عنوان الموضوع : بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في الممارسة التعليمية
مقدم من طرف منتديات العندليب

بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في الممارسة التعليمية
مقدمة

هدف إصلاحات الأنظمة التعليمية إلى تحديث مقاصد و غايات التعلم لجعلها أكثر انسجاما مع حاجات الفرد و المجتمع , كما تهدف إلى تحقيق أهداف مجددة للتكوين و تعليم الأجيال المتمدرسة و تثقيفهم بشكل أنجع , و مع التطورات الحديثة التي عرفها هذا القرن و التطور الذي عرفته المناهج و البرامج و الوسائل التعليمية و التي تتماشى و التغيرات السريعة في مجال المعرفة كان من الواجب تحديث المناهج التعليمية بحيث تأخذ بعين الاعتبار القدرة على تحويل المعارف و تجسيدها في خدمة ونفع الفرد والمجتمع بحيث تنمي الكفاءات و تسمح له بالاندماج و التلاؤم مع الواقع الاجتماعي بمختلف مجالاته , و لهذا تعد المقاربة بالكفاءات من جملة ما استحدث في المجال التعليم.
1- مفاهيم :
كلمة بيداغوجية، كلمة ذات أصل يوناني تتكون من مقطعين هما: Peda وتعني الطفل، و Gogie وتعني علم، أي علم وفن تربية الطفل.
وعند جمع المقطعين Pédagogie و يصبح المعنى الكامل للمصطلح هو علم تربية الطفل.
أما كلمة مقاربة، الذي يقابله المصطلح اللاتيني Approche، فإن معناه، هو الاقتراب من الحقيقة المطلقة وليس الوصول إليها، لأن المطلق أو النهائي يكون غير محدد في المكان والزمان.كما أنها من جهة أخرى خطة عمل أو استراتيجية لتحقيق هدف ما.
وفيما يخص مصطلح الكفاءة الذي يقابله في اللغة الأجنبية La Compétence، فالمقصود به هو مجموع المعارف، والقدرات والمهارات المدمجة، ذات وضعية دالة، والتي تسمح بإنجاز مهمة أو مجموعة منه.
و بالرجوع إلى اللغة العربية فهي مصدر من كفأ أو كفى" كفأ, يكفأ " "كفى ,يكفي" يقصد به الحالة التي يكون بها الشيء مساويا لشيء أخر و هي القدرة على العمل وحسن تصريفه و هي القدرة على الأداء و الانجاز الكفء القادر و القوي على العمل و حسن الأداء
الكفاءة مفهوم عام يشمل القـدرة على استعمال المهارات والمعارف الشخصية في وضعيات جديـدة، داخل إطار حقله المهـني ،كما تحـوي أيضا تنظيـم العمـل وتخطيطـه، وكـذا الابتكار والقـدرة على التكيف مع النشاطات الغير عادية.
حسب لوي دينو )مجموعة من التصرفات الاجتماعية-الوجدانية ، ومن المهارات المعرفية والحس-حركية ، التي تمكن من ممارسة دور ، وظيفة ، نشاط ، مهمة أو عمل معقد على أكمل وجه

إن مفهوم الكفاءة معقد جدا حيث نجد أكثر من مائة تعريف لها يرجع سبب هذا الغموض الى السياق الذي تستعمل فيه حيث أن أغلب التعريفات تتفق على أن، العناصر الاساسية التي تحدد الكفاءة هي :
1 / على الكفاءة أن تدمج عدة مهارات .
2 / تترجم الكفاءة بتحقيق نشاط قابل للملاحظة .
3 / تطبق الكفاءة في سياقات مختلفة سواء كان السياق شخصيا أو اجتماعيا أو مهنيا
و الكفاءة مفهوم شامل للاستعداد و القدرة و المهارة على تصريف العمل باستعمال المهارات و المعارف في وضعيات جديدة ضمن حقل مهني معين
فالكفاءة تعني التنظيم , التخطيط للعمل , تعني التجديد ,التحول ,التطور, والقدرة على التكيف الايجابي مع نشاطات مستجدة .
فالكفاءة مفهوم أكثر شمولية , إذا مقارناه بمفهوم القدرة أو المهارة أو الاستعداد
لان هذه المفاهيم الأخيرة وسائل لتحقيق الكفاءة, فمفهوم الكفاءة يعني نهاية الغاية وتكون قابلة لتقويم.
2- - ابستمولوجية مفهوم الكفاءة
لقد ظهر مفهوم الكفاءة في نهاية القرن 19 عشر في مجال الشغل , وتبلور في مطلع القرن 20 عندما استعمل في مجال التكوين المهني , حيث ارتبط استعماله بالكفاءة المهنية, حيث جاء التعريف على على النحو التالي :" الكفاءة المهنية هي قدرة الشخص على استعمال مكتسباته من معارف و خبرات و تجارب , منأجل شغل مهنة أو وظيفة أو عمل جاد, حسب شروط محددة و معترف بها في عالم المهن و الحرف والصنع ".
كما أنه صار مرتبط بالتدريبات العسكرية و المناورات القتالية في الهجوم وفي الدفاع , برا و بحرا و جوا , ثم طورو وظف أخيرا في ميدان التربية و التعليم و التكوين , اذ أصبح مرتبطا ببناء المناهج التعليمية و هو ماأصبح معروفا في الأوساط التربوية " المقاربة بالكفاءات ".
3-مستجدات المنهاج:
أ- من مفهوم البرنامج إلى مفهوم المنهاج:
إن تطبيق بيداغوجية المقاربة بالكفاءات، يستلزم التخلي عن مفهوم البرنامج، والانتقال إلى مفهوم المنهاج؛ إذ الأول عبارة عن مجموعة المعلومات والمعارف التي يجب تلقينها للطفل خلال مدة معينة، في حين أنّ الثاني يشمل كل العمليات التكوينية التي يساهم فيها التلميذ، تحت إشراف ومسؤولية المدرسة، خلال مدة التعليم، أي كل المؤثرات التي من شأنها إثراء تجربة المتعلم خلال فترة معينة و لعل دواعي اصلاح المنظومة التربوية في الجزائر ترجع الى :
- التحول الجذري في نظريات علوم التربية وممارساتها
- الانفجار المعرفي وبروز وسائل الاتصال الحديثة
- التدهور الملاحظ على مستوى التلاميذ بالنظر إلى الكفاءات الحقيقية التي يتخرجون بها من الدراسة .
- التعديلات الجزئية والتجارب السابقة التي لم تؤتي أكلها
- التحديات الراهنة في مختلف المجالات
- استفحال ظاهرتي التسرب والرسوب المدرسيين
- النتائج الضعيفة خاصة في مختلف الامتحانات الرسمية
- عدم الانسجام الأفقي والعمودي بين المواد والأطوار
- الاقتصار على التقويم ألتحصيلي شكليا لا بيداغوجيا
- سلبية التعلم بسبب هيمنة المعلم رغم تعدد مصادر المعرفة
- اعتبار المعرفة غاية في حد ذاتها
- كثافة البرامج التعليمية التي تحول دون تنفيذها
- اعتبار المؤسسة التربوية مجرد مكان لتلقي المعرفة
- عجز التلاميذ عن توظيف مكتسباتهم لحل مشكل او للتواصل مع الغير شفهيا
إن الكلام عن بيدغوجيا الكفاءات هو كلام عن بيداغوجيا حديثة النشأة , فهي تستهدف تحقيق كفاءات لدى المتعلمين كالتحليل و التركيب والتطبيق و التقويم.
فبيداغوجيا الكفاءات يسعى الى تمكين المتعلمين من القيام بانجازات تتميز بالجودة والإتقان, كلما أسندت لهم مهمة من المهام او دور من الأدوار , والجودة في الانجاز تعتبر في التعليم الكفائي مؤشرا من مؤشرات اكتساب الكفاءة , وليست الكفاءة ذاتها .
كما يمكننا توضيح الفرق بين تصور كل من بيداغوجيا التدريس الهادف وبيداغوجيا التدريس الكفائي للعملية التعليمية / التعلمية من خلال النقاط التالية:
أ/ بيداغوجيا الأهداف
التعلم:
- الربط بين المثير والاستجابة
- التركيز على تنمية السلوك
- التركيز على المتعلم وعلى محتويات الأهداف
- تسيير الدرس من طرف المدرس
- الانتقائية
- التضخم ألمفاهيمي
دور المدرس:
- المالك الفعلي للمعرفة
- يتدخل باستمرار
التقويم:
- الاهتمام بالنتيجة
- التقويم تشخيصي وتكويني وتحصيلي
المتعلم:
- سلبي لكنه منفعل
- له حوافز تتحكم فيها تدعيمات المحيط الخارجي
التعلم :
- الانطلاق من المعارف السابقة للمتعلم
- التركيز على تنمية القدرات والكفاءات
- التركيز على التعلم
- مساهمة المعلم في سير الدرس
- الشمولية
- الاختزال ألمفاهيمي
[COLOR="rgb(0, 100, 0)"]ب/ بيداغوجيا الكفاءات:
[/COLOR]دور المدرس
- يعد وسيطا بين المعرفة
- يسهل عملية التعلم الذاتي وينسق
التقويم:
- تتبع السيرورة التعليمية منذ البداية إلى النهاية
- التقويم تشخيصي وتكويني وتحصيلي
المتعلم:
- يساهم في عملية البناء
- ايجابي وفاعل
- له حوافز مرتبطة بتصوره حول المشكلة أو النهمة وبقدراته الذاتية
4.مزايا المقاربة بالكفاءات
تساعد المقاربة بالكفاءات على تحقيق الأغراض الآتية :
أ- تبني الطرق البيداغوجية النشطة والإبتكار: من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية-التعلمية" . والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك، إذ أنها تعمل على إقحام التلميذ في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال "إنجاز المشاريع وحل المشكلات" . ويتم ذلك إما بشكل فردي أوجماعي .
ب- تحفيز المتعلمين ( المتكونين ) على العمل: يترتب عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة، تولد الدافع للعمل لدى المتعلم، فتخف أوتزول كثير من حالات عدم انضباط التلاميذ في القسم. ذلك لأن كل واحد منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله واهتمامه .
ج- تنمية المهارات وإكساب الاتجاهات، الميول والسلوكات الجديدة : تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية (المعرفية) ، العاطفية (الانفعالية) و"النفسية-الحركية"، وقد تتحقق منفردة أو متجمعة.
د- عدم إهمال المحتويات ( المضامين ): إن المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين، وإنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته، كما هو الحال أثناء إنجاز المشروع مثلا .
هـ اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي: تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تؤتي ثمارها وذلك لأخذها الفروق الفردية بعين الإعتبار .
5-المدرس الكفء والمتمدرس الكفء
أ/ المدرس الكفء
_انه المدرس الذي لديه الرغبة و الدافع لممارسة مهنة التدريس .
_ انه المتحكم في المواد الدراسية التي يدرسها .
_ انه العارف ببيداغوجيا التعليم و التعلم , وويائلها خصوصا المقاربة بالكفاءاة .
_ انه المقتنع بأن التقييم و التقويم هو البوصلة التي تنير له مسار نشاطه صحة أو خطأ .
_ انه القادر على التصرف و التكيف مع قدرات المتمدرسين ,و المتمكن من تقييم نتائجهم بموضوعية و مصداقية .
_ انه الذي يعتبرأن كل تلميذ لديه فرؤقا عن الاخرين و أن يعرف كذلك عن طريق المقاربة بالكفاءات أن هناك فروقابين المتمدرسين في القدرات و الاستعدادات التي تظهر في مجالين
1 / القدرات العقلية : ( القدرة اللفظية , قدرة العد والحساب ,التفكير المنطقي ,التذكر,الحساب )
2 / القدرات الحركية: (قدرة الية ,تحريك بعض لأعضاء الجسم ,توافقعضلي عصبي,رد الفعل رد الفعل )
_ انه المدرس الذي يحدد السلوك المبدئي لتلميذ و يراعي السرعة الذاتية له أثناء التعلم .
_ انه العارف بطبيعة المادة و خصوصييتها .
_ انه المدرس الذي يسارع الى التزيز الفوري بعد كل تقييم مرحلي لعناصر الدرس .
_ انه ذلك المدرس الفنان الذي يبتكر الوسائل التعلمية التعليمية أو الذي يشغل الوسائط المتوفرة في المدرسة أو المحيط الاجتماعي .
_ انه المدرس إلي يدفع المتمدرسين للقيام ببعض البحوث و الانجازات من خلال توظيف الوسائل السمعية البصرية , الحاسوب _ الانترنت في إطار ما يسمى التعلم الذاتي .
إن منهجية بيداغوجية المقاربة بالكفاءات , تقتضي توفير الخلفية الأدبية لمدرسي المواد العلمية و الخلفية العلمية لمدرسي المواد الإنسانية و الاجتماعية .
ب/ التلميذ الكفء
_ انه التلميذ الذي له الرغبة في التعلم .
_ انه المتمدرس الذي يسعى الى تنمية قدراته و مهاراته و توضيف استعداداته .
_ انه المتمدرس الذي يريد أن يتعلم كيف يتعلم وفق قدراته تحت الاشراف النوعي لمدرسه .
_ انه المتمدرس الذي لايكتفي بفهم معنى المفاهيم بل ينبغي أن يتمكن من توظيف المعلومات و القدرات في وضعيات معينة و في أوقات مختلفة .
_ انه المتمدرس الذي يتمكن من حل وضعيات اشكالية في الحياة اليومية .
_ انه المتمدرس الذي يحب الاستقلالية و المبادرة الشخصية في عملية التعلم .
_ انه المتمدرس المدرك لدلالة و لاهداف الانشطة التى يقوم بها .
_ انه المتمدرس الذي يفكر في تعلمه نضريا و كيف يحوله الى معرفة علمية لها صلة بالحياة اليومية .
_ انه المتمدرس الذي يدرك بأن ماتعلمه يعود عليه بالنفع أولا و على مجتمعه ثانيا و بذلك يجد مكانا له في الحياة الاجتماعية ككل .
6. مبادئ المقاربة بالكفاءات
تقوم بيداغوجية المقاربة بالكفاءات على جملة من المبادئ نذكر منها :
*مبدأ البناء : أي استرجاع التلميذ لمعلوماته السابقة، قصد ربطها بمكتسباته الجديدة وحفظها في ذاكرته الطويلة .
*مبدأ التطبيق : يعني ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها. بما أن الكفاءات تُعرف عند البعض على أنها القدرة على التصرف في وضعية ما ، حيث يكون التلميذ نشطا في تعلمه .
*مبدأ التكرار : أي تكليف المتعلم بنفس المهام الادماجية عدة مرات، قصد الوصول به إلى
الاكتساب المعمق للكفاءات والمحتويات .
*مبدأ الادماج : يسمح الادماج بممارسة الكفاءة عندما تُقرن بأخرى .كما يتيح للمتعلم التمييز بين مكونات الكفاءة والمحتويات، ليدرك الغرض من تعلمه .
*مبدأ الترابط : يسمح هذا المبدأ لكل من المعلم والمتعلم بالربط بين أنشطة التعليم وأنشطة التعلم وأنشطة التقويم التي ترمي كلها إلى تنمية الكفاءة .
7- الوضعية المُشْكِلة في المقاربة بالكفاءات
هي الوضعية التي يكون فيها المتعلم أمام عقبة أو تناقض، يجعله يعيد النظر في معارفه ومعلوماته. إنها مُشْكلة تدعو التلميذ إلى طرح مجموعة من التساؤلات، ويتعين عليه أن يستحضر فيها كل ما اكتسبه من مفاهيم، قواعد، قوانين نظريات، منهجيات وغيرها من الخبرات. وذلك في مختلف المواد .
الوضعية المُشْكلة إذا هي كل نشاط يتضمن معطيات أولية (موارد) وهدفا ختاميا وصعوبات (عراقيل) يجهل حلها وتوجيهها. مثلا: إذا كلفنا التلاميذ في بداية التعلم بكتابة رسالة إلى جهة ما، دون دراية مسبقة بتقنيات التحرير فإنهم يكونون أمام وضعية مشكلة .
7-1 .ماهي وضعية التعلم ؟
وضعية التعلم هي مجموعة ظروف تَقترح تحديا معرفيا للمتعلم، يوظف فيها قدراته لمعالجة الإشكال المطروح وهو بذلك يكتسب كفاءات تمكنه من بناء معرفته. وبتعبير آخر فإن الوضعية هي المحيط الذي يتحقق داخله نشاط المتعلم . والوضعية تتكون من كفاءات بمعنى (وضعية مُشْكل) أي مجموعة المعارف التي تندرج داخل سياق معين، يتم الربط بينها لانجاز عمل ما .
مثال : وضعية يطلب فيها إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة مشكل يتعلق بالبيئة .
الوضعيات نوعان :
أ- وضعيات الحياة اليومية ، مثل وضعية فقدان المفاتيح .
ب- وضعيات مدرسية ، ترد داخل مسار تعليمي محكم التخطيط .
7-2 .خصائص الوضعية . وهي ثلاثة :
1. إدماجية : تُعبئ وتُجند مختلف مكتسبات المتعلم من معارف، حركات ووجدان .
2. ذات منتوج منتظر: وقد يكون هذا المنتوج واحدا في حالة الوضعية المغلقة، وقد يكون متنوعا في حالة الوضعية المفتوحة .
3. لاتعليمية : بل هي وضعية تعلمية تُعطى فيها حرية العمل للمتعلم .
7-3 .مكونات الوضعية :
أ/ السند : وهي عناصر مادية مقترحة على المتعلم تتكون من :
- السياق (ظروف تكون قريبة من حياة المتعلم واهتماماته).
- معلومات كاملة أو ناقصة (على شكل معطيات) .
- وظيفة تحدد الهدف من المنتوج (حيث تمكن المتعلم من التقدم في انجاز عمل معقد)
ب/ المهمة: وهي التنبؤ بالمنتوج المرتقب.
ج/ التعليمة: وهي مجموعة توصيات العمل.
7-4.أنواع الوضعيات :
وضعية تعلمية : وهي وضعية ديداكتيكية استكشافية، تهيئ للمتعلم تعلمات جديدة ( معارف، أداءات, مواقف وقيم ) بعضها مكتسب لدى التلميذ والبعض الآخر جديد عليه, تتم في الزمان والمكان بشكل فردي أو جماعي.
وضعية إدماجية : وهي وضعية تخص إدماج مكتسبات المتعلم والتأكد من كفاءته, وتستعمل أيضا في تقويم مدى تحكمه في الكفاءة المستهدفة. وفي هذه الحالة تعالج بشكل فردي .
أمثلة لوضعيات إدماجية :
1- أمام اختلال توازن نظام بيئي ما، وفي وضعية جديدة مستقاة من المحيط ، يكون التلميذ قادرا على إقتراح حلول علاجية لها.
2- انطلاقا من وضعية اشكالية جديدة في الحياة اليومية أو ظاهرة جغرافية (كسوف- فياضانات- زلزال) يكون المتعلم قادرا على ربط العلاقة بين المشكلة ومكتسباته القبلية واقتراح مسعى لحلها.
3- في نهاية السنة الرابعة من التعليم المتوسط. يكون المتعلم قادرا على التعرف على عوامل وضعية تاريخية جديدة عليه، وتحديد أهميتها على ضوء ما درسه حول تاريخ الجزائر في القرن 20 .
8.أهمية الوضعية المُشْكلة في العملية "التعليمية-التعلمية"
- تسمح للتلاميذ بالتعلم الحقيقي، لأنهم يوضعون من خلالها في قلب مسار التعلم
- تسعى إلى تجنيد مكتسبات التلاميذ المعرفية، وبذلك يصبحون فعالين أكثر .
- تنمي لديهم القدرة على التحليل، التمييز، التصنيف، المقارنة، الإستنتاج، اتخاذ القرار وإصدار الأحكام.
- تمثل أحسن وسيلة لإدماج المكتسبات .
نستخلص مما سبق، أنه يكون للوضعية معنى في المقاربة بالكفاءات عندما :
- تدفع المتعلم إلى تجنيد كل معارفه ومعلوماته وخبراته .
- تضعه أمام تحديات وتجعله يدرك ذلك .
- يدرك أنه يتقدم أثناء إنجاز عمل معقد .
- تبين له حدود معلوماته ومعارفه، وتكشف له عن أهميتها .
- تسمح له باكتشاف حدود المجالات التطبيقية للمعارف .
- تسمح له باكتشاف دور المواد الدراسية المختلفة في حل المشكلات المعقدة.
9.إدماج بيداغوجية المقاربة بالكفاءات في الممارسة التعليمية
إن إدماج بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات تأتي ضمن أولويات إصلاح منظوماتنا التربوية الوطنية , منشأنه أن يغير دور المربين و كذلك التلاميذ الذين هم محور العملية التربوية بحيث يصبحون مجبرين على تدعيم قدراتهم بالاعتماد على أنفسهم .
فإدماج هذه البيداغوجيا ليس بالأمر الهين , بل يحتاج إلى بعض الوقت حتى تنضج و تستوعب منهجيتها ,مثلما تحتاج إلى ساعات طويلة من المثابرة و لعل الاسئلة المطروح اليوم تتمثل فيما يلي :
_ كيف لهم أن يتعاملوا مع التغيير الجاري على المستوى الوطني و الإقليمي و العالمي في الميادين السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية....الخ ؟
_ كيف يواجهون الانفجار المعرفي و المعلوماتي , و اتحاد الإعلام بوسائل الإرسال و الاتصال السمعي البصري و الإعلام و الانترنت ؟
إن هذه الأسئلة المطروحة وغيرها تؤكد للجميع أن عملية التعليم القائمة حاليا على الكم المعرفي دون الاهتمام بتطوير قدرات المتمدرسين , وتنمية مهاراتهم و ميولاتهم و استعداداتهم ,أي إبعاد التلاميذ عن محور الاهتمام ممايجعلة عالة على غيره في التعليم و التكوين هذا التوجه يكون بلا شك أفراد قاصرين على مواجهة مشاكل الحياة و لا يستطعون التكيف مع عالم الشغل و التمهين و الوظائف.
فالمخرج إذا هو إعادة الحق لتلميذ في التعلم الذاتي المستقل , و هذا ما تهدف إليه منهجية المقاربة بالكفاءات .
إن الرهانات بالنسبة للقائمين على العملية التعليمية , تتمثل في وضع تصورات و ممارسات بيداغوجية بديلة تماما لممارساتها الحالية , لان الأطراف المذكورة لهم خبرة تمنحهم قدرات تجعلهم قادرين على التجديد و أن يعلموهم كيفية التفكير و التقييم والانتقاد و الإنتاج و باختصار فان الانتقال من منطق التعليم الى منطق التعلم و التكوين بات ضروريا
أما الرهانات بالنسبة للمتمدرسين تتمثل في أن التلاميذ أصبحوا يعيشون في محيط تكنولوجي , وهو محيط متعدد الوسائط و منفتح على عالم لا نهاية لمعطياته كما أنه ينطوي كذلك على عدة مشاكل و صعوبات و مخاطر و هو محيط يفرض نفسه علينا , وعليه تصبح حاجة التلميذ الى اكتساب التفكير النقدي المكتسب من ثقافة التفكير .
إن غالبية المهن التي تنتظر الدارسين و المهنيين لها علاقة مباشرة و غير مباشرة بالتكنولوجيات الحديثة , كما أن سوق العمل صار يتطلب ميزات جديدة , من تعدد المهارات و القدرات و الكفاءات كما تجعل الفرد مطالب بأن يعيد تأهيل نفسه , كيف يعرف البحث عنها و كيف يجدها و كيف يحللها و يقومها ؟ و هذه كلها قدرات و مهارات و كفاءات من شأن المقاربة بالكفاءات تحقيقها , إذا ما أجيد توظيفها و تطبيقها في الميدان وفي حجرات التدريس و خارجها .
الخاتمة:
إن من شأن المقاربة بالكفاءات ، أن تسمح بتحسين الممارسة البيداغوجية الحالية ، بحيث نتجنب التفكير بدءا بمحتويات التعلم كما تعودنا ،بل يجب أن ن ينطلق التفكير حول ضبط المهام و الكفاءات التي يتوقع تنميتها لدى المتعلم ، فالمقاربة بالكفاءات تعد بديلا لمنهجية المضامين و المحتويات والأهداف أي عنصر مجدد في الميدان البيداغوجي فهي إذن مبدأ منضم لتعليم و التعلم لأنها تنظر إلى المعلم كنموذج يقوم بتنشيط و توجيه و تدريب التلميذ على التقييم و النقد ، لما يقرأه أو ينقله أو يسجله أو يسمعه و يوجهه نحو ثقافة التفكير و الإبداع لا ثقافة الحشو و التخزين و الإيداع .
قائمة المراجع:
1- خالد لبصيص, التدريس العلمي و الفني الشفاف بمقاربة الكفاءات و الأهداف, بدون طبعة, دار التنوير, الجزائر, 2017.
2- مخطط في المقاربة بالكفاءات kadayatarbawiya.akbarmontada.com بدون صاحب مقال .
3- التقويم في المقاربة بالكفاءات www.manhal.net articles بدون صاحب المقال .
4- عبد الرحمان التومي , المقاربةبالكفايات بناء المناهجوتخطيط التعلمات , بدون طبعة ,دار القصبة , الجزائر, 2017.
5- المبادئ الخمس الأساسية في المقاربة بالكفاءات www.majala.13.fr articlesبدون صاحب مقال .
المصدر جامعة قاصدي مرباح ورقلة :
https://manifest.univ-ouargla.dz/inde...%8A%D8%A9.html


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

طـرائق التدريس:

طـرائق التدريس في ضوء المقاربة بالكفاءات
مدخل :

إن التدريس بالكفاءات يعتمد على مقاربة منهجية، تجعل من المتعلم محور العملية التّعلمية، فهو يساهم في بناء كفاءات معينة، ويستثمرها في وضعيات إشكالية تواجهه، ومن أجل تحقيق ذلك ينبغي على المعلم أن تكون لديه القدرة على بناء المخططات، وأن يتحكم في المفاهيم الواردة في المناهج (كفاءة، محتوى، قدرة، مؤشر، هدف...) وأن يتعمق في فهم المناهج الدراسية، و الوثائق المرافقة لها، ودلائل المعلم، لأن ذلك يساعد على فهم الإستراتيجية التي بني عليها المنهاج بجميع مكوناته وعناصره، وأن يدرك الفروق الفردية بين المتعلمين، لأن ذلك يساعده على تكييف الوضعيات، وفق ما يسمح به المستوى العام للتلاميذ (المستوى المتوسط) ويجب " أن يدرك البعد المفاهيمي لبيداغوجيا الإدماج، ضمن سيرورة بناء الكفاءات أو تنميتها، ولا يجعل الحواجز المادية والنفسية بين المواد والأنشطة التي يتعامل معها التلميذ، لأن ذلك يعيق عملية الإدماج بين المعارف والكفاءات، في شكلها الاستعراضي الأفقي، فيؤدي إلى عدم تحقيق الكفاءة المستعرضة"، وعليه أن يعتمد الطرائق الفعالة الملائمة للأنشطة والمواد المراد ممارستها وأن يراعي التدرج.
طرائق التدريس في ضوء المقاربة بالكفاءات
تفرض المقاربة بالكفاءات اللجوء إلى طرائق التدريس الفاعلة والنشيطة التي تتبنى مبدأ المشاركة و العمل الجماعي، وتؤكد على معالجة الإشكاليات وإيجاد الحلول المناسبة لها، والتعلم عن طريق الممارسة، وترتكز الطرائق النشيطة على خبرة التلاميذ ومساهمتهم في دراسة للوضعيات المناسبة، وتجعل من المعلم والمتعلم شريكين في العملية التعليمية التعلمية، بحيث يكون المعلم منشطا ومحفزا ومقوما، أما المتعلم فيكون حيويا نشيطا، يقوم بدوره ضمن المجموعة تحت إشراف معلمه، يعمل، يسأل، ينجح و يخفق...الخ.
ومن الطرائق البيداغوجية الفاعلة التي ينصح المعلم على اعتمادها أثناء التدريس وفق المقاربة الجديدة -الكفاءات- طريقة حل المشكلات، وبيداغوجية المشروع.
1- بيداغوجية حل المشكلات:
يعتبر أسلوب حل المشكلات من أساليب التدريس الفاعلة في تنمية التفكير عند التلاميذ ثم إن عملية حل المشكلات، من العمليات الأكثر فعالية في إحداث التعلم لأنها توفر الفرصة المناسبة لتحقيق الذات لدى التلميذ، وتنمية قدراته العقلية، وصاحب هذه الطريقة هو المربي الأمريكي "جون ديوي" الذي يعرف المشكلة على أنها حالة وشك وتردد، تقتضي بحثا أو عملا يبذل في سبيل استكشاف الحقائق التي تساعده على الوصول إلى الحل
إن هذا التعريف يؤدي بنا إلى التساؤل: متى نفكر ؟ ولماذا نفكر ؟ والجواب: نفكر عندما تعترضنا مشكلات، ونفكر لكي نصل إلى حل هذه المشكلات.
أ- خصائص طريقة حل المشكلات:
تتميز هذه الطريقة بعدة خصائص هي:
- إثارة الدافعية للتعلم: فالمشكلة المطروحة تعد حافزا للبحث والتجريب، سواء بدافع التحدي، أو بدافع حب الاستطلاع وللكشف عن المجهول.
- تعلم المفاهيم: يتعرض المتعلم أثناء المعالجة والبحث عن الحل إلى كثير من المفاهيم، تمكنه من اكتساب المعرفة والمهارات المرغوب فيها.
- التعلم من خلال العمل: يعتبر المسعى من خلال المعالجة المنهجية لحل المشكل تعلما سواء كان ما فترضه المتعلم صحيحا أو خاطئا.
- الاستمتاع بالعمل: يتم الإقبال على المشكلة برغبة التعرف على الأشياء، وتعلم المهارات اللازمة، مما يؤدي إلى الاستمتاع بالعمل.
- توظيف الخبرات السابقة: يؤدي استخدام الخبرات إلى الترابط بين المعلومات السابقة واللاحقة، ويجعلها ذات معنى ودلالة عند المتعلم.
ب- خطوات طريقة حل المشكلات:
ومن أجل نجاعة هذه الطريقة ينبغي إتباع الخطوات الآتية:
- الشعور بالمشكلة.
- تحديد المشكلة وصياغتها في شكل إجرائي قابل للحل في صيغة سؤال.
- دراسة المشكلة واقتراح الفرضيات المناسبة لحلها.
- اختبار الفرضيات المناسبة.
- التأكد من صحة الفرضيات المقترحة لحل المشكلة.
- الوصول إلى حل المشكلة.
جـ- شروط المشكلة:يجدر أثناء اختيار المشكلة مراعاة الشروط التالية:
- يجب أن تتناسب المشكلة مع مستوى التلاميذ ومع مرحلة نموهم.
- يجب أن تكون المشكلة مستمدة من بيئة التلاميذ.
- يجب أن تعبر المشكلة عن حاجات واقعية يشعر بها المتعلم.
- يجب أن يكون التوجيه والتقويم جزء لا يتجزأ من عملية التعلم عن طريق حل المشكلات.
- يجب أن تؤدي دراسة المشكلة إلى مشكلات أخرى تحتاج إلى دراسات جديدة.
2- بيداغوجيا المشروع:
تعد بيداغوجيا المشروع من أهم الطرائق الحديثة في التدريس وتهدف إلى تكوين شخصية المتعلم وتعويده الاعتماد على النفس، في علاج المشكلات ودراستها، والتفكير في حلها.
" وترجع فكرة المشروع في التعليم إلى مربي القرن الثامن عشر والتاسع عشر، "كروسو" و "فروبل"، و غيرهم حين نادوا بحرية الطفل وجعله المحور الرئيسي في العملية التربوية ".
أ- التعريف بطريقة المشروع:
كان لفظ المشروع يستعمل في الأشغال التجريبية في أمريكا، ومن هناك انتقل المشروع إلى الميدان التربوي، وذلك بفضل الأمريكي "كلباتريك" الذي جعل طريقة المشروع كطريقة للتدريس "وعلى هذا الأساس يرى كلباتريك عن حاجة حقيقية يعبر عنها التلاميذ، فالمشروع في نظره تجربة علمية لها غايات، ونشاط يرمي إلى الإنتاج، يمتزج فيه النشاط العقلي بالنشاط الجسمي، في وسط اجتماعي يتضمن على علاقات اجتماعية يحقق نمو التلميذ وتكييفه مع المجتمع".
ب- أنواع المشاريع:
و يمكن تقسيم المشاريع إلى قسمين: (مشاريع فردية، مشاريع جماعية).
- فالمشاريع الفردية هي التي يقوم فيها كل تلميذ بتنفيذ مشروع لوحده كأن يطلب المعلم من كل تلميذ إنجاز دارة كهربائية، أو إنجاز مكعبات في حصة التربية التشكيلية، لاستغلالها في حصة الرياضيات.
- أما المشاريع الجماعية فهي الأعمال التي تستند إلى مجموعة من تلاميذ الفصل الواحد، ويتم فيها تفويج التلاميذ، بحيث يختار كل فوج المشروع الذي يرغب إنجازه تحت إشراف المعلم.
جـ- خطوات المشروع: يمر كل مشروع بعدة خطوات هي:
· اختيار المشروع: يقترح المعلم على التلاميذ مجموعة من المشاريع ويناقشها معهم، أو يختار التلاميذ المشاريع حسب رغباتهم وميولاتهم، ثم يقوم المعلم بتفويجهم.
· وضع خطة للمشروع: يقوم التلاميذ بوضع خطة لمشروعهم بمساعدة المعلم، ويتبعونها عند تنفيذ المشروع.
· تنفيذ الخطة (تنفيذ المشروع): وهي المرحلة التي يمارس فيها التلاميذ الخطة التي وضعوها للمشروع، ممارسة عملية للوصول إلى الإنجاز النهائي، وفي هذه المرحلة يتدخل المعلم من حين لآخر لتوجيه أعمال التلاميذ.
· الحكم على المشروع (تقويم المشروع): في النهاية وبعد تنفيذ خطة المشروع تأتي مرحلة تقويم المشروع لمعرفة مدى تحقيق النتائج المنتظرة من المشروع.
د- أهمية المشروع في الممارسة البيداغوجية: يمكن إجمال أهمية المشروعات البيداغوجية فيما يأتي:
- جعل المتعلمين مسؤولين عن تعلمهم ووضعهم في سيرورة تكوين مستمر.
- مراعاة الفروق الفردية في منهجية العمل، واستعمال الفوج كأداة لبناء المعرفة وتطويرها.
- إعطاء معنى (دلالة) لما يقترح على التلاميذ من أنشطة، أي أنهم سيدركون لماذا يتعلمون ما يتعلمون.
- " تنمية القدرات العلائقية للتلاميذ، لأن إنجاز المشاريع يسمح لهم بتبادل الآراء وقبولها، والتعاون و التوفيق بين الحاجات الفردية وحاجات الجماعة وتطوير التفكير النقدي ".
* فـن التدريس:
إن ما يميز بين التدريس وبين غيره من المهن الأخرى أمران هامان، أولهما أن المعلم يعمل على إيجاد حلقة وصل بين المدرسة وبين المجتمع من حوله، وأن على الطرفين أن يتعاونا بما فيه المصلحة العامة فضلا عن مصالح الفرد الخاصة، وثانيهما أن يتعرف على مرحلة الطفولة بأطوارها الثلاثة خصوصا منها المرحلة الثالثة الممتدة بين سن السادسة والثانية عشر، وما تتميز به من الناحية السيكولوجية، ويتعرف على خصائصها من الناحية العقلية والوجدانية والحس حركية.
ويعد التدريس عملية صعبة شاقة، وهي كذلك عملية معقدة إنها لا تتطرق للحاضر وتعالجه بمعزل عن الماضي، أو بمعزل عن المستقبل، إنها عملية تفيد من خبرات الماضي وتجاربه لمعالجة الحاضر والإعداد للمستقبل، وهي كذلك عملية لا تتم داخل الصف بمعزل عن البيئة المدرسية، أو الأسرية أو البيئية المحلية أو البيئة العالمية أو على مداها الواسع.
" ولا تقتصر عملية التدريس على التفاعل بين المعلم وتلاميذه داخل حجرة الصف، وضمن أسوار المدرسة، ولكنها تتم كذلك بالتفاعل بين التلميذ ووالديه وأفراد أسرته، ومن هم في بيئته المحلية، والبيئة في العالم الأوسع من حوله "، كما تتأثر بما عند التلميذ من قدرة على الاستكشاف وما عنده من حب الاستطلاع، وما يقوم به من ملاحظة، لما يحدث حوله، أو يسمع به، أو يفكر فيه أو يراه.
" ويتطلب التدريس الكثير من التأمل والتفكير العميق، وليس هناك من أمل ليصبح الواحد منا مدرسا مميزا، من خلال إتباع أساليب مقننة في تدريسه، ضمن أسس وقواعد روتينية موروثة".
إن لب عملية التعليم وجوهرها هو الشعور مع التلاميذ والرأفة بهم والحرص عليهم وبذلك يستطيع المعلم أن يقع على الخطأ و يصححه، وأن يواجه العوائق، ويتغلب عليها و بدون ذلك فلا يمكن تعويض ما يفوتنا من عملية التدريس، أو ما نقع فيه من أخطاء، حتى ولو امتلكنا مهارات تقنية عديدة.
مهارات التدريس:
" التدريس فن و مهارات مختلفة، تشمل جوانب متعددة في العملية التعليمية التعلمية، وتبرز هذه المهارات لدى المعلمين في شكل سلوكات يقومون بها أثناء أدائهم التربوي، وتختلف هذه السلوكات وتتعدد، حسب سيرورة الدرس أو العمل التربوي، بحيث يلاحظ على المدرس مهارات تتطلب سلوكات يقوم بها في بداية الدرس، تختلف عن السلوكات التي يقوم بها في أثنائه، أو في نهايته".
وبما أن التدريس فن مهارة، فإننا نجد المدرس الواحد يكيف سلوكاته وينوعها، ويبدع فيها حسب مقتضى الحال، ولذلك يصعب جدا حصر هذه المهارات والسلوكات في قائمة محددة غير أنه يمكن ذكر أهم المهارات والمتمثلة فيم يلي:
- اختيار الوضعية المناسبة. - اختيار المكتسبات القبلية وحسن توظيفها. - الزمن الكافي.
- استقطاب انتباه المتعلمين. التشويق. -وضوح الشرح بما فيه مهارة استعمال السبورة والوسائل.
- التدرج في بناء التعلمات.-التقويمات المرحلية والخلاصات.-سلامة اللغة والمصطلحات المستعملة.
- ضبط الوقت.- تطبيق مبدأ تعليم- تعلم.-التحكم في فنيات إلقاء السؤال.-التحكم في تسيير القسم.
- مساعدة التلاميذ للوصول إلى النتائج.-حسن اختيار التمارين والتطبيقات.
- التنويع في التطبيقات.-إدماج المكتسبات.
* التخطيط لعملية التدريس:
و تعني اختيار أنشطة تعليمية/ تعلمية تنمي تفكير التلميذ، وتثير دوافعه وعلى نوعية التخطيط والالتزام به يتوقف نجاح المعلم عند التنفيذ وتخطيط الدرس، يعني أيضا ربط الوسائل والأنشطة بالكفاءة المقصورة واحترام الوقت المخصص للدرس.
ومن فوائده أنه:
- يبعد عن العشوائية.
- يحفز المتعلم ويشوقه.
- يوضح الرؤيا للمعلم فلا يتعثر في طريق تدريسه.
- يجنب الارتباك وضياع الوقت.
- يسهل عملية التقويم.
- يمنح الثقة للمعلم.
* ومن أجل تحقيق الأهداف المنتظرة من عملية التخطيط، يجب على المعلم القيام بتهيئة بيداغوجية تسهل سيرورة الحصة التعلمية، التي تشمل الكفاءة وعناصرها وفق المراحل التالية:
- الكفاءة الخاصة بالوحدة التعليمية. عناصر الكفاءة. معايير الأداء.
- النشاطات المقترحة. المعارف المستهدفة. الوسائل التعليمية. الأساليب التعليمية.
- التقويم.
* كيف يبني المعلم خطة درسه ؟
أ- يقرأ الموضوع في كتاب التلميذ، أو في سند آخر.
ب- يجيب عن التساؤلات التالية:
* لماذا يتعلم التلاميذ هذا الدرس ؟ (تحديد الكفاءة القاعدية).
* ماذا يتعلمون منه ؟ (تحديد مؤشرات الكفاءة).
* كيف يستعملون ؟ (تحديد مراحل وخطوات الدرس).
* هل تعلموا فعلا ؟ (تحديد وسائل التقويم).
* كيف نسهل لهم التعليم (تحديد الوسائل).
نشاط الإدماج:
إن دور المدرسة لا يتمثل في تدريس أشياء لمطالبة المتعلمين بعد ذلك بإرجاعها كما هي، بل يتعلق الأمر بمساعدتهم على استعمال مكتسباتهم في وضعيات مدرسية أو غير مدرسية في هذا الإطار تبرز أهمية الإدماج التي تسعى إلى التفكير في كيفيات اكتساب المعارف في القسم، وفي نفس الوقت في مسألة تحويل هذه المعارف.
و النشاط الإدماجي هو نشاط تعلمي، وظيفته الأساسية تتمثل في جعل المتعلم يجند مجموعة من المكتسبات (معارف، مهارات ومواقف) تحصل عليها في تعلمات منفصلة، يتعلق الأمر إذن بفترات تعلم تهدف إلى إدماج مكتسبات مختلفة وإعطائها معنى.
" ويعد الإدماج مفهوما بيداغوجيا يعطي قيمة إضافية لمقاربة التدريس بالكفاءات، إذ أن التعلم وفق هذا المنظور يسعى إلى أن يكتسب المتعلم كفاءات من خلال مكتسباته القبلية ومكتسباته الجديدة".
ويمكن تعريف الإدماج على أنه العملية التي بواسطتها نجعل عناصر منفصلة ومختلفة مرتبطة فيما بينها، لكي تعمل بشكل منسجم لبلوغ هدف محدد، ويفيد الإدماج بيداغوجيا توظيف التلميذ مختلف مكتسباته المدرسية وتجنيدها بشكل مترابط، وفي إطار وضعية ذات دلالة " ويكون المتعلم هو الفاعل في إدماج المكتسبات وليس المعلم، و لا أي تلميذ عوض آخر، يعني ذلك أن إدماج المكتسبات عملية شخصية في أساسها كما لا يمكن إدماج إلا ما هو مكتسب بصورة جيدة، ومعنى ذلك أن على المعلم أن يتيح للمتعلم الفرص الملائمة، والأدوات اللازمة التي تسمح له باستثمار مكتسباته".
مفهوم بيداغوجيا الإدماج:
" ونعني بالإدماج أيضا إقامة روابط بين التعلمات بغية حل وضعيات مركبة، بتوظيف المعلومات والمهارات المكتسبة.
إنها تعني أن البيداغوجيا المستعملة (الإدماج) ترمي إلى قيام التلميذ باستجماع مكتسباته وتنظيمها ليوظفها في وضعيات مركبة، تسمى الوضعيات الإدماجية".
وهذا يعني أيضا أنه لا وجود للإدماج إلا بوجود عدة تعلمات لمعارف ومهارات وسلوكات وكفاءات موادية ولا وجود للإدماج إلا بوجود وضعية مركبة جديدة تتطلب من المتعلم تجنيد ما تعلمه من معارف ومكتسبات.
إذن الإدماج عملية داخلية، شخصية يقوم بها المتعلم لنفسه، وهذه العملية هي التي تسمح له بمواجهة وضعيات جديدة في الحياة الدراسية أو العملية.
فإذا لم يتعلم المتعلم الإدماج، فلن يذهب إلى أبعد من استرجاع المعلومات أو حل التمارين المدرسية، وسوف لن يكون قادرا على مواجهة وضعيات جديدة.
خصائص الإدماج:
1- يتضمن مفهوم الإدماج فكرة التبعية المتبادلة بين مختلف العناصر التي نود إدماجها، ويتم ذلك بإبراز النقاط المشتركة بين هذه العناصر والكشف عما يربط بينها، ومن ثمة تمتين روابطها وتقريب بعضها إلى عض دون المزج بينها أو إذابتها.
2- تتمثل الخاصية الثانية الإدماج في التنسيق المنسجم الذي ينبغي أن يطبع حركية العناصر المختلفة، وذلك بتكامل بعضها البعض.
3- يتضمن مفهوم الإدماج فكرة القطبية، بمعنى أن تفعيل العناصر لا يتم بشكل عفوي بل يكون لأجل غرض محدد وبصفة خاصة، قصد بلوغ دلالة معينة.
مميزات نشاط الإدماج: يمتاز نشاط الإدماج بأنه:
1- نشاط يكون فيه الفاعل هو التلميذ، بحيث يجند فيه كل مكتسباته لإنجازه.
2- نشاط تجند فيه مجموعة من المكتسبات، فالتلميذ يجند مكتسبات من مختلف الأنواع ( معارف، اتجاهات، مهارات، آليات...) وذلك بشكل مترابط.
3- نشاط موجه نحو كفاءة أو هدف ختامي إدماجي: أي أن النشاط ينبغي أن يهيئ التلميذ بشكل مباشر لممارسته الكفاءة.
4- نشاط يتصف بالطابع الدلالي، فالوضعية الدلالية تكون قريبة من محيط المتعلم، وتجعله يلعب دورا فيها وتوجهه نحو تحقيق هدف ما.
5- نشاط مرتبط بوضعية جديدة: ينبغي أن تكون الوضعية المختارة قد حلت من قبل جماعيا أو فرديا، حتى لا يكون النشاط مجرد إعادة أو تكرار.
أهمية النشاطات الإدماجية:
إن تطوير الكفاءة عند التلميذ يعني جعله مؤهلا لحل وضعية إشكالية ذات دلالة، هذه الوضعية هي وضعية مركبة، ينبغي أن يتعلم التلميذ حل هذا النوع من الوضعيات من خلال نشاط منظم لهذا الغرض، لأن إدماج عدة مكتسبات بصفة تلقائية ليس في متناول كل التلاميذ رغم أنهم يعرفون كل العناصر الضرورية للحل ويمكن إبراز أهمية نشاط الإدماج في مايلي:
- إبراز الفائدة من كل تعلم نفعي.
- الربط بين النظري والتطبيقي.
- الكشف عما ينبغي تعلمه في المستقبل.
- إبراز أهمية المواد المختلفة (رياضيات، علوم، فيزياء...).
مستويات إدماج المكتسبات:
مستوى إدماج المكتسبات مرتبط بثلاثة مفاهيم هي: (العمل والفهم والاستقلالية).
- العمل (الممارسة): يرتبط إدماج المكتسبات بشكل متين بقدرة المتعلم على التصرف، وإنجاز النشاطات التي تجعله يدرك الفائدة من مكتسباته " وللعلم أن كل نشاطات التعلم التي ستخطط وتنظم في علاقة بالكفاءة ستكون نشاطات تساعد على إدماج المكتسبات، ومن النشاطات الموافقة لهذه المقاربة نذكر إعداد المشاريع وتنفيذها، حل المشكلات المعقدة".
- الفهم: المكتسبات القاعدية تسمح لاكتساب الكفاءة، وتعد شرطا لإدماج المكتسبات وينبغي أن تقع في مرحلة سابقة للإدماج وكمثال على ذلك: لا يمكن للمتعلم أن يكتب في حصة للإملاء دون أخطاء بدون أن يفهم قواعد الإملاء.
لذا نستنتج أن العمل (الكفاءة) والفهم (المكتسبات القاعدية) جزء لا يتجزأ من الكفاءة.
- الاستقلالية: إن الاعتماد على النفس ضروري، ويعد من المؤشرات التي تبين بأن إدماج المكتسبات قد تم فعلا، غير أنه في مرحلة الإدماج لا تكون الكفاءة كاملة، فالمتعلم يجرب قدراته، ويكون بحاجة إلى المساعدة وهنا تتجلى أهمية التقويم التكويني، وتَدَخُّلْ المعلم لمعالجة النقائص والصعوبات وتشجيع التقدمات.
ولكي يتجسد الإدماج ينبغي مراعاة الشروط الآتية:
1- ينبغي أن يكشف للمعلم بأن مختلف المشكلات التي يعمل على حلها متشابهة.
2- ينبغي توجيه انتباه المتعلم إلى المعطيات الأساسية عوض الثانوية (السطحية) منها.
3- من المستحسن أن يكون المتعلم متعودا على مجال المعرفة الذي تنتمي إليه المشكلات الواجب حلها.
4- ينبغي أن تصاحب الأمثلة المقترحة على المتعلم بقواعد من صياغة هذا الأخير.
5- من الأحسن أن يتم التعلم في إطار اجتماعي.
أنماط الإدماج:
الإدماج نمطان: الإدماج العمودي، والإدماج الأفقي.
" فالإدماج العمودي يتعلق باكتساب المتعلم في البداية مجموعة من الكفاءات القاعدية في مواد مختلفة، ستمارس من خلال تنفيذ البرامج في وضعيات متنوعة، وذلك حسب طبيعة المهام المراد تنفيذها".
مثال: - تركيب جمل من كلمات أو إنتاج نص في نشاط اللغة.
- حل مشكلة في الرياضيات.
" أما الإدماج الأفقي فهو يساير الإدماج العمودي بشكل تدريجي، ويتم فيه تدعيم المكتسبات بواسطة الكفاءات المرحلية المرتبطة بتنفيذ مهام تتطلب من المتعلم التحكم في عدد معين من الكفاءات".
مثال: عند مطالبة التلاميذ بتنفيذ مشروع يتمثل في إنجاز بطاقة الهوية ستدمج في هذا المشروع مواد مختلفة هي:
- اللغة: وتتعلق بالكتابة السليمة من الأخطاء.
- التربية المدنية: وتتعلق بالوقوف على مهام البلدية والدائرة ودورها في المجتمع.
- الرياضيات: البطاقة ستنجز وفق مقاييس معينة، يستعمل المتعلم حينها وحدات الطول.
مايميز وضعية إدماج عن وضعية تعلم
وضعيـة تعلـــم
وضعيـــة إدمــاج

2- بناء وضعية إدماج:
إن بناء وضعية إدماج يتمثل أساسا في اختيار صياغة (نص، تمثيل، جدول، تصميم...) يجد المتعلم نفسه فيها أمام وضعية من الوضعيات التي تخص الكفاءة المستهدفة ويتم ذلك بإتباع الخطوات التالية:
- حصر الكفاءة المستهدفة.
- تحديد التعلمات التي نريد إدماجها (المعارف والسلوكات).
- اختيار وضعية ذات دلالة تعطي للمتعلم فرصة لإدماج ما نريد إدماجه فعليا.
- تحديد كيفية التنفيذ مع الحرص على أن يكون المتعلم في صلب النشاط مع إبراز:
- ما يقوم به التلاميذ.
- ما يقوم به المعلم.
- الوسائل.
- التعليمات.
- تنظيم العمل داخل القسم.
- مراحل العمل.
أمثلة لوضعيات إدماجية:
وضعية إدماجية (1) (جغرافيا):
· تريد وكالة سياحية أن تنجز وثيقة إشهارية لجلب السواح إلى الجزائر، تبرز فيها خصائص البلد الطبيعية المنتوعة.
· اعتمادا على مكتسباتك القبلية، ساعد الوكالة بجملة من الملاحظات حول الخصائص الطبيعية للجزائر، وأرسم خريطة للجزائر تبرز فيها تلك الملاحظات
وضعية إدماجية (2) (رياضيات):
جمع فلاح Kg 200 من الزيتون، يريد أن يحول هذا الزيتون إلى زيت الفلاح الاختيار بين معصرة تقليدية ومعصرة حديثة بحيث: - في المعصرة التقليدية يحصل على 20 لترا زيت من كل Kg 100 زيتونا مقابل منح صاحب المعصرة 5 سنتلترات زيت لكل g2500 زيتونا.وفي المعصرة الحديثة يحصل على 25 لترا زيت من كل Kg 100 زيتونا مقابل منح صاحب المعصرة 10 سنتلترات زيت لكل g 2500 زيتونا.
- ساعد الفلاح على اختيار المعصرة الأكثر مردودية بالنسبة إليه.
وضعية إدماجية (3) ( لغة عربية):زميلك في القسم قليل الكلام منطو على نفسه لا يحب المرح، ولا يريد اللعب، فشغلك أمره، وصرت تتقرب منه باستمرار لتعرف ظروفه، إلى أن بادلك الحديث، وحكى لك شيئا عن ظروفه الأسرية،
فاستنتجت سبب انطوائه.
التعليمية:أكتب موضوعا لا يتجاوز عشرة أسطر تحكي فيه ما سمعته عن ظروفه الأسرية، مستعملا كان وظرفي الزمان والمكان.
كيفية إعداد نشاط إدماجي:
إعداد نشاط الإدماج يتمثل أساسا في اختيار صياغة (نص، تمثيل، جدول، تصميم...) يجد المتعلم نفسه فيها أمام وضعية من الوضعيات التي تخص الكفاءة المستهدفة ويتم ذلك بإتباع الخطوات التالية:
- حصر الكفاءة المستهدفة.
- تحديد التعلمات التي نريد إدماجها (المعارف والسلوكات).
- اختيار وضعية ذات دلالة تعطي للمتعلم فرصة الإدماج ما نريد إدماجه فعليا.
- تحديد كيفية التنفيذ مع الحرص على أن يكون المتعلم في صلب النشاط مع إبراز: (ما يقوم به التلاميذ ما يقوم به المعلم، الوسائل، التعليمات، تنظيم العمل داخل القسم مراحل العمل).


=========


>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك وجازاك الله خيرا

=========


>>>> الرد الثالث :

بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الخامس :


=========