عنوان الموضوع : عربية
مقدم من طرف منتديات العندليب

stp 3awneni fi hade

ان التطور الهائل ال>ي حصل في مختلف المجالات في العصر العباسي اوجدته ظروف خاصة فتحت المجال امام الاجداد والعلماء والمحكمفاخترعوا و ابدعوا وجددوا
تحدث عن اهم الاسباب موظفا ثلاث صيغ للتعجب اربع الفاظ ممنوعة من الصرف معتمدا لفظ الحجاج

o hadi tanit stp rabi ykhalikem

انحرف اخوك عن السبيل مالاسلوب ال>ي تنتهجه ليقتلع عن الغفائل ويتبع سبيل الرشاد
حرر فقرة ت>كر ما قلته له موظفا ما امكن من اساليب الاغراء والتح>ير

stp stp stp


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

stp 3awneni chwiya

=========


>>>> الرد الثاني :

من فضلكم اخوتي ساعدوني

=========


>>>> الرد الثالث :

موضوع: إعداد تقرير حول الحركة العلمية في العصر العباسي بذكر روادها وتحديد حواضرها
من بين المجالات العلمية اللتي بزغت إبان العصر العباسي علمى الطب والصيدلة، ويرجع ذلك إلى الترجمة التى بلغت في العصر العباسى شأنًا عظميًا منذ خلافة أبى جعفر المنصور الذى كلف "جورجيس بن بختيشوع النسطورى" بتعريب كتب كثيرة في الطب عن الفارسية، وتوارثت أسرته بعد ذلك الترجمة والتأليف والتدريس. ويعتبر عهد الخليفة المأمون العصر الذهبى لازدهار حركة الترجمة والإنفاق عليها بسخاء، وقد برز في مجال الترجمة والتأليف "أبو يعقوب يوحنا بن ماسويه" الطبيب المسيحي الدمشقى، الذى عهد إليه الرشيد بترجمة الكثير من كتب الأطباء والحكماء مثل: "أبقراط"، و"جالينوس"، وغيرهما وخلف "يوحنا" تلميذه حنين بن إسحاق العبادي الملقب بشيخ تراجمة العصر العباسى. ولم يقتصر تأثير حركة الترجمة العلمية على إثراء المكتبات والمدارس بجل تراث القدماء، ولكن التأثير ظهر في صورة أهم من ذلك، وهى استيعاب القديم، والانطلاق بخطى سريعة إلى عهد جديد في التأليف الطبى. وبلغ التأليف بعد ذلك قمته كمًا وكيفًا بفضل عدد كبير من المبرزين في علوم الطب تميزوا بغزارة إنتاجهم، وعظمة ابتكاراتهم، وسلامة منهجهم وتفكيرهم.

وسنكتفى بضرب المثل من بين أعمال أشهر أربعة من الأطباء المسلمين هم: جالينوس العرب أبو بكر الرازى ، وعميد الجراحة العربية أبو القاسم الزهراوى ، والشيخ الرئيس ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس , ونابغة عصره في الطب ابن النفيس و ابن الجزار القيرواني. لقد قدم هؤلاء الرواد مع غيرهم خدمات جليلة للحضارة الإنسانية تتمثل في مؤلفاتهم القيمة التى نهلت منها أوروبا في القرون الوسطى وظل معظهما يدرس في الجامعات الأوربية حتى عهد قريب.
زهراوي

أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي هو فخر الجراحة العربية، ويعتبر كتابه "التصريف لمن عجز عن التأليف" أكبر مؤلفاته وأشهرها؛ فهو موسوعة طبية تقع في ثلاثين جزءًا ومزودة بأكثر من مائتى شكل للأدوات والآلات الجراحية التى كان يستخدمها الزهراوى ومعظهما من ابتكاره، ولقد حظى هذا الكتاب باهتمام كبير لدى أطباء أوروبا وترجم إلى اللاتينية.


ابن سينا

أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا وهو الملقب بالشيخ الرئيس، والعالم الثالث للإنسانية بعد أرسطو والفارابى. ومؤلفاته تمتاز بالدقة والتعمق والسلاسة وحسن الترتيب، وهى كثيرة أشهرها كتاب القانون في الطب الذى فضله العرب على ما سبقه من مؤلفاته لأنه يجمع بين خلاصة الفكر اليونانى، ويمثل غاية ما وصلت إليه الحضارة العربية الإسلامية في مجال الطب. ويقع الكتاب في خمسة أجزاء تتناول علوم التشريح، ووظائف الأعضاء، وطبائع الأمراض، والصحة، والعلاج. وكتب ابن سينا في الطب ظلت المرجع العالمى لعدة قرون، واعتمدتها جامعات فرنسا وإيطاليا وبلجيكا أساسًا للتعليم حتى أواخر القرن الثامن عشر

ابن النفيس

هو علاء الدين أبو الحسن على بن أبى الحزم القرشى المصرى، وكتب ابن النفيس في الطب عديدة ومتنوعة منها: كتاب في الرمد: وثان في الغذاء، وثالث في شرح فصول أبقراط، ورابع في مسائل "حنين بن إسحاق"، وخامس في تفاسير العلل والأسباب والأمراض، ومن أشهر أعمال ابن النفيس "موجز القانون"، وهو اختصار "القانون" لابن سينا وفى كتاب "شرح تشريح القانون" اهتم ابن النفيس بالقسم المتعلق بتشريح القلب والحنجرة والرئتين وتوصل إلى كشف الدورة الدموية الرئوية. وبالإضافة إلى هؤلاء الأقطاب يوجد عدد هائل من الأطباء المسلمين الذين نبغوا في مختلف مجالات الطب وتركوا بصماتهم المميزة في العديد من الابتكارات الأصيلة والمؤلفات الصافية التى اعتمد عليها الغرب. منهم: "زاد المسافر" لابن الجزار القيرواني، و"تقويم الصحة" لابن بطلان، و"تقويم الأبدان" لابن جزلة و "تذكرة الكحال" و"المنتخب في علاج أمراض العين" لعمار بن على الموصلى وغيرهم كثير.


منهج التأليف والبحث في علوم الطب والصيدلة

اتخذ الأطباء والصيادلة منهاجًا قائمًا على أساس علمى سليم يقوم على بيان أثر التغذية في الإسقام والإبراء، ومنهم من كان يعتمد في وصف العلاج على تنظيم الغذاء بدلاً من الاعتماد الكلى على الأدوية المفردة أو المركبة. فقال الرازى: "مهما قدرت أن تعالج بالأغذية فلا تعالج بالأدوية، ومهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب"، بالإضافة إلى ذلك اتبع العلماء من صيادلة وأطباء منهجًا علميًا يقوم على التجربة والمشاهدة، وقد انعكست كل هذه الفلسفات في كل ما كتب عن علم العقاقير والعلاج بالأدوية سواءً ضمن التآليف الطبية أو في مصنفات مستقلة، الأمر الذى جعل هذه المصنفات تحظى باهتمام علماء الشرق والغرب.

وقد مر علم الصيدلة شأنه شأن العلوم الأخرى بمرحلة الترجمة ثم مرحلة التلخيص والشرح، وأخيرًا وصل إلى مرحلة الكشف والابتكار في العصر الذهبى للحضارة الإسلامية ابتداء من القرن العاشر الميلادى وحتى أواخر القرن الثالث عشر. فبالنسبة لمرحلة الترجمة فقد نقل حنين بن إسحاق كتاب "ذياسقوريذوس" عن "الأدوية المفردة" ونقل مرة أخرى أيام عبد الرحمن الثالث. وكذلك اهتم "حنين بن اسحاق" بترجمة مؤلفات "جالينوس" في الطب والصيدلة.

ثم جاءت بعد ذلك مرحلة التلخيص والشرح، وقد تميز بها القرن الثانى الهجرى، إذ وضع حنين بن اسحاق كتابًا في تدبير الناقهين وفى الأدوية المسهلة والأغذية ووضع يوحنا بن ماسويه كتاب "الأغذية" وصنف على بن الطبرى كتاب "منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير" وكان علي أستاذًا لأبى بكر الرازى والكندى الذى ألف كتابًا في "الغذاء والدواء" وكتاب "الأبخرة المصلحة للجو من الأوباء"، وكتاب "الأدوية المشفية من الروائح المؤذية"، وكتاب "كيفية إسهال الأدوية"، وكتاب "أشفية السموم" وكتاب في "الأقربازين" وكلها جاء ذكرها في كتاب "أخبار العلماء بأخبار الحكماء" للقفطى. ووصل التقدم إلى مرحلة النضوج الفكرى والعلمى والمقدرة على الابتكار واستخلاص النظريات السليمة بعد بحث ونقد وتجربة. فقد ظهر العديد من نوابغ الطب والصيدلة وأثروا المكتبة العربية والإسلامية بإنتاتجهم الغزير ودراساتهم الأصيلة، ومن ذلك على سبيل المثال:

1-كتاب "منافع الأغذية" لأبى بكر الرازى، ويتكون من (19) بابًا، يتحدث فيه عن منافع العديد من الأطعمة ويبين مضار هذه الأغذية والأحوال التى ينبغى فيها تناولها. وللرازي مؤلفات أخرى مثل: "سر الأسرار"، و"المرشد"، و"صيدلة الطب"، و"الحاوى"، وفيها يعرض لصفات الأدوية وألوانها وطعومها وروائحها ومعادنها.

2-كتاب "الملكى" أو "كامل الصناعة الطبية" لعلي بن العباس المجوسي، خصص الجزء الثانى منه للمداواة وطرق العلاج.

3-وهناك مؤلفات أخرى عديدة لا يتسع المجال لحصرها مثل: كتاب "التصريف" للزهراوي، وفيه تحدث عن الأدوية بأنواعها المختلفة وطبائعها ومثل: "نزهة النفوس والأفكار من معرفة النبات والأحجار والأشجار" لعبد الرحمن الداوودي الأندلسي، و"تذكرة أولى الألباب"، و"الجامع للعجب العجاب" لداوود الأنطاكي، و"الإفادة والاعتبار" للبغدادى، و"الجامع لصفات أشتات النبات" للإدريسي، و"الجامع في الأشربة والمعجونات" لابن زهر، و"الأدوية المفردة" لابن وافد، و"العقاقير" لماسويه المارديتي و مؤلفات ابن البيطار.

ويتضح من المؤلفات الطبية العديدة التى وصلتنا من تراث الحضارة العربية الإسلامية أن المنهج التجريبى في أدق تفاصيله المعروفة لنا حاليًا كان هو أسلوب المسلمين في ممارسة الطب وتدريسه. وينقسم الأطباء من هذه الزاوية إلى مجموعتين في رأى "سارتون".

الأول مجموعة الممارسين الذين اهتموا في المقام الأول بالمريض والتشخيص والعلاج معتمدين على المشاهدات والملاحظات، والفلسفة عندهم وسيلة لبلوغ هذه الغاية ويمثل ذلك أبوبكرالرازى.

والفريق الثانى فريق المدرسين الذين درسوا الطب على أنه جزء من المعرفة لاغنى عنه، وسعيهم إلى استكمال المعرفة فمارسوه بأسلوب منطقى، لهذا أطلق عليهم "الفلاسفة الأطباء" ويمثلهم ابن سينا. وجلى أن كلا الفريقين يتبع المنهج التجربيى.

ويؤكد ابن سينا على أهمية اتباع المنهج التجربيى والتريث قبل استخلاص النتائج فيقول: "علينا ألا نثق بنتائج تحليل البول إلا بشروط: أن يكون البول أول بول المريض، وألا يكون المريض قد شرب ماء بكثرة، ويحب على المريض ألا يقوم بحركات خاصة أو يتبع نظام على غير عادته، وكذلك البراز".

وأسلوب الرازى لا يختلف هو الآخر عن أسلوب الطب الحديث الذى يتبعه الأطباء المعاصرون، فهو يرى أن الطبيب يحتاج في استدلال علل الأعضاء الباطنة إلى العلم بجواهرها أولاً، بأن تكون شوهدت بالتشريح، وإلى العلم بمواضعها من البدن، وإلى العلم بأفعالها، وإلى العلم بأعظامها، وإلى العلم بما تحتوى عليه المورفولوجيا، وإلى العلم بفضولها لأنه من لا يعرف ذلك لم يكن علاجه على صواب.

ومن ناحية أخرى أدرك أطباء العرب والمسلمين أن الطب السريرى، والتعرف على تاريخ المرض، وتسجيل الملاحظات الإكلينيكية، ونتائج الفحوص، والمعاينة، ومراقبة تغيراتها هى أمور لا يمكن الاستغناء عنها. وكان الرازى بارعًا في ذلك. كما كان الرازى هو أول من جرب تأثير العقاقير الجديدة على الحيوان وخصوصًا على القردة، وذلك لاستخلاص النتائج التى يستصوبها قبل أن يصف العلاج للإنسان. وإدراكًا من العرب والمسلمين في عصر النهضة لأهمية الطريقة العملية إلى جانب الدراسة النظرية في تعليم الطب؛ فإنهم أدخلوا نظام الامتحانات وإعطاء الإجازات بعد اكتشاف الخبرة من مخالطة المرضى في المستشفيات ومقارنة ما تلقوه نظريًا بما يشاهدونه عمليًا. وفى الحالات المرضية المستعصية أو العمليات الجراحية الكبيرة كان يستدعى عدد من الأطباء المتخصصين للتشاور على قرار "الكونسلتو".

[عدل]
مآثر الحضارة الإسلامية في الطب والصيدلة

كان العلماء المسلمون في مجال الطب القدح المعلى، سواءً في فن الترجمة والتأليف، أو في اتباع المنهج العلمى السليم، أو في السبق إلى العديد من الاكتشافات والاختراعات التى لا يزال العالم ينعم بثمارها وفوائدها حتى الآن.

أهم الآثار والمآثر على سبيل المثال لا الحصر التى أثرت بصورة مباشرة فيما يسمى بعصر النهضة الأوربية وأصبحت الأساس العلمى الذى قام عليه الطب:

1- اتباع المنهج العلمى التجريبى سواءً في التأليف، أو في البحث والتطبيق حيث كانت تجرى الاختبارات على الأدوية قبل استعمالها لمعرفة طبائعها، ومدى صلاحيتها، وقوة تأثيرها، وآثارها الجانبية، وقوتها الشفائية. بجانب تغليف الأدوية المرة بغلاف من السكر أو عصير الفاكهة لكى يستسيغها المرضى كما فعل الرازى، أو تغليفها بالذهب والفضة المفيدين للقلب كما فعل ابن سينا.

2- الأخذ بنظام التخصص في الطب وعدم السماح بممارسته إلا بعد اجتياز امتحان في كتب التخصص المعروفة للتأكد من سعة ثقافة الطلاب النظرية والعملية في مجال تخصصهم. وكذلك اهتموا بالصيدلة كعلم مستقل له قواعده وفروعه ومنهاجه العلمى السليم القائم على المشاهدة والتجربة ووضعوا علم "الأقرباذين"، مع تنظيم مهنة الصيدلة وإخضاعها لنظام الحسبة لتفادى غش الأدوية والإتجار فيها واختيار نقيب للصيادلة.

3- الاهتمام بعلم التشريح والتشريح المقارن وجعل دراسته أساسًا لكل فروع الطب وممارسته ضرورية لفهم وظائف الأعضاء.

4-تقدم علم الجراحة ورفع شأنه بين فروع الطب بفضل العديد من الأطباء العرب والمسلمين الذين برعوا في إجراء العمليات الجراحية بآلات وأدوات مناسبة واستخدموا الأوتار الجلدية وأمعاء القطط والحيوانات الأخرى في تحنيط الجروح.

5- اكتشاف الدورة الدموية الصغرى على يد ابن النفيس الذى سجله في كتابه الشهير "شرح تشريح القانون". وتوصلوا في الصيدلة إلىعمل الترياق المؤلف من عشرات الأدوية، مثل ذلك "شراب الأصول" الذى ألفه موسى بن العازر في عهد المعز العلوي، ويذكر جمال القفطى أن الرشيد عندما أصيب بصداع ذات يوم شديد الحر وكاد الصداع يذهب بصره فأحضر له جميع الأطباء ولكنهم اختلفوا حوله فقام "أبو قريش عيسى الصيدلاني" ودعا بدهن بنفسج وماء ورد وخل خمر وجعلها في مضربة وضربها على راحته حتى اختلط الجميع ووضعها على رأسه حتى سكن الصداع وشفى. واكتشفوا العديد من العقاقير التى لا تزال تحتفظ بأسمائها العربية في اللغات الأجنبية مثل: الحناء، والحنظل، والكافور، والكركم، والكمون.

6- اكتشاف طفيلية "الإنكلستوما" على يد الشيخ الرئيس ابن سينا الذى وصفها بالتفصيل لأول مرة فىكتابه "القانون في الطب" وسماها الدودة المستديرة، وتحدث عن أعراض المرض إلى تسببه.

7- اكتشاف مرض الجدرى ووصف الأعرض التى تميز بينه وبين مريض الحصبة لتشابه الأطوار الأولى للمرضين، وقد سجل الرازى هذا الاكتشاف في رسالة هى الأولى من نوعها عن الجدرى والحصبة، وأشار إلى انتقالهما بالعدوى، وإلى التشوهات التى تحدث من جرائهما.

8- الاهتداء إلى الكثير من الأمراض الباطنية والجلدية والأمراض المعدية أو السارية كما سموها؛ فاكتشف ابن زهر سرطان المعدة، واكتشف ابن سينا داء الفيلاريا والجمرة الخبيثة المسببة للحمى الفارسية. واكتشف الطبرى الحشرات المسببة لداء الجرب، وعالجه "ابن زهر"، وأدرك الطبيب الأندلسي "ابن الخطيب" خطر العدوى بالطاعون الذى انتشر عام (1345م). ويرجع الفضل للأطباء المسلمين في أنهم حققوا نجاحات كبيرة في مجال التشخيص المقارن للأمراض المتشابهة في أعراضها مثل الجدرى والحصبة والتهاب الكبد والالتهاب الرئوى والبللوراوى، وحالات الروماتيزم' ومرض النقرس. واهتم علماء المسلمين بتحضير أدوية جديدة من أصول نباتية ومعدنية وحيوانية وابتكار المعالجة المعتمدة على الكيمياء الطبية ويعتبر الرازى أول من جعل الكيمياء في خدمة الطب فاستحضر الكثير من المركبات.

9- الاهتمام بطب الأمراض العصبية وأثر الوهم والعوامل النفسية في إحداث الأمراض العضوية. ويعتبر أبو بكر الرازي أول من وضع أصول هذا العلم وألف فيه كتابًا أسماه "الطب الروحانى". كذلك دراسة ابن سينا للنبض وحالاته دراسة وافية وبين أثر العوامل النفسية في اضطرابه، وتوسع في دراسة الأمراض العصبية والنفسية.

10- تحقيق اكتشافات عظيمة وتجديدات هامة في طب النساء والتوليد وطب الأطفال. فقد درس ابن سينا أحوال العقم وعرف أن حالة منها تنشأ من فقدان الوفاق النفسى والطبيعى بين الزوجين. وأبو القاسم الزهراوي أمير الجراحة أدخل آلات حديثة وعلاجات جديدة وطور طرق التوليد، وأوصى بولادة الحوض ولكنها نسبت لغيرة وعرفت بطريقة "فالشر". كما اهتم الأطباء المسلمون بطب الأطفال.

11- إقامة المستشفيات كدور لعلاج المرضى ومعاهد لتعليم الطب وألحقوا بها الصيدليات . ومن بين المستشفيات ما كان ثابتًا في المكان الذى أقيم عليه أو متنقلاً من مكان لآخر، وأول مستوصف في الإسلام هو الذى أمر الرسول عليه السلام بإنشائه أثناء معركة الخندق (5هـ) على هيئة خيمة، وتطورت المستشفيات في عهد العباسيين تطورًا كبيرًا وتزايد عددها في حواضر العالم الإسلامى.= الرازي ==

اشتهر في الطب والكيمياء وجمع بينهما وبلغت مؤلفاته الطبية (56) كتابًا أشهرها: كتاب "الحاوى" ويقع في عشرة أجزاء يختص كل منها بطب عضو أو أكثر. وكتاب "المنصورى" وهو عشر مقالات في تشريح أعضاء الجسم كلها أهداها الرازى إلى المنصور بن إسحاق حوالى عام(293هـ). ورسالة "الجدرى والحصبة"، أول بحث في تاريخ الأمراض الوبائية. وكتاب "الحصى في الكلى والمثانة".

وباقى كتب الرازى لا تقل أهمية عن كتبه المذكورة، فمثلا كتاب "برء ساعة" وفى كتب "إلى من لا يحضره الطبيب"، و"الطب الملوكى" و"في قصص وحياة المرضى" اشتملت على موضوعات جديدة تشهد بعبقرية الرازى وإجادته وأمانته وأصالة منهجه العلمى في التأليف والبحث وظلت مكانته في القمة ووضعه المستشرقون والمشتغلون بتاريخ الطب أعظم طبيب أنجبته النهضة العلمية الإسلامية

استمرت الخلافة العباسية في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، و بقي للعباسيين بعد ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.

و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، و بضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها معظمة، و الخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور محصنة، و مازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.

كان تطور الفكر العربي في العصر العباسي نتيجة لما مر عليه من أحداث سياسية و اجتماعية, و من مظاهر تطور الفكر في العصر العباسي ما يلي :
- أصبحت الترجمة عملا رسميا بعدما كان في العصر الأموي عملا فرديا يقوم به بعض الراغبين فيه, و هذا ما أدى إلى اكتساب كثيرا من العلوم و الآداب من البلاد المترجم عنها بفضل الرحلات و البعثات العلمية و أول من عني بالترجمة من الخلفاء العباسيين أبو جعفر المنصور ثم نشطت الترجمة في عهد هارون الرشيد و خاصة في عهد المأمون

العصر العباسي الثاني

شهدت الحياة الفكرية في العصر العباسي ازدهارا كبيرا في شتى الميادين، يعود سببه إلى ظهور الكثير من العلماء والمفكرين في مختلف العلوم وانتشار حركة الترجمة واهتمام الخلفاء بها ، إضافة إلى التوسع في التعليم العام وبناء المدارس والمؤسسات الثقافية مثل دور العلم والربط فضلا عن المساجد. ومن العلماء البارزين في اللغة والأدب والشعر الخليل بن احمد الفراهيدي في علم النحو والعروض (نظم الشعر) وعمرو بن الجاحظ في الأدب والبلاغة والأصمعي في الأدب واللغة, كما تميز الإمام بن ثابت الكوفي المعروف بابي حنيفة والقاضي ابي يوسف في علم الفقه. أما شعراء هذا العصر فمن أبرزهم أبو العتاهية والعباس بن الاحنف وابو تمام الطائي و البحتري والمتنبي والشريف الرضي وأبو العلاء المعري وأبو نواس ومن المؤرخين البارزين محمد بن جريرالطبري و اليعقوبي وبرز في الجغرافية المسعودي أما في الرياضيات والفيزياء فقد برز أبو الحسن بن الهيثم وفي علم الجبر محمد بن موسى الخوارزمي وفي الكيمياء جابر بن حيان وغيرهم كثيرون ممن ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأوربية واستفيد منها في النهضة الأوربية الحديثة. وقد اهتم الخلفاء بالعلم والعلماء فقربوهم وشجعوهم فكان لذلك أثره الكبير على الرقي الفكري في هذا العصر، وأبرزهم الخليفة هارون الرشيد الذي اشتهر بتقريبه العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب وتشجيعهم على البحث والتأليف وتوفير كل ما يحتاجون إليه في بحوثهم ودراساتهم.

كانت الحياة العلمية زاخرة على الرغم من الضعف السياسي في العصر العباسي الثاني فقد امتزج الفكر العربي مع الفكر الأجنبي و شكلا حركة علمية و أدبية متكاملة و أصبحت دار الحكمة و دكاكين الوراقين و حلقات المساجد مصدرا عظيما في هذا العصر على الرغم من ضعف الخطابة إلا أن المواعظ تطورت و نشطت الرسائل الديوانية .

لم يكتف المسلمون بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم يترجمونه. كما لعب المسلمون بهذا دورا كبيرا في خدمة الثقافة العالمية، فقد أنقذوا هذه العلوم من فناء محقق، إذ تسلموا هذه الكتب في عصور الظلام، فبعثوا فيها الحياة، و عن طريق معاهدهم و جامعاتهم و أبحاثهم وصلت هذه الدراسات إلى أوروبا، فترجمت مجموعات كبيرة من اللغة العربية إلى اللاتينية، و قد كان ذلك أساسا لثقافة أوروبا الحديثة، و من أهم الأسباب التي أدت إلى النهضة الأوروبية .

وأنشئ في هذا العصر بيت الحكمة و هو أول مجمع علمي و معه مرصد و مكتبة جامعة و هيئة للترجمة، وصل إلى أوج نشاطه العلمي في التصنيف والترجمة في عهد المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وكان المرصد من أكبر المراصد الفلكية في ذلك العصر، عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا من خلاله من تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الأرض، وظل بيت الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258 للميلاد.

* الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية ( مثل بشار بن برد وابن الرومي
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل والنافورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي .
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة .
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة .
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء .

أسباب تطور الحركة العلمية

: على الرغم من الانحلال السياسي الذي أصاب الدولة العباسية في العصر العباسي الثاني إلا أن الأدب شعرا ونثرا ظل مزدهرا وذلك لوجود عدة عوامل منها
حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية .
تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها والإضافة عليها ، ولم يكن العرب مجرد ناقلين .
ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وعلوم الحديث .
ازدهار العلوم اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام بالنقد الأدبي - ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين ،أحدث نوعاً من التجديد في منهج بناء القصيدة العربية ،وأكثر من البديع
سمات الأدب في هذا العصر
النضج العقلي والعلمي
اهتمام الحكام بالعلم والثقافة والفن والأدب
تعدد الحواضر الأدبية من مثل القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة - التنافس الشديد بين الدويلات ومنافستها بعضها البعض فى جذب الشعراء والعلماء والأدباء والفنانين
التنافس الشديد بين الشعراء وذلك ليحظوا بالمكانة المرموقة
ظهور فلتات في الشعر والأدب كالمتنبي وأبى العلاء المعرى

الأدب في العصر العباسي الثاني

اتسم الشعر في العصر العباسي الثاني من حيث أغراضه بالتجديد في الموضوعات القديمة و إبداع موضوعات جديدة

حيث تتمثل في الموضوعات القديمة التي تطورت : الرثاء و العتاب و الزهد

الموضوعات الجديدة التي ابتكرت وصف أنواع الطعام و اللهو ووصف الحيوانات المتوحشة و الشعر التعليمي .

1- الشعر التعليمي :
حيث يحاول بعضهم كتابة التاريخ شعرا و من أمثلة ذلك قول أحدهم في بعثة النبي (صلى الله عليه و سلم )
ثـــم أزال الظـلـمة الضيــاء و عـاودت جــدتها الأشياء
أتـــاهـم المنتـــــخب الأواه مــحمـــــد صلى عليــه الله
2- وصف الحيوانات المفترسة :
كقول البحتري في وصف معركة بين أسد و بين الفتح بن خاقان
فلم أر ضرغامين أصدق منكما عراكا إذا الهيابة النكس كذبا
3- وصف أنواع من الطعام
حيث عرف العرب في هذا العصر أنواعا من الطعام والشراب لم يكن يعرفوها من قبل حيث كانت حياتهم تتسم بالبداوة والطعام الذي يفتقر إلى الأنواع الأخرى ومثال ذلك بن الرومي حيث يقول ومرفقات كلهن مزخرف بالبيض منها ملبس ومدثر
4- وصف أنواع من اللهو واللعب :
حيث عرف العرب أنواع من اللعب لم يعرفوها من قبل نتيجة تأثرهم بحياة الفرس حيث عرفوا الصولجان وعرفوا الشطرنج
ومن مثل ذلك قول ابن الرومي :
تقتل الشاة حيث شئت من الرقـــــــــــــعة طبا بالقتلة النكراء
5- شكوى الدهر :
وذلك نتيجة الفتن والثورات وسوء الأحوال الاقتصادية وسيطرة الفرس مرة والترك مرة وضعف الحياة والانقسام الذي ساد في جسد الدولة ظهرت شكوى الزمان ومن أمثلة ذلك : قول المتنبي
صحب الناس قبلنا ذا الزمــــــــان وعناهم من أمرنا ما عنانا
وتــولوا بغصة كلهم منـــــــــــــه وأن ســر بعضهم أحيــــانا
ما حدث من تطور للأدب في العصر العباسي الثاني ليس كما حدث في العصر العباسي الأول، وما حدث في العصر الثاني كان أقل من ما حدث في العصر الأول ولهذا ما كتب هنا مختصر جداً .
أولا ًالشعر :
_ ازدهر شعر المديح في هذه الحقبة وشاع وكان له أسباب ومن هذه الأسباب ظهور الدول المستقلة ،وهذه الدول ظهرت بسبب ارتخاء قبضة السلطة المركزية في بغداد وسامراء .
_ وظهر بسبب التعقيد السياسي والاجتماعي ألوان من الشعر معا هما شعر اللهو والمجون وشعر الزهد والتصوف .
_ ومن أبرز ملامح تطور الشعر التي ظهرت في هذا العصر التجديد في المعنى، والميل إلى الأوزان العروضية المجزوءة وذات الاقاع السريع لكي يسهل غنائها،وظهور مجالات شعرية طريفة مثل التأمل الفلسفي العميق ،والهجاء الساخر وطرائف الرثاء كرثاء المفقود من أعضاء الإنسان أو شي من المتاع وأشهر من أبدع في هذا الفن ابن الرومي .
ثانيا:النثر - أما النثر في هذا العصر لم يتطور، غير أنه ظهر فيه الجاحظ الذي أبدع في الأدب العربي وكان من أشهر كتبه البيان والتبيين وكتاب البخلاء وكتاب الحيوان، وألف كذلك الرسائل الأدبية ومنها كتاب القيان وتفضيل النطق على الصمت .

رابعا : العتاب
هو ترك السخرية اللاذعة إلى الدعابة و اتسع و احتوى على خطرات نفسية و تأملات فكرية و من أمثلة ذلك قول أبى فراس يعاتب صديقا له :
لم أؤاخذك بالجــــــفاء لأني واثق منك بالوداد الصــــريح
فجميل العدو غيــــــر جميل وقبيح الصديق غيــــــر قبيح
الجوانب الفكرية و الأدبية التي تأثرت بالحركة العلمية :

* الجانب الأدبي :

- الشعر الفلسفي و الحكمي و التهكمي و الهزلي و التعليمي

- وصف القصور و كسر المقدمة الطللية

- جودة في الألفاظ و سهولة العبارة (تأثرهم باللغة الفارسي )

- الإكثار من النظم بالأوزان الخفيفة .

* الجانب الفكري:

- ربط الكل ( الأسباب بالمسببات )

- إتباع الأساليب التصنيفية

- النأنق و التفخيم و التفصيل و الإطناب و إطالة المقدمات

- تنويع البدء والختام

أهم الحواضر :

البصرة ، الكوفة ، بغداد ( اتساع نطاق التأليف ووضع المصنفات)
كان عصر المعتضد يموج بالحركة العلمية، والنشاط الثقافي، والذي لم يتأثر بالانقلابات السياسية التي كانت تحدث في حركة الدولة، وكان الازدهار العلمي يمشى قُدما إلى الإمام، يموج بالحركة والنشاط، وشهدت فترة المعتضد، وهي امتداد لفترة عمه وأبيه، تألق عدد كبير من النابهين في اللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والحديث، يأتي في مقدمتهم "الحافظ بن أبي الدنيا" المتوفّى (281هـ = 894م) صاحب "حلية الأولياء"، و"المبرد" اللغوي المشهور المتوفى (285هـ = 894م) إمام النحاة في عصره، وصاحب كتاب "الأمل"، و"ابن واضح اليعقوبي"، المتوفَّى (292هـ = 905م)، وكان من أكابر مؤرخي عصره، ونبغ "ثابت بن قرة" الرياضي المشهور، وابن الفقيه الهمداني الجغرافي، وكلاهما قد تُوفي في سنة (287هـ = 900م).

ولمع في مجال الشعر كوكبة من أعظم شعراء العربية، مثل: "ابن الرومي"، المتوفّى سنة ( 283هـ = 896م)، الذي اشتهر بقدرته على توليد المعاني وابتكار الأخيلة الجديدة، و"البحتري" المتوفى سنة (284 هـ = 897م) صاحب الديباجة الشعرية الرائعة، والموسيقى العذبة الجميلة.
المكتبات في العصر العباسي
مع امتداد الفتوحات الإسلامية اطلع العرب والسلمون على حضارات الأمم السابقة وترجموا ما استطاعوا إليه سبيلا" فألفوا وأبدعوا حتى أنتجوا للعالم اجمع حضارة لا يزال العلم الحديث يرتكز على قواعدها والمبادئ التي سارت عليها .
وكان نتيجة ذلك ازدهار حركة التأليف والترجمة وإنشاء المكتبات في مختلف أرجاء العالم الإسلامي لأغراض مختلفة ، وأصبحت المكتبات تحوي عشرات الآلاف من المجلدات والمخطوطات ، وفي هذا الصدد تقول ( زيغريد هو نكه ) في عام 891م بلغ عدد دور الكتب في بغداد وحدها اكثر من مائه دار
أرجو أن ينال إعجابكم قل ولو كلمة واحدة تعبر عن شكرك

موضوع: لمحة تاريخية و أدبية و علمية عن العصر العباسي
الحضارة الإسلامية هي جزء من دين ملؤه الرقي و السمو و طبعا يكون بالأخلاق الفاضلة و العادات والتقاليد المحترمة و العلوم المزدهر ة , وهذا المفهوم عرفته الشعوب الإسلامية الأولى و طبقة دعوى الإسلام فحققت الازدهار و التطور في مختلف مجالات الحياة فأمنت للعالم الإسلامي عظمة و هيبة جعلته الرائد بلا منازع , و فتحت المجال أمام الأسماء الإسلامية بأن تبرز و تخرج لتعرف بالعقل المسلم ولترفع عنه الاتهامات , فحقق عباقرتها انجازات خدمت البشرية مدى الدهر ، و جعلت الاعترافات تقربها , فاكتشف العلماء و اخترعوا و ألفوا وبلغت أوجها في العهد العباسي , و لكن كأية حضارة في الوجود لابد لها من الزوال عساها تفتح المجال أمام حضارة أخرى , و طبعا بعد انتشار الغرور , و الضياع اللهو و الفساد , و الابتعاد عن المبادئ المرسومة و التي يعرفها الكل , و لكن قبل أن نغوص في خرابها و دمارها و كشف أخطائها , لما لا نتكلم عن فضائلها و محاسنها و لنفخر كثيرا بأصلنا .
لمحة تاريخية عن العصر العباسي :

قامت دولة بني عباس على اثر سقوط الخلافة الأموية في سنة 132 ه-750 م , و كان أول خليفة لها أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ( السفاح)الذي استمرت خلافته من سنة 132هإلى سنة136 , و الذي قتل أمراء بني أمية و نقل العاصمة إلى الكوفة (الأنبار) في العراق بعد أن كانت في دمشق , ثم خلفه أخوه أبو جعفر المنصور الذي دامت خلافته من سنة 136 ه إلى 158 ه و الذي بني بغداد و جعلها قاعدة للخلافة العباسية .

قامة دولة بني عباس على أكتاف الفرس خاصة و الشعوبية عامة و العرب المناهضين للدولة الأموية ممن ناصروا الهاشميين (علويين و عباسيين ).بدأت الخلافة العباسية قوية ,

استمرت الخلافة العباسية في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، و بقي للعباسيين بعد ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.

و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، و بضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها معظمة، و الخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور محصنة، و مازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.


و قد قسم المؤرخون إجمالا مدة الخلافة إلى ثلاثة عصور رئيسية هي:

· العصر العباسي الأول: يمتد في الفترة من 132 إلى 232 للهجرة

· العصر العباسي الثاني: يمتد في الفترة من 232 إلى 590 للهجرة

· العصر العباسي الثالث: يمتد في الفترة من 590 إلى 656 للهجرة

وقد بلغ الازدهار و التطور في كل مجالات الحياة في هذا العصر أوجه , خاصة العلمية منها .


النهضة الثقافية في الدولة العباسية

من الطبيعي أن يكون العصر العباسي الأول أنسب العصور ملائمة للنهضة الثقافية، فقد بدأ الاستقرار فيه و أنتظم ميزان الأمة الاقتصادي، و كانت النهضة العلمية في العصر الأول رائدة العالم , فقد جاء الإسلام يحمل في جعبته أفكارا جديدة منها أن يخرج العرب من انعزاليتهم و يدفعهم إلى الاختلاط بالشعوب و الحضارات الأخرى و كان لابد لهذا أن يحدث بسبب الفتوحات و اتساع بلاد الإسلام و تشتت أمصارها المتباعدة , و بسبب امتزاج الحضارات تحت لراية الإسلام كان للحضارة الإسلامية قوة و عظمة جعلتها رائد العالم في شتى الميادين خاصة العلمية منها , فالتطور العلمي يبرز فيما يلي :

العلوم الدينية الإسلامية:

وصلت العلوم الإسلامية درجة عالية من الدقة و التنظيم في العصر العباسي الأول:

-فقد شهد هذا العصر ميلاد علم تفسير القرآن و فصله عن علم الحديث.

-و عاش في هذا العصر أئمة الفقه الأربعة: أبو حنيفة (150 للهجرة)، و مالك (179 للهجرة)، و الشافعي (204 للهجرة)، و ابن حنبل (241 للهجرة).

-وحفل هذا العصر أيضًا بأئمة النحو وظهرت في علوم اللغة مدرستان علميتان هما: مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة، فقد عاش في هذا العصر من أئمة النحاة

-قويت في العصر العباسي الأول فكرة استقلال علم السيرة عن الحديث و وجدت من ينفذها تنفيذا علميا دقيقا، و هو محمد بن إسحاق (152 للهجرة تقريبا) و كتابه في السيرة من أقدمها في هذا الموضوع.

العلوم الأدبية :

شهد الأدب في هذا العصر تطورا ملحوظا سواء في النثر أو الشعر :

-فالشعر عرف نوعا من التجدد , سواء في الأسلوب أو الإطلالة أو الهدف , و كان للشعوبية دور في تطور الشعر فقد تولد صراع و تنافس بين العرب و الأعاجم , و لقد ظهرت أغراض جديدة كشعر اللهو و المجون ومن رواده أبو نواس المتغني بالخمريات , و شعر الزهد و التصوف و كان للحكمة و الفلسفة تواجد كبير بين أسطر القصائد.

-أما النثر فقد شهد نهضته فقد بلغ حدا من النضج و السلاسة لاهتمام القراء به رغم ضعف الخطابة المرتجلة و لاهتمام الناس بالكتب و التدريس و لظهور فنون نثرية جديدة لم تكن موجودة كالمقامة و القصة الصغيرة و القصص الخيالية البسيطة و كذا المقالات و لن نتكلم عن علم التصنيف و الترجمة من الآداب اليونانية و الفارسية و الهندية و غيرها و لم يتوقف الحال هنا فقد ظهر التأليف بقوة , و تم بناء المدارس و المكتبات و دور العلم , و قد اهتم الخلفاء بأهل العلم و أقاموا مجالس علمية و أدبية .

الرياضيات :

كان نصيب الرياضيات في النهضة العلمية نصيب الأسد فقد نبغ المسلمون و جعلوا العالم يعترفا بعبقريتهم و فضلهم ليومنا هذا , فمثلا الأعداد المتداولة و لمعترف بها على أرجاء الكرة الـأرضية هي ذات أصل عربي , أما الصفر فهو عربي صميم و نعلم ما للرياضيات من دون الصفر . و ناهينا عن فصل الخوارزمي لعلم الجبر عن علم الحساب بعد أن أطلق عليه هذا الاسم فقد نبغ عباقرة في هذا المجال و قد تم تأسيس مدارس لتلقي هذا التخصص و قد تم تأليف العديد من الكتب في الرياضيات و التي ما تزال الجامعات الكبرى في العالم تدرس عنها .

الطب و الجراحة و الصيدلة :

و طبعا نعلم ما قدمه المسلمون للطب الحديث فلولا اكتشافات علمائنا لمازال العالم منغمسا في حفرته , و قد برع العرب و المسلمون في هذا المجال , ولنتحدث عن الطب يجب أن نذكر الطب النبوي , الطب النبوي" .. تعبير شائع، كثر مروجوه في هذا الزمن، وهو في أصل إطلاقه لدى الأئمة المتأخرين من علماء الحديث خاصة، يُراد به تلك الأحاديث الصادرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل تتعلق بالطب: من علاج ودواء ووقاية ورقية ونحوها .و انطلاقا من الطب النبوي بدأ علماءنا يبحثون و يستنبطون من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم , فقد كان مصدر إلهام لهم , و قد حققوا نجاحات باهرة في الطب و الجراحة و كذا الصيدلة .

كان العلماء المسلمون في مجال الطب الشمعة التي لا تنطفئ ، سواءً في فن الترجمة والتأليف، أو في إتباع المنهج العلمي السليم، أو في السبق إلى العديد من الاكتشافات والاختراعات التي لا يزال العالم ينعم بثمارها وفوائدها حتى الآن. ومن بعض أهم الآثار والمآثر التي أثرت بصورة مباشرة فيما يسمى بعصر النهضة الأوربية وأصبحت الأساس العلمي الذي قام عليه الطب:

1-إقامة المستشفيات كدور لعلاج المرضى ومعاهد لتعليم الطب وألحقوا بها الصيدليات . ومن بين المستشفيات ما كان ثابتًا في المكان الذي أقيم عليه أو متنقلاً من مكان لآخر، وأول مستوصف في الإسلام هو الذي أمر الرسول عليه السلام بإنشائه أثناء معركة الخندق (5هـ) على هيئة خيمة، وتطورت المستشفيات في عهد العباسيين تطورًا كبيرًا وتزايد عددها المدارس و المراكز التعليمية في حواضر العالم الإسلامي.

2-اهتموا بالصيدلة كعلم مستقل له قواعده وفروعه ومنهاجه العلمي السليم القائم على المشاهدة والتجربة ووضعوا علم "الأقرباذين"، مع تنظيم مهنة الصيدلة وإخضاعها لنظام الحسبة لتفادى غش الأدوية واختيار نقيب للصيادلة.

3-تقدم علم الجراحة ورفع شأنه بين فروع الطب بفضل العديد من الأطباء العرب والمسلمين الذين برعوا في إجراء العمليات الجراحية بآلات وأدوات مناسبة واستخدموا الأوتار الجلدية وأمعاء القطط والحيوانات الأخرى في تحنيط الجروح. و الاهتمام بعلم التشريح والتشريح المقارن وجعل دراسته أساسًا لكل فروع الطب وممارسته ضرورية لفهم وظائف الأعضاء .

4- اكتشاف الدورة الدموية الصغرى على يد ابن النفيس الذي سجله في كتابه الشهير "شرح تشريح القانون".

5-واكتشفوا العديد من العقاقير التي لا تزال تحتفظ بأسمائها العربية في اللغات الأجنبية مثل: الحناء، والحنظل، والكافور، والكركم، والكمون.

6-اكتشاف طفيلية "الإنكلستوما" على يد الشيخ الرئيس ابن سينا الذي وصفها بالتفصيل لأول مرة في كتابه "القانون في الطب" وسماها الدودة المستديرة، وتحدث عن أعراض المرض إلى تسببه. - اكتشاف مرض الجدري ووصف الأعراض التي تميز بينه وبين مريض الحصبة لتشابه الأطوار الأولى للمرضين، وقد سجل الرازي هذا الاكتشاف في رسالة هي الأولى من نوعها عن الجدري والحصبة،؛ فاكتشف ابن زهر سرطان المعدة، واكتشف ابن سينا داء ٌ الفيلاريا ٌ وٌ الجمرة الخبيثة ٌ المسببة للحمى الفارسية. واكتشف الطبري الحشرات المسببة لداء الجرب، وعالجه "ابن زهر"،حتى أن الأمراض النفسية كان لها وجود في قواميس عباقرتنا و طبعا العلاج ويعتبر أبو بكر الرازي أول من وضع أصول هذا العلم وألف فيه كتابًا أسماه "الطب الروحاني". كذلك دراسة ابن سينا للنبض وحالاته دراسة وافية وبين أثر العوامل النفسية في اضطرابه، وتوسع في دراسة الأمراض العصبية والنفسية.

الفيزياء و الفلك:

انطلق المسلمون في هذا الميدان من القرآن الكريم الذي يدعو إلى التأمل و التدبر في الكون و الخلائق و هذا ما كان يدفعهم إلى البحث أكثر فأكثر لكشف أسرار الكون , و قد بلغ فيه المسلمون شوطا كبيرا من التقدم , فقد قاموا بالترجمة و النقل عن علماء اليونان و صنعوا لأنفسهم نظريات و أفكار مازال وقعها قائما فقد بنوا المدارس الفيزيائية و الفلكية , و بنو المراصد و قد توصلوا إلى اكتشاف الإسطرلاب و اكتشفوا كروية الأرض و دورانها و غيرها من القضايا .


حواضر العالم الإسلامي :

كان للحضارة الإسلامية و النهضة العلمية في العصر العباسي وقع على الحياة سواء العلمية أم الاجتماعية أو السياسية , و طبعا لكل حضارة عواصمها , أما الإسلامية فقد كان ترابها كطله علوما لكن لابد أن تبرز إحداها عن الأخرى , فالرائدة فيلا هذا العهد كانت بغداد,عند حكم الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور أسس مدينة بغداد، وهي كلمة فارسية الأصل ومعناها "عطية الله" وقد بدئ العمل بإنشائها سنة 541هـ ، وانتقل إليها المنصور في العام التالي وأسماها دار السلام ، ولكنها ظلت تعرف باسمها الفارسي

في العصر العباسي الأول ازدهرت البصرة وذاعت شهرتها وقصدها طلاب العلم والأدب واللغة وبرز فيها أعلام كان لهم دور بارز في علوم اللغة والفقه والأدب وكذا الكوفة

و من حواضر الأدب كقرطبة وأشبيلية وتونس والقيروان، و فاس، وبجاية وتلمسان بالإضافة للرياضيات ، وبرقة، والقاهرة والإسكندرية للفقه ، ونجد والحجاز، وبيت المقدس، وبيروت، وطرابلس الشام، ودمشق وحلب آلتان انتزعت منهما الريادة ، والموصل، ومنبج وأنطاكية، وصنعاء وعُمان، وشيراز وأصفهان، والري ونيسابور وخوارزم..إلخ.

أشهر العلماء

في العلوم الإسلامية : أبو حنيفة , مالك,الشافعي , حنبل,و من البصريين عيسى بن عمر الثقفي و أبو عمرو بن العلاء والكوفيين أبو جعفر الكراسي و الكسائي و الفراء, محمد بن عمر الواقدي .

في الأدب : و هم كثيرون :

في الشعر : ابن العتاهية العراقي صاحب الزهديات ,و أبو نواس البصري منشد الخمريات ,و أبو تمام السوري صاحب الحماسة ,و تلميذه البحتري السوري , و امتنبي الكوفي أمير الشعراء, و شاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري ,و غيرهم كثار.

في النثر : و ظهر المترجمون :ابن المقفع الفارسي الأصل مترجم كليلة و دمنة ,و الطبيب جورجيس بن بختيشوع و الحجاج بن يوسف بن مطر , و المبدعون أمثال الجاحظ صاحب البخلاء و بديع الزمان الهمذاني سيد المقامات ,و سهل بن هارون و غيرهم .

في الرياضيات :و نظرا للتطور المبهر لهذا المجال فلابد من عباقرة قادوا هذا الازدهار أمثال أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي و كذا أبناء شاكر

في الطب : أبو بكر الرازي جالينوس العرب صاحب أكبر كتاب في الطب ٌ الحاوي ٌ , ابن النفيس , ابن سينا,ابن البيطار , و الصيادلة :أبو القاسم الزهراوي ،الطبري , ابن زهر , موسى بن العازر,أبو قريش عيسى الصيدلاني , ابن الوافد , الإدريسي ,البغدادي و غيرهم ....

في الفيزياء و الفلك :ابن الهيثم ,الخازني , و الخوارزمي و الكندي البغدادي وغيرهم

و بالتالي فالعالم الإسلام قد بلغ أوجه في هذا العصر و في كل المجالات , وطبعا لن ننسى التاريخ و الجغرافيا و لا الفن و العمران فقد كانت حواضر الحضارة الإسلامية بزخرفتها المزدهرة تزيد الاسم إشراقا و كان العلم منتشرا حتى أننا نجد علماءنا عباقرة في كل المجالات و لا يتوحدون باختصاصاتهم, و ليتنا نعود ذاك الزمان ازدهارا


=========


>>>> الرد الرابع :

mrc rabi yahfdek


hel tawjad mhawalat o khra

=========


>>>> الرد الخامس :

stp khawti 3awneni

=========