عنوان الموضوع : تساؤلات الاطفال المفخخة
مقدم من طرف منتديات العندليب
من الطبيعي أن يمطرك طفلك الصغير بسيل لا ينتهي من الأسئلة. والطفل الصغير الذي أقصده هو من بدأ يدرك ما حوله ويلاحظ ظواهر لا يجد لها تفسيراً في عقله الصغير ويكتشف مواقف وأحداث وعلاقات وسلوكيات مزدوجة فيبحث عن إجابات سريعة وعاجلة. قد تبلغ أسئلة الصغير في عددها حدا يخرجك عن طورك ويفقدك هدوءك واتزانك فتضطر لإسكاته وإغلاق فمه المفتوح بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة. ولأنك انزعجت من أسئلته وثارت ثائرتك عليه بسبب عدم قدرتك على الإجابة عن ما يطرحه من أسئلة أو أن نوعية أسئلته من النوع المحرج أو المتكرر أو الذي يحتمل أكثر من إجابة فقد فقدت أعصابك وصرخت بأعلى صوتك في أهل بيتك ليأخذوا هذا «الولد الشقي والمزعج» من أمامك قبل أن ترتكب في حقه جناية!
هذا التصرف من جانبك هو بالتأكيد خاطئ في مثل تلك المواقف. فالطفل في هذه المرحلة ولأن كل ما يحيط به يعتبر جديدا ومجهولا بالنسبة له فهو يلجأ دائماً لطرح الأسئلة على من يثق به ويعتبره مثلاً أعلى أو قدوة كوالديه أو معلميه أو إخوانه الكبار أو أقاربه وإن لم يجد منهم الإجابات المقنعة فسيلجأ لغيرهم والخطورة عندما يحصل منهم على تفسيرات وإجابات خاطئة أو مموهة قد تؤثر في سلوكياته في المستقبل.
أكثر أسئلة الأطفال تعقيدا تلك الأسئلة التي يجوز لي تسميتها بالأسئلة المفخخة والتي تستوقفنا ونستغربها من الأطفال في هذا السن المبكر, ومرد الاستغراب أننا كثيرا ما نستهين بتفكير صغارنا إلى الحد الذي يجعلنا نتوقعهم أقل ذكاء منا نحن الكبار لذلك قد لا نلقي بالا لملاحظاتهم أو تساؤلاتهم أو تعليقاتهم. نتصور أن الطفل لا يفهم ولا يدرك وليست لديه القدرة على المقارنة وأنه سريع النسيان وقد لا يلاحظ ما يدور حوله لذلك نحاول استغفاله وتسكيته وتمرير المواقف عليه.
هذه تصورات خاطئة فالطفل يملك ذاكرة قوية كورقة بيضاء يكتب فيها العقل كل شيء ويسترد ما يكتب بسهولة وهو إن نسي الموقف في حينه فإنه لا يلبث أن يعيد طرحه في أقرب وقت. هو لا ينسى لكنه يتظاهر بالنسيان إما خوفا من الكبار أو تقديرا لهم أو عقد هدنة قصيرة الأمد. الطفل الذكي قد يعود سريعا ويتحين الفرصة ليفاجئ من معه بأسئلة أكثر سخونة.
الطفل يربط بين أقوالك وأفعالك فإن وجد اختلافاً فربما يوقعك في فخه بسؤال مباغت يجعلك تتصبب عرقاً وتتوارى خجلاً وتبحث عن أقرب مخرج. أحد الآباء كان يتحدث في مجلس عن أخطار السرعة وينصح الحاضرين بالتمهل كان ابنه الصغير يستمع إلى حديثه بكل فخر وبعد أيام كان الابن يركب بجانب والده الذي يقود السيارة بسرعة هائلة تزيد عن المائة وخمسين كيلو مترا باغته ابنه الصغير بسؤال لم يخطر على باله. والدي كيف تنصح الناس بعدم السرعة وأنت لا تطبق ما تنصح به الآخرين؟ ارتبك الوالد ورفع قدمه وخفف سرعته.. لكن بعد فوات الأوان وبعد أن ضبطه الابن متلبساً.
من يملكون الثقافة بالواقع المعاش والتوافق بين القول والسلوك والمصداقية هم فقط من يستطيعون السيطرة على أصعب الأسئلة تفخيخاً.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
نعم ان اسئلة الاطفال في السنوات الاولى من الطفولة لا تنتهي فهو يكتشف كل شيء ويحاول فهمه كما تفضلت في مقالك هذا, وحقيقة نحن الاولياء نتصادم يوميا بهذه الاسئلة اللامتناهية مع اطفالنا ونحاول بقدر المستطاع احتواءها .
ان الابناء يتصرفون كما نتصرف وحتى انهم يكررون نفس العبارات التي تقال لهم من طرف الاولياء وعليه اذا اردنا ان يستقيم ابناءنا ما علينا الا ان نستقيم ونحسن التصرف معهم و امامهم والا فلا جدوى من الكلام فقط ان لم يقترن الفعل معه
مثلا رمي الوساخ في الارض اذا شاهدك ابنك ترمي الاوساخ في سلة المهملات سواء داخل او خارج المنزل واذا كررت ذلك الفعل امامه عدة مرات فسوف يرسخ في ذهنه وبتلقائية تامة ان الاوساخ ترمى في سلة المهملات .
اما اذا شاهدك تارة ترمي في سلة المهملات وتارة في الشارع وتارة تتركها في المكان الذي عملت فيه (قشور فاكهة تترك فوق الطاولة اوراق لا تحتاجها تتناثر فوق المكتب او في الارض....) هنا تختلط على الطفل الصغير ولا يفهم السلوك الاقوم الواجب اتباعه .هنا ان رمى الاوساخ في الارض وعاقبته لن يفهم سبب العقاب .وبالتالي لن يصحح خطاه .
وعليه سلوك الوالدين من افعال واقوال مهم جدا في التربية الصحيحة للابناء .
وشكرا جزيلا على هذا الموضوع الهام جدا.
وارجوا ان اكون ساهمت ولو قليلا في اثراء موضوعكم هذا الشيق.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :