عنوان الموضوع : معلّمون تحوّلوا إلى سائقي كلوندستان وآخرون اقتحموا عالم الترابندو للابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

بعضهم لجأ إلى تقديم الدروس الخصوصية
معلّمون تحوّلوا إلى سائقي كلوندستان وآخرون اقتحموا عالم الترابندو


أحوال الناس [جريدة الخبر:

أمام انخفاض القدرة الشرائية لفئة الأساتذة والمعلمين، التي كانت تنتمي في السابق إلى الطبقة المتوسطة المختفية، راح بعض المربين يبحثون عن نشاطات موازية تمكنهم من تغطية مصاريفهم الشهرية بعدما أصبح راتبهم الزهيد لا يكفي لسد حاجياتهم اليومية.
لا يختلف اثنان في أن المستوى المعيشي للأساتذة والمعلمين انخفض في نهاية الثمانينيات إلى أدنى المستويات، بعدما انخفضت قيمة الدينار، مما أثّر سلبا على القدرة الشرائية.. وبهذا وجد المعلمون وكل المنتمين إلى ما كانت تعرف بالطبقة المتوسطة، أنفسهم يكابدون مشاكل الحياة ضمن أفقر طبقة في المجتمع. ولعل ما زاد من معاناة هذه الفئة، هو إقصاؤهم من حقهم في الحصول على السكن الاجتماعي الذي كان في السابق يسلّم لهم على شكل حصص خاصة بقطاع التربية، اعتبارا أن السكن يندرج ضمن وسائل العمل بالنسبة للمعلم، فهو الفضاء الذي يحضّر فيه دروسه. كما أن طبيعة عمله تقتضي أن توفر له أبسط شروط الراحة، وهذا يعتبر أمرا مستحيلا إذا كان المعلم يعيش في أزمة سكن. وبدل السكن الوظيفي أو الاجتماعي، اقترح المشرفون على أمور البلاد صيغا أخرى أقل ما يقال عنها إنها تعجيزية، كالسكن التساهمي، الذي يتطلب المساهمة بمبالغ محترمة هو غير قادر على جمعها من راتبه الزهيد الذي لا يكفيه حتى لشهر واحد، في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية وبعض المرافق الضرورية كالغاز والكهرباء والماء. ومن المفارقات التي يتميز بها قطاع التربية عن باقي القطاعات، هي أن المعلم مطالب بتوفير ما يمكن اعتباره وسائل العمل من ماله الخاص كالسجلات والكتب التي تتضمن المناهج المقررة، ولا يستفيد من منحة التنقل إذا كان يقيم بعيدا عن مقر عمله، وحتى إنه مطالب بدفع حقوق الإطعام إذا قدمت له هذه الخدمة في المؤسسة التي يعمل بها، وهو ما يعتبر مصاريف إضافية تنقص من راتبه الزهيد.
عائلات أصبحت تتفاخر بالدروس الخصوصية
أمام هذه الظروف التي لا يستطيع أن يتفهمها إلا من يمارس مهنة التدريس، على حد قول أحد أساتذة التعليم الثانوي، لجأ الأساتذة مرات عديدة إلى الاحتجاج، مطالبين بتحسين مستواهم المعيشي، وحاولوا أن يُفهموا كافة أفراد المجتمع، بأن أوضاعهم الحالية لا تساعدهم على تأدية مهامهم النبيلة المتمثلة في تربية وتعليم أبناء الجيل الجديد. ومع استمرار الوضع على حاله، راح العديد من المدرسين يبحثون عن وسائل قد تحسّن من مستواهم المعيشي، حيث لجأ السواد الأعظم منهم إلى تقديم الدروس الخصوصية لتلامذتهم، وهي الظاهرة التي بدأت تأخذ منحى خطيرا وتحولت إلى حالة مرضية بات من الضروري الوقوف عندها ومعالجتها، بدليل أننا تلقينا شكاوى عديدة من الأولياء يؤكدون فيها أن بعض أساتذة أبنائهم يجبرونهم على تلقي الدروس الخصوصية ومن لا يفعل يعاقب بالعلامات. ووصل الحد لدى بعض أساتذة النهائي إلى درجة التغيّب أثناء الحصص المقررة، ثم يطالبون التلاميذ بالحضور إلى الدروس الخصوصية لاستدراك ما فاتهم من البرنامج المقرر. وهنا نشير إلى أن هذه الحالات قليلة، لكن إذا استمر السكوت عنها يمكن أن تتعمم في هذا الوقت الذي اختلطت فيه المفاهيم والقيم. وفي هذا الشأن يتساءل أستاذ اعتاد تقديم الدروس الخصوصية ''كيف يطلبون منا أن نكون مثاليين، ومن يتقاضون عشرات الملايين في الشهر دون أن يقدموا شيئا يدوسون يوميا على كرامتنا''. علما بأن الدروس الخصوصية لم تعد تقتصر على أقسام الامتحانات بل عمّت كل المستويات بما فيها الأولى ابتدائي. والأخطر من ذلك تحولت الدروس الخصوصية إلى موضوع تفاخر بين العائلات الميسورة، حتى أصبحنا نسمع من يتفاخر بأن ابنه يتلقى الدروس الخصوصية عند الأستاذ الفلاني بالسعر كذا.. وهو ما قزّم دور المدرسة وأصبح يرسخ الفوارق بين تلامذتها.
معلمون يلهثون وراء
لقمة العيش
من الظواهر التي أصبحنا نراها في مجتمعنا والتي تحط من قيمة من قال فيه الشاعر أحمد شوقي: إنه كاد أن يكون رسولا، هو لجوء بعض المدرّسين إلى ممارسة نشاطات لا تليق بسمعتهم وتهينهم أمام أفراد المجتمع، وحتى تلامذتهم الذين يرون فيهم القدوة التي يحتذون بها.. فكثيرا ما تركب سيارة أجرة غير مرخصة، وأثناء الحديث إلى سائقها تكتشف بأنه ''أستاذ'' في ثانوية أو متوسطة، ما يؤكد لك بأنه يمارس هذا النشاط ليدعم مداخيله الشهرية، لأن راتبه لا يكفيه، كما حدث لنا مع أحد أساتذة الرياضيات يمارس هذا النشاط، حيث أكد لنا بأنه بعدما استطاع جمع مقدار قليل من المال اشترى سيارته القديمة ليمارس هذه المهنة الموازية، حتى يتمكن من جمع المبلغ المطلوب لشراء سكن تساهمي. معلم شاب، أشار إلى أنه لجأ إلى العمل الذي يكسب منه مبلغا يفوق راتبه بكثير بهدف شراء مسكن ومن ثم الزواج لبناء أسرة. أستاذ في مادة الفيزياء قال لنا بأنه حدث له أكثر من مرة أن نقل عائلات كان ضمنها تلامذته، فوجد نفسه في أوضاع محرجة للغاية، جعلته يستصغر نفسه أمام تلامذته. ويرجع سبب ذلك للظروف المهينة التي أصبح يعيشها المدرس. وحتى الأسواق أصبحت لا تخلو من المدرسين الذين يمارسون التجارة الموازية.
ونحن نبحث في الموضوع صادفنا في السوق الأسبوعية بالبويرة معلما يبيع قطع غيار السيارات، حيث أكد لنا أنه يمارس هذه التجارة كل نهاية أسبوع، كما أعلمنا أن مجموعة من الأساتذة أصبحوا يمارسون هذا النشاط باحترافية كبيرة؛ إذ يتنقلون إلى غاية تركيا وتونس لجلب ألبسة ويعرضونها داخل سياراتهم لزبائنهم الذين يكونون في الغالب من نفس القطاع. ولم تعد هذه الظاهرة تقتصر على المعلمين وحدهم، فحتى بعض المعلمات يمارسن هذا النشاط فتبيع سلعها لزميلاتها داخل المؤسسة. ويجمع كل الذين تحدثنا إليهم في هذا الموضوع الهام والحساس على ضرورة وضع حد لهذه السلوكات التي تقلل من شأن ذلك المربي الذي كنا نكنّ له كل الاحترام ونحن صغار إلى درجة أننا كنا نختبئ عندما نصادفه في الشارع احتراما ووقارا له، ولا يمكن أن نعيد تلك الصفة إلا إذا أعدنا له اعتباره ووفرنا له كل الشروط التي تمكنه من أداء مهمته، وأزحنا كل ما يشغله عن تربية وتعليم أبنائنا لأنهم هم مستقبل وثروة البلاد الباقية.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :




=========


>>>> الرد الثاني :



الطاكسي المخفي
الجزء2
مشكور

=========


>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة douniazed



الشكركل الشكر على التفاعل

دمت...


=========


>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق09


الطاكسي المخفي
الجزء2
مشكور

الشكرلك

دمت...


=========


>>>> الرد الخامس :

أخي الكريم مبلغ 3 ملايين كافي جدا للعيش الكريم
و لكن الطبع يغلب التطبع
و كما يقول المثل " اللي ما شبع من القصعة ما يشبع من لحيسها " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


=========


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي فارس
أخي الكريم مبلغ 3 ملايين كافي جدا للعيش الكريم
و لكن الطبع يغلب التطبع
و كما يقول المثل " اللي ما شبع من القصعة ما يشبع من لحيسها " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الحمد لله..

وهل تكفي لمربي ينتمي للطبقة المتوسطة

وما أدراك ما تتطلبه(( من سيارة ومنزل مستقل ورصيد في البنك للطواريء))

والعطلة الصيفية في احدى المنتجعات....

فهل ال3ملايين ...تسمح لي أن أكون من الطبقة المتوسطة..


دمت...