عنوان الموضوع : ارجوكم اريد بحث عن الاستيطان للجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلامعليكم انا طالب جامعيسنة اولى اريد بحث حول الاستيطان في الجزائر عييت نبحث في المراجع مكاششكرااا


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ابحث في كتاب

اثار السياسية الاستعمارية و الاستيطانية في المجتمع الجزائري 1830-1954 / عميراوي احميدة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شوف هنا تاني

https://books.google.dz/books/about/%...AJ&redir_esc=y

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

واقـــع الجزائر (1830 - 1870
1-1- في عهد النظام الملكي "1830-1848":
بعد أن احتلت الحملة الفرنسية مدينة الجزائر وما حولها في صيف 1830 (1) في عهد النظام الملكي" ملكية لويس فليب" الذي تولّى السلطة في فرنسا من سنة 1815 إلى غاية 1848(2) ، اعتبر الضباط الفرنسيون هذه البلاد محتلّة ولجأو إلى اتباع سياسة النهب والسلب والتوسع (3)، ولكنّهم واجهوا صعوبات جمّة بسبب المقاومة الشعبية، ومنذ البداية اتبع الفرنسيون سياسة الاحتلال الكامل والإدارة المباشرة وأخذوا يشجّعون هجرة الأوربيين إلى الجزائر والإستلاء على الأراضي الزراعيّة والأملاك العقارية الواسعة، ويعتبر"كلوزيل clauzel-"(4)أكثر الضباط الفرنسيين تحمّسا لسياسة الاستعمار والاستيطان الأوربي بالجزائر(5) لينتهج بعده "بارتزين berthezéne-"(6) سياسة الترغيب والترهيب مع الأهالي، ووضع أسس الاستيطان وقام بتسليم الأراضي للمعمّرين(7) أما الجنرال الدوق "دي روفيقو dug de rovigo- "(8) الذي تولّى زمام الأمور في الجزائر أواخر ديسمبر 1831 وتتمثّل سياسته الإجرامية في الاستيلاء على المؤسسات الدينية وتحويل جامع كتشاوة إلى كنيسة كاثوليكية، وارتكب مذبحة رهيبة ليلة 16أفريل 1832 في حق قبيلة العوفية حيث أبيدت عن آخرها دون أيّ تمييز بين جنس وسن(9)، وقد أصدرت الحكومة الفرنسيّة قرارها المشهور في 22جويلية 1834 الذي أعلنت

(1) يحيى بوعزيز، سياسة التسلط الاستعماري و الحركة الوطنية 1830-1954، ديوان المطبوعات الجامعية،بن عكنون،الجزائر،2007،ص7.
(2) ولد لويس فيليب الأول سنة 1773 و توفي عام 1850 ،قضت ثورة 1848 على ملكه،فرّ إلى إنجلترا،أشتهر بالجبن و النفاق حتى مع أعز أصدقائه.أنظر:
- حمدان بن عثمان خوجة ،المرآة ، ط2،تقديم و تعريب و تحقيق :محمد العربي الزبيري،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع،الجزائر ، 1982 ص240.
(3) مصطفى هشماوي ،جذور نوفمبر 1954 في الجزائر، دار هومة ، الجزائر،ص13.
(4) ولد سنة 1772 و توفي بعد ذلك بسبعين سنة ،عمل قائد للجيش الفرنسي في الجزائر ابتداء من شهر أوت 1835 ،ارتكب أبشع الجرائم . أنظر- حمدان بن عثمان خوجة ،نفسه، ص209.
(5) يحيى بوعزيز ، نفسه ،ص7.
(6)جنرال فرنسي (1775-1847)، شارك في حروب الثورة و في جميع الحملات التي نظمها نابليون ،يقول حمدان عنه انه كان إنسان يعرف قوانين الحرب. أنظر- حمدان بن عثمان خوجة ،نفسه، ص 98.
(7) صالح فركوس ،تاريخ الجزائر من ما قبل التاريخ إلى غاية الاستقلال،دار العلوم للنشر و التوزيع ، الجزائر، 2005 ، ص198.
(8) اسمه الكامل آن جان ماري روتي هافري (1774-1833) سياسي و جنرال فرنسي ،عين قائد على الجيوش الفرنسية في الجزائر عام 1831 أنظر:- حمدان بن عثمان خوجة ،نفسه، ص 60.
(9)، ادريس خضير ،البحث في تاريخ الجزائر الحديث 1830-1962 ،ج1 ،دار الغرب للنشر و التوزيع ، الجزائر2006، ،ص 243.
من خلاله أنّ الجزائر"أرض فرنسيّة" وقد قسّمــها إلى ثلاث ولايـات تحت المـراقبة المبـاشرة للحــاكم العـــام وكل ولاية قد قسّمت إلى دوائر وبلديات تماما مثل ما هو الحـال فـي فرنسا(1) قصد التحكم في الجزائر.
وعندما عيّن "كلوزيل clauzel-"حاكما عاما عامي 1835و1836 نشط في تطبيق سياسة الاستيطان الحر والرسمي، وصمّم على تحويل سهل متيجة وقراة العمرانية إلى وطن حقيقي للمهاجرين الأوربيين الوافدين من فرنسا وأوربا أغلبهم من الصعاليك والمنحرفين و ذوي السّوابق العدلية. (2)
وبمجيء الجنرال "بيجو-bugaud" عام 1840 (3) الذي كان يقيم سياسته بصراحة. حيث انتهج سياسة التوسع اتجاه كل من: مليانة، مستغانم، معسكر، وهران، تلمسان، شلف... حيث وقعت عدة اشتباكات بينه وبين رائد المقاومة في الغرب "الأمير عبد القادر"(4) وباستعماله شعار "الأرض المحترقة" في العمليّات العسكرية نجح في إضعاف المقاومة الجزائرية التي كان يقودها الأمير عبد القادر، عمل بيجو كذلك على حجز النساء والأطفال إما كرهائن وإما للبيع، وخنق قبائل كاملة في الكهوف(5) "حادثة غار الظهرة"عام 1845 التي تعتبر مضرب الأمثال في الخسّة والدّناءة والوحشية(6)، خلق مناظر الرعب والهلع في السكان(7) أما فيما يخص سياسته الاستيطانية التي جاء بها والمتمثلة في سياسة المحراث والبندقية التي فشلت ليعود إلى سياسة الاستيطان المدني، وفي شهر فيفري 1844 صدر قرار بإنشاء المكاتب العربيّة لتكون واسطة بين الفرنسيين وزعماء الأهالي، وفي شهر أفريل من عام 1845 صدر قرار يؤكّد إلحاق الجزائر بفرنسا ، ويقسّمهامن الناحية الإدارية إلى ثلاثة




(1)، أبو القاسم سعد الله ،الحركة الوطنية الجزائرية (1900-1930) ،ج2 ، ط4،دار الغرب الإسلامي ،بيروت لبنان ،1992 ،ص 20.
(2)، يحيى بوعزيز،المرجع السابق،ص8.
(3)، اسمه الكامل توماس روبير بيجو دولا بيكونيري(1784-1849) ،تولى الحكم في الجزائر في 29 يونيو1847 .
(4)، ادريس خضير ،المرجع السابق ، ص.ص 159-169.
(5)، أبو القاسم سعد الله ،نفسه، ص 22.
(6)، مجزرة رهيبة وقعت في أولاد ريّاح بغار الفراشيش في ناحية الظهرة في شهر جويلية 1845 ،و كان جلاّد هذه المجزرة هو العقيد بيليسييه الذي سيصبح فيما بعد جنرالا ثم مارشالا،و بفعل هذه المجزرة أحرز بيجو لقب "قاهر الجزائر"و على عصا الماريشالية . أنظر:أبو القاسم سعد الله، الحركة
الوطنية الجزائرية (1830-1900) ،ج1 ،ط4 ،دار الغرب الإسلامي ،بيروت، لبنان، 1992 ،ص 238.
(7)، ادريس خضير ،نفسه، ص244.


مناطق:
1- منطقة مدنية تخضع للإدارة المدنية وتشمل المدن والقرى الساحلية التي يكثر فيها العنصر الأوربي.
2- منطقة مزدوجة يقلّ فيها العنصر الأوربّي فيخضع الأوربيّون للحكم المدني، والأهالي للحكم العسكري.
3- منطقة عسكرية ينعدم فيها العنصر الأوربّي تماما وتشمل الهضاب العليا والصحراء فيخضع فيها الأهالي للحكم العسكري. (1)
1-2- في عهد الجمهورية الثانية "1848-1852":
في 24فيفري1848 وقعت ثورة في فرنسا ضد نظام "لويس فليب"، ولم تؤدي الثورة إلى سقوط الملك أو عزله فقط بل إلى تغيير النظام كلّه إذ تحوّل من الملكية إلى الجمهورية الثانية(2)، وبعد ثورة 1848 ومشاركة المعمّرين الفرنسيين فيها بوفد الذين طالبوا بإعطائهم أربع مقاعد في البرلمان الجديد وبالفعل تمكنوا من ذلك، وقد تحصّلوا على هذا المكسب السياسي بمقتضى الدستور الجديد الصادر بتاريخ 4نوفمبر 1848، والتي نصّت المادّة 109 منه على اعتبار الجزائر أرضا فرنسيّة. (3)
وقد تمّ تقسيم الجزائر بمقتضى قرار مارس 1848 إلى منطقتين أساسيتين: الجزائر الشمالية وأخضعت للحكم المدني، وقسّمت إلى ثلاث مقاطعات، والجزائر الجنوبية أخضعت للحكم العسكري، وضبّاط المكاتب العربيّة، وربطت مصالح التعليم العام، والدين والقضاء، الجمارك والوزارات المختصّة بباريس. واهتمت الجمهورية الثانية بأمر التهجير والاستيطان الأوربي ووضعت خطة لتهجير 200 ألف أوربي إلى الجزائر في ظرف عشر سنوات(4).
أما فيما بعد يخص جانب المقاومات الشعبيّة التي وقفت ضدّ المستدمر الفرنسي في سياسته التوسعية و الاستيطانية في عهد الجمهورية الثانية نذكر: ثورة محمد بوسبع الملقب ب"لحسن" بدائرة
سكيكدة عام 1848، ثورة مولاي الشقفة بدائرة جيجل خلال عام 1848، ثورة أحمد بن عبد اللّه بن يمينة بقبيلة بني توقرت، كان قد هاجم الحروش بقسنطينة عام 1849(5).



(1) يحيى بوعزيز، المرجع السابق، ص.ص 9-12.
(2)، أبو القاسم سعد الله ، المرجع السابق، ص 33.
(3)، عمار بوحوش، التاريخ السياسي للجزائر من البداية و لغاية 1962 ،ط1، دار الغرب الإسلامي ،بيروت، لبنان،1997، ص126 .
(4)يحيى بوعزيز ، نفسه، ص 13.
(5)، صالح فركوس ، المرجع السابق، ص232.

إضافة إلى ثورة الزعاطشة قرب بسكرة من سنة 1848-1851 تحت قيادة الشيخ بوزيّان ، وثورة الأغواط سنة 1852 تحت قيادة محمد عبد الله. (1)
1-3- في عهد الإمبراطورية الثانية "1852-1870":
إن انتخاب "لويس نابليون" كرئيس للدولة من طرف الجمعية الوطنية الفرنسية في شهر ديسمبر 1848، جعله ينتهج سياسة خاصّة به حسب مزاجه حيث أنّه استعان بالفلاحين ورجال الأعمال
وجنّدهم للعمل من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار وتخلّص من خصومه، وعمل على كسب ولاء الجيش والشرطة وكبار المسئولين في الدولة، وفي شهر ديسمبر 1952 ألغى النظام الجمهوري وأنشأ الإمبراطورية الثانية التي تربّع على عرشها إلى غاية انهزام جيشه في معركة "سيدان"، واعتقاله من طرف بروسيا سنة 1870. (2)
جاء نابليون الثالث بسياسة استعمارية(3) جديدة اتجاه الجزائر، تتّسم بالتقلّب والاضطراب،والتي نوجزها فيما يلي:
- نقل شؤون الجزائر من المكاتب العسكريّة إلى أيدي مدنيّة عام 1858.
- إنشاء إدارة جديدة باسم وزارة الجزائر والمستعمرات.
- إعطاء الجزائر الحكم الذاتي، وذلك بإنشاء مملكة عربيّة فيها.
- وقف موجة الهجرة الأوربيّة إلى الجزائر والتوقف عن مصادرة الأراضي الأهليّة.
- توفير التعليم للأهالي. (4)
هذه السياسة من الناحية النظرية، حيث أنها فشلت ولم تنفذ أي نقطة من هذه النقاط لأن السياسة المطبقة في الجزائر تثبت ذلك وهذا ما سنراه مرحلة بمرحلة.



(1) ادريس خضير، المرجع السابق، ص.ص256-257.
(2)، عمار بوحوش، المرجع السابق، ص126.
(3)، السياسة الاستعمارية :نقصد بها تحديد طبيعة العلاقة بين دولة الأصل و الأقطار المرتبطة بها . أنظر: - محمد حسنين، الاستعمار الفرنسي،ط4 المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986، ص27.
(4)، أبو القاسم سعد الله، أبحاث و آراء في تاريخ الجزائر، ج2، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر،1986، ص.ص99-100.



1-3-1-في عهد راندون: (1852-1858)
بعد أن عيّن "راندون" حاكما عاما على الجزائر في ديسمبر 1851 انتهج سياسة التوسّع والغزو لبلاد جرجرة، البابور، المنطقة الممتدة بين جيجل، والقل وقسنطينة، كان من أنصار تطبيق سياسة بيجو في الاحتلال بواسطة التجويع، الحرق، التخريب، القتل الجماعي. (1) إلى جانب هذا اعتمد على سياسة التهجير والاستيطان الاستعماري الأوربيّ حيث تقرّر تهجير مائة ألف أوربيّ. واعتمد المجلس الوطني الفرنسي 50 مليون فرنك فرنسي لإنشاء مراكز ومستعمرات أوربيّة استيطانية حيث بلغ عدد القرى الاستعمارية التي أنشأت فيما بين أعوام 1851-1857 بـ 68 قرية. (2) إضافة إلى انتهاج راندون لسياسة مصادرة أملاك الأهالي وتمليكها للمستوطنين الأوربيين، ففي 26أفريل1851 صدر قرار يقضي بتنظيم عمليات تمليك الأراضي للأوربيين، وبهذا حصلت 51 شركة رأسمالية متوسطة على 50 ألف هكتار خلال عشر سنوات. وحصل المهاجرين الأوربيّين على حوالي 250 ألف هكتار كما تمّ التوسّع في إنشاء المكاتب العربيّة وتقوية أجهزتها الإداريّة والسياسيّة. (3)
1-3-2-في عهد وزارة الجزائر والمستعمرات: (1858-1860)
حاول نابليون الثالث أن يطبق سياسة إدماج جديدة وأسلوبا جديدا في إطار إنشاء ما عرف بوزارة الجزائر والمستعمرات(4) يوم 24جوان1858، وأسندت رئاستها إلى الأمير "جيروم نابليون" حيث أنشأ 6 دوائر عماليّة مدنيّة، وجرت محاولة لإدماج العدالة الإسلاميّة في العدالة الفرنسيّة، وبعد تنازل "جيروم نابليون" عن منصب وزارة الجزائر والمستعمرات يوم 7 مارس 1859، وخلفه مؤقتا "روهر"، إلى أن عيّن الكونت "شاسلو لوبا (5) الذي سار على نفس سياسة سلفه، حيث تجرّأ فألغى القضاء الفرنسي وأرغم الأهالي على التقاضي لدى القضاء الفرنسي والمحاكم الفرنسيّة، وعــزا الفرنسيّون ثورة الأوراس عام 1859 وثورة الحضنة عام 1860 إلى هذه الإجراءات القضــائيّة والتشريعيّة، وقد تمّ خلال هذه الوزارة إنشاء 17 قرية استيطانية ووزعت4600 قطعة أرض زراعيّة


(1)، يحيى بوعزيز ، كفاح الجزائر من خلال الوثائق ، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986، ص132.
(2)نفسه ، ص134.
(3)، يحيى بوعزيز، سياسة التسلط الاستعماري و الحركة الوطنية، المرجع السابق، ص.ص 15-16.
(4)، نفسه ، ص18.
(5)، يحيى بوعزيز ، كفاح الجزائر من خلال الوثائق،نفسه، ص136.

مجّانا على المهاجرين الأوربيين.
وبعد معارضة العسكريّون وضباط المكاتب العربيّة لهذه السياسة، وشرحهم لـنابليون الثالث مساوئها(1) حضر في ذلك الوقت في 19 سبتمبر 1860 بالجزائر(2)، و تأكّد مما قيل له فقام بإلغاء وزارة الجزائر و المستعمرات يوم 26نوفبر1860. (3)
1-3-3- في عهد بيليسي و مكماهون : ( 1860-1870 ):
بعد أن ألغى نابليون الثالث وزارة الجزائر و المستعمرات في شهر نوفمبر 1860 قرّر في الشهـر الموالي إعادة نظام الحكم العسكري السابق و تدعيمه و تقوية الحاكم الجديد "بيليسي"(1860-1864) الذي جمعت في يده كل السلطات تقريبا، و عيّن إلى جانبه نائب له و مجلس حكومة، و مجلس أعلى و مع أنه كان عازما على إتباع سياسة راندون فيما يخصّ مصادرة الأراضي و تهجير العناصر الأوربية و توطينهم، و مدّ الطرق البرية و السكك الحديدية لخدمة مشاريع الأوربيّين الاقتصادية و مستقبلهم السياسي، و لكن نابليون الثالث الذي تأثّر بآراء مستشاريه أخذ يفكر في تطبيق سياسة جديدة اتجاه الأهالي الجزائريّين. و زار الجزائر أوائل عام 1863 و شغلته الملكية الشخصية للأراضي بالنسبة للأهالي و اشتدت عمليات انتزاعها و مصادرتها منهم(4). ففي رسالة برنامج بعث بها إلى بيليسي في 6 فيفري 1863 أمره فيها بـ : "وقف مصادرة الأراضي و إعلان المساواة الكاملة بين الجزائر و الفرنسيّيـن
و التصريح بأنّ فرنسا لم تكن في الجزائر لاضطهاد أهلها و لكن لتجلب إليهم الحضارة، و الإخبار بأن الجزائر لم تكن مستعمرة و لكن مملكة عربية، و إعلامهم بأن نابليون الثالث كان إمبراطور العرب كما هو إمبراطور الفرنسيّين، و لكي يؤكّد هذه السياسة أصدر نابليون القــرار المعـروف
بـ " ساناتوس-كونسولت " (5) في 22 أفريل1863 الذي يقضي بتمليك الجزائريّين الأراضي التي تحت أيديهم سواء كانت في الأصل ملكا شخصيا لهم أو مشاعة بين الأعراش. وقد جلبت له هذه




(1) يحي بوعزيز، سياسة التسلّط الاستعماري و الحركة الوطنية (1830-1954)، المرجع السابق ص .ص18-19.
(2) Djamal khakchi, colonisation et politique d’assimilisation en Algérie (1830-1962),casbah editions , Alger , 2004-2005 , p175.
(3) يحي بوعزيز ، نفسه،ص19.
(4) نفسه، ص .ص 19-20.
(5) أبوالقاسم سعد الله، " الحركة الوطنية الجزائرية 1900-1930 "، ج 2، المرجع السابق، ص 24.


السياسة عداء العسكريين الذين هم الأداة الأساسية لتنفيذها حيث زعموا أنّ سياسة بيليسي المدنية هي السبب في ثورة أولاد سيدي الشيخ بالجنوب الوهراني عام 1864 و ثورة الزاوغة و فرجيوة بالبابور عام 1864، و بسبب ضغوط العسكريّين هذه اضطرت السلطات الاستعمارية أن تصدر قرار 7 جويلية 1864 القاضي بإخضاع الحكام المدنيين للمقاطعات الثلاث إلى حكام الفيالق العسكـرية
و بعد أن توفي بيليسي عام 1864 خلفه الحاكم العام الجديد الماريشال "ماكماهون" في سبتمبر 1864-1870 و بسبب عدم ارتياح الجميع عزم الإمبراطور على زيارة الجزائر مرةً أخرى ليطّلع بنفسه على الأوضاع، و المشاكل في عين المكان، و دامت زيارته لها من ماي إلى 7 جوان 1865 وتنقّل في عدّة جهات، وزار عدّة مدن في الوسط و الغرب و الشرق، و نوّع إتصالاته بالشخصيات الأوربّية و الجزائريّة حتى يكّون لنفسه صورة واضحة و صادقة، و بعد عودته إلى باريس حرّر رسالة طويلة لخّص فيها أفكاره و سياسته الجديدة التي عزم على تطبيقها، و بعثها إلى ماكماهون يوم 20 جوان 1865 و ممّا ذكّره فيها: « أنه طبق في الجزائر أكثر من [15] خمسة عشر نظاما لم ينتج منها سوى الغموض، و ينبغي الإعتماد على أريحيّةالجزائريّين في التطوير...» ، و « أنّ الجزائر عبارة عن مملكة عربية، و مستعمرة فرنسية، و معسكر أوربّي.... »، و« اقترح اعتبار الجزائريّين فرنسيّين تطبيقا للقوانين و التشريعات الفرنسية السابقة التي تعتبر الجزائر أرضا فرنسية منذ عام 1848 مع احتفاظهم بشخصيتهم الإسلامية إلا من يرغب في غير ذلك و بطلب منه»، و أصدر مجلس المجلس قرارًا بهذا الشأن يوم 14 جويلية 1865 " سيناتوس- كونسولت " حدد فيه كيفيّة الحصول على هذه الجنسية.(1) و هو موضوع فصلنا هذا، و سنتطرّق إليه مفصّلاً في المبحث الثاني و الثالث.








(1) يحي بوعزير، المرجع السابق، ص، ص20-21.



2-دراسة قانون " سيناتوس كونسولت ":
2-1- مفهوم القانون:
قانون " سيناتوس كونسولت . Sénatus - Consulte " مقتبس من محضر رسمي لمجلس الشيوخ، و يعني المصطلح: قرار مشيخي قنصلي، و المتعلق بحكومة الأشخاص و طبيعتهم بالجزائر. (1)
فأطول تشريع عهدًا قام به " نابليون الثالث " بخصوص الجزائر هو قراره المعروف بـ : سيناتوس كونسولت في 14 جويلية 1865 أي بعد حوالي شهر فقط من عودته الثانية من الجزائــر
و قد نصّ هذا التشريع بأن الجزائريّين رعايا فرنسيين و لكنهم يخضعون لأحكام الشرع الإسلامي فإذا طلب أحدهم الجنسيّة الفرنسيّة فإنه يحصل عليها ولكن في هذه الحالة يصبح خاضعا للقانون الفرنسي، وهكذا فإن الجزائريّين أصبحوا فرنسيّين من ناحية و رعايا فرنسيّين من ناحية أخرى. (2) 2-2- مراسيم القانون:
·قانون 14 جويلية 1865 الذي نشر في: Bulletin Officiel لسنة 1865 يحتوي على ]5]خمسة مواد هي كالآتي:
1/المادّة الأولى: الأهلي المسلم فرنسي، مع ذلك يستمرّ خاضعًا لأحكام القانون الإسلامي.
- يمكن استدعاؤه للخدمة في جندية البر و البحر، و يمكن توظيفه في الوظائف المدنية الجزائرية.
- يمكنه ـ إذا طلب ذلك ـ أن يتمتّع بحقوق الوطني الفرنسي، و في هذه الحالة تجرى عليه الأحكام المدنية و السياسية الفرنسية.
2/ المادة الثانية: الأهلي اليهودي فرنسي، مع ذلك يستمر خاضعًا لأحكام تشريعيه الشخصي.
- يمكن استدعاؤه للخدمة في جندية البر و البحر، و يمكن توظيفه في الوظائف المدنية الجزائرية.
- يمكنه ـ إذا طلب ذلك ـ أن يتمتّع بحقوق الوطني الفرنسي، و في هذه الحالة تجرى عليه الأحكام المدنية و السياسية الفرنسية.



(1)Bulletin Officiel du Gouvernement Général de l’Algérie, Cinquième Année 1865
N: 190, p 365.
(2) أبو القاسم سعدالله، المرجع السابق، ص.ص24-25.



3/ المادّة الثالثة: الأجنبي الذي يسوغ أو يبرر إقامته بالجزائر [ 3 ] ثلاثة سنوات، التمتع بكل حقوق الوطني الفرنسي.
4/ المادة الرابعة: نوعية الوطني الفرنسي، لا يمكن أن تملك أو تنال طبقًا للمواد 2،1 و 3 الحاضر في القرار المشيخي: "Senatus – Consulte " إلاّ في سن [ 20 ] العشرين، و في عام مكتمل،كان لبحثمن قبل مرسوم إمبراطوري راجع لمشورة الدولة.
5/ المادة الخامسة: نظام إداري شعبي يحدّد:
1. شروط قبول أو تسليم الخدمة من قبل الأهالي المسلمين، و الأهالي اليهود في جندية البر و البحر.
2. عمل و توظيف المدنيّين في إطار ما يسمح للأهالي و تسميتهم في الجزائر.
3. إشكال في إطار الطلبات الموضحة في المواد 2.1 و 3 لحاضري مجلس الشيوخ القنصلي.
و قد أمضى القرار الرئيس " تروبلونڤ – Troplong " و الأمناء السريين: " بودي –Boudet P."،" ديماس – Dumas "، و إمضاء الإمبراطور " نابليون الثالث – Napoléon3 ".(1)
و يقي هذا النص القانوني ساري المفعول رغم التغيّرات التي طرأت عليه خاصة في سنة 1919 النظام الأساسي في المادة، إلى جانب قانون 7 مارس 1946 الذي يذكر و يعترف بكل التابعين للمقاطعات البحرية و هي خاصيّة للمواطن (2)

2-3- مجالات تطبيقية:
إن فتح باب التجنيس بصدور قانون سيناتوس كونسولت، منه أصبح للمسلم الجزائري الحق في طلب الإحراز على الحقوق الفرنسيّة بسهولة كليّة عندما يلتزم بالخروج عن أحكام الشرع الإسلامي لكن هذه الحركة لم تلق من الشعب الجزائري أي إقبال بالمرّة، و عدد الذين أقبلوا على التمتع بالحقوق الفرنسية ضئيل جدًا لا يكاد يذكر.(3)




(1 ) Bulltin officiel…, OP-Cit , p.p : 365 , 366
(2) أنظر نص التقرير كاملاً في الملحقتين رقم 01، 02.
(3) Julien Charles André, Histoire de l’Algérie Contemporaine, la Conquête et débuts de la
Colonisation ( 1827-1871 ), Casbah éditions , Alger,2005, P 433.


إنّ طلبات التجنيس كانت نادرة جدًّا، حيث بلغ عدد الجزائريّين المسلمين المجنّسين بين: 1865-1875 [ 371 فرد فقط ].(1) و أوردت جريدة "Vigie Algérienne"في 21 أوت 1879 أنه إلى غاية ذلك التاريخ من 1865 إلى 1878 سجّلت 428 حالة تجنيس للجزائريين المسلمين، 839 حالة تجنيس لمجموع المسلمين، و أعطت الإحصائيات اللاحقة 435 حالة تجنيس مقبولة من أصل 542 طلب، و الواقع أن مقتضيات القانون الإمبراطوري بخصوص مسألة التجنيس لم تكن كما كان يتوقع لها، فمن سنة 1865 إلى غاية عام 1881 لم يتجاوز عدد المتجنّسين 4428 أي بمعدّل 276 في السنة من مجموع سكان يبلغ تعدادهم 181000 نسمة(2)
بناءاً على قانون سيناتوس كونسولت عام 1865 فإن الجزائريّين لم يكونوا تحت النظام الجديد لا مواطنين فرنسيّين و لا جزائريّين وطنيّين فقد كانوا في نظر القانون الفرنسي رعايا و كانوا في نظرالكولون عبيدَا ( سلالة مقهورة )، و لكن في نظر أنفسهم كانوا لا شيء. (3)














(1) أحمد توفيق المدني، كتاب الجزائر، ط2، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1984، ص 350.
(2) أجيرون شارل روبير، الجزائريّون المسلمون و فرنسا 1871-1919، ج 1 ، ترجمة : حاج مسعود، دار الرائد للكتاب، الجزائر، 2007
ص 631.
(3) نفسه، ص ، ص 635-636.

3 ـ ردود الفعل الفرنسيّة و الجزائريّة:
3-1- ردود الفعل الفرنسيّة في الجزائر:
تتمثّل في عدم تعاون الحاكمين العامّين في ذلك الوقت و هما بيليسي و مكماهون اللّذان لم يكونا يثقان في "إسماعيل عربان" – مستشار نابليون الثالث- و لا يشجّعان سياسة نابليون في الجزائر متآمرين على ذلك مع الكولون(1) . رغم أنّ سياسة الإمبراطور هذه لا تخدم سوى مصالح فرنسا إلا أنّ الأوربيّين في الجزائر لم يرتاحوا لها حيث أعلن أوربيّو الجزائر بالاجماع معارضتهم الشديدة كما جاء في رسالة الإمبراطور لأنها تحد من نشاطهم و نقوذهم و سيطرتهم على البلاد، لذلك شنّو حملة من المسخ و التّشويه ضدّ هذه الرسالة، و ضدّ نابليون الثالث نفسه، و تصدّوا لعرقلة تطبيق ما جاء فيها من أفكار و مشاريع، و أخذوا يشيعون بأن الجزائريّين ليسوا أهلاً لتــلك الإصــلاحـات
و التشريعات التي تحاول حكومة الإمبراطور تطبيقها لصالحهم(2). و قد أدّت مشاعر المعارضة المتأصلة لدى المستوطنين إلى الاعتقاد بأن الجيش « هذه الطغمة المعاديةلفرنسا » يعارض التجنيس.(3)
3-2-ردود فعل بعض الصحف:
شجّعت بعض الأقلام للكتابة ذلك، حيث تجرّأت" vigie Algérienne "في مقال لها : « يجب أن تكفّ القوانين على تحريض الأهالي على التّجنيس، بل ينبغي إصدار قانون يمنع ذلك منعا باتاً إلاّ في حالات جدّ استثنائية »، أما جريدة "républicain de constantines" فأصرّت في سنة 1881 على تأكيد صحّة المعلومات القائلة بأنّ تجنيس الأهالي هو أكبر المخاطر المهدّدة بزوال الجزائر و الجزائريّين،(4) وردت صحيفة "l’Akhbar"في سنة 1880: « إنّ التجنيس الجماعي للجماهير الغفيرة، على غرار ما وقع مع الإسرائليّين لن يؤدّي سوى إلى إحداث هوّة عميقـة بين الأوربيّيـن و الأهالي »، و كتبت" Le petit oranais "(03-09-1882 )ما يلي: عندما يأتي اليوم الذي تحصلون فيه على تجنيس جميع الأهالي فإنّ ذلك اليوم سيكون إيذانا بنشوب أكثـــر




(1) أبو القاسم سعد الله، المرجع السابق، ص 28.
(2) يحي بوعزيز، " كفاح الجزائر من خلال الوثائق "، المرجع السابق، ص . ص 142-141.
(3) أجيرون شارل روبير، المرجع السابق، ص 633.
(4) نفسه، ص، ص 635-634.


الانتفاضات دموية منذ الاحتلال، و لن تنطفئ سوى بالقضاء على العرب في إفريقيا أو التّخلي عن مستعمراتها.(1)
3-3-ردود الفعل الجزائرية:
إن الشعب الجزائري من أشدّ الشعوب الإسلامية محافظة على الدين و القوميّة، رأى أنّ خروجه من حالة الضّيم و الإرهاق التي هو عليها إلى التّمتع بالحقوق الفرنسيّة موقوف على خروجه راضياً
و مختارًا عن أحكام الشرع الإسلامي، و الطبقات الإسلامية كلّها تنفر من التجنيس نفورًا كبيرًا
و تعتبر المتجنّس الذي تدعوه ( أمطورني ) مارقاً عن الدين، و لقد وقعت حوادث شهيرة في بلاد القبائل البربرية حول هذه المسألة، حيث امتنع الطلبة هناك من تلاوة القرآن و القيام بصلاة الجنازة على الأموات من المتجنّسين، وقد رويت تلك الحوادث في جريدة ( البلاغ الجزائري )، و قد رفضت العائلات الكبرى بالعاصمة أن تزوّج بناتها من أبناء الذين تجنّسوا منها، و زيادة على نفور المسلمين من التجنيس ذلك النّفور الديني الشديد الذي يعتمد على نصوص من القرآن الكريم صريحة فإنّ المتجنّسين أنفسهم لم يجدوا الفرنسيين شعبا و إدارة ما كانوا يرجونه من وراء تجنّسهم . هذا
و قد نال التجنّس ضربة قاسية إثر حوادث انتخابات المقلع - مدينة صغيرة في بلاد القبائل - أكثر أهلها متجنّسون.(2)










(1) أجيرون شارل روبير، المرجع السابق، ص 635.
(2) أحمد توفيق المدني، المرجع السابق، ص. ص351-350.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

مشكورون اي اضافة متبخلوش

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :