عنوان الموضوع : التربية اولا ثم التعليم انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

التربية اولا ثم التعليم

قد يغفل المدرسون احيانا عن فهم رسالتهم رغم انها رسالة من الاهمية لانها تصقل الشخصية الانسانية.
يعتقد الكثيرون ان رسالتهم تنحصر في التعامل مع الكتاب وختم المنهاج الدراسي بشكل رئيسي، مما يجعلهم يحرصون على انهاء الخطة اليومية باي شكل من الاشكال ، حتى ولو بالصراخ لاسكات الطالب وانهاء الخطة الموضوعة ذلك اليوم. ويغفلون احيانا ان التعامل مع الاشخاص بصورة لبقة وصقل الشخصية على الاخلاقيات الحميدة يسهل ذلك الامر كثيرا.

لذا يفضل مع بداية العام الدراسي ان تخصص الحصص الاولى لتكون نقاشا عاما حول القوانين والضوابط الخاصة بالمدرسة والغرفة الصفية، وان يحاول المدرس ان يستبطها استنباطا من الطلبة بحيث تكتب على السبورة ويتم الاتقاق عليها وبالتالي يحاول الطلبة كتابتها في لوحات تعلق في الغرفة الصفية. وتأتي اهمية الحوار والاستنباط ان الطلبة يشعرون ان هذه القوانين هم الذين اختاروها ولم تفرض عليهم فرضا.

لا يتوقع من طالب يشتم بين الفينة والاخرى ان يكون مستقبلا ومتفاعلا جيدا خلال الحصة الدراسية . فالمعلم هنا قد غفل عن النواحي النفسية للطالب كما لم يتفهم حالته المزاجية وقد تجده لا يريد ولا يقدرالا الطالب الذي يصم المعلومات صما ويسردها مرة واحدة، وبذا فان من قدرته ضعيقة على الحفظ لا حظ لديه لدى المعلم وقد يتلقى الشتائم والسباب كل يوم مما يجعل فجوه كبيرة بينه وبين المعلم، فلا يعود يطيق المعلم ولا حصته ولا المادة التي يدرسها ولا التعلم باي حال من الاحوال. وعند سؤال العديد من الطلبة الذين يقومون بحركات تعرقل سير الحصة الدراسية عن اسباب ذلك، تجدهم في حزن لانهم يشعرون ان المعلم لا يريدهم وانه يحرص على اهانتهم باستمرار. وانه يفضل فلان وفلان من الطلبة. فهي اذا محاولة للفت الانتباه والتعبير عن مشاعرهم.

الطالب يمر في مراحل متعددة من النمو ولديه احتياجات خاصة تتعلق بكل مرحلة، فهو مثلا ينبغي ان يعلم ويغرس فيه حب التعلم والتعليم والمدرسة في المراحل المبكرة من عمره ، فاذا جئ له بمعلم يحمل العصى ويكثر من الصراخ، يتولد النفور فورا. وقد يتطاهر الطفل بالنوم حتى يفوته وقت المدرسة او بالمرض حتى يأتي والديه لاصطحابه من المدرسة الى البيت.
اما في مرحلة المراهقة وهي الاشد حساسية فالعلاقة ينبغي ان تبنى على المحبة والاحترام. واذا احب الطالب المعلم احترمه، والمعلم المحترم يحترم الاخرين ويفرض احترامه عليهم وبالتالي تؤتي العملية التعليمية اكلها. لان المعلم باحترامه لطلبته لا يضطر الى الصراخ عليهم ولا اللجوء الى العنف معهم ، ويكتفي بالاشارة حتى يفهم الطالب ما يريده. وقد يدعي بعض المدرسين ان بعض الطلبة لا يناسبهم الا العنف ولا يمكن ان يصبحوا اسوياء الا بالشتائم والصراخ. وهنا تاتي اهمية لغة الحوار، الحوار العام اولا مع طلبة الصف ككل ثم الحوارات الجانبية مع بعض الطلبة المخالفين بما يتناسب مع حال كل منهم، واذا كانت مشاعر المعلم صادقة وتحرص على منفعة الطالب فالطالب حتما سيشعر بها ويستجيب لها.


جعل المدرس في بيئة تعليمية ووفرت له امكانيات كثيرة من اجل النهوض بالطالب ووضع قدمه على اول الطريق ، طريق الفهم الصحيح ، من اجل النهوض بنفسه وبالتالي المساهمة في نهوض مجتمعه، وتفهم رسالته لتحقيق الفوز والنجاة في كلا الدارين.
فالمدرس اذا هو الموجه والمرشد والمسهل وليس المعرقل والذي قد يكون القدوة السيئة التي تربي العقد النفسية والقهر وكراهية كل ما يمت الى التعليم بصلة.

فليتفهم رسالته اذا، فهو لم يأت ليسكب المعلومات في ذهن الطالب وانما ليربي فيه الثقافة التي تعينه على النهل الصحيح من منابع العلم وتحمله على السلوك الصحيح. ولينظر بعين الشفقة الى اولئك الذين شعر بالكراهية اتجاههم وليكن عونا لهم للخروج من الحال التي هم عليها، فهي رسالة امام الله وامام نفسه والناس اجمعين.


منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك, لكن للأسف بعضهم هو من يحتاج للتربية

=========


>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك لكن بن بونديب موجود

=========


>>>> الرد الثالث :



=========


>>>> الرد الرابع :

طرح ممتاز موفق باذن الله دوما في اختيار المواضيع الهادفة

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

=========


>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَحمد باي
التربية اولا ثم التعليم

ما أصدقه من كلام، جعلنا الله جميعا نبدأ بالتربية قبل التعليم، فقد بدأ بها الله سبحانه وتعالى كما ذكر شيخنا الفاضل سيدي الحاج محمد باي بلعالم في إحدى محاضراته (
الرسول صلى الله عليه وسلم العالم والمعلم الأول والمربي نماذج من توجيهاته في طلب العلم والحث على مكارم الأخلاق):
....فقد كان داعيا إلى الخلاص من الكفر والفسق والعصيان، داعيا إلى الأعمال الصّالحة من العبادات وفعل الخير، إضافة إلى التبشير والتّذكير والإنذار، وهذا شأن المربّي الذي يربّي النّفوس ويزكّيها ويطهِّرها من خبائث الاعتقادات والأخلاقِ السيِّئة ، ومهمّة التوجيه إلى العلم والأخلاق تكادان أن تكونا مهمّة واحدة لشدّة الترابط، لأن من وجّه إلى التّعليم فقد وجّهَ إلى مكارم الأخلاق ومن وجّهَ إلى مكارم الأخلاق فقد وجّه إلى التّعليم،

وقد ذكر الله تعالى هاتين المهمّتين مجتمعتين في أربعة مواضع من كتابه الكريم: موضعين في البقرة: (ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم إنّك أنت العزيز الحكيم)، ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم ويعلّمكم الكتاب والحكمة ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون)، وفي آل عمران: (لقد منّ الله على المومنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)، وفي الجمعة: (هو الذي بعث في الأمّيِّين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من فبل لفي ضلال مبين)






=========


ـــــــــــ


سلام ....

بل قل ما فائدة التعليم دون تربية ............لكن هدا ياخى ليس من اعمال المعلمين فقط بل يسبقهم الاولياء الى دلك ...............

والكل يشارك فى هده العملية .....المجتمع ( جيران اقارب كبار السن ......).و..الاعلام الكل دون استثناء


شكرا لك...وبارك الله فيك.