عنوان الموضوع : المعلم الفاضل انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

المعلم الفاضل
كان المعلم وسيظل دائماً العمود الفقري للعملية التربوية والتعليمية الدائرة في المدرسة وخارجها ، أجل هو بحق حجر الزاوية في بناء عمليتي التعلم والتعليم لدى المتعلمين، فهو العنصر الفعال في ديمومة حصيلة التلاميذ ، وتكوين ميولهم المرغوبة في التعلم، فهو المرشد الصالح لإثارة دافعية التلاميذ إلى التعلم الذاتي ، ومهما تطورت التقنيات التربوية ، وتنوعت الأجهزة العلمية ، وتعددت الوسائل التعليمية ، ومهما استحدثت النظريات التعليمية ، واستجدت طرق التدريس ، فان المعلم يظل العنصر الفعال ، والمحفز القوي، والمشجع الأول لتعلم التلاميذ ، وترسيخ مبادئ التربية السلوكية لديهم ، وبناء شخصيتهم، وإثارتهم في مواصلة التعلم الذاتي الاستكشافي في اكتساب خبرات الحياة المتنوعة ، وفهم الحقائق العلمية الأساسية ، وإتقان المهارات العملية الضرورية ، وتكوين الميول والاتجاهـات السليمة في تفهـم متطلبات الحياة المعاصرة، والتفاعل مع تقنياتها الجديدة ، والتعامل معها ، ثم المشاركة البناءة في تطويرها بمهارة وإبداع . فالمعلم المخلص الكفء ، هو المؤهل عن رغبة تأهيلا دينيا وتربوياً ونفسياً وعقلياً وعلمياً في جميع مستلزمات العملية التربوية والتعليمية بشمولية مترابطة ، وتواصل دائم في الاستزادة من ميادين العلوم المختلفة ليكون معلماً حقاً وحقيقة أمام تلاميذه . المعلم الواعي، هو الفنان البارع الذي يعمل بعقله، ويتفاعل في تدريسه بقلبه العطوف، ويتحرك في صفه بيده الماهرة في الخط والإتقان ، ويتحاور بلسانه العذب مع تلاميذه بحب وتقدير ، ويرشدهم بخبراته التربوية والعلمية ويوجههم برسالته الدينية بكل إخلاص ليتم على يديه تكوين الناشئة الصالحة ، وبناء الجيل القوي، المتدرع بالإيمان والعلم والرسالة والعمل في الحياة ، فهو بعمله المقدس هذا يؤدي رسالة تربوية مقدسة ، ومهنة حياة كريمة مستنيرة بهدى الأنبياء .

ولأن المعلم الناجح الراغب في عملية التعليم هو الذي يحبب العلم لتلاميذه، ويقودهم بشوق إلى طلب العلم والمزيد منه، وفي صفه تتفتح قدراتهم ، وتنكشف قابلياتهم ، وتتجلى استعداداتهم ، وتظهر ميولهم ، وعلى يديه ومن خلال حسن تعامله وسلوكه تتهذب طبائعهم ، وتحدد أنماط سلوكهم ، وتنطلق أفكارهم الإبداعية المتميزة… حيث يجد تلاميذه في صفه من فكره الثاقب،وأسلوبه الشيق، ونصحه الراشد، وحثه المتواصل يجدون المحـرك القوي ، والمثير الدائم لهم في استيعاب العلوم وحبها ، وفهمـها لظواهر الحياة وكشفها، واكتساب الآداب الإسلامية ، والفضائل الخلقية السامية،لأنهم أمام قدوة حسنة قد التزمت بالعقيدة الإيمانية، وتأصلت بالتعاليم الإسلامية ، وتمثلت بالعلوم الكونية بالفهم والاستنباط.

ومن هنا أصبحت رسالة المعلم رسالة روحية نبيلة ، رسالة تربوية تعليمية مباركة، ووظيفة حياتية رفيعة ، ومهنة ضروريـة للتقدم الإنساني وارتقائه، فرسالة المعلم رسالة مهمة تناقلتها البشرية منذ الخلق ، واستحدثت أسسها الدينية والتربوية والعلمية من الحكمة الإلهية التي أودعها الله تعالى في رسالة آدم عليه السلام ، حيث قال تعالى : ((وعلم آدم الأسماء كلَّها ، ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت الحكيم العليم)) [البقرة، آية 31]، وحمل الله تعالى (( آدم عليه السلام )) النبي الأول في بناء أساسيات الأسرة البشرية، وتكوين المجتمع الإنساني وفق إلهام رباني ، وفطرة تكوينية دقيقة ، ورسالة تكريمية دائمة كما أرادها الله تعالى : (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً )) [الإسراء، آية 7] .

وهذا التكريم والتفضيل لبني آدم تمثل بالقدرة العقلية ، والنفحة الربانية الكامنة في تكوين كل إنسان مخلوق، فلابد من إبرازها والعيش معها، لأنها جوهرة الحياة تتجلى بمقدار ما يستثمره في الكشف عن قدراته العقلية ، واستلهامه من النفحة الربانية ، ولا يتم ذلك إلا على يدي مرب فاضل، ومعلم ماهر يقوم بدوره في تعليم الإنسان والأخذ بيده إلى العلم والعرفان.
وهكـذا فرسالة التربية والتعليم من آدم عليه السلام رسالة متوارثة من الأنبياء والرسل والحكماء والمعلمين الذين هدوا البشـر، وعلمهم ما في الحياة والكون من حقائق وأسرار لا بد من اكتشافها، وفهمها ونقلها من جيل إلى جيل في زيادة مستمرة وسؤال دائم كما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : (( فأسأل به خيراً )) [سورة الفرقان، 59]. فكان دعوة " نوح " عليه السلام ، وصنعة النبي (( داود عليه السلام" ، وحكمة "لقمان"، وتلمذة "موسى عليه السلام" على يد العبد المؤمن " الخضر عليه السلام" ، الذي وهبه الله تعالى علماً حيث قال الله تعالى : (( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ، قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا )) [سورة الكهف آيه 65]. وإلى دعوة خاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) التي تمثلت في نداء رباني سرمدي في غار حراء في مكة المكرمة : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم )) [سورة العلق آية 1-5] . ومن ساعته كانت دعوة محمد النبي ( صلى الله عليه وسلم) برسالة الإسلام وتبليغ آيات القرآن الكريم وتعليمها في أول مدرسة إسلامية متميزة في دار الأرقم حيث يجلس الرسول المعلم محمد (صلى الله عليه وسلم ) وحوله أصحابه الأوائل رضوان الله عليهم أجمعين ، ويعلمهم الإسلام ويفقهم بتعاليم الدين ، ويحفظهم القرآن الكريم ، ويذكرهم بنعم الله تعالى ويبصرهم ما في الكون من عجائب الله تعالى ، ويوسع مداركهم بالعلم والتربية ليخرجوا إلى العالم دعاة واعين ، وهداة صابرين في محراب الإسلام ومنبر القرآن يدعون إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة: " أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجاد لهم بالتي هي أحسن" [سورة النحل 125] ويطلب منهم الإقتداء بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم). " ولكم في رسول الله أسوة حسنة". وفي محراب دار الأرقم يؤكد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على تلاوة القرآن الكريم وتعليمه والعمل به ، حيث قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) . وأمرهم بتطبيق شريعة الله تعالى كما أوصاه تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)) [سورة الشورى آيه 13].
وانطلاقاً من هذه الوصية حث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أصحابه الكرام على التفقه في الدين ، حيث قال ( صلى الله عليه وسلم) (( من يرد الله به خيراَ يفقه في الدين)) .

وهكذا أصبح الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بشيراً وداعياً إلى الله تعالى كما أراده الله في محكم كتابه العزيز : " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً،وداعياً إلى الله تعالى بأذنه وسراجاً منيراً " [الأحزاب آية 45، 46]. بدعوته المباركة في المدرسة الأولى في دار الأرقم تخرج العشرات من أصحابه الكرام ، وعلى يديه تتلمذ الخلفاء الراشدون أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذي النورين ، وعلي" كرم الله وجه" ( رضوان الله عليهم أجمعين ) ..
ومن مدرسته تخرج قادة المسلمين الأوائل أمثال سعد بن أبي وقاص ، وخالد بن الوليد ، وأسامة بن زيد ، وأبو عبيدة الجراح ، وتخرج الوعاظ الناصحون الأمناء أمثال سلمان الفارسي ، وصهيب الرومي ، وبلال الحبشي ، وأبو ذر الغفاري ، ومنها تخرج العلماء المخلصون أمثال : عبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود،وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وعبد الله بن العباس ، وسفيان بن عبد الله الذي قال لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لأسأل أحداً غيرك ؟ قال: ((قل آمنت بالله ثم أستقم )) . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لدعاته الأوائل لأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل ( رضي الله عنهما ) حينما بعثهما إلى اليمن : " يَسرا ولا تُعسرا، وبشرا ، ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا" وعن أبي موسى : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال : "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا ". وعلى نهج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وفي ضوء وصاياه السديدة لأصحابه الكرام سار المعلمون الأوائل أمثال : الحسن البصري، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين ، وأبي الأسود الدؤلي، وعبد الحميد الكاتب والإمام الشافعي، وأبي حنيفة والإمام مالك والإمام احمد بن حنبل والإمام الأوزاعي، وسفيـان الثــوري ، وأبي حامد الغزالي وابن سينا وابن مسكويه والقابسي وابن رشـد والماوردي وابن خلدون وغيرهم كثيرون من المعلمين الأوائل عبر الحضارة الإسلامية الذين أحبوا العلم ونشروه بين تلاميذهم ومربيهم وأصبحوا بحق معلمين كما أرادهم الرسول(صلى الله عليه وسلم) حيث جاء في الأسفار هذا الحديث النبوي الشريف: ((خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات يوم فرأى مجلسين أحدهما ، فيه قوم يدعون الله عز وجل ويرغبون إليه ، وفي الثاني جماعة يعلمون الناس فقال عليه الصلاة والسلام : (( أما هؤلاء فيسألون الله فإن شاء أعطاهم ، وإن شاء منعهم، وأما هؤلاء فيعلمون الناس وإنما بعثت معلماً )).

وما معلم اليوم إلا حصيلة لهذه المفاهيم والخبرات السخية التي توارثتها العلماء من عصر النبوة، ومن نفحات القرآن الكريم ، ومن تطور الاتجاهات التربوية عبر العصور، ومن خلاصة الدراسات النفسية والتجارب العلمية المتطورة ، وهذه الثروة التربوية العريقة هي بحق رصيدنا التربوي فلا بد من دراستها وتحليلها ، بغية الوصول إلى الأصالة والمعاصرة في عصرنا المتقدم فكرياً وتكنولوجيا وحضارياً ، ولذا أصبحت مسؤولية المعلم مسؤولية كبيرة وعملاً شاقاً في تيسير العملية التربوية والتعليمية للمتعلمين . أجل أصبحت مسؤولية المعلم في قرننا هذا مسؤولية حياتية مقدسة فلا بد من القيام بها بعد تأهيل تربوي عال ، وإخلاص دائم، ورغبة صادقة في تعليم تلاميذه بمودة روحية، وإشراقه دائمة ، وانشراح كبير ، والتزام جهادي في تربية متفاعلة وبناء شخصياتهم في ضوء التعاليم الإسلامية ، وقيم الأمة الأصلية في نظرة حياتية متفاعلة ومتكاملة ومترابطة .
" وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " .

مسابقات النبي
ثبت عن النبي صلي عليه وسلم أنه سابق بالأقدام ، وثبت عنه أيضا أنه سابق بين الإبل وكذلك الخيول ، وثبت عنه أنه حضر نضال السهام ، وصار مع أحد الطائفتين) كلتيهما، وثبت عنه أنه رمى بالقوس ، وثبت عن الصديق أنه راهن كفار مكة على رغبة الروم والفرس ، وراهنوه على أن ذلك لا يكون ، ووضعوا الخطر من الجانبين وكان ذلك بعلم النبي صلى الله عليه وسلم وإذنه وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه طعن بالرمح وركب الخيل مسرجة ومعراة وتقلد السيف.

المسابقة بالأقدام:
فأما مسابقة الأقدام: ففي مسند الأمام احمد ، وسنن أبي داود من حديث عائشة، قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته،فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال هذه بتلك.

المصارعة:
أما مصارعته صلى الله عليه وسلم، ففي سنن أبي داود عن محمد بن على بن ركانة أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلي الله عليه وسلم.

مسابقته صلى الله عليه وسلم بين الخيول:
أما مسابقته صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسلت التي خمرت منها وأمدها الحفياء إلى ثنية الوداع والتي لم تغمر أمدها ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق. وفي سنن أبي داود عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وفضل القرح الغاية.

مسابقته صلى الله عليه وسلم بين الإبل:
ففي صحيح البخاري تعليقا عن انس بن مالك قال: كانت العضباء لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له (فسابقها) فسبقها الأعرابي ، وكأن ذلك شق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلى وضعه).

تنافس أصحابه صلى الله عليه وسلم بين يديه:
ففي صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتقلون بالسوق ، فقال : (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا أنا مع بني فلان) ، قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مالكم لا ترمون؟) قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال ارموا أنا معكم كلكم).


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========