عنوان الموضوع : رسالة موجهة لكل المربين والمربيات
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الرسالة موجهة للمعلمين خصيصا لما فيها من نصائح قيمة فالرجاء من كل الاساتذة والمربين النشر على كل نطاق لمن تهمه هذه الرسالة .

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.

هذه رسالة نوجهها في مطلع هذا العام الدراسي الإخوة المعلمين والأخوات المعلمات نسأل الله أن يسددهم ويحفظهم ويُعلي قدرهم ويوسع عليهم ويبصرهم بِعِظم مهمتهم ويعينهم على حملها على الوجه الأكمل.

إخواننا المربين، أخواتنا المربيات، تذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته، وأهل السماء والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت لَيُصلون على معلم الناس الخير)) (رواه الترمذي وصححه الألباني).

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
فخذ بعلم تعش حيا به أبدا فالناس موتى وأهل العلم أحياء


أيها المربون الأفاضل، في أيديكم الجيل الذي نرجو أن يُحدث التغيير وينهي حالة الذل والغفلة التي تتخبط فيها أمتنا. فنرجوكم أن تستحضروا عِظم الأمانة التي وكِلت إليكم.

أقول لكم بلساني ولسان آباء وأمهات الطلبة: لقد فررنا إليكم! جئنا إليكم بأبنائنا وبناتنا...جئنا إليكم بهذه القلوب النقية والفِطر السليمة لننشئها بعيدا عن مظاهر الفساد في المجتمع، ولنُعذِر إلى الله تعالى بإرسالهم إلى مدارس "إسلامية".

تركنا المدارس والروضات المجاورة لبيوتنا، وتكلفنا نفقات زائدة باهظة لأننا نريد لأبنائنا أن يروا في مدارسهم قدوات تترك بصماتها الدائمة في حياتهم...لأننا نريد لأبنائنا أن يحملوا مبادئ ديننا ويُلقَّنوها على أيديكم من نعومة أظفارهم.

كثير منا -نحن الآباء- لم يُنشَّأ التنشئة الإسلامية الصحيحة، فجاء التزامه متأخرا وبقيت رواسب التربية غير الإسلامية في النفوس، فلم ينتظم العقل والعاطفة في سلك واحد...لا نريد لأبنائنا هذه الحالة من التشتت و"تكلُّف" بعض جوانب الالتزام...بل نريد لهم أن تختلط محبة الله ورسوله ومحبة شعائر الدين بدمائهم ولحومهم.

أخي مدرس التربية الإسلامية، أتتصورُ كم تطعننا في ظهورنا إن كنت تتحين الفرص لتخرج علبة الدخان أمام أبنائنا أو تغتاب أمامهم أو تقول ما لا تفعل؟!

ابدأ بنفسك فانهها عن غَـــــــيِّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما وعظت ويُقتدى بالعـــــــــــلم منك وينفع التعليم


أختي المعلمة، عندما تفرطين في حجابك بارتداء الجلباب الضيق أو المزركش أو الاستغناء عن الجلباب أصلا! فما الرسالة الضمنية التي توجهينها بمظهرك هذا إلى نفوس بناتنا وهُنَّ يرينك تتفلتين من شعائر الإسلام تفلتاً؟ إن كنت لا تحبين مظهرا إسلاميا فكيف ستسكبين محبته في قلب ابنتي؟ وفاقد الشيء لا يعطيه.

أيتها المربية، إن رأتك ابنتي تتنصلين بكل أسلوب من الجلباب
الصحيح فما هي إلا إحدى نتيجتين أحلاهما مر:

إما أن تقلدك البنت فترفض الحجاب الصحيح عندما تصبح مكلفة به، وتكونين بذلك قد حملت وِزرك وأوزار البنات الواتي تأثرن بك.

وإما أن تفقدي المصداقية لدى الطفلة وتفقد كلماتك التأثير عليها...بل ستتعلم منك الطفلة الازدواجية...فأنتِ تعلمينها أناشيد محبة الله ورسوله وتقرئينها كتاب الله الذي فيه الأوامر والنواهي ثم بعد ذلك ترى الطفلة منك عصيان الله تعالى....ألا يكفينا الازدواجية الموجودة في مجتمعاتنا؟ أنريد أن ننقلها إلى أبنائنا وبناتنا من نعومة أظفارهم؟!

عندما تتركين الحجاب الصحيح أنت كمربية فإن المشكلة ليست في هذه المعصية فحسب، بل المصيبة الأكبر هي في الأبعاد النفسية والتربوية التي ستتركها في قلوب هؤلاء الطفلات اللواتي من حولك. سلوكياتك كلها تحت المجهر من لحظة أن قررتِ أن تكوني مربية، فحولك عشرات العيون الصغيرة ترقب سلوكياتك وتكتشف ما بها من تناقض.

أخي المربي، أختي المربية، ما الرسالة الضمنية التي ستخترق القلوب الصغيرة عندما تجمعينهم حولك تعلمينهم كلام الله وتذكرينهم بأنه أعظم الكلام وأحب الكلام إلى قلوبنا ثم تنطلق رنة جوالك بأغنية لأحد الفاسقين؟؟!! ألن يتعلم الأطفال الكذب؟ ألن يتعلموا أن محبة كلام الله هذه شعار ينطلق من اللسان لا من القلب؟ بأي وجه ستنكرين أي منكر يقومون به بعد ذلك وأنتِ تطربين عل المنكر وتجعلينه ملاصقا لك ونغمة لجوالك؟ نتوقع منك كآباء لهذه الأفئدة الطاهرة أن تعلمي أبناءنا في أول حصة أننا نحب الله ورسوله ونحب ما يحبه الله ورسوله، ونبغض ما يبغضه الله ورسوله...فإن كنت تحبين من يبغضهم الله رسوله وتطربين على كلماتهم فكيف ستعلمين أبناءنا الحب في الله والبغض في الله؟ وفاقد الشيء لا يعطيه.

أيها المربون، أيتها المربيات، ما جئنا بأبنائنا وبناتنا إليكم لتحفظوهم القرآن بالدرجة الأولى، إنما جئنا بهم لتكونوا لهم قدوات يتعلمون منكم محبة الله ورسوله وشعائر الإسلام. كثيرون هم الأطفال الذين حفظوا أجزاءً من القرآن لكن عندما وصلوا سن المراهقة لم ينفعهم ما حفظوه أبدا، لأنهم افتقدوا القدوات.

عندما آتي بابني إلى روضة متميزة فإن ما أتمناه هو أن تقرأ المعلمة القرآن أمامه يوما فتدمع عينها، فينحفر هذا المشهد في قلب الولد ويتعلم أن كلام الله تدمع منه العيون...قال ابن الجوزي: "و لقيت عبد الوهاب الأنماطي، فكان على قانون السلف لم يُسمع في مجلسه غيبة، و لا كان يطلب أجراً على سماع الحديث، و كنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى و اتصل بكاؤه، فكان -وأنا صغير السن حينئذ- يعمل بكاؤه في قلبي، و يبني قواعد".

- فوالله إن دمعة واحدة كهذه من مربي ابني كدمعة الأنماطي أحب إلى قلبي من أن يحفظ الولد كتاب الله كاملا حفظا جامدا.

عندما آتي بابنتي إلى روضة متميزة فإن ما أتمناه هو أن ترى ابنتي معلمتها وقد سمعت بأن أحد أولياء الأمور الذكور سيدخل، فتسرع المعلمة إلى جلبابها وتلبسه...فينحفر في شعور الطفلة وكيانها أن جسم المرأة عورة لا بد أن تُستر باللباس الصحيح...فيكون الحياء سجية وطبعا فيها، وتفضل عندما تصل سن التكليف بل قبله أن تُحرم الهواء والماء ولا أن تُحرم الحجاب...بدل أن تتكلف لبس الحجاب على مضض وبعد طول نقاش مقاوِمة في ذلك نوازعها وأهواءها!

إخوتنا المربين، أخواتنا المربيات...لاتُخيِّبوا آمالنا فيكم رجاء!

جئنا بأبنائنا وبناتنا إليكم لأن المجتمع صعب...صعب جدا...فررنا إليكم لتحموا معنا هذه القلوب الطاهرة من سهام الفتن التي تُصوب نحوها من كل مكان...فلا تطعنونا في ظهورنا رجاء!

من غُص داوى بشرب الماء غصته فكيف يفعل من قد غُص بالماء.

ماذا نفعل إن كنتم أنتم مع المجتمع في مقابلتنا نحن الآباء والأمهات الحريصين على تنشئة بناتنا على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ ماذا نفعل؟ وإلى أين نهرب حينئذ؟

فساعدونا بالله عليكم، وكونوا ممن يصلي عليهم الله وملائكته ويدعو لكم الآباء والأمهات بظهر الغيب.

كونوا ممن يكتب الله آثارهم ويجعل أعمال فلذات الأكباد في ميزان حسناتهم: ((إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين))

أيها المربون الفضلاء، أيتها المربيات الفاضلات...

لا تخيبوا آمالنا فيكم رجاء.

الدكتور إياد القنيبي



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا اخي ...اللهم اني اسالك ان تعينني واخوتي اعضاء الاسرة التربوية على اداء هذه الرسالة.
الرجاء من الاولياء ان يكونوا سندا لنا حتى لا يذهب جهدنا هباء منثورا

=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========