عنوان الموضوع : ((الحصاد المُرفي ستين سنة لحُكم العسكر لمصرومصرإلى أين؟؟)) خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب
((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)) ] القصص:4
إن مسيرة الخراب والدمار وإهلاك الزرع والضرع في مصرعلى يد الجيش بدأت في صباح يوم 23 يوليو1952 ذلك الصباح المشؤوم عندما جاءت المخابرات الأمريكية بمجموعة من الضباط الشباب المغمورين,فلم يكن أحداً منهم معروفاًعند الشعب المصري لتجعلهم حُكاما لمصر,وأطلقت على هذه المؤامرة ثورة 23يوليو وعلى هؤلاء الضباط الضباط الأحرار وماهُم إلا الضباط الأشرار ففي تلك الليلة لم تحدث ثورة كما زيف التاريخ,وإنما الذي حصل أنه في تلك الليلة تحرك ستين جنديا من معسكر الهايكستب في منطقة عين شمس بقيادة البكباشي يوسف صديق مُسلحين ببنادق غيرصالحة للإستعمال,ومعظم هؤلاء الجنود كانوا من الطباخين وسواقين اللوريات والميكانيكيين كما يقول يوسف صديق في مذكراته حيث تم تحريكهم من جهة غامضة ليقوموا بإحتلال قيادة الجيش ووزارة الدفاع أما باقي الضباط الأحرار لم يكن أحدا منهم لديه قوات أو مسؤول عن قوات حتى يُحركها,بل في هذه الليلة كان عبد الناصر وعبد الحكيم عامرالمدرسين في الكلية الحربية يتمشون حول وزارة الدفاع وهم يلبسون اللباس المدني حتى أن يوسف صديق ألقى القبض عليهما في منطقة روكسي عندما إرتاب بهما ولما تعرف عليهما أطلق سراحهما,وبمجرد سيطرة يوسف صديق على وزارة الدفاع توجه عبد الناصروعبد الحيكم عامر إليها فوراً حسب التعليمات الموجه إليهما من المخابرات الأمريكية بعد أن إرتديا لباسهما العسكري الذي كان معهما,ومن ثم تولت السفارة الامريكية بإدارة الأمروالتواصل مع الإنجليز لمنع تحرك القوات البريطانية لإجهاض المؤامرة حيث كان يوجد 90 الف جندي بريطاني في مصر,ومن ثم أخذ الملحق الجوي الامريكي بالتنسيق مع ضابط المخابرات الامريكي كيرميت روزفلت بإدارة وتوجيه هؤلاء الضباط وتوفير الدعم الدولي لهم.........
ومن أجل إنجاح المؤامرة وضعت أمريكا مؤقتاً على رأسهم ضابطا كان معروفا على مستوى الجيش المصري وكان أكبرهم سناً وأعلاهم رتبة وهو اللواء محمد نجيب حتى يكون غطاء لهم ولإنقلابهم,وبعد أن تستتب الأمورلهم يتم التخلص منه,حيث كان معظمهم في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات من عمرهم,ورتبهم العسكرية مابين نقيب وبكباشي...... يعني "مقدم"
وبالفعل بعد أن تم إستتباب الأمر لهم حسب خطة المخابرات الأمريكية تم التخلص من محمد نجيب حيث تم في نوفمبر عام 1954 الإطاحة به وإلقاء القبض عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية في أسوء ظروف معيشة كعيشة الحيوانات وتم قطع صلته بالعالم حوالي 25 عاماً إلى أن نسيه الشعب المصري نهائيا وحُذف إسمه من كتب التاريخ نهائيا,وجيء بالضابط المغمورومجهول النسب.. وهوعبد الناصرليُصبح رئيساً لمصربإنتخابات مزورة كانت نتيجتها99% وهذه النتيجة لم يكن يسمع بها العالم من قبل ولم يكن هناك مرشح أمامه أصلا,وبدأ الأمريكان يصنعون منه بطلاً وزعيماً وقائداً ومخلصاً لمصروالعرب وكلفوا الجاسوس عميل المخابرات الأمريكية الصحفي محمد حسنيين هيكل بإدارته وتوجيهه وعينته كضابط ارتباط بينه وبين المخابرات الأمريكية وكان يقوم بكتابة خطاباته وألف كتابا نسبهُ لهُ سُمي ب" الميثاق" ليظهرعبد الناصر بأن لديه رؤيا للحُكم وبأنه مُفكرومثقف وهوفي الحقيقة جاهل وغيرمثقف,وبدأت مسيرة تخريب مصروتدميرها وإهلاك الزرع والضرع فيها على يديه,ومن أجل إنجاح هذه المسيرة الجهنمية الشيطانية أخذ يفتك ويهتك وينخربعقول الشعوب العربية ويُغيبها ويُخدروعيها بشعارات الكذب والخداع
والتضليل البراقة وبالأغاني الثورية والخطب الحماسية المفعمة بالإنتصارات الوهمية التي ليس لها وجود إلا بهذه الأغاني والخطب وأنشأ إذاعة صوت العرب من أجل هذه الغاية وتم إختيارمذيع صاحب صوت جهوري أحمد سعيد ومؤثر ليكون ذا سطوة على عقول الجماهير,وبالفعل نجحت هذه الخطة الجهنمية فأصبح عبد الناصر يُمارس الخداع والكذب والتضليل والخيانة والتأمرعلى الأمة وعلى مصر,وكانت الجماهيرمن المحيط للخليج تطبل وتزمروترقص له في الساحات والميادين والبيوت والمدارس والجامعات,ومن شدة سطوته على عقولها صارت الجماهيرتؤلهه والأقل كفراً يقول بأنه نبي مرسل
,وبعد أن إستتب الأمرله وأصبح الحاكم بأمره بدأ بالغدر في زملائه الضباط الاشرار فقام بالتخلص منهم وبتصفيتهم وأول ما تخلص من يوسف صديق الوحيد الذي تحرك في ليلة 23 يوليو ووضعه في السجن ولم يُبقي منهم إلا صديقه اليوزباشي عبد الحكيم عامر الذي رفعه الى رتبة مشير والذي جعل من الجيش المصري إقطاعية ومزرعة له يُمارس فيها كل أنواع الخراب والفساد والدمارفصاريُقيم الحفلات الماجنة للضباط والسُكروالعربدة وهكذا أصبحت مصرمُلك عبد الناصر سياسياً وعبد الحكيم عامرعسكريا ولا يُسئلان عما يفعلان بها,ففتحا أبواب السجون والمعتقلات على مصراعيها فإمتلئت بالأبرياء والأحراروكل من يقول لا إله إلا الله وتعذيبهم عذاباً نُكرا,وأُقيمت المحاكم العسكرية الصورية التي صارت تصدر الأحكام بالإعدام بتهم مزورة ولإدخال الرعب في قلب كل حُر وعزيزوكريم في مصر,وأعلنا الحرب على الإسلام وعلى كل فضيلة.
(ولقد شرحت كيفية حدوث مؤامرة 23 يوليو 52 في كتابي واقعنا وأخطر احداث القرن العشرين )...............
ثم قام عبد الناصر الذي كان يدعي بأنه ينادي بالوحدة العربية بفصل السودان عن مصر عام 1956....
وصنع أغرب هزائم التاريخ وأخزاها وأسرعها,حيث أهدى ما يُسمى((اسرائيل))أعظم إنتصاراتها التي تفوق أعظم أحلامها جنوناوأسطورية في عام 1956و أم الهزائم في عام 1967حيث قدم في هاتين الهزيمتين الجيش المصري على طبق من ذهب لما يُسمى((إسرائيل))لترتكب فيه أفظع المذابح وتدمره تدميراً,وبموجب قرارمُسبق من عبد الناصر حيث في هاتين الحربين إتخذ قرار تلقي الضربة الأولى وعدم الرد على هذه الضربة وإنما الإنسحاب أمام العدو وكان قد مهد لهزيمة 1967 بإرسال الجيش المصري الى اليمن بقرار من أمريكا للقضاء عليه في اليمن بحُجة مُناصرة إنقلاب عبد الله السلال الذي قام به الامريكان ضد نظام الأئمة,فهوالذي توج ما يُسمى((اسرائيل))سيدة على المنطقة ومنح جيشها لقبالجيش الذي لا يُقهر...
ففي ليلة هزيمة يونيو حزيران 67 أقام عبد الناصروعبد الحكيم عامر حفلة ماجنة للطيارين بدلا من أن يكونوا مستنفرين على متن طائراتهم إستعداداً للدفاع عن شعبهم ووطنهم وأمتهم,فأحضرا لهم في تلك الليلة جميع المومسات من الفنانات المغنيات والراقصات وإستمرت الحفلة إلى الفجر,حيث قام طيران العدو في ذلك الفجر بتدمير الطيران المصري عن بكرة أبيه,حيث تم وضع الطائرات في صف واحد في المطارات وعلى مدرجات الإقلاع ليسهل على طيران العدو تدميرها والطيارين لم يفيقوا بعد من سكرهم وسطلانهم وعربدتهم,فهل ممكن أن يفعل ذلك إلا خائن وجاسوس,وأراد أن يُحمل
الهزيمة لصديق عمره وشريكه في الجريمة عبد الحيكم عامر فهدد عبد الحكيم عامر بفضح خيانة عبد الناصر,فما كان من عبد الناصر إلا أن تخلص من عبد الحكيم عامر بعد أن ألقى القبض عليه ودس له السم في عصيرالجوافة الذي كان يحبه,فهذه هي عقلية الأشرارالذين يقتلون أقرب الناس إليهم عندما يختلفون وعندما تقتضي مصلحتهم ذلك,وهذا ما فعله عبد الناصر بزملائه الضباط الاشرار حتى أنه لم يعتق من شره أعزصديق على نفسه كما كان في الظاهر...
وقد يقول قائل أن عبد الناصر بنى السد العالي ونحن نقول أن السد العالي هو أكبر مؤامرة على مصر وهو خطر استراتيجي يتهدد مصر,فإعلام عبد الناصر جعل من هذا الخطرالداهم مشروعاً أسطورياً فيه حل لجميع مشاكل مصر,فها هي مصر بعد خمسين عاماً من بناء السد لم يحل لها أي مشكلة بل تفاقمت وإستفحلت وأصبحت عصية على الحل.
فالسد العالي قضى على خصوبة الأراضي الزراعية التي كانت تتجدد كل عام بقذف الطمي على جانبي وادي النيل,والطمي هو التربة الناعمة التي يحملها النيل أثناء جريانه من المنبع حتى المصب,والطمي هو سماد طبيعي وأكثر فائدة من السماد الصناعي,والسد رفع ملوحة الأرض الزراعية نتيجة إنعدام الطمي وزاد من منسوب المياه الجوفية التي أصبحت قريبة جداً من سطح الأرض مما يهدد بسقوط مدن بكاملها,والسد لو تعرض لإنهياربسبب عوامل طبيعية أو قامت ما تسمى((اسرائيل))بضربه لا قدرالله فإنه سيجرف وادي النيل بالكامل الى البحر وسيغرق القاهرة الى الدور 23 ,والسد العالي لم يحل أي أزمة أنشيء من أجلها كما إدعى عبد الناصر,فمصر لازالت تعاني من مشكلة كهرباء متفاقمة وكثيرمن القرى لم تصلها الكهرباء,وكذلك أزمة المياه والنيل تحول إلى مكرهة صحية ونتيجة لحجز كميات الطمي الضخمة خلفه أصبح السد غير فعال وتوربيناته غير فعالة....
بل إن البكباشي عبد الناصر إستلم مصر وهي دائنة لبريطانيا العظمى بخمسمائة مليون جنية استرليني أي ما يعادل اليوم مائتي مليار دولار وتركها وهي مديونة بعشر مليارات دولار أي ما يعادل مئتي مليار دولار بسعراليوم,ولقد استلم مصرفي نفس الوقت الذي استلم فيه ماو تسي تونغ الصين فمات ماو تسي تونغ والصين دولة عظمى ويفجر القنبلة النووية والهيدروجنية,أماعبد الناصر تركها مديونة تتسول ويقول الروس لم يعطوني قطع الغيار .
وفي عام 1970هلك عبد الناصر مهزوما ذليلاً حقيراً بعد أن قام بالمهمات الموكولة اليه من قبل اليهود والأمريكان بنجاح منقطع النظير,فكان أنجح جاسوس في التاريخ ,حيث قاد الجماهيرإلى الهاوية وإلى الخراب والدمار وهي ترقص وتطبل وتهتف بحياته حتى بعد أن ألحق بها كل هذا الخزي والعار,فهناك أناس حتى الأن يعتقدون بأنه المهدي المنتظر لم يفيقوا من غيبوبتهم التي أدخلهم بها رغم مرورأربعة عقود ونيف على هلاكه.
وتستمر مسيرة الحصاد المر للعسكر في مصر...................
وبعدهلاك عبد الناصر لم تتوقف مسيرة الخراب والدمار والخيانة,فجاء الأمريكان بعميلهم عضو الضباط الاشرارنائب الهالك أنورالسادات الذي كان من أشد الخانعين لعبد الناصر,وهذا ما جعل عبد الناصر يُبقيه في مواقع شكلية ليس بيده شيء وهذا ما جعل الأمريكان يُعينوه نائبا لعبد الناصرقبل وفاته بعام لأنه لا يحس بكرامته ولا بشرفه وعنده قبول للخضوع والخنوع ,وبذلك أصبح رئيساً لمصروأيضا بعد إجراء إنتخابات صورية فازبها بنفس نسبة الهالك,وإستمربمسيرة الخراب والخزي والعار وتدميرمصر,فإتفق مع الامريكان على شن حرب عام 1973 والتي أراد الامريكان من خلالها
إعادة فتح قناة السويس التي أُغلقت أمام الملاحة في حرب 1967 والتي تعتبرهاأمريكا جزء لا يتجزأ من منطقة البترول وبالتالي من أمنها القومي,وبالفعل إجتازالجيش المصري قناة السويس وهو لا يعلم بالمؤامرة وتم فتح قناة السويس عام 1975 بموجب إتفاقية سُميت بإتفاقية- فك الإرتباط الأول- حيث سيطرالجيش المصري بموجبها على ضفتي القناة ...
وأما الهدف الإستراتيجي كان من وراء هذه الحرب هو الاعتراف الرسمي بما يُسمى((إسرائيل))مُقابل إعادة سيناء إسمياً لمصر وشكلياً وتحويلها إلى منطقة عازلة حامية لما يُسمى((إسرائيل))وبقاء حقول الغاز ملك لما يُسمى((اسرائيل))الغنية بها سيناء مع تغطية ذلك بعقد إتفاقية بيع بأسعاررمزية لا تتعدى تكلفة الانتاج ومن أجل تحقيق ذلك أوعز الأمريكان إلى السادات للقيام بمسرحية زيارته المشؤومة للقدس عام 1977 والتي سُميت بالمُبادرة وكان من نتيجتها عقد
-إتفاقية العاركامب ديفيد عام 1979 -
والتي بموجبها إعترف السادات بمإيُسمى((إسرائيل))وأعلن ولائه لأمركيا واسرائيل وتنكره للعرب والمسلمين,وكانت هذه الإتفاقية هي الهدف الأساسي من وراء قيام((مؤامرة 23 يوليو))وكان تسليم عبد الناصر سيناء لليهود من أجل تحقيق هذا الهدف ولكن الله أخذه أخذ عزيز مقتدر قبل أن يُكمل خيانته ,فإستكمل السادات خليفته هذا الهدف,وبالفعل حققت هذه الحرب المؤامرة أهدافها وأصبح السادات يُطلق على نفسه((بطل الحرب والسلام)).
وفي عهد السادات إزدادت مسيرة الفساد والخراب في مصروإستفحلت بكل أشكالها وطفحت على السطح طبقة من الفاسدين سُميت بالقطط السمان التي أخذت تنهش بمصر وشعبها,وكان من أسمن هذه القطط وأكثرها توحشا أخيه عصمت مما جعل الشعب المصري يثورعليه في عام 1977والتي سماها السادات بثورة الحرامية,وفي أواخرعهده أصيب بالهوس وجنون العظمة من شدة مدح الإعلام المصري واليهودي والامريكي له ووصفه بأعظم رجل في التاريخ,حتى أنهم قالوا عنه أنه هوالذي بنى الاهرامات,وساهم الإعلام المصري بذلك وبقوة,فوصفه بالخليفة الخامس وبأخرالفراعنة العظام ,فهذا النفاق والتضخيم الإعلامي جعل السادات يتقمص روح فرعون فظن بأنه إله فقام في أخرشهرمن حياته بإعتقال جميع النخب السياسية في مصرمن أقصى اليمين إلى أقصى اليساروالمشايخ والعلمانيين وفتح أبواب السجون على مصرعيها بعد أن كان أغلقها في بداية عهده ليخدع الشعب المصري بأن عهده يختلف عن عهد الهالك وألقى أخرخطاب له يتوعد به الشعب المصري وإدعى فيه الألوهية,حيث كررأكثر من مرة في هذا الخطاب الهستيري قائلاً:
"الشيخ المحلاوي أهو مرمي في السجن زي الكلب مش حرحمه"والشيخ المحلاوي هو خطيب مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية وكان من أشد المعارضين للسادات وهو لازال حيا إلى لحظة كتابة هذه الاسطر
وكأن الرحمة بيده وليست بيد الله,ولكن الله سبحانه لم يُمهله طويلا فبعث عليه عباد له أولي بأس شديد من رحم الجيش المصري من الذين باعوا أنفسهم لله بقيادة الذي نحسبه عند الله شهيداً البطل خالد الاسلامبولي فإنقضواعليه في يوم زينته في العرض العسكري الذي كان يُقيمه السادات سنوياً إحتفالا بحرب 1973والذي كان يتقمص فيه روح فرعون فيستعرض فيه قوته ناسياً قوة الله وقدره الله عليه,ففتكوا به وألقوا به في جهنم على مرأى ومسمع من الشعب المصري والعالم جزاءاً وفاقاً .
وتستمر مسيرة الحصاد المر للعسكر في مصر......
وجاء من بعد السادات الضابط حسني مبارك الذي عينه الامريكان نائباً له قبل ذلك بعدة سنوات,وكان ضابطاً مغموراً غير معروف على مستوى الشعب المصري ولا العالم,وكان هذا يتميزبالغباء وصعوبة بالفهم والحمق وإنعدام الثقافة وكان أكثر ما يتمناه أن يُصبح سفيراً لمصر في لندن فإذا به رئيسا لها,وصفات مبارك الشخصية هذه هي الصفات المطلوبة من قبل الامريكان في عملائهم من أجل أن يكونوا لينين طيعين سهلين الانقياد ويُنفذوا ما يُطلب منهم دون نقاش,وبالفعل إستمرهذا في الحكم ثلاثين عاما جعل مصر خلالها خرابا يبايا وجثه هامدة منهكةمنخورة مفتوكة تعاني من تفاقم الازمات والمشاكل وينخرجسد شعبها جميع أنواع الامراض,وأصبح النيل مكرهة صحية والزراعة مدمرة وحافظ على أمن ما يُسمى((اسرائيل))بكل صدق وأمانة وإخلاص,فكان همه الأكبربقائه في الحكم برضى((أمريكا واسرائيل))وفي عهده تكاثرت القطط السمان التي ظهرت في عهد السادات ولكنها توحشت فأصبح لها أنياب ومخالب وكذلك جميع مؤسسات الدولة وخصوصاً الجيش والأجهزة الأمنية,وكان يحمي كل هذا التوحش الغول القضائي الذي أصبح مفترسا وينهش كل من يقترب منه ويحمي الفساد والفاسدين ويُزور ويُزيف إرادة الشعب المصري ونتيجة طول مدة حكم مبارك أصابه الهرم وصارمعظم وقته يُقيم في شرم الشيخ ونادراً ما يأتي إلى القاهرة لأن الحياة فيها أصبحت لا تلائمه من تلوث البيئة,فأطلق يد إبنه المعتوه جمال في مصريعبث بها كما يشاء ويُهيء جميع مؤسسات الدولة ليكون هوالوريث لوالده في حكم مصرولتأسيس عائلة فرعونية حاكمة فعاث الإبن الفساد في الأرض وظن أن الأمر أصبح له وبيده
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(( ]الانفال:30 [
فكانت المفاجئة الكبرى وهي حدوث الثورات العربية التي إندلعت بداية من تونس وإمتدت الى مصر ثم اليمن ثم ليبيا ثم سوريا,فإذا بالشعب المصري يزحف الى الميادين والى الساحات والى الشوارع يطالب بإسقاط حسني مبارك وإذا بميدان التحرير يتحول إلى رمز لهذه الهبة الجماهيرية,وإذا بالشعب المصري يُصرعلى الاطاحة بمبارك وإذا بالأمريكان يخشون على مصالحهم في مصروعلى أمن ما يُسمى((اسرائيل))فخافوا أن تخرج مصرمن أيديهم إذا تحولت إلى ثورة حقيقية فاستدركوا الامربسرعة,فضحوا بعميلهم رأس النظام فطلبوا منه التنحي إستجابة لمطالب الشعب المصري,وقاموا
بذرالرماد في عيون الشعب المصري ونقلوا صلاحيات مبارك إلى نقطة إرتكازهم في مصرالتي يعتمدون عليها والتي تحمي مصالحهم في مصر وخط الدفاع الاول عن ما يُسمى((اسرائيل))وهوالجيش المتمثل بالمجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي فإنطلت على الشعب المصري هذه الخديعة وظن بالفعل أن قيادة الجيش المصري أصبحت حرة وتحررت من قبضة الامريكان وبأنها إنحازت حقيقة لثورته,وهم لا يدرون أن في الامر مؤامرة خطيرة تستهدف ثورتهم وحريتهم وبأن الامريكان لا يُمكن أن يسمحوا لمصرأن تتحرربإمتلاك شعبها لحريته لأن ذلك يعني فقدان مصالحهم في مصرويصبح وجود ما يُسمى((اسرائيل))مهدد ووجودها هو لب سياستهم في مصروالمنطقة,وصارالشعب المصري يهتف الجيش والشعب إيد واحدة,فكان إنحياز الجيش هو من أجل الحفاظ على النظام ومنع سقوطه لمنع إستعادة الشعب المصري لحريته وإرادته وفعلاً الذي سقط هو رأس النظام ولم يسقط النظام نفسه وإنما بقي النظام كما هو بكل مؤسساته الفاسدة المتوحشة المفترسة ذات المخالب والانياب وخصوصا القضاء وأجهزة الأمن وبذلك نجح الامريكان بالإبقاءعلى النظام كما هو.
وبدأ بعد ذلك التخطيط الى كيفية الانتقال من مرحلة إجهاض الثورة الى مرحلة الانقضاض على الثورة بواسطة الجيش وإعادة الاوضاع في مصرإلى ما كانت عليه قبل الاطاحة بمبارك بل الى أسوء مما كانت عليه ولجعل الناس يُصابوا بالإحباط واليأس وإعادة الخوف والذعرإلى نفوسهم وإعادتهم إلى سكينتهم,
تم إستخدام جميع القوى السياسية التي كانت هي من طفيليات وصناعة مبارك في هذه المؤامرة وهم يدرون أولا يدرون فرموا لهم بعض الطُعم ومنوهم بإستلام السلطة والحكم فأعلنوا عن انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية فأخذت هذه القوى التي هي من نفايات نظام مبارك
بالتسابق على الترشح,ففازت القوى التي تنتسب الى الاسلام بالأغلبية الساحقة ومن هذه القوى من كان قبل سقوط مبارك يعتبره ولي أمر ولا يجوزالخروج عليه وأن الاهتمام بأمرالمسلمين من المحرمات والكبائركحزب النورالسلفي التلفي الذي هومن صناعة أمن الدولة وطُلب منه أن يشكل حزب ليتنافس مع القوى السياسية الأخرى في الانتخابات وظن الناس بأن الأمرجدي وحقيقي وبأن هناك مرحلة تاريخية جديدة في مصرقد بدأت,فإذا بالسلطة القضائية المتوحشة والمفترسة تفترس البرلمان المنتخب وتعتبره باطل,وبأن الانتخابات غيردستورية,ومع ذلك إستمرت هذه القوى السياسية
وفي مقدمتها الاخوان المسلمين في هذه المسرحية,وأخذت تتنافس في انتخابات الرئاسة بدلاً من أن تقاطعها إحتجاجا على الغاء البرلمان والمطالبة بعودته قبل إجراء إنتخابات الرئاسة,ولكن التهافت على السلطة والغباء السياسي جعلها تستمرفي اللعبة المكشوفة لكل من له قلب وعقل,وفاز محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين بالانتخابات فوزاً مهلهلا ليكون على الحفة كما أراد المجلس العسكري حتى يكون التخلص منه وإسقاطه بسهولة وقد كان,وإذا بهذا الرئيس المنتخب يجد نفسه في فراغ سياسي حتى أن مرسي لم يستطع أن يُمررأي قرارمهما كان بسيطا أثناء وجوده في الرئاسة,فتحول إلى طرطوراً عند العسكر.
وفجأة تم الإعلان عن عزل المشير طنطاوي ونائبه سامي عنان وحل المجلس العسكري وفرح الناس وظنوا أن مرسي صاحب سلطة وبأنه رئيس قوي وبأنه بذلك قد إستكمل الثورة,فالذي يستطيع أن يُطيح بالمشير طنطاوي ومجلسه العسكري يكون رئيسا قويا بلا شك ولكن الحقيقة غيرذلك تماما,فالذي غير طنطاوي وعنان هم الأمريكان بعد أن إستكملا مهمتها فلا بد من شخص أخرصنعوه على عينهم ويكون شابا مغمورا متعطشا للزعامة كعميلهم عبد الناصر,فكان هذا الشخص هو الفريق عبد الفتاح السيسي رئيس المخابرات الحربية الذي كان في دورة إعداد في وزارة الدفاع الأمريكية- البنتاجون-
فجأء من وزارة الدفاع الأمريكية مباشرة الى وزارة الدفاع المصرية وقيادة الجيش المصري,وهذا الشخص لم يكن معروفاً على مستوى الشعب المصري قبل تعيينه وزيراً للدفاع وقام السيسي بتنفيذ المهمة الموكولة إليه حسب السيناريو المرسوم له فأخذ يتعامل مع مرسي كأنه غيرموجود ولا يحسب له حساب,فصاريأخذ مواقف ويُصرح كما يريد ودون علم مرسي وأخذ يستهزء بمرسي علناً ومرسي لا يستطيع أن يتخذ ضده أي إجراء لأنه لا سُلطة له عليه وأخذ السيسي يصطنع الأزمات ويُفاقمها من أجل إحراج مرسي وإفشاله وسد جميع الطرق في وجهه ورضي مرسي على نفسه أن يكون في هذا الوضع بدلا من أن يعود للشعب ويُصارحه بالحقيقة...... حتى وصل الأمر بالسيسي أن يخرج علنا وبخطاب رسمي يُهدد به مرسي بأن عليه أن يفعل كذا وكذا وإلا فإنه سيتدخل لحسم الأمرو مرسي لا يفعل شيئا بل يمدح السيسي بقوله عندنا رجالة زي الذهب إلى أن وصل سيناريوا المؤامرة المُعد أمريكيا إلى نهايته عندما خرج السيسي على الشعب المصري وتحت سمع وبصر مرسي قائلا
"- أنا أطلب من الشعب أن يخرج إلى الشارع لإعطائي تفويض وأمرمن أجل أن أنزل إلى الشارع للقضاءعلى الأرهاب المحتمل-"
فهل وزير الدفاع يطلب تفويض وأمرمن الشعب أم من رئيسه الذي يُعتبرالقائد الأعلى للجيش ؟؟
وبالفعل قام السيسي بموجب مسرحية إشتركت فيها جميع القوى السياسية العلمانية وحزب النورالتلفي وشيخ الازهر وبابا الاقباط بعزل مرسي والقبض عليه ووضعه في مكان مجهول ومن ثم تقديمه للمحكمة بتهمة الإرهاب والخيانة بتخابره مع حماس مما جعل الشعب المصري ينتفض ويقيم إعتصامات في الميادين والشوارع وكان أشهرها-ميدان رابعة العدوية في مدينة نصروميدان النهضة في الجيزة- وإستمرت الاعتصامات ما يُقارب الشهرين إرتكب خلالها السيسي مذابح ومجازركثيرأشهرها مذبحة المنصة والحرس الجمهوري,ومع ذلك بقي الشعب المصري مُصراًعلى الاعتصام وكانت بداية الاعتصام في بداية شهر رمضان الذي لم يُراعى له السيسي حُرمة حيث قتل المسلمين وهم صائمون وركع سجود مما أحرج الامريكان ومن معهم من القوى السياسية مماجعل الامريكان يطلبون من السيسي القيام بفض إعتصامي رابعة والنهضة بالقوة وبموجب مذبحة وبدون رحمة ولا شفقة ومن أجل إعادة الرعب والذعر والخوف الى صدوروقلوب الشعب المصري وبالفعل وعند صلاة الفجر إنقض جنود السيسي بالطائرات والدبابات والجرافات والقناصة والرشاشات على المعتصمين وهم ركع سجود فقتلوهم تقتيلاًوحرقواعليهم خيام الاعتصام وقتلوا الاطفال الرجال والنساء والمرضى والجرحى وحرقوا الجثث وحرقوا مسجد رابعة العدوية وداسوا المصاحف وحرقوها وإرتكبوا مجزرة ومذبحة من ابشع مذابح التاريخ وبمنتهى برودة الأعصاب ودون حسيب ولا رقيب وأمام سمع ونظرالعالم وأخذ القضاء المتوحش المتغول المفترس يُطارد كل من كان في ميدان رابعة والنهضة وكل من ساهم في الانتفاضة التي اطاحت بمبارك وإمتلئت بهم السجون والمعتقلات وأصبحت الثورة هي يوم قيام السيسي بإنقلابه على مرسي وتم تبرئة جميع من وضعوا في السجن من عصابة مبارك من التهم التي سجنوا بموجبها,فعاد نظام مبارك على يد العسكر ألد أعداء الحرية وبشكل أشد سوءاً.
وتستمر مسيرة الحصاد المر لحكم العسكر في مصر....
فهاهوالسيسي يُعلن الحرب على الإسلام جهاراً نهاراً وبمنتهى التحدي والإستهتار فوضع دستوراً يُعادي الإسلام ويريد ان ينزع مصر من الاسلام وينزع الإسلام من مصر,ولكن الشعب المصري شعب الكنانة لم يستسلم ولم يرضخ ولم يخاف ولم تعود له ثقافة الخوف والذعر والرعب بل أصرعلى مجابهة السيسي وتحديه ورفضه فإستمر يتظاهريوميا ضد السيسي وسياساته ويُعلن رفضه له ولا يزال .
وهاهو السيسي يُعلن نفسه فرعونا وفي نفس الوقت يعلن علماء الكفروالردة بأن السيسي وهامان وزيرداخليته نبيان كموسى وهارون....
وهاهم العسكريُكملون مسيرة الخراب والدمار لمصر,فهل يستسلم الشعب المصري لهم,أنا واثق بأن مصر ستبقى إسلامية ومسلمة رغم أنف العسكر,ولن يكون مصير السيسي أفضل من مصيرمن سبقوه من الفراعنة فرعون موسى والفرعون الخاسرعبد الناصروالفرعون السادات والفرعون مبارك,فهو الخلاصة الشريرة لهؤلاء وهو بفجوره نسخة عن فجورعبد الحكيم عامر فهو الأن يقدم المومسات في كل المناسبات في الصفوف الأولى ..
فالسيسي يظن بأنه أعاد مصر الى الوراء وبأنه أجهض إنتفاضة الشعب المصري وبأنع يستطيع أن يقض على الإسلام في مصر وهو لايدري أنه بحماقته وغباءه وجهله قد وضع مصرعلى سكة الحرية والتغيروالثورة الحقيقية والعودة الى الإسلام,وأن قطار الثورة قد إنطلق ولن يستطيع أحد أن يوقفه وسيدوس كل من يقف في وجهه وأولهم السيسي ومن معه من المنافقين وحملة المباخر من شيخ الأزهر الى بابا الأقباط وما بينهما من علمانيين كانت فترة السيس ضرورية لكشف حقيقتهم الساقطة وهذا لم يحدث عندما سقط مبارك .
(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ) ]الانفال:59 [
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(( ]القصص:5 [
ملاحظة لقد كتبت سلسلة مقالات أشرح بها ما يجري في مصروتوقعت فيها من خلال إستقرائي للأحداث ما حصل لمرسي وما يجري في مصرالأن على يد السيسي وكنت أحذر من ذلك,وكان البعض يتهجم علي بسبب هذه المقالات وهذه بعضها :
1-: مصر الكنانة إلى أين؟؟انتفاضة سُرقت وثورة بدأت
2-:ردا على فتوى شيوخ الكفر والردة الذين أباحوا دماء المسلم في مصر
3-:المشايخ وعدم المعرفة بالسياسة
4-:فضائيات الإعلام البغائي في مصر ودورها فيما يجري داخلها
5-:الذي يجري في مصر حرب صليبية على الإسلام وليس على مرسي يقودها البابا توا ضروس
6-:لماذا هذا الذي يجري في مصر كنانة الله في أرضه؟؟
7-:الثورة المصرية هل ستُسرق،أم سُرقت،أم ماذا؟
8-:لماذا تداهنون في دين الله يا من تدعون بأن الله غايتكم والقرأن دستوركم ومحمد صلى الله عليه وسلم زعيمكم؟
9-:شنودة ومجمعه المسكوني في الداخل والخارج يقودون المؤامرة على مصر
10-:رسالة إلى شباب الإسلام ثوار مصر كنانة الله في أرضه
رداً على خطبة القرضاوي في ميدان التحرير
11-:هذه شريعة الله ....الخائفون من شريعة الله..... من هم؟؟ ولماذا؟؟
12-: هذا الذي يجري في مصر ولماذا
محمد أسعد بيوض التميمي
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.net
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
لن اعقب علي ما كتب لاني لم اقرأه اصلا ------------------------- ولك لي كلمه لك اهتم بوطنك افضل وابحث عن سلبياته واترك مصر لأهلها فهم ادري بها -
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالفتاح السيسي
لن اعقب علي ما كتب لاني لم اقرأه اصلا ------------------------- ولك لي كلمه لك اهتم بوطنك افضل وابحث عن سلبياته واترك مصر لأهلها فهم ادري بها -
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
السلام عليكم
حقيقة قرأت الموضوع بأكمله و اراه مقنعا لأقصى الحدود
شخصيا ما قيل عن عبد الناصر اصابني بالدهشة هل ما قيل صحيح خصوصا و اني لم اعش زمانه و ما اراه من مدح للمصريين له
هل الاعلام هو من صنع له اسما
+ ما قيل عنه يجعلني اتسائل عن بومدين الذي كان حليفا له و له شعبية كبيرة عند الذين عايشو عصره عندنا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
إيهود باراك يدعو أميركا لدعم السيسي
الجزيرة الفضائية
https://aja.me/Qlj0YP
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك الولايات المتحدة إلى دعم المرشح الرئاسي في مصر عبد الفتاح السيسي خلال المرحلة الحالية وعدم انتقاده بشكل علني، وتأجيل أي اختلافات معه إلى ما بعد توليه السلطة.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
قال روبرت فيسك الصحفي البريطاني والمراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة الإندبندنت البريطانية، إن عبد الفتاح السيسي جعل مصر حاضرا متأججا ومستقبلا مخيفا، مؤكدا أنه مرشح انقلابي برنامجه هو القضاء على الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن اعتماده على عمالته للغرب وقدرته على تسليمهم سيادة مصر للسيطرة عليها، وإخضاعها للتبعية التى تؤمن للغرب مصالحه الخاصة.
وأضاف "فيسك" في مقال له بالإندبنت البريطانية، أن السيسي قتل عدة آلاف من المصريين والآن يدعو إلى قتل المزيد، متسائلاً: كيف يقبل الشعب بانتخابات ليست انتخابات ومرشح جاء ليدمر المجتمع؟، الإجابة أن السيسي يعاونه ويموله ويساعده كل من تورطوا معه في الانقلاب ولا يرون لهم مهربا من جرائمهم إلا في الاختباء خلف قائد الانقلاب.
وتابع: "السيسي حقير ووضيع ولا قيمة له سياسيا أمام العالم، وقيمته في مصر صنعتها المجازر وقتل الضحايا لكنه ظل أمام العالم بلا قيمة ولا وزن.. لا يزال مجرد ضابط جاء بانقلاب في زمن وصلت التكنولوجيا فيه إلى آفاق الافاق.. وحتى لو جلس على مقعد الرئيس فسيظل يدفع فواتير الانقلاب إلى ما لا نهاية".
وكشف "فيسك" عن أن أمريكا ستحكم سيناء عسكريا وستمنع أى تنمية حقيقية حفاظا على أمن وحدود إسرائيل، وستبقى سيناء محجوزة للاحتلال أو مرهونة بسيايات اليهود، وأن اسرائيل ستنهب خيرات مصر اقتصاديا وستستولى على حصة مصر من غاز المتوسط وستبيعه للمصريين، وأن الخليج سيشتري مصر قطعة قطعة، وجزءا جزءا وسيظلون يمارسون الرذائل في الفنادق ويسكرون في صالات القمار في مصر ليلا ونهار دون رادع، ويمنع منعا باتا على الشرطة المصرية معاملة أي خليجى بشكل لا يليق وسيعيشون أسيادا ومصر ستبقى بالنسبة لهم ناديا للرذائل.
واسترسل الصحفي البريطاني قائلاً: "روسيا ستأخذ حصتها رغم أنف السيسي وستوسع قاعدتها البحرية الموجودة الآن في مصر، روسيا ستظل ذا سلطة ونفوذ على مصر والمصريين حتى يسقط الانقلاب"، معللا نقده للسيسي بأنه" حقير لأنه باع مصر وخان شعبها وغدر برئيسها وارتمى في أحضان اللوبي اليهودى ومنظمة الأيباك ولن تجد صورة له في أذهان ساسة الغرب غير صورة العميل الهارب من العقاب.
وأشار "فيسك" إلى أن السيسي عمل جاسوسا لأمريكا ولا أقول إنه أطلعها على خطط الجيش ومدى جاهزيته فهذه معلومات تعرفها وتحددها أمريكا وكل كبيرة وصغيرة عن الجيش المصري تصل للبنتاجون قبل أن تصل لوزير دفاع مصر، ولكنه عمل جاسوسا في أمور معلوماتية شجعت الغرب على مساعدته في الانقلاب على الرئيس المنتخب.. والعجيب والغريب أن تأييد إسرائيل وأمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي للانقلاب واضحا ولا يحتاج دلائل ومع ذلك نجد الإعلام المصري يصور للشعب أن السيسي يعانى من عداء الغرب وإسرائيل.. وهذه قمة الخيانه الإعلامية في حق الشعب.
وأكد أن السيسي لا أمل في نجاحه ولا أمل في بقائه ولن يجد من يحميه إذا خرجت المظاهرات في كل مكان، ولن تهبط قوات المارينز الأمريكية فوق قصر الرئاسة لتساعده على الهروب لأنه لم ولن يدير البلاد لا من قصر رئاسي ولا من قاعدة عسكرية ولن يدير البلاد أصلا، وأن مصر لم تعد دولة صالحة للإدارة وإن بدت كذلك وستصبح كذلك حتى ينتصر أحد المتصارعين وما دون ذلك فهراء لا طائل منه، فإما أن تتوقف كل اشكال التظاهر المقاومة وتختفي، وإما أن تتصاعد وتيرة التظاهر حتى يضطر السيسي الى التصعيد الأمنى مجددا وهذا لن يحدث لسببين.
ونوّه "فيسك" إلى أن أسباب عدم قدوم السيسي على أعمال عنف أخرى تتمثل في أن البنتاجون حذرتهم من وجود تشكيلات مسلحة مدربة مستعدة لمواجهة الجيش والشرطة في الشوارع والطرقات إذا قررت الشرطة التصعيد وقتل عدة مئات أو عدة آلاف لوقف التظاهر، والثانية لم يعد لدى الحكومة أماكن أخرى للحجز والاعتقال إلا إذا سيطرت على المدارس والجامعات بعد الدراسة وحولتها لسجون جديدة وهذا يحتاج إلى مزيد من القوات لحراستها.
وشدد الكاتب البريطاني علي أن مصر 100 مليون نسمة، و 7 ملايين منهم مسيحيون يريدون الحكم العسكري الذي يؤمّن لهم سلطتهم الاقتصادية على البلاد ويؤمن لهم أن يعاملوا في البلاد كما لو كانوا مواطنين درجة أولى فيما المسلمون درجة ثانية وقد حدث لهم ذلك، لكن البابا وقائد الانقلاب يفهمان جيدا أنهما يسيطران على مؤسستين "العسكر والكنيسة"، وكلاهما قررا القضاء على المسجد.
وتهكم "فيسك" قائلا: "مصر الآن .. العسكر اتفق مع الكنيسة على اضطهاد الإسلام إرضاء للغرب الكاره للإسلام والمشروع الإسلامي وهذا ما دفع بابا الأقباط في مصر إلى الكذب على وفد الكونجرس قائلا لهم أثناء حكم محمد مرسي إن الرئيس مرسي يضطهد المسيحيين، ويحرض على حرق الكنائس ويدعو إلى حرب أهلية بين المسلمين والنصارى، مؤكدا أن مصر لن يصلح لها حال ولن يستقر لها قرار إلا بابتعاد الكنيسة والجيش عن السياسة والاقتصاد.
وأكد أنه لا يمكن للثورة أن تنتصر إلا بعدة ثورات؛ أهمها: ثورة ضد سياسات الكنيسة وسياسات العسكر، ثورة ضد الانتخابات الباطله والاثنيين المرشحين، ثورة ضد الاستبداد والتعذيب والقتل والاعتقال، ثورة بدأت بعد الانقلاب ولم تنتهِ ولن تنتهى إلا بانتصار فريق على الآخر..