عنوان الموضوع : تفاصيل اعتقال قادة الحركة الأمازيغية خبر
مقدم من طرف منتديات العندليب
الإيهام بالغرق وأساليب غوانتانامو
التوقيع على محاضر الإفراج.. والدخول في عالم المعتقلات السرية
في هذه الحلقة يواصل السيد براهيمي شهادته حول تفاصيل اعتقال رموز الحركة الأمازيغية في الاسبوع الثالث من أفريل 1980، ويكشف لأول مرة عن أساليب التعذيب التي لا تضاهي ـ بحسبه ـ الأساليب المستعملة في معتقل غوانتانامو، وصولا إلى الدخول في عالم المعتقلات السرية التي كانت سمة الدولة الجزائرية في ذلك الوقت، نهاية بالطريق نحو محكمة أمن الدولة بولاية المدية.
اختفيتم عن الأنظار خوفا من الاعتقال... أين كنت بالتحديد؟
قمت بإخفاء الوثائق السرية الخاصة بالجماعة، منها محاضر اجتماعات في مكان آخر.
أين بالتحديد؟
في العاصمة، لدى صديق غير معروف لدى الشرطة لأن ليس له أي نشاط سياسي.
وبعد؟
كنت لمدة ثلاثة أيام أنام لدى أصدقائي بمعهد التخطيط والاقتصاد، كما اتصلت ببعض الرفاق من غير الطلبة في التنظيم، للمشاورة معهم حول "مذكرة البحث"، فتوصلنا إلى أنه لا مجال للهروب أو الدخول في السرية الدائمة لأن الشرطة تبحث عني كقائد في حركة شعبية وليس كعضو في منظمة سياسية، فاعتبرنا أن صفة القائد الشعبي ومضمون مطالب الحركة الامازيغية لا يسمحان لي بالدخول في السرية والفرار من مصالح الأمن والاعتقال، بل يفرضان علي مواجهة النظام حتى لمّا أُعتقل.
هل أعلمت عائلتك؟
لا لم أعلم العائلة خاصة الوالدين بل أبلغت فقط شخصا قريبا.
ثم بعدها؟
ذهبت إلى مقر عملي بـ"سوناكوم" بالرويبة لترتيب أموري هناك، فأبلغتني المستشارة القانونية - حيث كنت مكلفا بالمنازعات - ان الشرطة أتت بالأمس إلى مقر الشركة، للبحث عني، إلا أنني لم أظهر أي انشغال لذلك الأمر أمام الزملاء، بل أكثر من ذلك قررت أداء مهمة تمثيل الشركة أمام محكمة بوفاريك في نفس اليوم، هذا لكسب يوم حرية اضافي لرؤية المزيد من مناضيلي جماعتنا.
مديرة القسم كانت متواطئة مع مصالح الأمن؟
لا لم تكن متواطئة بل هي متعاطفة مع الحركة الأمازيغية كما أنها علمت بدوري في الحركة فساعدتنني.
هل وافقت على إنجاز المهمة خاصة وأنك محل بحث؟
أخذت سيارة الشركة رفقة سائق، وقررت تركهما في طريق العودة من بوفاريك بعد إنجاز المهمة، لأنني كنت في حاجة إلى مزيد من الوقت لتسوية بعض الأمور، ولما كنا في طريق الخروج من الشركة، شاهدنا الباب ينغلق في وجوهنا لمنعنا من الخروج، وراح حارس البوابة يلوح لنا بيده للتوقف، ونظرت إلى الوراء، وإذ بشخص كان يرتدي بدلة وهو يجري، فاعتقدت أنه من الشرطة.. لكنه في الحقيقة عامل بسيط بالمصنع، كنت قد وعدته بتسوية قضية له بمحكمة بودواو، فتم ذلك حيث ذهبت معه إلى المحكمة... ثم توجهت بعدها إلى محكمة بوفاريك حيث اودعت وثائق الشركة، وفي الطريق نزلت في بئر خادم.
إذن لم تعتقل داخل المحكمة؟
لا لم اعتقل داخل المحكمة، حيث في الغد توجهت إلى مقر عملي بالشركة بالرويبة وإذ بمصالح الأمن كانت في انتظاري، أين تم اعتقالي من هناك، إلى محافظة شرطة الرويبة، وكان ذلك في 28 أفريل.
وماذا حدث هناك؟
قدموني لمحافظ الشرطة، الذي لم يكن يعلم سبب صدور مذكرة الاعتقال في حقي، فقال لي لماذا يبحثون عنك في مركز شرطة عميروش، ففضلت ان اقول له انني لا أعلم.
هل كان محافظ الشرطة يجهل حقيقة بأسباب مذكرة التوقيف؟ أم أنه فقط يحاول استدراجك؟
أعتقد أنه لا يعلم، بدليل أننا تبادلنا أطراف الحديث حول عدة قضايا سياسية، وبكل حرية حتى القضايا الدولية... فأعجب بمستواي السياسي، وقال لي أنت مسيّس كثيرا وبصفة جيدة ومطلع على جميع المشاكل السياسية حتى الدولية، قبل أن يضيف "هل أمر الاعتقال له أي علاقة بما يجري حاليا بمنطقة القبائل؟" فقلت له "لا ليست لدي أية علاقة بما يحدث في المنطقة ولربما أن القضية تتعلق بأمور عادية".
هل مكثت هناك؟
لا... أتى فوج من شرطة الاستعلامات العامة من محافظة عميروش ونقلوني في نفس اليوم إلى مقر المحافظة.
هل تحدثوا إليك في الطريق؟
لم يتفوهوا ولو بكلمة وأنا كذلك، ولما وصلت إلى عميروش تظاهرت بأنني لا أدري أسباب الاعتقال، حيث سألتهم عن السبب، ليدخل علي الضباط المكلفون بالملف، وشرعوا مباشرة في الاستجواب والضرب باللكمات، مؤكدين لي انني اعرف جيدا اسباب وجودي بين اياديهم، إلا أنني لم أقل شيئا.
ما هي طبيعة الأسئلة؟
ما هو انتماؤك السياسي؟ ما دورك في الحركة؟ ما هي علاقتك بالمصالح الأجنبية والمخابرات الأجنبية؟ ما نوعها؟ ما هي علاقتك بحسين آيت احمد؟ محمد بوضياف؟ ومع المعارضة؟ إلا أنني لم أجب على أي سؤال لمدة ثلاث ساعات باستثناء اعترافي بنشاطي في الحركة ودوري في انتفاضة افريل.. وأبلغتهم بأن مطالبها شرعية وليست لقلب النظام، واننا فقط نطالب بالاعتراف باللغة والثقافة الامازيغة، فزجوا بي داخل زنزانة بالمحافظة "السيلونة"، فوجدت أناسا لم اعرفهم، ولكن لديهم علاقة بالاحداث، حيث التقيت بشخص "قبائلي" مهاجر اعتقلوه مباشرة بعد نزوله في مطار هواري بومدين لمجرد انه كانت بحوزته جريدة "لوموند" التي تحدثت عن تلك الانتفاضة، كما التقيت بشخص آخر اعتقل لمجرد حيازته حروف "تيفيناغ" كتبها على علبة السجائر وهو بجوار الجامعة المركزية بالعاصمة اين كان الطلبة متظاهرين، ثم في صبيحة الغد ناداني الضباط المكلفون بالملف وشرعوا في تعذيبي بصورة آلية ومقننة.
ما هي الأساليب والوسائل المستعملة في التعذيب؟
أدخلني ثلاثة ضباط شرطة إلى حجرة صغيرة، فطلبوا مني نزع الثياب التي كنت ارتديها، ففعلت، وربطوني إلى مقعد جماعي، من الأيدي والأرجل، واتوا بقماش "شيفون" ووضعوه على وجهي ثم شرعوا في صب الماء، إلى درجة الغرق وهي تقنية تسمى تقنية "الشيفون"، ثم يعاودون طرح نفس الأسئلة.. ثم يعاودون التعذيب من جديد إلى أن افقد الوعي، ويتم إفاقتي من جديد، ثم العودة إلى نفس طريقة التعذيب، مع الضرب بعصي الزيتون على ظهري بكل قوة ... وفي نفس الوقت يطرحون علي نفس الأسئلة، إلا أنني لم اعترف لهم بما كانوا يريدون، باستثناء اعترافي بدوري العلني في الانتفاضة.
أتذكر هنا حادثة في التعذيب لا زالت راسخة في ذهني إلى اليوم، حيث أتاني ضابط سامٍ في الشرطة لا داعي لذكر اسمه وهو متوفٍ الآن رحمه الله، جاءني في إحدى حصص التعذيب فطلب من الجلادين أن يتوقفوا، وطلب مني الاعتراف فرفضت، فأشعل ولاعته وأحرق لحيتي التي لم احلقها منذ أيام. ذلك الضابط وبعد7 سنوات من الحادثة التقيته في "ملزومة" عائلية، وكان هو من استقبلني ولما شاهدني كاد أن يصاب بالجنون قبل ان يقول لي "انا امجد واحترم دوما رجل المبادئ" فأجبته "غير الجبال اللي ما يتلاقاوش".. والغريب أن احدا ممن كانوا يعذبونني قال لي بأنه مجاهد، إلا انه يستعمل نفس الكلمات التي تستعمل من طرف العساكر الفرنسيين في استنطاق المجاهدين وهي "تقول أو لا تقول"...
كم دامت فترة التعذيب؟
استمر ذلك الوضع طيلة 4 أو5 أيام حيث أعذب مرتين أو ثلاث مرات في كل يوم وفي أي وقت، لدرجة أنني لم افرز النهار من الليل.. وما علمته فيما بعد انه حتى طلبة جامعة العاصمة تحدثوا عن أسلوب التعذيب البشع الذي خصصت به أنا شخصيا، وكذلك وسائل الإعلام الأجنبية كتبت تقارير مطولة وقتها عن أساليب التعذيب التي تعرضت إليها. حتى المرحوم باشا مصطفى تلقى نفس الاساليب ولكن لمدة اقصر.
لماذا خصوك أنت شخصيا بطريقة التعذيب تلك؟
أظن أنهم كانوا يعرفونني جيدا، حيث سبق لي وأن اعتقلت لبعض الساعات في السبعينات حتى وإن لم يكن لديهم أي دليل مادي على ما نفعل، إلا انه لا يستبعد بأن لهم أعينا وأذانا داخل الجماعة.
ماذا حدث بعد 5 أيام من التعذيب؟
أتى لي ضابط في حصة التعذيب فقال لي ليس في صالحك أن تستمر في النفي، إن أحد أعضاء جماعتكم اعترف لنا بدورك وبدور كل واحد منكم... وأنت المسؤول رقم واحد داخل الجماعة، واظهر لي تلك الاعترافات في أوراق مكتوبة باللغة الفرنسية تعترف بوجود المجموعة السرية.
هل عرفت صاحب الاعتراف؟
عرفته من خلال خطه في تلك الاعترافات المكتوبة.
من هو؟
لا.. دعه ولا اهمية لهذه المعلومة.
ولكن تلومه؟
لا، لم ولن ألومه، لأننا كنا في جماعتنا نطبق قاعدة بموجبها بعد 48 ساعة من الاعتقال نسمح للمعتقل بالاعتراف، حتى في جبهة التحرير خلال الثورة تستعمل هذه القاعدة، بالرغم أنني لم أطبقها شخصيا بعد 5 أيام من التعذيب.
ماذا جاء في تلك الاعترافات؟
كل صغيرة وكبيرة داخل تنظيمنا وأهدافها الثورية ضد النظام... بمعنى كل ما كان يعرفه المعني بالأمر.
هل اعترفت بعدها؟
اعترفت بدوري وبمسؤوليتي...
ولكن هل واصلت مصالح الأمن في تعذيبك بعد الاعتراف؟
لا.. لما اعترفت تركوني وشأني داخل الزنزانة لأسبوع حسب ما أتذكر.
هل لك أن تحدثنا عن ظروف المعيشة داخل الزنزانة؟
كنا حوالي 7 أشخاص وفي بعض الاحيان اكثر داخل حجرة ضيقة، بها مرحاض في الزاوية، وجرذان ميناء الجزائر تدخل إلى الحجرة في كل ليلة، وكنا نضع أحذيتنا كحواجز حول المرحاض لكي لا تتمكن تلك الجرذان من عض السجناء خلال نومهم، كما كنا نترك لها نصيبها من الخبز.. وبعد حوالي 10 ايام جاءنا شرطي وأبلغنا بأننا سنغادر الزنزانة في ذلك اليوم.
أكيد أنكم كنتم سعداء لذلك الخبر؟
نعم كنا سعداء .. أتوا لنا بأكل شهي عبارة عن شرائح لحم وبطاطا مطحونة، ولما أكملنا الوجبة أتى إلينا ضابط آخر نادى على أسماء المعتقلين الأربعة الذين كانوا معي في الحجرة فخرجوا وبقيت أنا رفقة آيت العربي ارزقي وباشا مصطفى..
أصبتم بصدمة وخوف.. أليس كذلك؟
أكيد، لأننا نعرف ما يمكن للنظام في ذلك الوقت أن يفعله بنا.
استسلمتم للأمر الواقع؟
لا.. بعد وقت أتانا شرطي آخر وأمرنا بالخروج من الزنزانة، وارجعوا لنا وثائق هويتنا ونقودنا "مصروف الجيب" الذي تركناه لدى مسؤول الزنزانة عند اعتقالنا، وطلبوا منا الإمضاء في السجل وقالوا لنا انتم طلقاء... وعند مخرج زنزانة المحافظة تفجأنا بوجود حافلة للجيش وصفين من الجنود على اليمين واليسار مدججين بأسلحة رشاشة وكلب بجانب باب الحافلة، وفي نهاية الصفين شخصان ببدلتين مدنيتين أمرانا بالصعود إلى الحافلة.
كيف كان شعوركم في تلك اللحظة؟
فهمنا أن خروجنا من المحافظة ليس إطلاق سراح، وإنما مجرد تحويل فقط إلى معتقل آخر، والسير نحو المجهول طبعا باعتبار أننا سلمنا من طرف شرطة معروفة إلى جهة مجهولة... تذكرت حينها الشرطي الذي أحرق لحيتي والذي هددني يومها "بتحويلي الى الأمن العسكري الذي لا مقارنة معه في التعذيب".
فدخلتم الحافلة؟
لما دخلنا الحافلة وجدناها حالكة الظلام لدرجة انك لا ترى من يوجد أمامك، لأن نوافذها محجوبة بالطلاء، وفيها زنزانات انفرادية، وكلب مربوط إلى عمود على المدخل يحرس تلك الزنزانات، مع مقعدين جماعيين لجنود مدججين بالأسلحة، ليوضع كل واحد منا داخل زنزانة صغيرة. وذلك بتاريخ 10 ماي إن لم تخني الذاكرة.
ألم يتحدثوا إليكم؟
لم ينطقوا بكلمة. المهم أننا فهمنا بأنها عملية اختطاف منظمة، حيث من جهة أمضينا على محاضر الإفراج، ومن جهة أخرى نختطف من طرف "عسكر" على متن حافلة عسكرية.
من كان معك داخل الحافلة؟
كنا 5، وهم باشا مصطفى، بوكريف صالح، أيت العربي ارزقي، راشدي محمد وهو من مدينة مليانة رحمه الله، وهو الوحيد من المعتقلين الـ 24 خلال أحداث الربيع الامازيغي الذي لا ينطق الامازيغية... قبل أن يبلغنا باشا مصطفى بأنه اكتشف شقا صغيرا بحجم خط على طلاء نافذة الحافلة من جهة زنزانته فنظر من خلاله، فأبلغنا بأننا نمر أمام مقر البريد المركزي نحو مرتفعات العاصمة.. وهكذا حتى وصلنا إلى مفترق طرق شوفالي، وساعتها تيقنا بأننا سنعتقل في ثكنات الأمن العسكري ببني مسوس، قبل أن يبلغنا مصطفى باشا مرة أخرى بأننا ندخل بوابة كبيرة وتظهر له فيلا داخل "الثكنة"، فدخلت الحافلة إلى طابق تحت الأرض، فأخذوا كل واحد منا بمفرده، أما أنا فساقني عسكريان واحد امامي وآخر ورائي يغرس رشاشه في ظهري، ونفس الشيء حدث للجميع، ولكن لم أؤخذ إلى حجرة الاعتقال.
إلى أين تم أخذك؟
أُخذت إلى مرش، وتم ربطي بواسطة الأغلال إلى قناة المياه، وتُركت هناك معلقا، قبل أن يؤتى لي ببساط، مخاطبا إياي العسكري "ارقد إذا عييت "تعبت"، في حين أنني معلق، كلما ثقل جسمي علي حفرت الاغلال يدي.
كم مكثت في تلك الوضعية؟
مكثت فيها نحو 5 أو 6 ساعات ثم جاءني جندي بالأكل وأطلق يدا واحدة من الأغلال فيما لا زالت يد أخرى معلقة، وقال لي تناول الأكل، قلت له لست جائعا.. ليأتي بعد وقت جندي آخر وحولني إلى زنزانة انفرادية، ثم أتى إليّ جندي ثالث وأمرني بنزع الثياب، وفعلت ذلك وقلت له هل ستبعثونها الى منظف الثياب؟ فضربي بالرجل إلى البطن، وأتى لي بلباس عسكري وهو زي البحرية الأمريكية.
كيف عرفت بأنه زي البحرية الأمريكية؟
كتب في قفالاته ''لوياس نييفي'' (us navy) وهي تسمية البحرية الأمريكية..
هل ربطوك ثانية بداخل الحجرة؟
لا لم يربطوني.. أصلا الحجرة كانت عبارة عن صندوق عرضها متر وطولها حوالي مترين ونصف وليس لها أية نافذة سوى فتحة صغيرة لمرور ضوء الكهرباء، فرموا لي فراشا... وفي الليل أتى إليّ جندي فقدمني أمام ضابط في الطابق الأول، ليطرح علي نفس الأسئلة وأنا تمسكت بالنفي بخصوص التعامل مع أطراف أجنبية.
هل تعرضت إلى التعذيب بعد ذلك؟
لا.. لم يعذبوني هناك، وإنما استمر الاستجواب والاستنطاق لثلاث مرات أو أربع في الأسبوع، تحت التهديد بالتعذيب بأساليب "أنجع" عن تلك المستعملة بمركز شرطة عميروش.
كيف كانوا يعاملونكم هناك؟
كل شيء كان ممنوعا ابقاؤه داخل الزنزانة، حتى السجائر والدواء، حيث إذا أردت أن تدخن سيجارة، فعليك أن تتوسل الحارس ليعطيك سيجارة إن أراد طبعا او سمع نداءك، وتشعلها أمامه، واستمر ذلك لدرجة أنني قررت الاقتلاع عن التدخين، ولمّا علم الضباط بذلك، قالوا لي لماذا لم تطلب اليوم سيجارة؟ قلت لهم باني اقتلعت عن التدخين، فأمروا بمنحي علبة سجائر وسمحوا لي بإدخال علبة كبريت إلى الزنزانة وكانهم يحبذون تسميمي.
كم مكثتم هناك؟
اعتقد أسبوعا، لأننا أصلا لا نعرف الوقت، خصوصا مع الاستنطاق في كل الأوقات، وليس هناك أي ضوء سوى ضوء الكهرباء، في اليوم الأخير ابلغونا بأنهم سيطلقون سراحنا. على الرابعة صباحا أعطوا لنا ملابسنا ووثائقنا الشخصية، فوجدنا نفس الحافلة في انتظارنا في الطابق السفلي. في الطريق قال لنا محمدي راشدي رحمه الله بأنهم سيقلوننا إلى تيزي وزو وسيطلقون سراحنا أمام الجماهير الثائرة، بطبيعة الحال لم يكن ذلك سوى حلمه.. ولما انطلقت الحافلة عرفنا بأن مصطفى باشا لم يكن معنا.
أين كان؟
بعد ثلاثين أو أربعين دقيقة من السير، توقفت الحافلة فجأة على حافة الطريق، ليتم إدخال مصطفى باشا، الذي روى لنا ما حدث معه.
ماذا حدث معه؟
قال لنا بأن مصالح الأمن نسته في زنزانته، ولما تفطنت لذلك أتت به على متن سيارة بسرعة، كما ابلغنا انه كان جالسا على المقاعد الخلفية للسيارة، وأحد الجنود يغرس له رأسه إلى الأسفل لكي لا يرى الطريق، إلى أن لحقوا بالحافلة إلى حدود منطقة بوفاريك.
إذن كنتم تعرفون وجهتكم؟
لا..عندما وصف لنا مصطفى الأشجار التي رأها خلسة على حافة الطريق عند صعوده إلى الحافلة، تعرفت عليها.
إلى أين كانت الوجهة؟
الكل يعلم ان مقر محكمة أمن الدولة يتواجد بمدينة المدية، ذلك ما افترضته وقلته لرفاقي، علما ايضا بأنني رأيت في اخر استنطاقي في فيلا بني مسوس لدى الضابط السائل ورقا رسميا عنوانه "مصلحة ضبط المحكمة".
جريدة الشرور
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
كل هدا ويتجرأ رموز النظام عن الحديث عن حقوق الانسان في المحافل الدولية وحقوق الانسان تنتهك في سجون الجزائر
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
الجزائر لا تلعب با من يمس وحدتها الترابية
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
وكيف تلعب بالسيادة الوطنية وتفتح اجواءها للمستعمر وتقبل يديه على مرآى الجميع؟؟؟
يبدوا انك لا تعلم شيء عن الربيع الامازيغي
الربيع الامازيغي كان ردا على المساس بكرامة الامازيغي واهانته حين منع مولود معمري من القاء محاضرة حول الشعر الامازيغي في جامعة تيزي وزو كما تنكر النظام علنا للغة الامازيغية ومنع تدريسها ...بالاضافة لمحاولة النظام تعريب الامازيغ وطمس هويتهم فكان لا بد للامازيغي ان ينتفض ويستعيد كرامته ومطالبهم كانت واضحة وهي الاعتراف بالهوية الامازيغية وباللغة الامازيغية كلغة ثانية مثلها مثل اللغة العربية وقد شارك في الربيع الامازيغي كل الفئات ..واستطاع هؤلاء الضغط على النظام واجباره من خلال سلسلة الانتفاضات على الاعتراف بالامازيغية كجزء من الهوية الوطنية ..
اما اللغة فم يعطوها حقها في الجزائر بل تم حصرها في المجال الثقافي فقط ...
فهل الانتفاضة لاجل الكرامة يعتبر مساس بالوحدة الوطنية؟؟؟؟؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
لكل دولة في العالم غوانتانامو خاص بها تضع فيها من يهدد أمنها علمها من علمها و جهلها من جهلها
لكن الانفلات و ترك المجال لكل من هب و دب للعبث بأمن البلاد يستدعي القيام باجراءات و لو كانت قاسية و حتى قد تصل الى القتل و هذا ملاحظ عبر التاريخ البشري و ليس منوط بدولة معينة لان التضحية بشخص او عدد من الاشخاص خير من فساد عريض لا ينتهي حتى تفنى البلاد و العباد
ومن جهة أخرى لابد من النظر الى هؤلاء الاشخاص الذين تم اعتقالهم بمنظور واقعي و وضع أفعالهم في كفة و مصلحة الوطن في كفة أخرى لكي لا نزايد على أحد ....
الظلم و التجاوزات موجودة و لا احد يحبذ الظلم و مهما بررنا الظلم فهو مرفوض و منبوذ
لا ابرر لاحد من الناس فعل جرم ما او ظلم احد من العالمين لكن أبين ان التضحية بافراد معينين للحفاظ على امن الدول
و لمن يراجع التاريخ يرى حين تأسست الدول كم هي القضايا التي طويت لاجل مصالح امن الدول
شكرا و بارك الله فيك على الموضوع القيم
ســــــــــــــــــــــــــــــــــلام
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
هؤولاء راهم منبودين حتى في منطقة القبائل