عنوان الموضوع : الزواج ارتباط أسر لا أشخاص حياة اسرية
مقدم من طرف منتديات العندليب
الزواج في منظومتنا العربية وحتى في بعض المجتمعات الغربية، لا يجمع فقط بين شخصين وإنما بين أسرتين، فهو قد يظهر في البداية كذلك على أنه اجتماع بين فردين فقط، ولكنه بالعكس يوسع رقعة العائلة وامتداد الأسرة وفي بدايته غالبًا ما تخلله بعض المشاكل التي قد تتحول من الطفيفة إلى العميقة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم...
حينما تقدم الفتاة على الزواج فهي تختار زوجها عن حب واقتناع، ولكن لا هي ولا هو يختاران عائلة الآخر، ولذلك فإنه عادة ما تكون علاقة الزوجة بأم زوجها متوترة وصعبة في بدايتها، فهي علاقة غير اختيارية، وإنما يرغم عليها كلا الطرفين، وعليهما أن يُعوِّدا نفسيهما عليها، وأن يتقبلا وضعيتهما الجديدة، لأنه إن كان الارتباط ثنائيًا بين الزوجين فالزواج هو أمر عائلي أكثر.
ولعل أكثر العلاقات توترًا بعد الزواج هي علاقة (الحمة والكنة) ولذلك ربما سمعنا ونسمع عنها الكثير من الأمثلة الشعبية مثل:
«لو أن الحماة أحبت الكنة لكان إبليس دخل الجنة».
وغيرها من الأمثال التي قيلت وتقال..
هذه الأمثلة قد يكون لها نصيب من الصحة، ولكن ليس لأن الحمة لا تحب زوجة الابن أو العكس الكنة تكره أم زوجها، فهي ليست علاقة كراهية بقدر ما هي علاقة تنافسية، فزوجة الابن امرأة جديدة تدخل حياة ابنها وتنافسها على حبه وتزاحمها على اهتمامه وتقاسمها الوقت الذي كان يمنحه لها، والزوجة أيضًا تكون قد رسمت أحلامًا وردية، وترى نفسها ملكة في بيتها، وتعتبر أنه سيكون إمبراطوريتها الخاصة، وتدخله على هذا الأساس فتشعر بالضيق والغضب لأن هناك أخرى ستقتحم مملكتها الخاصة وتملي عليها طريقة تدبيرها وتسييرها.
إن هذا النوع من الشعور بالخوف من الآخر الجديد، والذي يكون نوعًا ما دخيلا ويقتحم حياة هادئة اعتدنا عليها دائمًا يولد نفورًا وتباعدًا أو حتى عداوة، وهو أمر طبيعي علينا أن نعرف كيف نتجاوزه.
هناك أيضًا الصورة الإعلامية التي منحت لنا بفضل عقود مضت من المسلسلات، والتي تظهر الحمة على أنها المرأة الشرسة غير الرحيمة التي تريد السيطرة على ابنها، وتريد أيضا أن تكون هي التي تختار شريكة حياته، وبعدها جاءت مسلسلات أخرى تظهر الكنة تلك الفتاة الشريرة التي تخطف الابن من أمه في حين تكون هذه السيدة المغلوبة على أمرها، هناك أيضًا أمور حياتية نعيشها وقصص نسمعها من جيران وأصدقاء تجعل الطرفين يخافان من بعض أكثر ويستعدان للمواجهة.
كذلك بعض المقارنات التي يقوم بها الزوج أحيانًا بسبب ارتباطه الكبير بوالدته لسنين عديدة، فهو وإن كان يتزوج عن حب وبدافع تكوين أسرة مع إنسانة اختارها إلا أنه بعد الزواج يبحث عن الصورة المثالية لأمه التي رسمها في ذهنه في زوجته، من حيث حكمتها وحنانها وطيبتها ومجمل سلوكياتها وحتى طبخها، وعلى الزوجة أن تعي أن هذا أمر طبيعي عليها أن تتعايش معه وتحاول تدريجيًا أن تؤسس لمكانتها في بيتها دون أن تحاول تعويض أمه أو إلغاء دورها.
إن صعوبة تعايش (الحمة والكنة) يكمن أساسًا في كونهما يحبان نفس الرجل، بالنسبة للأولى هو ابنها وللثانية زوجها، فضلًا عن كون المرأتين ليستا من نفس الجيل، فبديهي أن تكون هناك صدامات تتعلق بتركيبة شخصيتهما المختلفتين وتقاليدهما المتباينة أيضًا، كما أن كلاهما تحس بالتقصير فيما يخص الوقت المخصص لها من قبل الرجل الابن والزوج.
وقد تنسى الأم مرارًا أنها أم لابنها ولكنها ليست زوجته، مما يجعل هذه الأخيرة أي زوجته تبقى على سياسة دفاعية، لأنها لا تقبل تدخل حماتها في حياتها الزوجية، ولكن يمكن تفهم سلوك الأم هنا أيضًا، فزواج ابنها يخلف لديها شعور بالفقدان، ويجعل بعض التصدعات النرجسية تطفو إلى السطح، فتشعر هذه الأم بالخوف من أن يتخلى عنها ابنها خاصة إذا كانت متعلقة به لدرجة تنصلها من شخصيتها هي لبنائه هو، ولا يمكننا أن ننسى كذلك أنه بالنسبة لهذه الأم، زواج ابنها يعني إعلانًا ضمنيًا لشيخوخة تطرق بابها.
كل هذا يجعلها تشعر بالخوف، وعلى الزوجة أن تتفهم ذلك أكثر...
هناك أيضًا الشعور بالغيرة بين الطرفين، فالأم تتساءل باستمرار: لماذا قلت زيارات ابنها لها؟! وما الذي لدى هذه المرأة- التي تكون زوجته- لتقدمه له ويجعله ينساها هي؟! وفي المقابل تشعر الزوجة بنفس الغيرة حينما يفضل الزوج قضاء وقت أطول في منزل والديه أو يرفع سماعة الهاتف ليتحدث مع أمه طويلا، خاصة إن كان يحكي لها أمور بيته أمامها...
هذه العلاقة التي تبدأ ثنائية بالمودة، وتنتهي عائلية بالزواج هي بالتأكيد علاقة جديدة على كل الأطراف، وأكثر العلاقات الأسرية توترًا كما أسلفنا هي العلاقة بين الحمة والكنة، ولكن يمكن تجاوز هذه العثرة بقليل من التدبير العقلاني.
فعلى الأم أن تتقبل إعلان الحداد عن فترة مضت كانت فيها المرأة الوحيدة في حياة ابنها وتتقبل الانفصال جزئيًا عنه، وعلى هذا الابن الذي أصبح رجلًا متزوجًا أن يتعلم كيف يكون أكثر استقلالية عن أمه، وأن يساعد زوجته على وضع حدود خاصة لعلاقتهما الشخصية، كما أنه لا يجب أن ينسى أنه الطرف الذي يجمع الاثنتين، فبإمكانه إذن أن يؤسس لعلاقتهما ببعض بشكل صحيح، بحيث يسعى لتقريبهما من بعض بشتى الطرق الممكنة، أما الزوجة فعليها أن تفهم جيدًا أن زوجها سيبقى بحاجة لحنان أمه وحبها، وأن هذا الحب بينه وبين والدته هو حب سابق لحبها له ولا يحق لها أن تبتره، فحينما تمنحه فرصة التمتع بحب أمه وتمنح حماتها فرصة التقرب من ابنها تستطيع أن تربح قلب الاثنين وتدريجيًا تؤسس لمكانتها داخل عائلتها، وترسخ خصوصياتها بدون أن تؤجج عداوات مجانية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
كلام رائع و منطقي
المشكل
شكون يفهم و شكون يطبق هذا الكلام؟
الزوجة تحب تفرض نفسها و شخصيتها
الحماة تقولها شكون انتي؟جيتي من تالي و قلتي يا مالي
اذا صبرت الزوجة،الحماة تزيد تعفسها و تشوفها ضعيفة
اذا انفجرت الزوجة....... تعرفي واش راح يصرا محاكم و .....الخ
يا بنتي المشكل كل واحدة فيهم حابة تكون فالمرتبة الاولى و ما يفهموش انو كل واحدة و مكانتها و مستحيل تكون عندهم نفس الرتبة
لانهما كل واحدة عندها مكانة مش رتبة
لكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ شكووووووووووووووون يفهم؟
ويبقى الصراع......
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
راني ندير فالرفيس ضرك نرجع نرد عليك ختي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك اختي
الله يهديهم وكل واحد ويعرف قدرو
شكرا لمرورك حبيبتي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
ممممممم ياسمين راكي شاطرة
ربي يرزقك حنونتي الزوج الصالح
معليش تبعتيلي شوي رفيس شهيتيني هههه
بصحتكم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
رفيس؟ ضرك نبقى نفكر في الرفيس ولا نرد على الموضوع؟ الله يهديك لم تؤذين المؤمنين يا ياسمين