عنوان الموضوع : الامير عبد القادر و الحاج احمد باي جزئاري
مقدم من طرف منتديات العندليب

قد يلف الغموض بعض الجوانب التاريخية للمجتمعات, و قد يمس الخراب و قلة الإهتمام بعض الوثائق النفيسة فتضيع منا, و خصوصا بعد مضي 180 سنة, لكن تبقى هذه الفراغات في صفحات التاريخ تجذب المهتمين و تدق ناقوس الخطر أحيانا, لما تشكله هذه المواضيع من خطر , خصوصا إذا تسربت هذه المواضيع الى ملفات أخرى تزيد الطين بلة .
و من بين أهم تلك الفراغات التي يتوجب على المؤرخين ملؤها هي لما لم تتحد مقاومة الحاج أحمد باي و الأمير عبد القادر ؟ فقد يوافقني أي وطني ان أسئلة كهذه قد تنقص من درجات الوطنية و لو الشيئ القليل , فكيف نهمل شيئ هو الأجدر بالتوثيق و البحث
و للتعمق في الموضوع يجدر بنا إعطاء نبذة تاريخية لكل من الحاج أحمد باي و الأمير عبد القادر.
بعد مبايعة لأمير عبد القادر في 27 نوفمبر 1832 , أحس لاأميربضرورة تأسيس جيش نظامي, فشرع في ذلك كحجرالأساس لمقاومته المستميتة ضد المستعمر, و خلال هذه المرحلة قام الأمير بإنشاء مصانع للأسلحة و الذخيرة , و من جهة أخرى أخذ الأمير في إنشاء حكومة فعين الوزراء و الكتاب , و أنشأ مجلسا للشورى , ثم أخذ في محاصرة الجيش الفرنسي في وهران و مستغانم, كما قطع الأمير التموين عنه ما دفع بقوات الإحتلال لطلب الصلح , و هذا ما جسدته معاهدة "ديمشال" في فيفري 1834, غير أن نقض المعاهدة في جوان 1835 من طرف الفرنسيين دفع الأمير الى إستئناف القتال , و هذا ما حدث بالفعل في معركة المقطع حيث ألحق بهم الأمير خسائر فادحة , و بعد كل هذا تقدم الجنرال" بيجو" بطلب الصلح مع الأمير في معاهدة التافنة في ماي 1837 التي أدخلت الامير في مرحلة هدوء مؤقت , فإستغلها الأمير في بناء تحصينات في المن التابعة له مثل تاقدامت (تيهرت) التي إتخذها مقرا له بعد سقوط معسكر , و كذلك أنشأ مدينة مليانة , و بعدها قام "بيجو" بخرق معاهدة التافنة , كما قام الفرنسيون بحرق محاصيل القبائل الثائرة على فرنسا, و قاموا بإبادة جماعية للمدنيين العزل (سياسة الارض المحروقة ) ,كما ضرب حصار على المدن التابعة للأمير و إجباره على الجروج منها, ما أدى بالأمير الى تكوين عاصمة متنقلة (الزمالة ) , ثم لجأ الأمير الى المغرب في 1843 لكن دون جدوى , وفي ظل هذا الضرف الصعب الذي فرضه عجز القبائل عن مواصلة القتال , و إستشهاد معظم مساعدي الأمير و قيادات جيشه , و تعذر الحصول على المؤن و الذخيرة , و رضوخ ملك المغرب للضغوطات الفرنسية إضطر الأمير الى التخلي عن المقاومة في 1847 .
أما من الجهة الشرقية فكان الحاج أحمد باي و هو باي بايلك الشرق (قسنطينة) في العهد العثماني, الذي شارك في بادئ الأمر في معركة ضد الإحتلال في العاصمة الجزائر بقوات قدرت بثلاث آلاف فارس , ثم عاد الى قسنطينة و أعاد تشكيل جيشه من بقايا الفرسان ,
و ضم كذلك عددا من المتطوعين , و إستطاع صد حملة الفرنسيين على عنابة في1831 , ثم قامت فرنسا بحملة ثانية على عنابة ,
و إستعملت فيها المدفعية بشكل مكثف , و تمكنة من إحتلال المدينة بعد مقاومة مستميتة , ثم تعرض أحمد باي الى الحملة الفرنسية على قسنطينة في نوفمبر1836 , و كبدالإحتلال الفرنسي الهزيمة النكراء , مما دفع بفرنسا الى مهاجمة قسنطينة مرة ثانية في أكتوبر1837 فجندت قوات أكبر , و إستفادت من معاهدة التافنة لتوجيه قوتها على الجبهة الشرقية , و إستطاع الإحتلال دخول قسنطينة مع خسارته للمرشال "دامريون" و قائد أركانه "بيريقو" , فتوجه أحمد باي الى الجنوب القسنطيني لمواصلة المقاومة إلا أن فرنساإستعملت أسلوب الإغراء حيث أغرت شيوخ القبائل بمنحهم مناصب إدارية و نفوذا مع تأمين ممتلكاتهم , و الى جانب تخاذل الدولة العثمانية كذلك أضطر الحاج أحمد باي الى التوقف عن المقاومة سنة 1848 .
و الأن دعونا نعود الى صلب الموضوع , إن من أهم الأسباب التي حالت دون وقوع تقارب بين الحاج أحمد باي و الأمير عبد القادر أو حتى لربما التنسيق العسكري ما بين المقاومتين يعود الى المراسلات التي قام بها الفرنسيون مع الحاج أحمد باي قبل حملتهم على الجزائر و إقناعهم أن حملتهم موجهة الى الداي حسين فقط و نصحهم للحاج أحمد باي للتحيد عن حملتهم و من جهة أخرى كان لإقناع الفرنسيين للحاج أحمد باي أنه بإمكانه إنقاذ المنطقة الشرقية و حصر الخطر في المنطقة الغربية و الجهات الوسطى أثر بليغ في تصرفات الحاج أحمد باي إزاء مقاومة الأمير كما أن الحاج أحمد باي لم يحاول تكوين محالافات عسكرية لامع الامير و لا مع ولاة طرابلس أو بايات تونس لقطع الطريق أمام الفرنسيين الرامين الى عزل الجزائر عننطاقها المغربي و بعدها الإسلامي و مجالها العثماني إلا أنه إكتفى بإجراء إتصالات مع الدولة العثمانية و لعل أن الصدمة التي أثرها الإحتلال لها الأثر البليغ في إحجام الحاج أحمد باي عن لاإتصال بحكام وهران و المدية و التنسيق معهم
ولاكن الفرنسيين كانو السباقين الى المراسلات مع حكام طرابلس و بايات تونس عن طريق القنصل الفرنسي بتونس دولسبيس الذي أوهم بايات تونس بمشارع خيالية لتسليم مقاطعتي قسنطينة و وهران لأفراد من الاسرة الحسنية الحاكمة في تونس و هذا ما تمخض عنه في شهر أكتوبر 1830 في مفاوضات مع الجنرال الفرنسي كلوزال و ضابط القصر التونسي شولاق بصياغة معاهدة 18 ديسمبر 1830 لكنها بقيت حبرا على ورق و هذا ما صعب أمام الحاج أحمد باي إقتناء البارود و شراء الأسلحة الإيطالية من الموانئ التونسية
أما عن الأمير فلقد حاول تفويت الفرصة أمام الفرنسيين فتقرب بهذا الصدد من المغاربة بفعل مداراته لملك المغرب و تقربه منه و تمكن بالفعل من الحيلولة دون وقوع تقارب مغربي فرنسي إثر دخول الجيش المغربي الأراضي الجزائرية في13 أكتوبر1830 إستجابة لنداء سكان تلمسان و ردا على رسالة الوزير التونسي أبي عبد الله بن إدريس التي بعث بها الى قائد وجدة في30 أكتوبرر1830يعلمه فيها بقرب وصول كتيبة تونسية لتولي حكم الإقليم عملا بمعاهدة 18 ديسمبر1830 سالفة الذكر كما واضب الأمير على إرسال الهدايا الى حكام طرابلس و بايات تونس و ذلك قصدإيجاد قاعدة من التأييد المغاربي لمساندته
و من جهة أخرى تبرز معاهدة التافنة بصدد ما قلناه على أنها النقطة المحورية في سير الأحداث أناذك فمن جهة فهي نتاج عدم توحد المقاومتين فلو كانت هناك مراسلات بين الحاج و الأمير لما أبرم الأمير هذه المعاهدة لما شكلته من فرصة سانحة لضرب المقاومة في الجبهة الشرقية بقوة و عدد أكبر من الجنود و العتاد و قد يكون لشكي المقاومتين المختلفين عن بعضهما (باعتبار مقاومة الأمير عبد القادر مقاومة شعبية و مقاومة الحاج أحمد باي مقاومة رسمية في البدء ثم تحولت الى مقاومة شعبية خاضعة الى نزعات قومية ) الدور الرئيسي في عدم توحد المقاومتين نظرا لدوافع كليهما للتربع على عرش المقاومة و دحر الغزو الفرنسي و تجاهل كليهما للأخر إن لم نقل مساهمة كليهما في هزم الأخر و لو بطريقة غير مباشرة و بذلك أتم الإحتلال إتمام خطته الرامية الى تشتية المقاومة الجزائرية لكن إرادة الشعب الجزائري كانت أقوى من كل شيئ و تناقل شعلة المقاومة كل من كانت في قلبه ذرة إيمان بصدق القضية الوطنية من بو عمامة و المقراني و الشيخ الحداد و بومعزة و نسومر و أولاد سيدي الشيخ الى العربي بن مهيدي و ديدوش مراد و عبد الحميد بن باديس و الحواس و غيرهم كثير من أبناء هذا الوطن العزيز الذين فظلوا الموت ليعيش جيلناو يذكرهم في كتاباته و محاظراته و خطبه



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

تحية للابطال لولا هم لبقين في الذل

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

بارك الله فيك


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

شكرا على الموضوع الاكثرمن رائع


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

تحية للابطال لولا هم لبقين في الذل