أقدم إعلام النظام السوري في سوريا يوم أمس وقبله على اقتراف واحدة من كبريات فضائح الفبركة والتزوير والتضليل التي يقوم بها من وقت إلى آخر كلما وقعت السلطة في مأزق لا تعرف سبيلا إلى الخروج منه.
فبعد ذيوع خبر "مجزرة الحولة" الإجرامية بساعات ، وانفضاح أن القتلى ماتوا بصواريخ مدفعية عصابات المجرم بشار الجحش ( وليس الأسد ) , لاسيما بعد تحولها إلى "خبر عالمي"، وللإيحاء بأنها من تدبير الإمبريالية والصهيونية العالمية(!!)، بدأت المواقع المدارة من قبل المخابرات السورية تسريب أخبار مفادها أن الصهيوني ـ الليكودي المقيت برنار ليفي شوهد وهو يتجول في مدينة حمص وريفها مع المسلحين! وسرعان ما وجدت هذه الأكاذيب الرخيصة طريقها إلى قناة"الدنيا" وضيوفها ( كما حصل مساء أمس)، وإلى الموقع الرسمي لصحيفة"البعث" السورية، فضلا عن وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية الأخرى!! وقد أرفقت بعض المواقع صورة لليفي قديمة في بلدان أخرى مع مسلحين زعمت هذه المواقع أنها في إحدى مناطق حمص، رغم أنها ملتقطة منذ العام الماضي خارج سوريا
فكان أن عنونت صحيفة "البعث" الحكومية مقالا بعنوان ( الصهيوني ليفي تسلل إلى سورية لدعم الإرهابيين.. وعلاقة بين وجوده وخطف الزوار اللبنانيين )
للتحقق ادخل على موقع صحيفة البعث على الرابط
https://www.albaathmedia.sy/index.php
وابحث باستعمال كلمة ( برنار ) سيظهر لك المقال المقصود
وكأن الإعلام الحكومي الرخيص يعيش في غيبوبة ولا يعلم أن برنار ليفي موجود في مدينة "كان" الفرنسية منذ مساء يوم الجمعة الماضي ( عندما ارتكبت مجزرة الحولة!) وحتى لحظة نشر هذا التقرير، لحضور افتتاح "مهرجان كان السينمائي" . ولا يحتاج الأمر أن تكون عبقريا أو جاسوسا تتبع أخباره , فيكفي أن تضع عبارة Bernard-Henri Levy in Cannes بالإنكليزية ، أو عبارة Bernard-Henri Lévy à Cannes بالفرنسية أو Бернар-Анри Леви в Каннах بالروسية ، في محرك "غوغول" حتى تظهر لك تقارير ومقالات لا حصر لها عن أنشطته في "مهرجان كان" منذ وصوله مساء الجمعة
الإعلام السوري الحكومي اعلام رخيص , لا يصدقه إلا رخيص مثله