عنوان الموضوع : الذكرى الخامسة والثلاثون لوفاة هواري بومدين التاريخ الجزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

رجل تحدى النسيان

بنى الجزائريون جدارا مانعا عازلا يحفظ ذاكرتهم ويحميها من نسيان رئيسهم، شباب لم يعيشوا زمنه ولم يعرفوه لكن يتملكهم الشوق إليه ويصيبهم شيء من وقار الرجل عند استحضار ذكراه.
رغم الحملات الشرسة التي استهدفت ذاكرة وتراث بومدين، إلا أنه بقي زعيما وطنيا وثوريا له أفضاله في بناء الدولة الجزائرية المستقلة.
تفشل المؤامرات والمخططات لتشويهه ففي كل مرة يقف التاريخ والشعب سدا منيعا يحمي الرجل.
يقول شيخ المقاومة في الجزائر الشيخ بوعمامة ”إذا سمعتم الرصاص في قبري فاعلموا أني أحارب فرنسا”، فماذا يسمع جيل اليوم من قبر الهواري وماهي الوصية التي ستصله؟.. أكيد أنها لن تكون أقل شأنا من وصية بوعمامة.
الهواري رحل وفي نفسه غصة منعته من أن يحقق أحلامه التي حلمها الجزائريون معه.
شرف الرجل ونزاهته شفعت لبعض أخطائه وخطواته المستعجلة، كان محل انتقاد ومحاسبة، لكنه بقي رمزا وعنوانا لابن الأرض المدافع عن كرامته وحريته.
فترة حكم بومدين لم تكن كلها رخاء وفردوسا، لكنها كانت مشروع نهضة وحلم شعب انعتق لتوه من مخالب الاستعمار الوحش، كان حلم بومدين هو حلم الفلاح والعامل والطفل والمرأة والمثقف.
ذاق بومدين الفقر والجوع ومشى حافي القدمين، فأراد أن يحرم ذلك البؤس على شعبه، بنى وخطط وأنجز كي يسعد الخماس بمشروع ألف قرية التي كانت قد هدمت تحت نيران النابالم إبان الثورة وكي يسعد العامل الأجير الذي ترك عافيته وصحته في مصانع المعمرين، وللحمال الذي أفرغت منظمة الجيش السري رصاصها فيه وهو يحمل على عاتقه ما تعجز الدواب على حمله.
خاطب الهواري شعبه بلغته فكانت مواعيد الخطب انتظارا وميقاتا تجتمع له العائلات لتسمع ابنها ”الرايس” وهو يعبر عنها ويتحدث باسمها.
بومدين ورغم انسانيته وارتباطه الخارق بشعبه إلا أنه كان ساعة ضبط لا يحق لأحد تجاوزها مهما بلغت عنجهيته.
لا تخلو صورة أو موقف أو خطاب أو زيارة له من الأنفة والسيادة وهذا ليس من باب التطبيل لذكرى الرجل التي تحل علينا كل 27 ديسمبر من كل سنة، فالهواري لم يترك دينارا ولا درهما لكن الإجحاف في حقه هو إجحاف في حق الوطن وفي حق الأحرار في العالم، فالأحرار لازالوا يتذكرونه مثلنا ويحنون له، وهم كثيرون في أمريكا اللاتينية، الذين آواهم الهواري من بطش الديكتاتوريات، وهم كثيرون في إفريقيا الذين حررهم بدعمه، وهم كثيرون في وطننا العربي والإسلامي الذين آواهم وضمن لهم فرص العلم والعمل والإبداع.
إنجازات بومدين في الداخل لا زالت تشهد له، لقد أسس لمشروع صناعي ثقيل لا يوجد له نظير حتى في بعض دول الشمال، فأصبح الجزائري يركب جراره وشاحنته ودراجته ورأسه في السماء.
تبنى بومدين ابن الفلاح في الريف الجزائري وأقسم أن يخرجه من التخلف والإقطاع، هذا الريف الذي كان رحم الثورة فمد يده للفلاح الذي لا يزال يذكر فضله ويسمي أبناءه ”الهواري”.
شرائح أخرى كان لها الحظ والحضوة في عهده استفادت من إنجازاته ولا تزال تحن إلى أيامه.
بومدين في الخارج لم يكن أقل شأنا، قدّرته المحافل الدولية وقدّره الرجال والشعوب، لقد بقيت لقطة دخول ”الرايس” ببرنوسه إلى أروقة الأمم المتحدة والعالم يصفق له سابقة تاريخية لن تتكرر.
نحن هنا لسنا بصدد ذكر محاسن موتانا، بل نعرض من خلال بومدين مشروعا وطنيا وقوميا لم يعرف نهايته وكسر عن سبق إصرار وترصد ليضرب بذلك حلم أمة حررت بالدم وأرادت أن يبنيها عرقها الخالص.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

رجل دون كل الرجال صنع للجزائر مجدا ورحل
رحمه الله وشكرا لك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :