عنوان الموضوع : من الكفايات نحوالعبقرية ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

من الكفايات نحوالعبقرية
بقلم ج/ح : من الكفايات نحو العبقرية
منقول من موقع : مشكاة
الكفايات: مفردها كفايةٌ؛ ومعناها ؛ بلْ ومنْ بين معانيها في الاصطلاح التربوي التعليمي: استدراج التلميذ / الطالب/ المتعلم لإنتاج ما يكفيه من المعارف في حقل معرفي معين.
والاستدراج غير التلقين، وغير الشرح؛ وغير الشحن...هو تدريب ؛ بحيث يكون الأستاذ؛ في الفصل/ المدرج مدرباً للفريق.
المدربُ يدربُ ولا يشاركُ اللاعبينَ في المباريات الرسمية؛ فمجاله التوجيهُ والتدريبُ والإرشادُ - تدريب الفريق ليكون كفءً في مجاله وميدانه يوم التقاء الجمعين...
العملية التعليمية التعلمية عمليةٌ بنائيةٌ ذاتيةٌ منهجيةٌ معقدةٌ:
 بنائية:إذ تتوقف على بنية تحتية معرفية؛ فالمعلوماتُ تفهمُ من خلال الخزينة السابقة؛ ويستحيل الفهم إذا لم يتوافر في الذهن ما يشكل الأساس.
 ذاتيــة: إذ الذاتُ هي التي تحولُ المعلومات إلى معارف؛ ويستحيل على المعلمين تحويل معلومات تلامذتهم إلى معارف؛ بإمكانك أن تكون مزوداً وليس بإمكانك أن تكون مُحَولاً.
يتوقف التحويل على عناصر يجب توافرها في الذات العارفة؛ في قمتاها:
أ) الرغبة / الإرادة؛ وقمةُ الرغبة الحبّ؛ فالحبّ يصنع العجائب فيثني الصعائب والعقابيل؛ والرغبة اقتناع والاقتناع قابلية قلبية؛ لذا ففرض الرغبة محال والتوجيه إليها ممكن.
ب) الوسائلُ / المساعداتُ؛ وهيَ وسائلُ ذاتيةٌ وخارجيةٌ؛ فالذاتية كالمنهجيات المُسْتَبْطَنَة ُ، والخارجية كالمحيط المادي؛ فقد يكون مساعداً أو معرقلاً للعمليات.
ج) الأهدافُ/ المقاصدُ؛ تسوقُ الأهدافُ الواضحةُُ المعقولة المقتنعَ بها إلى الأفعال والالتزامات، والقائد في ذلك رغبة قوية أو حب ملحاحٌ للوصال؛ وما الوسائلُ إلا معبداتٌ ومسهلات.
ملحوظة :
الرغبة القويةُ والأهدافُ الواضحةُ قد تُغْني بعضاً عن الوَسَائل؛ فالحَاجَة أمُّ الاخْتراع؛ لكنْ لا تَطْمَعْ ذلك دائماً، إذ الناس في خَرْق قَانُونُ الوَسَائل ليسُوا سواءً. والوسائل وحدها لا تجدي نفعا إذا لمْ يكُ ثمََّ عقلٌ استثماري للوسائل والمساعدات وفقا للأهداف والنيات المُقتنَع بها.
 منهجية:إذ المنهجُ والطريقةُ المحكمةُ المنضبطةُ من أعظم آليات العملية التعليمية التعلمية. ويتوقف نجاحها على جودة المناهج؛ ومن ضوابط جودتها انبثاقها من صلب الفكر التربوي المحلي؛ وليس ذا إقصاءً لتجارب الغير؛ بل مسألةً منهجيةً علميةً، فلا يعقل تعميم وصفة طبية على مرضى مختلفين؛ إذ ثمَّ فروق مصرية مكانية واقتصادية واجتماعية وسياسية...تفرض الاختلاف.
 معقدة: إذ يتداخل في العملية التعليمية التعلمية العنصر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي والمحيط البيئي العام والخاص (بيئة الفصل- المدرسة ومحيطها الخارجي...) . إنها تنفعلُ لهذه العناصر ولغيرها انفعالاً متبايناً؛ بل إنه من الصعب فكُّ الترابط والتداخل بينها.
المعلومات في متناول كل الناس، فالمطلوب - هو- تحويلها إلى معارفَ- ولن يتحقق التحويلُ إلا إذا احتكت الذات العارفة بالمعلومات لتحولها إلى معارف فتضفي عليها صبغتها/ بصمتها.
المعارف ذاتية الصنع/ الصنع المحلي
فرق شاسع بين المعلومات والمعارف. فالمعارف أصلها معلومات، تحولت بعد اندماجها بالذات العارفة.
بكلمة أخرى :إن المعلومات لا تكون مفيدة إلا إذا احتكت بالمتلقي لها، وأدمجها في حصيلته المعرفية، وفهمها وفقا للسقف المعرفي الذاتي؛ أيْ إن المعلومات تفهم بناء على المعارف السابقة والتجارب القديمة. فلا تطمع أن تفهمَ مسألة من المسائل، ولا فكرة من الأفكار إذا لم يتوافر لك إطار معرفي ذاتي. فالمعارف ذات طابع بنائي تراكمي.
تترتب عن هذه النظرية نتائج، على قمَّتهَا:
1- المعلومات لا تفيدُ إذا لم تحتكَّ الذاتُ العارفة بها، لتتحول إلى معارف.
2- تلقين الأطفال المعلومات لم يعدْ ذا جدوى؛ بل هو كذلك دائما؛ فلا بدَّ من الممارسة/ إمكانيات التطبيق للتجريب والمُعَايَنَة.
3- تأثير المدرس في التلميذ الطالب لا يكون معرفيا، بل معلوماتيا، وهذه المعلومات لن يفيد منها إذا لم يحتكَّ بها. مثلُ حَاملهَا- قبلَ تَحويلها- كمثل الحمار يحمل أسفارا. وأنَّى للحمر أن تفيد مما على ظهرها.
4- تأثير المدرس في الطالب يكون على المستويات التالية :
أ*) المستوى النفسي؛ يتمثل في:
- دعمه نفسيا أو إحباطه؛
- تربيته على التفاؤل أو التشاؤم،
- تحبيب المادة إليه أو تكريه المادة إليه،
- كونه نموذجاً من النماذج.
ب*) المستوى المنهجي؛ يتمثل في:
- تمكينه من أسس النظام أو العشوائية في التفكير والسلوك.
- توجيهه لتحقيق الأهداف، وكذا مساعدته في بناء أهدافه وفقا لكفاءاته وميولاته أو تضليله عن الجادة.
ج) المستوى التواصلي؛ يتمثل في:
- النطق السليم للحروف والكلمات أو النطق السيئ.
- الفصاحة في الخطاب وقوة البلاغة أو الركاكة والضعف.
- إتقان الإرسال والتلقي أو إيصال الرسائل مشوشة واستباق الأحداث.
- احترام الآراء والتصورات أو التعصب للرأي ولو كان خاطئا.
- التفصيل مع الإيجاز أو الإطناب مع الدوران...
د) المستوى المعلوماتي؛ ويتمثل في :
- إرشاده على مصادر المعلومات ومراجعها.
- توجيهه إلى اكتشافها ومعاينة العلاقة بينها.
- تمكينه من آليات النقد والتمحيص (التَّبيُّن).
 فمجال التأثير إذا رحب شاسع، لكن للأسف المرير، لم نرابط في هذا الثغر بالشكل اللازم والعدد والعُدَّة المطلوبة، ومن هناك تسرب الخطر.
حقيقتان بين يديَّ:
بين يديَّ حقيقتانُ أودُّ الإدلاءَ بهما، وإن كنت أتوقعُ أنَّ الكثيرينَ سيخالفونني الرأيَ في الأولى منها خاصة، وهما:
نجابة التلميذ/ الطالب راجعة بالأساس إلى المدرسة الأولى، وهي البيت. والفخر والاعتزاز آيلٌ إلى مدرب الطفل (أب –أم ...)،الذي حرصَ على تمكينه من الخطة المحكمة واللعب بأتقان. وقد يكون للأستاذ حظُّ في هذا النجاح ؛ لكن قليل، ويزيد قلةً إذا لم يستغل مجال التأثير الآنف الذكر؛ أي إذا اقتصر على تقديم المعلومات، ولم يسهم في تداريب نقل المعلومات إلى معارف انطلاقا من المستويات السابقة.
تمكين الأستاذ من وسائل/ أدبيات/ قوانين التأثير الوجدانية ذو بال؛ بنسبة كبيرة؛ في العملية التعليمية التعلمية. المعبر الوجداني/ النفسي/ الروحي موصلٌ إلى المقاصد مبلغٌ المرامَ بنجاعة منقطعة النظير. إن الاقتناع غير مرتبط - بدرجة كبيرة- بقوة الحجج والبراهين، بل بالقابلية النفسية الوجدانية. سنكون سببا في تنفير الزبناء عن المحل التجاري إذا لم نتصف بالحكمة المطلوبة للاستقطاب؛ فكم مدرب كان سببا في إعاقة مسيرة الفريقَ!
من المعلومات إلى العبقرية
 تتحول المعلومات إلى معارف بالاحتكاك؛
 تتحول المعارف إلى إنجازات/ سلوكات بالتطبيق؛
 تتحول الإنجازات/ السلوكات إلى قدرات بالكفاءة؛
 تتحول القدرات إلى كفايات بالاندماج؛
 تتحول الكفايات إلى فنيات بطول الدُّرْبَة المتميزة؛
 تتحول الفنيات إلى إضافات جزئية بالتشرب للمادة المدروسة / المدرسَة؛
 تتحول الإضافات الجزئية إلى إبداعات جديدة غير واردة بالحدس والبصيرة؛
 تتحول الإبداعات إلى عبقريات؛ وهذه هي قمة النجاح العالية بالإلهام.
ملحوظة: أغلب المتعلمين لا يتجاوزون المرحلة الأولى.
لكنْ كَيْفَ ذلكَ؟
 إننا لا نؤهل أبناءنا ليكونواْ عباقرةً؛ ولهم الأهلية لذلك وزيادة؛ إننا نؤهلهم ليكونوا وفقا لآبائهم تصورا وشعوراً وفكراً. صحيح نتمنى ذلك؛ لكن ليس كل ما يتمنى يدركُ حقيقةً؛ فلا تجرى الرياح بما تشتهي السفن. فالتربية على العبقرية ليست سَهْلَةً كما نتصور، وليست مستحيلة كما نتخيل.
اعلم أن ما يؤهلُ للعبقرية بوثقتهُ البيتُ/ الأسرة ُ؛ وما أدراكما الأسرة ؛ منها تتشكل البرامج المؤهلة للعبقرية
- العبقريةُ بالقوة.
الأوليات الفكرية والشعورية والروحية... تُتحمل في البيت؛ أو خارج البيت إذا دَبَّ الفراغ فيه؛ ومصادر البرامج متعددة ٌومتنوعة ٌ؛ وأخص أيامنا ذه، حيث كثرت البرامج وتعددت وتنوعت وغدت فعالة.
 فإذا لم يُسَلَّح الطفل بآليات التعامل مع المعلومات؛ بما في ذلك آليات التحويل والبناء والهدم والدمج والتركيب والنقد والإنتاج وإعادة الإنتاج... فلن يتحقق المقصود.
 ما أحوجنا إلى تربية منهجية فنية فعلية حقيقية تمكننا من زمام المعلومات، وتقودنا إلى رسم مسارات جديدة مفيدة صالحة!
 من أسباب الخلل في العملية التعليمية التعلمية إغفال المناهج تدريساً وتطبيقا. فضبط المنهج مفتاح خير للعمل أيّ عمل.
 والمنهج مفهوم عميق دقيق المسالك طويل الذيل ذو شجون، الكثيرون منا يدندنون فيه ولا يفقهون منه إلا رسمه وبعضا من قشوره الظاهرة. إن تلقي المعلومات عن المنهج لن يؤدي إلى المنهج.
إنه ممارسة ميدانية أساسها التكييف والتكيُّف والتعديل والتصحيح والتنزيل والتطوير والتفنن والإبداع... يبقى المنهج حبراً على ورق إلى أن ينزله مَرْءٌ كفءٌ ذكي مرنٌ فيصنع منه الوصفة الناجعة.
الكفايةُ قبل الكفايات
 تأهيلُ التلميذ ليكونَ تلميذاً من أولى الأولويات في العملية التعليمية التعلمية؛
 التأهيل الأولي الأساسي المركزي يبدأ بالبيت / الأسرة ويمر بالمدرسة، وكل ما ينتج ويصدر الثقافة مدرسة وينتهي بالبيت/ الأسرة؛
 فاقد الأولويات والأساسيات، المعلومات من التعليم بالضرورة لن يؤسسَ صرحاً معرفيا؛
 البنية التحتية المعرفة أو الرأس المال المعرفي الهش لن تثمر ثمارا؛ وإن أثمر فلن تثمر ما يكون قادرا على المنافسة العالمية.
 دَرْسُ المفرد قبل درس الجمع؛ ولست ذا يتنافى و الفلسفةَ َالكليانية َ؛ بل هو من كنهها. فالتجزيء المذموم إنما التجزيء الفاصل، الباتر للمعلومات من سياقها وسباقها ولحاقها؛ أما التجزيء الذي أساسه النظرة الكليةُ فأُسُّ من أسس التفكير العلمي.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جزاك الله خيرا.

=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========