عنوان الموضوع : ✿✿تجربة ♥أمي♥ بين يديكم لمن يهمه الأمرٍٍٍ✿✿ قضايا المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا ما وعدتكم به من قبل، تجربة أمي مع شهادة الباكلوريا، سأنقل لكم ما كتبته لكم حرفيا وأرجو أن يكون لديكم الصبر لقراءة القصة كاملة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم اهتمامكم بأمري، ودعاءكم لي بالتوفيق، ودعمكم لي بالنصائح القيمة، أدعو الله أن يجازيكم عني خير جزاء وأن يكرمكم في الدنيا والآخرة.
إخواني أخواتي الأعزاء:
أكتب إليكم عن تجربتي مع امتحان الباكالوريا عسى الله أن ينفعنا بها وينفع بنا المسلمين.
أود أن تعلموا أولا وقبل كل شيء أنني امرأة بسيطة عمري 45 سنة وزوجة وأم ل9 أبناء، 5 بنات و4 ذكور، وأصدقكم القول لم أفكر يوما أنني سأعيد امتحان الباكالوريا أو أنني سأفكر في الدراسة من جديد ، نظرا لأن ظروف المعيشة وكثرة الأولاد وأسلوب حياتنا المتواضع مع وضعنا داخل العائلة الكيرة من أول زواجي وحتى الآن رغم أننا ومنذ بضع سنين استقلينا نوعا ما. ثم إن ضيق المسكن وافتقارنا لأدنى شروط الراحة كل ذلك كان يجعل غشاوة على عيني وكانت نفسي وما يخصني أبعد شيء ممكن أن يخطر على بالي.
كل ذلك لم يمنعني من القراءة والمطالعة، فأنا بفضل الله تعالى امرأة مثقفة أقرأ في كل شيء، حتى أنه يمر علي زمن أقرأ فيه ما يجاوز العشرة كتب في العام وأعيد قراءة كل كتاب على الأقل أربع مرات ثم أقوم بتلخيصه لزوجي وأبنائي، حين أشعر بنفورهم من القراءة، التي عملت كل ما في وسعي لأن أربي أبنائي على مواظبتها، وتفننت في جعلهم يتعودون عليها. وكانت هذه هي بداياتي الحقيقية مع الدراسة، أرضية خصبة وعادات ممتازة في التطلع على كل جديد، وكان من الطبيعي جدا أن تنتقل العدوى إلى الأولاد هذه الشعلة والحماسة للعلم والمعرفة من قلبي إلى قلوبهم البريئة الصافية، فأكرمني ربي بالكم والكيف في أبنائي فنشأوا على حب الدراسة والتفوق، فضلوا الأوائل بين أترابهم، ثم إن علمي بأن رحمة الله واسعة وقدرته تعالى لا يحدها شيء، فقد أكرمني المولى عز وجل بغرس حب القرآن الكريم والحديث الشريف في صدورهم فإلى جانب النتائج الطيبة في الدراسة كان كل صيف من سنوات حياتهم بعد السبع سنوات الأولى، حفظا للقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ونالوا الجوائز والتكريمات ثم خشيت عليهم من الغرور والزهو فمنعتهم من المسابقات واستمر حالنا هكذا ندرس في العام كأننا لا نعرف إلا الدراسة ونحفظ القرآن الكريم في الصيف كأننا لا نعرف غيره.
يتبع......



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


وبعد مرور 25 سنة على هذا الحال منهم من أنهت تعليمها ونهم الطبيبة والمهندس، والبقية يتدرجون بكل يسر بحمد الله وفضله، وحدث أن مرضت أنا وأجريت عملية كانت لها مضاعفات صعبة فمنعني الأطباء من العمل الشاق وحتى اليسير حتى أشفى وحددوا لي مدة أقلها عام ونصف...، من هنا جاءتني الفكرة، "ولما لا؟... كل هذا الوقت الذي أملكه قرأت فيه كتبا عدة ، فلم لا أسجل لأعيد امتحان الباكالوريا الذي امتحنت فيه مرة واحدة في عام 1988، وبعده مباشرة تزوجت ولم أفكر فيه"، وحالما شرعت في الدراسة حدثت ظروف صعبة لأسرتي ، ثم إن أختي لجأت إلي بعد انفصالها عن زوجها ومرّ الوقت ولكن مع نهاية فيفري بدأت أتفطن للوقت والدروس التي كانت جديدة علي فقررت أن أضع برنامجا ألتزم به ولم أفكر إن كنت سأنجح أم لا كان الأمر شبيها بالخيال. ولكن مع القدرة على الفهم والاستيعاب والحفظ بسرعة التي منحني الله إياها، كنت أتعجب من نفسي، بدأت أتعرف على نفسي....، واكتشفت قدرات لم يخطر ببالي يوما أنها موجودة وكان نظام الثلاثة أيام لكل مادة مفيدا بالنسبة إلي لأنه يتماشى مع طبيعتي وخصوصيتي وحبي للالتزام والوفاء في كل شيء أعزم على فعله كنت لا أنتقل من محور في أي مادة حتى أستوعبه جيدا، إقوم بتمارين أردد على أبنائي ما حفظته وما فهمته، كما أبثهم شكواي وما يصعب علي ثم عندما أتجاوز أية صعوبة أخبرهم بالتفصيل عن كل ما يختلج في صدري وعن مشاعري، وهكذا عاشوا معي تلك التجربة لحظة بلحظة...........


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


وقد صعبت علي أمور عديدة خاصة الفلسفة والتاريخ والجغرافيا وكنت أبكي لإحساسي بالعجز والقهر وكأن أبنائي يبكون لبكائي ثم عندما يفتح الله لي ما انقفل أفرح وأبتهج، فيشاركني الأولاد بهجتي وتعم الفرحة في المنزل وقد خلقنا ديناميكية طيبة وجوّا متجددا ومتغيرا ومتنوعا عرفنا فيه كل المشاعر ومرت بنا ذكريات لا تنسى.... كنت بينهم كطفلة صغيرة تتعرف على الدنيا وتصارع مع نفسها لتتغلب ولتثبت قدراتها ووجودها. وقد قررت في نفسي أن لا إفكر في النتيجة مطلقا وهكذا كان الأمر ، في الشهرين الأخيرين كثفت الدراسة والمراجعة والتمارين حتى أترك لنفسي أسبوعا على الأقل للراحة والرتوشات الصغيرة فقط.
ومع علمي أن ربي قدير وبالإجابة جدير، تركت الأمر كله لله بعد أن أعطيت كل ما أستطيع إعطاءه ولأني امرأة صارمة، وحازمة حتى مع نفسي، بل أحيانا أقسو على نفسي أكثر من قسوتي على أبنائي، وكان احترامي لذاتي لا يدع لي مجالا للتراجع رغم أن الفكرة مرت بي في لحظات الضعف والمرض.................


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


والعجيب في الأمر أنني وبعد العملية حدث لي خلل في النوم فاختلت ساعتي البيولوجية كما يقال وأصبحت لا أنام إلا قليلا حتى بعد تناول المنوم، كان هجر النوم لي يسبب قلقا وضغطا شديدين على نفسي، بعد الجهد والتعب، وبعد أيام قليلة من انتهاء الامتحان ، تحسنت صحتي، وأصبحت أنام طبيعيا وبدون دواء، وحتى في الظهيرة عندما أجد الهدوء أنام لساعة أو ساعتين، إنها حقا لنعمة ورحمة واسعة أحمد ربي عليها ليل نهار.
كنت أعاني من ارتفاع ضغط الدم، أما الآن فقد انتظم والحمد لله وعموما أشعر أنني ولدت من جديد...
أشكر الله ثم أشكر أبنائي كلهم كان فضلهم علي عظيم، وبرهم بي ليس له حدود مع أنني أم قاسية وصارمة ولا أتساهل أبدا ورغم كل ما عانوه وما لحقهم مني فقد تكفلوا بي ولم يتركوا لي الحاجة لأن أعمل أي شيء في المنزل كانوا نعم الأبناء، أرجو أن يجازيهم الله عني كل الخير وأن يحميهم ويرزقهم أزواجا صالحين وذرية طيبة.
وهكذا فقد علمتني الحياة أن أسبق نفسي، أن أواجه امتحانات وأن ذلك كله جزء من التجارب العادية للحياة...



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


إخواني أخواتي الأعزاء،
نحن قادرون أن نستثمر الطاقات، أن نحارب ، أن نجد منابع وموارد كامنة فينا، لم نكن حتى نحلم بوجودها، كأنها نداء داخلي ....أو أمنية تنتظر موقفا محفزا بصورة كافية...
ولكن في الحقيقة أن الرغبة في بلوغ نتيجة مرضية وحدها محفز قوي، من أجل اقتحام العراقيل، كافية لأن نمنح أنفسنا الوسائل والنجاح إنها أيضا طاقة أخرى أكثر غموضا، والرغبة في أن نثبت قدراتنا لأنفسنا أولا ثم للآخر انطلاقا من حاجتنا للتقدير، لخلق صورة إيجابية للذات أو الحاجة الملحة من أجل تخطي عدم التقدير.
التفوق والنجاح أيضا يتعلقان بالقدرة على استيعاب صورة سلبية للذات أو القدرة على التخلي عن احتقار الذات والشعور بالنقص.
وفي الأخير
أود أن أقول أن النجاح ليس حالة خارجية تفرض علينا، وليس مشكلة أو مهمة يكلفنا شخص آخر بقدر ما هي دين أوضريبة بيننا وبين أنفسنا، إنه واجب يقوم به المرء بنفسه ولنفسه، ومع عون الله وتوفيقه، ودعاء الأهل والأحباب، تكون النتيجة مرضية بإذن الله.
أتمنى من الله عز وجل أن ينصر هذه الامة العزيزة على الله ورسوله، وان يبدل هذه الهزيمة والخذلان التي تعاني منها إلى نصر وحرية وتقدم
آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــ ــــــــــــــــن، آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيــــ ــــــــــــــــــــــــــــن

هذا ما قالته أو ما كتبته لكم بالحرف الواحد أتمنى أن تستفيدوا من هاته التجربة دونة ان أنسى شكر كل من دعى لأمي وساعدها بالنصيحة والتشجيع
فضلكم علينا كبير أيها الإخوة والأخوات الأفاضل
تقبلوا مني أسمى عبارات الشكر والتقدير والاحترام
دعواتي وتحياتي


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

محجوززززز يبدو ان القصة لازالت طويلة ياجميلة ...مبروك البكالوريا ونجاح امك ...تحياتي الخالصة لها ...عائلة مثالية بالفعل ماشاء الله اطال الله في عمر الوالدة التي انبتتكم منبتا حسنا ...يارب ...وفقكم الله الى مايحب ويرضى ....سأواصل القراءة بذن الله لاعرف باقي التفاصيل