمدرسين على يد الشيخ عمر منصورة والوافدين عليه يفوق 75 طالبا لحفظ القران و25 طالبا لدراسة علوم الدين وعلوم اللغة وكانت السنة الدراسية في تلك الفترة لا تتعدى 5-6 أشهر .
من خصاله انه عرف عليه تشدده في أمور الدين لا سيما إذا كان الأمر مخالفا لشريعة الله تعالى .وكان يفتي للسائلين والمتخاصمين على مذهب الإمام مالك بن أنس ,وكان على خلاف من علماء المنطقة أمثال الشيخ بوترعة مع نظرائه إدريس وسي الصالح قارة في فتاوى كثيرة من المسائل الدينية العويصة وينتهي كل اختلاف إلى أحكامه ورؤيته بعد الرجوع إلى عدد من علماء المنطقة وتتعلق هذه المسائل الشائكة في ذلك الوقت في الأحوال الشخصية الزواج والطلاق والمواريث .
ولذلك كان يقال وما تزال المقولة سائدة في المنطقة على سبيل ....... من أفتاه سي عمر فلا داعي للبحث عن مفت آخر غيره . ولذلك يصفه تلاميذه بأنه كان جامعا وعارفا لكل أمور الدين والحياة مما أكسبه مكانة محترمة بين نظرائه العلماء ومحبة وتقديرا من كل الناس الذين عرفوه وعاشروه .
عرف بتواضعه واحترامه وتقديره للعلماء ولعامة الناس أما قيل لشيخنا عمر بن بلقاسم منصورية ما صدر من العلامة باعث النهضة الإصلاحية في الجزائر الإمام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله عند إجراء امتحان الإجازة بقسنطينة وبعد إجابة الشيخ إجابة شاملة كاملة عن الأسئلة المطروحة , فقال قولته المشهورة التي لا تزال تردد من قبل طلبته فيما بعد وأقرانه من العلماء وما قال ابن باديس : والله لو أن الأنبياء ينالون النبوة بالعلم لكنت أنت نبيا مرسلا وهي تزكية له ودليل على ضلوعه في اللغة وعلوم الدين .
أما وضعه الاجتماعي وحياته المعيشية فانه عاش فقيرا في كل المناحي في المسكن والملبس والأكل كان لا يقتات الأمن أجل إحياء الروح .
زاده الأول قراءة القران وتأمل الكون والاقتداء بالعلم الذي تعلمه كان لا يملك أي مدخول سوى تلك الهبات والعطايا التي توهب له من طرف تلاميذه , وأية هبات وأية عطايا في ذلك الوقت !والشعب الجزائري برمته يعيش البؤس والحرمان .
فقد عاش زاهدا يذل النفس فلا تهفو إلى ملذات الحياة وعليه تروي هذه القصة : فقد كان يملك فرسا لتنقله وترحاله وعندما لم يجد ما يقدمه لها من مأكل وعلف اتجه بنفسه إلى الجبل لجلب الديس وهناك جرحت يده نتيجة ضربه بالمنجل فسال دمه ومن شدة الألم رفع يديه إلى السماء داعيا اللهم بعين المكان قائلا : رب أني أسالك وأطلب منك أن تميتها أو تميتني .
وفي صباح الغد نهض ليجد فرسه ميتا , الدعوة مستجابة من العلي القدير ومن أحد العجائب التي وقعت له وهو في طريقه إلى الزاوية الحملاوية إذ صادف أمامه راحلة للعربان في نفس الاتجاه فرافقها مدة ثم انحرف عن الطريق واستسلم للراحة والنوم وبعد غفوة قصيرة أفاق بعدها ليجد نفسه في عين الزاوية أمام مدرسه وفي يده قطعة كسرة قديمة جدا كان يعرضها عل تلاميذه الواحد تلو الآخر فلم يقبلوها وعندما سلمها له أكلها حينها فورا فقال له ذلك المدرس: لقد نلتها يا بني وبعد شهر أجرى امتحانه ففاز فيه وكان الوحيد الناجح في ذلك الامتحان .
وفي أواخر 1946 التحق بجوار ربه عن عمر لا يتعدى الواحد والأربعين سنة تاركا وراءه جيلا يكون مثالا له في علمه وأدبه وما تركه الشيخ فقد عثرنا على ثلاث مخطوطات في شكل كتب ومئات الخطب والفتاوى موزعة على تلاميذه فرحم الله فقيدنا الشيخ عمر بن بلقاسم منصورية وأسكنه فسيح جنانه أمين
أتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم هذه الشخصية البارزة في نشر العلم ,
تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير
والى شخصية أخرى إن شاء الله .
بـــقلم : منصورية حورية


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بااااررررك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :