عنوان الموضوع : //*// رسالة معـــــــــلم//*// ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب
ســــــــــــــــــــــــــــلام عليـــــــــــــــــــــــــــــــكم
يسعدني أن أضـــــــــــــــــــع هذه الرسالة بين أيدي زملائي
للاســـــــــــــــــتفادة
فأكتب إليك هذه الرسالة من وراء تسع عشرة عاماَ قضيتها
في مهنة التعليم ؛شاعرا َبكثير من الاعتزاز والفخر لانتمائي
إلى مهنة هي أشرف المهن ، وصناعة هي أكرم الصناعات ، لاسيما وأنها رسالة الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين أرسلهم الله تعالى إلى أقوامهم معلمين ومُبشرين ومُنذرين يدعونهم إلى الصراط المستقيم ، ويخرجونهم من الظلمات
إلى النور ، قال تعالى : { وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }
( سورة الأنعام : الآية رقم 48 ) . فيا أخي المعلم في أي مرحلةٍ من المراحل ، وفي أي مادةٍ من المواد العلمية أو الأدبية أو غيرها ؛ أكتب لك هذه الرسالة مُذكراً وناصحاً ، ومؤملاً أن تنال رضاك ، وأن تحوز إعجابك ، وأن تكون عوناً لنا جميعاً على بذل المزيد من الجهد والسعي لما فيه الخير والصلاح . وفيها أقول :
* يا من أعَّـزهُ الله بالإسلام ، تَذَكَّر أن المعلم المسلم يحمل أشرف رسالة ، ويؤدي أعظم أمانة ، وأن جمال رسالته مستمد من شرفها وبخاصة أن قدوته في ذلك أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أجلُ وأشرفُ من المعلم في مهنته ؟ الموظف أم البائع ؟ المهندس أم الصانع ؟ الطبيب أم المزارع ؟
إن كل أولئك و غيرهم من أبناء المجتمع إنما هم صنائع المعلم ، به قاموا ، وبه كانوا ، لذا فهو يسعَدُ إذ يرى أبناءه وقد كانوا من أولئك المهندسين والأطباء والفنيين والخبراء .....الخ . الذين تنهض بهم الأمم ، وتقوم بهم المجتمعات ، وينتشر على أيديهم الخير ويعم الصلاح . وصدق الله جل في عُلاه وهو يقول : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } ( سورة إبراهيم : الآية رقم 24 ) .
* يا من تخاف الله تعالى وترجوا رحمته ، اتق الله في عملك وراقبه سبحانه ؛ فإنه يراك في كل وقتٍ وحين . واحرص على أدائه واجبك بالشكل الذي يرضاه جل في عُلاه ، وتذكر ما روي عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ( رواه أبو يعلى في مسنده برقم 4386 ، المجلد السابع ، ص 349 ) .
ولا تنس - بارك الله فيك - أن حُسن تعاملك وتجاوبك مع مُديريك وزملائك ، أو جلوسك في مكتبك ، أو فصلك ، أو معملك ، وقضاءَك لحاجة طلابك أو إجابتك عن استفساراتهم يُعد عبادةً تُثاب عليها متى صلُحت نيتك واحتسبتها عند الله سبحانه .
* يا من يتيه فخراً على أقرانه من العاملين في القطاعات و الميادين الأخرى ؛ يكفيك أن أسمى ما تعتز به تلك المودة والمحبة ، وذلك الاحترام والتقدير والوفاء الذي تحظى به أينما اتجهت ، وحيثما حللت من طلاب الأمس الذين أصبحوا رجال اليوم . وتذكر أن من يجلسون أمامك - الآن - على مقاعد الدراسة هم رجال الغد المشرق وبُناة المستقبل الزاهر - إن شاء الله - . واعلم أن هؤلاء الطلاب أوسمةً على صدرك ، ولئن كان البعض يعتزُ بوسامٍ واحدٍ يحمله بعد عملٍ جليلٍ طويل ؛ فإن المعلم يحمل كل يومٍ وساماً ، ولئن كانت أوسمة الآخرين تُعلقُ على صدورهم فإن أوسمة المعلم تعيش في قلبه ، ويجسدها وجدانه وهو يرى مكانته في نفوس الآخرين اعترافاً بفضله وإجلالاً لقدره ، كما قال الشاعر :
يا صانع الأجيال ما كانت لنا *** من غير صُنعك راية بيضاءُ
لولاك ما كان الخطيب مفوهاً *** ولما تغنى في الهوى الشعراءُ
* يا من يعيش حياة التعليم ويستغرق فيها بعقله وقلبه ، ولا يرضى عنها بديلاً ، لا تكن شمعةً تُحرق نفسها لتضيء الدرب للآخرين ؛ بل كن سراجاً يُضيء الدروب للآخرين ولا ينسى نفسه من الخير والعطاء . وخيرُ سبيلٍ لتحقيق ذلك أن يكون شعارك في حياتك قوله تعالى : } وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ { ( سورة فُصلت : الآية رقم 33 ) . وأن تبذل كل ما في وسعِك لتكون قدوةً حسنةً لأبنائك الطلاب في التزامك ، وموضوعيتك ، وسمّتِك ، وعدلِك ، وإنصافِك ، وفي تعاملك مع من حولك على أُسسٍ قويمةٍ من التقوى والصلاح والأخلاق الفاضلة . ولله در الشاعر إذ يقول :
إني أرى التدريس أشرف مهنةٍ *** تبعـاته من أثقل التَبِعاتِ
فليتق الله الـمدرسُ دائـماً *** فيمن يُدَرِّسُه من الفلذات
* يا من تعلم أن الله يراك في كل وقتٍ وحين ، تَذَكَّر أن التربية فن وعلم ورسالة عظمى لمن وفقه الله لأدائها ، لا سيما وأنها تعتمد على رؤية المعلم لطلابه وتحسسه لمشكلاتهم ، وحسن تقديره لظروفهم ومراعاته لأحوالهم . وحافظ على مواعيد الحضور والانصراف ، وإياك أن تتأخر أو تتغيب عن طلابك بغير عذر يجبرك على ذلك فكل راع ٍ مسؤول عن رعيته ، وكل معلمٍ مسؤول عن مهامه وواجباته ؛ التي إن أحسن أداءها جوزي خيراً إن شاء الله تعالى ، وإن قصَّر حوسب وعوقب – والعياذ بالله من ذلك - . وعليك أن تضع نصب عينيك تقوى الله جل جلاله في كل وقتٍ وحين ، والشعور بمراقبته سبحانه وتعالى . وما أجمل قول الشاعر :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحـسـبن الله يَغفـلُ سـاعة *** ولا أن ما تُخفي عليه يغـيب
* يا من ترجوا رحمة الله تعالى وتخشى عقابه ، الحذر من الانشغال بأي عملٍ مهما كان مهماً متى حان وقت الصلاة ، وعليك - بارك الله فيك - أن تُعوِّد نفسك على إجابة النداء مبكراً ، وأداء الفريضة في وقتها حتى يكون عملك – بإذن الله تعالى – عوناً لك على الطاعة . وتذكَّر أنه لا خير في عملٍ يؤخر المسلم عن أداء الفريضة ، أو يمنعه من إجابة داعي الله جل في عُلاه . فإذا ما فرغت من ذلك فإياك وإضاعة الوقت فيما لا فائدة منه ولا نفع فيه ، و عُد مباشرةً إلى فصلك أو مكتبك أو معملك حتى لا يتعطل سير العمل أو يضيع وقته .
* يا من تقتدي بمعلم البشرية وأُستاذ الإنسانية ، كُن سهلاً لـيناً ، حبيباً لطيفاً في تعـاملك مع من حولك من المديرين والموجهين والمرشدين والوكلاء وأولياء الأمور والمستخدمين والعمال والطلاب ، وعليك بمساعدة من تستطيع منهم ومد يد العون له في حدود ما تسمح به الأنظمة والتعليمات ، ودونما ضررٍ أو ضِرار ، وتذكّر أن من يَسَّر على مسلم ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، وأن من رفق بمسلم رفق الله به في الدنيا والآخرة ؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا :
" اللهم ! من وَلِيَ من أمر أُمتي شيئاً فشقَّ عليهم ، فاشقق عليه . ومن وَلِيَ من أمر أُمتي شيئًا فرَفَق بهم ، فارفق به " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 4722 ، ص 819 – 820 ) .
* يا من تفتخر بدينك الإسلامي الحنيف ، وتعتز بانتمائك لأمة الإسلام ، حافظ على هويتك المُتميزة وشخصيتك المُستقلة ، التي لا ترضى معها أن تتخلى أو تتنازل عن شيءٍ من المظاهر مهما كان ذلك يسيراً في نظرك ؛ كأن تُحافظ على تحية الإسلام عند الالتقاء بالزملاء والطلاب ، وأن تبدأ الدرس بحمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، والمحافظة على كتابة البسملة في أعلى السبورة ، وترديد دعاء ختام المجلس عند نهاية الدرس ، والمحافظة على المظهر الجميل والصمت الحسن ، ومراعاة سنن الفطرة ، ونحو ذلك من الآداب النبوية والأخلاق الإسلامية التي تُميز شخصية المعلم المسلم ، وتحفظ هويته ، وتُعلي منـزلته في أي زمانٍ ومكان .
* يا من تبتغي بقولك وعملك ما عند الله تعالى من الخير العميم والثواب العظيم ، لا تتردد في استخدام أُسلوب الثواب والمكافأة ، واحرص على توظيف أسلوب الثناء المُباشر على طلابك إذا رأيت فيهم أو لمست منهم بادرةً حسنةً ، أو سلوكاً طيباً . وما أحسن أن تُشجعهم على ذلك ببعض الهدايا المناسبة والجوائز الملائمة التي تعود عليهم بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة كأن تقوم بتوزيع بعض الأشرطة الإسلامية المختارة ، أو الكُتيبات ذات الموضوعات النافعة ، أو المطويات المُختصرة ، أو نحو ذلك من الهدايا والمكافآت التي تُسهم في حثهم على الجد والاجتهاد ومضاعفة الجهد في الدرس والتحصيل ، وتدفعهم إلى تحقيق الأهداف النبيلة والغايات السامية ، وتغرس في أنفسهم المحبة والمودة لكلٍ من حولهم من الكائنات والمكونات .
* يا من تقوم بإعداد أجيال الأُمة ، وتربية رجال المستقبل ليقوموا بوظائف البلاد وينهضوا بحضارة الأمة ، ويحملوا رسالتها ، تَذَكَّر أنك الأساس والمرتكز وحجر الزاوية في بناء الأمة الحضاري ؛ فتحمل المسؤولية كاملة ، وكن أهلاً لأداء هذه الرسالة العظيمة التي جسد أبعادها قول الشاعر :
أعلمت أشرف أو أجل من الذي *** يبني وينشىءُ أنفساَ وعقولاَ
وقول الآخر :
إن المعلم في عينـي وفي نظـري *** نورٌ به يهتدي من كان حيـراناَ
لولا " المعلم " ما كانت حضارتنا *** تزداد شأواً وتسمو في الدُنا شانا
وهذا يفرض عليك أن تكون مُلماً بكل جديدٍ ومُفيدٍ في مجال تخصصك ، وأن تكون مُتمكناً من مادتك العلمية التي تقوم بتدريسها لطلابك ، وأن تكون حريصاً على الاطلاع والتجديد والتطوير المستمر لمعلوماتك ومهاراتك وقدراتك وخبراتك حتى تتمكن من مواكبة تطورات العصر وتغيراته المتلاحقة .
* يا من يُجهد نفسه ويُضحي بوقته ، ويبذُل الكثير لأداء رسالته ، ويجد في أثناء ذلك كثيراً من المتاعب والعقبات ، لا تنس أنك مأجورٌ ومشكورٌ ـ إن شاء الله ـ على ذلك كله متى أخلصت النية لله سبحانه ، وصبرت واحتسبت ذلك عند الله تعالى . فليس هناك عملٌ بلا تعب ، ولا نجاح بلا سهر ، وما أجمل قول الشاعر الذي صوُّر حال مهنة التدريس بقوله :
ما أحسن التدريس لـولا الابتلا *** بمُشاكسٍ أو أحمـقٍ أو عاتـي
أو ذي غبـاءٍ ليس يفهم درسـه *** ولديه نثر القـول كالأبيـات
* وختاماً ، أُهديك أخي المعلم عظيم شُكري ، ووافر تحيتي ، وخالص دعائي بالتوفيق والسداد ، والهداية والرشاد في مسيرتك المُباركة ، ومشوارك الطويل لأداء هذه الرسالة العظيمة التي جعلتك محط الأنظار ، ومحل العناية والاهتمام في هذا الزمان وكل زمان . وصلى الله على محمدٍ المختار وآله الأطهار ، وسلَّم تسليماً كثيراً .
تحياتي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جزيل الشكر أخي أحمد.
=========
>>>> الرد الثاني :
نتابــــــــع الاحــــداث عن قرب.................
ونتآزر مـــع معلميــــــــــــنا ...................
https://www.youtube.com/watch?v=dSW8yjuCUg4
=========
>>>> الرد الثالث :
شكرا لك أستاذ أحمد وبارك الله فيك...
=========
>>>> الرد الرابع :
المنتدى العام للمرحلة الإبتدائية كل ما يتعلّق بالتعليم الإبتدائي؟؟؟؟
، من تبادل لخبرات المعلّمين، ؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة و اختبارات جميع المواد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
=========
>>>> الرد الخامس :
=========
أحبتي أعضاء منتدى العام للمرحلة الابتدائية
ما من معلم إلا ويسعى للمثالية وذلك لإدراكه أن ذلك سينعكس إيجابا على المتعلم مما يمنحه الدافعية والإثارة للتعلم....
لذلك أحببت إبراز صفات المعلم المثالي هنا
أتمنى على كل عضو وبالذات ذوي الخبرة
في هذا المجال تدوين صفة من صفات المعلم المثالي من وجهة نظره الشخصية هنا
والشكر مقدما للتفاعل مع الموضوع
تحيـــــــــــــــــــــــــــــــاتي
جزاك الله خيرا عن النصائح القيمة
انتبه ياأخي
يا من ترجوا بدون ألف وأنت كتبتها مرتين
احرص ‘على أداء واجبك (أدائه)
تقبلها بصدر رحب وشكرا مرة أخرى
وفقنا الله جميعا لما فيه خير .
الصّبببببببببببببببببببببببببببببببر .........
- طريقة العمل:
1- النظام: - في الدخول والخروج ( لاسيما الأيّام الأولى )
- في الجلوس وتنظيم المقاعد والأدوات والوسائل.
- في انجاز المذكــــــــــــرات لسيرورة التعليمية التعلمية.
- في استخدام الوسائل ( السبورة، وسائل الإيضاح، توزيع الوثائق وجمعها ... )
2- النظافة: - نظافة القسـم
- تدريب التلاميذ على رمي الأوراق في سلات المهملات.
- نظافة الطاولات ( مراقبتها وعدم السماح للتلاميذ بالكتابة عليها )
- السبورة: مسحها على الأقل بالطلاسة المبلّلة ثمّ إعادة مسحها بالطلاسة الجافة.
- التلاميذ: مراقبة نظافة الجسم، الثياب، الشعر، الهندام ... الخ
3- الوسائل: - جمعها ( صور، إشراك التلاميذ في جمعها، مجلات)
- اِستغلال صور الكتاب إلخ.
- الأوساط الطبيعية، المنشآت، العادات، والتقاليد، الرحلات، المناسبات الدينية، الوطنية، الأحداث والحوادث
- حسن استعمال الوسائل وتوظيفها،استغلال الاقلام الملونة (الصيغ والتراكيب المستهدفة) ، التسطير الجيّد، الكتابة الواضحة، تدريب التلاميذ على حسن استعمالها.
- الوسائل السمعية البصرية: طريقة استعمالها، اختيار وقت عرض ما يمتّ للنشاط بصلة.
4- الوثائق: - اعتناء الأستاذ بالوثائق ( دفتر ألتحضير دفتر التقويم المستمر، الدفتر اليومي. دفتر المعالجة التربوية. دفتر التكوين)
- المتعلم : توجيهه إلى العناية بوثائقه ( كراريس، كتب ... الخ )، مراقبتها باستمرار وتصحيحها، وتدريب التلاميذ على التحسَن في استعمالها.
- مصادر النشاط : الاستعانة بها في ألتحضير لتوسيع المعارف، والتأكد من صحتها
المنهاج .الوثيقة المرافقة. الدليل البيداغوجي ( معاجم، كتب الحديث، المصحف الشريف..إلخ. ).
يتبـــــــــــــــــع
- الإعـداد:
إن أي عمل لا يعتمد على استراتيجية التخطيط الجيّد والمحكم والخطّة الواضحة
قبل إنجازه يكون عرضة للفشل . وتضييع الوقت سدًى وبذل مجهودات دون طائل، والعمل التربوي يتوقّف بنجاحه بالدرجة الأولى على الإعداد المحكم لسير النشاط مراعيا الفروقات الفردية للمتعلمين في اختيار الوضعيات من الواقع المعاش للمتعلم ، والغاية من ذلك:
1)- تحديد الكفاءة المستهدفة الخاصة بدقّة لكلّ حصّة ليتسنّى - إثر ذلك – للمعلم اختيار المعلومات والوسائل
والطرائق المحققة لتلك الكفاءة المستهدفة المحدد بمؤشرات وبعد ذلك عملية التقويم
2)- تحديد المصفوفة المفاهيمية او مايطلق عليها بالتدرج السنوي للتعلمات
التي يُراد اكسابها للمتعلم في زمن محدّد ولسنة معيّنة مع مراعاة المستوى العقلي والزمني
والمعرفي لهذه السنة بما فيها الفروق الفردية والمستويات المختلفة إضافة إلى ذلك مسايرة المناهج الرسْميّة
3)- اِختيار الطريقة والأساليب المناسبة للنشاط والتي يمكن عن طريقها استثارة فعالية التعلّم لديهم لاكتساب معارف ومهارات وسلوكات.
4)- أضف إلى ذلك ما يجنيه الأستاذ نفسه من توسيع دائرة معارفه وتجديدها إذا لم يقتصر على الكتب
المدرسية بل كلّف نفسه بعض العناء للإطلاع على أمهات الكتب والمصادر.
5)- جمع الوسائل المساعدة واختيارها والتفكير في طرائق استعمالها.
وعلى الأستاذ أن يراعي في هذا التحضير الجانبين التربوي والمعرفي متوخّيا الطرق والأساليب التربوية النشيطة التي تجعل المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية تحفزه إلى البحث والتحليل والنقد والمقارنة والملاحظة والاستنتاج والتطبيق والممارسة ...
ولا يتأتّى له ذلك إلاّ إن أحسن اختيار المعلومات وتكييفها لتتناسب ومستوى المتعلمين وطعّمها بعناصر التشويق والإثارة ولا يمكن بلوغ هذه الغاية إلاّ بالتحضير الدقيق والجيّد للنشاط واختيار الوضعيات المناسبة وهضم الأستاذ لها تجنّبا لمساوئ الارتجال وفقدان ثقة تلاميذه فيه ويصبح حينئذ عرضة للسخرية والإهانة وينبغي على الأستاذ في نهاية كلّ حصة خلق وضعيات تقويمية عن مدى تحقيق الكفاءة المستهدفة المحدّدة، والأسباب التي حالت دون تحقيقها وتسجيل ذلك في دفتر التكوين .
وذلك مراع فيها المؤشرات التي حددت سلفا والتي تظهر مدى تحكم واكتساب الكفاءة المستهدفة
يتبع
- المنهجـيّة:
وممّا تجدر الإشارة إليه هو أن التعليم في المدرسة الابتدائية حاليا يعتمد على المقاربة بالكفاءات. حيث ان المتعلم هو العنصر الاساسي للعملية التعليمية التعلمية
ليوظف او يجند قدراته الحسحركية والمحتوى المعرفي لانجاز الوضعيات
التي تصادفه اثناء التكوين او في واقعه المعاش.
كما ان المقاربة بالكفاءات اعتمدت المقاربة النصية حيث النص تدور حوله مختلف الانشطة اللغوية .
ولذلك فإن لكلّ نشاطٍ كفاءة مستهدفة ومؤشرات للكفاءة محدّدة على أساسها يمكن اختيار الطرائق والأساليب الملائمة فمثلا منهجية سير القراءة النموذجية تختلف
عن القراءة التفسيرية اقصد(اداء+فهم)
وهذا ناتج عن اختلاف اهدافها التعلمية ولا يعني ذلك أنّه لا توجد بين الأنشطة قواسم مشتركة، ومهما اختلفت الأهداف التعلمية والمنهجيات فإن هناك أهدافا مشتركة بين مختلف الأنشطة لاسيما الأنشطة العلمية واللغوية والاجتماعية.وما اطلق عليها الكفاءات العرضية
1)- الابتعاد عن طرائق التلقين التي تجعل الأستاذ المبلِّغ والتلميذ المُتلقّي، فإن هذه الطرائق قد تحقق الأهداف المعرفيّة إذا كان المبلّغ ماهرا في طريقة التبليغ لكنَها لا تحقَق الكفاءات المستهدفة التي تكسب التلميذ مهارات في التفكير والتحليل واستعمال قواه العقلية وكانت تسمى بالمقاربة بالأهداف
2)- الاعتماد على الطرق النشيطة التي تدفع الطفل إلى الملاحظة والتنقيب والبحث والمقارنة والتجريد والتعميم والاستنتاج وبصفة مختصرة التي تجعل الطفل محور العملية عملا بالقاعدة التربوية القائلة " لا يدرك الطفل إلاّ ما اكتشفه بنفسه أو شارك في اكتشافه"
3)- ربط المعلومات بواقع التلميذ المعيشي وخبراته بدل جعله أسير الكتب والنظريات الجاهزة
4)- اِستعمال الوسائل من ضروريات المهن فكيف الحال بمهنة التدريس التي تتعامل مع كائن حيّ عاقل يتمتّع بالحواس، هذه الحواس التي تمثّل نوافذ للتعلّم وكيف يستغل الطفل هذه الأجهزة الطبيعية التي من الله بها عليه في قوله "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون" النحل/ 78 إذا لم نوفّر له الوسائل ونوجّهه إلى استعمالها لإدراك الحقائق عن طريقها ويكتسب المعارف بواسطتها.
نشاط الأستاذ وموقفه:
1)- الموجَه والمنشَط: دور الأستاذ في النشاط يقتصر على التوجيه والتنشيط لا على الاستحواذ على الحصة وحرمان التلاميذ من المشاركة وعليه أن يعرف كيف يثير تساؤلاتٍ ومشاكلَ تدفع تلاميذه إلى البحث عن المعرفة وإشباع غريزته في حب الاطلاّع.
2)- القدوة: أن يكون قدوة حسنة لتلاميذه في معاملته وتنظيمه والمحافظة على وثائقه والعناية بهندامه وفي تصرفاته المختلفة وفي حبّه للمعرفة.
3)- المراقبة والملاحظة: وعليه أن يسهر على مراقبة وثائق تلاميذه ويوجّههم إلى العناية بها وحسن استعمالها، ويلاحظ سلوكاتهم وتصرّفاتهم في الحديث والمعاملة ويتتبع نتائجهم مستغلاًّ عنصر التحفيز والتشجيع للتحسنّ متفاديا كل تصرّف يثبط عزائمهم وعليه في الأخير أن يختار المكان المناسب للوقوف متجنّبا كثرة التنقلات دون طائل في القسم أو الوقوف في مكان يحجب الكتابة عن تلاميذه، وأن تكون نظراته غير مركزّة على التلميذ المتحدّث أو جهة معيّنة، ويتفادى تكرار بعض الكلمات أو الحركات.
لـــــــــــــــــــــــــــــــــــرفع
والاستفادة