يهاجم الشاعر في البيت الأول البكاء على الأطلال وهي عادة الشعراء العرب في افتتاح قصائدهم
في حين يتغنى هو بالخمر وشاربها وفي ذلك سخرية من الجنس العربي وشعرائه أصحاب المقدمات
الطللية في بناء القصيدة العربية .
مناقشة معطيات النص:
مذهب الشاعر من خلال النص مذهب اللهو والمجون آثر زينة الحياة وغره لهوها فراح يتحجج بأن لائمه حسود وأفاض في السخرية من العنصر العربي من خلال استعمال الإنشاء في البيت الثاني والثالث
تحديد بناء النص:
نمط النص وصفي حجاجي من خلال وصف الخمر والبكاء على الأطلال ثم الانتصار لموقفه الساخر من
حياة العربي , والنص هذا ينم عن صراع شعوبي عرفته الحياة العباسية نتيجة اختلاط الأجناس وسيطرة
العنصر العجمي على مقاليد الحكم .
الانسجام والاتساق في تركيب فقرات النص:
بدأ الشاعر قصيدته بذم الوقوف على الأطلال والإشادة بوصف الخمر وفي هذا تجديد في بناء القصيدة العربية
التي كانت تبدأ بالوقوف على الأطلال .
مجمل القول في تقدير النص:
موضوع النص سخرية من بكاء الرسوم والدمن و إشادة بالخمر وشربها وفي ذلك ثورة على كل ماهو قديم
فقد دعا الشاعر من خلال قصيدته إلى نبذ العادات القديمة ومواكبة الحياة الجديدة وترك عهد البداوة والبساطة
إلى المدنية والحضارة بشرب الخمر والجود في سبيلها وقد قسم الشاعر قصيدته إلى أفكار أساسية هي :
1- ذم بكاء الأطلال والسخرية من أصحابه
2- الإشادة بالخمر والحث على طلبها
3- عتاب لائمه في الخمر
يتجلى في النص صراع فكري ومادي أما الأول فصراع الشعوبية بين العنصر العربي والفارسي وهي نزعة هدامة
لأن الإسلام لم يفرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى أما الثاني فصراع الحياة المادية وطبيعتها بين حياة البداوة
كما عرفها العرب وفيها العفة ونقاء السريرة وحياة اللهو والمجون والعربدة كما عرفتها الحضارة العباسية
جراء العنصر الأجنبي خاصة الفارسي