عنوان الموضوع : طرق مراجعة الدّروس بانتظام الرابعة ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

مراجعة الدّروس

الموضوعية

هي القبول بإيمان واقتناع بأنّ الله تعالى قد جعل جزءاً كبيرا من حاجاتنا بأيدي غيرنا ، وعدم الإحجام أو التردّد في الإنطلاق للبحث عن المرغوب عند من يملكه إذا افتقدتَه عندك ، ولو كلّفكَ تجرّع مرارة الإتّصال بمن تكره ، وتذكّرْ أنّه الجسر الوحيد لتعبر وتستمرّ .
إعترِفْ بقدرتك الذّهنية بشجاعة ، وضعْ نفسك في المرتبة التي تحسّ أنك أهل لها ، واللاّئقة بك ، ولا تنخدع بالمقارنات الزّائفة التي لا تعكس سوى مجاملات ذاتيّة ، وتذكّرْ أنّ تلك المرتبة ، وإن كانت أقلّ من غيرك ، فإنّها قابلة للتّحسين والتّطوير بالعمل ورياضة النّفس .
الوقت

يجب أن يكون الوقت محدّدا بدقّة : بداية المراجعة ومدّتها . وتضبط المدّة وفقا لقدرة الطّالب على الإستيعاب والفهم من ناحية ، وإلى نوع المادّة المراجَعَة . ولا شكّ أنّ وقت مراجعة المواد التي تعتمد على الفهم وحده ، وحلّ التّمرينات ، يكون أكبر منه في التي يكفي فيها الفهم المباشر مع الحفظ .

لا بدّ أن يحدّد الطّالب لنفسه فترات مختلفة الطّول لا تزيد على ثلاثة ( 03 ) للمراجعة .


ليس شرطا آكدا أن تكون البداية دائما في نفس السّاعة ، لكننا نشير إلى أنّ هناك أوقاتا من المستحسن تحرّيها ، وهي : بعد قيلولة ، إذا كانت فترة بعد الظهر في المدرسة فارغة . بعد وجبة العشاء مباشرة . وفي الصّباح إذا كانت أوّل فترة دراسية تبدأ متأخّرة عن البداية المعتادة للمؤسّسة . لكن الذي نميل إلى جعله وقتا معتادا للمراجعة هو : بعد صلاة العشاء وتناول وجبة العشاء . ويجب الإعتدال في اختيار المدّة ، لأنّ من شأن المبالغة في الإطالة التوقّف النهائي .
الزّمن
بعد العِشاء والعَشاء .
المدّة
من 30 إلى 45 دقيقة للحفظ وفهم النّصوص .
من 45 إلى 60 دقيقة لدراسة وتحليل النّصوص الأدبية والفلسفية .
من 60 إلى 90 دقيقة لمراجعة المواد العلمية الدّقيقة : رياضيات ، فيزياء ، كيمياء ، وإنجاز ما يكفي من التّطبيقات للسّيطرة على التفاصيل النّظرية .
ولا نقصد بالمداومة أن تتواصل المراجعة طيلة أيام الأسبوع كاملة دون توقّف ، ونرى أنّ خمسة أيّام على المنوال الذي ذكرناه كافية كي يكون الطّالب دائما مواكبا للبرنامج . أما يوما الرّاحة المقترَحان فيجب أن يكونا متباعدين ، ويكون يوم عطلة أخر الأسبوع أحدهما .
عدد أيّام المراجعة
خمسة أيام
عدد أيام الرّاحة
يومان متباعدان ، يكون يوم عطلة آخر الأسبوع أحدهما
المرحلية

هي في هذا الميدان ما بعد مواعيد الإختبارات ، وظهور نتائج الإمتحانات . إنّها الفرصة المناسبة للتفكير مليّا وبرويّة في ما هو مُرضي من العمل ، وما يدعو إلى إعادة النّظر للتّصحيح .

الجدّية


هي الضامنة للتغلّب على الكسل ، والإنجذاب إلى الدّعة . وليعلم كلّ طالب أنّ الطّاقة اللاّزمة هي مجرّد دفقة تعطي دفعة للإنطلاق ، ثمّ يصبح الإستمرار تلقائيّا ، بل وترافقه متعة .
وهي كذلك ضامنة للتغلّب على صعوبات إيجاد المعلومة المناسبة أثناء العمل لإكمال حصّة المراجعة ، أو تذكّرها قبل البداية لكن وُجِد من الأسباب الوجيهة ما يحول دون الوصول إليها .
هذه نقطة مهمّة لا يجب التهاون بها ، لأنّ كلّ جزء غير مفهوم من برنامجك قد يكون بابا تهبّ عليك من خلاله رياح الخيبة . ولذلك ننصح الطّالب بتسجيل ما عسُرَ فهمه . وإذا كان السبب غير متعلّق بالفهم ، كعدم القدرة على اقتناء مرجع ، أو تعذّر الخروج ليلا ، فالواجب عدم التماطل بعد زوال الأسباب .
احترام المدّة المعيَّنة لكلّ قسم من المراجعة ، والتوقّف عند انتهائها ، لأنّ تحديد نهية للعمل مدعاة للرّاحة النفسية ، وإزاحة الخوف من المجهول . تحديد النهاية يعني القدرة على برمجة الوقت ، وإعطاء انسغالات الحياة الأخرى نصيبها . إنّه ممارسة للعدل مع النّفس ، وإحساس به من شأنه شحن صاحبه بقوّة إقبال طيّب ، وتفرّغ فعليّ للمراجعة بذهن صاف وحاضر .
والجدّية أيضا تضحية من أجل العمل المنظّم ، وتحقيق الأهداف السّامية . ولا أقصد بالتّضحية ـ هنا ـ إشعال ثورة ، وإنّما أقصد التضحية ببعض المألوفات ، والضّغط قليلا على النّفس لتتأقلم مع واقع به جفاف وصلابة . ونطمئن كلّ طالب بأنّ النسبية في الأمور كفيلة بإحلال الوضع الجديد مكان الوضع القديم ، وتتحوّل تلك الصلابة الخفيفة إلى نمط عيش محبوب ، وحتى في حال فشل في تحويل وضعه المعهود ، ولم يجد للإنسجام مع الجديد سبيلا ، فليتحمَّلْه تكلّفا ولا يخشى عنتا لأنّه واقع يدوم وقتا قصيرا ، وتساعده على تحمّله دوافع النّجاح .
وننصح الطالب أن لا يقرن بين قسمين أو أكثر من أقسام المراجعة المذكورة قدر الإمكان ، كأن يراجع اللغة أو التاريخ ، ثم ينتقل إلى الرّياضيات ، لأنّ لكلّ صنف تأثير معيّن في النفس والإستعداد ، وأنّ المادة التي بعد تكون في غالب الأحيان ضحيّة للسّطحية وعدم التركيز .
وليس شرطا أن تكون المادّة المراجَعَة اليوم هي التي المبرمجة في الغد ، لأنّ مشروع المراجعة ليس فقط للإمتحانات ، ولكنه تكوين يهدف إلى التمكّن من المعرفة ، ونقشها في الذّاكرة ، واستغلالها في المستقبل البعيد . إنّ من فَهِمَ اليوم فَهْماً صحيحا بمقدوره خوض امتحانات بعد سنة مع قليل من المراجعة .

Ii - المراجعة لتحضير امتحان نهائي ( الأهلية ، البكالوريا ) .
الإختلاف في الإمتحانات هو اختلاف في أهميّته المستقاة من أهميّة المرحلة التي يؤدّي النجاح فيه إليها ، أمّا من حيث كونه امتحان فهو كمثل غيره ممّا يُمَارَس دوريّا طيلة سنيّ الدراسة .
تخلق أهميّة الإمتحان ظروفا تحيط بالطّالب ، وتؤثّر على نفسيته وسلوكه تأثيرا سلبيّا كابحا ، يَقوى ويضعف حسب طبيعته وتكوينه . وتبرز في مثل هذه الأوقات الحاجة المُلِحّة لإشرافٍ مكثّفٍ من قِبَلِ المؤسّسة متمثّلة في الأساتذة ، ومن قِبَلِ البيت متمثّلة في الوالدين ، وكبار الإخوة والأخوات ، كلٌّ حسب اختصاصه ومؤهّلاته ، بوتيرة سريعة التردّد تحول دون وقوع الطّالب فريسة لضعفه ، وأفكاره الخاطئة .
المساندة الصّحيحة ، ورفع المعنويات بالتّوجيه الموضوعي ، من شأنه تعديل مفهوم الإمتحان لدى الطّالب ، وتحويله من عدوّ لدود مرهوب ، إلى صديق محبوب بيده مفاتيح أبواب المستقبل ، ورهن إشارته لفتحها على مصاريعها .
إنّ امتحان الأهلية أو البكالوريا ليس بدعا من الإمتحانات - كما قلنا - وإنّ محتوى ورقة الأسئلة في أيّ مادّة كانت ، في مدرسة حيِّكَ أو بلدتكَ ، بين زملائكَ ورفاقكَ ، لن يختلف عنه في ورقة امتحان الأهلية أو البكالوريا ، ولهذا السبب نحن نركّز على المراجعة المستمرّة الدّائمة طيلة السّنة ، وفي كلّ المستويات ، لأنّ فيها رياضة على العمل ، وتدريبا على أنماط سليمة من التّفكير والمهارات ، وإحاطة بالضّروري من المعارف ، بحيث تكون حاضرة ، أو سهلة المعالجة والممارسة في كلّ حين ، وهذه في حدّ ذاتها هي أسس الثّقة بالنفس ، والوسيلة المُثْلى الصّادقة لتقدير الإمتحان حقّ قدره بلا زيادة ولا نقصان .
خطّتك في المراجعة العاديّة لن تتغيّر كثيرا ، والتّغيير القليل الحاصل يمسّ الكمّ أكثر من الكيف باعتبار أنّ البرنامج المدروس ينطبق عليه ما انطبق على مواد السنوات التي مَضَتْ ، وما مضاعفة الجهد إلاّ من أجل تفادي الأخطاء المُقصِية عند المِحكّ بالسقوط فيها وتصليحها ما دام هناك فرصة للتّراجع والإستدراك . هو ترقيةٌ للمستوى ، وتسطيرُ طريق آمنٍ ، خالٍ من العراقيل قدر الإمكان ، ضامنٍ للوصول .
التغيير الآخر هو الحريّة في تقسيم أوقات المراجعة طيلة تلك السّنة ، وزيادة مدّتها حسب الضرورة . وما دامت الفترة محدّدة ، فالواجب على كلّ طالب تحمّل عبئا أكبر منها ، وتذكّر - عند الإحساس بالإرهاق ، والحاجة إلى التوقّف - عظم الهدف المنشود ، ومرارة الفشل التي تفوق بأضعاف مضاعفة مرارة التعب والسهر . وغنيّ عن القول أنّ المقاومة يجب أن تكون في حدود المعقول ، وأنّ ما نقصده هو أنّ تلك الأحاسيس هي بدايات إملاءات النفس التي لو كان الأمر لها لَمَا تحرّكَ مفصل في الإنسان لِبَذْل مجهود ، وهي إملاءات زائفة يجب تجاهلها ، والمُضِيّ قُدُماً لأن ثمرة المجهود كامنة فيما بعدها : هناك صلابة العزيمة ، وقوّة الثقة بالنفس ، وتذليل الصعاب . أيّها الطالب ، إنّ كل توقّف عند هذه النقطة هو تفويت صريح لالتقاط كنز في متناول اليد ، وتضييع قطوف دانية من ثمار النواميس الإلهية التي لا تتخلّف أبدا .
تنبيه هامّ

المراجعة الجماعية مفيدة لكن في حدود ، وهي لا تغني عن المراجعة الفردية ، ونحذّر الطلاّب من الإعتماد عليها وحدها للتّحضير لأيّ امتحان كان بدون استثناء لأنّها تُعطي انطباعا مغلوطا بالفهم والسيطرة على المادّة المدروسة سيطرة كليّة ، ولا تظهر نقائصها إلاّ عند نقطة اللاّرجوع حيث لا يفيد التراجع .
ويعود جانب القصور في المراجعة الجماعية في كونها تحرم الطّلبة من التدرّب على خوض مصاعب المواد بأنفسهم ، بفكرهم وجهودهم وتوظيف طاقاتهم الخاصّة ، وتفوّت عليهم فرصة تذوّق المسؤولية تطبيقا ، فَهُمْ بها يفقدون الكثير مثلما يستفيدون .
إنّ الوحيد المستفيد من المراجعة الجماعية استفادة كاملة هو من يترأس الجماعة ، وهو في العادة أذكاهم ، لأنه المبادر بالحلول وكتابتها ، وتفسير ما أشكل من المسائل للحضور ، وهو ما يعادل - بالنسبة له - أكثر من المراجعة الفردية .
هل أعني بذلك إلغاء المراجعة الجماعية جملة وتفصيلا ؟
لا ، أبدا ! لكن يجب أن تتمّ بشروط ، وأهمّها أن أن لا تحجب الطّالب عن مراجعته الفردية ، وأن لا تأخذ من زمن المراجعة الكلّي سوى قسط صغير قدر ما يسمح للطالب للإحتكاك المفيد بمن هو أشدّ تفوّقا منه ، وأن تكون أدوار التصدّر لحلّ المسائل تناوبية . وليعلم الأخ الطالب الكريم أن دروس الإستدراك تحت إشراف أساتذته ، أو آلية استشارتهم في كل ما يشكل بانتظام هو أنجع بكثير من ألف مراجعة جماعية .
أيها الإخوة الكرام ، لا يجب أن تفهموني خطأ . فأنا بقولي هذا لا أتحدّث عن العمل الجماعي بمعناه الفلسفي الواسع الذي لا شكّ في جدواه والحاجة الماسّة إليه ، ولكنّي أحذّر من مغبّة تصرّف قد تتشابك خيوط المنفعة فيه مع خيوط المضرّة ، ثم تفضي إلى ما لا يحمد عقباه .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========