عنوان الموضوع : لقب حمادي من الألقاب
مقدم من طرف منتديات العندليب
مصر. قلب العروبة النابض منذ قدم التاريخ، هى الدولة الوحيدة التى تستوعب دومًا زوارها من كل النِّحل، فلا فرق فيها بين عربى أو أعجمى إلا فى حبها، فهى التى استوعبت الحضارات كلها الرومانية والإغريقية وغيرها من الحضارات، فهاموا بتراب مصر عشقًا. ومصر هى الدولة الوحيدة التى ذكرها الله فى محكم آيات القرآن الكريم، وذكرها سيد الخلق محمد فى أكثر من حديث شريف، وزاد بأن أوصى بأهلها خيرًا فهم النسب والصهر. ومن بعد انتقال الرسول الكريم للملأ الأعلى جاء من بعده رفيق النبوة الخليفة أبو بكر الصديق الذى انشغل بفتن ما بعد عهد النبوة ليجىء من بعده الخليفة الراشد الثانى عمر بن الخطاب الذى أوفد القائد الفذ عمرو بن العاص لفتح مصر، والمفاجأة أن الفتح كان دونما دماء وإنما قوبل الفاتحون بكل ترحاب.
ومع الفتح الإسلامى لمصر جاءت الكثير من القبائل العربية ومن أشراف شبه الجزيرة العربية أو قبائل العرب ضمن جيش الفتح إلى مصر، وكانت هذه القبائل هى النواة التى نشأت منها أغلب عائلات الصعيد ومنها (الأشراف - العرب - الحمادية - الهوارة) وكثير من العائلات التى استقرت فى صعيد مصر، ومنهم الكثير من صحابة رسول الله الذين بقيت مقاماتهم ومساجدهم حتى الآن.
- حمادى الفاتح
ومن ضمن هذه العائلات عائلة حمادى باشا التى تعتبر من أكبر العائلات السياسية ليس فى الصعيد فقط بل فى مصر كلها، وترجع أصول العائلة إلى القائد الإسلامى (حمادى بن السيد الأنصاري) الذى دخل مع القائد الكبير (عمرو بن العاص) إبان الفتح الإسلامى لمصر عام 641م / 23هـ، وقد اتجه القائد (حمادى) على رأس جيش إلى الصعيد فاتحًا، ولما استتب له الأمر استقر هناك وصاهر أهله من المصريين وتزوج منهم، وهو الجد الأكبر وأصل بذرة العائلة، إلى أن جاء (محمود بك حمادي) الذى أسس مدينة (نجع حمادي) فى القرن السادس عشر الميلادى، وقد حمل لقب (أمير الصعيد).
وظل هذا اللقب يتوارثه أبناء العائلة حتى تم تقسيم مصر إلى مديريات فى عهد الوالى (محمد على باشا)، ثم انتقل (محمد محمود حمادى باشا) إلى مديرية جرجا (سوهاج الآن) وتولى منصب مدير مديرية جرجا، ليتوارث أبناء العائلة هذا المنصب، ومازال أبناء حمادى حتى الآن بمحافظة سوهاج التى بها قصور العائلة وأراضيها.
وهى عائلة لها تاريخ سياسى وبرلمانى عريق، فقد توارث أبناء العائلة عضوية البرلمان المصرى منذ نشأة الحياة النيابية فى مصر والتى بدأت بمجلس شورى النواب فى عهد الخديو إسماعيل باشا حتى آخر برلمان قبل الثوره عام 2016.
- ونواب العائلة فى البرلمان المصرى بالترتيب هم:
- باشا فى لجنة التقسيط
محمد حمادى باشا (عمدة بلصفوره) مديرية جرجا. مجلس شورى النواب وقت الخديو إسماعيل باشا 1866-1867 وهو أول نائب للعائلة فى البرلمان، وكانت أشهر مقترحاته فى البرلمان وضع نظام لضبط عملية تحصيل الأموال فى المديريات لمنع العبث فى قيد المتحصلات، وذكر أن الأهالى فى الوجه القبلى يدفعون الضريبة ليد (الشاهد) ويقيد ما يدفعونه فى ورق، وعادة ما تحدث الفوضى والغش فى الإيراد، وقد أحيل هذا المقترح إلى «لجنة التقسيط» التى رفعت تقريرًا طالبت فيه بضبط عملية التحصيل حتى تحفظ حقوق الأهالى ومنع العبث بإيرادات الدولة، وقد وافق على هذا المقترح (إسماعيل باشا المقدم).
ثم ترشح نجله همام بك محمد حمادى (عمده المنشاة) بعد وفاة والده محمد حمادى عن نفس المقعد 1868- 1869.
ثم رشوان بك محمد حمادى (عمدة الكرمانية) - مديرية جرجا - مجلس النواب فى عهد الخديو محمد توفيق باشا. 1881-1882، ومن بعده عبد العزيز بك الناظر محمد حمادي- مديرية جرجا لمجلس شورى القوانين فى عهد الخديو محمد توفيق باشا 1883-1890.
أما محمود بك همام حمادى فقد ترشح عن مديرية جرجا فى انتخابات الجمعية التشريعية فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى 1913-1914، والذى تقدم بمقترحات إنشاء مستشفى أو وحدة صحية فى بلصفورة وتمت الموافقة عليها.
- نائب. بلا راتب
ولأول مرة يترشح اثنان من عائلة حمادى فى نفس الانتخابات لنيل عضوية البرلمان وهما أمين بك همام حمادى عن المنشاة مركز جرجا وحسن بك رشوان حمادى عن سوهاج - جرجا وكلاهما فى مجلس النواب وذلك فى عهد الملك أحمد فؤاد الأول 1924، ويعتبر حسن بك أطول نائب للعائلة فى البرلمان حيث قضى فيه مده خمسة وعشرين عامًا كعضو عرف عنه أنه كان يترفع عن تقاضى راتبه كنائب، لأنه يعتبر ترشحه للبرلمان إنما هو لخدمة الشعب والدولة أولاً وأخيرًا وليس لغرض مادي.
ثم تلاهما النائبان عبد الرحيم بك محمد حمادى عن إدفا - جرجا لمجلس النواب فى عهد الملك أحمد فؤاد الأول 1929 وصاحبه محمد عبد الرحيم بك حمادى عن دائرة أخميم فى عهد الملك أحمد فؤاد الأول فى نفس الانتخابات.
ثم قدرى بك أمين حمادى عن المنشاة لمجلس النواب فى عهد الملك فاروق الأول 1942.
أما ذكى بك أمين حمادى فقد ترشح عن بلصفورة لمجلس النواب 1952 وهو آخر نائب للعائلة فى برلمانات أسرة محمد علي، وقد ترشح فى آخر برلمان للملك فاروق وقامت بعد ترشحه ثورة يوليو 1952وصدر قرار بحل البرلمان.
- حمادية بعد الثورة
أما البكباشى رشوان توفيق حمادى عضو تنظيم الضباط الأحرار فكان أول من ترشح لعضوية مجلس الأمة (البرلمان) ما بعد ثورة يوليو عن محافظه سوهاج فى عهد جمال عبد الناصر 1954 ـ 1956.
ثم من بعده المستشار عبد الرحيم عبد الرحمن حمادى عن محافظة سوهاج فتولى مسئولية مقعد العائلة فى مجلس الشعب منذ بداية عهد الرئيس الراحل أنور السادات فى 1971حتى 1984. ليجىء من بعده المستشار أحمد محمد عبد الرحيم حمادى وكيل مجلس الشعب نائب محافظة سوهاج منذ 1985ـ 1995م، وكانت شعبيته جارفة حتى إنه ترشح منذ أول مرة لانتخابه وكيلاً للمجلس وظل يشغل هذا المنصب الرفيع طوال فتره عضويته بالبرلمان.
وأخيرا اللواء حازم ذكى حمادى عن محافظة سوهاج والذى تم انتخابه لدورتى 2016 ــ 2016 وهو آخر نائب للعائلة فى البرلمان قبيل ثورة 25 يناير2016.
- قبلة السلاطين والوزراء
أما عن تاريخ العائلة السياسى والحزبى فهى تملك لمحات سياسية كثيرة تتسم بالعراقة والفخر فى تاريخها المشرق، فهى أكبر عائلة وفدية فى الصعيد، فكان أبناء العائلة من أكبر الرموز فى حزب الوفد الذى أسسه الزعيم سعد زغلول باشا زعيم الأمة، وكان من أبرز رموز الوفد (محمود بك همام حمادى باشا) الذى كان يعده سعد باشا زغلول اليد اليمنى له فى الصعيد والداعم القوى لحزب الوفد فى سوهاج.
وكانت بيوت ودور الحمادية قبلة لزيارة الكثيرين من زعماء مصر مثل زيارة السلطان أحمد فؤاد الأول قبل أن يصبح ملكًا لقصور كل من محمود بك همام حمادى ومحمود بك الناظر حمادى فى رحلته الشتوية للصعيد وقد نشرت بجريده الأهرام عام1917م، وقد استقبلته العائلة عن بكرة أبيها بحفاوة عظيمة، ومن بعدها زيارة معالى صاحب الدولة محمد محمود باشا رئيس الوزراء، وقد زار قصر محمود بك همام حمادى فى 19 سبتمبر 1928م وقد أكرمت العائلة وفادته لسوهاج أيما إكرام.
- سبب المصادرة. نمرة3
وأخيرًا زيارة أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 لقصور العائلة، والتى كانت تضم الكثيرين من الضباط الأحرار وعلى رأسهم الرئيس جمال عبدالناصر، وقد استقبلتهم العائلة بحفاوة وأعدت لهم موائد الطعام، حتى بهروا من كرم والاستقبال الحافل الذى كان فى انتظارهم، لكن كانت هناك قصة شهيرة قد حدثت فى هذه الزيارة، عندما قام قدرى بك حمادى ليحيى الضيوف بتقديم السجائر كما هى العادة فى الصعيد وكان يدخن نوعًا مخصوصًا من السجائر اسمه (نمرة3) وكانت من أغلى الأنواع وقتها.
ومد الضيوف أيديهم لقبول التحية إلا عبدالناصر الذى قال لقدرى بك «أنا لسه طافيها يا باشا». فرد عليه قدرى بك حمادى بغيظ خد يا حضرة البكباشى دى نمرة (3)، وكأنه يقول له خذها فأنت لا تستطيع شراءها، وبعد عودة عبدالناصر للقاهرة كلف وحيد رمضان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة بمصادرة كل أراضى عائله حمادى باشا، وبالفعل تمت المصادرة، إلى أن تولى الرئيس أنور السادات والذى أعاد الأراضى التى صادرها عبدالناصر. وكانت لمحة ذكية من الرئيس السادات لكسب ود عائلات الصعيد ذات الثقل السياسى والتقرب منهم.
ونختتم هذه المقال بأنه سيظل أبناء العائلة يمثلونها فى الحياة البرلمانية وأن العائلات لا ترتبط بنظام بل تعتمد على شعبيتها لترشيح وتدعيم أبنائها عبر أجيالها ونجاحهم، ولكن تأتى الأحزاب لتستفيد من شعبية العائلات ونفوذها بضم أبنائها لها· ·
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :