عنوان الموضوع : فرنسا خرجت من النافذة لتعود من الباب { بالدّليل} خبر
مقدم من طرف منتديات العندليب

يعتبر أحمد لخضر بن سعيد، الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، أن الحزب الأكثـر فاعلية في الجزائر هو ''حزب فرنسا''، حيث يعتقد أنه أحكم قبضته بشكل كبير في فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة· كما يرى بن سعيد، الذي نزل ضيفا في ركن النقاش، أن الأفالان هي حامية مصالح فرنسا الاستعمارية في الجزائر· وبخصوص قضية زروال، فإنه ينفي تعرضه لضغوط خارجية، في حين يؤكد أن استقالته كانت بسبب ضغوط تعرض لها من طرف الجنرالين خالد نزار والعربي بلخير، هذا الأخير الذي يعتبره عرّاب الأحزاب والرؤساء·

الجزائر في يد ''حزب فرنسا''

يعتقد السيد أحمد لخضر بن سعيد، الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، أنّ ''حزب فرنسا'' قد أحكم قبضته على الجزائر خلال العشرية السابقة، بفضل نجاح مزدوجي الجنسية في الاستحواذ على مراكز القيادة والقرار في الدولة الجزائرية وفي مؤسساتها· وقال الأمين بن سعيد، في لقاء مع ''الخبر الأسبوعي''، إن الجنسية الفرنسية خلال هاته العشرية أصبحت شرطا للوصول إلى أعلى المناصب، معتبرا أن ذلك جزء من صفقة وصول عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم بفضل ''الضباط المنحدرين من الجيش الفرنسي''·

ب· علاوة

حسب محدثنا الذي يترأس حاليا جمعية لمناهضة الفكر الإستعماري، فإن الثلاثي المؤثر في أهم الأحداث التي شهدتها البلاد منذ أكتوبر 88 يتكون من الجنرالات خالد نزار وزير الدفاع، والعربي بلخير رئيس الديوان برئاسة الجمهورية، ومحمد تواتي العقل المدبّر، ''هذا الثلاثي هو الذي حمل عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم في .''1999 وقال: ''كنا نرى في الرئيس بوتفليقة لدى عودته في سنة 1999 شخصا تعرض للاضطهاد، وهو يعرف هذا الحزب ربما أفضل من غيره، وكنا نتوقع أن يضع حدّا له ويعيد الجزائر للجزائريين، ولكن هذا الحزب ازداد قوة، مع الأسف، خلال السنوات العشر الماضية من حكم بوتفليقة· الجزائر الآن هي تحت رحمة هذا الحزب الذي يقودها في ظل السيد عبد العزيز بوتفليقة· رئيس الدولة الأسبق بن جديد قال عن خالد نزار إنه ينحدر من الجيش الفرنسي· لكن، من الذي أوصل خالد نزار إلى المكانة التي وصل إليها؟ أليس هو الذي عيـّنه قائدا للأركان ثم أول وزير دفاع في الجزائر المستقلة؟ ومن الذي احتضن العربي بلخير ورقاه في المسؤولية وجعل منه رئيس لديوانه؟ أليس هو الشاذلي بن جديد نفسه؟''·

ومضى محدثنا قائلا إن فرنسا قد خرجت حقيقة من الجزائر بعد استعمارها أكثر من قرن من الزمن، لكنّ ذلك الخروج لم يكن تامّا· دوغول كان يعرف بعض الجزائريين عن قرب خلال الحرب العالمية الثانية، وكان يثق فيهم إلى حدّ أنه لا ينام إلاّ وسطهم· من بين هؤلاء أول رئيس للدولة الجزائرية المستقلة أحمد بن بلة الذي كان برتبة مساعد في الجيش الفرنسي· دوغول كان يؤمن أنه لا مخرج من المأزق الجزائري إلا بخروج فرنسا منها، مع ضمان بقاء التأثير الفرنسي فيها· كان أول شيء فعله دوغول بعد توليه مقاليد الحكم هو لقاء عدد من أبناء العائلات الجزائرية العاملين في الجيش الفرنسي· وتم اللقاء بالفعل حول مأدبة عشاء، وخاطب دوغول ضيوفه بالقول إنه ينبغي عليهم ''الفرار'' من الجيش الفرنسي والالتحاق بصفوف الثورة، لأن الجزائر مقبلة على الإستقلال عن فرنسا ويجب على هؤلاء القوم أن يصلوا إلى أعلى المسؤوليات فيها· وكان دوغول يقول لمن يتهمونه بالتفريط في الجزائر الفرنسية من المعمرين والضباط الإستعماريين إننا خارجون من الجزائر، لكننا سنترك هنا بعض الجزائريين ممن سيدافعون عن مصالح فرنسا أفضل من الفرنسيين أنفسهم، وإذا حدث ولم تتحقق مقولتي هاته، فتعالوا لتنبشوا قبري وتدنسوا عظامي· خطة دوغول تحققت· وإلا، كيف نسمي وصول الضباط الجزائريين القادمين من الجيش الفرنسي إلى رئاسة ديوان رئيس الجمهورية ووزارة الدفاع؟ هؤلاء وغيرهم كثيرون، أصبحوا يشجعون مزدوجي الجنسية على تقلد مختلف المسؤوليات في كل المستويات، خاصة القيادية· نحن كأسرة ثورية لا مشكل لدينا مع فرنسا ولا مع مزدوجي الجنسية هناك ولا مع الجالية الجزائرية· ونحن نضع نصب أعيننا أنه سوف يأتي يوم يخرج فيه من بين صفوف هؤلاء رئيس للدولة الفرنسية· الضرر لا يأتي إذن من هؤلاء، بل من أولئك الذين يحملون الجنسيتين واستطاعوا التسلل إلى مراكز القرار في الدولة الجزائرية وفي مؤسساتها· إنهم في الغالب لا يؤمنون بأصل هذا الشعب ولا بتضحياته ولا بانتمائه الحضاري·

وقال إنهم مبثوثون في كل مواطن المسؤولية والقيادة، بما في ذلك الوزراء· لقد مرّ وقت كانت الجنسية الفرنسية تمثل مقياسا للحصول على منصب قيادي خاصة بعد سنة .1988 أليس مما يبعث على الأسف أن ينتقد رئيس الدولة في خطاب عام هؤلاء القوم ولا يجد غضاضة في توقيع مراسيم تعيينهم؟ أغلبية الإطارات المسيرة في دواليب الدولة الجزائرية من حملة الجنسية الفرنسية· إنهم لا يهددون مصالح الدولة الجزائرية فقط، بل يهددون كيانها· لا ريب أنكم لاحظتم أن جل الملتقيات الاقتصادية تقريبا التي تنظمها مختلف الوزارات، يكون هناك وجود فرنسي ملحوظ· ولعلمكم، فإن أصحاب كل الشركات الفرنسية العاملة في الجزائر هم من قدماء الأقدام السوداء الذين كانوا هنا قبل الإستقلال· وأؤكد على كلمة كلّها، وأتحدّى من يثبت العكس·

وعن ازدياد الطلب على الجنسية الفرنسية من طرف الشبان، قال إنه لا يلوم ذلك الشاب من خرّيجي جامعة، وقد انسدت كل الأبواب في وجهه، إذا سعى للحصول على الجنسية الفرنسية كوسيلة خلاص من وضعه المتردي، إنه مثل الحرافة، لا فرق بينهما· اللوم يوجه لنظام الحكم عندنا الذي يشبه تماما النظام التركي في الماضي الذي لم يكن يهتم سوى بجمع الضرائب ثم ترك البلاد لقمة سائغة للإستعمار الفرنسي· ثروة البلاد الحقيقية ليست في البترول، بل في شبابها· إذا لم يجد الشاب العناية التي يستحقها، فإنه سيفقد شيئا سيكون من المستحيل أن يتداركه، وهو الشعور بالوطنية· أنا أتوقع لو أن هناك استعمارا آخر يأتي إلى الجزائر، فإن أول من يستقبله بالورود والترحاب هم الشباب· ولا لوم عليه بتاتا في ذلك· لسان حاله يقول أنا في بلدنا وأموال البترول متوفرة وأجد نفسي ضائعا في سنّ الثلاثين والأربعين بدون أسرة ولا عمل، ربما سيوفر لي هذا الاستعمار القادم ما لم تستطع دولتي المستقلة أن توفره لي· ؟

بلخادم أحد رموز ''حزب فرنسا''

يرى أحمد لخضر بن سعيد أن عبد العزيز بلخام، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، هو أحد رموز ''الحزب الخفي''، أي ''حزب فرنسا'' في الجزائر ويكشف: ''كان بلخادم الكاتب الشخصي والسري للعربي بلخير، كلما تكون مؤامرة على الجزائر، كلما يكون ملف يتطلب حضور معربين، توجه الدعوة إلى شخصين هما عبد العزيز بلخادم وعبد القادر بن صالح''·

يضيف الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء اسم السيد كبير، المسؤول السابق في التجمع الوطني الديمقراطي، إلى هذه المجموعة· ويعتقد أحمد لخضر بن سعيد أن عبد العزيز بلخادم، قد شارك في مؤامرة للإطاحة برابح بيطاط من منصب رئاسة المجلس الشعبي الوطني مطلع التسعينات· ويقول ''من بين نواب رئيس هذا المجلس، كان بلخادم هو الوحيد الذي ليست له أية علاقة بالثورة وبالتاريخ·· ماذا كان يمثل بلخادم داخل هذا المجلس؟ كان يقود الخلية التابعة للعربي بلخير الذي كان مديرا لديوان رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد''·· ويضيف أن العربي بلخير هو الذي أوصل بلخادم إلى نيابة رئاسة المجلس الشعبي الوطني، وهو الذي نظم اجتماعا بعد أحداث أكتوبر 1988 الدامية وطلب من بلخادم الإلحاح من أجل لقاء الرئيس الشاذلي مع حضور رابح بيطاط ونوابه·
''قبل بيطاط الاقتراح وطلب اللقاء من الرئيس الشاذلي، الشاذلي يحترم المناضلين الذين سبقوه في الكفاح، وأعطى الكلمة لرابح بيطاط، تكلم بيطاط عما قام به الشاذلي، قاطعه شاذلي وطلب منه أن يعطي الفرصة لنوابه من أجل التحدث والتعبير عن آرائهم، فنطق بلخادم قائلا أن انتقاء بيطاط لنمط تسيير الرئيس الشاذلي لا يلزمه إلا هو، بعدها استأذن رابح بيطاط وغادر الجلسة· استدعى بيطاط المجلس في دورة طارئة وقدم استقالته·· من عوضه في هذا المنصب؟ عبد العزيز بلخادم!''·

من ناحية أخرى، يتهم أحمد لخضر بن سعيد عبد العزيز بلخادم بقيامه بدور كبير في فتنة إضراب واعتصام مناضلي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عام 1991 ويضيف: ''كان بلخادم أحد العناصر المشجعة لذلك الاعتصام، وكان مكلفا بمهمة ألا وهي الإطاحة بحكومة مولود حمروش!''·

والهدف الآخر، حسب رأي المسؤول السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، هو التخلص من الفيس بعد مساهمته في تثبيت التيار الوطني في الجزائر ويقول: ''هذه الاستراتيجية خطط لها حزب فرنسا!''·

فيصل مطاوي

أحمد أويحيى لم يكن يتصور وصول بوتفليقة إلى الحكم

قال بن سعيد إنه في لقاء سابق مع أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، ذكر الوزير الأول الحالي لأحمد لخضر بن سعيد، الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، إن الجزائر لن ترفع رأسها مع عبد العزيز بوتفليقة كرئيس للجمهورية: ''قال لي هذا الكلام، وهو يشير إلى صورة بوتفليقة معلقة على الجدار!'' يقول ضيف النقاش· ويشير أن أويحيى حذّره من انتقاد المسؤولين، ويضيف: ''قال لي إنه ليس من حقي الكلام عن هؤلاء في هذا الوقت لأنهم، بحسب رأيه، قادرون على فعل أي شيء· وقال لي أويحيى إنه لم يكن يتصور أبدا أن يصل بوتفليقة إلى الحكم، وأضاف أنه يمكن انتظار أي شيء منه''· همّ الوحيد أويحيى، حسب بن سعيد، المناصب والمكاسب·
أماعن عبد العزيز بلخادم، فيقول ضيف ''الخبر الاسبوعي''، أن هذا الرجل قام بجمع التوقيعات لأحمد طالب الإبراهيمي، الوزير الأسبق للخارجية، بغية الترشح إلى الرئاسيات عام 1999 رغم أن طالب لم يكن يناضل داخل صفوف جبهة التحرير الوطني·

وفي سؤال حول سر بقاء أبو بكر بن بوزيد في وزارة التربية لمدة 16 سنة، يجيب أحمد لخضر بن سعيد أن الهدف هو مواصلة العمل على تجريد المدرسة الجزائرية من أصولها الوطنية، ويضيف: ''هذه مهمة بن بوزيد ومن معه من مسؤولين في هذه الوزارة''· ؟ف· م

ساركوزي زار مكتب والده في قسنطينة

كشف السيد أحمد لخضر بن سعيد أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زار مكتب والده الذي كان ضابطا في الجيش الفرنسي بمدينة قسنطينة خلال ثورة التحرير· وقال ضيف ''الخبر الأسبوعي''، في لقائه مع طاقم الجريدة، إن والد نيكولا ساركوزي شارك في مجازر قسنطينة التي تسبّب فيها اليهود القاطنون بالمدينة يوم الجمعة الموافق لـ12 ماي ,1956 وهو حدث أصبح يجري التستر عليه وطمسه حتى كاد يقتلع من الذاكرة، حسب رأي محدثنا·
وقال أحمد لخضر بن سعيد، الذي يرأس الآن الجمعية الوطنية لمناهضة الفكر الإستعماري، إنه يعتبر تلك الزيارة إهانة للجزائريين ولثورتهم ولشهدائها، بالنظر إلى ماضي والد ساركوزي كعسكري في الجيش الإستعماري أثناء حرب التحرير، ملاحظا أن وسائل الإعلام الجزائرية لم تتطرق لهاته الزيارة في تقاريرها عن استقبال قسنطينة لرئيس الدولة الفرنسي في أول زيارة رسمية له للمستعمَرة الفرنسية السابقة في شمال إفريقيا·

وقال إن كل رؤساء الدولة الفرنسية بعد دوغول لهم علاقة ''عائلية'' بالجزائر، وآخرهم ساركوزي الذي هو إبن عسكري في اللفيف الأجنبي من أصل روماني، عمل في سيدي بلعباس، وبفضل ذلك نال الجنسية الفرنسية قبل أن يتعرف على أسرة يهودية ويقترن بإحدى بناتها التي هي والدة نيكولا ساركوزي· وقال إنه ذهب من بلعباس إلى قسنطينة، وهناك شارك في مجازر قسنطينة في 12 ماي .56 وعندما زار الرئيس ساركوزي قسنطينة قبل سنة، زار المبنى الذي كان يوجد فيه مكتب والده غير بعيد من سجن الكدية· وفي نفس السياق، ذكر الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اهتم بزيارة الغرب الجزائري، بسبب أن عائلته كانت متوطنة هناك·

وكانت زيارة الرئيس ساركوزي تمت في ديسمبر 2016 وسبقها جدال فجّره وزير المجاهدين محمد الشريف عبّاس عندما عّير الرئيس الفرنسي بأصله اليهودي، مطالبا باعتذار فرنسا عن جرائمها خلال الحقبة الإستعمارية· وقد اضطر رئيس الدولة الجزائري ليتدخل بنفسه ويضع حدا للجدال، قائلا إن آراء وزير المجاهدين لا تلزمه إلاّ هو، وأن ملفّ العلاقات الخارجية هو من اختصاصه بصفته رئيس الدولة·
ويذكر أيضا أن عبد العزيز بلخادم الذي كان رئيسا للحكومة آنئذ، اختار اليوم الأخير من زيارة ساركوزي ليعلن نية الرئيس بوتفليقة في تعديل الدستور والتقدم لولاية رئاسية ثالثة·

ب·ع

لا يوجد في الجزائر قانون يجرّم الإستعمار

أكد لخضر بن سعيد إن مشكلتنا مع فرنسا لن تنتهي بالنداءات والتنديد، لأن اعتراف فرنسا بجرائمها المقترفة خلال 130 سنة في الجزائر لا يمكن أن يغلق الملف دون أن نسن تشريعات قوية بإمكانها أن تكون وسيلة المفاوضات مع محكمة العدل الدولية·
وفي هذا الإطار، رد ضيف ''النقاش'' رد الناطق الرسمي للهيئة الجزائرية المناهضة للفكر الاستعماري بأنه بالرغم من الخطوات التي أخذتها فرنسا من أجل تلميع صورتها في الخارج ومحاولة رد الاعتبار لبعض شعوب مستعمراتها القديمة، على غرار سن قانون الجمعية الفرنسية في 23 فيفري 2016 المناهض للاستعماروالجرائم المقترفة في حق الجزائريين وتعويض ضحايا التجارب النوية، إلا أن الجزائر لا تملك الآليات التي بإمكانها أن تفاوض بها أو تطلب بها حق الملايين من الجزائريين·

وناشد بن سعيد نواب المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة للإسراع بسن وإصدار قانون جزائري يجرّم الاستعمار، يكون أداة قانونية تسمح بمتابعة فرنسا الاستعمارية طبقا للقوانين الدولية· وفضلا عن ذلك، طالب المتحدث بخلق محكمة جزائرية للفصل في قضايا الجزائريين ضحايا الاستعمار، والأخذ بأيدي أولئك الذين لا تزال العدالة الفرنسية تستهزئ بهم منذ سنوات·

ودعا المتحدث إلى وضع برنامج عملي للتحرك لإجبار فرنسا على الاعتراف وفتح ملفات الاحتلال الفرنسي، ويكون هذا التحرك واضحا يلزم مختلف إطارات الدولة الحكومية والنيابية والأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني· كما طالب المتحدث فرنسا الاستعمارية الاعتراف وتعويض الجزائريين، بدءا من الديون التي مازالت لم تسدد قبل احتلالنا إلى نتائج التجارب النووية· ومن جانب آخر، قال المتحدث إن إعلان فرنسا مؤخرا بتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء هي نية إيجابية، ولكن من الأجدر بها أن تحدد كيفية التعويضات·

كما حذر الأمين العام السابق لتنسيقية أبناء الشهداء من آثار بقايا التجارب النووية في رفان، والتي انتشرت إلى مناطق أخرى مثل سعيدة والبيض، والتي فتكت بالمئات من الجزائريين، وخصوصا الإصابات بمرض السرطان القاتل·
ف·ز

هناك من يناضل وهناك من يلهث وراء المناصب


أعاب لخضر بن سعيد، الأمين العام السابق لتنسيقية أبناء الشهداء، على بعض الإطارات المنضوية تحت غطاء منظمات المجاهدين وأبناء الشهداء أنها أصبحت تابعة لحزب من الأحزاب الكبرى في الجزائر، ملمحا إلى حزب جبهة التحرير الوطني أو إلى التجمع الوطني الديمقراطي· وذكر ضيف ''النقاش'' أن كلا من ''خالد بونجمة رئيس التنسيقية لأبناء الشهداء، العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني العياشي دعدوعة، وعبد السلام بوالشوارب، كلهم يسبحون في فلك الحزب وفي فلك النظام ولا يمثلون الأسرة الثورية، في الوقت الذي من المفروض أن تكون لهم استقلالية''· وندد بن سعيد بكل شخص يقوم على حد تعبيره ''بتشويه صورة الجزائر والأشخاص الذين صنعوا تاريخنا المجيد''، مضيفا أن ''هذه الشخصيات المنتمية إلى الأحزاب هي شخصيات مزيفة في التاريخ''·

وأصر المتحدث على أن ''هناك أعضاء في المنظمات يناضلون من أجل الوصول إلى مناصب والحصول على امتيازات في الدولة الجزائرية، وهناك مناضلين أوفياء لمبادئهم''·

ر· أ




بن حمّودة اغتيل حتى لا يكون رئيسا للجمهورية

كشف أحمد لخضر بن سعيد أن اغتيال النقابي السابق عبد الحقّ بن حمودة كان فعلا مدبرا، الغاية منه منعه من الوصول إلى رئاسة الدولة·

وردّا على ما قاله الأمير السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ المحل مدني مزراف من أن عبد الحق بن حمودة: ''قُتل لأنه كان يحمل السلاح ويَقتل''، قال الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء: ''أشهد أمام الجميع أن بن حمودة لم يحمل سلاحا في حياته، وأن سلاحه كان الدفاع عن مبادئه وعن الطبقة الشغيلة التي ينتمي إليها''·

وكان الأمين العام السابق للإتحاد العام للعمال الجزائريين تعرض لاعتداء أودى بحياته في جانفي 1997 أمام مقرّ الاتحاد بحي الثامن ماي بعد أن غادر مكتبه· وفي جانفي 2016 جرت محاكمة قاتليه الخمسة المفترضين غيابيا وحكم عليهم بالإعدام· وكانت ''الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح'' قد أعلنت تبنيها للعملية، كما تبنت مقتل كل المثقفين والشخصيات السياسية المعادية للإسلاميين المتشددين·
وكان عبد الحق بن حمودة من أشد الشخصيات عداء للأصوليين، وأكثرها سعيا لكسر شوكة تيار الإسلام السياسي، حيث أسس ما يعرف بـ''لجنة إنقاذ الجزائر'' مطلع 1992 بعد فوز ''الفيس'' في الانتخابات، وبعدها بأيام، ''استقال'' الرئيس الشاذلي بن جديد وألغيت تلك الانتخابات· وقد تردد بعد مقتل بن حمودة أن أياد في السلطة متورطة في الجريمة، على أساس أنه كان يستعد لإنشاء حزب بديل للحزب الحاكم· وبالفعل، فقد أنشئ هذا الحزب وحمل اسم ''التجمع الوطني الديمقراطي''، وآلت زعامته إلى أحمد أويحيى بعد استبعاد مؤسسيه التاريخيين·

وأوضح أحمد لخضر بن سعيد أن الرئيس السابق اليامين زروال ومستشاره للأمن الجنرال محمد بتشين كانا يسعيان إلى توفير الظروف من أجل بروز شخصية قيادية لها امتداد شعبي أصيل· وقال إن إنشاء التجمع الوطني الديمقراطي كان من جملة الترتيبات التي تم التفكير فيها لتحقيق هذا المشروع، باعتبار أن بن حمودة كان سيرأس هذا الحزب، طريق يوصله إلى رئاسة الدولة·

وحمل أحمد لخضر بن سعيد مسؤولية اغتيال بن حمودة لنفس ''الحزب الخفي'' كما يصفه هو، أو ''حزب فرنسا''، لمنع وصول شخصية وطنية إلى السلطة قد تضر بمصالحه· وقال إن هذا التيار ما كان يقبل أن تصل إلى قيادة البلاد شخصية لها جذور شعبية مثل بن حمودة زيادة على استقامته ونزاهته، مما يجعله ''غير قابل للشراء وللتجنيد''·

ب·ع

زروال استقال بسبب ضغوط نزار وبلخير

قال لخضر بن سعيد إن خروج الرئيس السابق اليمين زروال لم يكن تحت ضغوط خارجية، كما سبق وأن صرح رئيس الأفانا موسى تواتي، حيث أرجع بن سعيد استقالة زروال إلى ضغوط داخلية تعرض لها من طرف من وصفهم بأنهم ''نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب ويملكون حق ملكيته''، وهم الجنرالان العربي بلخير وخالد نزار· وقال إن زروال رفض لقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك سريا في نيويورك، رغم أن الجزائر كانت منهارة وكانت ''تحت رحمة الإرهاب الذي كان في أوج أيامه ويتمتع بسند شعبي''، فكيف بمن يرفض مثل هذا الطلب أن يخضع لضغوط خارجية·

وفي سرد لتفاصيل ما حدث، يقول بن سعيد إن زروال انتهت مهمته وفق رؤية العربي بلخير وخالد نزار، بل أصبح يشكل خطرا عليهم من خلال القوة التي أصبح يتمتع بها التيار الوطني الذي أضعف بشكل كبير مباشرة بعد رحيل زروال، إضافة إلى إضعاف العديد من المناضلين الوطنيين المخلصين، الذين حل مكانهم مناضلون يبحثون عن المصالح الشخصية، والفرق بين مناضل وطني مخلص وآخر مصلحي واضح وكبير وفق نظرة بن سعيد، إذ من خلال هذا كان يجب خروج زروال من الحكم بأي طريقة كانت، فإما عن طريق الفتنة وإسالة المزيد من الدماء، وإما أن ينسحب، وهو ما حصل بالفعل·
غير أن لخضر بن سعيد عاد ليقول إن كل ما قدمه زروال من حجج بشأن انسحابه من الرئاسة غير مقنع، ويجب عليه تبرير ما قام به مستقبلا للشعب الجزائري، واصفا ما أقدم عليه زروال حينها بأنه ''تخلّ عن المسؤولية تكتب عليه''، معتبرا أن الوطنيين هم الذين انتخبوه، وأنهم كانوا مستعدين للموت قبله مقابل أن يكمل عهدته، غير أنه فضل الاستقالة، مما فتح الباب واسعا أمام الانتهازيين·
وأضاف بن سعيد أن زروال استطاع التغلب على الإرهاب في سنة .1998 وأكد في هذا الصدد أن الإرهاب قضي عليه سياسيا وعسكريا في تلك السنة، وبدأت الجزائر تستعيد مكانتها، رغم أن زروال لما تقلد الحكم كانت خزينة الدولة فارغة· وهنا، ذكر بن سعيد حادثة قال فيها إن ''زروال لم يجد ما يشتري به الزبيب والعينة لسكان العاصمة في شهر رمضان''·

م· ب

الأفالان حامي مصالح فرنسا الاستعمارية في الجزائر

عتبر لخضر بن سعيد أن ''جبهة التحرير الوطني هي حامية مصالح فرنسا الاستعمارية في الجزائر''، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، حين يقول إن الأمين العام للأفالان يأتمر مباشرة بأوامر السفير الفرنسي السابق برنار باجولي· وهنا، سرد بن سعيد واقعة حدثت يقول فيها إن السفير الفرنسي باجولي نظم مأدبة عشاء لصالح مدراء جرائد، وأكد لهم أنه أعطى أوامر للأمين العام للأفالان عبد العزيز بلخادم من أجل توقيف موجة من الغضب الشعبي·

ويضيف بن سعيد أن أغلب الموجودين داخل الأفالان الآن هم من إطارات حزب فرنسا، وأنهم يعملون من أجل تحقيق أهدافه ويأتمرون بأمره، بل إن منهم من له جذور مشكوك في وطنيتها، وسمى منهم العياشي دعدوعة وعمار سعيداني وعبد العزيز بلخادم، وهو ما جعل العديد من القوانين التي تقدمت بها أحزاب تتوقف ولا يتم تمريرها·

م· ب



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :