عنوان الموضوع : نبذة مختصرة حول تاريخ الأدارسة قبائل
مقدم من طرف منتديات العندليب

لأدارسة أسرة كبيرة من آل البيت جدها الأعلى هو إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول . التجأ إدريس، كما هو معلوم، إلى المغرب فرارا من بطش العباسيين وأسس دولته لكنه اغتيل فتولى بعده ابنه إدريس الذي كان قد تركه جنينا في بطن أمه. ومن إدريس الثاني تنحدر فروع الأسرة الإدريسية المنتشرة بسائر أنحاء المغرب وبجهات أخرى من الجزائر.

ونركز اهتمامنا هنا على الأدارسة كأسرة حاكمة أي كدولة. وجودها يقترن بالفترة 172. 375/ 990.785. لكن لابد من التمييز داخل هاته الفترة بين أطوار مختلفة :

1. طور التأسيس الذي اقترن بعهد إدريس الأول (172 . 177 / 788. 793 ) أي قيام الدولة بالتفاف فريق مهم من سكان المغرب حول إدريس تضمهم قبائل كبرى ومبايعتهم له ، حسب التقاليد الإسلامية.

2. طور الهيكلة والتنظيم ويقترن بعهد إدريس الثاني (177. 213./ 793. 828) حيث جرى تدعيم الدولة الناشئة باستحداث عدد من البنيات والمؤسسات كان من أهمها : بنا ء فاس واتخاذها كعاصمة للدولة ؛ واتخاذ بعض النظم الإسلامية كالوزارة والكتابة والقضاء والإمامة ؛ وتجريد العاصمة الجديدة من تأثير العصبيات والطابع القبلي، وذلك باحتضانها لفئات مهمة من السكان الوافدين من القيروان والأندلس ، مما جعل العناصر المختلفة من سكان المدينة تنصهر في وحدة بشرية تمثل ، بوجه عام ، التركيب السكاني الجديد الذي بدأ يعم الغرب الإسلامي انطلاقا من عهد الفتح . إضافة إلى بداية إشعاع اللغة العربية من فاس كلغة دين وثقافة ؟ ونمو رقعة المملكة بحيث أصبحت أهم كيان سياسي بالمغرب الأقصى وكان لها اتصال مباشر بسائر النواحي في البلاد .

3. طور التقسيم : ترك إدريس الثاني غداة وفاته عدة أولاد منهم الكبار والصغار وتولى أكبرهم محمد خلافته ، إلا أنه اعتبر المملكة التي تركها له أبوه إرثا لا بد من توزيعه على الورثة. هل استند في ذلك إلى المبادئ الشرعية ؟ أم هل استمع إلى نصيحة جدته كنزة كما تذكر بعض المصادر؟ أم هل كان المقصود من ذلك التوزيع هو حضور الدولة الإدريسية بصورة مباشرة في أقاليم مختلفة ؟ ليست لدينا عناصر كافية للجواب على هذا السؤال . والذي نستطيع تأكيده هو أن التقسيم كانت له سلبيات وايجابيات. فتقسيم المملكة إلى عدة ولايات أدى إلى إضعاف السلطة المركزية ونشوء إمارات إقليمية تنزع بطبيعتها إلى الاستقلال الذاتي على أوسع مدى. وقبل إعطاء مثال على المشاكل التي ترتبت عن ذلك التوزيع ، من الضروري إعطاء صورة إجمالية عن التوزيع.

قسم محمد بن إدريس المملكة إلى ما لا يقل عن تسع ولايات، نذكرها الآن حسب رواية القرطاس ، منبهين إلى وجود اختلافات طفيفة بين المصادر التي تناولت الموضوع .

محمد بن إدريس فاس وناحيتها .
القاسم بن إدريس طنجة وسبتة وقلعة حجر النسر وتطوان وبلاد مصمودة وما والاها.
داود بن إدريس هوارة وتسول ومكناس وجبال غياثة وتازة .
عيسى بن إدريس شالة وسلا وأزمور وتامسنا .
يحيى بن إدريس البصرة وأصيلا والعرائش إلى بلاد ورغة .
عمر بن إدريس مدينة تيكساس ومدينة ترغة وبلاد صنهاجة وغمارة .
أحمد بن إدريمس مدينة مكناسة وبلاد فازاز ومدينة تادلا.
عبد الله بن إدريس أغمات وبلاد نفيس وبلاد المصامدة وسوس .
حمزة بن إدريس تلمسان وأعمالها .
تلك هي الولايات التسع التي تدل على مدى امتداد الدولة الإدريسية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، وهي معلومات تؤكدها كل المصادر التاريخية كما تؤكدها الأبحاث الخاصة بتاريخ النقود الإدريسية . فالدراسة المهمة التي قام بها "دانييل اوستاش" في هذا الصدد تقدم لنا قائمة بدور السكة تعنى الأماكن التالية : أصيلا، البصرة ، تدغة ، تلمسان ، تهليت ، سبو، طنجة ، العالية ، مريرة ، ورغة ، وازقور، واطيط ، وليلي، إيكم .

لم يكن توزيع الولايات على هاته الصورة ، في نية محمد بن إدريس ، يهدف إلى تجريد السلطة المركزية بفاس من حقها في مراقبة الولاة الإقليميين والمحافظة على وحدة المملكة الإدريسية . لكن الخلاف ما لبث أن نشب بين الإخوة ، إذ ثار عيسى بن إدريس ، على أخيه محمد، فكلف هذا الأخير أخاه القاسم الوالي على طنجة بالذهاب لمعاقبة الثائر. لكن القاسم رفض القيام بالمهمة . فكلف محمد عمر بها . فتوجه هذا الأخير الذي كان واليا على غمارة وعزل عيسى عن ولايته كما تصدى للقاسم الذي التجأ إلى أصيلا.

لم تذكر المصادر المكتوبة أسباب الخلاف . ولكن يظهر حسب التحريات التي قام بها "أوستاش" أن أسباب الثورة راجع لكون محمد سحب عن الولاة رخصة سك النقود . وكان عيسى حاكما على منطقة وازقور التي يوجد بها معدن مهم للفضة . فلم يرضخ لهذا القرار الذي يحرمه من مورد مالي مهم ، عن طريق سك الدراهم . وترتب عن ذلك قراره بقطع إمداد دار السكة بفاس بمعدن الفضة .

وهكذا نشب الخلاف ، إلا أنه لم يؤد مع ذلك إلى تقاطع . والظاهر أن الصلح وقع بعد ذلك بين الإخوة .
والجدير بالذكر هو حصول نوع من الاستقرار السياسي داخل الإمارات الإدريسية المنتشرة بأنحاء المغرب . فلم تسجل ثورات للسكان ولا معارضة للقبائل . هل يرجع ذلك إلى التقديس الذي حظيت به الأسرة في أعين المغاربة المعاصرين أم إلى أسباب أخرى ؟

الملاحظ هو اندماج الأسرة الإدريسية في المجتمع المغربي عن طريق المصاهرة والتطبع بأخلاق أهل البلاد مما جعل السكان في مختلف الأقاليم لا يتعاملون معهم كأجانب ودخلاء، بل يعتبرونهم منهم ويحترمونهم ويضعونهم في الصدارة لشرف نسبهم . ويمكننا أن نعتبر أن احترام الشرفاء كسلوك شعبي بدأ منذ ذلك العهد يتحول إلى مبدأ سياسي بعد ذلك بعدة قرون . ومع تكون عدة إمارات إدريسية ، يصبح تاريخ الأدارسة متشعبا . وسنقتصر هنا على ذكر أهم الأحداث والأشخاص .

4 . الأدارسة بفاس : ظلت فاس هي الحاضرة المركزية للدولة وتولى فيها عدد من الأمراء نذكرهم بالتتابع :

أ . علي بن محمد بن إدريس (221 . 234 هـ) تذكر المصادر أنه سار بسيرة أبيه وجده وأن أيامه كانت أيام سلام ورخا ء.

ب . يحيى بن محمد : أخو السابق (234.. 249هـ) في أيامه كثرت العمارة بفاس وتوافد إليها المهاجرون من جميع جهات الغرب الإسلامي، مما دعا إلى توسيع المدينة والبناء في أرباضها . وفي عهده بني المسجدان المشهوران : جامع الأندلس وجامع القرويين .

ج . يحيى بن يحيى (249. 252هـ) في عهده حدثت أزمة بسبب سوء سيرته وثار عليه عبد الرحمن بن أبي سهل الجذامي واستولى على عدوة القرويين ومات يحيى في تلك الأثناء وجاء صهره علي بن عمر فاستولى على المدينة وتولى الإمارة .
د . علي بن عمر : لا تحدد المصادر تاريخ ولايته بعد فترة من الاستقرار، اصطدم بثورة عبد الرزاق الفهري الخارجي وهزمه واضطر للالتجاء إلى أوربة ، بينما دخل عبد الرزاق إلى عدوة الأندلس فاستولى عليها إلا أنه صادف مقاومة من لدن عدوة القرويين التي نادى أهلها على يحيى بن القاسم بن إدريس .

هـ . يحيى بن القاسم بن إدريس (المتوفى سنة 292هـ) استطاع أن يحافظ على وجود الدولة الإدريسية بفاس حيث طرد عبد الرزاق الخارجي من عدوة الأندلس وخرج لمقاتلة الصفرية . والظاهر أنه قضى عهده في مباشرة الحروب إذ نجده يسقط صريعا في ساحة الوغى وهو يقاتل ربيع بن سليمان سنة 292.

و . يحيى بن إدريس بن عمر ( 292. . 309 هـ) تطنب المصادر في الثناء عليه . فابن خلدون ينعته أنه ´´كان أعلى بني إدريس ملكا´´ بينما يصفه روض القرطاس بقوله : ´´كان يحيى هذا أعلى بني إدريس قدرا وصيتا وأطيبهم ذكرا وأقواهم سلطانا ( . . . ) وكان فقيها حافظا للحديث ذا فصاحة وبيان ولسان ومع ذلك كان بطلا شجاعا حازما".

إلا أن المصادر لا تذكر شينا عن أعماله ، وذلك ، ولا شك ، لأن أحداثا خطيرة جاءت لتهدد الدولة الإدريسية في وجودها . فقد قامت الدولة الفاطمية بأفريقية في أواخر القرن الهجري الثالث وسعت لأن تبسط سيطرتها على مجموع بلاد المغرب .

وهكذا جاء، مصالة بن حبوس المكناسي، عامل الفاطميين على المغرب الأوسط ، على رأس جيش لمحاربة الأدارسة ، وجرت بينه وبين يحيى معركة قرب مكناس انتهت بهزيمة الأمير الإدريسي. وبعد ما ضرب عليه مصالة الحصار بفاس ، اضطر إلى الاستسلام وتوصل مع خصمه إلى صلح ، أمكنه بمقتضاه أن يحتفظ بإمارته مقابل إعلانه الخضوع والتبعية للخليفة الفاطمي.

إلا أن مصالة أسند في نفس الوقت رئاسة قبيلة مكناسة بالمغرب إلى ابن عمه موسي بن أبي العافية . فاجتهد هذا الأخير منذ ذلك الوقت في القضاء على الأدارسة . وأخذ يحرض مصالة على يحيى ويوغر صدره عليه . وهكذا تمكن بدسائسه من أن يحمل مصالة على اعتقال يحيى وأنصاره ثم نفاه إلى أصيلة . وانتهت حياة يحيى بمأساة إذ سجن عشرين سنة ثم مات جوعا وهو في طريقه إلى إفريقية سنة 332 هـ.

ومنذ انهزام يحيى قام صراع مرير بين موسى ابن أبي العافية والأدارسة . فقد حاول الحسن بن محمد بن القاسم بن إدريس المعروف بالحجام أن يسترجع سلطة الأدارسة ، فاستولى على فاس وخرج لمحاربة موسى وانتصر عليه في جولة أولى. لكن موسى أعاد الكرة عليه وطارده إلى فاس حيث غدر به عاملها ومات الحسن في تلك الأثناء.

خلا الجو بعد ذلك لموس ابن أبي العافية واستطاع أن يستولي على ما كان بيد الأدارسة من أراض في شمال المغرب وطاردهم وضيق عليهم الخناق حتى اضطروا إلى الاعتصام بحصن منيع في حجر النسر بجبال الريف. والواقع أن المأساة التي عاشها الأدارسة في تلك الآونة راجعة إلى الصراع الكبير الذي نشب بين الخلافتين الفاطمية بإفريقية والأموية بالأندلس ، وكان مسرح هذا الصراع بلاد المغرب ، وبخاصة المغرب الأقصى.

وحاول الأدارسة أن يحافظوا على استقلالهم وحيادهم في الحرب الضروس الدائرة بين الطرفين . لكنهم ، بسبب ضعفهم وبسبب الضغوط العسكرية القوية التي تعرضوا لها ، تارة من جهة الفاطميين ، وطورا من جهة الأمويين ، لم يجدوا بدا من الخضوع ، حسب الظروف ، تارة لأولئك وتارة لهؤلاء. و كان ارتباطهم بالأمويين أقوى ، لاتفاق الدين ، و لقصر المسافة بين المغرب والأندلس ، ولكون الخلفاء الأمويين عاملوا زعماء الأدارسة بشيء من التقدير والاحترام بخلاف ما جرى مع الباطنية العبيديين حيث أنهم يخالفونهم في الدين و المذهب و كانوا من أهم أسباب زوال ملك الأشراف الأدارسة . والوضع الذي عرفه الأدارسة في تلك الآونة هو نفس الوضع الذي عاشه غيرهم من زعماء البربر مثل موس بن أبي العافية المكناسي وأولاده.

وبرغم الاضطهاد والمضايقات التي تعرض لها الأدارسة طوال مدة لم تكن بالقصيرة أثناء القرن الرابع ، فقد برهنوا على أن وجودهم أصبح متجذرا في عدة أنحاء من المغرب ، وأنهم ظلوا يكونون قوة سياسية متمثلة في زعامات محلية نستطيع أن نذكر منها :

أ . بني عمر : الذين كان مقر نفوذهم في صدينة ببلاد صنهاجة جنوبي الريف . واليهم ينتسب الحموديون ، الذين تولوا الخلافة بقرطبة ، ثم كانوا من جملة ملوك الطوائف بالأندلس .

ب . بنى داود : الذين امتد نفوذهم في جهة وادي سبو، ومن أمرائهم حمزة بن داود .

ج . بني القاسم : ويمثلون فرعا مهما من الأسرة إذ امتد نفوذها في الهبط . فكان لها مركز بالبصرة وآخر بأصيلا. ومن أبرز أمرائهم إبراهيم بن القاسم .

د . بني عيسى : الذين كان مقرهم بوازقور في جهة الأطلس المتوسط . وكانوا يتوفرون على معدن الفضة بجبل عوام .

هـ . بني عبيد الله : الذي سيحل بجنوب المغرب ، حيث ستنتشر ذريته . واليه يعزى تأسيس مدينتين مهمتين : تامدولت ، الواقعة في قدم السفح الجنوبي للأطلس الصغير وبها معدن الفضة ، وإگلي التي جعل منها عاصمته بعد استيلائه على سوس . وسيمتد نفوذه إلى لمطة ومشارف الصحراء جنوبا وإلى أغمات ونفيس شمالا. ويمكن القول إن هاته الأسرة كان لها نفوذ روحي قبل كل شيء في المنطقة المذكورة .

و. ومن فروع العلويين المتصلين بالأدارسة ، نذكر بني سليمان بن عبد الله وهو أخو إدريس الأول . وتختلف الروايات في شأنه هل قتل في معركة فخ أم هل تمكن من الفرار ونجح في الوصول إلى تلمسان. ومهما يكن ، فإن ولده محمد تتفق المصادر على ذكر اسمه كأمير على تلمسان وما حولها من أقاليم في المغرب الأوسط . وهو الذي قدم عليه إدريس الثاني ليستلحق إمارة تلمسان بمملكة الأدارسة ، وتركه على رأسها . وعن محمد بن سليمان تفرعت عدة فروع انتشرت بجهات مختلفة من المغرب الأوسط . إلا أن المصادر تشح كثيرا ، بالأخبار عن هذه الأسرة المرتبطة بالأدارسة .


نهاية الأدارسة بالمغرب
برغم المصائب التي توالت على الأدارسة منذ تصدى لهم موسى ابن أبي العافية ، فقد أمكنهم أن يصمدوا وأن يحافظوا على وجودهم السياسي على يد بني القاسم بن إدريس. فقد اتفق الأدارسة على تولية القاسم بن محمد بن القاسم ابن إدريس واستمر في إمارته إلى أن توفي سنة 337 هـ. فتولى بعده ولده أبو العيش أحمد. وتميز بالعلم والفقه والورع . وكان مواليا لبني أمية الذين ازداد نفوذهم توطدا بالمغرب . وفضل أبو العيش أن ينهي حياته مجاهدا ، إذ توجه للأندلس حيث استشهد في ساحة القتال سنة 343 هـ. فكان الذي خلفه بعد انصرافه إلى الجهاد أخوه الحسن بن گنون. وفي عهده وقع هجوم جديد للفاطميين على المغرب كان الهدف منه استرجاع سطوتهم على البلاد . فاضطر الحسن أمام قوة الهاجمين إلى التحول بولائه إلى جهة المهاجمين . لكنه لم يتخذ ذلك الموقف إلا تقية ، إذ رجع بولائه إلى الأمويين بمجرد انصراف جيوش الفاطميين عن المغرب .

وبعد مدة ، جاء جيش فاطمي آخر بقيادة بلكين بن زيري. فاضطر الحسن ، مرة أخرى، إلى نفض يده من بيعة الأمويين وتجديد بيعته للفاطميين . وفي هذه المرة انضم إلى معسكر الفاطميين بصورة فعالة وساهم في التنكيل بأنصار الأمويين في البلاد مما أحقد عليه الخليفة المرواني الحكم المستنصر الذي وجه جيشا كبيرا إلى المغرب للانتقام منه وبعد معارك ضارية ، اضطر الحسن للالتجاء إلى حجر النسر ثم للاستسلام والذهاب مع ذويه إلى قرطبة ( 363 هـ / 974 ) لكن ، ما لبث أن حدثت نفرة بينه وبين الحكم بعد سنتين من إقامته بقرطبة . فنفاه الخليفة الأموي هو وذويه عن الأندلس فالتجأوا إلى الفاطميين بمصر، حيث وجدوا استقبالا حسنا وظلوا هنالك إلى غاية 373. وحينئذ أمر الخليفة الفاطمي بتجهيز الحسن بجيش ليذهب إلى المغرب ويستعيد إمارته باسم الفاطميين . لكن المنصور بن أبي عامر بعث لقتاله جيشا قويا . فاضطر إلى طلب الأمان . لكن المنصور لم يف له وأمر باغتياله وهو في الطريق إلى قرطبة (375 / 985) . وبذلك ´´انقرضت أيام الأدارسة بالمغرب بموت الحسن بن كنون آخر ملوكهم ´´. (القرطاس ص 94) .

بالرغم على التدهور الذي حصل للأدارسة طوال أزيد من قرن ، يمكن القول أنهم قاموا بدور أساسي في تاريخ المغرب :

. على أيديهم تم تحويل المغرب ، بصورة فعالة إلى عهد الإسلام الذي عملوا على نشره في أنحاء مختلفة من البلاد.
. بمبادرتهم جرت أول محاولة لتجاوز القبلية وذلك بتأسيس دولة على النمط الإسلامي لها حاضرتها فاس . فكان عملهم أول انطلاقة فعلية للدولة المغربية في التاريخ.
. مجهودهم على المستوى العمراني باستحداث مدن جديدة أو انعاش القديمة مع تنشيط الحركة التجارية وإنشاء عدد مهم من دور السكة في جهات مختلفة من المغرب .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

سلمت يــداك احسنت وبارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

جميل جدا
واقترح على الجميع استخدام الحمض النووي
فهو الحكم العدل في علم الانساب

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

نسب قبيلة الرشايدة العباسية الهاشمية بالمصادر والموروث والحمض النووي


أقول أنا ( السمهودي ) عبد الله خلف الشويلعي الرشيدي العباسي الهاشمي القرشي أن قبيلة الرشايدة عباسية هاشمية قرشية النسب والحسب والدليل هو الموروث والمصادر التاريخية القديمة والحمض النووي .

قال عبد الله محمد عوده الرشيدي سنة 1909 م وهو من رشايدة السودان أن قبيلة الرشايدة سلالة الخليفة العباسي هارون الرشيد .

السلاله J1c3d2 الموجبه لـ التحور l222,2 وهي سلالة قبيلة الرشايدة وهي تتفق مع سلالة قريش وبني هاشم .

الرشايدة اولاد : السيد الشريف علي الزول بن محمد، بن يعقوب بن الحسين بن عبد الله المأمون بالله الخليفة بن هارون الرشيد بالله الخليفة بن محمد المهدي بالله الخليفة بن عبد الله المنصور بالله الخليفة بن محمد الكامل بن علي السجاد بن عبد الله حبر الأمة بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي .
وقد ذكر هذا النسب ياقوت الحموي في كتابه " معجم الادباء " مانصه (( أحمد بن علي بن هبة الله بن علي الزوال - وأصله الزول وإنما غيره المتكلمون وزادوا ألفاً والزول الرجل الشجاع وقد ذكر ذلك في كتاب الألفاظ لابن السكيت - بن محمد بن يعقوب بن الحسين ابن عبد الله المأمون بالله الخليفة بن هارون الرشيد بالله الخليفة بن محمد المهدي بالله الخليفة بن عبد الله المنصور بالله الخليفة بن محمد الكامل بن علي السجاد ابن عبد الله حبر الأمة بن العباس سيد العمومة ابن عبد المطلب شيبة الحمد، بن هاشم عمرو العلا، ابن عبد مناف بن قصي، بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، بن النضر هو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان))
المصدر (( معجم الادباء - ياقوت الحموي - ص448 ))
بالنسبة لزمن " السيد الشريف علي الزول " حسب تسلسل نسبه يكون فيما بين اواخر القرن الرابع الهجري وبداية القرن الخامس الهجري (380 هـ و 420) يكون زمنه منذ 1020 سنه تقريبا .
فقبيلة الرشايدة من السادة الأشراف العباسيين الهواشم من قريش وهم من أحفاد الأمير المجاهد هارون الرشيد العباسي رحمه الله .
يقول السمعاني في كتابه الانساب ج3 ص 67 , 68 مانصه (( الرشيدي- بفتح الراء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى بلدة من نواحي مصر يقال لها رشيد على ساحل الاسكندرية من الثغر والمشهور بالانتساب إليها سعيد بن سابق الرشيدي.
واضاف في صفحه 68 ((أما القاضي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون الرشيد ابن المهدي أمير المؤمنين المعروف بالرشيدي من أولاد هارون الرشيد وقيل له الرشيدي لذلك )) انتهي
وقال ابن القسراني في كتابه الانساب المتفقه مانصه (( الرشيدي والرشيدي والرشيدي الأول منسوب إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد منهم احمد بن محمد بن عبد الله بن احمد أبو الفضل الهاشمي الرشيدي.
واضاف
الثاني منسوب إلى بلدة رشيد من ثغور سواحل مصر بالقرب من الإسكندرية دخلتها ولم يكن بها من يحدث إذ ذاك وخرج منها جماعة من المحدثين منهم عبد الوارث بن إبراهيم بن فراس الرشيدي يقال له المرادي قاضي رشيد
واضاف
الثالث لقب أبي عبد الله محمد بن محمود الرشيدي النيسابوري يروى عن أبي طالب بن غيلان وغيره سمعت عبيد الله بن الحسن يقول سألت محمد بن علي ابن محمد الفطري التاجر عن سبب لقب أبي عبد الله الرشيدي فقال سمعت أبي يقول كان أبو متوجها مجدودا في الأمور وكان الناس يقولون أنه رشيد فوقع عليه هذا الاسم ولقب بالرشيدي )) انتهي
وبعد الدراسة والتحقيق وبعد مراجعة الوثائق والمخطوطات والكتب التاريخية القديمة والحديثة الموثقه ثبت علمآ وشرعآ بلا شك ولا جدال أن قبيلة الرشايدة (عيال الزول) الكرام من السادة الأشراف العباسيون الهاشميون القرشيون وهم أولاد : السيد الشريف علي الزول بن محمد، بن يعقوب بن الحسين بن عبد الله المأمون بالله الخليفة بن هارون الرشيد بالله الخليفة بن محمد المهدي بالله الخليفة بن عبد الله المنصور بالله الخليفة بن محمد الكامل بن علي السجاد بن عبد الله حبر الأمة بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي .

الحمض النووي DNA أثبت هاشمية وقرشية قبيلة الرشايدة ، فنتائج الحمض النووي للرشايدة تتفق كثيرا مع نتائج الهاشميين والقرشيين .

وقد حدثني الشيخ الكريم محمد الخياري الرشيدي أن قبيلة الرشايدة ترجع إلى بني عامر بن لؤي القرشيين وهم من قريش ، كما أن الشيخ الباحث مطير بن مجبل الشريكة حفظه الله حدثني قائلآ أن قبيلة الرشايدة يرجعون بنسبهم إلى هارون الرشيد العباسي الهاشمي ، كما أن رابطة الشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم في المغرب أعطت شيوخ قبيلة الرشايدة في الكويت عدة شهادات إثبات نسب شريف لقبيلة الرشايدة بتوقيع من الشريف العلامة عبدالسلام بن رحال القرن الإدريسي الحسني ، حيث أن هذة الشهادات تقول أن قبيلة الرشايدة من سلالة هارون الرشيد العباسي الهاشمي ، ويشهد بذالك أيضاً كل من الشريف النسابة قاسم بن محمد السعدي والشريف الدكتور النسابة يحيى بن زكريا الشريف الحسيني والشريف النسابة محمد إبراهيم الشباك الرفاعي .

والحقيقة أن ذرية الخليفه العباسي هارون الرشيد قد تفرقوا وتشتتوا بين قبائل العرب بعد سقوط الدولة العباسية هربا من القتل والسجن والتعذيب فمنهم هاجر إلى الحجاز وفي الحجاز تفرقوا وحصلت رحلات وهجرات لهم منهم من ذهب إلى الأردن والسودان ومصر وهكذا .

والله تعالى أعلم .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

==============
المصادر والمراجع
الحمض النووي DNA
تاريخ الخلفاء لسيوطي
تاريخ الاسلام الذهبي
سير اعلام النبلاء للذهبي
عون الروضان ص 59
القبائل العراقيه ليونس أبراهيم السامرائي صــ 60.61.62 ج1
موسوعة القبائل العراقيه تأليف ثامر عبدالحسن العامرى صــ 309.310.311 ج4 مكتبة الصفا والمروة لندن .
لب الالباب للاسيوطى صـــ 353 ج1
السمعاني صـــ 67 ومابعد ج 3
الاكمال لابن ماكولا صــ 138 ج4
الرحلة الحجازية محمد لبيب البتنوني ص 51
الرحالة البريطاني ديكسون,( صاحب كتاب عرب الصحراء )
شهادة رابطة الشرفاء الأدارسة وأبناء عمومتهم بالمغرب
شهادة مؤسسة العالمية التاريخية لتوثيق الانساب في الاردن بتوقع من الشريف النسابة يحيى بن زكريا والشريف قاسم السعدي .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

شكراً وبارك الله فيك لك مني أجمل تحية ...

* * *

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

إدريس هرب من المشرق حيث تم قتل اخوانه وأبوه واسرته وطلب من البربر الأمازيغ حمايته وكانت قبيلة أوربة الأمازيغية هي من حمته واستغلت فيما بعد نسبه إلى الرسول عليه الصلات و السلام وعينته إماما وقائدا لتجمع حولها جميع القبائل الأمازيغية في المغرب التي تتقاتل على السلطة
وهذا نداء إدريس إلى المغاربة بعد هروبه كما هو وارد في التاريخ الرسمي :
وقال إدريس الأول مخاطبا المغاربة، وفق الوثيقة التاريخية تلك، "وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقاً وغرباً، وأظهروا الفساد، وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً، فليس للناس ملجأ، ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء، فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا البربر، اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين، من ذرية النبيين، فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين.. واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم، وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره، وقل ناصره، وقتل إخوته، وأبوه وجده، وأهلوه، فأجيبوا داعي الله، فقد دعاكم إلى الله، فإن الله عز وجل يقول: (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء).
يستنتج من مضامين هذا النداء التاريخي بأن "إدريس الأول ما كان شيعياً، بل كان إماما من أئمة السنة