عنوان الموضوع : تظل الولاية السادسة التاريخية تسبح في بحر من الألغازوالاستفسارات تاريخ جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

تظل
الولاية السادسة التاريخية تسبح في بحر من الألغاز والاستفسارات، التي
ليست لها حلول ولا أجوبة، حيرت بذلك المؤرخين وحتى المجاهدين، أصحاب
المذكرات، وقبلهم سكان هذه المنطقة التي اختلط عليهم الحابل بالنابل، ولم
يميزوا بين الغث والسمين فيها، ولا بين من كان يعمل مع الجبهة أو مع الحركة
الوطنية، أو حتى من كان يعمل مع فرنسا، مما يستوجب الوقوف مليا أمام
الأحداث التي كانت تتراكم وتسبق بعضها البعض.
* الشيخ "زيان عاشور" سبق الجبهة في الكفاح المسلح بالصحراء
يتداول
لدى أوساط متعددة، أن الثورة المجيدة لم تصل إلى الصحراء ولا إلى بوابتها،
إلا بعد مؤتمر الصومام الذي أعاد هيكلة الثورة وأسس لتقسيم جديد. لكن ما
سيظل حقيقة ساطعة كالشمس، أن سكان الصحراء وخاصة شمال الصحراء على امتداد
بسكرة، الجلفة، الأغواط وجنوب غرب المسيلة رفعوا السلاح ضد الاستعمار قبل
وصول جبهة التحرير الوطني وجيشها منتصف سنة 1956، دون أن يعتبروا بالجهة
القائدة للجهاد، فالمهم بالنسبة لهم مواجهة فرنسا وفقط، عن طريق شخصية
اجتمعت فيها الأصالة والحداثة، ما خول لها مكانة قيادية لدى سكان مناطق
بسكرة، الجلفة، المسيلة وجزء هام من ولاية الأغواط.
وكانت هذه الشخصية
القيادية، تتمثل في الشيخ زيان عاشور أو الرجل "المرابو" كما كانت تكنيه
السلطات الاستعمارية نظرا لتكوينه الديني بتلقيه علوم الشريعة بزاوية الشيخ
بن رميلة بأولاد جلال، وحفظه للقرآن، بالإضافة إلى أنه تلقى تكوينا سياسيا
بنضاله في صفوف حزب الشعب الجزائري بأولاد جلال، حيث كان ناشطا سياسيا
مكلفا بالدعاية، وأسس لجنة الدفاع عن البطالين وفتح مقهى يتعاطى فيه الشباب
العمل السياسي. واعتقلته السلطات الاستعمارية، ثم أطلق سراحه وعاود نشاطه
السياسي، ليعتقل مرة ثانية، فاضطر بعد إطلاق سراحه للهجرة نحو فرنسا سنة
1948، وعاد للوطن سنة 1952، وظل كعهده ناشطا سياسيا إلى أن اعتقلته فرنسا
ووضعته بسجن الكدية بقسنطينة، حيث كان عدة مصاليين معتقلين بنفس السجن،
بينهم بن بولعيد والطاهر زبيري وآخرون، وجهت لهم تهمة تفجير الثورة، وفروا
من السجن فيما بعد وأطلق سراح الشيخ زيان مرة أخرى، ليعرج في طريق عودته
إلى مسقط رأسه على مدينة العملة التي كانت بها أقوى شخصية بالحركة
المصالية، الدكتور "لمين دباغين". وبأولاد جلال، أخذ في تأسيس الجناح
العسكري للحركة الوطنية من شبان المناطق المجاورة. ونشير هنا إلى أن
"الشيخ" كان كذلك رجلا عسكريا، إذ كان أحد المجندين الذين شاركوا بالحرب
العالمية الثانية.
واستقطب جيشه مجندين من (الزرقاوية) نسبة إلى البذلة
الزرقاء التي كانوا يرتادونها دربوا بالشمال وتم إلحاقهم بجيش الصحراء رفقة
مصاليين كانوا بالخارج، منهم العربي مزيان المدعو العربي قبايلي، الذي أسر
للمجاهد لزهاري بن شهرة سنة 1956 بأنهم تلقوا تعليمات للالتحاق بجيش
الصحراء الذي يقاتل تحت راية مصالي الحاج.
* جيش الحركة الوطنية يكتسح شمال الصحراء
تمركز
الشيخ زيان عاشور بعد أن أصبح لديه جيش عدة وعتاد بنواحي بوسعادة، وبدأ في
توزيع الجيش وتقسيم المناطق، موليا "محمد بلهادي" على الناحية الشرقية
للصحراء، وبلونيس الذي أصبح أسطورة الخيانة بالمنطقة على الشمال، من قعدة
حد الصحاري، وصولا إلى سور الغزلان، و"عبد الرحمان بلهادي" على المنطقة
الغربية، و"صابري" بالشمال الشرقي.
وبهذا التقسيم، اكتسح جيش الشيخ زيان
المناطق الصحراوية، أو عمالة الواحات كما تسميها السلطات الاستعمارية،
بمناطق بسكرة، الجلفة والأغواط، في غياب جبهة التحرير الوطني، مستغلا
القواعد النضالية لحزب الشعب، حيث سهلت له مهمة الوصول إلى هذه المناطق.
* التعليمة التي أصدرها "بن بولعيد" وطبقت عليه
كان
الشيخ "زيان عاشور" أحد القادة الذين حضروا اللقاء الذي دعا له الشهيد بن
بولعيد شهر مارس 1956، بتافرنت ناحية منعة بالأوراس، كي يستنفر أنصاره بعد
الانقلاب الذي تعرّض له من طرف "عاجل عجول" و"بلقاسمي"، مباشرة بعد هروبه
من سجن الكدية، وطبقا عليه تعليمته التي أصدرها عند تفجير الثورة، بوضع كل
من يهرب من السجن تحت الرقابة لمدة ستة أشهر، الأمر الذي لم يهضمه بن
بولعيد واستشهد الأخير في نفس اللقاء الذي لم يفض إلى أية نتيجة؟
* بلونيس يطلب المدد من الشيخ لوقف زحف الجبهة
لما
كان بلونيس قبل أن يغرق في بحر الخيانة علنا يقود منطقة متاخمة لمعاقل
جبهة التحرير الوطني على مشارف الولاية الرابعة، كان يتعرّض لضغوطات من جيش
جبهة التحرير الوطني، ما اضطره إلى طلب المؤونة والمدد من الشيخ زيان
عاشور، فكان له ما أراد، حيث دعّمه بكتيبة مدججة بأسلحة من مخلفات حرب
الألمان.
وفي رواية أخرى، قام بلونيس بجلب أسلحة حديثة من جهة مجهولة،
واقتصرت مساعدة الشيخ في المؤونة، ليتوجس فيما بعد خيفة من تصرفات بلونيس.
* مشاة 228 (r.a.s).. العقيد عميروش واستشهاد الشيخ زيان
بقي
الوضع منسجما بين المصاليين الذين أحكموا سيطرتهم على هذه المناطق إلى
غاية 8 نوفمبر 1956، هذا التاريخ الذي كان منعرجا حاسما في اختلاط الحابل
بالنابل ووصول الثوريين من جبهة التحرير الوطني، ومن ثم بدأ بلونيس يرتب
للتغلغل مع ريكول و آيمز ضابطي مخبارات فرنسيين، ابتداء من لقاء بني سليمان
في 31 مارس 1957.
وقبل هذا التاريخ بأسبوع، كوّنت السلطات العسكرية
الاستعمارية الفيلق المسمى مشاة 228 بقيادة جون ماري المدعو بوجي، بمنطقة
برج الآغا ببوسعادة. ويتشكّل هذا الفيلق أساسا، من المعاد تجنيدهم (les
rappeles)، تعداده 700 جندي و40 ضابط صف و5 ضباط، يتمتعون بالنفوذ ورفضوا
المشاركة في العمليات القتالية وأسس لهم هذا الفيلق لاحتوائهم نظريا.
أثناء
إحدى عمليات التمشيط التي كان يقوم بها هذا الفيلق (r.a.s) بالجلفة اتجه
جنوبا نحو مسعد وانحرف نحو الجهة الشرقية، أي منطقة عين الملح ببوسعادة،
اكتشفت طوافة هيلوكبتر مجموعة من الجنود أو "الفلاڤة"، كما تسميها السلطات
الإستعمارية، تتكوّن من 32 جنديا ولم يتمكن العسكر الفرنسي من تحديد
هويتهم، وحوصرت المجموعة التي حاولت المقاومة دون جدوى، وتم القضاء على
قائدها ومعظم جنودها، وأسر بعضهم بجبل ميمونة بعيدا عن مركز قيادتهم.
وظن
قائد الفيلق "جون ماري" أنه وقع على (الصيد الثمين)، من خلال شارة القيادة
التي كان يتقلدها قائد الجنود (هلال وثلاث نجمات)، وكان هذا الشيخ زيان
عاشور الذي تعرفوا على هويته بمساعدة أحد المأسورين.
وتزامنت عملية
التمشيط التي باشرها الفيلق مشاة 228، مع تواجد أسد جرجرة العقيد عميروش
الذي كان في مهمة لتسوية مشاكل المنطقة الأولى بتكليف من مؤتمر الصومام،
ليكتشف أن "مصطفى بن بولعيد" قد استشهد منذ مدة بعد أن تم كتم خبر استشهاده
من طرف قيادة المنطقة الأولى، بمن فيهم أخ بن بولعيد "عمر"، الذي كان يسعى
لخلافته. وقام العقيد عميروش بتحقيق كشف خيوط مؤامرة حيكت ضد بن بولعيد،
بتدبير محكم من بلقاسمي الذي أرسله مكبلا لمحاكمته بالولاية الثالثة، ومات
بلقاسمي رفقة معتقليه إثر قصف من الجيش الفرنسي فية طريقهم نحو مركز قيادة
الولاية الثالثة، وعاجل عجول الذي تلقى معه عميروش صعوبات جمة وصلت حد
الاقتتال، مما دفع بعجول إلى الارتماء في أحضان فرنسا بوساطة من والده
بزريبة الواد.
وكان عاجل عجول قبل التحاقه بالجيش الفرنسي، على علم
بمسار ووجهة عميروش نحو الجهة الغربية من الناحية الثالثة بالمنطقة الأولى
حسب التقسيم الأول (بسكرة بوسعادة جغرافيا) وهذا لاستكمال المهمة المسندة
لكل من العقيد "أعمران" والعقيد "علي ملاح"، هذا الأخير المعين من طرف
مؤتمر الصومام قائدا للولاية السادسة، والتي تدخل هذه النواحي في إقليمها
وتقع تحت مسؤوليته، واكتفى العقيد "علي ملاح" بإرسال فوج من 35 مجاهدا إلى
الصحراء لإقناع المصاليين بالعدول عن موقفهم المناوئ للجبهة، لكن المصاليين
غدروا بهذا الفوج (إلا واحدا) يوم 22/10/1956، وهو يوم اختطاف الطائرة
المقلة للزعماء من المغرب باتجاه تونس، الأمر الذي دفع بالعقيد عميروش وكان
رائدا وقتها إلى الإصرار على إنجاز المهمة ومعالجتها بالنزول إلى عين
المكان، غير مكترث بالأخطار المحدقة من جهة فرنسا أو المصاليين، على حد
سواء، لكنه تفاجأ بنبأ كاذب مفاده أن قائد الولاية الثالثة محمدي السعيد قد
استشهد، ما أرغمه على العودة يوم 01 نوفمبر 1956، تاركا استدعاء لسي
الحواس لحضور لقاء شهر ديسمبر 1956 الذي نظم لاحقا.
وتطرح عدة تساؤلات:
هل كانت مهمة فيلق مشاة 228 تتبع خطوات العقيد عميروش، بوشاية من عجول وبعض
العيون، فوقع الشيخ زيان عاشور، أم أن الصدفة لعبت دورها في هذه الأحداث؟
ما يفتح العديد من الاستفهامات والاستفسارات؟؟



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اشكرك جزيل الشكر....

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

من علمك هذا البهتان ؟
شدني عنوان الموضوع هذا " الولاية السادسة تسبح في بحر من الألغاز والاستفسارات" فقلت في نفسي لعل في طياته ما يفيد المرأ فرحت أتصفحه لأقف في النهاية على حقيقة واحدة لاغير وهي أن صاحب الموضوع هو الذي يسبح في بحر من الزيف والأوهام معتقدا أن غرباله هذا سيحجب الشمس ويخفي الحقائق الدامغة ويمكنه من خلط الأمور على مواطني ومناضلي ومجاهدي الولاية الساسة.
أبشره بخيبة أمله، واطمئن هذا النبيل أن تاريخ الولاية السادسة كتب بدم آلاف الشهداء من أبناء هذه المنطقة الممتدة من جبال احمر خدو بالأوراس شرقا إلى المدية وقصر الشلالة غربا وتمنراست جنوبا وموقع بمئات المعارك المسجلة في كل وثائق ثورة التحرير ولاشئ يحير في هذه الولاية غير غبنك في امتلاك المعلومات الدقيقة وحقدك الواضح على الولاية والذي سنكشفه فيما يلي:
1 - تشويه سمعة الولاية: وهذا بوصف مواطنيها بالمتذبذبين الذين توزع جهدهم بين الجبهة والحركة الوطنية وفرنسا. وفي هذا خاب علمك فالولاية كانت جبهوية من يوم اندلاع ثورة التحرير إلى يوم الاستقلال، وحكاية الحركة الوطنية أنت أكثر الناس معرفة بأهلها وطريقة مقدمها إلى الولاية ومن جاء بها وكيف انتهى الأمر بصاحبها.
2 - الترويج لمنطقة معينة بعد التقليل من شأن مناطق أخري: ( الثورة المجيدة لم تصل إلى الصحراء ولا إلى بوابتها إلا بعد مؤتمر الصوماو) وكأنك تقول أن فضل الولاية الثالثة على الولاية السادسة لايعد ولا يحصى. - أخرس الله لسانك - لقد روت دماء المئات من الشهداى ربوع الصحراء قبل مؤامرة الصومام هذه، فعد إلى سجل الشهداء ليتضح لك غيك.
3 - زرع بذور التفرقة والشقاق بين المناطق المختلفة في هذه الولاية: ( لكن ماسيظل حقيقة....أن سكان الصحراء...رفعوا السلاح ضد الاستعمار قبل وصول جبهة التحرير...) فمن أين لك بهذا العلم، لن أزيد على هذا وأحيلك على التاريخ لعلك تتعلم .

(في ليلة أول نوفمبر 1954 وبأمر من القائد مصطفى بن بولعيد انطلقت من جبال "حمر خدو" بالأوراس مجموعة من أفواج المجاهدين قاصدة بسكرة لتنفيذ عمليات عسكرية إيذانا باندلاع الثورة، فسار كل من:
- الحسين برحايل والحسين عبد السلام رفقة فوجهما إلى الثكنة العسكرية ببسكرة.
- عبد القادر عبد السلام بفوجه إلى مركز الشرطة.
- أحمد قادة ومعه فوجه نحو محطة القطار.
- عبد الرحمان عبد السلام إلى بريد المدينة.
- عقوني عبد الله، وجيماوي إبراهيم قصدا بفوجهما المولد الكهربائي.
وبعد تنفيذ كل العمليات بنجاح انسحبت هذه الأفواج إلى جبال فوشي وشيشة بالأوراس.
في هذه الليلة تحددت معالم ناحية عسكرية مهمة في منطقة الأوراس إنها ناحية " حمر خدو" أو الناحية الأولى في المنطقة الثالثة آنذاك.
وفي هذه الليلة كذلك سجل التاريخ على صفحاته النيرة أسماء رجال يحق للجزائر التي ولدوا من رحمها أن تفتخر بهم.
وفي هذا الأثناء بالذات كان هناك في الضفة الأخرى من البحر رجل يحزم حقائبه ويردد كلمة في رسالة مستعجلة وردت إليه من الوطن تقول ( التمر قد نضج في مشونش).
إنه بلقاسمي محمد بن المسعود رفيق بن بولعيد و مسؤول جهة غسيرة في النضال السياسي، أوجدته الظروف النضالية في فرنسا فقرر العودة بسرعة حيث حط بالعاصمة يوم الثالث من نوفمبر ليجد نفسه وسط المجاهدين في الخامس من نفس الشهر جنب الحسين برحايل مسؤول الناحية.
وبعد معارك طاحنه مع المحتل رغم عدته وعدده تمكن مجاهدو الناحية من فرض سيطرتهم على المنطقة، فكثرت غنائمهم من الأسلحة، وتسابق الشباب للتجنيد في صفوف الجيش ، فارتفعت المعنويات ، وأصبح الطموح لا حدود له.
في شهر ماي 1955، وفي اجتماع لأفواج الناحية بمركز برقوق حضره قادة الأوراس آنذاك تم تعين بلقاسمي محمد بن المسعود قائدا ومسؤولا للناحية الأولى خلفا للمجاهد حسين برحايل الذي عين بإحدى نواحي خنشلة.
وهكذا، وبمجرد تسلم مهامه على رأس الناحية ،أفصح الرجل عن طموحاته الرامية إلى تنظيم الناحية وتوسيع رقعتها نحو الصحراء فتكون:
- فرع بلعى وغسيرة بقيادة بن جديدي علي وكاتبه مزيان عماري.
- فرع سيدي عقبة وسريانة وقارضة ومشونش بقيادة رمضان حسوني ومعه عبد الكريم سلاطنية وأحمد قادة.
- فرع بسكرة وجمورة ولبرانس بقيادة الحاج اعمر عساسي.
- فرع الجبل الأزرق بقيادة عقوني عبد الله وعمار كردود وعيساوي السعيد.
- فرع بني فرح والقنطرة بقيادة المجاهد محمد بن بولعيد.
- فرع قديلة وضواحيها بقيادة منفوخ البشير
وخلال هذا التنظيم تم إنشاء فرع خاص بالصحراء والزاب حتى بوسعادة وأسندت قيادة أفواجه لمحمد بن أحمد عبداللي وعبد السلام الحسين بن عبد الباقي والصادق جغروري،( وأحمد بن عبد الرزاق، وإبراهيم جيماوي كلفا بناحية بسكرة).
سارت هذه الأفواج نحو أولاد جلال، ، أولاد سليمان، لحملات، أولاد زيان، أولاد خالد، أولاد فرج، إلى غاية أولاد نايل شرقا وبوكحيل غربا.
كما توجه محمد بن أحمد عبد اللي إلى نواحي بوسعادة وجال في مناطقها لمدة شهر قصد الاتصال بالمواطنين هناك، ثم قفل راجعا إلى الأوراس ليقود رحلة استكشافية أخرى من أجل التوعية والتجنيد إلى نواحي وادي ريغ، فاتجه إلى أم الطيور بينما توجه أحسوني رمضان إلى لمغير.
وبهذا دخلت المنطقة في أتون الثورة التي توسعت رقعتها وكثر جندها ومناضلوها ففرضت نفسها كولاية سادسة بعد ما كانت ناحية من نواحي الأوراس.

4 - مغالطة التاريخ: (اخفاء استشهاد بن بولعيد وقدوم عميروش للولاية الأولى للقيام بالتحقيق...)
فيما يتعلق باستشهاد القائد مصطفى بن بولعيد فالبحث جاري في أمر الضابط في الجيش الفرنس والمسمى "إيدير" والذي حول إلى قرية " منعة " لمتابعة تحركات القائد ليحول إلى باريس بعد تنفيذ المكيدة ثم يلتخق بتونس ليصبح مستشارا ومقربا من كريم بلقاسم، فلا تقلق نحن نتتبع أثار الجريمة.
أما مايتعلق باتهام عجول وبلقاسمي فلا أظن أنك تعرفهما ولا قرأت عنهما شيئا فاتق الله في من عاهدو الله وقائدهم على النصر أو الاستشهاد، ويكفي أن نذكرك أن بلقاسمي قدم 32 شهيدا من ناحيته في معركة إفري اللبلح كي يخرج القائد مصطفى بن بولعيد من طوق كان المستعمر يعتقد أن لانجاة له منه، وقعت هذه المعركة قبل استشهاد البطل بأيام، ولا نظن أن الذي يقوم بهذه التضحيات يلجأ إل الغدر والمكيدة. إنما الغدر والمكيدة يمكن قراءتهما بوضوح في مسعى عميروش الذي جاء إلى الأوراس لزعزعة تماسكه فبث الفتنة بهجومه الغادر على عجول وقتله لبلقاسمي وكل ذلك ليمهد لتقبل قرارات الصومام التي ما كانت لتمر لو بقي هؤلاء في عرينهم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

لقد خاب املي فيك حين اوهمتني في مدخل حديثك بانك مهتم للتاريخ وتبحث عن الحقيقة ....
وكم كانت خيبتي وحسرتي كبيرة حين عرفت أنك لا تميز الدماء الزكية التي روت هذه الارض الطاهرة من الدماء التي اهدرتها الثورة او التي سالت في سبيل مصالي بين اجنحة الحركة الوطنية الجزائرية mna المتقاتلة فيما بينها والمتكالبة عن خدمة فرنسا فشتان بين دماء زكية سالت على مذبح الحرية والانعتاق ودماء نجية سالت في مجاري الخيانة والعمالة والدماء الزكية على قلتها لم تكن في معظمها من ابناء المنطقة كما لم تكن الدماء النجسة على كثرتها وفي اغلبها من غير ابناء المنطقة.
وباستثناء المعارك التي خاضها المصاليون نيابة عن فرنسا او بالاشتراك معها ضد افواج المجاهدين التي كانت تتسلل بحذر الى المنطقة بين فينة واخرى قادمة من الاوراس و العمور ومن جرجرة و المتيجة وباستثناء بعض الاشتباكات و الهجومات التي كانت تسمح بها فرنسا للمصالين ضد اللفيف الاجنبي لا ستغال الشعب وايهامه بانهم يحاربونها كسبا لوده وثقته باستثناء ذلك لم تسجل اية معركة على تراب المنطقة بالمفهوم الثوري و بتاطير من الولاية السادسة (التي انتهت قيادتها وهيكلتها باستشهاد العقيد علي ملاح) الا بعد ان تمكن عميروش من اعادة بعث الولاية السادسة من موتها حين استطاع ان يقنع الحواس ومن تبعه بالانضمام الى جبهة التحرير الوطني في ديسمبر1958واستطاع ان يدمج المنطقة الرابعة من الولاية الرابعة بقيادة سي الطيب الجغلالي والمنطقة التاسعة من الولاية الخامسة بقيادة عمر ادريس في هيكلة هذه الولاية التي ليست هي الناحية لاولى من المنطقة الثالثة ولا هي بسكرة وضواحيها فقط كما هو راسخ في ذهنك ويخفيه لسانك .
اما وقد اعترفت لي باني اكثر الناس معرفة .فلا باس ان اعرفك بانني اعرف ايضا ان الطاهر الزبيري لما عاد من تونس سنة 1959الى الاوراس وجدها بدون قيادةواعرف ايضا قضية مشوشيالاوراس الذين تم جلبهم الى الجهة مكبلين وترك امراعدامهم من عدمه الى تقدير مسؤولي جيس جبهة التحرير واعرف ايضا ان قضية اغتيال سي مصطفى شان اوراسي بحت في اخلاصه وخيانته ووشايته كما اعرف ان اجتماع تافرانت بالجبل الزرق 22مارس 1956حضره الشيخ زيان الذي يعد بلونيس احد ضباطه من امثال محاد وعبد الرحمان بلهادي ومحاد بن معاش وبو شريط وشتوح العساوي والحاج لخضر وعبد العزيز القاهرة وكلهم شهداء او مجاهدون كان قد نشرهم الشيخ على تخوم الصحراء البترولية لحمايتها من زحف جيش جبهة التحرير الوطني ولضمان امن الشركات العاملة بها ...
ان بلونيس دخل المنطقة مدحورا مقهورا من طرف جيش جبهة التحرير الوطني بالولايتين الثالثة والرابعة ولم يدخل رفقته الا 12 جندي فقط فوجد في دعمه وتحت امرته جيشا عرمرما من ابناء المنطقة في سواده الاعظم ولم ينقلبوا عليه الا حين شاءت فرنسا ذلك بعد ان تمرد عليها واخذ في محاربتها الى ان قتلته فاستمر انصاره على نهجه في محاربة فرنسا والزيانيين (اخوته في المصالية )والعنبريين الذين قتلوا سي علي ملاح (غرماؤه في خدمة فرنسا )ولم ينل كل هذا من عزيمتهم واصرارهم جميعا علي محاربة جبهة التحرير وجيشها واجتثاث اثرهما...
ومع ان كلهم اجرم في حق هذا الوطن وشعبه وثورته الا ان الزيانيين استطاعوا ان يلبسوا بالباطل بلونيس وحده كل تهمهم ويحملوه وحده مسؤولية كل جرائمهم فاختلطت الامور على امثالك وبدل ان تحاكموا الناس بذنوبهم حاكمتموهم بذنوبكم...
هاهو تعصبك وتحيزك يجعلك تخلط بين الصومام كقرارات اصدرتها القيادة الفعلية للثورة والصومام كمنطقة تقع في اقليم الولاية الثالثة وانا لم اقل بفضل ولاية على ولاية اخرى وانما اقدر فضل الصومام على استمرارية الثورة ونجاحها الذي ازعج من يحبون يحمدوا بما لم يفعلوا(كما سماهم الصيلع في مقاله مااشبه 20اوت 1956 ب 19جوان 1965)ومن على شاكلتهم ممن يستغربون على مواطني الصحراءحمل السلاح في وجه فرنسا قبل وصول جبهة التحرير لاعتقادهم ان جبهة التحرير هي بلقاسمي محمد وهي الناحية الاولى من المنطقة الثالثة من الولاية الاولى متنكرين وناكرين لكل المقاومات الشعبية التي شهدتها منذ ان وطات فرنسا ارضنا ...
ان التاريخ الذي احلتني عليه لم اجد فيه سوى اسفافا مطمريا وطنتك جهويتك على الانبهار به الى حد حصرك الولاية السادسة (بانت معالمها في بداية 1959)في ناحية من نواحي الاوراس فقط ولحرج في نفسك لم توضح تحت قيادة من كانت ؟وفي اي تاريخ صارت ؟واخذتك عصبيتك الى النفخ في بلقاسمي الى درجة انك كدت ان تجعله مؤسس هذه الولاية رغم انه لم يواكب من عمر الثورة سوى عامين ورغم ان كل افواج جيش جبهة التحرير التي ارسلت من الاوراس الى الصحراء قد عادت من حيث اتت بعد ان اسس الشيخ زيان عاشور جيش mna بداية من اوت 1955واحكم سيطرتها على المنطقة بكاملها ...
ان المعركة التي دللت بشهدائها 32على براءة محمد بلقاسمي من دم سي مصطفى وقعت 13جانفي 1956بافري البلح شارك فيها 380 جندي واستشهد فيها 30 جنديا و15 مدنيا وتلتها معركة غار علي بن عيسى في 18 جانفي 1956شارك فيها 160 جنديا وقد حضرهما كل عاجل عجول و بلقاسمي ووقتها كان سي مصطفى تحت رقابتهما كقياديين يرافقانه اين ما حل وحيث ما نزل ولم يظهر لهما منه ما يسوؤهم الا في اجتماع الجبل الازرق الذي دعا اليه وجوه مصالية يمقتها الرجلان فكان ماكان واستسلم عاجل عجول على يد والده وعلى اثر قصف جوي اغتيل محمد بلقاسمي رفقة من كلفهم عميروش باقتياده للمحاكمة بالعاصمة ...
واخيرا لا يفوتني ان اهمس في اذنك (بيناتنا)ان السجل الذي طلبت مني ان اعود اليه وجدته مسرح معركة حامية الوطيس بين دونت اسماؤهم عليه وفهمت تاريخ الولاية حين وجدت مجاهدين وشهداء شطبت اسماؤهم وسحبت منهم الاعترافات بعد 40سنة وحين وجدت به مصاليين ترصع اسماؤهم جبين مؤسسات الدولة والشعب الذي خانوه بالامس وركبوه اليوم في غفلة من اوفياء جبهة التحرير وجيشها .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

سأعود لمناقشتك في هذا الأمر حال توقفك عن التقيء بالجهوبة المقيتة والتطاول على أرواح الشهداء دون تقديم أي دليل على ما تقول ( الولاية الأولى كلها مشوشين، الولاية السادسة مصاليين، فقط الولاية الثالثة هي جبهة التحرير...) أما وأنت على هذا النحو من الزيغ
فقد رفع عنك القلم ، وعيد سعيد.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

شكراااااااااااااااااااااااا