عنوان الموضوع : جبهة التحرير الجزائرية.. حزب شمولي بعنوان ديمقراطي خبر جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب
جبهة التحرير الجزائرية.. حزب شمولي بعنوان ديمقراطي
خضير بوقايلة
3/24/2016
كان سيكون حدثا عاديا لولا الاهتمام الزائد الذي أولته له وسائل الإعلام الرسمية والاستنفار المفرط لمصالح الأمن بمختلف تفرعاتها، إنه حزب جبهة التحرير الوطني الذي ختم أعمال مؤتمره التاسع العادي قبل يومين وانتخب قيادته الجديدة، وأسأل القارئ الكريم أن لا يتوقف كثيرا عند كلمتي (انتخب) و(جديدة) فهما لا تؤديان هنا معناهما الحقيقي.
حزب جبهة التحرير الوطني هو الحزب الحاكم في الجزائر وقد كان إلى عهد قريب يَحكم أو يُحكم البلدُ باسمه لوحده قبل أن يتقرر إضافة ضرتين إليه تقاسمانه هذا الإثم، ويتعلق الأمر بحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي تمكن بعد ثلاثة أشهر من تأسيسه سنة 1997 من الحصول على أغلبية المقاعد في غرفتي البرلمان والمجالس البلدية وأيضا بحركة مجتمع السلم الذي أريد له أن يكون حجة السلطة عند الحديث عن مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية وعن التزام نظام الحكم بالعمل الديمقراطي، والحقيقة أن هذه الأحزاب مجتمعة هي حزب واحد بإدارة واحدة والدليل على ذلك أنها تلاحمت منذ حوالي عشر سنوات ضمن ما يسمى بالائتلاف أو التحالف الرئاسي رغم ما يقال عن اختلافاتها الإيديولوجية والسياسية، فالأول محسوب على التيار الوطني والثاني على التيار الديمقراطي والثالث على التيار الإسلامي لكن هذا يبقى مجرد تقسيم خرافي لا قيمة له في الواقع فالجميع نذر نفسه لخدمة مخططات السلطة القائمة وتنفيذ أوامرها.
حزب جبهة التحرير الوطني كان إلى سنة 1989 تاريخ صدور دستور يقر بالتعددية السياسية هو الحزب الواحد والوحيد في البلد، وقد كانت هناك محاولات ولا تزال لإعادته إلى متحف التاريخ على أساس أنه إرث شرعي مشترك لجميع الجزائريين الذين انضووا تحت لوائه في نضالهم ضد الاستعمار الفرنسي وبالتالي لا يحق لأية جهة أن تستغله أو تستعمله لضرب جزائريين آخرين. ويعلم الجزائريون جيدا أن الغالبية العظمى من الذين يلتحقون بهذا الحزب (وأيضا بالحزبين الحليفين الآخرين) إنما يفعلون ذلك لأنهم مقتنعون أن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يؤدي بهم إلى التقرب من دفء السلطة والاستفادة من امتيازاتها سواء في المجالس المحلية أو في البرلمان أو في الحكومة أو حتى في المناصب القيادية الإدارية الأخرى. وهذا هو السبب الوحيد الذي جعل المتتبعين لأعمال مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني الأخير يلاحظون العدد الهائل من المندوبين الذين حضروا هذا (العرس)، فقد كانت القاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف، وهي من أكبر القاعات التي تنظم فيها التظاهرات السياسية والفنية والرياضية بالعاصمة، تغص بالناس من وزراء ومديرين ومنتخبين ومناضلين من القاعدة الحزبية، منظر لا يختلف كثيرا عن تلك المشاهد التي نراها في مؤتمرات الأحزاب الشيوعية والشمولية الأخرى مع اختلافات بسيطة في طريقة التنظيم والانضباط.
نتائج المؤتمر كانت معروفة سلفا، فالأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم خلف نفسه بعد تزكية شاملة من الحاضرين في القاعة، كما أن أغلب الذين حضروا المؤتمر كانوا يعلمون علم اليقين من سيكون عضوا في المكتب السياسي ومن (سيُنتخب) لعضوية اللجنة المركزية ومن سيعود خائبا في انتظار المؤتمر القادم. كان كل شيء (مخيط) ومفصل على المقاس إذن لا مجال أبدا للمفاجآت في مناسبات كهذه. حتى الكلمة التي ألقيت باسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي دعا فيها الأمين العام للحزب إلى الاهتمام بعنصر الشباب والنساء كانت مثل صيحة في واد، ولنا أن نتخيل كم كان عبد العزيز بلخادم يبتسم في سره وهو يسمع مثل تلك التوجيهات، فهو مثل الرئيس بوتفليقة يدركان أن قوائم الهياكل القيادية للحزب لا تتسع للشباب ولا حتى للنساء، لأن ديناصورات الحزب لا يمكن أن يفكروا في التقاعد إلا حين يسمعون صوت المنادي يناديهم من مكان بعيد. نفس الوجوه باقية لأنها تعتقد أن من حقها البقاء في حضن البقرة الحلوب مرة في الوزارة ومرة في السفارة ومرة في البرلمان وهؤلاء يعلمون جيدا أنهم إذا اختفوا عن هذه الدائرة فإن مصيرهم سيكون النسيان وهذا ما لا يقدرون عليه.
خلال المؤتمر ما قبل الأخير قرر المندوبون تزكية رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة رئيسا شرفيا للحزب وهو منصب ليس منصوصا عليه في قوانين الحزب الأساسية وهو ما أعطاه الحق هذه المرة أن يخاطب المؤتمرين عبر رسالة تلاها عليهم أحد مستشاريه الذي هو أيضا قيادي في الحزب، لا أحد يدري لماذا لم يكلف فخامته نفسه عناء التنقل لحضور ولو جلسة الافتتاح ليثبت على الأقل انتماءه الفعلي إلى الحزب ويقابل إحسان المناضلين إليه بإحسان. وللأمانة فإن صاحب الفخامة ليس فقط ملكا لحزب جبهة التحرير الوطني الذي ينتسب إليه بل يعتبر أيضا الأب الروحي لحزبي التحالف الرئاسي الآخرين التجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم اللذين زكياه لولايات حكمه الثلاث، وقد تدخل قبل عدة سنوات لحسم معركة كادت تطيح بالأمين العام للتجمع أحمد أويحيى (الوزير الأول الحالي) من رئاسة الحزب وتأتي بدلا عنه بابن النظام المدلل الشريف رحماني، كان المخطط الانقلابي على وشك التنفيذ قبل أن يتدخل فخامته بإشارة واحدة خلال اجتماع لمجلس الوزراء عندما مر قرب أويحيى وربّت على كتفه قائلا له (أنت هو الأمين العام للتجمع وستبقى).
بالمقابل تناقلت الصحف الخاصة غداة جلسة افتتاح المؤتمر رسالة بعثها الأمين العام الأسبق للحزب عبد الحميد مهري إلى عبد العزيز بلخادم يعتذر فيها عن دعوته لحضور المؤتمر ويدعوه فيها بالمقابل إلى ضرورة فتح نقاش داخلي حول دور الحزب في الدورة السياسية الجزائرية ويذكره أنه ما زال متمسكا بحقه في لقاء المناضلين وتنويرهم بملابسات إقصائه من منصبه وتقديم حصيلة نشاطه بمناسبة توليه الأمانة العامة للحزب. عبد الحميد مهري معروف عند الجزائريين وهو يحظى باحترام غالبيتهم، فهو من الرعيل الأول من مناضلي الحركة الوطنية الجزائرية التي ساهمت في شحن الرأي العام الجزائري وإعداده لخوض النضال السياسي ثم العسكري ضد الاستعمار الفرنسي، وهو الذي كان يقود حزب جبهة التحرير الوطني خلال الانتخابات البرلمانية المجهضة التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية وتقاسم حزب مهري وجبهة القوى الاشتراكية التي يقودها الزعيم التاريخي والمعارض الأزلي حسين آيت أحمد بقية المقاعد. وبما أن مهري كان من أنصار الاعتراف بهذه الانتخابات ونتائجها ومن أشد المعارضين لإلغاء المسار الانتخابي وللنهج الاستئصالي للنظام الحاكم فقد وضع نفسه في مرمى نيران أصحاب القرار في البلد فقرروا الإطاحة به بعد أن تجاوز حدود المعقول وتنقل إلى إيطاليا للتوقيع برفقة ممثلين عن قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ ورئيس جبهة القوى الاشتراكية والرئيس الأسبق أحمد بن بلة وسياسيين آخرين على وثيقة العقد الوطني المعروفة بوثيقة سانت إيجيدو نسبة للمنظمة المسيحية التي استضافت اللقاء ورعت المبادرة. وقد أطيح به في مخطط يعرف باسم (الانقلاب العلمي) نفذه ضده قياديون في الحزب بإيعاز ودعم من حكام البلد الفعليين.
هذه المؤامرة العلمية لا تزال غصة في حلق عبد الحميد مهري وقد استغل فرصة المؤتمر الأخير للحزب ليذكر بها ويطالب بإعادة الاعتبار له ومنحه مجالا لتنوير المناضلين والرأي العام بحقيقة ما جرى، لكن رسالة مهري لم تنل مثل حظ رسالة فخامة الرئيس بوتفليقة بل كان مصيرها الإهمال لولا أن مرسلها سربها إلى وسائل الإعلام الخاصة. لكن هل كان الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني جادا عندما راسل بلخادم وهل لا يزال يعتقد أن أبواب الحزب ستفتح له يوما ليتكلم بحرية أمام المناضلين ويحكي لهم ما جرى؟ بل هل هو ينوي فعلا أن يعرف الرأي العام ومناضلو حزبه تفاصيل وحقيقة ما حصل خلال فترة قيادته للحزب وما تعرض له من ضغوط وتهديدات؟ مهري ليس سياسيا هاويا ولا غريبا عن نظام عاش في أعماقه لسنوات طويلة بل هو يعلم جيدا أنه سيبقى مغضوبا عليه ومهمشا رغم الهدنة التي أعلنها من جانب واحد منذ عدة سنوات، كما أنه يعلم جيدا أنه إن أراد فعلا أن يقول للمناضلين وللجزائريين عامة شيئا ذا أهمية فإن هناك طرقا أقصر وأضمن لإيصال رسالته من الاستمرار في وهم الصعود يوما فوق منصة رسمية لمخاطبة المناضلين، فهل سيكسر يوما حاجز الصمت ويفرج عن مكنوناته أم سيبقى مطاردا لحلم بعيد المنال؟ حتى مناضلو الحزب لم تعد تهمهم كثيرا تفاصيل وكواليس الإطاحة بأمينهم العام الأسبق رغم الاحترام الشديد الذين يكنه له كثيرون منهم، فالذين يهمهم أولا هو أن يبقى الحزب في أحضان السلطة ينعم بدفئها وبمزاياها التي لا يستفيد منها غالبية الجزائريين وهم ليسوا مستعدين للتضحية بكل تلك المكاسب من أجل سواد عيون أمين عام كاد يوما أن يخرج الحزب من دائرة الحكم.
' كاتب وصحافي جزائري
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
حزب كما يسميهم القانون ( اللصوص بالنصوص)
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
إذا كان هؤلاء مناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني فمن نكون نحن؟؟؟؟؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
ينقسم اللصوص في الجزائر الى قسمين
لصوص لهم مرجعية ثورية كما يقولون اختفوا وراء حزب الافلان او جبهة التحرير و حولوه الى الافة -لان او حزب جبهة التخريب
لصوص ليس لهم مرجعية ثورية لكنهم اثبتوا جدارتهم و استحقاقهم في اللصوصية فاسسوا حزبا خاصا بهم و اسموه الارا -ندي
---------------
اما باقي الشعب
فهو اما لص مبتدئ ليس له القدرات اللازمة كي يصل الى شهادة اللصوصية المؤهلة للالتحاق بالحزبين السابقين
او متعاطف معهم بعقليىة القبلية و العشائرية و الجهوية او فقط بعقلية _اللص الذي نعرفه خير من اللص الذي لا نعرفه _
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
هذي الديمقراطية لكل قناعاته وافكاره
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :