عنوان الموضوع : محمود بوعياد وشرف بنو زيان-الادارسة صراحة- قبائل
مقدم من طرف منتديات العندليب

شرف بنو زيان
والرد على المقري وابن خلدون وبوعياد
والشيخ السنوسي الخطابي.
رايت في الكثير من المتون والكتب التي تصدر وتدعي معرفة وفلسفة تأريخ تتبنى الموقف وتهاجم الشيخ التنسي دون هوادة ولعل اشد فتعجلت الرد السريع-واقوم على تأصيه حاليا بتفاصيل اعمق ترد على دعاة الابستمولوجيا والترهات المتون التي يسمونها مغلقة وغير حوارية.
قام الأستاذ محمود بوعياد بتحقيق ونشر جزء من كتاب نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان لمؤلفه محمد بن عبد الله التنسي. وهو بصدد توصيف مؤلفات التنسي في باب الترجمة ، تعرض لعيوب الباب السابع- وهو الجزء المحقق من الكتاب- وناقش عيوب الباب، وبالأخص قضية شرف بنو زيان،فأصدر أحكاما قاسية في حق التنسي ، وأخرى غير علمية في شرف بنو زيان ونفى عنهم النسب نفيا قطعيا.
حجج الأستاذ بوعياد ومقولاته:
قال الاستاذ محمود بوعياد في مواضع مختلفة لدعم ما ذهب إليه من نفي وأحكام مبالغ فيها ما يلي "...كان اثبات شرف بني زيان من جملة الأمور التي تملق بها المؤلف لملوك المغرب الأوسط. وقد أوليناها عناية خاصة لأهميتها في نظر المؤلف..."وقال في موضع آخر "... ولم يمنع التنسي عدم التيقن من صحة إتصال نسب عبد الواد بالقاسم أو بإدريس من اسناد النسب الشريف إلى من غمره بنعمه ، الجالس على عرش تلمسان .ولم يثن هذا الريب عزمه عن الاصرار على موقفه والمغالاة فيه..."
وقال في موضع آخر "...اننا لانقبل ادعاء بني القاسم في الانتساب الى سلالة النبي (ص) ولا نقتنع بتأييد التنسي الذي تبنى ادعاءهم هذا، وصنف كتابا لاثباته، وذلك أن صاحب نظم الدر لم يتوصل الى اقناعنا ،فلم يات بحجة واحدة قاطعة ومفحمة في كل ما كتب من بداية الكتاب،وليس من السهل أن نقبل هذا الرأي القائل أن جميع بطون بني عبد الواد من زناتة الا بطن واحد وهم بنو القاسم، من الاشراف،والى بني القاسم أو آيت القاسم كما سماهم ابن خلدون انتسب ملوك تلمسان...".
وقال أيضا: "...وبما أن هذا البطن كان يتمتع بنفوذ كبير وقد تمت له السيطرة على باقي بطون بني عبد الواد ،ظن من السهل أن يلحق نسبه بالنسب الشريف ،وذلك لتطابق اسمه مع اسم أحد أبناء عبد الله الكامل كما رأينا سابقا.ولم يدعم التنسي رأي بني القاسم ،ورأيه من بعدهم ،بالحجج والأدلة المقنعة .بل اكتفى برواية هذه الخرافة التي لايقبلها عقل...".
وقال في موضع آخر ايضا :"... ومما يسترعي الانتباه أن يحيى بن خلدون وبعده محمد التنسي ،لم ينفردا باثبات شرف بني زيان، فان مؤرخا واديبا آخر ، أشهر منها في المغرب والمشرق سلم هو أيضا بصحة ادعاء بني عبد الواد في انتسابهم الى النبي وأقره في كتاباته.وهذا المؤرخ هو لسان الدين بن الخطيب.فانه اورد لهذا الادعاء الباطل في سينيته المشهورة في مدح السلطان ابي حمو الثاني ومطلعها:
أطلعن في سدف الفروع شموسا ضحك الظلام لها وكان عبوسا
وقد أشار الى شرف ملوك بني زيان في الأبيات التالية ،قال مخاطبا أبا حمو:
من أنكر الفضل الذي أوتيته جحد العيان وأنكر المحسوسا
من دان بالاخلاص فيك فعقده لايقبل التمويه والتلبيسا
والمنتمى العلوي عيصك لم تكن... لترى دخيلا في بنيه دسيسا
بيت البتول ومنبت الشرف الذي ....تحمى الملائك دوحه المغروسا.
في الرد على بوعياد :
1- التنسي مكانته وموقفه:
يقول بوعياد في وصف منزلة التنسي بين معاصريه " فأول ما يستوقف نظرنا هو أننا نجد اسمه مقرونا في أكثر الأحيان بكلمة الحافظ...أما ابن داود الأندلسي المتقدم الذكر ، وكان من تلاميذ التنسي ،فقد وصفه "" ببقية الحفاظ وقدوة الادباء" ...يقول أحمد بابا :" لقد ذكر عن الشيخ أحمد بن داود الأندلسي أنه سئل حين خرج من تلمسان عن علمائها فقال (( العلم مع التنسي،والصلاح مع السنوسي والرئاسة مع ابن زكري ) ..أما الونشريسي فقد وصفه كما رأينا في الفصل الخاص بتكوين المؤلف ( بالفقيه الحافظ ،التاريخي ، الاديب ،الشاعر)..اما المقري الذي نعته بشيخ شيوخنا فقد سماه حافظ عصره
وفي مجال وصف مؤلفات التنسي ينقل بوعياد بخصوص مؤلف التنسي مقولات الشيخ محمد بن يوسف السنوسي المرسل رفقه جواب التنسي للشيخ المغيلي " اعلم أخي أني لم ار من وفق لاجابة هذا المقصد ،وبذل وسعه في تحقيق الحق ،وشفى غليل اهل الايمان في هذه المسألة ،ولم يلتفت لاجل قوة ايمانه ونصوع ايقانه الى ما يشير به الوهم الشيطاني من مداهنة بعض من تتقى شوكته ويخشى أن يقع على يده أضرار أو حط في المنزلة ،سوى الشيخ الامام القدوة علم الأعلام الحافظ المحقق أبي عبد الله محمد بن عبد الجليل التنسي..." ويعلق بوعياد بعد ذلك فيقول ".. فأطرى السنوسي صاحبه التنسي على صحة جوابه وسعة علمه وقوة بصيرته من ناحية ،وعلى شجاعته واقدامه على ابداء آرائه في القضية المطروحة عليه رغم الأخطار التي قد تلحق به من جراء ذلك من ناحية أخرى.
فهل يصح أن ننعت عالما وصف من طرف علماء أقران وفطاحل بالحفظ والصلاح والشجاعة بالتملق وتزوير النسب أو إلحاق قوم –بربر بنو عبد الواد والقاسم بالذات- بقوم أخرين وهم الأدارسة والأشراف عموما.
ثم بالمغالاة والتملق.ثم إنكار نسب بني زيان وتقديم العلل الداعية لنفي النسب عنهم.
والقضية التي تهم ردودنا حول الموضوع هي علل النفي وماهيتها؟ ثم وفق أي قواعد قدمها ؟ والمعروف أنه ليس نسابة مطلع على القواعد ، ولا هو قادر على تقليب الأسباب الموجبة للنفي والإثبات –ولا اراه يعلم أن الإثبات مقدم على النفي – وهي قضية يترتب عليها امور شرعية قد تكون غابت عنه .ولا يمتلك الوسائل التي تمكنه من الترجيح .وقد اكتشفنا مثلا أنه لم يعرف أن التنسي قرأ العبر ونقل منه ،لكن محقق الكتاب جزم بأنه لم يقرأه ونعود لمناقشة الموضوع عند عرض رأي ابن خلدون في القضية.
2- ابن خلدون ونسب بنو زيان
يعتمد بوعياد في انكار نسب بنو زيان واتهام التنسي بالتملق باعتماد موقف ابن خلدون ، لكنه لم يفهم ابن خلدون على الإطلاق- وكأنه لم يقرأه-البتة ،وكون استاذنا بوعياد لايعرف القواعد (قواعد النفي والإثبات) في علم النسب ظن ما أورده ابن خلدون نفيا ،زيادة على ذلك قال ان التنسي لم ينقل عن ابن خلدون وفي ظنه انه تعمد ذلك.
أولا- قال بوعياد ان التنسي لم يذكر كتاب العبر "ومما يستوقف النظر أن التنسي لم يرجع الى كتاب العبر لعبد الرحمن بن خلدون اذ انه لم يذكر اكتاب بتاتا ولم ينقل منه حسب الظاهر مع ان عبد الرحمن بن خلدون توفي قبل التنسي باحدى وتسعين سنة ومن الراجح ان مؤلف نظم الدر لم يعرف كتاب العبر لانه لو اطع على هذا المؤلف وخصوصا على الفصل القيم منه في تاريخ بني عبد الواد،لما تردد في الرجوع اليه والاستمداد منه "( ) .
وفي هامش هذا الكلام يقول وترجمان العبر ولم نتوصل الى معرفة هذا الكتاب الذي لم نعرف موضوعه ولا مؤلفه وقد ذكره المؤلف ثلاث مرات (ورقة2ظ)و(124ظ)و( 129و) من مخطوط أ.وقد نقل قولهم "فيذكر الأدارسة واخوتهم السليمانيين" وقد رأينا من المفيد نقلها فيما يلي ،قال المؤلف" وكان بالأندس من عقب الادارسة اخوان جليلان وهما علي والقاسم ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عمر بن ادريس هكذا ذكر نسبهم صاحب ترجمان العبر.
واقول بان التنسي اعتمد كلية على ابن خلدون كما اوضحه كما يلي:
- يصف الكثير من المؤلفين كتاب العبر بترجمان العبر مثل قول المشرفي “في نزهة الناظر” “ومن اراد الزيادة فعليه بترجمان العبر" وقول الكثير من النسابة انظر "ترجمان العبر"
- الوحيد الذي اورد نسب الحموديين بهذا الشكل الذي نقله بوعياد من مخطوط التنسي " وكان بالأندس من عقب الادارسة اخوان جليلان وهما علي والقاسم ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عمر بن ادريس هكذا ذكر نسبهم صاحب ترجمان العبر( ).هو ابن خلدون في العبر الجزء الرابع .فلو عاد اليه لوجده نفس الكلام.
- الوحيد الذي نسب بنو زيان الى السليمانيين هو ابن خلدون في قول التنسي "والذي صححه صاحب ترجمان العبر أنه القاسم بن محمد بن احمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل( ) وهذا الذي يقوله ابن خلدون في الجزء الرابع "وورث ملكه ابنه محمد بن سليمان على سننه ،ثم افترق بنوه على ثغور المغرب الأوسط، واقتسموا ممالكه ونواحيه فكانت تلمسان من بعده لابنه أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن أحمد، وأظنّ هذا القاسم هو الذي يدعي بنو عبد الواد نسبه فإنّ هذا أشبه من القاسم بن ادريس بمثل هذه الدعوى( ).كان ينبغي العودة إلى هذه الصفحات لمن يريد تبرئة ذمته قبل اتهام الناس بالتملق،ونفي انساب آخرين.
ثانيا : يعتمد بوعياد في نفي نسبهم ما ذكره ابن خلدون
أ- فيما ردده يغمراسن بن زيان "فقد ذكر عبد الرحمن بن خلدون-وقد روى ذلك قبله اخوه يحيى- بان سلطانهم الاول يغمراسن بن زيان ذلك الرجل الفذ ذو الشخصية القوية والهمة العالية رفض هذه الاداعاءات الباطلة " ان يغمراسن سئل منه القول بالشرف واثبات نسبه اليه فقال" ان كان المراد شرف الدنيا فهو ما نحن فيه،وان كان القصد شرف الآخرة فهو عند الله سبحانه"( ) هذا قول يحيى بن خلدون اما قول ابن خلدون "ان كان هذا صحيحا فينفعنا عند الله ،واما الدنيا فانما نلناها بسيوفنا " ( ). لا ادري كيف يمكن ان يكون هذا رفضا ،وكيف هي ادعاءات باطلة.فقد قال الله اعلم بقوله "هي عند الله او نفعتنا في الأخرة" ،فهو لم يؤكد ولم ينف وباعتباره سياسي وليس مؤرخ ولا نسابة، فهمه ان ينال الدنيا بالسيف والقوة وليس بالشرف.هذا من جهة.
من جهة اخرى هذا دليل ان هذا الادعاء حسب بوعياد لم يكن التنسي قد اخترعه ليتملق به انما كان زمن يغمراسن خلال القرن السابع أي بقرنين قبل ذلك.
ب- يعتمد بوعياد قول ابن خلدون حين يقول" أما عبد الرحمن بن خلدون ذو الفكر النقاد ،فانه رفض من زمن بعيد ادعاء بني القاسم ،وذلك قبل أن يصنف التنسي كتابه لبيان شرف بني زيان ،بأكثر من قرن ...قال" ويزعم بنو القاسم هؤلاء انهم من أولاد القاسم بن ادريس...مزعما لامستند له ،الا اتفاق بني القاسم هؤلاء عليه"( ).ولا ندري كيف يمكن اعتبار هذا رفض وخاصة ان محمود بوعياد بتر من النص مقطعا مهما وأكثر أهمية مما نقل –في قراءة غائية انتقائية للتاريخ-لانه مرتبط بقاعدة مهمة فقد قال ابن خلدون في النص الكامل ". ويزعم بنو القاسم هؤلاء أنهم من ولد القاسم بن إدريس. وربما قالوا في هذا القاسم أنه ابن محمد بن إدريس أو ابن محمد بن عبد الله أو ابن محمد بن القاسم، وكلهم من أعقاب إدريس، مزعماً لا مستند له إلا اتفاق بني القاسم هؤلاء عليه، مع أن البادية بعداء عن معرفة مثل هذه الأنساب. والله أعلم بصحة ذلك." فقد قال الله أعلم بذلك أي اخرجه الى مرتبة المظنون خاصة عندما رده الى السليمانيين " وورث ملكه ابنه محمد بن سليمان على سننه ،ثم افترق بنوه على ثغور المغرب الأوسط، واقتسموا ممالكه ونواحيه فكانت تلمسان من بعده لابنه أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن أحمد، وأظنّ هذا القاسم هو الذي يدعي بنو عبد الواد نسبه فإنّ هذا أشبه من القاسم بن ادريس بمثل هذه الدعوى( ).وعدد جهات الأتصال الى ثلاثة جهات .
فكان سبب النفي حسب التنسي امرين
- الاول وهو ما سبق وان عالجناه اي اخراجهم الى جهة المضنون لا النفي والمضنون درجة من درجات الاثبات لاالنفي.وابن خلدون يعرف هذا.
- ثانيا قال ان رئاسة البربر لاتسلم لغير البربري ونسال ابن خلدون قبل بوعياد كيف سلمت قبيلة اوربة الزناتية الامر لادريس وابنه وبنيه من بعده و،حتى غمارة والكثير ممن اعادوهم البربر الى الحكم بسبب شرفهم وعربيتهم واعتقادهم الامامة في قريش.وقد اثبت ابن خلدون هذا في الكثير من كتابه.
- وكيف سلمت صنهاجة البربرية لعبد الله الشيعي والمهدي من بعده وتاسست الدولة الفاطمية فيهم والرجلان ليسا من صنهاجة.
اعتقد ان يجب اعادة النظر في تحقيق كتاب التنسي وان يعاد تحقيقه التحقيق العادل المنصف غير المتحامل ولاالمتهم ،من مؤرخ ضالع ويقف عند حدود التورع مع المؤلفين والمؤرخين.
زيادة على ايراد موقف المقري-الذي خرج عن جادة الصواب ورد عليه اكثر من واحد-وطعن في ابن الخطيب لسان الدين بكلام لايليق ابدا.
ولو اطلع ربما كاتبنا على ما قاله علماء أخرين في شرف بني زيان امثال ابراهيم التازي والشريف التلمساني وعبد الله العبدوسي التونسي. فان الشيخ ابراهيم التازي لما بعث له السلطان المتوكل يشاوره في امر قال لرسوله – ابو عبد الله بن عيسى بن عبد السلام- "والله اني لاحب هذا الملك واوثره لكونه جمع خصالا من الخير والدالة على كمال العقل ومناقب من السؤدد لم تتوفر في غيره وكفاه فضلا وسؤددا انتسابه للجناب العلي اهل البيت الرسالة ومقر السيادة.
وذكر ابن صعد " قال لي ابو عبد الله :فلما سمعت هذا من سيدي ابراهيم ابتهجت به سرورا واستردته تثبتا فقال لي لما قفلت من بلاد الشرق ونزلت تونس قصدت شيخنا الامام سيدي عبد الهت العبدوسي وذكرت له ما عزمت عليه من التوجه لتلمسان فقال لي سيدي عبد الله ان ملوكها من الشرفاء الحسينيين انتهى..". ويقصد الحسنيين ربما هو تصحيف من الناسخ او خلط من المحقق.الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هذه هوامش لم يرتبها الموقع كما تفعل مواقع اخرى تلقائيا ولم يسعني الوقت لفعل ذلك
- محمود بوعياد: تاريخ بني زيان ،ص-48.
- محمود بوعياد: تاريخ بني زيان ،ص-49.
- محمود بوعياد: تاريخ بني زيان ،ص-110.
- ابن خلدون :العبر(ج4/ص23).
- محمود بوعياد: تاريخ بني زيان ،ص-68.
- محمود بوعياد: تاريخ بني زيان ،ص-68.
- محمود بوعياد: تاريخ بني زيان ،ص-67.
- ابن خلدون :العبر(ج4/ص23).

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

تجديد البحث

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

يرحم واليديك،وشكرا على الافادة سي البوخاري.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

احسنت .. بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

احسنت احسنت