عنوان الموضوع : أخطاء المراة المتعلقة بالخطبة حياة اسرية
مقدم من طرف منتديات العندليب

أخطاء المراة المتعلقة بالخطبة
أخطاء المراة المتعلقة بالخطبة والزواج ومعاشرة الزوج
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
1. العزوف عن الزواج بحجة الدراسة أو أنها صغيرة في السن وغير ذلك:
فمن الأخطاء الجسيمة التي تقع فيها الفتيات رفض الخطاب بحجة تكميل التعليم وقد يأتيها الشاب صاحب الدين ولكن تقدم عليه التعليم ويظل بها الأمر هكذا حتى تصل إلى مرحة العنوسة وتتمني ساعتها نصف رجل وتتحسر عندما تسمع أحد الأطفال وهو ينادي على أمه ويقول أمي.
* وإليكم هذه القصة لتروا فيها قيمة الحياة الزوجية عند النساء
تقول إحداهن في حسره: كنت في الخامسة عشره من عمري وكان الخُطاَب يتقدمون إلىٌ من كل حدب وصوب وكنت أرفض بحجة أنني أريد أن أصبح طبيبة ثم دخلت الجامعة وكنت أرفض الزواج بحجة أنني أريد ارتداء معطف أبيض على جسمي، حتى وصلت إلى سن الثلاثين وأصبح الذين يتقدمون إلى هم من فئة المتزوجين ، وأنا أرفض وأقول بعد هذا التعب والسهر أزوج إنسانا متزوجا كيف يكون ذلك عندي المال والنسب والشهادة العليا وأتزوج شخصاً متزوجاً.
سبحان الله ، نسيت هذه المسكينة أن سن الثلاثين غير مرغوب فيه من قبل الشباب لأسباب كثيرة ولذلك فكرت بقلبها وقالت ذلك القول.
ووصلت بعدها إلى سن الخامسة و الأربعين وصارت تقول : أعطوني نصف زوج
* ويروي لنا فضيلة الدكتور ناصر العمر- حفظه الله – كما في رسالته السعادة بين الوهم والحقيقة عن امرأة عانس وهي طبيبة جعلت تصرخ وتقول: "خذوا شهادتي وأعطوني زوجاً "
تقول السابعة من صباح كلي يوم وقت يستفزني يستمطر أدمعي لماذا ؟
أركب خلف السائق متوجه إلى عيادتي بل مدفني بل زنزانتي ، ثم تقول: أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه برده حرير فارسيه وهو في نظري لباس حداد علي ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي أتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي ، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي والتشاؤم ينتابني على المستقبل ثم تصرخ وتقول
خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة- تعني المال- وأسمعوني كلمة ماما
ثم تقول هذه الأبيات
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة ... فقد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت تري في قدوه ... هي اليوم بين الناس يرثي لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه ... فهل ممكن أن تشتريه بمالها
2. التساهل في اختيار الزوج:
فكما أن الإسلام أمر الخاطب أن يتحرى الدقة في اختيار الزوجة وجعل لذلك شروطا ينبغي التزامها لتكوين الأسرة المسلمة
كذلك فإن اختيار الزوج الصالح مسئولية مشتركة بين المرأة أو الفتاه ووليها، فاختيار الزوج حق للمرأة فينبغي أن تحسن الاختيار ولا تتساهل في هذا الأمر
* يقول الغزالي كما في "الإحياء"
والاحتياط في حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها والزوج قادر على الطلاق بكل حال.
* وتقول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها-
النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته.
* ويقول ابن الجوزي- رحمه الله - :
" إن النساء شقائق الرجال، فكما أن الرجل تعجبه المرأة فكذلك الرجل يعجب المرأة "
ومن هنا وجب على الولي وعلى المرأة أن يتخيرا زوجاً طيبا أصيلاً
وللمرأة حق في أن تختار الرجل الذي ستقاسمه حياته وتظل تحت سلطانه بقية عمرها.
وعلى الولي أن يختار لكريمته فلا يزوجها إلا لمن له دين وخلق وشرف وحسن سمت فإن عاشرها عاشرها بمعروف وإن سرحها سرحها بإحسان.
ولا يتساهل في تزويجها من عاص أو فاسق أو تارك للصلاة أو مبتدعا أو شارب خمر أو صاحب وظيفة مشبوهة أو يملك الأموال الكثيرة دون دين فإن فعل ذلك فقد جني على دينها وتعرض لسخط الله وكانت فتنة في الأرض وفساد كبير من قطع للأرحام ، وإن يخرج من صلب هذا الرجل من لا يعرفون لله حقا فيتجرءون على معاصي الله تعالي فينتشر الفساد في الأرض .
وصدق الحبيب( حيث قال كما عند الترمذي بسند فيه مقال وحسنه البعض كالألباني – رحمه الله لشواهده من حديث أبي هريرة " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"
3. الزواج بغير إذن وليها:
فلا يصح النكاح بدون ولي:
قال تعالي { فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 5)
وقال تعالي حكاية عن صالح مدين { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}( القصص :27)
فقد تولى هو النكاح فدل على أن لاحظ للمرأة فيه وهو مقتضي قوله تعالى
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}( النساء: 31)
1- وأخرج الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي موسي الأشعري(أن النبي( قال
" لا نكاح إلا بولي"
2- وأخرج أبو داود وصححه الألباني أن النبي( قال " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له "
1. قال الأمام الشافعي – رحمه الله – كما في كتابه الأم ( 5/169)
فالنكاح لا يثبت إلا بأربعة أشياء " الولي، ورضا المنكوحة ، ورضا الناكح ، وشاهدي عدل"
2. قال ابن حزم – رحمه الله- كما في المحلى( 9/453)
ولا يحل للمرأة نكاح ثيباً كانت أو بكراً إلا بإذن وليها الأب أو الأخوة أو الجد أو الأعمام أو بني الأعمام وإن بعدوا الأقرب فالأقرب أولي.
3. وقال ابن قدامه – رحمه الله – كما في المغني ( 9 / 345)
النكاح لا يصح إلا بولي ، ولا تملك المرأة تزويج نفسها ولا غيرها ، ولا توكيل غير وليها في تزويجها، فإن فعلت لم يصح النكاح
وروي هذا عن عمر و علي وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وعائشة(رضي الله عنهم)
وإليه ذهب سعيد بن المسيب، والحسن ، وعمر بن عبدالعزيز وجابر بن زيد والثوري وابن أبي ليلى ، وابن شبرمه ، وابن المبارك ، وعبيد الله العنبري ، والشافعي ، إسحاق ، وأبو عبيد .
4. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما في مجموع الفتاوى( 32/131)
أن ذكر الولي دل عليه القرآن في غير موضع والسنة في غير موضع وهو عادة الصحابة إنما كان يزوج النساء الرجال
لا يعرف أن المرآة تزوج نفسها وهذا مما يفرق فيه بين النكاح ومتخذات الأخدان،
* وبهذا قالت عائشة – رضي الله عنها – لا تزوج المرأة نفسها فإن البغي هي التي تزوج نفسها.
4. لبس دبلة الخطوبة:
وهذا أمر غير جائز لأنه تقليد أجنبي.
والنبي( يقول كما في مسند أبي داود بسند حسن
" من تشبه بقوم فهو منهم "
هذا بجانب الاعتقاد الفاسد أنها تسبب محبة بين الزوجين فإنها تكون في هذه الحالة تميمة وهى محرمة بل تصل لدرجة الشرك الأصغر إن كانت بهذه النية .
لقول النبي( كما عن أبي داود وغيره " إن الرقي والتمائم والتوله شرك" فهي بجانب أنها تميمة تؤخذ أيضا على أنها توله
فالتوله: شيء يعلقونه على الزوج يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها ، والزوج إلى امرأته وهذا شرك لأنه ليس بسبب شرعي ولا قدري للمحبة.
* قال ابن عثيمين – كما في القول المفيد على كتاب التوحيد صـ 142:
والدبلة خاتم يشترى عند الزواج يوضع في يد الزوج وإذا ألقاه الزوج قالت المرأة أنه لا يحبها فهم يعتقدون فيه النفع والضرر ويقولون أنه مادام في يد الزوج فإنه يعني أن العلاقة بينهما ثابتة والعكس بالعكس .
فإذا وجدت هذه النية فإنه من الشرك الأصغر.
فإن المسبب للمحبة هو الله وإن لم توجد هذه النية – وهى بعيده إلا تصاحبها – ففيه تشبه بالنصارى فأنها مأخوذة منهم .
* وقال الألباني – رحمه الله – كما في آداب الزفاف صـ140:
لبس الدبلة لا يجوز فإن هذا من تقليد الكفار
- فهذه العادة سرت إليهم من النصاري.
* وقال ابن باز – رحمه الله – كما في كتاب الدعوة ( 2/208) فتاوى
لا نعلم لهذا العمل – دبلة الخطوبة – أصلاً في الشرع والأولي ترك ذلك سواء كانت الدبلة من فضه أو غيرها.
*وقال الشيخ صالح بن فوزان – حفظه الله – كما في المنتقي من فتاوى صالح بن فوزان( 3/243)
هناك تقليد فاسد وقع فيه كثير من الناس اليوم في أمور الزواج من أنه يشتري لها دبلة تلبسها ويكون هذا سببا في زعمهم في عقد المحبة في القلب وتآلف الزوجين فهذا من عقائد الجاهلية وهذا يكون من الشرك لأن التعلق بالحلقة والخيط والخاتم والدبلة في أنها تجلب المودة أو تذهب العداوة بين الزوجين وهذا من الشرك لأن الأمر بيد الله.
وهناك مخالفات أخرى تفعلها المرأة بهذا الشأن:
أولها: السماح للخاطب أن يمسك يدها ليلبسها الدبلة وهذا حرام بلا شك فليس للخاطب أن يمس يد المخطوبه لأنها مازالت أجنبية عنه.
ثانيها: السماح للخاطب بالزيارة بين الحين والآخر والجلوس معها والنظر إليها والتلذذ بجمالها ولاشك أن هذا لا يجوز لأنها لا تزال أجنبية عنه.
5. ذهاب العروس إلى الكوافير:
وهذا من أشد المنكرات التي أصبحت عادة لا تنكر بل ينكر على من هجرها.
ولا يخفي القدر الذي يراه ويلمسه الكوافير – وهو رجل في الغالب- من العروس فيا للعجب كيف سمحت الفتاه المسلمة أن تسلم جسدها لرجل أجنبي يعبث بها؟ وكيف سمح أهلها وزوجها بهذا الأمر؟
فمما لا شك فيه أن هذا من الدياثة وإن ولى المرأة محاسب أمام الله تعالى لإقراره لهذا الفحش في أهله.
*يقول الشيخ عكاشة الطيب في حكم الإسلام في الكوافير صـ 79:
إن مهنة حلاق النساء( الكوافير) من المهن الوافدة من مجتمعات الفسق وبلاد الفجور لم تكن معروفه في مجتمعات المسلمين وهى من المهن المحرمة شرعاً.، فعمل الكوافير فيه مجموعة من المخالفات من نمص ووصل وقص للشعر تشبها بالفاسقات الفاجرات وفيه أيضاً وضع الأصباغ والمساحيق على الوجه والشفاه بل إن الكوافير قد تمتد يده إلى أماكن شديدة الحساسية في جسم المرأة
ثم تخرج هذه المرأة بزينتها المحرمة هذه إلى الشارع فيراه الرجال الأجانب عنها فتكون فتنة عظيمة تثير الغرائز وتحرك الشهوات فيكون ضررها عظيم.
*وقد وجه سؤال إلى فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله- عن حكم الكوافيره وحكم ما تقوم به من وضع مساحيق على الوجه أو إزالة شعر الحاجبين وإزالة الشعور الداخلية وغير ذلك
* فأجاب فضيلة الشيخ :
أري أن هذه الكوافيرات فيها عده محاذير:
المحذور الأول:
ما تفعله الكوافيرات من التحلية بحلي الكفار في الشعر وغيره وهذا فيه مشابهة للكافرين ومن تشبه بقوم فهو منهم كما ثبت ذلك في الحديث.
المحذور الثاني:
إن عملهم كما ذكر السائل يكون فيه النمص، والنمص قد لعن النبي فاعله فلعن النامصه والمتنمصه، واللعن هو الطرد من رحمة الله .
المحذور الثالث:
إن في هذا إضاعة لمال كثير بدون فائدة.
المحذور الرابع :
ما تفعله الكوافيرات من هتك للعورات حيث تزيل الشعر من على أفخاذ المرأة وعلى ما حول قبلها، ومن المعلوم أن النبي نهي أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة إلا إذا كان هناك حاجة ضرورية تدعو إلى النظر وليس هنا حاجة.
ملحوظة: هذا السؤال كان في حكم الكوافيره فماذا لو علم الشيخ حينها أن الذي يعبث في وجه وشعر المرأة رجل أي كوافير ولست كوافيره..... والله المستعان.
6. شراء فستان الزفاف ذو الثمن الغالي:
وهذه فيه ما فيه من الإسراف فضلا على أنه لا يلبس إلا هذه الليلة فقط ، في حين أنها لو لبست أي ثيبا يتم الزفاف وقضي الأمر ، بل يجوز لها أن تستعير ثوبا لزفافها وشيئا تتزين به لزوجه ثم بعد ذلك ترده، فقد جاء في السنة ما يدل على ذلك:
فقد أخرج البخاري عن طريق عبدالواحد بن أيمن قال حدثني أبي قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها – وعليها درع – قميص- قطر ثمن خمسة دراهم فقالت : ارفع بصرك الى جارتي انظر إليها فإنه تُزهن- تأنف وتتكبر- أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله( فما كانت امرأة تقين – تزين للزفاف – بالمدينة إلا أرسلت إلى تستعيره.
وإذا كان هذا الفستان يكشف الجسد فيكون الإثم مضاعف حيث أنه إسراف منهي عنه شرعاً بجانب ظهور الجسد عارياً أمام الأجانب، والنبي( قال كما في صحيح مسلم
"صنفان من أهل النار لم أراهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد على مسيرة كذا وكذا "
وهناك مخالفة أخري تفعلها المرأة خاصة بفستان الفرح وهو إطالته أطالة كبيره تمتد أمتارا
فهذا لا يجوز لها وعليها إلا تزيد في ثيابها أكثر من ذراع لستر قدميها احتياطاً لما يخشي من الانكشاف بسبب الريح، أو صعود درج أو ركوب السيارة وغير ذلك ولا يجوز لها مجاوزة هذا الحد، كما في ثياب العرائس التي تمتد أمتارا وربما حمل ورائها وهذه من عادات النصاري عند عقد الزواج في الكنيسة،
فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن ابن عمر قال: قال رسول(:
من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمه فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: يرخينه شبراً ، فقالت إذن تنكشف أقدامهن ، قال: فيرخينه شبر ذراعا لا يزدن عليه "
يرخينه ذراعا: أي من نصف الساقين وقيل من الكعبين ( ذكره الألباني)
قال البيهيقي: وفي هذا دليل على وجب ستر قدميها.
7. الإصرار على إقامة مناسبات الأفراح في الفنادق أو دار مناسبات:
وهذا فيه ما فيه من الإسراف وإنفاق الأموال الضخمة والتبذير هذا بجانب الآثم الحاصل من استجلاب المغنين والمغنيات والاستماع إلى النغمات والألحان التي تهيج النفوس وتترك أثرها السيئ في القلوب.
مع ما يرافق هذه الاجتماعات وتلك الحفلات من محرمات كاختلاط الرجل والنساء وهن شبه عاريات.
وكل ذلك لإرضاء الناس ولو بغضب الله.
وكذلك جعلنا من الأفراح – بسبب الإسراف سبب في شقائنا كما جعلنا مأئتمنا كذلك.
ولله در القائل
ثلاثة تشقي بهم الدار ... العرس والمآتم والزار
والله (()حذر من الإسراف والتبذير فقال تعالى:
{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}(سوره الإسراء: 27)
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسير هذه الآية
الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير والله تعالى إنما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه كما في قوله عن عباد الرحمن الأبرار:
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}( سوره الفرقان: 67)
فانظر أخي الحبيب كيف أن الله (()حذر من التبذير والإسراف مع القدرة عليه. فما بالنا بمن يقترض من أجل أن ينفق على ما حرم المولي (()من آلات الطرب والغناء واستجلاب المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات.
8. جلوس العروس على منصة أو مسرح وهو ما يعرف بالكوشة وتكون على مرئي من الجميع ومحط نظر الجميع:
فتجلس العروس على هذه المنصة في وسط حشد كبير من الرجال الأجانب عنها وفيهم من البر والفاجر فتجلس وهى في أبهي زينتها وقد تبرجت ووضعت المساحيق ، والأصباغ على وجهها وكشفت وجهها وربما أجزاء من بدنها كالذراعين، والصدر والظهر، وهذا مما حرمه الله على النساء في حضرة الرجال الأجانب.
فإن المرأة مأموره بأن تستر بدنها عن الرجال الأجانب عنها غير المحارم:
قال تعالي
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}( النور: 30)
9. اعتقاد بعض النساء أنه يحل للعاقد المباشرة والتقبيل والاستمتاع دون الإيلاج:
وهذا خطأ يقعن فيه وفهم مغلوط وكلام مردود ، فليس هناك ما يدل على استحلال الفرج أو الاستمتاع بالمعقود عليها دون الجماع – بل الدليل على عكسه.
والذي يثبت أنه يجوز العقد بشرط عدم الاستمتاع إلى أجل
فقد أخرج البخاري في صحيحة من حديث عامر قال:
حدثني جابر – ( – أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي( فسار سيراً ليس يسير مثله ثم قال بعنيه بأوقيه ، قال جابر فبعته ، فاستثنيت حملانه إلى أهلي
وفي رواية: أفقرني رسول الله ( ظهره إلى المدينة
وفي رواية: ولك ظهره حتى ترجع
فقال جابر: فلما قدمنا أتيته بالجمل ونقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل على إثري قال: ما كنت لأخذ جملك فخذ جملك ذلك فهو لك.
ففي هذا الحديث
أن جابر باع الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم بشرط عدم استمتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجمل أو بركوبه حتى يصل إلى المدينة فباع جابر الجمل
واشترى الرسول ( الجمل بشرط عدم الاستمتاع إلى أجل
فعلم بهذا أنه يجوز أن يعقد عقداً بشرط عدم الاستمتاع إلى أجل.
كذلك قال ابن تيمية ومالك ولأنه لا يتنافي في عدم الاستمتاع إلى أجل ومقتضي العقد.
فلذلك يجب على العاقد الوفاء بهذا الشرط لقول النبي( كما عند أبي داود:
" المسلمون عند شروطهم" ( انظر رسالة أفراحنا بين المشروع والممنوع)
10.السماح لبعض النساء بالنظر إلى عوره العروس ليلة البناء بحجة تهيئتها للزفاف:
وهذا حرام فلا يجوز أن تطلع المرأة على عوره المرأة
لقول النبي( كما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري
" لا ينظر الرجل إلى عوره الرجل ولا المرأة إلى عوره المرأة"
قال النووي – رحمه الله – كما في شرح مسلم فيه تحريم نظر الرجل إلى عورة الرجل ، والمرأة إلى عورة المرأة وهذا لا خلاف فيه.
وعورة المرأة بالنسبة للمرأة كعورة الرجل في حق الرجل من السرة إلى الركبة وعموم النساء الجاهلات لا تحاشين كشف العورة أو بعضها.
فلتعلم المرأة أنها إذا بلغت سبع سنين لم يجز لأمها ولا لأختها أن تنظر إلى عورتها.
? وعلي هذا فلا يجوز قيام بعض أقارب الزوجة من النسوة بحلق عانة العروس فهذا من الأمور المستقبحة وأنهم يفعلون ذلك بحجة ألا تجرح العروس نفسها أو تأخذ غشاء البكارة.
?وعند هؤلاء أن الفتاه البكر لا تنظف شعر عانتها إلا قبل الزفاف وهذا حرام في عدة أمور:
?الأول:أن العورة المغلظة لا يجوز النظر إليها إلا لضرورة، فإن قيل أليس الخوف على ذهاب غشاء البكارة ضرورة؟ فالجواب أن هناك حلولاً أخري كاستعمال المزيل ، كما أن الفتاه تفعل هذا بدون ضرر.
?الثاني: لا يجوز ترك هذا الشعر أكثر من أربعين يوماً دون أن يزال
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أنس – (- قال:
" وقت لنا رسول الله( في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا تترك أكثر من أربعين ليله".
الثالث: أن في هذا لأمر إشاعة للفاحشة وكشف العورات ونشر للأسرار والحسد والحقد، والمرأة يعرف عنها كثرة وصف غيرها وفي وصف العورات خراب للبيوت ودمار للدور وضياع للأسر.
11. خروج مجموعة من النساء في صوره زفة يحملون قطعة من القماش عليها دم البكارة:
فمن الخطأ الفادح الفاضح أن بعض الأقارب والجيران والضيوف ينتظرون أمام المنزل فإذا ما أنتهي اللقاء بين الزوجين خرج الزوج ومعه قطعة قماش أو خرقة أو قميص نوم زوجته وعليه دم البكارة عندئذ ينطلق أهل الزوجة بالغناء والزغاريد ومعهم هذه الخرقة أو هذا القميص ويطوفون به في الشوارع والطرقات.
- يقول الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في رمضان الابتداع صـ260:
ومن الخطأ البين الطواف حول القرية بقميص العروس ملونا بدم البكارة ولهم في طوافهم بالقميص وحين فض البكارة كلام تخجل منه الإنسانية وقد ماتت هذه البدعة السيئة لدى الأغنياء والأوساط الراقية ولكنها باقية في بعض القرى.
12. نشر أسرار الفراش ( فراش الزوجية):
حيث يقوم الزوج بشرح ما قام به مع زوجته على فراش الزوجية وكذا تفعل المرأة وهذا الأمر مخالف للشرع.
- فقد أخرج الأمام أحمد من حديث أسماء بنت يزيد – رضي الله عنها-
أنها كانت عند رسول الله( والرجال والنساء قعود فقال( لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرَمٌ القوم- يعنى سكتوا ولم يجيبوا- فقلت: إني والله يا رسول الله(() إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون، قال: فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانه في طريق فغشيها والناس ينظرون.
?وفي رواية أخرى عند البزار وهو في صحيح الجامع (7037)
أن النبي ( قال لأصحابه وهو جلوس رجالا ونساءً ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق باباً ثم يرخين ستراً ثم يقضي حاجته، ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك ، ألا عسى أحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها، فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها، فقالت امرأة سفعاء الخدين : والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون، فقال( فلا تفعلوا ، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانه على قارعة الطريق فقضي حاجته منها ثم انصرف وتركها.
- فليحذر كلا من الزوجين إفشاء أسرار الفراش والعلاقات الزوجية الخاصة حتى لا يفضح أمرهما ويكونا قد عصيا ربهما وفتنا غيرهما.
- وفي صحيح مسلم وعند أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال
" قال رسول ( إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته أو تفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه ،
وفي رواية آخري: من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها.
ترك العروس الصلاة ليلة الزفاف:
فإنها تستعد لليلة زفافهم من بعد صلاة الظهر عادة فتغتسل وتتزين وتضع المساحيق وتلبس ثياب العرس وغير ذلك وربما تركت الصلاة وهذا حرام بلا خلاف.
13. امتناع المرأة عن فراش زوجها:
يجب على المرأة أن تلبى زوجها كلما أرادها على ذلك، وإن لم يكن لديها ميل إليه إلا لعذر مانع.
- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال
" قال( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتي تصبح"
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال" قال رسول ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضي عنها.
- قال الإمام النووي – رحمه الله – كما في شرح مسلم ( 5/261)
هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي، وليس الحيض بعذر في الامتناع، لأن له حقا في الاستمتاع بها فوق الإزار
ومعني الحديث: أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية لطلوع الفجر والاستغناء عنها أو توبتها ورجوعها إلى الفراش.
- وقال الحافظ – رحمه الله – كما في فتح الباري( 9/205-206)
قال ابن أبي جمره: الظاهر أن الفراش كناية عن الجماع ويقويه قوله: الولد للفراش أي لمن يطأ في الفراش، والكناية في الأشياء التي يستحي منها كثيرة في القرآن والسنة
قال: وظاهر الحديث اختصاص اللعن بما إذا وقع منها ذلك ليلاً لقوله" حتى تصبح" وكأن السر تأكد ذلك الشأن في الليل وقوة الباعث عليه ولا يلزم من ذلك أنه يجوز لها الامتناع في النهار، وإنما خص الليل بالذكر لأنه المظنة لذلك.
وفي الحديث: الإرشاد إلى مساعدة الزوج وطلب مرضاته وأن صبر الرجل على ترك الجماع أضعف من صبر المرأة وأن أقوي التشويشات على الرجل داعية النكاح ولذلك خض الشارع النساء على مساعدة الرجال في ذلك أو السبب فيه الحض على التناسل.
وأخرج الترمذي بسند صحيح عن طلق بن على قال:
" قال رسول الله( إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأتيه وإن كانت على التنور."
- قال المباركفوري- رحمه الله – كما في تحفة الأحوذي ( 4/24)
قوله " إذا الرجل دعا زوجته لحاجته " أي المختص به كناية عن الجماع
" فلتأته" أي لتجب دعوته
" وإن كانت على التنور" وإن كانت تخبز على التنور مع أنه شغل شاغل لا يتفرغ منه إلى غيره إلا بعد انقضائه.
- وأخرج ابن ماجه بسند حسن عن عبد الله بن أبي أوفي عن النبي( قال :
" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذى نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله. حتي لو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه"
على قتب: على ظهر بعير.
- قال ابن الأثير كما في النهاية( 4/11)
القتب العمل كالإكاف لغيره ومعناه الحث لهن على مطاوعة أزواجهن وأن لا يسعهن الامتناع في هذه الحال فكيف في غيرها.
- وأخرج الحاكم في المستدرك بسند صحيح صححه الألباني في صحيح الجامع ( 136) أن النبي( قال:
" إثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما : عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت وزوجها حتى ترجع.
- فلتحذر المسلمة المؤمنة أن تكون من أولئك النساء المولعات لمخالفة أزواجهن فلا تؤمر الواحدة منهن بشيء إلا سارعت إلى مخالفته حتى ولو كان فيه مصلحتها إن هؤلاء يقعن في سخط الله ويعرض حياتهن للدمار وتدعو عليهن الحور العين.
- فقد أخرج الترمذي وغيره عن معاذ بن جبل قال " قال رسول الله( لا تؤذي امرأة زوجها إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو دخيل يوشك أن يفارقك إلينا
- وأخيراً
ولا يخفي أن شهوة الرجل كثيراً ما تغلب شهوة المرأة خاصة في عصر كثرت فيه الفتن، لأن الرجل قد تعتريه نظرة خاطفة لامرأة أخرى فتعجبه فتقع في قلبه فتشتعل نيران الشهوة في نفسه وبين جنباته
- فيا أيتها الزوجة
من يطفيء هذه النيران إن لم تكوني أنت
- فقد أخرج الأمام مسلم في صحيحة أن النبي( قال:
"إن المرأة تقبل في صوره شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما نفسه. "
- وقيل في معنى" أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان" أي أن الشيطان يتربص بها ويزينها في عيون الرجل فهى فتنة بالنسبة للرجال
- والأمر كما قال النبي( كما عند البخاري ومسلم
ما تركت فتنة هي أضر على الرجال من النساء.
14. عدم التزين للزوج:
بعض النساء – هداهن الله – تبدأ بعد الأشهر الأولي من الزواج في التبدل وعدم الأهتمام بزينتها والأنشغال عن الزوج إما بالطهي أو ترتيب البيت أو الأولاد وغير ذلك ، وما علمت هذه المسكينة أن الزوج يري من الفتن خارج البيت ما الله به عليم.
فينبغي عليها أن تتزين وتتجمل للزوج.
حتى تملك قلبه وتجدد حياته ويجد الأنس والسرور عند النظر إليها والأمر كما قال النبي( كما عند الأمام أحمد والنسائي وحسنة الألباني من حديث أبي هريرة قال
" قيل لرسول الله( أي النساء خير؟
قال( التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
وعدم تزين المرأة مخالف للفطرة التي فطر الله عليها النساء وإلى هذا يشير قول تعالي
{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} ( الزخرف 18)
ولهذا أباح الله تعالى للنساء من التحلي واللباس ما حرمه على الرجال لحاجتهن إلى التزين واللباس.
- فعلى المرأة أن تتزين لزوجها وهذا من حقه عليها وإن تجاوزت من العمر ما تجاوزت فذلك من أسباب الألفة والتودد
- وأخرج الأمام البخاري:
عن جابر بن عبد الله أن النبي ( قال:
" إذا دخلت ليلاً فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة"
الشعثة: البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة.
- قال الأمام النووي رحمه الله كما في شرح صحيح مسلم ( 7/81)
ومعني تستحد المغيبة أي تزيل شعر عانتها والمغيبة التي غاب عنها زوجها .
وفي هذا الحديث دلالة على أن المرأة لا تجعل الزوج ينفر منها وتقع عينه على ما يكره فنقع الوحشة بينهما
- في الحديث دلالة أيضا على أن المرأة مادام زوجها حاضرا ً مقيما فهي دائمة التزين ولا تهجر التزين إلا في غياب الزوج.
- وما أعظم ما أوصت به إمامة بن الحارث ابنتها في شأن النظافة والتزين أمام زوجها فقالت لها:
عليك بالتعهد لموقع عينه والتفقد لموضع انفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود.
15. طاعة الزوج في معصية الله
أخرج البخاري عن عائشة – رضي الله عنها
"أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها فجاءت النبي ( فذكرت ذلك له فقالت إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها ، فقال: لا إنه قد لعن الموصلات."
تمعط: سقط
فيؤخذ من الحديث أن الزوج إذا دعا زوجته إلى معصية فعليها أن تمتنع فإن أدبها على ذلك كان الإثم عليه. فالطاعة تكون في المعروف فإذا أمرها بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة.
فقد أخرج البخاري ومسلم أن النبي ( قال " لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في معروف"
وعند البخاري ومسلم أيضاً بلفظ
" السمع والطاعة على المرة المسلم فيما أحب أو كره مالم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة."
وفي مصنف عبدالرزاق ومصنف أبن أبي شيبة بلفظ
"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. "
16. نشوز المرأة وعدم طاعتها للزوج وإن كان في معروف:
فعل الزوجة طاعة الزوج طالما أنه يأمرها بمعروف ولا تجيبه إذا دعاها إلى معصية أو فعل منكر كما مر معنا
فقد أخرج عبدالرزاق في مصنفه وكذلك أبن أبي شيبه
لا طاعة لمخلوف في معصية الخالق
فينبغي عليها طاعته مطلقا في غير معصية الله وذلك لعظم حقه عليها
فقد أخرج الأمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 7725) عن انس – ( – قال:
"قال رسول ( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها والذي نفسي بيده لو أن من قدمية إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسة ما أدت حقه."
فلما غاب هذا الحق على كثير من النساء بدأت المرأة ترد كلام الزوج وإن فعلت ما أمرها به كانت متبرمة متاففه يعلو وجهها العبوس وتبدوا عليها أمارات الكراهية والضيق
انظري أيتها المرأة إلى هذا الحديث لتعرفي فضل طاعة الزوج والوعيد في التقصير عن خدمته وطاعته.
فقد أخرج الأمام أحمد والحاكم والبيهقي عن حصين بن محصن قال:
حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول( في بعض الحاجة فقال: أي هذه! أذات بعل؟ ، قلت نعم
قال: كيف أنت ؟ قالت: ما آلوه – أي لا أقصر في طاعته وخدمته- إلا ما عجزت عنه ، قال: فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك
فعلي المرأة أن تعامل زوجها بالرفق واللين حتى تكسب قلبه وعلى أن تحترمه وتقدره فالرجل يحب هذا من زوجته له واحترام الزوج وتقديره من خصائص الرجولة ويتفق فيه جميع الرجال . ومعظم المشاكل الزوجية هي عدم احترام الزوجة لزوجها وعدم تقديره فهذا الأمر صعب جداً على الرجل.
ومن صور عدم التقدير والاحترام للزوج علو صوت المرأة وارتفاعه فوق صوت الزوج، فرفع الصوت على الزوج إيذاء له وعدم تأدب معه
- يقول ابنه سعيد بن المسيب
ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمرائكم.
قال شيخ الإسلام – ابن تيمية – رحمه الله – كما في مجموع الفتاوي( 32/60)
في قوله تعالي{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ } ( النساء: 34)
يقتضي وجوب طاعتها لزوجها مطلقاً من خدمة وسفر معه وتمكين له وغير لك كما دلت على ذلك سنة رسول الله ( .
- وقال أيضا كما في مجموع الفتاوى (32/275)
وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله( أوجب من حق الزوج.
وهذه بشارة لكل من أطاعت زوجها
فقد أخرج ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 660) من حديث أبي هريرة قال:
" قال رسول الله( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها ، قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.
وأخرج الترمذي وغيره عن أم سلمه- رضي الله عنها – أن النبي( قال
" أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة "
- فالحذر من معصية أمر الزوج وعدم طاعته:
فقد أخرج الحاكم بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي ( قال "
" اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد آبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع"
17. إنكار الجميل للزوج ( كفران نعمة العشير)
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أن النبي( قال
" .. ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط ،ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا ولم يا رسول الله ؟
قال: بكفرهن، قيل يكفرن بالله؟
قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط."
فالنبي( جعل من موجبات كون النساء أكثر أهل النار كفرهن نعم الزوج ، وأنه لو أحسن إلى إحداهن الدهر ثم رأت منه شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط.
فعلي الأخت المسلمة أن، تقابل الإحسان بالإحسان ، وهذا في معاملتها مع جميع الناس بل يجب أن تقابل الإساءة بالإحسان أيضاً ، وهذه هي القمة التي يجب أن تصل إليها بانتصارها على نفسها ، وأولي الناس بإحسانها زوجها فإنه صاحب فضل عليها على أي حال فإنه يحمل عنها أعباء السعي على الرزق ويشترك معها في تربية الأولاد وغير ذلك من المهام الجسام التي يتحملها الزوج فإذا ما حدث خلاف بينها وبين زوجها فلا تسرع إلى الانفعال والاتهام والتنكر لسابق معروفه فتقع فيما حذر منه الرسول( من كفران العشير
وعند البخاري في الأدب المفرد عن أسماء ابنة زيد الأنصارية قالت:
مر بي النبي( وأنا في جوار أتراب لي فسلم علينا وقال إياكن وكفر المنعمين ؟ قال: لعل إحداكن تطول أيمتها من أبويها ثم يرزقها الله زجاً ويرزقها منه ولداً فتغضب الغضبة فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيراً قط .
أخرج الحاكم بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو أن النبي ( قال لا ينظر الله تبارك وتعالي إلى امرأة لا تشكر لزوجه – وفي رواية لا تشكر زوجها – وهي لا تستغني عنه.
فعلي المرأة أن تشكر لزوجها وتعترف بفضله فهو سبب جعل الله ليكفيها مؤنه الحياة ويوفر لها الحياة الهنيئة ولا يحوجها لأحد ويتعب من أجلها ومن لا تشكر زوجها فهي أبعد ما تكون من الله
وليس الشكر باللسان فحسب ثم تؤذيه بمساؤي الأفعال والأقوال والأخلاق وإنما القصد إظهار السرور والراحة بالحياة في كنفه والقيام على أموره وخدمته وعدم الشكايه.
18. صيام النوافل بغير إذن الزوج:
1- أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي( قال:
لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه
- قال النووي – رحمه الله – شرح مسلم ( 4-124)
قوله " لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه "
هذا محمول على صوم التطوع والمندوب الذي ليس له زمن معين، وهذا النهي للتحريم صرح به أصحابنا ، وسببه أن الزوج له حق الاستمتاع بها في كل الأيام، وحقه فيها واجب على الفور فلا يفوته بتطوع ولا بواجب على التراخي.
فإن قيل فينبغي أن يجوز لها الصوم بغير أذنه فإذا أراد الاستمتاع بها كان له ذلك ويفسد صومها.
فالجواب: أن صومها يمنعها من الاستمتاع في العادة لأنه يهاب انتهاك الصوم بالإفساد.
وقوله ( وزجها شاهد: أي مقيم في البلد.
أما إذا كان مسافراً فلها الصوم لأنه لا يتأتي منه الاستمتاع إذا لم تكن معه.
- وقال ابن حزم – رحمه الله – كما في المحلي( 7/30)
ولا يحل لذات زوج أو السيد أن تصوم تطوعاً بغير إذنه وأما الفروض كلها فتصومها أحب أم كره ، فإن كان غائباً لا تقدر على استئذانه أو تقدر فلتصم التطوع إن شاءت. أهـ
وهذا من تمام حقه في الاستمتاع بها في أي وقت شاء وصيامها قد يفوت عليه هذا الحق- إذا كان نفلاً ، ويحق له شرعاً أن يفسد صوم زوجته الجماع في غير صيام الواجب ولا أثم عليه في ذلك.
- ويذهب الأمام مالك:
إلى أن الزوج إذا أراد من الزوجة الإفطار ولو قبل غروب الشمس أفطرت إرضاء له.
?وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –( كما في مجموع الفتاوى)
عن رجل له زوجه تصوم النهار، وتقوم الليل، وكلما دعاها إلى فراشه تأبي عليه وتقوم صلاة الليل وصيام النهار على طاعة زوجها فهل يجوز؟
?فأجاب رحمه الله:
لا يحل لها ذلك باتفاق المسلمين بل يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش وذلك فرض واجب عليها وأما قيام الليل وصيام النهار فتطوع فكيف تقدم مؤمنة النافلة على الفريضة.
2. وأخرج الأمام أحمد وأبو داود عن أبي سعيد الخدري- (- قال:
جاءت امرأة إلي النبي ونحن عنده فقال: يا رسول الله ! إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي الفجر حتى طلوع الشمس ، قال: وصفوان عنده، قال فسأله عما قالت. فقال: يا رسول الله( أما قولها يضربني إذا صليت فإنها تقرأ بسورتين وقد نهيتها، قال لو كانت سورة واحدة لكفت الناس، وأما قولها يفطرني فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر فقال رسول الله( لا تصوم المرأة إذ بإذن زوجها ، وأما قولها إني لأصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذلك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال( فإذا استيقظت فصل.
19.الخروج من بيت الزوج بغير إذنه:
قال تعالي { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} ( الأحزاب 33)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما في مجموع الفتاوي
لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه ، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير أذنه كانت ناشزة عاصية لله – (– ولرسوله( مستحقة للعقوبة.
وقد أخرج الطبراني أن النبي ( قال:
" لا يحل لإمرأة أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره."
وعليه فلا يجوز للمرأة الخروج من البيت ولو إلي زيارة والديها إلا بعد إذن زوجها وينبغي على الزوج إلا يستغل هذا الأمر في منع الزوجة في زيارة أهلها لأن في ذلك قطيعة للرحم.
وقد وجه سؤال إلى اللجنة الدائمة جاء فيه:
ما حكم نزول المرأة إلى السوق بدون إذن زوجها؟
- فأجابت اللجنة الدائمة:
إذا أرادات المرأة الخروج من بيت زوجها فإنها تخبره بالجهة التي تريد الذهاب إليها ويأذن لها في الخروج إلى ما لا يترتب عليه مفسدة فهو أدري بمصالحها.
لعموم قوله تعالي: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"}( البقرة:228)
وقوله تعالي: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} ( النساء: 34)
20. عدم المحافظة على نفسها أو مال الزوج في غيابه:
يجب على المرأة أن تحافظ على مال زوجها وأن تحافظ على نفسها فلا تفرط في عرض زوجها وشرفه فلا تأتي الفاحشة ولا بأسبابها فلا تتبرج ولا تخاطب أجنبي ولا تجالسه ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه
? قال تعالي: { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} ( النساء: 34)
قال الطبراني في تفسير هذه الآية
يعني حافظات لأنفسهن عند غيبة أزواجهن عنهن في فروجهن وأموالهن.
وأخرج الطبراني في الكبير وصححه الألباني من حديث عبد الله بن سلام – ( – أنه قال :
سئل النبي ( عن خير النساء فقال إذا نظرت إليها سرتك وإن أقسمت عليها أبرتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها.
- فعلي المرأة أن تحفظ زوجها في ماله ولا تنفق إلا بإذنه .
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما أن النبي ( قال:
" المرأة راعية علي بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم "
فيجب عليها أن تحافظ على مال زوجها ولا تتصرف فيه إلا بإذنه ولا تنفق إلا برضاه.
فقد أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أبي أمامه أن النبي( قال:
"ولا تنفق امرأة من بيت زوجها إلا بإذن زوجه. قيل ولا الطعام؟ ، قال: ذلك أفضل أموالنا. "
وهناك إنذار ووعيد لك من غاب عنها زوجها ولم تحفظ في نفسها
?فقد أخرج البخاري في الأدب المفرد من حديث فضالة بن عبيد عن النبي(
" ثلاثة لا تسال عنهم، رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً ، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده."
?وفي سنن الأمام أحمد من حديث عائشة – رضي الله عنها- أنها قالت:
"قال رسول الله ( :
" أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت سترها بينها وبين الله (."
21. الأخذ من مال الزوج بغير أذنه:
إن المرأة في بيت زوجها أمينة على ماله وعياله، وتفريطها في ماله سواء بالأخذ منه بغير إذنه أو بالإسراف في استخدامه فيه ضياع للأمانة المحملة على عاتقها.
وفي الحديث الشريف الذي أخرجه أبو داود والترمذي أن النبي( قال:
"ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله. "
وفي صحيح البخاري ، ومسلم أن النبي( قال:
" والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها. "
وقد عد الفقهاء أخذ المرأة من مال زوجها بغير إذنه نوعاً من السرقة المحرمة، لكنهم اختلفوا في مسألة هل تقطع يد الزوجة إن أخذت شيئاً من مال زوجها بغير إذنه؟
? فقد ذهب الأمام أبو حنيفة وفي أحدي الروايات عن الشافعي:
أن الزوجين لا يقطع أحدهما في سرقة مال الآخر لعدم توفر شرط الحرز، أو لوجود الشبهة عند الشافعي.
? وذهب الأمام مالك أن يقطع أيا من الزوجين إن سرق من مال الآخر بشرط أن يكون المال محرز يعني في مكان يأمن فيه أحدهما أن تمتد يد الآخر عليه
( فتح القدير 4/238)
? أما الظاهرية:
فيرون القطع لأي من الزوجين في سرقة مال الآخر سواء كان هذا المال محرزاً أو غير محرزاً طالما أن الآخر لم يأذن بأخذه " المحلي (11/343)"
22. أن تدخل أحداً في بيتها دون إذن زوجها:
?أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله(
"لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه."
?قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – كما في فتح الباري ( 9/206)
قوله بأب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه المراد ببيت زوجها سكنه سواء كان ملكه أو لا.
? وأخرج الترمذي وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص – ( – أنه سمع رسول الله( يقول في حجة الوداع:
" استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً ً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، إلا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. "
?قال الإمام النووي – رحمه الله- كما في شرح مسلم ( 4/443-444)
ألا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً أو امرأة أو أحداً من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك.
?وقال المباركفوري – – رحمه الله – كما في تحفة الأحوذي( 4/26)
قال الطيبي: لا يأذن لأحداً، يدخل منازل الأزواج والنهي يتناول الرجال والنساء.
فرحمه الله علي نساء السلف كن أسرع مسابقة لتطبيق هذا الهدي فكسبت المرأة رضا زوجها وداوم محبته ومودته
فهاهي فاطمة بنت الرسول( لما مرضت أتاها أبو بكر يستأذن فقال: علي يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت: أتحب أن أذن له؟ قال: نعم.
قال الذهبي كما في سير أعلام النبلاء: عملت بالسنة فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره.
ملحوظة:
لا يحتاج إلى أذن الزوج في دخول محارم الزوجة عليها في غيابه إذا علم أن الزوج لا يكره دخولهم عليها.
23. إرهاق الزوج في النفقات وتكلفته فوق طاقته وعدم الرضا باليسير:
فلا تطالب المرأة زوجها بما لا يستطيعه و لا تكلفه فوق طاقته وأن ترضي باليسير وتقنع به حتى لا تحوجه إلى أن يمد يده للناس ويقترض حتى يلبي لها حاجاتها ، فالرجل يشعر بالعجز ويؤلمه إذا عجز عن تلبية رغبة الزوجة فلا خير في هذه المرأة التي ترضي لزوجها هذا الهوان فلا بركة فيها ففعلها لؤم وفالها شؤم.
قال تعالي"( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا( ( الطلاق: 7)
فعلي المرأة أن تتحلي بالرضا والقناعة وأن تعيش مع زوجها على قدر حاجته ومعيشته وذلك من علامات صلاح المرأة وحسن خصالها ودائما تنظر إلى الدنيا نظر المرتحل وليس نظرة المقيم ودائما تنظر إلى ممن هو دونها وليس لها أن تنظر إلى من هو أعلي منها.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي( قال:
" أنظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم.
ولقد مدح النبي ( نساء قريش بسبب رعايتهن الأولاد وصبرهن على أزواجهن عند ضيق العيش.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي( قال
" خير نساء ركبن الأبل نساء قريش أحناه على ولد في صغر وأرعاه على زوج ذات يد."
فالهلاك يلحق بالأسرة عندما يكلف الزوج ما لا يطيق كما كان في بني إسرائيل
?فقد أخرج ابن خزيمة في صحيحة عن أبي سعيد الخدري( أن النبي ( خطب خطبة فأطالها وذكر فيها من أمر الدنيا والآخرة فذكر أن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ – أو قال الصيغة – ما تكلف امرأة الغني.
?قال بعض الصالحين
يا أبن ادم إذا سلكت طريق القناعة فأقل شيء يكفيك وإلا فإن الدنيا وما فيها لا يكفيك.
النفس تجزع أن تكون فقيرة ... والفقر خير من غني يطغيها
وغني النفوس هو الكفافـ ... فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها
هي القناعة فألزمها تكن ملكاً ... لو لم يكن منها إلا راحة البال
وأنظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغير الطيب والكفن
24. سوء استقبال الزوج عند دخوله للبيت
بعض النساء – هداهن الله- عند دخول الزوج البيت تستقبله بوجه عبوس وبوابل من الشكاوي من الأولاد ومن الجيران ومن ضيق العيش وتفاجئه بالأخبار الغير سارة مما تثقل كاهله بالهموم والأحزان وهو الذي جاء من عمله متعب مهموم.
? فعلى المرأة أن تستقبله ببشاشة وحنان وابتسامة جميلة وتوفر له الراحة والهدوء وتنزع عنه ثيابه وغير ذلك من الإكرام.
سئل الإمام مالك – رحمه الله –
عن المرأة تبالغ في إكرام زوجها فتتلقاه وتنزع ثيابه وتقف حتى يجلس؟
فقال: إما التلقي فلا بأس وأما القيام حتى يجلس فلا فإن هذا من فعل الجبابرة وقد أنكره عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله
?وهناك نماذج مشرفة للمرأة الصالحة وكيف كانت تستقبل زوجها عند نزول ما يخيفه أو يؤلمه فتزيل ما به من الآلام أو تخففها عنه ولا أدل على ذلك من استقبال السيدة خديجة – رضي الله عنها- للنبي( عندما نزل عليه الوحي ففزع ودخل عليها وقال :
" زملوني زملوني " – فلما ذهب الفزع وأخبرها الخبر وأنه خشي على نفسه قالت له: كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
تحمل الكل: تنفق على الضعيف واليتيم والعيال – الكل أصله الثقل والإعياء
تكسب المعدوم: تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق
تعين على نوائب الحق: إنك لا يصيبك مكره لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل
? وكذلك قصة استقبال أم سليم زوجها أبي طلحة
ففي صحيح مسلم عن أنس – رضي الله عنه – قال:
مات ابن لأبي طلحة من أم سليم قالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بإبنه حتى أكون أنا أحدثه.
قال: فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها ، قال: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا
قالت: فأحتسب ابنك ، قال: فغضب وقال: تركتينى حتي تلطخت ثم أخبرتني بإبني
فأنطلق حتى أتي رسول الله ( فاخبره بما كان ، فقال رسول الله ( بارك الله لكما في غابر ليتلكما
قال فحملت
وفي رواية البخاري أن رجلاً من الأنصار قال: فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم حفظوا القرآن
25. مخالفة الزوج في السكن وعدم الانتقال معه حيث يذهب ويريد:
قال تعالى
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ} ( القصص :29)
قال القرطبي في تفسيره
فيه دليل على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء لما له عليها من فضل القوامة.
?تنبيه:
الانتقال بالزوجة حيث يريد الزوج لا يكون بقصد المضارة بها بل يجب أن يكون القصد هو المعايشة.
قال تعالي
{ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ} ( الطلاق: 6)
من وجدكم: مما هو في وسعكم وعلى قدر غناكم
ولا تضاروهن: في السكن والنفق.
26. عدم المحافظة على شعور الزوج سواء كان في حضوره أو غيابه:
فالمرأة التي تحافظ على شعور زوجها امرأة ذات عقل راجح لعلو فهمها لطبيعة الرجل.
حيث أنه لا تخدشة في مروءته أو في رجولته
كما فعلت زينب الثقفية –زوجة عبد الله بن مسعود – عندما جاءت إلى النبي لتسأل هل يجوز أن تعطي زكاة مالها إلى زوجها عبدالله بن مسعود فقال لبلال - (- لا تخبر النبي( من نحن. وذلك حفاظاً على كرامة وحياء زوجها فأرادت أن تعطيه دون أن يعلم أحد بذلك
"والحديث بتمامه عند البخاري ومسلم."
بل هناك موقف جليل لأسماء بنت أبي بكر يدل على مدي حرص الزوجة الصالحة على شعور زوجها
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر أنها قالت:
فجئت يوماً والنوي على رأسي فدعاني رسول الله (
فقال إخ إخ يستنيخ ناقته ليحملني خلفه ، فاستحييت أن أسير مع الرجال فجئت الزبير فحكيت له ما جري فقال : والله لحملك النوي على رأسك أشد على من ركوبك معه(
فانظر رحمك الله إلى هذا الموقف الجليل لإسماء فإنها أبت أن تركب مع الرسول( عندما تذكرت غيرة الزبير وذلك حفاظاً على مشاعره - (- مع أن الذي ستركب معه هو خير البرية( والذي لا يوجد أدني شك فيه، فآثرت أن تمشي هذه المسافة الطويلة وتتحمل المشاقة الجسيمة حفاظاً على شعور زوجها.
27. عدم القيام على خدمة الزوج أو خدمة الأولاد:
قال شيخ الإسلام – ابن تيمية – كما في مجموع الفتاوي( 39/90)
يجب على الزوجة خدمة زوجها ورعاية أولادها وتدبر أمول المنزل والمعيشة فيه من طبخ وفرش وعجن وتنظيف وما إلى ذلك وعليها أن تخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله وتنوع ذلك بتنوع الأحوال.
فخدمة البدوية ليست كخدمة التي تقيم في المدينة، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة هذا هو الصواب في رأي العلماء.
- وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن الحصين بن محصن
" أن عمته قالت أتيت النبي( في بعض الحاجة فقال لها النبي ( أذات زوج أنت ، قالت: نعم ، قال كيف أنت له
قالت: ما آلوه إلا عجزت ، فقال النبي ( فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك.
?قال الألباني- رحمه الله-
الحديث ظاهر الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها وخدمته إياه في حدود استطاعتها ومما لا شك فيه أن من أول ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله وما يتعلق به من تربية أولاده
ونحو ذلك لقول النبي ( والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم.
?وأخرج ابن أبي شيبة من حديث أنس --( قال:
" كان أصحاب رسول الله ( إذا زفوا امرأة إلى زوجها يأمرونها بخدمة الزوج ورعاية حقه.
- وانظري إلى سيدة نساء أهل الجنة – فاطمة بنت رسول الله( والتي كانت تخدم زوجها – علي (
- حتى أنه قال " فجرت بالرحاء حتى أثرت في يدها واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها" رواه الإمام أحمد
? وانظري إلى أسماء بنت أبي بكر ( وهي تقول كما عند البخاري
" تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه وناضحة فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوي لناضحة وأعلفه وأستقي الماء، وأخرز غربة، وأعجن وكنت أنقل النوي على رأسي من ثلث فرسخ حتى أرسل إلى أبو بكر بجارية فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني."
ثلث فرسخ: ثلاثة كليو متر ونصف
?وفي رواية الأمام أحمد
كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله .
28. عدم الاهتمام بتربية الأولاد التربية الإسلامية الصحيحة:
فلا تحاول الأم تنشئة الأولاد تنشئة إسلامية على ما قال الله وقال رسوله( ، وهذا حلال وهذا حرام، وهذا يغضب الله وهذا يرضيه بل قد تجرئه على بعض الأمور المحرمة كسماع الأغاني ومشاهدة مناظر الفجور في التلفاز والفيديو وتعوده على الميوعة والخلاعة وتتساهل معه في شراء الملابس التي عليها صور ذوات الأرواح أو كلمات خبيثة أو صلبان.
وتقيم له وتعوده على الأعياد البدعية كعيد الميلاد وتحلق شعره حلاقة القزع التي نهي النبي( عنها وفيها تشبيه بغير المسلمين ومن تشبه بقوم فهو منهم
?فقد أخرج أبو داود عن ابن عمر -(- "قال رأي رسول الله( صبياً قد حلق شعر رأسه وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال احلقوه كله أو أتركوه كله."
وكذلك تعلق في عنقه السلاسل والأساور في معصمه وقد تكون من الذهب المحرم على الرجال، وتعوده على الخلاعة والميوعة وتتكلف له لتوفير سبل الراحة له فتعوده على التنعم والترف
?جاء في كتاب منهج السنة النبوية في تربية الإنسان
فالإسلام ألزم الشباب بالتعود على التقشف لأن المتقلب في الترف والنعيم عندما يكبر يسترسل في الترف والملذات فيختار دائما الطريق السهل ولا يمكن أن يركب الصعب، وقد يهرب من المسئولية، ويجبن عند لقاء الأعداء ، بل قد يفر في المعارك وذلك لأنه نشأ نشأة لينة طرية لا رجولة فيها ولا خشونة ولا صبر فيها ولا مصابرة، وقد يشعر دائما بالعجز عند القيام بالأهداف العظام ومعالي الأمور لأن ذلك يحتاج إلى بذل وجهد وتضحية لا طاقة له به، وقد أعتاد الأخذ فقط، ولم يتعود على العطاء، وقد يتعرض للفشل تلو الآخر لأنه لا طاقة له للعمل الدءوب الجاد، وإذا تزوج أصيبت قرينته بخيبة الأمل إذ لا يمكن الأعتماد عليه.
?فقد أخرج الأمام أحمد عن معاذ بن جبل أن رسول الله( لما بعث له إلى اليمن قال :
" إياك والتنعيم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين"
29. العناد عند الخصام:
فبعض النساء عند غضب الزوج منها لا تحاول استرضاءه أو خفض الجناح له حتى تهدي ثورته
فعلي المرأة العاقلة والتي تبغي الآخرة وتسعي لها ألا تستنكف وتستكبر عن خفض الجناح لزوجها والعمل على إرضاءه فإن فعلت كانت من نساء أهل الجنة
?ففي صحيح الجامع عن أنس بن مالك عن النبي( قال:
" ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قالوا بلي يا رسول الله ، قال: النبي في الجنة ، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة والمولود في الجنة ، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة " الوودو الولود العئود التي إذا ظلمت قالت هذه يدي في يدك ، لا أذوق غمضاً حتى ترضي."
?وفي رواية للنسائي ولها شواهد يتقوي بها:
" ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العئود على زوجها التى إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى."
30. التقليل من الإنجاب والسعي لتحديد النسل لغير ضرورة:
?فقد أخرج أبو داود والنسائي عن معقل بن يسار– (- قال :
"جاء رجل إلى النبي( فقال إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: لا ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم."
?وعند الأمام أحمد وابن حبان أن النبي( قال
تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة.
فمقصود النكاح كثرة النسل الذي به مباهاة سيد المرسلين( لسائر الأمم ولا مصلحة للأمة في تقليل نسلها.
?قال الغزالي ـــ
في الزواج فوائد خمسة: الولد وكسر الشهوة، وكثرة العشير ، ومجاهدة النفس بالقيام بهن ثم ذكر إن قصد بالزواج التناسل كان قربة يؤجر عليها من حسنت نيته، وبين ذلك بوجوه:
أولاً: موافقة محبة الله في تحصيل الولد لإبقاء جنس الإنسان.
ثانياً: طلب محبة الرسول( في تكثير من به مباهاه.
ثالثاً: طلب البركة وكثرة الأجر ومغفرة الذنب بدعاء الولد الصالح له بعد موته.
أما إذا اضطرت المرأة لتحديد النسل لعذر خاص بها فإنه يجب عليها ما يأتي :
1. لا تقطع النسل بالكلية.
2. أن لا يكون الدافع إلى عدم الإنجاب هو خشية الفقر فنقول لها إن هذا سوء ظن بالله تعالي وإن هذا من أفكار الجاهلية والتي خاطبهم ربنا بقوله:
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} (الأنعام :151)
3. لا تستخدم طريقة ضارة بها أو بالزوج
4. لا تفعل ذلك بغير إذن الزوج.
31. الإجهاض قصداً من غير ضرورة:
فلتعلم الأخت المسلمة أنها مؤتمنة شرعاً على ما خلق الله( في رحمها من الحمل فلا ينبغي لها أن تكتمه.
قال تعالي:
{ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} ( البقرة: 228)
كذلك لا ينبغي للأخت المسلمة أن تحتال على إسقاط الجنين والتخلص منه بأي وسيلة فإن الله( رخص لها في إفطار رمضان إذا كان الصوم يشق عليها في حالة الحمل أو إذا كان الصوم يضر بحملها
وعلى هذا فلنعلم أن ما شاع في هذا العصر من عمليات الإجهاض عمل محرم
وإذا كان الحمل قد نفخت فيه الروح ومات بسبب الإجهاض فإن ذلك يعتبر قتلاً للنفس التي حرم الله قتلها بغير حق ورتب على ذلك أحكام المسئولية الجنائية من حيث وجوب الدية على تفصيل في مقدارها ، ومن حيث وجوب الكفارة عند بعض الأئمة وهي عتق رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
وقد سمي بعض العلماء هذا العمل بالموؤدة الصغرى:
? قال الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله في مجموع فتاويه ( 11/151)
أما السعي لإسقاط الحمل فلا جوز ذلك ما لم يتحقق موته فإن تحقق ذلك جاز - أ هـ"
? وقد قرر مجلس هيئة كبار العلماء رقم 140 بتاريخ 20/6/1407 هـ ما يلي:
1- لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً.
2- إذا كان الحمل في الطور الأول وهي مدة الأربعين وكان في إسقاطه في هذه المدة خشية المشقة في تربية الأولاد أو خوفا من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم أو من أجل مستقبلهم أو اكتفاء بما لدي الزوجين من الأولاد فغير جائز.
3- لا يجوز إسقاط الحمل إذا كان علقة أو مضغة حتى تقرر لجنة طبية موثوقة أن استمراره خطر على سلامة أمه بأن يخشي عليها الهلاك من استمراره جاز إسقاطه بعد استنفاد كافة الوسائل لتلافي تلك الأخطار.
4- بعد الطور الثالث وبعد إكمال أربعة أشهر الحمل لا يحل إسقاطه حتى يقرر جمع من الأطباء المتخصصين الموثوقين أن بقاء الجنين في بطن أمه يسبب موتها وذلك بعد استنفاذ كافة الوسائل لإنقاذ حياته ، وإنما رخص في الإقدام على إسقاطه بهذه الشروط دفعاً لأعظم الضررين وجلباً لعظمي المصلحتين.
?والمجلس إذ يقر ما سبق يوصي بتقوي الله والتثبت في هذا الأمر والله الموفق وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم – أنتهي.
?وجاء في رسالة الدماء الطبيعية للنساء صـ60) لفضيلة الشيخ محمد ابن العثيمين :
أنه إذا قصد من إسقاطه إتلافه فهذا إن كان بعد نفخ الروح فيه فهو حرام بلا ريب لأنه قتل نفس بغير حق وقتل النفس المحرمة حرام بالكتاب والسنة والإجماع.
?وقال الإمام ابن الجوزي في كتاب أحكام النساء صـ 108، 109:
لما كان موضوع النكاح لطلب الولد وليس من كل الماء يكون الولد فإذا تكون فقد حصل المقصود فتعمد إسقاطه مخالفة لمراد الحكمة إلا أنه إن كان ذلك في أول الحمل فقبل نفخ الروح فيه إثم كبير ، لإنه مترق إلى الكمال وسار إلى التمام إلا أنه أقل إثما من الذي نفخ فيه الروح.
فإذا تعمدت إسقاط ما فيه روح كان كقتل مؤمن.
وقد قال تعالي
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} ( التكوير: 8، 9)
فاتقي الله أيتها المسلمة ولا تقدمي على هذه الجريمة لأي غرض من الأغراض ولا تنخدعي بالدعايات المضللة والتقاليد الباطلة التي لا تستند إلى عقل أو دين
( تنبيهات على أحكام تخص بالمؤمنات )
د. صالح بن فوزان
32. سؤال المرأة زوجها الطلاق من غير سبب شرع:
بعض النساء هداهن الله تطلب الطلاق من زوجها بلا سبب شرعي أو تنخلع منه بلا سبب شرعي فهذه المرأة لا تعلم الوعيد في الآخرة التي ينتظرها إن فعلت ذلك.
فقد أخرج الأمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم عن ثوبان قال:
" قال رسول الله ( أيما امرأة سألت زوجها طلاقاُ في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة"
? قال المباركفوري – رحمه الله – كما في تحفة الأحوذي ( 4/61)
قوله من غير ما بأس أي: من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة.
فهي بذلك تهدم بيانياً عامراً أو تشتت أسرة فكان هذا التهديد الخطير بحرمانها من الجنة.
وأخرج البيهقي في الشعب ( 4/5503) عن ثوبان مولي النبي( عن النبي( أنه قال:
" وإن المختلعات هن المنافقات ، وما من امرأة تسأل زوجه الطلاق من غير بأس فتجد ريح الجنة– أو قال رائحة الجنة. "
فطلاق المرأة له من المساوئ والإفساد ما جعل إبليس عليه لعنة الله يفرح بطلاق الزوج والزوجة أكثر من فرحة بالوقوع في الزنا والسرقة والقتل وذلك لعظم الفساد المتحقق في أثر هذا الطلاق من فساد الأولاد والمجتمع بأسره ولتحذر المرأة أيضاً شياطين الأنس الذين يريدون إفساد حياتها الزوجية وشياطين الأنس اليوم أشد مكراً ودهاءً من شياطين الجن.
نصيحة:
أيتها الأخت الفاضلة وأيتها الزوجة الكريمة كوني لزوجك خير معين يزيل عنه الآلام وما يجده من كد وتعب كوني له أماً وأختاً وزوجة وحبيبة ، أحتوي زوجك بحنانك واجعليه دوماً يشتاق لرؤيتك في كل وقت وحين، وأجعل من نفسك تربة صالحة تخرج لزوجها وللإسلام جيل النصر والتمكن، وأمليء الدنيا عبيراً يفوح بطاعة رب العالمين، وتبري من الشيطان الرجيم الذي يريد أن يحول بينك وبين زوجك وما هى إلا ساعات حتى يجمعك الله وزوجك في جنات النعيم أزواجاً على سرر متقابلين.
? وقفه :
إن العلاقة الزوجية لها أهميتها وقدسيتها فيجب أن تكون مستقرة حتى تؤتي ثمارها المرجوة
ولقد نظم الشارع الحكيم هذه العلاقة بما يضمن هذا الأستقرار
ومن أهم عوامل المحافظة على الحياة الزوجية:
أن جعل الله الطلاق وإنهاء هذه العلاقة بيد الرجل وليس بيد المرأة ؛ لأن المرأة سرعان ما نتقلب من حال إلى حال فتثور وتتخذ القرارات السريعة غير المدروسة ، والرجل أكثر ضبطاً لنفسه وأبعد نظراً ، إن الرجل يعيش في اللحظة الواحدة أبعاد الماضي والحاضر والمستقبل والمرأة تعيش في لحظتها عاطفة الوقت وتنظر إلى الزمن الحالي فقط فقد تطلب من زوجها الطلاق بسبب عابر أو أمر لا يستوجب فيؤدي ذلك إلى تشتيت الأسرة وهدم هذا البنيان وتشريد الأولاد وتعاسة فلذات الأكباد ، ولذلك كان هذا التحذير النبوي الشريف والوعيد الشديد لمن طلبت الخلع أو الطلاق من غير سبب يقتضي ذلك.
33. الخروج من البيت إذا كانت معتده :
?يقول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق تحت عنوان أين تمكث المطلقة وقت العدة؟
يظن كثير من الناس أيضاً جهلاً وظلماً أن المرأة يجب أو يجوز أن تخرج من بيت زوجها إذا أوقع الطلاق وأن يمضي وقت العدة في بيت غير بيت زوجها وهذا خطأً فاحش وجهل بالدين كذلك تظن كثير من النساء أنه يجوز لهن الخروج من بيت الزوجية عند سماع " كلمة الطلاق" أو يجب عليهن الخروج وهذا أيضاً خطأ فاحش ومخالفة صريحة لأمر الله( بل لا يجوز أن يخرج الرجل امرأته من بيتها بعد أن يعلمها بالطلاق إلا إذا انتهت عدتها وذلك كلمة تحقيقاً لقوله تعالي
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} ( الطلاق: 1)
وكذلك لا يجوز للمرأة أن تخرج بنفسها مغاضبة لزوجها نافرة منة إذا طلقها
وذلك لقوله تعالي : { وَلَا يَخْرُجْنَ}
أي بأنفسهن دون طرد ونحو ذلك فالمرأة عند سماع الطلاق مازالت ملزمة بعقد النكاح الشرعي وذلك حتى تنتهي عدتها، وإرجاعها إلى الزوج مازال ممكناً ومحتملاً.
34. جعل تعدد الزوجات خيانة وفعلة جريمة فادحة:
? تقول أمينة السعيد كما في مجلة حواء 6/3/1965
إن الجمهورية التونسية العربية الإسلامية سبقتنا إلى الإصلاح وضعت منذ ثمانية أعوام قانوناً صريحاً يحرم تعدد الزوجات تحريماً تاماً ويجعل الطلاق لا يقع إلا بإذن القاضي، وهذا أكثر ما نطالب به في الوقت الحاضر.
? ويقول قاسم أمين في كتابه المرأة الجديدة
" إن في تعدد الزوجات احتقارا شديداً للمرأة لأنك لا تجد امرأة ترضي أن تشاركها في زوجها امرأة أخرى ، كما إنك لا تجد رجلاً يقبل أن يشارك غيره في محبة امرأته ، وهذا النوع من الحب اختصاص طبيعي للمرأة كما أنه طبيعي للرجل.
- وهذا الكلام يصطدم صراحة مع شرع ربنا .
فإذا كان الله عز وجل الذي خلق الناس وهو سبحانه أعلم بحالهم ومآلهم أباح لنا هذا الأمر فلماذا نحرمه نحن؟
قال تعالي{ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً } (النساء: 30)
وأخرج الطبراني وأبو داود والنسائي وصححه الألباني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
" تزوجوا فإن خيرنا كان أكثر نساء"
وقال القاضي عياض كما في الشفا( 1/114)
أما النكاح فمتفق على مشروعيته كثرته ولم يزل التفاخر به عادة معروفة والنماذج به سيرة ماضية، وأما في الشرع سنة مأثورة ، وقد كان زهاد الصحابة كثير الزوجات والسراري كثير النكاح وحكي ذلك عن علي والحسن وابن عمر وغيرهم.
وتعدد الزوجات له من المحاسن الكثيرة والتي لا يتسع هذا المقام لذكرها ويكفي أن نعرف أن علماء الغرب ومفكري وأدباء وكتاب النصارى يرون إباحة تعدد الزوجات بعد ما رأوا انتشار الزنا وكثرته.
- قال مبينار ( وهو عضو مجلس النواب الفرنسي)
إن في فرنسا الآن مليون وخمسائة آلاف فتاه لن يجدن لهن أزواجاً على افتراض أن كل شاب فرنسي يتزوج فتاه واحدة ، وإني أقول بصراحة ما أنا واثق بصحته وهو أن المرأة لا تتمتع بصحة جيدة ما لم تصبح أماً.
في اعتقادي أن القانون الذي يحكم على مثل تلك الفئة الكبيرة بأن تعيش على نقيض ناموس الطبيعة إنما هو قانون وحشي بل مناف للعدالة
ويقول العالم الإنجليزي مستر جواد:
إن النظام البريطاني الجامد الذي يمنع تعدد الزوجات نظام غير مرضي فقد أضر بنحو مليون امرأة ضرراً بالغاً حيث صيرهن عوانس، وأدي بشبابهن إلى الذبول وحرمهن من الأولاد وبالتالي ألجأهن إلى نبذ الفضيلة نبذ النواة.
ويقول الكاتب الفيلسوف الدكتور جو ستاف لوبون في كتابه حضارة الغرب
إن تعدد الزوجات يجنب المجتمع من أخطار الخليلات.
وهناك فوائد عديدة جراء تعدد الزوجات نذكرها بمشيئة الله في رسالة مستقلة هذا والله أعلم.
"سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "
??
??
??
??


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اختي موضوعك طويل جدا نبقى لغدوة وانا نقرى فيه وهو عدةمواضيع في موضوع واحد لو اختصرتي او قسمت الموضوع لنستفيد اكثر
شكرا لك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

اختي موضوعك طويل جدا لكنــــه روعــــة و مفيد جدا

بارك الله فيك


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

خير الكلام ماقل و دل ..............

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohaa47
خير الكلام ماقل و دل ..............

الكثير منهن رفضن الزواج بحجة اتمام الدراسة أو شرط العمل وسنة فسنة وجدن انفسهن عانسات بائسات قد فاتهن القطار الذي نزل منه الجميع ولم ينزل منه الحبيب كما جاء في احدىاغاني محمد بوليفة رحمه الله لذا يجب على كل بنت أن تأخذ العبرة من غيرها والزواج شيئ فطري فلا نخالف الفطرة وللموشوع حديث طويل ارجو الاثراء من الزملاء......

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

بارك الله فيك