عنوان الموضوع : الدرزي فيصل القاسم يتطاول على خال المؤمنين معاوية رضي الله عنه خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمن الرحيم


قبل أيام قليلة تم في قناة الجزير وفي برنامج الدرزي فيصل القاسم الهجوم على حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعطى معد البرنامج الفرصة كامله للعاهرة وفاء سلطان للهجوم وفوق ذلك شكرها في نهاية اللقاء

وهو يعلم بنواياها لانه استظافها سابقا ويعلم توجهاتها اي ان النيه كانت مبيته عنده.


وقبل هذا البرنامج بايام ايظا كتب مذيع الجزيرة الدرزي مقالا يطعن في خال المؤمنين وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه

انظرو يا اخوان بدأ بصاحب رسول الله أولا ومشى الامر بدون مشاكل فتجرأ أكثر ونظم برنامجا بعد ذلك للهجوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

اترككم مع مقاله لكي يفضح على رؤس الاشهاد.


================================================== ==


لم يعد هناك أدنى شك أن الصحابي معاوية بن أبي سفيان كان سابقاً لعصره عندما تحدى الجميع، وفرض نظام الحكم الوراثي بحد السيف رغماً عن أنوف الكثيرين. ومنذ ذلك الحين والعديد من حكام العرب يحذون حذوه، ملكياً وجمهورياً. لكن الرجل لم يسلم يوماً من سهام "الديمقراطيين"، على اعتبار أنه نسف أحد أهم ركائز الديمقراطية، ألا وهو التداول على السلطة. فبموجب النظام الوراثي يصبح الحكام من سلالة واحدة، مما يحرم بقية شرائح المجتمع من التنافس على الوصول إلى رأس الدولة. لكن شعيرة معاوية، التي كلفت العالم الإسلامي الكثير من الاختلاف والشقاق والتناحر والانقسام، أصبحت، من سخرية القدر، مرشحة لأن تسود العالم بعدما انتقلت عدواها من العالمين العربي والإسلامي إلى بقية بلدان العالم، خاصة الدول الديمقراطية والاشتراكية المزعومة . لو عدنا عشر سنوات إلى الوراء فقط، لوجدنا أن أكثر ديمقراطية تطبل وتزمر لنفسها على وجه المعمورة، ألا وهي الديمقراطية الأمريكية، بدأت تميل باتجاه النظام الوراثي في الحكم، حتى لو تمت العملية بطريقة "ديمقراطية"..

فالفرق الوحيد بين الأسلوبين الغربي والشرقي في تسيير الأمور، هو أن الشرقي ينحو عادة إلى استخدام العنف لتمرير مشاريعه، بينما تحقق الديمقراطيات الغربية أهدافها في الغالب بأساليب أخرى، لكنها قد تكون ملتوية في أحيان كثيرة، مما يجعل الأسلوبين الغربي والشرقي مختلفين في الظاهر، لكنخكت متشابهان في الباطن.

لا يمكن بالطبع للديمقراطية الأمريكية أن ترفع سيفها على الملأ، كما فعل معاوية وأتباعه، لتفرض خليفة لهذا الرئيس أو ذاك. لكنها لن تعدم الوسيلة أبداً، فكما هو معلوم فإن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، حسب الكثير من الكتب التي تؤرخ لمسيرة العائلة، كان مرتبطاً بعلاقات وثيقة جداً مع المؤسسات الأمريكية النافذة كالمجمّع الصناعي والعسكري والنفطي ووكالات الاستخبارات. وبفضل تلك العلاقات القوية جداً استطاع بوش الأب أن يدفع بنجليه جورج الصغير وجيب بوش إلى مراكز نافذة جداً في السلطة، فجورج أصبح رئيساً، أما أخوه جيب فهو حاكم ولاية فلوريدا. ويحدثونك عن الديمقراطية والتداول على السلطة.



هل كان الولدان جورج وجيب يحلمان بالرئاسة أو بالولاية لو لم يكن أبوهما من عظام رقبة المؤسسة الأمريكية الحاكمة، ولو لم يكن جدهما بريسكوت بوش والد الرئيس بوش الأب من النافذين في مجلس الشيوخ سابقاً؟ بالطبع لا. فالرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الذي قد يتنطع البعض للقول بأنه جاء إلى الحكم في قطار الحزب الجمهوري، هو من أقل أعضاء الحزب كفاءة لتولي المنصب بشهادة كل الذين عرفوه منذ كان شاباً. وتذكر الكاتبة الأمريكية الشهيرة أيمي غودمان في كتابها ذائع الصيت "ديمقراطية النفط" أنه تم ترشيح جورج بوش الابن مرات ومرات ليكون عضو مجلس إدارة في شركة "كارلايل" الشهيرة، إلا أن رئيس الشركة كان يرفضه على الدوام لضحالة فكره. لكن في يوم من الأيام، وتحت ضغوط من جهات نافذة عدة، قبل رئيس الشركة بجورج بوش الابن عضواً في مجلس إدارة الشركة. ويروي رئيس الشركة أن بوش عمل معه لحوالي سنتين دون أن يفيد الشركة بفكرة مفيدة واحدة، مما حدا برئيس الشركة إلى طرده. ويضيف أنه أصيب لاحقاً بدهشة كبرى عندما علم أن بوش الابن أصبح مرشح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.

وأضاف رئيس الشركة التي عمل فيها بوش: إنه لو طلبوا منه وضع قائمة مؤلفة من خمسة وعشرين ألف مرشح لاختيار مرشح منهم ليكون ممثل الحزب لخوض الانتخابات لما وضع اسم جورج بوش الابن في تلك القائمة الطويلة من المرشحين. ونحن نعلم عادة أن قوائم المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية تحتوي بالكاد على خمسة مرشحين على أبعد تقدير بعد أن تتم عملية الغربلة، فما بالك إذا كانت تحتوي على خمسة وعشرين ألف مرشح، وهو رقم خيالي في قوائم الترشيح. بعبارة أخرى فقد كان حلم جورج بوش الابن بأن يكون على رأس الحزب الجمهوري ومن ثم على رأس أمريكا مثل حلم إبليس بالجنة لو اعتمد فقط على قدراته العقلية والسياسية الذاتية. لكن مع ذلك وبقدرة قادر، أو بالأحرى بقدرة عائلته ونفوذها الخطير في كواليس صنع القرار الأمريكي تمكن جورج بوش الابن من أن يكون مرشح الحزب الجمهوري. لا بل إنه فاز في انتخابات مشكوك فيها. وقد تحدثت التقارير وقتها أن أخاه جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا ساعده بطرق ملتوية في ولايته على تحصيل أكبر عدد من الأصوات بعد أن أصر على أن يكون التصويت الكترونياً. وتتحدث أيمي غودمان في كتابها المذكور آنفاً أن عدد الأصوات التي أدلت بها إحدى القرى الأمريكية في انتخابات جورج بوش الابن وصلت إلى أكثر من ستمائة ألف صوت، مع العلم أن عدد سكان القرية لم يتجاوز عشرين ألف نسمة.

ولو ظلت لعبة التوريث "الديمقراطي" محصورة في الحزب الجمهوري الأمريكي لبلعنا الأمر على اعتبار أن بعض الجمهوريين في العالم انقلبوا إلى ملكيين، لكن الداء تسلل إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، فعلى ما يبدو أن زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون استهوتها طريقة الوصول إلى السلطة وراثياً، "ما حدا أحسن من حدا"، فقد استفادت هيلاري من تجربة زوجها ودعمه لها في أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطي. ولا ندري إذا ستفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، ومن ثم تفوز بها لتصبح رئيسة الولايات المتحدة.

ولا داعي لذكر اسم العائلات الأمريكية التي تتوارث امتلاك وسائل الإعلام، إذا لا يزيد عددها على أربع عائلات. ولا داعي أيضاً لذكر أسماء أولاد وبنات اللوردات ووجهاء بريطانيا الذين يمسكون بمفاصل الدولة البريطانية إعلامياً واقتصادياً وسياسياً على طريقة معاوية، لكن "الديمقراطية!! ويكفي قراءة كتاب جيرمي باكسمان الشهير "من يحكم بريطانيا" لنرى كيف أن نهج معاوية حي يُرزق في معاقل الديمقراطيات العتيدة.

هذا ولم تعد موضة توريث الحكم تقتصر على "الديمقراطيين"، بل تغلغلت في الوسط الاشتراكي، فقد اختار البرلمان الكوبي راؤول كاسترو ليحل محل شقيقه المتنحي فيديل كاسترو كرئيس جديد للبلاد، مع العلم أن كاسترو قد قال قبل تنحيه إنه يريد أن يعطي فرصة لجيل الشباب كي يحكم كوبا الاشتراكية. لكن الرئيس الجديد أخيه عجوز هرم. لما لا. ألم "يناضل" أحد المسؤولين العرب لوراثة الحكم في بلده بالرغم من أنه شبه مشلول جسدياً وعقلياً، ويصارع سكرات الموت؟
كم أنت مظلوم يا معاوية بن أبي سفيان، خاصة أن نهجك يكتسح الساحة العالمية في وقت غدت فيه مفردة "ديمقراطية" أكثر المفردات علكاً واستهلاكاً واجتراراً على موجات الأثير والسياسة العالمية! فنم قرير العين في ضريحك يا معاوية. إنك تحكم العالم من قبرك!!


منقول



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك أخي رياض
فيصل القاسم معروف أنه رافضي من الدروز
وبالتالي قد يطعن حتى في الله وليس فقط الرسول
صلى الله عليه وسلم،أو معاوية
قبل أيام رددت عليه في تويتر،وجعلته يلعن اليوم الذي ولد فيه
إذ كتب أن الجنرالات الجزائريين هم وراء دعم
بشار الأسد
وأراد هذا النجس أن يشعل الفتنة في الجزائر
ولكن الله سلم
فكلما أشعلوا نارا للحرب أطفأها الله
فالحمد لله رب العالمين
وجزاك خيرا أخي الكريم



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شكرا على الموضوع
لكن اين الطعن فيه رضي الله عنه لم اجده

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadjib souf
شكرا على الموضوع
لكن اين الطعن فيه رضي الله عنه لم اجده


لم يعد هناك أدنى شك أن الصحابي معاوية بن أبي سفيان كان سابقاً لعصره عندما تحدى الجميع، وفرض نظام الحكم الوراثي بحد السيف رغماً عن أنوف الكثيرين. ومنذ ذلك الحين والعديد من حكام العرب يحذون حذوه، ملكياً وجمهورياً. لكن الرجل لم يسلم يوماً من سهام "الديمقراطيين"، على اعتبار أنه نسف أحد أهم ركائز الديمقراطية، ألا وهو التداول على السلطة. فبموجب النظام الوراثي يصبح الحكام من سلالة واحدة، مما يحرم بقية شرائح المجتمع من التنافس على الوصول إلى رأس الدولة. لكن شعيرة معاوية، التي كلفت العالم الإسلامي الكثير من الاختلاف والشقاق والتناحر والانقسام، أصبحت، من سخرية القدر، مرشحة لأن تسود العالم بعدما انتقلت عدواها من العالمين العربي والإسلامي إلى بقية بلدان العالم، خاصة الدول الديمقراطية والاشتراكية المزعومة . لو عدنا عشر سنوات إلى الوراء فقط، لوجدنا أن أكثر ديمقراطية تطبل وتزمر لنفسها على وجه المعمورة، ألا وهي الديمقراطية الأمريكية، بدأت تميل باتجاه النظام الوراثي في الحكم، حتى لو تمت العملية بطريقة "ديمقراطية"..
لا يمكن بالطبع للديمقراطية الأمريكية أن ترفع سيفها على الملأ، كما فعل معاوية وأتباعه،

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض

لم يعد هناك أدنى شك أن الصحابي معاوية بن أبي سفيان كان سابقاً لعصره عندما تحدى الجميع، وفرض نظام الحكم الوراثي بحد السيف رغماً عن أنوف الكثيرين. ومنذ ذلك الحين والعديد من حكام العرب يحذون حذوه، ملكياً وجمهورياً. لكن الرجل لم يسلم يوماً من سهام "الديمقراطيين"، على اعتبار أنه نسف أحد أهم ركائز الديمقراطية، ألا وهو التداول على السلطة. فبموجب النظام الوراثي يصبح الحكام من سلالة واحدة، مما يحرم بقية شرائح المجتمع من التنافس على الوصول إلى رأس الدولة. لكن شعيرة معاوية، التي كلفت العالم الإسلامي الكثير من الاختلاف والشقاق والتناحر والانقسام، أصبحت، من سخرية القدر، مرشحة لأن تسود العالم بعدما انتقلت عدواها من العالمين العربي والإسلامي إلى بقية بلدان العالم، خاصة الدول الديمقراطية والاشتراكية المزعومة . لو عدنا عشر سنوات إلى الوراء فقط، لوجدنا أن أكثر ديمقراطية تطبل وتزمر لنفسها على وجه المعمورة، ألا وهي الديمقراطية الأمريكية، بدأت تميل باتجاه النظام الوراثي في الحكم، حتى لو تمت العملية بطريقة "ديمقراطية"..
لا يمكن بالطبع للديمقراطية الأمريكية أن ترفع سيفها على الملأ، كما فعل معاوية وأتباعه،





مع إختلافي الكثير مع فيصل القاسم في المواقف السياسية

ولكن ما قاله هو كلام سليم مئة بالمئة ولا يختلف فيه إثنان

هو الذي حدث تماما ودرسناه في التاريخ

التاريخ والأحداث ليست كما نتمنى ولكن كما حدثت

إذا كل من يقول الحق يطعن فيه فهذا ليس عدلا

أريد منك يا رياض أن تقول لنا من الذي أحدث النظام الملكي ؟

وكيف وصل زيد بن معاوية للحكم ؟

ومتى بدأت المذاهب والخلافات بين المسلمين ؟


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

قلناها سابقا ونعيدها مرارا وتكرار الطوائف الباطنية المشركة الكافرة قد تختلف مع العقلانيين وغيرهم من الملحدين والزنادقةوالنصارى في امور كثيرة ولكنها اتفقت على الكيد للاسلام والنيل من رموزه

...............

معاوية رضي الله عنه هو الميزان في حب الصحابة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

رغبة مني في زيادة المعلومة و التوسع في العنوان الذي أشرقت به سحاب الخير بمقال أخينا المفضال : الواضح (1)

أقول : يلهث الكثير ممن استهوته الشياطين بالطعن في معاوية رضي الله عنه ، وإن لم يطعن قلل من شأنه بأن يسمه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . انظر حول عدالة الصحابة : الاستيعاب لابن عبد البر (1/19) و فتح المغيث (3/103) و شرح الألفية للعراقي (3/13-14) والإصابة (1/9) و مقدمة ابن الصلاح (ص 147) والباعث الحثيث (ص 181-182) وشرح النووي على صحيح مسلم (15/149) والتقريب للنووي (2/214) والمستصفى للغزالي (ص 189-190 ) وفي غيرها من الكتب .

ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (8/231) و ابن القيم في زاد المعاد (2/126) أن معاوية رضي الله عنه من مسلمة الفتح ، أي أنه أسلم سنة ( 8 هـ ) ، في حين ذكر أبو نعيم الأصبهاني كما في معرفة الصحابة (5/2496) و الذهبي كما في تاريخ الإسلام - عهد معاوية - ( ص 308) أنه أسلم قبيل الفتح .

ومرد الاختلاف بين المصادر حول تاريخ إسلام معاوية رضي الله عنه يعود إلى كون معاوية كان يخفي إسلامه ، كما ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات (1/131) ، وهو ما جزم به الذهبي ، حيث قال : أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء أي في سنة ( 7 هـ ) وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه .. وأظهر إسلامه عام الفتح . انظر : تاريخ الإسلام عهد معاوية ( ص 308) .

وبعد هذا هل يبقى مطعن في معاوية رضي الله عنه من كونه من مسلمة الفتح وليس في ذلك مطعن - . وإن سلمنا بأنه من مسلمة الفتح ؛ فهل هذا يقلل من شأن صحبته رضي الله عنه ؟!

و لمن لا يعرف معاوية جيداً أعرّفه به : إن معاوية رضي الله عنه كان من كتاب الوحي ، و من أفضل الصحابة و أصدقهم لهجة و أكثرهم حلماً فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي و يهرق دماء المسلمين من أجل ملك زائل ، و هو القائل : والله لا أخير بين أمرين ، بين الله و بين غيره إلا اخترت الله على سواه . سير أعلام النبلاء للذهبي (3/151) .

وقد أفرد ابن أبي الدنيا وأبو بكر بن أبي عاصم تصنيفاً في حلم معاوية رضي الله عنه ، ولعل هذا من بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية . انظر : تاريخ الإسلام للذهبي عهد معاوية ( ص 315) .

روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به . رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/236) . و زاد الإمام الآجري في كتابه الشريعة (5/2436-2437) لفظة : ( ولا تعذبه ) . إسناده صحيح .

و أخرج الإمام أحمد ، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم علم معاوية الكتاب و قه العذاب . فضائل الصحابة (2/913) إسناده حسن .

و أخرج أبو داود و البخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير و ابن عامر ، فقام ابن عامر و جلس ابن الزبير ، فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار . سنن أبي داود (5/398) و الأدب المفرد (ص 339) ، الشريعة للآجري (5/2464) .

و أخرج ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح ، أن معاوية رضي الله عنه ، كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : مرحباً بابن رسول الله وأهلاً ، و يأمر له بثلاثمائة ألف ، و يلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول : مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه ، ويأمر له بمئة ألف . البداية والنهاية (8/137) .

و أخرج الآجري عن الزهري قال : لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و جاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ، فقال له معاوية : لو لم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش و أمه امرأة من كلب ، لكان لك عليه فضل ، فكيف و أمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم ؟! . أنظر كتاب الشريعة (5/2469-2470) إسناده حسن .

و فضائل معاوية رضي الله عنه كثيرة ثابتة عموماً و خصوصاً ، فبالإضافة إلى ما ذكرت ، أورد شيئاً منها ..

فأما العموم .. فلما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولانصيفه ) .

وأهل العلم مجمعون قاطبة على أن معاوية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أنه داخل في عموم هذا النص ، فمن سبه أو طعن فيه آثم بلا ريب بل سب الصحابة رضي الله عنهم من الكبائر .

وأما خصوصاً .. فلما رواه مسلم من حديث ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطأة وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا اشبع الله بطنه .

قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة .

وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .

قلت : وهذا الحديث أخرجه مسلم تحت الأحاديث التي تندرج تحت باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً و رحمة .

ومن فضائله ما قاله ابن عباس رضي الله عنه : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ، و لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب . رواه عبد الرزاق في المصنف (برقم 20985) بسند صحيح . إلى غيرها من الفضائل ..

أما ما يتشدق به البعض من نقلهم عن اسحاق بن راهوية أنه قال : ( لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية شيء ) .

فلا يثبت عنه ، فقد أخرج الحاكم كما في السير للذهبي (3/132) والفوائد المجموعة للشوكاني ( ص 407) عن الأصم أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا أبي ، سمعت ابن راهوية فذكره . و في الفوائد : سقطت ( حدثنا أبي ) ، و هي ثابتة فالأصم لم يسمع من ابن راهوية .

قلت : يعقوب بن يوسف بن معقل أبو الفضل النيسابوري والد الأصم مجهول الحال ، فقد ترجمة الخطيب في تاريخه (14/286) فما زاد على قوله : قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهوية ، روى عنه محمد بن مخلد .

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وله ذكر في ترجمة ابنه من السير (15/453) ولم يذكر فيه الذهبي أيضاً جرحاً ولا تعديلاً ، وذكر في الرواة عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ولم أجده في الجرح والتعديل ، ولا في الثقات ابن حبان . و بهذا فإن هذا القول ضعيف لم يثبت عن إسحاق بن راهوية رحمه الله .

و الذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم بأنه كان من الزاهدين و الصفوة الصالحين ، روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال : رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس و عليه ثوب مرقوع . كتاب الزهد (ص 172) .

و أخرج ابن كثير عن يونس بن ميسر الزاهد - و هو أحد شيوخ الإمام الأوزاعي - قال : رأيت معاوية في سوق دمشق و هو مردف وراءه وصيفاً و عليه قميص مرقوع الجيب و يسير في أسواق دمشق . البداية و النهاية (8/134) .

و قد أوردت هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه و أعداء الإسلام يصورونه بها ، فمن شاء بعد هذا أن يسمي معاوية خليفة ، أو أمير المؤمنين ، فإن سليمان بن مهران - الأعمش - و هو من الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه ، كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله .

و من لم يملأ - أمير المؤمنين - معاوية عينه ، و أراد أن يضن عليه بهذا اللقب ، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله و حلمه و جهاده و صالح عمله ، وكان و هو في دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أو الملك . انظر حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القواصم (ص 217) .

و ذكر ابن العربي في كتابه العواصم أنه دخل بغداد و أقام فيها زمن العباسيين و المعروف أن بين بني العباس و بني أمية ما لا يخفى على الناس ، فوجد مكتوباً على أبواب مساجدها خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين . العواصم من القواصم (ص 229-230) .

و قد سئل عبد الله بن المبارك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان ، أم عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا ؟ وفيات الأعيان ، لابن خلكان (3 /33) ، و بلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة (5/2466) .

و أخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال : سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال : يا أبا مسعود ؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان ؟! فرأيته غضب غضباً شديداً و قال : لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد ، معاوية رضي الله عنه كاتبه و صاحبه و صهره و أمينه على وحيه عز وجل . كتاب الشريعة للآجري ( 5/2466-2467) شرح السنة لللالكائي ، برقم (2785) . بسند صحيح .

و كذلك أخرج الآجري بسنده إلى أبو أسامة ، قيل له : أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟
فقال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد . كتاب الشريعة (5/2465-2466) بسند صحيح ، و كذلك أخرج نحوه الخلال في السنة ، برقم (666) .

و قد قال عبد الله بن المبارك رحمه الله : معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ، يعني الصحابة . انظر البداية والنهاية لابن كثير (8/139) .

و سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟
قال أبو عبد الله : هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس . انظر : السنة للخلال (2/434) بسند صحيح .


وقال الربيع بن نافع الحلبي ( ت 241 هـ ) رحمه الله : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه . البداية والنهاية (8/139) .

فوائد ..
قال محب الدين الخطيب رحمه الله : سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية ؟ فقلت له : و من أنا حتى اسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة ، و صاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، إنه مصباح من مصابيح الإسلام ، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره . حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم ( ص 95) .

و قبل أن أختم ، أورد رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين فقد قال : إن دولة معاوية و أخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين و أخبارهم ، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة . أنظر هذا القول في العواصم من القواصم ( ص 213) .

و ما ضر المسك معاوية عطره ، أن مات من شمه الزبال والجعل .. رغم أنف من أبى ..


و جزاكم الله خيراً ..


--------------------
(1) معاوية رضي الله عنه هو الميزان في حب الصحابة : هو أحد كتاب الوحي .. وهو الميزان في حب الصحابة .. ومفتاح الصحابة ..!!
رضي الله عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي .. وعن الصحابة أجمعين .. وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ..!!
قال ابن تيمية رحمه الله : كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد ، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب


كتبه : أبو عبد الله الذهبي ..