عنوان الموضوع : حكاية الرجل الامير عبد القادر (1883-1807)و مذكراته جزئاري
مقدم من طرف منتديات العندليب
هذا الموضوع سنخصصه لتاريخ الامير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة -ملف شامل و وافي -
كل شئ عن الامير عبد القادر تاريخه حياته الخاصة و العامة صوره المعارك التي قاده ضد المستعمر الفرنسي و جوده في الجزائر و فرنسا و سوريا
الاتفاقيات التي عقدها مع المستعمر الفرنسي البرقيات التي اسرلها لعديد من ملولك و رزعماء العالم في ذلك الوقت ستنعرض حياته وهو و عائلته
*** الأمير عبد القادر الجزائري 1807 - 1883 ***
**** **** *****
أولا نبذة بسيطة عن حياة الامير
الامير عبد القادر الجزائري
المولد والنشأة
يعتبرالأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمارالفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعروعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناسوالديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.
هو عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى أشتهر باسم الأمير عبد القادرالجزائري .ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/1807م بقرية القيطنة الواقعةعلى وادي الحمام غربي مدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه حيث حظيبالعناية والرعاية
المراحل
مرحلةالنشأة والتكوين :1807-1832:،حيث تمثل السنة الأولى ميلاده بينماترمز الثانية الى توليه إمارة الجهاد. قضى هذه المرحلة في طلبالعلم سواء في مسقط رأسه بالقيطنة أين حفظ القرآن الكريم أو فيآرزيو ووهران حيث تتلمذ على عدد من شيوخ المنطقة وأخذ عنهم مبادئالعلوم الشرعية واللغوية و التاريخ والشعر،فصقلت ملكاته الأدبيةوالفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وفي عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبدالقـــادر، سافر عبد القادر مع أبيه إلى البقاع المقدسة عبر تونس،ثم انتقل بحرا إلى الاسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالمالتاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزاتالتي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج،ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين. ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتكبعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسسالطريقة القادرية، ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشقليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقةومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلاإلى القيطنة بسهل غريس في الغرب 2016 جنوب افريقيا" >الجزائري .
المرحلة الثانية :1831 -1847
وهي المرحلة التي ميزت حياة الأمير عن بقية المراحل الأخرى لماعرفتــه من أحداث جسام وإنجازات وظف فيها قدراته العلمية وحنكتهالسياسية والعسكرية فلم تشغله المقاومة- رغم الظرف العصيب -عنوضع ركائز و معالم الدولة الحديثة لما رآه من تكامل بينهما .
فبعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفعبشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقعالاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر ،لما كان يتسم بهمن ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831- كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوارمدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين - اعتذر الشيخ محيالدين لكبر سنه و بعد الحاح من العلماء و شيوخ المنطقة رشح ابنهعبد القادر قائلا: …ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصومو مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه ،ولا تعتقدوا أني فديتبه نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبتأخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه بهأشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به…".رحب الجميع بهذا العرض،وفي 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريسقرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارةوأطلق عليه لقب ناصر الدين، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.
في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــةو ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراتهالعسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاجسياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق . أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلابإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلىالمواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكرفي البلاد كافة.فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى،و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيفمع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية أهمهامعركة المقطع التي أطاحت بالجنرال تريزيل و الحاكم العام ديرليونمن منصبيهما.
أما سياسيا فقد افتك من العدو الاعتراف به ،والتعامل معه من موقعسيادة يستشف ذلك من معاهدتي ديميشال 26 فبراير 1834، والتافنةفي 30 ماي 1837.إلا أن تغيرت موازين القوى، داخليا وإقليميا أثرسلبا على مجريات مقاومة الأمير فلم يعد ينازل الفرنسيين فحسب بلانشغل أيضا بأولئك الذين قصرت أنظارهم، فتوالت النكسات خاصة بعدأن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارةالحاكم العام "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموهافلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
كان لهذه السياسة أثرها الواضح في تراجع قوة الأمير، لاسيما بعدأن فقد قواعده الخلفية في المغرب الأقصى، بعد أن ضيق عليه مولايعبد الرحمن سلطان المغرب الخناق متحججا بالتزامه بنصوص معاهدة "لالا مغنية" وأمر جنده بمطاردة الأمير وأتباعه بمافيه القبائل التي فرت إلى المغرب من بطش جيش الإحتلال.
مرحلة المعاناة والعمل الإنساني : 1848 - 1883
تبدأ هذه المرحلة من استسلام الأمير عبد القادر إلى غاية وفاته. ففي 23 ديسمبر 1847 سلّم نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسيربشروطه،ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندريةأو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسين، ولكن أمله خاب ولميف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحةالوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لوكنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضيالأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتملعدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" PAU في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقلإلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 ، وهي السنة التي أطلق فيها نابليونالثالث صراحه.
استقر الأمير في استانبول ، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاريو وقف في جامع آيا صوفيا، الا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصةلتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبقفيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حينلآخر ،فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني وفيهاتفرغ للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير. وأهم المواقف الإنسانيةالتي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمينوالمسحيين في الشام عام 1860. و تحول الأمير إلى شخصية عالميةتحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضوراحتفال تدشين قناة السويس عام 1869. توفي يوم 26 ماي 1883 في دمرضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة، دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدينبن عربي الأندلسي، نقل جثمانه إلى الجزائر في عام 1966.
من مؤلفاته :
1/ذكرى العاقل وتنبيه الغافل.
2/المقراض الحاد (لقطع اللسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد.
3/مذكرات الأمير عبد القادر.
4/المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد
مخطط تفصيلي لشجرة الأمير عبد القادر
هو عبد القادر بن محي الدّين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن علي بن أحمد بن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشّار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
هذا هو النسب الصحيح المتفق عليه وقد ورد في عدّة كتب مختصة بالأنساب أذكر منها :
1. كتاب "عِقْدُ الجُمان النَّفيس في ذكر الأعيان من أشراف غَريس" للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التوجيني .
2. كتاب "جوهرة العقول في ذكر آل الرّسول" للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي .
3. كتاب "فتح الرحمن شرح عقود الجمان" للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الجوزي الراشدي المزيلي .
4. كتاب "البستان في ذكر العلماء الأعيان" للفقيه عبد الله الونشريسي .
5. كتاب "رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار" للمَقَّرِيِّ التلمساني .
6. كتاب "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" للشيخ عبد الرزاق البيطار .
7. كتاب "تعطير المَشام في مآثر دمشق الشام" للعلاّمة جمال الدين القاسمي .
وغيرهم
بعض الصور النادرة للامير عبد القادرالأمير عبد القادر الجزائري... حكاية رجل مقاومافتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية للحضور وتقديم الشكر لكل من يساهم في إنجاح هذا المؤتمر فكانت في البداية كلمة الشيخ خالد بن يونس رئيس المؤسسة الدولة العلوية الصوفية ثم كلمة الدكتور غياث بركات رئيس المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية, ثم جاء الدور لكلمة الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية متمثلة بالدكتورة حنان قصاب حسن.
الجمعة 31/10/2016
محمد عبد العزيز صالح
ضمن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2016 ,نظمت الأمانة العامة للاحتفالية مؤتمراً تخصيصياً بعنوان ( الجزائري في دمشق) وذلك بمناسبة مرور قرنين على ولادة الأمير عبد القادر الجزائري.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الفترة التي عاشها الامير عبد القادر الجزائري في دمشق وتأثيره على المدينة وتأثره بها. وتأتي أهمية هذه الفترة من كونها غنية بأحداث سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة لم يتم تناولها سابقاً بالدرس والتمحيص والبحث.
الجلسة الافتتاحية قدمها الدكتور بكري علاء الدين, وشارك في هذه الجلسة كل من الدكتور سهيل زكار, وهو استاذ في قسم التاريخ -جامعة دمشق, له مؤلفات عديدة ودرّس في عدة جامعات عربية, وكذلك شاركت الاميرة بديعة حسني الجزائري وهي حفيدة الامير عبد القادر الجزائري.
أشار الدكتور سهيل زكار أن هذه المناسبة تعتبر المناسبة العلمية الوحيدة في فعالية دمشق عاصمة الثقافة العربية, وأوضح الاستاذ سهيل أن موضوع ( الامير عبد القادر في دمشق) ليس احتفالية بمناسبة فرد بل مناسبة لطرح عدة قضايا فيما يتعلق بالعلاقات بين المشرق والمغرب عبر التاريخ, فذكر الحضور بأن الامير عبد القادر قاد جهاداً في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي وكذلك قاد جهاداً في دمشق من خلال وأد الفتنة الحاصلة عام 1860م بين المسلمين والمسيحيين, حينها قام الامير عبد القادر بإعانة المتضررين وكان له دور كبير في إطفاء نار الفتنة.
أما الاميرة بديعة حسني الجزائري حفيدة الامير عبد القادر الجزائري شبهت جدها الامير عبد القادر بالجبل الشامخ الذي يحتوي على كنوز نادرة وذكرت الاميرة بديعة بأن جدها الامير عبد القادر قد جاهد سبعة عشر عاماً وشيد حصوناً ومصانع وحمل كتاب الصحيح للبخاري يقرأه على الناس وهو السلاح الذي حارب به الفتنة .
وأشارت إلى أنه كان متصوفاً بنوع ونمط خاص ومعتدل و أيضاً أشارت الاميرة إلى وجود تناقض كبير في أبحاث وكتابات المفكرين بشأن الامير عبد القادر فالبعض اتهمه بالتصوف والتزهد والبعض الآخر اتهمه بانتمائه للماسونية.
نفت الاميرة بديعة كل هذه الادعاءات مذكرة بأعمال عبد القادر من خلال محاولاته للنهوض باللغة العربية ومحاربة من يضعفها ومحاربة الفتن هذا بالاضافة إلى تحمله مسؤوليات استقبال الوفود المهاجرين منذ وصوله دمشق .
تلت الجلسة الأولى, جلسة بحثية برئاسة عائشة محوذي وتحدث فيها كل من الدكتورة بشرى خير بيك في قسم التاريخ- جامعة دمشق وبمشاركة أخرى من قبل الاستاذ عثمان بن شريف السفير السابق للجزائري في واشنطن.
عمدت الدكتورة بشرى إلى دراسة كتاب ( تحفة الزائر) بقلم ابن الامير عبد القادر )محمد( وذكرت أن أهمية هذا الكتاب تأتي من أن المؤلف هو ابن الامير عبد القادر وكذلك أهميته تأتي فيما يتعلق بجهاد الامير في الجزائر ولأن المؤلف ذكر تاريخ حياة والده وسرد رسائله وأحداثاً هامة مرّ بها عبد القادر و بالرغم من هذا كله نوهت الدكتورة بشرى إلى أن المؤلف وقع في مغالطات عديدة نتيجة لعدم وجود ركيزة علمية في طريقة طرحه للأحداث والقضايا وإحدى هذه المغالطات حول تعليمات من الامير عبد القادر بشأن عدم تعليم المرأة كي لا تقوم بإرسال رسائل غرامية لمن تحب.
ثم سردت الدكتورة بشرى قصة حياة الامير عبد القادر فأشارت إلى أن الامير عبد القادر ولد عام 1808 م في الجزائر وقاد مقاومة باسلة ضد الاستعمار الفرنسي قرابة سبعة عشر عاماً وأسس قواعد الدولة الجزائرية الحديثة ,وذكرت كيف اضطر الامير عبد القادر للسفر إلى المغرب ومنها نفي إلى فرنسا ثم أراد المجيء إلى دمشق حيث توفي عام 1883م
تمثال الامير بولاية معسكر
الملاحظة الأولى هي: مصدر المذكرات وهو فرنسي السيد جاك شوفالييه:
بقلم
حفيدة الأمير عبد القادر
بديعة الحسني الجزائريملاحظات حول مخطوط سمي مذكرات للأمير عبد القادر
ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله في تقديمه لهذا المخطوط الذي سمي مذكرات الأمير عبد القادر أن أحد أفراد عائلة السيد جاك شوفالييه قد عثر على هذا المخطوط بالمصادفة، أثناء بحثه عن بعض الخشب في القبو للتدفئة، ولما اطلع عليه تأكد من أهميته التاريخية البالغة للوطن، فاتصل فوراً بوزير المجاهدين وسلمه المخطوط، وقد قام الوزير بتسليمه إلى السيد مدير المكتبة الوطنية في حفل رسمي، ويذكر الدكتور أنه اطلع على هذا المخطوط وأنه وجده من غير عنوان ومنسوب إلى مصطفى بن التهامي وأن هنري تيسيه هو من أطلعه عليه وكان على علاقة قرابة مع عائلة شوفالييه التي وحدت المخطوط.
أما قصة المخطوط فهي تعود إلى عام 1848 أي قبل ما يقرب من قرن وسبعة عشر عاماً من كتابة هذا المخطوط الذي يفترض أن كتابته كانت أثناء سجن الأمير عبد القادر عام 1848 تقريباً، وهذا الجزء يشكل جاذبية كبيرة وأيضاً تساؤلات أكبر وملاحظات.
الملاحظة الثانية: هل بقي هذا المخطوط طيلة هذه المدة بين الأخشاب؟ إلى أن وجده أحد عائلة شوفاليه السيد جاك، وهذا كان رئيس بلدية مدينة الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.
وقد اطلع السيد حبر الكنيسة الكاردينال تيسييه عليها قبل أن تقدم هدية إلى وزارة المجاهدين التي أهدتها بدورها إلى المكتبة الوطنية في الجزائر بحفل رسمي.
إذاً كما نشاهد أن هذا المخطوط قدم من مصدر فرنسي وهو حدث على درجة كبيرة من الأهمية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند المحققين.
الملاحظة الثالثة: كما ذكر الدكتور سعد الله حفظه الله في تقديمه فقال أن العمل في هذا المخطوط هو عمل إنشائي تاريخي بعيداً عن حياة الأمير عبد القادر ومرتبطاً بتاريخ الإسلام العام، والمعارف الحضارية التي قد تكون مقحمة إقحاماً أي أُدخلت على الموضوع ولا علاقة لها بسؤال أو طلب القبطان وملاحظات الدكتور جديرة بالاهتمام وهي:
أولاً- المصدر هو فرنسي
ثانياً- المكان الذي وجد فيه المخطوط.
ثالثاً- المدة الزمنية
رابعاً- المضمون الذي خرج عن موضوع السؤال أو الطلب
خامساً- الأمور التي احتوت عليها دراسة هذا المخطوط، وكلها أمور على درجة عالية من الأهمية لدينا لأنها بنيت على أساس مشكوك فيه وهو نسبة هذا المخطوط إلى الأمير عبد القادر الأساس الذي بنيت عليه الدراسة.
والمستهجن على الأقل من قبل القراء أن يقدم هذا المخطوط على أنه مذكرات للأمير عبد القادر وصهره التهامي أو أنه بعلمه.
في المقدمة التي كتبها السيد محمد الصغير بناني للمخطوط يبدو أنه كان على ثقة بأن هذا المخطوط يعود إلى الأمير، وكذلك التقسيمات التي فيه والتصاريح والتلميحات وجميع المعلومات التي وردت فيه واعتبارها حقيقية ولكن لم يغب عن ذهنه إمكانية التزوير فقال في الصفحة التاسعة عشر أنهم وجدوا بعض أجزاء من المخطوط مشوهة بالأخطاء اللغوية ويشيع فيها التحريف ولكنهم وصفوه بالسهو، رغبةً منهم بالتخفيف من الشكوك ولكن إمكانية الدس من أيادي أجنبية التي ترى من مصالحها الفرنسية التزوير والتضليل بالأمير لما توصلت إليه من وسائل في التقنيات الجاسوسة والتدليس والكذب، وعلى الرغم من ذلك لا يذكرون تشكيكهم صراحةً في هذا المخطوط مما يغلِّب ثقتهم على الشك. ولكن هذه الثقة التي يلمسها القارئ في هذه المقدمات لهذا الكتاب الذي يسمى مذكرات الأمير عبد القادر واعتباره من قبل المسؤولين والمؤرخين في بلادنا وثيقة هامة يحتفل بها ويحتفظ بها أيضاً في الأرشيف لدراسة فكر الأمير عبد القادر وتاريخ جهاده من خلالها.
ولا أدري هنا لماذا تميل بنا ثقافتنا نحو كل ما يقدم لنا من محتلي بلادنا سابقاً؟
حتى تاريخ وأفكار رموز أمتنا ونظل نراوح ضمن القيود التي وضعوها لنا والتي تحدد خطانا؟
ونتغافل عن المجال الفسيح أمامنا من التحليل والقياس ومجال التفكير الواسع بالتفتيش عن المصدر والأسباب ربما نجد من هذه الأسباب إدراك العدو سابقاً الذي كتب هذا المخطوط، الشعبية الكبيرة في الجزائر لهذا المجاهد الكبير وقوة تأثيره على الشعب وبصورة خاصة ركزوا على فكره. هذا أولاً.
ثانياً: إدراكهم أيضاً أن هذا الفكر يجب أن يشوه بشتى الطرق والأساليب، وكذلك تاريخ هذا القائد القدوة بالعمل على إزالة هيبته والتشكيك بأفكاره وأقواله لدى الشعب والعمل على القيام بمذبحة معنوية لكل أفكاره وهدم تلك الهيبة وتحويلها إلى القدوة التي يريدون نشرها بين الشعب الجزائري وبقية الأمم، وبعملية غسل دماغ فنية لشباب أمتنا ومفكريها فيجعلون الأمير في هذا المخطوط يصادق في سجنه حارسه الفرنسي القبطان صاحب الطلب ويذكرون في هذا المخطوط على لسان الأمير ما يريدون منه قوله وأول ما يرغبون فيه هو المديح له والثناء عليه كدولة فرنسية وشعب ووصفه لهم بأنهم «بيت ملك قديم» وأهل وفاء وكرم.... الخ، من كلمات المديح ثم الاعتراف منه بفضلهم عليه، ثم يجعلونه يصادق حراس سجنه الفرنسيين لدرجة يتجرأ أحدهم ليطلب منه كتابة سيرة حياته الذاتية ويقدمها له وأخيراً رماها هذا القبطان السجان بين الأخشاب ليجدها بعد قرن ونيف من الزمن جاك شوفالييه عن طريق المصادفة.
وإذا تركنا كل هذه الأمور جانباً التي تجرح هذا المخطوط ألا يحق للقارئ السؤال عن اللغة التي يتحدث بها الأمير مع رفاقه السجانين ويتفاهم معهم وهو لا يتقن الفرنسية وأيضاً لا يتكلم باللهجات العامية لأن ثقافته لم تكن على مستوى القرية ولكنها كانت على مستوى عال والدليل قصائده الشعرية وثقافته ثقافة جامعات ومعاهد في وهران وفاس، ومعهد القيطنة ليس زاوية في قرية لأن القيطنة كانت مزرعة لأجداده والقرية تخططها الدول ولا يخططها الأفراد.
وذكر المحققون من المفكرين الجزائريين أن الأمير كتب بهذه اللغة الركيكة ليجعل حراسه يفهمونها.
فهل يمكن أو من المعقول أن يخفض الأمير من لغته العربية التي يكتب بها قصائده الشعرية ويتكلم بها إلى مستويات هابطة ويجعلها بهذه الركاكة ليسيء إليها- أي إلى لغته- من أجل أن يفهمها حراس سجنه القبطان الفرنسي إن كان هو أو صهره التهامي الذي كان أيضاً شاعراً وأديباً.
كما يبدو لقد أرادوا من الأمير الاعتراف بأنه أوقف المقاومة وهذه نقطة علينا الوقوف عندها، لأنهم جعلوا هذا المجاهد يكررها عدداً من المرات لأنه عندهم هو الموضوع الأساسي الذي كانوا يحلمون به وهو «وقف المقاومة» وجعل الأمير وعلى لسانه القول في الصفحة 196 من المخطوط «وأصبحت الكوازيط منشورة بكل ضاحية من ضواحي مملكته» (مملكة فرنسا) وهنا أرادوا منه الاعتراف بأن الجزائر أصبحت مملكة لفرنسا وليست أرض محتلة وجعلوه يقول في هذا المخطوط بأن فرنسا أرسلت له هدايا بواسطة الدوق دومال منها ملابس نفيسة من كل نوع ومعها أنواع الطيب وأواني فضية للشراب وساعة ذات قيمة وجعلوا الأمير يقول في المخطوط أنه فرح بهذه الهدايا ويصفونه كأنه طفل صغير وجعلوه يقول بأنهم طلبوا عدم إلباس هذه الكسوة إلى حين السفر ليعلموا الناس كرم الفرنسيين وخصالهم الحميدة وأفعالهم الفاخرة بالفخر والافتخار.
وهنا مما يلفت النظر نظر القارئ الذي يعرف من هو الأمير عبد القادر لا يصدق ما جاء في هذه الصفحات وربما يعتقد (القارئ) أن من كان حاضراً أو من قدم هذه الهدايا من الفرنسيين، فشعر بالغضب، وربما الإهانة لعدم قبول الأمير هذه الهدايا لأن الأمير لم يكن بحاجة إلى ملابس ولا إلى طيب ولا إلى أواني فضية التي يحرم على المسلم استعمالها للشراب فكتب هذه الصفحة أو هذا السيناريو ليشفي غليله، وجعل الأمير جلّ تفكيره محصوراً بتعظيم فرنسا وكيل المديح لها لدرجة وكأنه ينتمي إليها وحريص على سمعتها ومصالحها، وهذه كلها رسائل موجهة إلى الشعب الجزائري وربما وأيضاً إلى الشعوب العربية.
وجعلوه في هذه الصفحات ينسى أنه عربي مسلم ينسى إلى أنه ينتمي إلى شعب أبي كريم، وينسى أن بلاده مازالت محتلة من هؤلاء الذي يكيل لهم المديح ولا يذكر كلمة وينسى أنه مسلم، والآيات القرآنية التي أمر الله بها المسلم للهجرة في مثل ظروفه ولا يذكر سوى أنه يريد الذهاب إلى عكا أو مكة أو المدينة للحج وينسى قول الله تعالى: «ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً». (سورة البقرة الآية 100)
وكأنه لا يعرف قيمة الهجرة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أسوة حسنة فهاجر حينما اشتد عليه الحصار وأحاطت به المخاطر من بني قومه هاجر إلى المدينة، وهذه الهجرة شعر الأمير أنها باتت واجبة عليه في تلك الظروف وفي تلك الليلة الظلماء ولم يكن رأيه وحده في ذلك وإنما مجلس الشورى بجميع أعضائه وجدوا أن الهجرة وجبت عليهم.
ويلاحظ القارئ بعد هذا السرد عن لسان الأمير لخروجه من الجزائر ووصوله إلى مدينة طولون صفحات جعلوه فيها يصف المغاربة باللئام وجعلوه يكيل لهم كل ما هو مسيء بأسلوب التعميم وكأنه هو ليس من هذا الشعب العربي الواحد ولا يترك كلمة مديح في لغتنا العربية ومفرداتها الواسعة إلا واستعملها لمدح الفرنسيين إلا وذكرها هذا الكاتب من الصفحة /192/ إلى الصفحة /196/ وبعدها من غير مقدمات يقفز الكاتب إلى أعمال أهل السنة في التاريخ والتاريخ الإسلامي إلى جانب خصال الروم وأن الجنس الفرنسي فاق جميع الأجناس والأمم وكأن الأمير لم يكن يوماً مقاوماً لهؤلاء المحتلين لبلاده وأيضاً لم يعانِ يوماً مرارة ووحشية اعتداءاتهم على أبناء وطنه وينسى حادثة وضع تلك الأعشاب اليابسة في مدخل الغار الذي احتم فيه أبناء وطنه من أطفال ونساء حوامل وشيوخ لا يقدرون على المقاومة وأشعلوا النار فيها إلى أن مات كل من في الغار اختناقاً أو احتراقاً ولم يرَ آذان رجاله من الشهداء مقطوعة وممثل فيهم من قبل هؤلاء أو أبنائهم أو أجدادهم ويجعلوه يصفهم في هذه الصفحات بأنهم كرام وأفضل جنس من الأجناس البشرية، ولم يعانِ من غدرهم مدة سبعة عشر عاماً من مقاومة احتلالهم لبلده.
وبكل بساطة يجعلونه ينسى وكأنه أصيب بمرض نسيان الذاكرة وهو الرجل الذي عرف بالشجاعة الفائقة ورباطة الجأش وبالتقى والصلاح والبعد عن النفاق، الرجل الذي عُرف بالاتزان والحكمة بعبقرية العسكرية التي شاهد بها أعدائه الرجل الذي قبل تحمل مسؤولية الحكم وقيادة المقاومة، الرجل الذي أسس دولة، دولة مؤسسات، وجيشاً نظامياً وقف في وجههم وقوف الند إلى الند وكبدهم الخسائر الفادحة وتسببت مقاومته لهم بتغيير عدد كبير من جنرالاتهم الذين هزمهم في مواقع كثيرة ومعارك لا تحصى.
وملاحظة أخيرة عن هذا الموضوع:
أنه بالإضافة إلى هذا السيناريو- سيناريو الأمير من الجزائر- الذين كتبوه كما يريدون لأسباب سياسية ذكروا فيه أحداثاً وتواريخ ليجعلوه وليضعوا فيه شيئاً من المصداقية وذكروا فيه تواريخ، من الجاهلية إلى الإسلام وتاريخ العرب ومؤلفات فقهية وسير الأنبياء ومواضيع من أبي هريرة رضي الله عنه إلى ابن خلدون وابن هشام وابن عساكر والبخاري ومسلم وعدد كبير من أمثالهم يعني خلطة عجيبة من تواريخ الأقدمين وهذه كل هذه المعلومات ممكنة لأي باحث وطالب معرفة أن يجدها في مكتبات بلاده العامرة بهذه الكتب والمخطوطات.
وهنا سؤال ما الفائدة من هذا المخطوط لأبناء وطننا وبناة المستقبل من شباب أمتنا؟ مع العلم كما شاهدنا أن الأمير لم يخط بخطه ولو سطراً واحداً بهذا المخطوط الذي خطط لغايات سياسية استعمارية واضحة المعالم وما وجد فيه من تواريخ الأمم والتاريخ الإسلامي يجده أي كان في المكتبات وكتب السيرة النبوية وتاريخ الأمم الغابرة تملأ المكتبات، فهل المكتبة الوطنية في بلادنا بحاجة إلى مثل هذا المخطوط المفبرك يزيد من قيمة محتوياتها وربما له فائدة إذا لم ينسب إلى الأمير عبد القادر ويصدر منه نسخ تملأ البلاد شرقاً وغرباً ويرسل منه نسخاً إلى معارض الكتاب في البلاد العربية تحت اسم مذكرات «الأمير عبد القادر».
والملاحظ في هذا المخطوط أيضاً أنهم وضعوا للأمير ثلاثة أنساب:
واحد للحسن وواحد للشيخ عبد القادر الجيلاني، وواحد إلى الحسين بن علي ويجعلونه يتهم الشيخ عبد القادر الجيلاني بالتكبر والغرور، وهل هنالك غرور أكثر من أن يقول إنسانه أن قدمه فوق رقبة غيره «عن لسان عبد القادر الجيلاني أن قدمه فوق رقبة الأولياء». وأهم أمر هو وقفه للمقاومة وكأن الأمير لا يعرف أن المقاومة هي جهاد وأمر من رب العالمين فرض عين لا يستطيع أحد إيقافه مادام هناك محتل أجنبي على أرض الوطن والدليل أن المقاومة لم تتوقف بخروج الأمير من الجزائر مهاجراً وبعد اختطافه وسجنه اشتعلت ثورة الزعاطشة بقيادة الشيخ بومزيان وولده عام 1949 وثورة لالا فاطمة الادريسية، بمناطق جرجرة التي أوقعت بالقوات المحتلة خسائر فادحة وتابعت مقاومة الأمير عبد القادر وأيضاً مقاومة لأولاد الشيخ التي دامت لسنوات وثورة سي أحمد حمزة وثورة الأمير محي الدين بن الأمير عبد القادر عام 1871 وثورة المقراني وبعدها الحداد، ثم بوعمامه بن العربي، وهذا على سبيل المثال لا الحصر وهو دليل على أن الأمير لم يوقف المقاومة وإنما أوقف حرب دفاعية ضد أبناء وطنه الذين بدأوه بالقتال بأنه اعتبرها مهزلة ليس فيها شهداء لأنها كانت بين الأخوة في الدين، وهذا دليل أن المقاومة لا تتوقف إذا ذهب القائد أو استشهد فآلاف غيره سيقودونها.
الأمير عبد القادر سبق اتفاقيات جنيف بخصوص حقوق الإنسان
قال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إن الأمير عبد القادر قام ابتداء من سنة 1837، أي قبل اتفاقية جنيف بكثير، بتحديد مفهوم حقوق المستضعفين والمغلوبين والأسرى وجرحى الحرب والسجناء. وأضاف رئيس الجمهورية إن الأمير قام بتقنين هذه الحقوق التي كانت غير معروفة آنذاك.
جاء في رسالة رئيس الجمهورية، التي بعث بها للمشاركين في الملتقى الدولي، الذي نظمه مجلس الأمة أمس، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر، أن هذا الأخير قام بصياغة مرسوم وطني تناول طرائق الحرب. وهو مرسوم يمنع على جنوده المساس بكرامة الأسرى وبسلامتهم الجسدية. وقد قيد هذا القانون العسكري، حسب رئيس الجمهورية، الذي كان يحظر تعذيب الأسرى من العداء وقتلهم، في ميثاق حظي بدوره بموافقة زعماء العشائر وممثلي هيئات الدولة الجزائرية آنذاك.
وجاء في كلمة رئيس الجمهورية كذلك أن هذه الاتفاقية كانت سباقة لاتفاقية جنيف التي تم تبنيها سنة .1864 ومن جهته تحدث رئيس المجلس الدستوري الدكتور بوعلام بسايح عن الأمير عبد القادر في دمشق، وتطرق لواقعة إقدامه على تخليص ألف ومائتي مسيحي من الموت بسبب الصراعات الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين سنة .1860 وتحدث الدكتور بسايح عن تفاصيل هذه الواقعة التي وضعت الأمير في مصاف الشخصيات العالمية، إذ تلقى الأوسمة والنياشين من كل دول العالم تقريبا. وتحدث بسايح عن شجاعة الأمير في الدفاع عن أفكاره، وكيف وصل به الأمر للمخاطرة بحياته وبحياة الجالية الجزائرية في دمشق، ورد على المسلمين الذين اتهموه بمساعدة الكفرة، هو الذي خاض حربا ضد المسيحيين في الجزائر، كما يلي ''لم أحارب المسيحيين، بل حاربت من يدعون أنهم مسيحيين''. ووصل الأمر بالأمير عبد القادر، حسب ما ورد في محاضرة رئيس المجلس الدستوري أنه قال ''سنحارب من أجل قضية مقدسة مثل تلك التي حاربنا من أجلها بالأمس''. وكان يقول إنه يسعى لتخليص المسيحيين عملا بتعاليم الدين الإسلامي. وقال الدكتور بسايح إن الأمر وصل بالأمير إلى انه دفع مبلغا من ماله الخاص لكل من يخلص مسيحيا من الموت.
وتحدث بسايح في الأخير عن المغزى من هذه الواقعة، وتساءل قائلا ''ماذا كان سيحدث لو لم يقدم الأمير على تخليص المسيحيين من الموت في دمشق؟''، ورد قائلا ''كان ذلك سيؤدي إلى حرب صليبية ثانية يدفع العالم العربي والإسلامي ثمنها غاليا''. ولدى تناوله الكلمة، دعا إدريس الجزائري الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة إلى إحياء تراث الأمير عبد القادر، في ما يتعلق بالدفاع عن حقوق المظلومين، بغرض مواجهة الأفكار المدمرة التي راجت في العالم اليوم بسبب فكرة صدام الحضارات. ويعتقد ادريس الجزائري أن ''إنتاج الأمير الفكري يقدم إجابات شافية للتحديات الراهنة''. وهي نفس الفكرة التي طرحها الدكتور كلوفيس مقصود، الذي تحدث في محاضرته عن واقع الوعي القومي العربي وحالة التشرذم التي تعاني منها الأمة العربية.
وقال مقصود ''علينا أن نقوم بتحرير اليهود من لا إنسانية الصهيونية''. مضيفا ''علينا أن لا نلغي العدو، بل أن نخلصه من عنصريته''. ورفض مجابهة العدو بواسطة الانتقام، وبثقافة الكراهية التي تعني الموت، مفضلا الغضب الذي يعني حسبه ''استدراج من نغضب عليه للحوار، وتحريره من العوامل التي أدت به إلى أنه يملي علينا''. وبحسب اعتقاد الدكتور مقصود، فإن ارث الأمير عبد القادر بإمكانه أن يعيد للأمة العربية وحدتها، ويقضي على الصراعات الطائفية التي نشهدها حاليا في ظل وضع عربي مفكك يعيش على وقع غياب التواصل بين الأجيال. الأمر الذي خلق وضعا غابت عنه المناعة القومية، وحلت محلها واقعية جديدة عبارة عن مصيدة لتقرير مصير العرب.
بلدة أمريكية تحمل اسم الأمير عبد القادر
تعد بلدة القادر في الوسط الغربي الأمريكي بولاية "ايوا " الموقع الأمريكي الوحيد الذي يحمل اليوم اسم شخصية عربية مسلمة ما يجعل لهذا الاسم دلالات تاريخية وسياسية كبيرة.خاصة في الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام والمسلمون لحملة عداء
وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها : إن بلدة القادر kader صغيرة حيث لا يتجاوز تعداد سكانها 1400 نسمة، وقد سماها المحامي الأمريكي تيم ديفيس على اسم الأمير عبد القادر الجزائري عام 1840 تكريماً لمقاومته للاستعمار الفرنسي للجزائر آنذاك.
وقالت بيتي بوكهولز مديرة متحف البلدة: إن المتحف وأهل البلدة يحفظان ذاكرة الأمير ووقوفه أمام الجيوش الفرنسية في نهاية نضاله كمقاوم في الجزائر وكرمز للتسامح أثناء إقامته في سورية.
وأضافت بوكهولز: إن الأمير عبد القادر قاتل من أجل الحرية واستقلال بلاده وشعبه، ولهذا استحق الإعجاب وإيمان الناس به في هذه البلدة
قصيدة رائعة للعالم الشاعر الأمير عبد القادر
يعتبر الأمير إضافة لكونه مجاهدا، عالما وشاعرا أديبا له الدواوين والكتب التالية:
ألف كتاب (المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد) و(ذكرى الغافلوتنبيه الجاهل) وكانت له قدم راسخة في الشعر، جمع شعره في ديوانه (نزهة الخاطر) ونشر زكريا عبد الرحمن صيام (ديوان الأمير عبد القادر الجزائري) سنة 1978 .
القصيدة :
لنا في كل مكرمة مجال – عبد القادرالجزائري
لنا في كل مكرمـة مجـال ......... ومن فوق السماك لنا رجالُ
ركبنا للمكـارم كـل هـول ..............وخضنا أبحراً ولها زجـال
إذا عنها توانى الغير عجـزاً ...... فنحن الراحلون لها العجـال
سوانا ليس بالمقصـود لمـا ........ ينادي المستغيث ألا تعالـوا
ولفظُ الناسِ ليس له مسمّـى ......... سوانا والمنـى منّـا ينـال
لنا الفخر العميم بكل عصـرٍ .......... ومصر هل بهذا مـا يقـال
رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ ............ وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال
ولو ندري بماء المزن يزري ..... لكان لنا على الظمإ احتمـال
ذُرا ذا المجد حقا قد تعالـت .......... وصدقا قد تطاول لا يطـال
فلا جزعٌ ولا هلـعٌ مشيـنٌ .......... ومنّا الغدرُ أو كذبٌ محـال
ونحلم إن جنى السفهاء يوماً ...... ومن قبل السؤال لنـا نـوال
ورثنا سؤددا للعـرب يبقـى ........ وما تبقى السماء ولا الجبال
فبالجدّ القديم علـت قريـش ............ ومنا فوق ذا طابـت فعـال
وكان لنا دوام الدهـر ذكـرٌ ............ بذا نطق الكتاب ولا يـزال
ومنّا لم يزل في كل عصـرٍ .............. رجالٌ للرجال هـمُ الرجـال
لقد شادوا المؤسّس من قديـم ...... بهم ترقى المكارموالخصال
لهم هممٌ سمت فـوقَ الثريـا ............ حماة الدين دأبهـم النضـال
لهم لسنُ العلوم لها احتجـاج .......... وبيضٌ ما يثّلمهـاالنـزال
سلوا تخبركم عنـا فرنسـا .......... ويصدق إن حكت منها المقال
فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ........... به افتخر الزمان ولايـزال
+
منقول لافائدة :::::::مذكرا الامير عبد القادر
+
+
+
+
+
+
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا جزيلا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
كم هم قلائل ما انجبت امتنا العربية العظيمة امثال هذا البطل الامير عبد القادر الجزائري -هنيئا لكم به
تحية اكبار لهذا الابي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
شكـــــــــــــــــــــــــــــرا على المرووووووووووووور
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
شكراااااااااااااااااااااااااااا جزيلاااااا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
مرسي على هالمعلوات الى فادتنا بزاف