عنوان الموضوع : شهادة راهبات معلولا...انتصار جديد للإسلام الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

في زحمة الهجوم الإعلامي الدولي على الإسلام والمسلمين , وفي خضم محاولة الغرب إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلاميين , ولهثه المحموم لتشويه صورة الإسلام السمح العظيم , من خلال محاولة تثبيت أكذوبة "التلازم بينه وبين العنف والإرهاب" يأتي خبر شهادة راهبات معلولا في الثوار السوريين انتصارا لمبادئ الإسلام , و صفعة في وجه أمريكا والغرب المنافق .

فقد تم الإعلان اليوم عن صفقة الإفراج عن 13 راهبة ومساعداتهن الثلاثة اللواتي كن مختطفات منذ مطلع ديسمبر الماضي ، مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة في سجون النظام السوري , كما أعلن عن ذلك رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان .

ومن المعلوم أن كتائب "أحرار القلمون" السورية أعلنت في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي مسؤوليتها عن اختطاف الراهبات بعدما سيطرت على معلولا بريف دمشق جنوب سوريا، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري .

وبعيدا عن تفاصيل شكليات عملية التبادل التي تمت , والجهات التي لعبت دورا محوريا في إنجاح هذه العملية , حيث لعبت قطر دورا أساسيا من خلال تفاوضها المباشر مع الجهة الخاطفة ، بينما كان دور اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني يتمثل في التواصل المباشر مع النظام السوري , فإن هناك بعض الملاحظات التي لا بد من التوقف عندها في هذه الصفقة , وعلى الأخص شهادة الراهبات بحسن معاملة الجهة الخاطفة .

أولى الملاحظات على هذه الصفقة : الاهتمام المحلي والدولي بقضية راهبات معلولا , وانشغال الجميع بأمر إطلاق سراحهن , رغم وجود عشرات آلاف المحتجزين والمعتقلين السوريين والسوريات في سجون بشار , ومنهم كثير من علماء ورجال الدين الإسلامي إن صح التعبير , ممن لا يهتم بهم أحد لا عربيا ولا دوليا .

فلماذا كل هذا الاهتمام بأمر الإفراج عن الراهبات , بينما لا يؤبه لعشرات الآلاف من المعتقلين المسلمين ؟؟ ولماذا هذا الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظيت به الراهبات حين وصولهن - منتصف ليل أمس الأحد - إلى نقطة "جديدة يابوس" على الحدود اللبنانية السورية ، بينما لم يهتم أو يحفل أحد بالسوريات المفرج عنهن .

إنها العنصرية والازدواجية الغربية الصليبية في التمييز في المعاملة بين المسلم وغيره , فبينما تقوم الدنيا ولا تقعد لمقتل واحد منهم أو اعتقاله أو سوء معاملته , لا يكترثون لمقتل آلاف المسلمين ذبحا وقصفا وحصارا وجوعا .

كما أنها تشير إلى مقدار الوهن والضعف والذل الذي وصل إليه المسلمون , فدماؤهم أضحت بلا ثمن , وأعراضهم صارت مستباحة , وديارهم مغتصبة , وأموالهم منهوبة , ومقدساتهم تنتهك , والقادم والمستقبل ربما يحمل المزيد والأسوأ إن لم نتدارك الأمر ونوحد الصف ونعود إلى "الإسلام" مصدر قوتنا وعزتنا .

أما الملاحظة الثانية والأهم : فهي شهادة راهبات معلولا بحسن معاملة المسلمين لهم , وعدم إكراههن على أي أمر أو سلوك , إضافة لتلبية جميع طلباتهن واحتياجاتهن , ناهيك عن احترام معتقداتهن ومنحهن الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهن .

كانت الشهادة الأولى من رئيسة دير مار تقلا في معلولا بريف دمشق الراهبة "بيلاجيا سياف" التي قالت للصحفيين بمركز جديدة يابوس الحدودي السوري : إن معاملة الخاطفين من "جبهة النصرة" كانت جيدة , وأشارت إلى أن الراهبات الـ16 المفرج عنهن جميعهن بصحة جيدة ، وأنهن خلعن صلبانهن بملء إرادتهن مسايرة للوضع الذي عشنه ولم يفرض عليهن أحد ذلك .

كما أكدت أكثر من واحدة من الراهبات أنّهن حظين بمعاملة جيدة من الجهة الخاطفة وقالت إحدى الراهبات : إن الخاطفين "عاملونا بكل احترام وطيبة وأخلاق عالية، ولم يتعرضوا لنا بأي ضرب أو أذى" .

وأشارت إلى أن الخاطفين لم يطلبوا منهن أن يخلعوا الصلبان عن صدورهن، وأنهن كن يصلين "بكل حرية وأمان" , وأضافت أنهم كانوا يؤمّنون لهن كل ما يحتاجونه من طعام ومشرب وملبس .

فأين هذه المعاملة من معاملة الغرب للمعتقلين المسلمين , حيث سمعة معتقل "غوانتانامو" السيئة التي انتشرت فظائعه وفضائحه في جميع وسائل الإعلام , ناهيك عن المعتقلات السرية الأمريكية والغربية المنتشرة في شتى أنحاء العالم , والتي لا تقل سوءا عن "غوانتانامو" بالتأكيد .

وإذا كان الغرب الذي يدعي التقدم والتحضر في مجال حقوق الإنسان يفعل ذلك , فلا شك أن أزلامه في العالم العربي والإسلامي يتجاوزون بجرائمهم كل الحدود البشرية والمقاييس الإنسانية .

أما الملاحظة الأخيرة فهي : عدم التركيز الإعلامي على هذه الشهادة أبدا , والمرور عليها مرور الكرام كما يقال , لا لشيء إلا لأنها تصب في صالح الإسلام والثوار المجاهدين في سورية , ولو كان الأمر عكس ذلك لرأيت الزخم والتركيز الإعلامي غير المحدود للنيل من الإسلام وتشويه سمعة المجاهدين .

إن الإسلام يثبت يوما بعد يوم أنه الأصل في سمو المبادئ والقيم , والنموذج والقدوة في السماحة وحسن المعاملة مع غير المسلمين وخاصة مع أهل الكتاب , وإذا كانت شهادة راهبات معلولا وساما على صدور الثوار في سوريا , فإن شهادة المفرج عنهم من سجون بشار وصمة عار على هذا النظام وعلى كل من يسانده أو يتغافل عن جرائمه .



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

لإشادتهن بأخلاق الثوار.. شبيحة "صيدنايا" يرفضن دخول راهبات "معلولا"

أكدت قوات اللجان الشعبية التي تقاتل مع جيش الأسد، والمعروفة بالشبيحة، اليوم الأربعاء، اعتزامها منع دخول راهبات معلولا المفرج عنهن حديثًا إلى بلدة صيدنايا بريف دمشق.
وذكرت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد، أنّ "اللجان الشعبيّة" لن تستقبل "الراهبات"، وستمنع وصولهن إلى البلدة؛ بسبب إشادتهن بحسن معاملة الثوار لهنّ، أثناء فترة الأسْر.
يأتي ذلك، بعد يوم واحد، من الإفراج عن "الراهبات"، في صفقة تبادل مع أسيرات سوريّات معتقلات في سجون نظام الأسد
كما شكرت بيطار خلال حديث مع الصحفيين كتائب الثوار التي كن محتجزات لديها، وقالت إنها عاملت الراهبات معاملة جيدة ونفت أن يكون الثوار قد أجبروا الراهبات على خلع صلبانهن.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

من هنا تبدأ الحكاية

راهبات معلولا يصفعن الإعلام "الممانع" ويشكرن "جبهة النصرة"
وغيظ الشبيحة يتفجر سبابا وشتائم



بينما كان إعلام النظام ومن يدور في فلكه يحاول كالعادة تبييض صورته وتجيير انتهاء أزمة الراهبات لصالحه، صعقت شهادات راهبات كن بعهدة الجيش الحر والمجاهدين.. صعقت هذه الشهادات إعلام النظام ومؤيديه على الهوء مباشرة.

ففي محطة الميادين الممولة إيرانيا، حاول المراسل فرض إجابته على إحدى الراهبات من خلال سؤال موجه قال فيه :كان فترة متعبة بلاشك، فردت إحدى الراهبات بحزم: "كتير كانت كويسة"، وألجم هذا الرد المراسل الذي قطع حواره مع الراهبة بعبارة عاجلة يحمد الله فيها على سلامتها!

وفي مقطع آخر أتت شهادة راهبة أخرى لتشكل صدمة أكبر للمؤيدين الذين كانوا يترقبون كلاما يطابق رواياتهم عن "إرهاب" المجاهدين، وجبهة النصرة بالذات، فإذا بالراهبة تقول أمام ميكرفونات تلفزيونات "المقاومة والممانعة": "الجبهة كانت كتير منيحة معنا".

وتابعت: قبل ما يكون جورج حسواني (رجل أعمال مسيحي مقرب من النظام) كانت الجبهة عم تقدم لنا طلباتنا وخدماتنا، وأكلنا، بعدين إجا (جاء) حضرته".

وحاولت إحدى القنوات الضرب على وتر الطائفية بشكل مكشوف، سائلة الراهبة عن خلعها والراهبات الأخريات للصليب، فأجابت الراهبة مؤكدة أنهن لم يجبرن على خلع الصليب، وأن الخطوة جاءت من تلقاء الراهبات، لأن لبس الصليب لم يكن مناسبا في المكان الذي كن فيه.

وعادت إحدى القنوات محاولة "استخراج" إجابة ولو بسيطة تخدش صورة جبهة النصرة وتثبت أنها أجبرت الراهبات على خلع الصليب، ولكن الراهبة عادت لتؤكد: ما شلحونا ياهن، نحن ما لبسناهن".

وأوضحت الراهبة أنهم كانوا 16 شخصا، جميعهم رجعوا بسلامة وصحة جيدة، ولم يتعرض لهم أحد بأذى أو إساءة أو حتى مضايقة.

وبعد ظهور هذه الشهادات على الهواء مباشرة، سارع مؤيدو بشار الأسد للنيل من الراهبات ومهاجمتهن، ووصمهن بتهم العمالة والخيانة، حيث قال أحدهم: "حتى يعرف من يستغرب انتقادنا تحرير هؤلاء، الأم بلاجيا المتهمة بالعمالة للقوات اللبنانية (الإسرائيلية) تمدح جبهة النصرة وتكاد تشكرها".مضيفا:"إن لم تستح فاصنع ما شئت".

ووصف من يسمى نفسه "أسد الله غالب" الراهبات وصفا دنيئا، قائلاً: "هن ....... وليسوا راهبات إذا مدحوا جبهة النصرة".
فيما تمنى "مخلوف" الموت للراهبات قبل مدحهن للنصرة قائلاً: "ريتون فطسوا وما رجعوا ليعملوا دعاية للنصرة".
ولم تخلُ معظم تعليقات المنحبكجية على الخبر من السُباب والشتائم، والنيل من الراهبات اللواتي لم يستطع النظام تطويع شهاداتهن لتصب في صنع فلم "تشبيحي" عن إرهاب وتطرف من يقاتلونه.

وكانت "زمان الوصل" أول من سرب خبر المفاوضات التي كان أحد الوسطاء فيها رجل الأعمال وابن منطقة يبرود جورج حسواني المقرب من النظام.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

يا رجل أشفق على نفسك !
أينتصر الاسلام بشهادة راهبات !
لقد رأيت جنديا من جبهة الجولاني يحمل راهبة ! ليرى العالم أنهم ليسوا ارهابيين وأنهم رحماء بالكفار !
ثم تذكرت قول (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه في شأن النصارى: « أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سَبُّوا الله تعالى أعظم المسبة!!»
فقلت عظم أجركم في جبهة الجولاني .


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

فضيحة قناة"المنار" على الهواء مباشرة!

الكلام الذي سأنقله في السطور القليلة التالية للمحلل السياسي اللبناني رفيق نصر الله في تعليقه الغاضب على صفقة إطلاق راهبات معلولا التي شهدتها الحدود اللبنانية السورية ليل العاشر من آذار (مارس) الجاري، لم يرد مسرباً إلينا من مصدر خاص، ولم يقم شخص مندس بتسجيله في كواليس قناة (المنار) التابعة لحالش، أثناء التحضير للحلقة أو تحت الهواء... ولم نستطع الوصول إليه عبر تقنية تنصت متطورة ومعقدة... بل بث بالحرف على شاشة قناة (المنار) وعلى الهواء مباشرة، وفيه يقول السيد رفيق نصر الله بالحرف:
"الخطيئة الإعلامية الكبيرة والسياسية كمان... اللي ارتُكبت بسوريا بمسألة إطلاق سراح هؤلاء الراهبات، تمظهرت فيها جبهة النصرة، قَطفتْ هيّ، ما قطفها النظام. ما حدا قطفها. أنا بدي اٍسأل لشو فلتّوهن؟ لشو عملتوا الصفقة؟! أنو كمان بتطلع [يقصد إحدى الراهبات] بتقلهن جابولنا لبن العصفور. أنتو خدمتوها لجبهة النصرة. مين طلعتوا مقابليهن لهول؟ ليش؟ وين بقية المخطوفين؟ يا أخي ليش ما بتعرفوا تشتغلوا سياسة وإعلام؟! اللي قطف هاي المسألة هيي جبهة النصرة... شو هالإنجاز اللي عطيتوهم إياه اللي بيّن أنو كنتو حابسين مرت الديلمي مع الأطفال؟! كيف بتلعبوا انتو... كيف بتعلموا إعلام؟! "

لا يمكن أن يصدق المرء حقيقة أن هذا الكلام الذين يدين قائله، والمحور الذي ينتمي إليه قائله، والمذيعة التي كانت تهز رأسها مندهشة من حدة ذكاء قائله، قد بث على الهواء مباشرة وهكذا على رؤوس الأشهاد وبلا أي خجل.

يقول هذا الإعلامي بنبرته الغاضبة إن هذه الصفقة أفادت جبهة النصرة ولم تفد النظام السوري، لم يقطف ثمارها النظام السوري... فالموضوع بالنسبة له، ليس حماية أقليات، ولا قلق على مصير الراهبات المخطوفات، ولا مسألة الحفاظ على مسيحيي الشرق الذين كان يتباكى عليهم ميشال عون حليف هذا المحور، بل قطف ثمار... وثمار إعلامية بلا أي بعد إنساني!

هكذا بكل وقاحة ثم يتابع متسائلاً: (لشو فلتّوهن؟) وسواء كان يقصد المعتقلين الذين أفرج عنهم... أم كان يقصد الراهبات اللواتي قالت إحداهن إن الخاطفين جلبوا لهن لبن العصفور، فإن تساؤلا إعلاميا ينتمي لمهنة الصحافة: (لشو فلتوّهن؟) هو دعوة تحريضية لا يمكن أن يصدقها المرء لعدم إطلاق سراح أحد... فهل انحطت الصحافة للتحريض، هكذا على المكشوف على عدم إطلاق سراح معتلقين، إن لم يكن النظام سيقطف ثمار هذا إعلامياً؟!
الأسوأ من هذا كله تساؤل رفيق نصر الله: "شو هالإنجاز اللي عطيتوهم إياه اللي بيّن انو كنتو حابسين مرت الديلمي مع الأطفال؟!" لم يسأل لا بوازع من ضمير صحفي، ولا من ضمير إنساني: كيف تسمحون لأنفسكم اعتقال أم مع أطفالها؟! كيف طاوعتكم وحشتيكم؟ كيف كنتم تغلقون باب الزنزانة ليلا وتذهبون لتناموا وتعانقوا أطفالكم؟! كيف تتحدثون عن الإرهاب وأنتم بلغت بكم الخسة والنذالة الاستقواء على أطفال بهذا العمر... بل قال "شو هالإنجاز اللي عطيتوهم إياه "لقد قال بشكل أو بآخر: مسموح لكم أن تعتلقوا أطفالا أكبر واحد فيهم في عمر السبع سنوات... ولكن لا تظهروا صورتكم القبيحة أمام الإعلام في مقابل صورة جبهة النصرة التي ظهرت حسنة... لا تعطوهم هذا الإنجاز... متسائلاً: (ليش ما بتعرفوا تلعبوا سياسية وإعلام صح)
أجل...

في عرف رفيق نصر الله، صار الإعلام مجرد لعبة، يسأل حلفاءه بغضب لماذا لا يلعبونها (صح)؟!! وصار إطلاق سراح راهبات مختطفات أو نساء معتقلات لدى سجون نظام استبدادي وحشي، مجرد عملية تبييض صفحة يجب أن يعرف النظام كيف يقطف ثمارها هو، وليس جبهة النصرة؟!

كان يمكن أن تصلح هذه الأفكار التي يصح وصفها بكل لباقة بـ(القذرة) لجلسة مراجعة سرية بين جهابذة إعلام الممانعة من أمثال رفيق نصر الله والأخوين قنديل وبن جدو وباقي هذه الأبواق السافلة للكشف عن أخطاء الصفقة، وما أبرزته من صورة نظام الأسد السوداء، التي كانت لقطة تسليم الأطفال مع أمهم، قمة الانحطاط فيها... وقمة الوحشية، وقمة عهر المجتمع الدولي الذي يسكت على هكذا نظام لا يخجل من الاعتراف أمام الكاميرات أنه يعتقل أطفالا بهذه الأعمار... لكن أن يقال هذا الكلام بكل هذه الوقاحة، وكل هذا الاعتراف الضمني بجرائم النظام، وبجرائم الإعلام وألاعيبه، وهكذا على الهواء... فهذه ليست شفافية وصراحة بالتأكيد... بل هي فضيحة إعلامية بكل ما في الكلمة من معنى... فقد ظهر منطق مطبخ المؤامرات، والتلاعب بالحقائق عارياً، فاضحاً، يعلن هزيمته، وهزيمة حلفائه في مداراة عورته على الهواء مباشرة!

وفي الآن ذاته ظهرت عورة الإعلام الأجنبي الذي يدعي الحياد والإنسانية، فأين مراسل وكالة فرانس برس في بيروت اليهودي سامي كنز، كي يصور تقريراً عن نظام يعتقل الأطفال مع أمهم، ويعترف باعتقالهم عبر تسليمهم في صفقة تبادل. وأين مراسلة صحيفة (الصنداي تايمز) المقربة من حزب الله هالة جابر كي ترى أخلاق الجماعات المسلحة التي طالما اتهمتها بكل الموبقات لتبرر جرائم النظام، في تقاريرها المزورة لترى بنفسها كيف يعتقل هذا النظام أطفالاً.

ترى لو كان الأطفال معتقلين لدى جهة محسوبة على الثورة... ما كان سيكتب هؤلاء إلى وكالاتهم وصحفهم... ما كان سيقول مرصد رامي عبد الرحمن؟! ألن نرى صور الأطفال في اليوم التالي توزعها وكالات الأنباء وتتصدر (الصنداي تايمز) مذيلة بتوقيع الجماعات التكفيرية المسلحة؟!!

حين كتبت بالأمس على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي عما أثارته لقطة تسليم الأطفال الذين يحملهم (إرهابيو) جبهة النصرة من دهشة وذهول وشعور بالعار، مصنِفاً النظام الذي اعتقلهم في أسفل قائمة البشر، علق أحد السوريين بالقول:

" أستاذنا هؤلاء أناس نزع الله من قلوبهم الرحمة. أنا في عام 2003كنت معتقلا في فرع 248 في دمشق وجدت طفلين في انفرادية واحدة ابن تسعة والثاني عشرة "

طفلان في زنزانة منفردة؟!! وفي معتقل سياسي وليس جنائياً؟!

ومتى... قبل أن يكون هناك ثورة... وقبل أن تكون هناك أي مظاهرات أو مطالبات بإسقاط النظام.. أو مؤامرة كونية كما يزعم هؤلاء المضلِلون والمزوّرون!

عار عليكم أيها الأبواق المنحطون... عار عليك أيها الإعلام المجرم... عار عليك يا محور الذل والعبودية لا المقاومة والممانعة... ألا تكون أمام المحاكم الدولية، تحاكم أنت ومن تدافع عنه، إن بقي في هذا العالم ذرة ضمير أو أخلاق أو إنسانية!


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

جبهة النصرة’ كانت أذكى هذه المرة من النظام والإعلام السوري جنّ لأن راهبة معلولا لم تكذب
نسرين طرابلسي
القدس العربي

مارس12, 2014




بعد استعانة إعلاميي مصر بالفلكيين لتحليل حركة النجوم والأفلاك وقراءة الطالع لإقناع الرأي العام بالسيسي رئيساً لمصر، لم يعد على العامة من حرج.
هذا ما عرضه باسم يوسف في أولى حلقات البرنامج بطريقته الساخرة. وأنا بهذه المناسبة أريد أن أبارك للإعلام العربي هزيمته الساحقة لما تبقى من وعي، فمما يشيب له الرأس ويُسقط الفك ويخرب خلايا الدماغ أن يتم العبث بالثورة المصرية التي أدهشت العالم لتتحول في أقل من ثلاثة أعوام إلى ذكرى حلوة مثل الحلم العابر.
كما أريد أن أمنح الإعلام السوري الرسمي جائزة أقوى إعلام كاذب في العالم، لعرضه ثلاثة من خيرة شباب سوريا المسالمين بعد اعتقالهم لفترة طويلة وتعذيبهم على أنهم عصابة التضليل الإرهابية! شباب مثل الورد، من الذين اتخذوا من الكلمة ولغة الصورة وسيلة لكشف ما يحدث في بلدهم ظهروا في برنامج ‘العين الساهرة’ أقل ما يمكن أن نقول عنه إنه فرع مخابرات تلفزيوني. يكفي أن كاتب كلمات أغنية المقدمة برتبة عسكرية (كلمات: العميد فلان) كما يظهر في المقدمة وتشابه أسماء القائمين عليه يؤكد أنه برنامج مافيا عائلية عُيّن أغلب أفرادها بالواسطة!
أما ما سيجعلك تدور حول نفسك هو أنه لا يوجد في اعترافات الشابين والفتاة كلها ما يدينهم أو يثبت تورطهم بغراقة دم أو بزرع فتنة. فكل اللافتات التي قبض عليها بحوزتهم والقصاصات الورقية التي صودرت كانت متلبسة بعبارات نبيلة، مثل: سواسية وعدالة وحرية وحياة الإنسان! كل تصريحاتهم المذنبة كانت مدهشة وهم يؤكدون أنهم ضد التطرف والإرهاب! أما عدة الشغل التضليلي فلم تكن سوى كاميرات بسيطة وأجهزة لاب توب وفلاش ميموري! وأماكان التضليل اقتصرت على المظاهرات الشعبية التي تجرأ هذا البرنامج بعرضها أخيرا من دون أن يضع في عينه حصوة ملح وهو يثبت على شاشته بالدليل القاطع مشاركة آلاف مؤلفة من البشر فيها، وهم يحملون علم الثورة ذي النجمات الثلاث ويهتفون هتافاً جماعيا من دون أن ينجح في رصد قطعة سلاح فيها ولا حتى موس كباس أو سكين مطبخ!!
وما الذي يحدث في الإعلام العربي بعد أن ينشغل ليل نهار في نكران الحقيقة وتغييبها وإحضار الأضداد ليتعاركوا على الشاشات ويورد أخبار البغدادي والجولاني والزرقاوي وأبو قتادة وداعش ولاحش وجاحش إلى آخر قائمة مشتقات مدرسة الإجرام، يعطي المشاهد جرعة دموع رومانسية في الدراما والغناء والتهليس وبعض الهجايص وقليل من الشعوذة والسحر وقراءة الطالع والأبراج.

الراهبات الفاضلات وجبهة النصرة

تابع العالم أجمع بمزيد من السخرية والتهكم رد الفعل اللاإرادي المصدوم لإعلاميي وإعلاميات قنوات التضليل المناصرة لاستمرار النظام الديكتاتوري في سوريا، تجاه الصفعة التي تلقوها من رغبة الراهبة الفاضلة بقول الحقيقة. كانت الأخت تردد امام عدسات الإعلام وحزمة كبيرة من مايكروفونات التلفزة العربية والعالمية بأن ضميرها يحتم عليها أن تقول الصدق، فهي لم تتعرض وباقي المختطفات عند ‘جبهة النصرة’ للتعذيب أو لأي شكل من أشكال الإهانة، بل ومارست شعائر دينها وصلاتها ولم ترغم على خلع صليبها وهي بين يدي الجماعة المتطرفة. لكن المتتلمذين على أيدي مؤسسات الكذب والنفاق وتحريف الوقائع لم يستطيعوا تقبل ذلك. ولم يحترموا أبدا لباسها المحتشم وكبر سنها بل انهالوا عليها بالكثير من التوصيفات الشنيعة واتهموا تصريحاتها باللاوطنية واللامسؤولية!! كان عليك يا أختي الفاضلة يا من وهبت حياتك لخدمة معتقدك ودينك أن تكذبي وتختلقي قصة وتشنعي بمختطفيك وتقولي بأنك منعت من الصلاة وبأنك أهنت وجردت من ملابسك واغتصبت وكيلت لك الشتائم وديس على رأسك وهُددت بأقرب المقربين إليك لكي تمنحي صك الوطنية. أما وقد آثرت قول الحقيقة فقد حقت عليك اللعنات!
في المقابل لم أجبر أنا شخصيا كإعلامية معارضة ومحتقنة بشتى أنواع الغضب والسخط على ممارسات رجال المخابرات والشبيحة تجاه أهلنا في سوريا والتي سربت مصورة شهداء التعذيب وضحايا المعتقلات والخارجين اشلاء من تحت الركام، ضيفتي المعتقلة السابقة على أن تقول غير الحقيقة، فقد قالت بالحرف في اللقاء الذي سجلته معها لصالح ‘قناة الآن’ بعنوان ‘أربعون يوما في الجوية’، بأن المحقق يبدو أنه عندما حاورها واكتشف براءتها من التهم المنسوبة إليها في التقرير وتأكد من عمق ثقافتها ومستوى تعليمها بأنه حاورها أفضل من الأخريات. ولم أجبرها على تغيير أقوالها ولم أحذف ما قالته من التسجيل، بل لعلي وجدت في هذا أبلغ إدانة أن تستمر في معتقلها الجحيمي أربعين يوما تعاني فيه شتى صنوف العذاب النفسي والصحي والجسدي، من أصوات الذين يتعرضون للتعذيب في الزنزانات الأخرى، حتى القمل والجرب الذي نهش جسد 20 امرأة محشورين في زنزانة مساحتها مترين بمترين ونصف
وفي الختام لا يسعني إلا أن أهنئ ‘جبهة النصرة’ على ذكائها، على الرغم من أنني ضد الفكر الذي تستند إليه، إلا أنها في هذه المعركة العالمية التي يقف فيها الرأي العام العالمي متأهباً لحماية الأقليات أمام مجزرة ترتكب بحق الأكثرية، كسبت جولة وحشرته في ‘خانة اليك’!


كاتبة وإعلامية من سوريا