عنوان الموضوع : تاريخ الامازيغ تاريخ الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

-.مقدمة :
ان تاريخ الامازيغ غير مجهول لا ينكره الا الافاكون الاثمون ، و الغرضون الضالون ، لان بعض الاثار القديمة التي يثبتها تاريخ العصر الحديث تعبر بصدق و عن حسن نية عما كان عليه اجدادنا من حضارة و عمران عبر العصور و الاعوام.

أصلهم :
اما اصل الامة الامازيغية فتنحدر من سلالة حام بن نوح عليه السلام الذين قال الله في حقهم ( و جعلنا ذريتهم هم الباقين ) ، و لهذا يثبت التاريخ ان اصلهم واحد لكنهم تفرعوا الى قبائل شتى ، كل قبيلة تتكلم بلهجة تخالف الاخرى ، و رغم الاختلاف لا يجدون اي صعوبة في التفاهم بينهم ، لان اللغة الامازيغية كانت مشتركة مثل كلمة " أضغاغ : الحجر" و كلمة " أمان : الماء " و كلمة " أكسوم : اللحم " و كلمة أقليد : الملك " ، و لباسهم القندورة و البرنوس .

اختلاطهم :
و من ابرز الشعوب التي اختلط بها الشعب الامازيغي في العهد الاول ما يقرب من 1200 سنة قبل الميلاد ، هو الشعب الفينيقي سامي موطنه بسور عن ساحل لبنان . و قد امتاز الشعب الفينيقي بمهارة في الملاحة و ركوب البحار فتوجهوا اولا الى انجلترا ثم شمال افريقيا برا و بحرا . نزلوا في البداية في القطر اليبي ثم التونسي ثم الجزائر التي أسسوا فيها مراكز تجارية و بعض المدن الساحلية مثل : أيكسون " الجزائر العاصمة " ، و صولدي " عنابة " ، و بول " شرشال ". و قد حضيت تجارتهم باقبال كبير في جميع انحاء البلاد و أسسوا في تونس مدينة عظيمة سنة 914 ق. م سموها قرطاجة أي المدينة الجديدة .
تاثرهم :
لقد تاثر الامازيغ بالحضارة الفينيقية و تعلموا منهم صناعة الزرابي المزخرفة المنقوشة البراقة و استخراج المعادن ليصنعوا منها النقود .

ذكاؤهم :
لقد كان الامازيغ على جانب عظيم من الفطنة و الاستعداد الذهني لنقل كل التجارب مما ادى الى تغيير شامل في حياتهم العامة و الخاصة و اصبحوا يعيشون في ظل اتحاديات لها صبغة الحكومة على اتحاديات كل ملك يريد شؤونها يعرف باسم " أقليذ " أي الملك .

هذه حلقات من مناشير الاستاذ : بلقاسم بن طالبي
امام مسجد فريحة
بني ورتلان – سطيف –
و ساوافيكم كل يوم ان شاء الله بجزء من تاريخ الامازيغ.



حقد قرطاجنة :
لم ترتح قرطاجنة لهذا التطور السريع للدولة الامازيغية فبدات تثير الخلافات بينها و بين الاهالي ، لكن الشعب الامازيغي تفطن لهذه اللعبة و غضب غضبا شديدا أدى الى نشوب حرب طاحنة ضد قرطاجنة و ذلك دفاعا عن كرامته الانسانية و من زعمائها الحاملين للواء المقاومة هو ماسينيسا البطل الهمام الذي وحد الامازيغ و جمع شملهم تحت راية واحدة .

حلف روما :
الدولة الرومانية أبدت التحالف معه و لم يتفطن الى ما كانت تضمره من خبث نحوه و نحو قرطاجنة و بهذا التحالف حطموا قرطاجنة سنة 146 ق.م .

أثره السلبي :
بعد ذلك كشفت الدولة الرومانية عن حقيقتها و استقرت في تونس فرجع ماسينيسا الى سيرتا " قسنطينة " فحصن حدود الجزائر و ألف كتابا في الزراعة أدى الى تطويرها ، ثم أنشأ أسطولا بحريا ليحمي وطنه من الطامعين الغزاة ، و ضرب السكة باسمه ، و اعتبر ماسينيسا أظم ملك في العهد لما يتسم به من حكمة و تعقل و رزانة .

علاقة الجزائر بالرومان :
كانت علاقة الجزائر بالدولة الرومانية ودية و تتسم بالتعاون و تبادل المنافع ، لكن بعد سقوط قرطاجنة بدأت تتدخل في الشؤون الداخلية و شرعت تدس الدسائس للجزائريين و تغري بعض الضعفاء من الاهالي لتدفعهم الى التمرد ضد الدولة القائمة عملا بالقول السياسي القائل : " فرق تسد ".

احتلال الجزائر :
حققت روما هدفها فاحتلت الجزائر سنة 42 ق.م و بعد 5 سنوات أي سنة 37 ق.م عينت روما وليا عاما على الجزائر فقسمها الى مقاطعات منها مقاطعة ندرومة ، و مقاطعة قسنطينة ، و مقاطعة شرشال ، فاحتل الوالي الجديد المدن الساحلية ، و بقي قسم من الاهالي يسكن الجبال و الصحاري .

ظلم روما :
شعر الاهالي بظلم الرومان فثاروا ضدهم دفاعا عن كرامتهم بقيادة الزعيم البطل يوغرطة، الذي كان على جانب من الفطنة الفذة و الشجاعة النادرة ، فدوخ روما بخططه الحربية و لم تستطع ان تقنعه بالسيف و الحجة فالتجأت الى الغدر و الحيلة ، فأغرت صهره " بخوص " والي طنجة بالمال مقابل تسليم يوغرطة اليها .
و تم لها ما ارادت فاحتال عليه و سلمه الى روما و اودعته سجنها الى ان مات هناك جوعا و عطشا .
و دام حكم ماسينيسا و يوغرطة 104 سنة من 42 ق.م الى 146 ق.م .

مدة الاحتلال :
و احتلال الرومان دام 290 سنة من 149 ق.م الى 439 م و لم تتنفس الجزائر الصعداء من ظلم الرومان و احتلاله .



احتلال الوندال :
حتى بدأ الوندال يزحف بجيشه قوامه 15000 بقيادة " جنسريق " فاحتل الجزائر سنة 429 م و بعض الاماكن الساحلية لكنهم لم يستطيعوا اخضاع سكان الجبال و الصحاري ، و في سنة 477 م توفي جنسريق فدب الشقاق في صفوف الونذال و انهارت معنوياتهم و كان الشعب الجزائري على وعي تام بضعف الدولة الوندالية مما دفعهم الى اعلان الثورة سنة 480 م و انتصروا عليهم سنة 483 م انتصارا عظيما لكن للاسف بدأ البيزنطيون احتلال الجزائر سنة 534 م و قاوم الامازيغ الاحتلال البيزنطي من 534 – 647 = 113 سنة ، و مدة الاحتلال 508 سنة الى ان دخل الاسلام الشمال الافريقي .

دخول الاسلام :
أسباب اقبال الامازيغ على الاسلام :
1- تساهل الامازيغ في المعتقد .
2- بساطة العقيدة الاسلامية التي استطاعوا ان يفهموها و يقبلوها .
3- انتشار الفوضى بين الامازيغ و البيزنطيين .
4- اشتمال الاسلام على ما يحقق أهداف الامازيغ و مطامحهم .
أما مؤرخنا الكبير الشيخ مبارك الميلي فيعلل قائلا :
1- صفاء الفطرة الامازيغية و الاسلام دين الفطرة .
2- حب الامازيغ للحرية و الاسلام يدعو اليها .
3- حاجتهم الى الرقي الاجتماعي و الاسلام أتى الى تحقيق ذلك ، و الاسلام لا محالة دين الفطرة و دين الحرية و دين الرقي الشريف.

وجود الاسلام في الجزائر قبل دخول العرب ب 28 سنة :
كان اول الامازيغ اسلاما و احسنهم حمية لدينه هو " صولات بن وزمار "الزناتي التلمساني الذي اتصل بالخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه و ارضاه و اسلم على يده سنة 22- 35 هـ ، ثم عاد الى الجزائر و اعتز بولايته و دعا الى الاسلام .
و لما تولى عقبة بن نافع أمر افريقيا فتح تونس سنة 50 هـ ثم عزل من طرف عبد الله بن سرح والي مصر ، فعاد الى الشرق آسفا فخلفه على ولايته ابو المهاجر دينار سنة 50 – 22 = 28 سنة ، و الاسلام موجود قبل العرب .

دخول ابو المهاجر :
و كان ابو المهاجر دينار على جانب كبير من الذكاء و الدهاء بفضل حكمته الرشيدة استطاع ان يقنع " كسيلة " و اسلم على يده : و بدا الاسلام في الانتشار كاد ان يعم كل الامازيغ بفضل التفاهم الذي كان يسود الجميع ، لكن عقبة بن نافع شكا الى يزيد عزله على ولاية افريقيا التي مهد سبيلها فسمع شكواه .

دخول عقبة :
و اعاده الى افريقيا سنة 62 هـ الموافق لـ 681 م و دخل عقبة الجزائر و نفسه تضطرب غضبا على ابو المهاجر دينار و كسيلة ، و لما وصل اعتقلهما معا و اهانهما رغم النصائح المسداة اليه من ابي المهاجر ، لكن لم يعمل بها ، و في ذلك يقول " ابن خلدون " : فدخل عقبة افريقيا و انصاف اليه مسلمو افريقيا فاشتد عوده و تقوى جمعه و دخل اكثر الامازيغ في الاسلام و رسخ و سار انتشار الاسلام في اطراد و اتساق و كاد يعم الامازيغ لولا غلطة سيدنا عقبة مع الزعيم الامازيغي كسيلة عندما اذله و اهانه . لكن كسيلة استطاع ان يفلت من اسره .

موت عقبة :
و لما عاد عقبة من المغرب انقض عليه فقتله هو و اصحابه يقدر عددهم بـ 300 شهيد قرب بسكرة بمكان يعرف باسمه سيدي عقبة ، و مسجده شاهد عليه و لا يزال الى يومنا هذا .

امير القيروان :
اما كسيلة فنصب نفسه وليا و اميرا على القيروان فترك زوجته الكاهنة على الجزائر ، لكن زهير بن قيس هاجمه ووقعت معارك بينه و بين كسيلة و كان النصر حليف كسيلة ، ثم عين حسان بن النعمان من طرف عبد الملك بن مروان بجيشه قوامه 40 الف مقاتل فتوجه الى تونس ووصلها سنة 77 هـ ففتحها و قتل كسيلة ثم زحف الى الكاهنة بالاوراس فحاربها.

انتصار الكاهنة :
فانتصرت عليه و طردته الى ان دخل طرابلس و تحصن بقصورها فعادت الى الجزائر مزهوة بانتصارها ، فعمدت الى تخريب القرى و تحطيم الاشجار و معالم العمران الاقتصادي زعما منها ان العرب انما اتوا بقصد الغنيمة فأخطأت في تقديرها و بسياسة الارض المحروقة التي انتهجتها لم تستطع ان توطد اركان دولتها لان الوهن بدأ يدب في نفوس اصحابها ، و لما اطلع حسان بن النعمان على سياسة الكاهنة و ما وصلت اليه جيوشها من انقسام و تخاذل فاستغل هذه الفرصة و زحف عليها و قتلها سنة 84 هـ و بموتها استقر الاسلام نهائيا في الجزائر .

طارق فاتح اسبانيا :
اول الفاتحين لاسبانيا هو الزعيم الامازيغي طارق بن زياد بجيش قليل يقدر بـ 600 امازيغي و 2016 عربي و المجموع هو 8000 مجاهد و خطب خطبته الشهيرة عندما اجتاز جبل طارق يحث فيها جيشه على الجهاد و الاستشهاد فقال :
" أيها الناس أين المفر ، البحر من ورائكم و العدو أمامكم و ليس لكم و الله الا الصبر و الصدق الخ...

الخطة 1 :
من خططه الحربية ان احرق سفنه قصد الاستماتة في الجهاد المقدس ، و هذا ما جعله يصمد امام القوط ملك اسبانيا الذي قابله بجيش قوامه 20160 الف مقاتل .

الخطة 2 :
اما الخطة الثانية تسلله الى خيمة القوط بمجموعة قليلة من فرسانه فباغته على حين غرة فقتله و بهذه الخطة استطاع ان يزرع الخوف و الفوضى بين جيوش اسبانيا ، و بها تحقق له النصر و فتح اسبانيا بكل جدارة .

اعتناق الامازيغ الاسلام عن طواعية رغبة فيه :
1- و الاصح ان الامازيغ اعتنقوا الاسلام عن طواعية و رغبة اكيدة و اصيلة فيه ، و عن حب لمبادئه و تعاليمه و الدليل هو هجرة صولات بن وزمار الى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه انما كانت عن باعث نفسي خالص لاعتناقه للاسلام ثم عودته الى افريقيا كمبشر و داعية لهذا الدين الجديد .
2- بعد اتصال الامازيغ بالعرب ادركوا ان الاسلام آخى بين الجميع و اصبح كل من اسلم اخا لهم ، و له ما لهم و عليه ما عليهم و اقبلوا يعتنقون الاسلام افواجا و شرعوا يتعلمون العربية لانها لغة الدين و لغة الفكر و لغة الحضارة الاسلامية التي اعجبتهم و اثرت فيهم بعد ان عرفوها و هضموها .
3- إبطال مزاعم بعض المؤرخين ان الامازيغ كانوا ينوون طرد العرب من وطنهم فهذا غير صحيح لان واقعهم التاريخي يخالفه و يؤكد عكس ذلك ، و مما يؤيد ذلك ان كسيلة بعد ان قتل عقبة و استولى على القيروان استبقى العرب تحت حمايته و احسن اليهم كثيرا و كان في امكانه ان يطردهم منها و كذلك فعلت الكاهنة عندما انتصرت على حسان بن النعمان كانت تؤثر العرب على اولادها و ابناء قومها ، تحن اليهم و تخصهم بالاكرام و الاعتزاز .
4- ان الامازيغ كانوا يميلون الى الطاعة و النظام حينما تكون السلطة القائمة عادلة منتظمة و مهتمة بمصالح الرعايا . و اما حينما تكون السلطة جائرة يثورون عليها و يحاربونها بكل قوة لانهم مجبولون على حب الحرية و يحاربون الظلم و الجور و العبودية .

صفاتهم :
اما صفات الامازيغ فنوضحها كالتالي :
- يتصفون بالصفات الحميدة و حسن الجوار و حسن الضيافة .
- يعشقون الحرية لا يرضون عنها بديلا و لا يبغون عنها تحويلا .
- يرفضون الذل بجميع اشكاله و الوانه ، يثورون ضده و يجتثون اصله .

اعداد الاستاذ : بلقاسم بن طالبي
امام مسجد فريحة بني ورتلان – سطيف -


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مشكوووووووووور

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

مشكووووووور على المعلومات حسب ما فهمته أن شعب جزائري هو أمازيغي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

موضوع أكثر من رائع ...
وجزاك الله خيرا على مجهودك موضوع أكثر من رائع ...
وجزاك الله خيرا على مجهودك موضوع أكثر من رائع ...
وجزاك الله خيرا على مجهودك موضوع أكثر من رائع ...



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

موضوع جميل جدا .هدا الموضوع عن الأمازيغ البربر وليس على الكل لأن هناك أمازيغ و ليسو بربر. جزازكم الله خيرا.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :


بكل احترام ومودة وتقدير
أدعوك إلى زيارة الرابط




https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=189488