عنوان الموضوع : تعبير كتابي سنة 3 متوسط
مقدم من طرف منتديات العندليب

اريد مساعدة من فضلكم حول الوضعية الاولى صفحة 86


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :



=========


>>>> الرد الثاني :

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

=========


>>>> الرد الثالث :

llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll llllllllllllllllllllll

=========


>>>> الرد الرابع :

لم اجدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددج الحل

=========


>>>> الرد الخامس :

التكنولوجيا الحربيّة حول العالم

تكنولوجيا صناعة الآلة العسكريّة حول العالم، تلك الصناعة التي تشكّل غذاء الحروب، و الحروب كما نعلم هي التي تغذّي الإبداع في التكنولوجيا و التطوّر، فإذا دقّقنا في تفاصيل التقدّم الصناعي الحديث نجد أنّ أسسه كانت في غالبيّتها نتيجة جهود تطوير الاحتياجات العسكريّة لمواكبة الحروب و تحقيق التفوّق، كالطائرات و المحرّكات النفاثة و الصواريخ و أجهزة المراقبة و التحكّم و الاستطلاع و الاتّصالات و غيرها، ...... ما نعيش في ظلّه حاليّاً من رفاهيّة في التنقّل و الاتّصال و التنظيم في كافّة المجالات لا يشكّل سوى النموذج المدني للإطار العسكري الذي كان هو الأساس و الهدف، و لكن عندما يتحقّق هناك تقدّماً جذريّاً في مجال ما، عندها فقط يجري استبدال الإنجاز القديم بالجديد و الأفضل و يخرج القديم من الإطار العسكري إلى الإطار المدني ....للاستثمار و الربح ... كالـ الأقمار الصناعيّة للاتصالات و لمراقبة حركة الطيران المدني و حركة المواصلات و للمسح الجيولوجي و البيئي و غيرها، الإنترنت و الهواتف النقالة ذات نظام "جي إس إم" التي كانت بحوزة قادة الجيوش الأمريكيّة حول العالم في السبعينات و الثمانينات، الرادارات، أنظمة التحكّم الملاحيّة للطائرات و السفن و السيّارات، الكمبيوترات، .................. و حتّى ما تمّ التوصّل إليه في الطبّ كان يشمل أساساً تطوير لأساليب الوقاية و العلاج من تبعات الحروب الكيماويّة و الجرثوميّة و النوويّة، ففي عصرنا الحديث كثرت الأمراض المستحدثة نتيجة التلوّث البيئي الذي يشكّل نموذجاً مخفّفاً لهذه الحروب و الذي تسبّبه الغازات السامّة لأفران المصانع و دخّان محرّكات السيارات و مخلّفات التصنيع الكيميائي وإشعاعات المفاعلات النوويّة و ما شابه ذلك.

فالحروب و الأزمات حتّى و إن كانت باردة كانت دائماً ولا تزال تشكّل المحرّكات الأساسيّة للعجلات الاقتصاديّة، فالتصنيع و التجهيز و التطوير العسكري و الأمني يستأثر بأكثر من 50 بالمائة من الميزانيّة المجتمعة لدول العالم، لذا لا يمكن لنا في هذا العصر أن نعيش السلام الشامل حول العالم .... لأنّه إذا حصل هذا الأمر فعلاً ...... فسيكون لفترة قصيرة و محدودة .... قد يشهد فيها التصنيع العسكري ركوداً ملحوظاً نتيجة لهذا السلام ....... و لكن حتماً ستتأجّج الأزمات الاقتصاديّة نتيجة الاختلاف الحتمي في الرؤيا و السياسات ...... و من ثمّ عودة قيام الحروب لإعادة التوازن و بالتالي عودة التصنيع العسكري كركن أساسي للاقتصاد العالمي. ( على سبيل المثال المصغّر نذكر العقد الذي أبرمته حكومة أمريكا مؤخّراً لتطوير طائرة مقاتلة مثاليّة بـ 200 مليار دولار ....... ما كان هذا العقد ليبرم أو ليمرّر عبر مجلس الشيوخ لولا المعادلة الجديدة بعد 11 أيلول، لأنّ السبب و الدافع القوي لتلزيم عقد كهذا لم يكن متوفّراً قبلها ...... فبدا الأمر و كأنّه محضّر له و لكنّه يفتقد للمبرّرات من أجل المباشرة به، فقوّة روسيا لم تعد سبباً مقنعاً لمواصلة الإنفاق العسكري الكبير لأنّها باتت دولة حليفة، و الصين قطعت شوطاً كبيراً في تقاربها مع الغرب، كما لم يعد هناك إيّ تهديد من داخل أوروبا، أمّا العراق و إيران و كوبا فهم أقلّ بكثير من أن تخصّص أمريكا برنامج تطوير عسكري هائل بهذا الحجم لمجابهتهم، أمّا ما سمّي بالإرهاب فيمكن لأمريكا تعريفه كيفما تشاء و بأيّ حجم تريده ...... و هكذا تمّ إبرام هذه الصفقة .... بذكاء و حكمة حقيقيّين ).

نحن في العالم العربي المدرج ضمن ما يسمّى بالعالم الثالث أو الرابع بعيدون عن مجالات التصنيع الحربي المتقدّم ، فنحن نشكّل سوقاً فقط لهذه الصناعات ( طبعاً ليس بنفس المواصفات التي تمنح لدول العالم الثاني أو لإسرائيل ) و دون أن يكون لنا أدنى دور في تطويرها و لو جزئيّاً على الرغم من توفّر القدرات الماديّة و البشريّة في عالمنا العربي، حيث انحصرت صناعاتنا العسكريّة المحدودة و "المتخلّفة نسبيّاً" ببعض الأسلحة الفرديّة البسيطة و المدافع الصغيرة و العربات المدرّعة و الصواريخ المعدلة، بينما بقينا على مسافة بعيدة جدّاً من الصناعات الذكيّة المتطوّرة ........... على عكس إسرائيل التي باتت تسابق الغرب في صناعة الدبابات و الطائرات و الصواريخ البعيدة المدى و الرادارات و أجهزة التحكّم ........ لذا قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على هذه الآلة العسكريّة حول العالم ليتسنّى لنا على الأقلّ أخذ فكرة أوضح عن عالم الحرب و الدمار الذي يحيط بنا من كلّ جانب.

-- أسلحة الدمار الشامل

أطلق هذا الاسم < أسلحة الدمار الشامل > على كل أنواع الأسلحة التي يمكن أن تلحق أضرارً جسيمة بالبنية الأساسيّة البشريّة أو التحتيّة أو الاثنان معاً، فعلى الرغم من الحظر المفروض على هذه الأسلحة و في ظلّ المعاهدات و الاتّفاقات التي تبرم سنويّاً لأجل الحدّ من انتشارها، إلاّ أنّ الكثير من الدول لا تزال تسعى إلى امتلاكها و تطويرها سرّاً لأنّها باتت تشكّل سنداً عسكريّاً مهمّاً لهذه الدول التي تطمح من خلال ذلك إلى إحراز نفوذ سياسي قوي و إلى تعزيز مكانتها العالميّة و ربّما الإقليميّة فقط.

أسلحة الدمار الشامل تنقسم بتصنيفها إلى 3 أنواع أساسيّة و هي:
1- النوويّة و الإشعاعيّة
2- الكيماويّة
3- البيولوجيّة ( الجرثوميّة )
و تكون في العادة عبارة عن قنابل أو وحدات تفجير متطوّرة يجري إسقاطها على الأهداف المحدّدة لها عن طريق قاذفات القنابل الهجوميّة أو بواسطة رؤوس حربيّة تحملها الصواريخ أو من خلال قذائف المدفعيّة البعيدة المدى، حيث يعتمد في هذه الخيارات المختلفة على درجة القوّة التدميريّة المطلوبة.

1- الأسلحة النوويّة

الأسلحة النوويّة و الإشعاعيّة هي من أشدّ الأدوات الحربيّة فتكاً في عصرنا الحديث، فقد جرى العمل عليها و تطويرها على مدى الستّين عاماً الماضية، حيث تمّ التوصّل بنجاح باهر إلى التحكّم في مستوى قوّة التفجير و رقعة الدمار ..... و لكن مع فشل ذريع في إيجاد الأساليب الفعّالة للوقاية من هذه الأسلحة التي لا ينحصر تأثيرها على البشريّة و الحضارة بل يصيب الطبيعة و يقضي عليها أيضاً.

أصبحت القوى الضاربة النوويّة حول العالم تشكّل عنصر تهديد للآخرين كما لنفسها أيضاً .... أي باتت هذه القوى خطراً على البشريّة و العالم أجمع، فلو أخذنا روسيا على سبيل المثال لوجدنا أنّ لديها من الرؤوس النوويّة ما يكفي لتلويث إشعاعي يطال ثلاثة أرباع الكرة الأرضيّة و يفتك بمن عليها، و هذا يعني أنّ روسيا ليست بحاجة لشنّ حرب على أمريكا و الصين من أجل كسب حرب، لأنّه لن يكون هناك رابح و خاسر في أيّة حرب عالميّة ثالثة (بالمعنى الصحيح) ...... الجميع سيكونون قطعاً .... خاسرين !! .... لو أطلقت أيّ دولة عظمى صواريخها النوويّة بشكل عشوائي على مناطق مختلفة حول العالم دون أهداف محدّدة، فسيكون هذا كافياً لتهديد بقاء البشريّة أجمع.

و لكن ما هي هذه القنبلة النوويّة و كيفيّة عملها ؟ و ما هي الأضرار التي يمكن أن تسبّبها ؟ و هل هناك أيّ وسائل وقائيّة فعّالة تمكّننا من مواجهتها ؟ سنحاول شرح هذه التفاصيل بالأسلوب المبسّط:

القنبلة النوويّة هي عبارة عن جسم يحتوي على مادّة اليورانيوم أو البلوتونيوم المخصّب، حيث يصار إلى إطلاق نيوترونات عليها لتبدأ بعدها عمليّة إنشطاريّة تصاعديّة لذرّات اليورانيوم أو البلوتونيوم بسرعة فائقة مولّدة طاقة هائلة تخرج على شكل انفجار شديد القوّة يفوق بكثير قوّة انفجارات القنابل التقليديّة المعروفة، و من ثمّ يتبع ذلك الانفجار تلوّث إشعاعي كثيف لعناصر ألفا و بيتا و غاما و الذي قد يدوم أسابيع أو حتّى أشهر إلى أن تضمحلّ أخطاره.


توصّلت الدول العظمى في عمليّة تطوير القنبلة النوويّة إلى ما يسمّى القنبلة النوويّة الحراريّة و التي يشكّل مادّة الهيدروجين (غير العاديّة) عنصر التفجير الأساسي بينما تكون القنبلة النوويّة بمثابة الصاعق التفجيري فيها حيث يولّد انفجارها < في جزء من الثانية > حرارة تجاوز الـ 200 مليون درجة مئويّة كافية إلى إحداث تجاذب أو اندماج بين ذرّات الهيدروجين لتتحوّل إلى ذرّات هيليوم مخلّفة طاقة حراريّة هائلة تفوق بكثير الطاقة الناجمة عن انشطار اليورانيوم أو البلوتونيوم.
أجمع العلماء على اعتماد قوّة انفجار مادّة الـ" ت. ن . ت " كوحدة الأساس لقياس قوّة انفجار القنابل النوويّة على مختلف أنواعها، فمثلاً القنبلة الذريّة التي ألقيت على هيروشيما كانت بقوّة 30 كيلوطن أي ما يعادل انفجار 30 ألف طنّ من مادّة الـ" ت . ن . ت "، أما في أيامنا هذه فهناك رؤوس نوويّة بقوّة 500 كيلوطن و 1 ميغاطن (ما يعادل مليون طن " ت . ن . ت") و 2 ميغاطن و 5 ميغاطن و 10 ميغاطن و 20 ميغاطن و حتّى مستوى الـ 50 ميغاطن.



في التوضيح الشكلي التالي يظهر بالأرقام ما يمكن أن يحدثه مثلاً انفجار قنبلة نوويّة بقوّة 20 ميغاطن فوق مدينة كبيرة و ضواحيها، مع عدد سكّان من 3 ملايين نسمة تقريباً، حيث لو افترضنا بأنّ المدينة الفعليّة تقع ضمن شعاع 18 كيلومتر أي بمساحة 500 كيلومتر مربّع تقريباً، فسنجد بأنّ انفجاراً كهذا من شأنه أن يمحو المدينة من على وجه الأرض تماماً.







الأسلحة الإشعاعيّة

إضافة إلى السلاح النووي الحراري المخيف، هناك نوع آخر من القنابل النوويّة الإشعاعيّة يطلق عليها اسم القنابل النيوترونيّة و التي ليس لها مفعول تدميري أو حراري كبير إنّما تطلق كميّات كثيفة و مركّزة من الإشعاعات النوويّة القاتلة و الكفيلة بالقضاء على المخلوقات الحيّة دون تدمير شامل للمنشآت كما تفعل القنابل النوويّة أو النوويّة الحراريّة.
يفرض تكتيك استعمال القنابل النوويّة الإشعاعيّة تفجيرها فوق أهدافها المحدّدة على ارتفاع يتراوح بين 500 و 1000 متر لضمان أقلّ قدر ممكن من الدمار و أعلى قدر ممكن من الضحايا.


2- الأسلحة الكيماويّة

الأسلحة الكيماويّة أو الكيميائيّة هي أسلحة تعتمد على تقنيّة الاستفادة من الخصائص السامّة أو الحارقة لعناصر كيميائيّة سائلة أو غازيّة و ذلك من أجل إحداث أكبر ضرر جسدي فيزيولوجي ممكن في صفوف العدو، و قد جرى في مرحلة مبكّرة من القرن الماضي استعمال موادّ كيميائيّة سامّة عن طريق تعبئتها في قذائف المدفعيّة من قبل القوّات الألمانيّة و الفرنسيّة، و من ثمّ أصبح هناك مختبرات متخصّصة تعمل على تطوير هذا النوع من الموادّ الحربيّة.

السوائل أو الغازات القاتلة التي تنبعث بفعل انفجار القنابل الكيماويّة تستهدف بشكل أساسي الأعصاب أو الدمّ أو الجلد أو الجهاز التنفّسي حيث يمكن (حسب المواصفات) أن تتسبّب باحتراق و التهاب الجلد، أو تلف الأعصاب و فقدان السيطرة، أو صعوبة التنفّس و الاختناق، أو إحداث تعطيل مؤقّت أو دائم للبصر، أو تعطيل الدورة الدمويّة و إيقاف القلب أو الدماغ.
مفعول الأسلحة الكيميائيّة مميت في أكثر الأحيان و قد يعاني الناجون منها من آلام و التهابات غير قابلة للشفاء ترافقهم مدى الحياة، كما أنّه لا توجد هناك وسائل وقائيّة فعّالة لمجابهة الهجوم الكيماوي، فالطريقة الوحيدة هي الأماكن المغلقة و المحكمة تماماً بالنسبة للمدنيّين (أو الأقنعة الواقية من الغازات السامّة)، بينما يترتّب على الجندي في الجيوش المقاتلة أن يرتدي سترة تغطّيه تماماً (بالقناع و الحذاء و الكفوف) تكون واقية و غير قابلة للتفاعل مع مكوّنات الأسلحة الكيميائيّة، و لكن هذا الإجراء الوقائي من شأنه أن يخفّض قدرة الجيش القتاليّة بشكل ملحوظ، .. مع وجوب الذكر بأنّ نجاح الإجراءات الوقائيّة مدنيّة كانت أم عسكريّة لا يمكن أن تكون مثاليّة على الإطلاق بل مؤقّتة لأنّ التفاعلات الكيميائيّة بين الموادّ المختلفة هي بلا حدود...فهناك دائماً تطوير لقوّة الفتك و تطوير الحماية من هذه القوّة، و من ثمّ إعادة تطوير ما يستطيع أن يخترق هذه الحماية و يعطّلها و بالمقابل اختراع حماية جديدة ...... و هلمّ جرّاً (على سبيل المثال فالولايات المتّحدة باتت مؤخّراً تمتلك غازاً سامّاً جديداً يمكنه التسرّب من فتحة التصفية في الأقنعة الواقية الحديثة .... و هم بصدد تطوير أسلوب تصفية ملائم ) ... لذا فاستعمال الأسلحة الكيماويّة في الحروب يدبّ الذعر و الرعب في نفوس المدنيّين و قد يثير الفوضى و الخوف في صفوف العسكريّين.

تختلف درجة فعاليّة الأسلحة الكيماويّة حسب حالة الطقس فهي قد ترتفع أو تنخفض حسب أنواعها و عوامل تفاعلها، فالرطوبة و الرياح و الأمطار قد تشكّل عوامل مساعدة لفعاليّة بعض الأسلحة و قد تكون عوامل مضادّة لفعاليّة البعض الآخر ... حتّى أنّ هذه الفعاليّة يمكن أن تدوم بوتيرة تنازليّة لبضعة أيّام و لكنّها تبقى محدودة، كما أنّ تأثيرها ينحصر إجمالاً بالإنسان و المخلوقات الحيّة بشكل عام دون إلحاق أضرار ذات أهميّة بالآليّات و المباني و المنشآت.

هناك الكثير الكثير من التركيبات الكيماويّة التي تشملها ترسانة الأسلحة الكيماويّة، فهناك مثلاً عشرات الموادّ الفعّالة لإحراق الجلد و الجسد، و موادّ أخرى لا تقلّ عدداً قادرة على إتلاف الجهاز العصبي أو الجهاز التنفّسي أو الجهاز الدموي، كما أنّه يوجد هناك موادّ و مركّبات كيماويّة ذات مفعول شامل، أمّا أكثر الموادّ الحربيّة الكيميائيّة المعروفة لدينا في العالم العربي فتشمل على سبيل المثال، كلور الهيدروجين و الكلورين و التابون و الخردل المقطّر و غاز نيتروجين الخردل بالإضافة إلى مكوّنات النابالم ( بنزين و بوليسترين) التي تندرج أيضاً ضمن الأسلحة الكيماويّة. أمّا في العالم الغربي فإنّ العمل على تطوير السلاح الكيماوي قائم على قدم و ساق (على الرّغم من ادّعاءاتهم بإيقاف إنتاج مثل هذا السلاح)، لديهم المختبرات ..... لديهم العلماء ..... لديهم الأموال .......و لديهم الحيوانات التي تربّى خصّيصاً في بيئات مختلفة (كالتي تعيش فيها الشعوب المختلفة) حيث تتكوّن لديها مناعات متفاوتة ...... ليصار بعدها إلى إجراء التجارب عليها إلى أن يحصلوا على النتائج التي يصبون إليها.

الأسلحة البيولوجيّة ( الجرثوميّة )
الأسلحة البيولوجيّة تكاد تكون الأقسى و الأقذر من بين أسلحة الدمار الشامل لأنّها تجلب الموت الحتمي و البطيء نسبيّاً بالمقارنة مع الأسلحة النوويّة أو الكيماويّة، فهي بكلّ بساطة إنتاج و تجميع مركّز لجراثيم ( فيروسات و بكتيريا ) الأمراض القاتلة حيث توضع في قنابل حربيّة تحملها قذائف المدافع أو الصواريخ أو القاذفات إلى أهدافها المحدّدة.
الأمر المثير في استعمال هذه الأسلحة و بسبب انعدام أي لون أو طعم أو رائحة لها، هو أنّه لا يمكن اكتشافها فور استعمالها، و الأمر الأكثر إثارة هو أنّ الجراثيم التي تطلق …يمكن أن تزداد و تتكاثر بشكل كبير إذا ما توفّرت لها البيئة المناسبة، و بذلك تكون فعاليّة هذه الأسلحة في الكثير من الأحيان أكثر من 100% و قد تصل إلى 1000 أو 2000 أو حتّى 100000 أو مليون بالمئة، خلافاً لباقي الأسلحة التي لا يمكن أن تصل إلى 100% من قوّتها التدميريّة المفترضة نظريّاً.

في الحقيقةً لا يمكننا تحديد أنواع الأسلحة الجرثوميّة المستعملة حول العالم، لكنّها ترتكز جميعها على جراثيم الأمراض القاتلة مثل الجمرة و الطاعون و الجدري و إيبولا و الملاريا و التلريّات و غيرها، كما أنّ هناك تقارير غير مؤكّدة تفيد بأنّ العمل يجري على تطوير قنبلة (أيدز) أو مرض فقدان المناعة المكتسب و لكن بشكل يسمح بوصولها الفعّال إلى الأوعية الدمويّة.

الوقاية من الأسلحة البيولوجيّة هي ممكنة من الناحية النظريّة و شبيهة إلى حدّ ما بأساليب الوقاية من الأسلحة الكيماويّة، إنّما بإجراءات أقلّ تجهيزاً و لكن أطول عمراً، فالجراثيم هي من الأحياء و هناك الكثير من الموادّ التي لا تستطيع الدخول من خلالها كالزجاج و البلاستيك و المعادن، لكنّها في المقابل قادرة على الانتشار في عناصر البيئة الأساسيّة كالهواء و الماء و المزروعات كما على أي مساحة تشكّل لها مناخاً مناسباً.

هذا النوع من السلاح لم يستعمل بشكل فعلي بعد في أيّ من الحروب المعروفة بل بشكل محدود فعلاً، و لكنّه استعمل بكثرة في إطار التجارب ولاختبار قوّته و فعاليّته، و كانت هذه التجارب تتمّ في بيئات و أجواء مغلقة و معزولة حيث توضع فيها حيوانات ( غالباً ما تكون فئران من بقاع مختلفة ) فتكون هذه بمثابة نماذج مصغّرة لمختلف المناخات حول العالم ( باردة، حارّة، معتدلة، رطبة، جافّة، .... إلخ ) و من ثمّ تطلق الجراثيم المحدّدة في حقول التجارب هذه، و يتمّ مراقبة فعاليّتها و تكاثرها و سرعة انتشارها، و بناءً على تلك النتائج يتمّ تحديد مواصفات القنابل الجرثوميّة التي ستستعمل في الحرب الحقيقيّة.
لقد حدث أن استعملت القوّات البريطانيّة قنبلة جرثوميّة في سبيل تجربتها فوق إحدى الجزر الصغيرة في المحيط الهادئ بمساحة تقارب ½ كلم مربّع و التابعة لها، و كان ذلك في مطلع الستيّنات. لم يذكر التقرير ما نوع الجراثيم التي استعملت آنذاك و لكنّها على ما يبدو من النوع الذي يمكن أن يتكاثر في الأرض، فكانت النتيجة هي موت كلّي للطبيعة فوق هذه الجزيرة التي اختفت عنها الأعشاب و لم تعد تقرب منها الحيوانات بشكل غريزي بعد أن نفقت الحيوانات القليلة التي كانت تقطنها، و لكنّها كانت عديمة التأثير على التربة المالحة و على مياه البحر. حاولت القوّات البريطانيّة عبر السنين إعادة الحياة إلى الجزيرة عبر عمليّات مستمرّة لتطوير المبيدات المناسبة التي لا تؤذي التربة أو تكون ذات تأثير محدود على الأقلّ، ..... و تحقّق النجاح حيث ظهر العشب لأوّل مرّة مع بداية التسعينات أي بعد أكثر من ثلاثين عاماً، ...... لهذه الدرجة الرهيبة يمكن أن تكون هذه الأسلحة فتّاكة.


=========


شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
mr666666666666666666666666


شهد النصف الثاني من القرن العشرين الماضي، خصوصاً في عقوده الثلاثة الأخيرة، ثورة علمية في الاختراعات والمكتشفات الحديثة، وحظي المجال العسكري في العدد الأوفر من هذه الاختراعات والمكتشفات، كالأسلحة والمعدات الحربية وأدوات الصراع المسلح لصالح جميع أنواع القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي ووسائط الحرب الالكترونية، ناهيك عن التطور الهائل الذي لحق بوسائط الحرب النووية وأسلحة التدمير الشامل. وغيرها.
إن التطور التكنولوجي الهائل في المعدات والأسلحة الحربية إنما يدين بالكثير لما تم إنجازه وابتكاره من أسلحة فرضت الحاجة إليها المتطلبات القتالية للحرب العالمية الثانية وتدين التكنولوجيا الحربية الحديثة في تطورها المعاصر لعلوم الطبيعة والكيمياء والالكترونيات أساساً، حيث العقل البشري وإنجازاته على الصعد كافة والحربية خاصة.


بفضل الاكتشافات العلمية في فروع العلم هذه أمكن تحقيق الكثير من الإنجازات التكنولوجية الحربية منذ عصر البخار والبارود حتى العصر النووي وارتياد الإنسان للآفاق الرحبة للفضاء. بهدف الكشف والاستطلاع وإجراء التجارب العلمية.
تعتبر الحرب العالمية الأولى أول استثمار عملي لتسخير العلوم في التكنولوجيا الحربية على نطاق واسع بفضل ما وفرته الثورة الصناعية الأوروبية من قدرات إنتاجية كبيرة حملت العبء الأكبر منها الآلة والإنتاج الصناعي الكمي الذي تنتجه الصناعة الآلية. ما أعطى للحرب العالمية الأولى الامتداد والاتساع في الزمان والمكان بفضل تنافس جانبي الصراع كل على حدة، لتسخير قدراته من الإنجاز العلمي والتكنولوجي في الحرب. فكان استخدام المدافع الرشاشة والغازات الحربية والدبابات والطائرات كأمثلة ونماذج ناشئة في بداية سلّم تسخير العلم والتكنولوجيا لإنتاج أدوات القتال، وباندلاع الحرب العالمية الثانية استحث طرفا الصراع، الحلفاء والمحور العلماء والبحوث العلمية وبحوث العمليات للوفاء بكثير من متطلبات الحرب وسخرت الولايات المتحدة الأميركية 30000 عالم ومهندس لهذا الغرض كما أعطت ألمانيا النازية القدر نفسه من الاهتمام للبحوث العلمية والتكنولوجيا الحربية.
1 - تمخضت هذه الجهود عن منجزات تكنولوجية حربية متميزة في الطيران النفاث والرادار والمدافع الآلية والدبابات والألغام المغناطيسية والطوربيدات البحرية والصواريخ f1 و f2 البدائية المتواضعة للصواريخ عابرة القارات ورائدة الفضاء. ثم جاء إنتاج أميركا للقنبلة الذرية وإلقاؤها على ناغازاكي وهيروشيما لتنتهي الحرب، ويبدأ عصر جديد يتميز بانطلاق العلم ليحقق قفزات هائلة من التقدم والتطور الإنساني في مختلف المجالات.
2 - استقطب العلم بعد الحرب العالمية الثانية قوتين عظميين تنافستا فيما بينهما في سباق محموم لتحقيق التفوق العلمي والتكنولوجي الرادع الذي يحمي نظام كل منهما في مواجهة الآخر ونتج عن هذا التنافس تطوير الكثير من المعدات التكنولوجية الحربية في مجال الذرة والليزر والحاسبات الالكترونية ومعدات الاتصال والاستشعار والسيطرة والتوجيه وطبيعة المواد وغيرها في العقود الثلاثة التالية للحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا.
3 - تحقق هذا كله بفضل إيمان كلا الطرفين بالعلم والخبرة منهاجاً للعمل المنظم الذي يتألف من مجموعات متكاملة من العلماء والمهندسين والخبراء توضع لهم البرامج وتحدد لهم الأهداف وتسخر لهم الموارد والإمكانات لتحقيق الأهداف ضمن توقيتات محددة وباستعراض المخصصات المالية للبحوث والتطورات العلمية والتكنولوجية لأميركا وحلفائها في السنوات الأخيرة فإنه يسترعي النظر ضخامة هذه المخصصات بالنسبة لميزانيات الدفاع حيث تصل إلى أكثر من ١١% من الدخل القومي. وهذا مؤشرٌ قويٌ على مدى اهتمام هذه الدول بالعلم لتطوير التكنولوجيا الحربية. ويتركز انعكاس العلم على تطوير تكنولوجيا الحرب في أمور جوهرية ثلاثة تمثل في زيادة طاقة النيران وسرعة وكفاءة الاتصالات وسرعة التحرك ودقة تنفيذ المناورة.
4- لأن الانتصار في المعارك رهن إصابة بالأهداف بنيران دقيقة ومؤثرة وهذا لا يتأتئ بغير قدرات تكنولوجية متميزة لتوجيه النيران نحو الأهداف المطلوب التأثير عليها حيث تلعب الحواسب الالكترونية ومعدات الكشف والاستشعار والتوجيه بمختلف نوعيات الأشعة، الدور الرئيسي والحيوي في إقامة صرح أولاً - تطور الكمبيوترات
كما استطاعت الآلة أن تضيف قدرات متعاظمة للمجهود العضلي الإنساني، كذلك أضافت الكمبيوترات الالكترونية قدرات خاصة لمجهوده العقلي أو الذهني. ففي مقدور الكمبيوتر إجراء العديد من العلميات الحسابية والمنطقية في جزء من الثانية كانت تتطلب الساعات بل الأيام من العقل البشري لإنهائها.
وإذا كانت الحاجة أم الاختراع فعلينا أن نسجل أن الحاجة الماسة للسيطرة على الكم الهائل من المعلومات التي تمخض عنها المجهود الحربي للحرب العالمية الثانية هي التي دفعت لبروز كيان الكمبيوتر كمنظومة تكنولوجيا تستوعب المعلومات وتختزنها مصنفة ليسهل استرجاعها. فكان اختراع أول كمبيوتر عام 1944 تحت اسم هارفارد مارك تلاه عام 1946 اختراع الكمبيوتر أنياك بتمويل من الجيش الأمريكي. وكان من الضخامة بحيث كان يشغل فراغ عدد من الحجرات يحتوي على 18000 صمام ويستهلك طاقة كهربائية قدرها 140000 واط بينما يقتصر أداؤه على 5000 عملية/ ث فقط.
نشطت البحوث منذ ذلك الوقت بسرعة، وساعد التقدم في العلوم التكنولوجية وظهور الترانزستور عام 1957 على تطوير الكمبيوترات وظهور الجيل الثالث من الكمبيوترات الالكترونية ذات الدوائر المطبوعة المصغرة تنظمها رقائق سيليكونية رقيقة تضم البوصة المربعة منها آلاف الدوائر المطبوعة.
تم بعد ذلك إنتاج كمبيوترات دقيقة الحجم تضم رقيقة سيليكونية دقيقة لا تتجاوز مساحتها ربع بوصة مربعة تشتمل على 100000 من الدوائر المتكاملة المطبوعة وأصبح في الإمكان اختصار حاسب الأنياك من الجيل الأول للكمبيوتر وزناً وحجماً وتكلفة لتصبح في المتناول، وباتت
اليوم كمبيوترات الجيل الرابع الأكفأ أداء والأبسط تشغيلاً. هي من الصغر في الوزن والحجم بحيث يمكن وضعها كالعملة المعدنية في الجيب.

ثانياً - الكمبيوترات وإدارة الحرب الحديثة:
يمكننا تصور الطفرة التي أحدثتها استخدام الكمبيوترات في تكنولوجيا الحرب الحديثة بعد مقارنة بين مسارح العمليات في الماضي التي كانت تتسم ببطء التحركات والقرارات وردود الفعل المتأخرة وعدم دقتها والتي كانت تستغرق ساعات طويلة وربما أياماً وردود الفعل الفورية والدقيقة اليوم التي تستغرق أقل من دقائق وربما ثوان.
إن الصاروخ العابر للقارات لا يستغرق مساره من الوقت، منذ لحظة إطلاقه حتى وصوله للهدف على بعد 6000 ميل أكثر من 30 دقيقة والصاروخ الأمريكي بيرشنج 2 المتمركز في وسط أوروبا يصل هدفه في الاتحاد السوفياتي السابق في أقل من 10 دقائق، وفي المقابل وبفضل الكمبيوترات الالكترونية فإن رد الفعل إزاء تهديدات هذه الصواريخ لا يستغرق أكثر من دقائق وثواني قليلة منذ لحظة اكتشاف الإطلاق بواسطة المستشعرات الرادارية وتحليل المعلومات بواسطة الكمبيوترات والتعامل بالصواريخ الاعتراضية.
تتم إدارة الحرب الحديثة والسيطرة على عمليات القتال وفق نظم متطورة لرصد المعلومات عن الأهداف وتحليلها والتعامل معها وهذه النظم تتزاوج فيها الكمبيوترات والمستشعرات ونظم التوجيه الدقيق وكمثال على ذلك نذكر نظام إدارة النيران بالدبابة الأميركية الحديثة جنرال أبراهام المتصل بكمبيوتر وجهاز لتقدير المسافة بالليزر، حيث يتم رصد الهدف وإطلاق النيران تجاهه بكل دقة في خلال جزء من الثانية، كذا نظام نايك أكس المضاد للقذائف الباليستية العابرة للقارات ويشتمل على كمبيوتر يعالج المعلومات عن القذائف المعادية على بعد آلاف الأميال ويوجه صواريخ الاعتراض نحوها بدقة خلال دقائق معدودة. ولاشك أن كفاءة هذا النظام من حيث السرعة والدقة لم يكن ليتم على هذا الوجه المذهل إلا بفعل الكمبيوترات الحديثة.
للكمبيوترات الالكترونية أيضاً فضل جوهري في مجال تكنولوجيا الاتصالات لتحقيق القيادة والسيطرة على مسارح العمليات، حيث تتزاوج العديد من الكمبيوترات الرقمية والتماثلية في شبكات لنقل البيانات والمعلومات من الوحدات الصغرى إلى قيادة التشكيلات بما يمكن معه تعرف القيادات على المواقف بشكل دقيق وسريع وإصدار القرارات الفورية بما يتناسب مع المواقف فيما يعرف باسم شبكة المواصلات الآلية للقيادة والسيطرة وهي تكنولوجيا متقدمة ربما قللت من روح المبادأة لدى القيادات الصغرى، لكنها حققت مزيداً من التنسيق بين مختلف المواقف على اتساع جبهة القتال ومكنت القيادة العليا على أعلى مستوى أن تكون على علم كامل بكل عناصر المواقف القتالية ليس فقط على المستوى الاستراتيجي والتعبوي بل على المستوى التكتيكي أيضاً.
بفضل توافر تكنولوجيا الاتصالات المتقدمة هذه أقامت الولايات المتحدة الأميركية شبكة اتصالات آلية هائلة على اتساع العالم تعرف باسم نظام ويمكس ينظم شبكة من الأقمار الصناعية والمستشعرات ومحطات رادار ووسائل إنذار وقيادة وسيطرة يتحكم فيها ويسيطر عليها مجموعة ضخمة من الكمبيوترات الآلية الالكترونية ويكفل هذا النظام الالكتروني المتطور للاتصالات للرئيس الأمريكي ومعاونيه من رؤساء الأركان إمكانية إصدار الأوامر للقوات الأمريكية على اتساع العالم بالتدخل السريع في حالة الإنذار بتوقع هجوم معاد.
يوجد نظام اتصالات مماثل خاص بمجموعة عمليات القوات الجوية الأميركية يطلق عليها سيوب، يستخدم في حالة الإنذار ببدء عمليات الحرب العالمية الثالثة ويشتمل على شبكة اتصالات الكترونية منتشرة على اتساع العالم وفي الفضاء تضم محطات تتبع رادارية متقدمة تعمل جميعها بالكمبيوترات من أجل ضمان التدخل السريع الدقيق في الوقت المناسب.

ثالثاً - تكنولوجيا أسلحة التوجيه الدقيق:
كما كان لعلم الالكترونيات الفضل في تحقيق تكنولوجيا متطورة للاتصالات والقيادة والسيطرة فله أيضاً يرجع الفضل لتحقيق الدقة في توجيه النيران لإصابة الأهداف. وإذا كان صحيحاً أن زيادة معدل إصابة الأهداف ودقتها قد تحقق بإدخال الحلزنة على مواسير الأسلحة وبآلية التعمير وبزيادة السرعة الابتدائية للمقذوفات ومداها إلا أن احتمال إصابة المقذوف للهدف في مقتل بنسبة ١٠٠% من الطلقة الأولى ظل أمراً يراود تكنولوجيا تطوير الأسلحة زمناً طويلاً إلى أنه تحقق بفضل استخدام تكنولوجيا الالكترونيات المتقدمة في تطوير الأسلحة. وتعميم ما أصبح يعرف اليوم بأسلحة التوجيه الدقيق بي.جي.أم التي استخدمت بنجاح وفاعلية في فيتنام والشرق الأوسط وحرب الخليج والتي غيرت وسوف تغير على وجه اليقين طبيعة الحرب المعاصرة.
يشتمل نظام أسلحة التوجيه الدقيق على وسيلة للتعرف وتحديد الهدف بواسطة ارتداد موجات الأشعة منه:
- رادار، سونار، راديو، تحت الحمراء وليزر.
في مجال الطيف الكهرمغناطيسي المرئي وغير المرئي ومن خلالها تجري معالجة بيانات الهدف بواسطة ميكروكمبيوتر مرتبط بالسلاح وبمقتضاه يجري توجيه النيران نحو الهدف وإصابته في مقتل بصورة آلية بغير التدخل اليدوي.
ويعتمد التوجيه الدقيق للأسلحة على عوامل كثيرة إلا أنه يحكمه أساساً وفي الدرجة الأولى خصائص الهدف وخصائص الرأي الباحث المدمر، وقد مر التوجيه الدقيق للأسلحة بمراحل كثيرة بدأت بالحرب العالمية الثانية حيث صمم الأميركان قنابل موجهة بالراديو زنة 2000 رطل ألقيت على كولونيا بألمانيا النازية عام 1944 وطوربيدات بحرية موجهة رادارياً أغرقت مدمرات يابانية عام 1945، كما قاموا بتجارب في هذه الحرب لاستخدام قنابل موجهة تلفيزيونياً وبالأشعة الحرارية، وبانتهاء الحرب العالمية الثانية اتجهت البحوث نحو تطوير الأسلحة النووية، وتوقف تطوير الأسلحة التقليدية فترة من الوقت، إلى أن أصبح لدى القوى العظمى قناعة باستحالة استخدام السلاح النووي كما أجبر اشتعال الحروب الإقليمية على اتساع العالم على توجيه البحوث نحو تطوير الأسلحة التقليدية وزيادة فاعليتها، وأسفر التقدم في تكنولوجيا الالكترونيات المتطورة عن تصميم أسلحة التوجيه الدقيق برية وبحرية وجوية.
تعتبر الحرب الفيتنامية مجالاً لتجارب ميدانية أجريت لاختبار فاعلية نظم التوجيه المختلفة التي زودت بها الأسلحة التقليدية، فقد اختبرت بنجاح قنابل الطائرات والصواريخ الموجهة بالليزر طراز باف واي، وكذلك قنابل الطائرات الموجهة كهربصرياً طراز هوبو. ويعتبر يوم 16 أيار 1972 تاريخ قصف معبر تانهو بفيتنام الشمالية نقطة تحول في الإقرار بفاعلية أسلحة التوجيه الدقيق التي نجحت في تدميرها هذا المعبر بعد فشل 600 طلعة طيران في تدميره بالأسلحة التقليدية وفقدان ما لا يقل عن 16 قاذفة أميركية في هذه الطلعات.

رابعاً - تكنولوجيا أسلحة الطاقة الموجهة:
الليزر هو أشعة الضوء المكثف المتوازية وهو عدة أنواع، فمنه الليزر الكيماوي للأشعة تحت الحمراء ومنه الأكسيمر للأشعة فوق البنفسجية ومنه ليز أشعة إكس المخضر بإنجاز نووي وتكنولوجيا استخدام الليزر وإن كانت معروفة ومستقرة اليوم إلا أن تكنولوجيا أشعة الجسيمات الدقيقة ما زالت في طور البحث والتطور وهي مرتبطة بعملية الاندماج النووي كناتج يجري تطويع استخدامه في التطبيق العملي. ولقد وضع آينشتاين الأساس النظري لتوليد أشعة الليزر عام 1916 وتم إنتاج الليزر عملياً. وينتج ليزر الطاقة العالية للاستخدام الحربي عادة غازاً من احتراق غازين مثل أول أكسيد الكربون والأوكسجين لتكوين ثاني أوكسيد الكربون الذي يطلق عند تبريده أشعة ضوئية يجري تركيزها وتكثيفها من خلال مجموعة من المرايا العاكسة لينتج في النهاية حزمة من الأشعة المتوازية ذات الطاقة العالية يطلق عليها أشعة الليزر لها العديد من الاستخدامات في الصناعة والطب والاتصالات والأسلحة.
يعتبر الليزر منتج الطاقة العالية الوحيد لبحوث علم الطبيعة المستخدم في التكنولوجيا الحربية وبالتالي لاكتشاف طاقة الأسلحة النووية.
وتلعب أسلحة الليزر دوراً دفاعياً بالدرجة الأولى في مواجهة القذائف الباليستية تبلغ سرعة الضوء 186000 ميل/ث الأمر الذي يعني أن يكون اصطدام الليزر بالهدف لحظياً ولا يكون لشعاع الليزر تأثير على الهدف بغير طاقة تتراوح شدتها بين 2 إلى 5 ملايين واط وهذا أحد العيوب الرئيسية لاستخدام الليزر كسلاح حيث يقتضي استخدامه توفير مصدر قوي لتوليد طاقة ليزرية متعاظمة دقيقة التركيز على الهدف لمدة كافية لتدميره ثم التحول نحو هدف آخر لتدميره وهكذا.
من العيوب الرئيسية الأخرى لليزر أن شعاعه يفقد الكثير من قوته نتيجة اختراقه أجواء تكتنفها السحب وبخار الماء والغبار، ولهذا يفضل استخدام أسلحة الليزر في الفضاء الخارجي على ارتفاع أكثر من 35000 قدم بعيداً عن بخار الماء المحيط بالكرة الأرضية. ومع كل ذلك فقد نجح البريطانيون في إنتاج ليزر أشعة إكس الذي لا يتأثر بالبخار والغبار، كما يعتقد أن اليابان تتبنى برنامجاً ناجحاً لإنتاج سلاح ليزر فعال تعتمد عليه في الدفاع الإستراتيجي ضد تهديد الصواريخ النووية.
تعتبر أسلحة الليزر أقل كفاءة في التأثير على الأهداف من أسلحة الجسيمات الدقيقة نظراً لاختلاف طبيعة مكونات كل منهما، فالليزر يشتمل على فوتونات أو وحدات ضوئية لا وزن لها، بينما تشتمل أشعة الجسيمات الدقيقة على خليط منهمر من الذرات والالكترونيات والبروتونات ذات وزن وسرعة تماثل سرعة الضوء تجعل اصطدامها بالهدف يؤثر بفاعلية تدميرية عالية أكثر من الليزر. وفي مقدور سلاح أشعة الجسيمات إذا ما استخدم من الفضاء كسلاح هجومي ضد أهداف أرضية أن يعطي تأثير أشعة الموت لقنبلة النيترون نفسه فيصيب مئات الأميال من الأرض بالإشعاع القاتل للآدميين دون المساس بالتحصينات والمعدات والأسلحة.
وتعتمد أسلحة الطاقة الموجهة في الاستخدام على نظام يضم الكمبيوترات والمستشعرات وشبكة القيادة والسيطرة والاتصالات، شأنها في ذلك شأن استخدام أسلحة التوجيه الدقيق وإذا كان لأسلحة التوجيه الدقيق مجالها الفسيح للاستخدام على الأرض، فمجال أسلحة الطاقة الموجهة المفضل هو الفضاء الخارجي وبها طرقت البشرية باب عصر جديد هو عصر حرب النجوم.

خامساً - التقنية العسكرية وأثرها على إعداد القوات:
أ - أثبتت المعارك الأخيرة بدءاً بعاصفة الصحراء وأفغانستان ثم العراق أنه لا يوجد توازن في تقنية القوة العسكرية التي اعتدناها في الحروب السابقة. فقد بدأت تقنية القوات الجوية تتفوق بشكل كبير، بل هي العامل الأكثر خطورة في إنهاء المعركة قبل قتال القوات البرية. وذلك نتج عن تفوق جوي بالمقارنة بتقنية الدفاع الجوي الذي فشل تماماً في مواجهة هذا التفوق.
أصبحت الحروب والمعارك الحديثة أكثر سرعة وأكثر خطورة وتتحقق فيها عناصر المفاجأة والخداع، وهذا ما حدث في احتلال العراق للكويت وهزيمتها بشكل سريع.

ب - أثر التقنية العسكرية على العمليات القتالية:
بسبب التفوق الجوي على تقنية الدفاع الجوي أصبح سلاح الدفاع الجوي في الدول النامية غير مُجدٍ أو كافٍ لمواجهة القوات الجوية الحديثة وبالتالي يتم إنهاء المعارك في أسرع وقت ممكن بإحداث تدمير أكبر في القوات البرية مما يجعلها غير قادرة على مواجهة القوات البرية للدول ذات القدرة الجوية الحديثة، وبالتالي لا تحتاج هذه الدول إلى قوات برية كبيرة لأن الغرض منها هو التطهير واحتلال الأرض فقط وليس القتال كما هو الشأن في الحروب السابقة.
بعد أن توافرت وسائل الاستطلاع باستخدام الأقمار الصناعية وأنظمة الكشف الالكترونية وأجهزة الرؤية الحديثة أصبح من الصعب إخفاء أي شيء لأن هذه الوسائل تتمكن من اكتشاف ما هو داخل المباني والخنادق وتحدد بدقة المحادثات اللاسلكية والسلكية وهذا ما رأيناه في هجوم القوات الأمريكية على أفغانستان والعراق مما يتطلب أن تكون هناك دراسات على تحديث وسائل تقنية الإخفاء والتمويه للأفراد والمعدات، ويجب البحث عن وسائل الخداع والأمن المضادة لوسائل الاستطلاع الحديثة، والمثال الفريد لهذا هو ما حققته القوات المصرية في عنصر المفاجأة الإستراتيجية في حرب تشرين الأول 1973 حيث حشدت قوارب العبور والجسور والأسلحة والقوات تحت مرأى جميع هذه الوسائل الاستطلاعية الحديثة دون أن يشعر العدو بقيام عمليات هجومية.
إن الأسلحة الذكية التي استخدمت في أفغانستان والعراق هي خير شاهد على قدرتها الخارقة في تحديد وتدمير الأهداف بشكل دقيق حتى وإن كانت هذه الأهداف داخل قطاعات مدنية بحيث يمكن تدميرها بأقل خسائر في عدد الأفراد المدنيين وهذا ما حدث بشكل واضح في حرب العراق.
لقد أصبح واضحاً لنا أن القتال في الظلام من مسافات بعيدة باستخدام الأسلحة ذات التكنولوجيا المتقدمة قد تزيد من فرصة قتل القوات الصديقة بواسطة الأسلحة الصديقة مما يتطلب دقة القيادة والسيطرة وهذا ما حدث في خسائر القوات الحليفة، سواء أفي عاصفة الصحراء أم في حرب العراق.
إن استخدام الرادارات المتطورة وأجهزة الرؤية الليلية جعل ميدان المعركة يتساوى ليلاً ونهاراً، لذلك لا جدوى للقوات التي تقاتل في الظلام ولا تستطيع الرؤية حيث لن تتوافر لها الحماية وستتعرض للهزيمة.
هذا وإن التقنية الحديثة مطلوبة بشكل كبير في أنظمة السيطرة على النيران في أسلحة المدفعية والهواوين ومدافع الاقتحام، وكما نعلم أن الطوافات يمكنها تدمير الدبابات أو أي تحصينات على مسافات بعيدة بمجرد أن يقوم الرامي أو الطيار بالنظر إلى الأهداف باستخدام خوذة متطورة.
إن التقدم التكنولوجي في الاتصالات على نطاق العالم يعتبر العامل الرئيسي في تحقيق القيادة والسيطرة أثناء العمليات حيث يمكن نقل المعارك مباشرة على شاشات التلفاز ويمكن للعالم مشاهدتها وتكون خير شاهد على ما يحدث من مجازر وحشية من الصرب ضد الشعب الألباني في كوسوفو ومن اليهود في فلسطين أو الولايات المتحدة وحلفائها على العراق. هذا وإنه يمكن للقائد السيطرة على المعركة وهو في غرفة عملياته وإعطاء الأوامر لوجود أرض المعركة أمامه وما يحدث من أعمال القتال. وهذا ما حدث من اكتشافات إسرائيل لثغرة بين الجيشين الثاني والثالث للقوات المصرية ونجحوا في اختراقها.
هذا وإن الأعمال الهندسية وزراعة الألغام بالوسائط الجوية نالها قدر من التقنية نظراً لأهميتها مما يتطلب وضع تقنية مقابلة للتعامل معها.
إن الحروب الحديثة تتطلب سرعة ودقة واستمرارية تدفق المعلومات إلى العناصر المتقدمة. وقد مكنت أجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية وطائرات التجسس والمصادر الأخرى من بث المعلومات بطريقة مباشرة في وقت حدوثها، مما مكّن القادة من تصور الموقف وإعطاء قرارات سليمة بناء على معلومات دقيقة وفورية.
هذا وإن المشبهات المتطورة على أنظمة الأسلحة المختلفة تُعتبر من التقنيات الحديثة في التدريب، وتُوفر الكثير من المال والوقت حيث تُمثل هذه المشبهات الأسلحة الحقيقية مما تُساعد على تحقيق تدريب فعّال وواقعي على المستويات كافة. ويجب أن يتم تأهيل الضباط وضباط الصف على دراسة فنون الحرب الحديثة وما يقابلها من أسلحة ومعدات متطورة بحيث يطبقون التقنية الحديثة على معايير التدريب والصيانة والعمليات القتالية وإسناد القتال وخدمات إسناد القتال.

هذه التكنولوجيا الحربية المتقدمة.