عنوان الموضوع : الثورة الموءودة الحلقة التاسعة للجزئار
مقدم من طرف منتديات العندليب

Ahmed Boukou Akrouh

الثورة الموءودة
الحلقة التاسعة

بعد فراغهم من استنطاقي أعادوني مقيدا إلى المرحاض, و أخذوا الشابين الآخرين الواحدتلو الآخر...القاعة لم تكن بعيدة عني كثيرا, لذا فقد كنت أسمع صراخهما و هما يعذبان بوحشية لحملهما على الاعتراف بكل ما تريده هذه الوحوش البشرية.

في تمام الساعة الثامنة مساء نقلونا في سيارة كانت تحمل قدرا به طبيخ و سلة خبز حتى بلغنا حي باش جراح حيث دخلنا مقر شرطة كان في ذلك الوقت غير مكتمل الإنجاز...جردونا من أحزمتنا و أوراقنا و نقودنا و أودعونا في زنزانة مظلمة , فأصبحنا أربعة أشخاص نتقاسم حيزا لا تتجاوز مساحته مترا و نصف على متر و نصف.

في إحدى زوايا الزنزانة يوجد مكان لقضاء الحاجيات الطبيعية... كانت الزنزانة مظلمة لا تكاد ترى من يجلس قربك, و كنا طوال مدة مكوثنا هناك لا نميز حتى الليل من النهار. ننام فوق الأرضية الإسمنتية الباردة مباشرة حين نشعر بالنعاس و نقضي باقي الوقت نفكر في مصيرنا في حين أن الطفل المراهق لا يكف طوال الوقت عن البكاء.

لم أكن أظن بأنه سيأتي يوما أفكر فيه بالانتحار. لكن التعذيب النفسي و الجسدي الذي أتعرض له, و انسداد الأفق جعل هذه الفكرة تخطر على بالي بين الفينة و الأخرى. فحمدت الله أنهم جردونا من أي أداة قد تستعمل لهذا الغرض.

بقينا هناك في حيرة و وحشة, و كانوا يناولوننا قطعة من الخبز يوميا مع سيول من الإهانات و الشتائم إلى غاية يوم السبت 7 أكتوبر.. على الساعة الثانية بعد الزوال تقريبا نقلونا إلى المحافظة المركزية للشرطة تحت حراسة أمنية مشددة .

صعدوا بنا إلى الطابق الأول حيث قاموا بصفنا على طول الرواق و وجوهنا شطر الحائط, و كلما مر أحد منهم أوسعنا ضربا قبل أن يذهب في حال سبيله. أحد الضباط في الأربعينات من عمره , كان يرتدي سترة جلدية بنية اللون , و يحمل بيده هراوة أمرنا بعدم التحرك , و أنهال على رؤوسنا مباشرة بها حتى أصبح الحائط أحمرا بلون الدم , و البعض سقط مغشيا عليه من شدة الضربات , و الويل لمن يئن أو يترنح عند سقوط الهراوة على رأسه , لأن صاعه سيصبح صاعين.

أحد المعتقلين سقط على الأرض بين الحياة و الموت من هول ما تلقاه من ضربات على رأسه, كان شابا في أوائل الثلاثينات على ما يبدو, كان قوي البنية. مر به شرطيان في زى مدني حدق أحدهم فيه مليا, ثم قال مخاطبا زميله.. هل عرفت من يكون هذا ؟ إنه الشخص الذي تسبب في معاقبة فلان و إنزال رتبته . ثم وضع قدمه فوق رأسه و راح يضغط عليه بشدة, ثم اعتدى على شرفه قائلا له فعلت بك هذا حتى لا تنسى هذه اللحظة ما حييت...
في حدود الساعة الخامسة بعد الزوال أعادوا إلينا حوائجنا ما عدى النقود فقد أخذوها..لقد كان معي مبلغ ستمائة دينار سلبوها مني - و إن شاء الله أكلوها نارا ألهبت أمعاءهم في الدنيا قبل الآخرة – و لم أستغرب منهم هذا السلوك الإجرامي لأنني رأيت من هذه الوحوش البشرية ما تشيب منه الولدان.

بعدها قاموا بإنزالنا إلى ساحة مستطيلة بالطابق الأرضي كان بها المئات من المعتقلين . وضعت في أحد زواياها طاولة جلس إليها رجال يرتدون الزى المدني – قيل بأنهم قضاة – قاموا بتسجيل أسماء مجموعة كبيرة من الشباب من أصحاب الواسطة ثم أطلقوا سراحهم.

الحلقة العاشرة ستنشر لاحقا إن شاء الله .



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

تابع يا اخي

وبارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :