عنوان الموضوع : لقد انتهت صلاحيتك أيتها الزوجة الأولى تم الاجابة
مقدم من طرف منتديات العندليب







حامد الحامد


في العشرين من عمرها وبهجة الحياة تشع من نور وجهها..



منعمةٌ لو يصبحُ الذرُّ ساريًا على جلدها بَضَّت مدارجه دمَا

تقدم إليها خطيبها، فوافقت على اختياره، ورضيت شراكته في حياتها، وأهدته قلبها قبل أن تهديه قالبها.

تعلم أنه لا يملك من الدنيا إلاّ آمالاً وأحلامًا، ولكنها أخذت على نفسها أن تقاسمه همومه، وتشدّ من أزره، حتى ينبت ريشه، ويصلب عوده، ويشتدّ ساعده، مؤمنةً أن (خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة).

سألها عن صداقها وما تريده من المال، فأجابته بقول الشاطبي رحمه الله: (النكاح مبني على المكارمة والمسامحة وعدم المشاحّة، ولذلك سمّى الله الصداق نحلة، وهي العطية لا في مقابلة عوض)، وليس الصداق (مقابل البضع)، فليس البضع من عروض التجارة التي يجوز بيعها وشراؤها! ولو كان كذلك لكانت قيمته كديته أو أكثر، ولأصبحت له (بورصة) ترتفع وتنخفض أسهمها بحسب العرض والطلب.

منذ طفولتها وهي تعلم أن جمال الباطن خير من جمال الظاهر، وأن ذات الدين خير من ذات الدنيا، وأن الحياة بذل وصبر ووفاء.

تستعد ليوم زفافها بأجمل حللها ولبسها ظاهراً، وبأفضل قيمها وأخلاقها باطنًا، وكلها أمل أن تلقى من هذا الزوج ما تصبو إليه من حسن عشرة، وجميل طباع، وطيب نفس.

تضيء الأنوار، وترتفع الأهازيج، وتصعد الدعوات إلى رب الأرض والسماوات أن يبارك للعروسين ويبارك عليهما ويجمع بينهما في خير.

تنتهي مراسم الاحتفال والاحتفاء بالزوجين ويبدأ عهد الجد والتضحية لمواجهة حياة كلها (عقيدة وجهاد).

تصبّح زوجها بابتسامة وتمسّيه بمثلها لتعلمه الفأل الحسن، وتقف خلفه ردءًا في مصاعبه الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وتصطفّ كل ليلة تناجي ربها أن يرزقهم من فضله وبرّه ما يغنيهم عن خلقه.

تقاسمت معه كسرة الخبز، وشبح الظلماء، وشاركته شظف العيش، وكدر الماء، وابتسمت له وهو يهزّ بجذع الحياة فيتساقط عليهما حشفًا باليًا، وعلّلت نفسها بالآلاء بعد اللأواء، وبالآمال بعد الآلام، وطفقت تلاحق فراخها برعايتها، وتلحظهم بعنايتها، وتضاحك الصبية الذين نبتوا على جنبات البيت كما تنبت الزهور النادرة على ضفاف الأنهار.

مع مرور الأيام لم يعد (أبو أولادها) ينظر إليها كما لو كانت (زوجته)، فقد أصبحت (أم أولاده)، وليست (فلانة) بل (أم فلان)، ولم تعد (أم أولاده) كتلك التي رآها أول ليلة من زواجه:

رَخْصَةٌ حوراءُ ناعمةٌ طَفلةٌ كأنها قمرُ

لو سُقِيْ الأمواتُ ريقتَها بعد كأسِ الموتِ لانتشروا

فقد أضنتها سنوات تحمّلتها مع زوجها على ذلكم الخبز اليابس تتحدى به كل أزمة يمرون بها، وهي تضع معه بناء الأسرة لبنة لبنة، وكلها أمل أن يصلح الله معاشهم وأن يتربى أولادهم على البر والتقوى.

ها هي تمسح دموع فرحتها بعد أن رأت جهادها مع زوجها يحقق انتصاره، ويؤتي ثماره، لتشاهد الأسرة قد قامت على سوقها، واشتد عودها، وأصبح لزوجها معاش يقتاتون عليه.

لم تجفّ دمعتها وهي تشاهد نعم الله عليهم حتى جاءها من قضاء الله وقدره ما لم يكن لها في حساب، ولم تعرف لمغزاه من جواب.

ذاك الذي نبت لحمه وشحمه من جهدها وعرقها قد تزوج عليها!

إنا لله وإنا إليه راجعون.

يدخل عليها بعد أيام ليرى دموعًا غير الدموع التي عرفها من قبل، وتنظر إليه نظر من لا يملك حولاً ولا قوة إلاً أن يؤمن بقضاء الله وقدره لتسأله:

أقصّرت معك في شيء؟

فيجيبها: بل نِعم الزوجة أنت.

فتسأله: أيرضيك أن تصيبني في مقتلي؟

فيجيبها: لا والله، ولكن الله تعالى شرع للأزواج أن يأخذوا ما طاب لهم من النساء: مثنى وثلاث ورباع.


فترد عليه بأن الله تعالى أباح هذا عند الحاجة، وقوله تعالى: (ما طاب) المقصود به أعيان النساء لا جنسه، فإذا احتجت من جنس النساء فانكح ما طاب لك من أعيانهن، فينبغي قبل تحقيق الاختيار مما يطيب من الناس تحقيق شرط (الحاجة) .

ثم إن الآية التي تستدل بها نزلت في الذين لديهم يتامى ويخافون أن لا يقسطوا فيهم، ولو كانت هذه الآية وحدها هي الدليل على تعدد الزوجات لقلنا بأن التعدد خاص بمن تحقق لديه شرطان:

الأول: أن يكون لديه يتامى.

الثاني: أن يخاف أن لا يقسط فيهم.

فقوله تعالى: (إن خفتم) دليل على أن الأصل هو الحظر، وقوله: (فانكحوا) رفع للحظر عمن تحقق فيه الشرطان.

والله تعالى يقول في سياق هذه الآية: (فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) أي: فانكحوا واحدة، وقال: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، فلو كنا نأخذ الدلالة من ظاهر الألفاظ لقلنا إن هذا كقوله تعالى: (حتى يلج الجمل في سم الخياط).

والله تعالى يقول: (ذلك أدنى ألا تعولوا) قال ابن سعدي رحمه الله: (أي تظلموا، وفي هذا إن تعرض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم وعدم القيام بالواجب -ولو كان مباحًا- أنه لا ينبغي له أن يتعرض له، بل يلزم السعة والعافية، فإن العافية خير ما أعطي العبد).

وتعدد الزوجات لم يأت به الإسلام ابتداء، بل هو معروف لدى العرب الجاهليين، وفي الأمم السابقة: كالعبريين والصقالبة والسلافيين والجرمانيين والسكسونيين، وغاية ما هنالك أن الإسلام أقر التعدد كما أقر غيره من عادات الجاهلية، ولم يقره بإطلاق، وإنما قصره على أربع زوجات، مراعاة لاحتياجات الأفراد والمجتمع، ولو كان التعدد محببًا إلى الشارع لم يشترط فيه عددًا معينًا.

وهناك نصوص كثيرة تحث على الزواج، ولكن ليس هناك نص يحث على التعدد، بل هناك نصوص وعيد لمن عدّد إذا لم يأخذ التعدد بحقه، كقوله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل).

فقال لها: ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عدّد.

فأجابته بأن النبي صلى الله عليه وسلم مات عن تسع نسوة، وهذا من خصائصه، وقد عاش مع خديجة -رضي الله عنها- أكثر من نصف حياته الزوجية دون أن يتزوج عليها حتى ماتت؛ إكرامًا وإجلالاً لها، وعائشة رضي الله عنها ذكرت هذا من مناقب خديجة، أفلا تقتدي به في هذا؟!

فقال لها: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا عدّدوا.

فسألته: ما نسبة هؤلاء الذين عدّدوا مقابل الذين لم يعدّدوا؟ وهل تزوج عثمان -رضي الله عنه- على أم كلثوم أو رقية بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأنت تعلم أن عليًا -رضي الله عنه- لمّا أراد أن يتزوج على فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءت إلى أبيها -صلى الله عليه وسلم- وقالت: (يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك! وهذا علي ناكح بنت أبي جهل) فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها)، ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه، قال: (حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحلّ حرامًا، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبنت عدوّ الله أبدًا)، وفي هذا ثناء على زوج ابنته زينب الذي لم يتزوج عليها، وأيضًا هذا نصّ من النبي -صلى الله عليه وسلم- في أن التعدّد ليس مستحبًا، وإنما هو من جملة المباحات، وكل مباح فهو مباح بالجزء، وأما بالكل فهو -كما يقول الشاطبي- إما مطلوب الفعل أو مطلوب الترك، وعليه تدور الأحكام الخمسة، وهو في هذا كالطلاق: إما مطلوب الفعل، أو مطلوب الترك، بحسب المصلحة، وإذا كان الطلاق من غير حاجة مكروهًا لما فيه من مضرة على الزوجة، فما الفرق بينه وبين التعدّد من غير حاجة؟

حين قالت له ذلك أعرض عن أدلته على مشروعية التعدّد من الكتاب والسنة ليحدثها عن أدلته من نِضْو جسدها وشحوب وجهها وتغير شبابها فتردّ عليه:

هذه آيات الصبر والمجاهدة والتضحية والإخلاص التي أضنت شبابي ومحت بهائي، أفيكون هذا جزاؤها منك؟!

أثقله مُرُّ الحقيقة، ولم يكن له مفر من إيراداتها إلاّ أن يتمتم على مسمع منها ورجلاه تخطوان نحو الباب: (النساء قاصرات عقل ودين)!!



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

سلام عليكم بارك الله فيك على الموضوع ............ ربى يقدارنا نتزوجوا برك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

السلا م تقول يا اختي راكي تحكي في حكاية والديا بالضبط..............بصح مكملتيش الحكاية انا عارفتها ...مشاااااااااااااااااااااااااااكل طول العمر خاصة ادا كانت العايلة متماسكة ........انا ننصح كل واحد رايح يدير كيما هاك يفكر على الاقل في اولادو خاصة البنات