عنوان الموضوع : الثورة في ليبيا و"الدلاع" في الجزائر - حسان الزهار خبر جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

أفكار موقوتة
حسان زهار
الثورة في ليبيا و"الدلاع" في الجزائر
لم تشر يومية جزائرية كبرى يوم سقوط طرابلس بيد الثوار لهذا الخبر الكبير، واستبدلت ذلك بموضوع الدلاع الفاسد في الأسواق ! كان ذلك عينة بسيطة من الموقف الرسمي الجزائري، موقف ظل بدوره على ما يبدو يمارس "دبلوماسية الدلاع"، إذا انتصر القذافي أو صمد فهي حمراء، وإلا فماذا نسمي من يرمي كل أوراقه في سلة واحدة؟.
المفارقة، أن الصدمة التي أصابت بعض الجزائريين من خبر تحرير طرابلس، كانت أكبر من صدمة اللجان الثورية نفسها، فالمزايدات هي صناعة محلية عندنا وبامتياز! وحتى عندما قررت سفارة العقيد بالجزائر رفع علم الاستقلال، وإسقاط "خرقة" الجماهيرية الخضراء، أحجمت –إلى غاية الآن- دبلوماسية الدلاع الوطنية التي تبين لها أن الدلاع أبيض وفاسد من الداخل، أن تصدر بيانا واحدا لتعزية النفس، حتى لا أقول لتهنئة الشعب الليبي أو الاعتراف بالمجلس الانتقالي.
نعم، الدلاع فاسد لكنه يسوق في الجزائر بكميات كبيرة، يسوقه الإعلام الرسمي والمستقل، وتسوقه جل الطبقة السياسية وبعض "المثقفين"! البعض "جايتهم كبيرة" الاعتراف بالخطأ، والبعض الآخر ينتظر أن ترخي السلطة سدول موقفها، لكن أكثر المواقف إثارة للسخرية الآن، هو أن ينتظر رجل مثل
بلخادم من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الوضوء عند الحديث عن الجزائر، الانتظار قد يطول كثيرا، والصلاة قامت !
لقد قامت قيامة نظام القذافي، وانتهى الأمر، ولم يعد هنالك مجال للمراهنات أو لبيع الدلاع بالبط! العالم كله تقريبا اعترف بهذا الواقع، ودول الجوار تونس ومصر والمغرب اعترفت بسلطة الشعب ومشروعية الثورة بسرعة قياسية، وإذا حسبنا موقف المغرب تحديدا في تعامله الذكي منذ اندلاع الثورة، ستكون الجزائر حسابيا قد خسرت الكثير، إذ ليس من الذكاء ولا من الحنكة في شيء، التقوقع وسط محيط من الأعداء، أو وسط محيط جيوسياسي ثقيل الدم!
السفارة الجزائرية في طرابلس، نالها بعض من شظايا هذه المياعة السياسية، غير أن الثمن السياسي والاقتصادي سيكون أكبر بكثير، خاصة إذا ما واصل بائعوا البطيخ رؤيتهم القديمة والمتكلسة، الرؤية الساذجة حتى لا أقول الحمقاء، التي عبر عنها شعبويا، المهدي علالو وبوقطاية، وكذا بعض الشعراء الذين حاولوا صنع بعض الصور البديعية في قصيدة قديمة بالأبيض والأسود، تجمع بين الراحل بومدين والسفاح الهادي الخويلدي.
في أثناء الثورتين التونسية والمصرية، ظلت الجزائر كعادتها تنتظر، إلى أن انفض العرس وتفرق المعازيم! غير أنها في الثورة الليبية تحديدا، أرادت أن تحمل صحن الدلاع مبكرا، لكن للأسف، الصحن كان مليئا بالدلاع الفاسد، نحو خيمة أكبر حاكم فاسد على وجه الأرض.
في الجانب الآخر، اندفع الكل باتجاه "التورتة" الليبية الدسمة، وهذا من حقهم، فالدول لا تحكمها الأخلاق والقضايا الإنسانية وحدها، الدول المحترمة لا تحكمها قضايا البطيخ فقط، إنما المصلحة هي من دلائل عبقرية صانع القرار، وهنا لم يكن مطلوبا من السيد مدلسي مثلا، أن يكون في مستوى وزير خارجية تركيا دوود أوغلو، الذي طار إلى بنغازي قبل حتى سقوط باب العزيزية، لكن الاقتراب من الموقف الفنزويلي، ومن رعونة تشافيز الذي ما زال يعيش في الستينات والحرب الباردة، لن يجعل من للدلاع الفاسد قابلية للأكل، وإن خرج لتوه من الثلاجة.
مرة أخرى، هناك من سيخرج علينا غدا، بالأغنية القديمة، أن الجزائر ليست ليبيا، فعلا، تماما مثلما قيل لنا من قبل، ومن نفس "شفاه الموسكوتشو" التي قالت لنا أيضا، أن الجزائر ليست تونس وأنها ليست مصر، نعم ، هذا صحيح، لكن من يفسر لي هذه المعادلة التي لا تنطبق مع حقائق التاريخ ولا الجغرافيا، معادلة أن تكون الآن باريس ولندن وواشنطن أقرب إلى طرابلس من الجزائر؟.
لقد اعتقد البعض واهما، أن الجزائر بعيدة عن "دولة بنغازي" فقط، كما ظلت تكتب إحدى الصحف الوطنية التي تبيع نسخها كما يباع الدلاع بالكيلو، وقد تبين الخطأ فادح، وأن طرابلس هي التي تتمطط جغرافيتها بعيدا عن الجزائر، عن جزائر الدلاع الفاسد طبعا، أما الجزائر الشعب فهي نفسها ليبيا الثورة، ولا يمكن لمن وصله الله أن تقطعه يد إنسان.
وللذين لم يستوعبوا بعد أن اللعبة انتهت في ليبيا، ولا حجم الخسائر التي ألحقها جماعة البطيخ السياسي والإعلامي والثقافي بالجزائر، لينظروا الآن بعيونهم، إلى ساحة الشهداء التي كانت تسمى الساحة الخضراء، لينظروا الأعلام التونسية والقطرية والمصرية والتركية وغيرها، وهي تعانق علم الاستقلال لليبيا الحرة.. هنا، في هذا المكان، كانت أياد مترنحة تحمل علم الشهداء الجزائري طيلة ستة أشهر، قبل أن يختفي تماما الآن!.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

يعطيك الصحة يا سي حسان
مقال في الصميم
شكرا أخانا حسين على النقل الموفق

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك على النقل المفيد.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( أهلُ الثورة )
يعطيك الصحة يا سي حسان
مقال في الصميم
شكرا أخانا حسين على النقل الموفق

وفيكم بارك الله

المقال قام حسان بارساله الي فقمت شريعا بنقله اليكم لأنه أعجبني كثيرا ولأنه يعبر بحق عما يختلج في صدور الكثير منا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هامتارو
بارك الله فيك على النقل المفيد.

شكرا جزيلا وبارك الله فيك على المرور أخي الفاضل


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

يسلم ذاك الفم واللسان