عنوان الموضوع : علوم شرعية سنة 2 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
أريد دروس العلوم شرعية ملخصة للثلاثي الثالث
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
[size="6"][انا تاني كيفك راني نحوس عليهم[[/size]
=========
>>>> الرد الثاني :
السلام عليكم
اي دروس تبحث اخي انا في الخدمة
=========
>>>> الرد الثالث :
من فضلكم دروس الالجتماعيات
=========
>>>> الرد الرابع :
اي دروس اذ تحوس على الحربين العالميتين الغدة انشاء الله نكتبهملك اوكي
سلام
=========
>>>> الرد الخامس :
كلنا في الانتظار لأن الاختبارات علة الأبواب
=========
خويا وعلاه ما تحملش مذكرات العلوم الشرعية للسنة الثانية ثانوي
درك نحطلك الرابط ان شاء الله
تفضلوا https://www.4shared.com/document/Dd7..._2_online.html
شكرا فريولة كنت باغي نكتب الدروس الاخيرة
السلام عليكم
العفو مصطفى
و أخيرا لقتيك فاتح ؟ لاباس عليك خويا ؟
راني بالف صحة و عافية و انتي كيفك يا الغالية
الحمد لله
أنا تاني بخير .... شكرا على السؤال
وفقكم الله
دور الأسرة في تربيّة المجتمع وتنميته
2) دور الأسرة نحو المجتمع:
للأسرة الدور الرئيسي في تنمية المجتمع وتربيته، ولا يصح لها الاتكال على المدرسة أو على المؤسسات التربوية الأخرى لتوجيه الأبناء وتعويدهم على مقوّمات المجتمع الصالح. ومهما يكن أفراد الأسرة منغمسين في أعمالهم وانشغالاتهم، إلا أن ذلك لا يُسقط عن كاهلهم تخصيص الوقت الكافي لتنشئة الأبناء التنشئة الصالحة. وعندما يكون لدينا مجتمع تتكامل فيه مسئوليات الأسرة مع المسئوليات التربوية للمؤسسات التعليمية، وتشترك فيه الأسرة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في أخذ زمام المسئولية في هذا المجال نستطيع بذلك أن نضع الخطوات الصحيحة على درب بناء مجتمع متقدم وزاهر يعيش ويسعد فيه كل فرد.
فالأسرة تمثل الجماعة المرجعية الأولى والإطار الأساسي في بناء شخصية الفرد وتكاملها، ومن أهم المجالات التي ينبغي للأسرة التركيز عليها لتعزيز تربية المجتمع الصالح في أطفالها ما يلي:
أولاً: التنشئة الاجتماعية:
يولد الفرد ويتزوّد بالخبرات من خلال التفاعل مع الأخريين، وهذا التفاعل الذي يؤثر في بناء شخصيته التي تتحكم في سلوكه الاجتماعي فحينما يوجد الفرد مع شخص آخر فإن وجود هذا الشخص يكون له تأثير قوي على كيفية سلوكه، واستجاباته ولما كانت الأسرة هي إحدى المؤسسات الاجتماعية التي تسجّل حضوراً بارزاً في التأثير على سلوك الأفراد وتنشئتهم كما أنها تمثل الوسيط الرئيس بين شخصية الفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه الفرد فمن خلالها تـنقل قيم المجتمع وأنماط السلوك فيه.
وتعدّ الأسرة اللبنة الأولى في قاعدة أيّ مجتمع من المجتمعات الإنسانية ويستحيل أن يتكوّن المجتمع أو يحتلّ مركزاً مرموقاً من دون الأسرة، كما أن المجتمع يسمو ويتميز بما يحمله أفراد أُسَرِهِ من طابع ثقافي وحضاري كما أنه يمُنى بالتأخر والانحطاط إن أصيب أبناء أُسَرِهِ بالتخلف الفكري والعلمي.
ثانيا: مراعاة الظروف الاقتصادية:
تؤدي الظروف الاقتصادية بالفرد أن يسلك سلوكاً تبعاً لتلك الظروف وكلما تحسّن المستوى الاقتصادي للفرد فإننا نتوقع أن يسلك سلوكا يتّفق مع معايير المجتمع، ولتحسين المستوى الاقتصادي للفرد لابد من أن تهيئ له فرص العمل وإشغال فراغه، وإن اندماج الفرد في بيئة العمل يحقّق له مكاسب خارجية كالمال وداخلية كالرضا الشخصي، ولما كان العمل مجموعة من الأنشطة التي يزاولها الأفراد داخل البناء للاجتماعي من أجل بناء المجتمع واستمراره فإن مزاولة الفرد تتيح له بناء علاقات اجتماعية ولو استغلّت هذه العلاقات بشكل إيجابي من خلال روح التعاون ستظهر آثار ذلك على شخصية الفرد.
إن دخل الفرد وطبقته الاجتماعية تحدد طريقة تفكيره وتؤثّر في آرائه وأفكاره و أدواره الاجتماعية واتجاهاته النفسية كما يحدّد الدخل نشاطات الفرد ونوع علاقاته وبالتالي يرسم ملامح السلوك له.
ولأجل ذلك على الأسرة أن تراعي هذا الأمر وتوجّه أفرادها نحوه وجهة سليمة وصحيحة.
ثالثا: احترام خصائص المجتمع التاريخية والحضارية:
إنّ لكل مجتمع إرثاً حضارياًّ وهذا الإرث الحضاري يكون أساساً لتحديد معايير السلوك، ومن خلالها ينمو الفرد ويتطوّر في إطار اجتماعي يشمل القوانين والأنظمة والعادات والحضارة الخاصة بهذا المجتمع.
إنّ الحضارة بمعناها العام تشمل العادات والتقاليد والأنظمة والقيم التي تقبلها أفراد مجموعة من الناس تعيش في بيئة وفي وقت معينين، فالأفراد الذين يعيشون في المجتمعات التي أغلبيتها مسلمة وهم مسلمون لديهم مجموعة من التعاليم الدينية والأنظمة التي وردت في القرآن الكريم، يلاحظ من كانت التنشئة التي انشأ عليها صحيحة يقدّس تلك التعاليم ويسير على نهجها وهذه التعاليم قد تبدو غريبة لمن لم يكن مسلما لذلك ورد في معنى الحديث الشريف ( ما من مولود إلا ويولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ..) رواه البخاري، لذلك أصبحت التعاليم الدينية معايير اجتماعية توارثها جيل عن آخر فكل حضارة لها معاييرها الخاصة بها.
واليوم ونحن نعيش في عصر العولمة والتقدم التقني في مجال الاتصال والفضائيات على الأسرة الانتباه لذلك واستخدام هذا التطور بما يضمن إكساب الفرد معايير اجتماعية تتّفق مع واقعنا المسلم.
رابعا: تزويد الفرد بالمهارات والمواقف الأساسية:
ومن أهمّ مسئوليات الأسرة إعداد الفرد ولاسيما الناشئة نفسياً وجسمياً وعاطفياً واجتماعياً، وذلك بواسطة تغذيته بالأسس السليمة للحياة والعمل في المجتمع وتزويده بالمهارات والمواقف الأساسية التي يحتاجها، للتفاعل مع متطلبات ومحددات الثقافة المجتمعية. وبذلك يستطيع الفرد أن يتعايش في مجتمعه عن طريق كسب الاحترام الاجتماعي له ولإمكاناته. ومن هنا يبدأ في الانتماء إلى بيئته الأوسع وإلى مجتمعه ووطنه من خلال الترابط بين ما اكتسبه في بيئته الأولى وهي الأسرة وبين المكنونات المجتمعية لهويته الدينية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بوطنه. ومن ثم يبدأ في التكيّف السلس والسهل مع مسئولياته الوطنية.
3) آثار اهتمام الأسرة بالمجتمع:
إكساب الفرد الكفايات الأساسية التالية التي تمكنّه من أن:
ـ يتحلى بالخلق الرفيع ويستعمل العقل في الحوار ويحترم آراء الآخرين.
ـ يتحمل المسؤولية، يؤدّي واجباته، ويتمسّك بحقوقه، ويؤمن بمبادئ العدالة الاجتماعية.
ـ يعمل بروح الفريق، ويمارس العمل الجماعي والتطوعي في حياته.
ـ يؤمن بالوحدة الوطنية باعتبارها ضرورة حتمية للتقدم.
ـ ينتمي لوطنه الذي نشأ فيه، وأمّته العربية والإسلامية.
ـ يهتم بمشكلات بلده، ويحمي انجازاته، ويحافظ على استقراره.
ـ يقدر المصلحة العامة، ويقدّمها على مصلحته الخاصة، ويضحي من أجل الصالح العام.
4) أسئلة المناقشة:
ـ ما معنى الأسرة في مفهوم الإسلام ؟
ـ ما هو دور الأسرة نحو جميع أفرادها ؟
عندما لا تستمر الأسرة
1 ـ تعريف الطلاق:
الطلاق هو رفع قيد الزواج في الحال أو في المآل بلفظ يفيد ذلك صراحة أو كناية.
2 ـ حكم الطلاق:
الطلاق مشروع بالكتاب والسنة.
قال الله تعالى: ( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) سورة البقرة الآية 229.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) رواه أبو داود.
3 ـ الحكمة من مشروعية الطلاق:
هنا بعد أن فشلت جميع محاولات الإصلاح شرع الإسلام الطلاق استجابة لأمر الواقع الذي يفرضه، دفعا للضرر وإزالة للنزاع وحلا للمشكلات التي يعسر حلها إلا بالطلاق، ودرءا للشرور الحادثة، وبراءة أحد الزوجين من الآخر إن كان في دوام المعاصي لله تعالى.
فكان تشريع الطلاق رحمة من الله تعالى. فالطلاق مشروع للحاجة، ومكروه عند عدم الحاجة.
4 ـ أسباب الطلاق:
أثبت الباحثون أن معظم حالات الطلاق تنشأ من الأسباب الآتية:
ـ الخيانة الزوجين بسبب ضعف الوازع الديني والأخلاقي.
ـ قلة العلم بقدسية الحياة الزوجية ونقص التجربة.
ـ الاختلاف الثقافي وتباين المستوى العلمي بين الزوجين.
ـ عدم قيام الزوجين بالواجبات الزوجية التي فرها الإسلام على الزوجين.
ـ ابتلاء أحد الزوجين بالعقم.
5 ـ بعض أحكام الطلاق:
ـ أن يقع الطلاق في طهر لم يمسها فيه، ويحرم الطلاق في الحيض أو النفاس، قال عز وجل: ( يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأََحْصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ ) سورة الطلاق الآية1.
ـ أن يطلق الرجل امرأته طلقة واحدة ولا يتبعها بطلقة عملاً بقوله تعالى: ( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) سورة البقرة الآية 229.
ـ للمطلق الحق أن يراجع زوجته وأن يتوارثان إن لم تنته عدتها بعد.
ـ لا يحل للرجل أن يخرجها من بيتها حتى تنته العدة، قال الله تعالى: ( لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَاتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) سورة الطلاق الآية 1.
ـ إذا وقع الطلاق صحيحاً وجبت على المرأة العدة، وعدة المرأة أنواع تختلف باختلاف حالها، ( يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأََحْصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ ) سورة الطلاق الآية1.
من المشكلات الأسرية
1) تعريف النفقة:
هي كفاية من يموّنه الشخص من الطعام والشراب والكسوة والسكن والدواء.
وهي توفير كل ما تحتاجه النفس والأهل من زوجة وأبوين وأولاد من ضرورات الحياة.
2) أنواعه النفقة:
ـ نفقة تجب على النفس، وتقدم على غيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) رواه مسلم.
ـ نفقة تجب على غير النفس من زوجة أوأولاد أو أبوين. قال الله تعالى: ( وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) سورة الإسراء الآية 23. وقال عز وجل: ( وَعَلَى المَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفِ ) سورة البقرة الآية 223.
3) أحكام النفقة:
ـ تشترط النفقة للزوجة: إذا كان عقد الزواج صحيحاً أما إذا طلقت يشترط أن تكون في العدة وكان الطلاق رجعياً. وألا تكون ناشزاً ولا مرتدة عن دينها.
وتجب النفقة للزوجة بقدر الكفاية.
ـ تشترط النفقة للولد: إذا كان الأب موسراً قادرا على النفقة. وأن يكون الولد معسراً، عاجزا عن الكسب.
ـ تشترط النفقة لوالدين إذا كانا معسرين عاجزين عن الكسب وكان الولد قادراً على الكسب غير عاجز.
الحضــانة.
1) تعريف الحضانة:
هي الاعتناء بمن لا يستقل بأمور نفسه، وتربيته التربية الروحية والنفسية والعقلية كي يقوى على النهوض بتبعات الحياة.
2) حكم الحضانة:
الحضانة واجبة وضرورية لما لها من مصالح الصغير والصغيرة والمعتوه، عن عبد الله بن عمرو أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: ( يا رسول الله إن غبني هذا كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء ( يضمّه ) وإن أباه طلقني وأراد أن ينزعه مني، فقال: أنت أحق به ما لم تنكحي ) رواه أحمد والترمذي.
3) حكمة الحضانة:
شرع الإسلام الحضانة ورغب فيها للحفاظ على الولد وللاعتناء به وتربيته التربية الكاملة في حضن أبويه ولدفع عنه الضرر المادي والمعنوي ولتنظيفه من كل الأوساخ، ووقايته وعلاجه من كل الأمراض، كي ينشأ عضواً صالحاً للمجتمع ولا يترك للفساد والانحراف.
4) المستحقون للحضانة:
الذين يستحقون الحضانة هم على الترتيب التالي:
ـ من النساء: الأم ثم الجدة لأم، ثم الخالة، ثم الجدة لأب وإن علت، ثم الأخت، ثم العمة، ثم ابنة الأخ، ثم الوصي.
ـ من الرجال: إن لم يكن أحد من النساء السالفات، انتقلت الحضانة إلى الرجال بدءاً بالوصي، ثم الأخ الشقيق أو الأخ لأم أو الأخ لأب، ثم الجد لأب، ثم ابن الأخ المحضون، ثم العم فابنه، ولا حضانة لجد لأم ولا لخال.
5) حكمة تقديم الأنثى على الذكر:
قدم الإسلام الأنثى على الذكر في الحضانة لأنها أشفق على الولد وأهدى للتربية، وأصبر على القيام بأحوال الولد، ولأن فطرتها تميل إلى ملازمة الأطفال وحبهم.
6) شروط الحضانة:
ـ أن يكون الولد لا يستقل بأمور نفسه ولا يستطيع دفع الضرر عن نفسه لصغره أو جنونه. فإن كان بالغاً عاقلاً يختار الإقامة عند من شاء من أبويه إذا كان رجلاً ويستطيع أن يستقل بذاته، وأما الأنثى لا يجوز لها الانفراد عن أهلها حتى تتزوج.
ـ أن تكون المرأة الحاضنة حرة وعاقلة وبالغة وقادرة على الحضانة وأمينة في خلقها. وأن تكون رشيدة، فلا حضانة للسفيهة.
ـ ألا تكون المرأة متزوجة بأجنبي عن الصغير.
ـ أن تكون الحاضنة ذات رحم محرم من الصغير كأمه أو جدته، فلا حضانة لبنت العم
الرضــاع
1) تعريف الرضاع:
الرضاع هو وصول لبن المرأة إلى جوف من لم يفطم ( لم يصل سنه إلى الحولين ).
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يتم بعد احتلام ولا رضاع بعد فطام ).
2) حكم الرضاع:
لبن المرأة يعتبر غذاءً كاملا للولد الصغير، والأم هي أقرب الناس لأولادها، من أجل ذلك كله الرضاع في حق الأم واجب وضروري قال الله تعالى: ( وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) سورة البقرة الآية 233.
3) مدة الرضاع:
مدة الرضاع التي حددها القرآن الكريم هي سنتان كاملتان فقط، وهذه المدة ليست واجبة لقوله تعالى: ( لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) سورة البقرة الآية 233.
4) أجرة الرضاع:
إذا لم تستطع الأم إرضاع ولدها لسبب أو لآخر، وجب على والد أن يستأجر مرضعة لولده ويدفع أجرة الرضاع. قال الله تعالى: ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) سورة الطلاق الآية 6.
ثانياً: الاحترام: تبادل الاحترام والتوقير والإحسان، سواءً من جانب الصغير للكبير، أو من جانب الكبير للصغير، فإن الاحترام والإحسان يزرعان بذور الشعور بالشخصية، ويغرسان أوتاداً توطّد العلاقات الأسرية بين الأفراد. فإنّ الأسرة إذا غادرها الاحترام، وهجرها الإحسان لابد أن تتفاعل فيها عوامل الانهيار والهدم.
نعمة العقل وكيف نحافظ عليها
1) مفهوم العقل:
ـ قال ابن منظور العقل هو الحجر والنُهَى وضده الحمق.
ـ وأما العقل في الاصطلاح: هو الملكة العليا للمعرفة.
وهو ذلك الجهاز الهائل الذي عند الإنسان، وتلك الملكة الرائعة التي وهبها الله تعالى للإنسان، فهو رئيس الجسم، الذي يقود الإنسان إلى الخير ويهديه إلى الصلاح.
2) تكريم الله للإنسان:
تميز الإنسان بعقله عن سائر المخلوقات إكراماً له وإجلالاً وتقديراً، كل ذلك فظلا من الله العلي القدير، ثم دعاه إلى إعماله فيما يرضي خالقه، فدعاه إلى التفكر والتدبر والنظر في أرجاء ملكوته، ليذكره دائما، وكي يفقه الإنسان أن كل شيء يسير بإرادة الله تعالى ورحمته سبحانه، فقال عز وجل: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الاَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا وَآذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الاَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُورِ ) سورة الحج الآية 46.
3) حث القرآن على استعمال العقل: إن الله وضع أمام أبصارنا دلائل حكمته وبينات قدرته .. واستنهض عقولنا للنظر في آياته وبدائع صنعه.. ومنحنا فرصة ثمينة خاصة في هذا العصر الذي نفذ فيه الإنسان إلى أكثر الأسرار لتحصيل الهداية ومعرفة الخالق بالتأمل في المخلوق.
غير أن نظام التفكير الذي يبدو مختلا لدى جمهور عريض من الناس صرفهم عن الحق.. فإذا هم ينسبون إلى الطبيعة ما كان يجب أن ينسب إلى الله الخالق الحقيقي. قال الله تعالى: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَاخْتِلافِ اليْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالاَرْضِ لَآياتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) سورة البقرة الآية 164. وقال عز وجل: ( وَفِي الاَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمُ أَفَلَا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالاَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) سورة الذاريات الآية 20/23.
4) حفظ الإسلام للعقل:
بناء على الذي سبق وعلى دعوى الإسلام إلى التفكير والنظر واستعمال العقل، سدّ الإسلام جميع الآفات التي تضرّ بالعقل وتلحق به الأذى أو بالأحرى أزاح جميع السدود أمامه لينظر بعيدا وفي الأفق.
فحرّم الإسلام جميع مفسدات العقل كالخمر وجميع المسكرات، فقال الله تعالى: ( إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالاَنْصَابُ وَالاَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة المائدة الآية 90.
كما حرّم التقليد الأعمى الذي يحطّ من قيمة العقل ويهمّشه، فقال الله تعالى: ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) سورة الإسراء الآية 36.
وقال تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اِتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلَا يَهْتَدُونَ ) سورة البقرة الآية 170.
أدبيات الحوار والتواصل في الإسلام
ـ الحوار لغة: هو النقاش، والحديث بين شخصين في أمر من الأمور.
أما اصطلاحاً: الحوار هو تناول طرفان أو أكثر الحديث عن طريق السؤال والجواب.
ـ التواصل لغة: الاستمرار والتتابع والترابط والاتصال، يقال تواصل معه إذا اجتمع معه واتّفق، وترابط.
أما اصطلاحاً: التواصل هو التعامل والتفاعل مع الغير.
2) ضرورة الحوار:
إن الحاجة إلى الحوار حاجة مستمرة، بل هي ضرورة حضارية لكل مجتمع، ولو تأملنا في منهجنا الإسلام لوجدنا في نصوص الكتاب الكريم، وفي سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ما يؤكد هذا النهج الذي يقوم على قاعدة أن الحوار ضرورة حضارية لبناء المجتمع وتطويره والارتقاء به، لأن أي مجتمع إنساني يتألف من أفراد ومن مجموعات مختلفة المشارب والأذواق، وطرق التفكير والنظر والتأمل في الأمور، ومن ثم فإن الوسيلة الناجعة لتقريب هذه الأذواق بعضها إلى بعض، وإيجاد أرضية وقواعد مشتركة، ليقف عليها هؤلاء الناس وينطلقوا من خلالها هي وسيلة الحوار، وليس هناك أية وسيلة أخرى، ولذلك يجب أن نؤمن بأن الحوار هو ضرورة حضارية ليست متعلقة بظروف آنية أو بمتطلبات وقتية، هذا من حيث المبدأ، لكن لا شك أن هناك مبادئ وقواعد في حياتنا الاجتماعية ربما تكتسب أهمية أكبر، وتكون ذروتها أكثر وإحساسنا بهذه الضرورة أكثر ارتباطاً بظروف أو بأوقات أو مناسبات أو بحاجات مستجدة ربما نعاني منها، ومن هنا نربط أيضاً بين حاجتنا إلى الحوار اليوم في ظل الأزمة التي تعيشها الأمّة منذ سنين طويلة، وهذا يؤكد القاعدة والمبدأ وهو ضرورة الحوار، والظروف لا تملي علينا بل هي تؤكّد وترسّخ هذا المبدأ، وتجعله أكثر ضرورة في وقتنا الحاضر، ومن ثم فإن كل هذا سواء إيماننا المبدئي بضرورة الحوار، أو اقتناعنا بحاجتنا بسبب ظروفنا التي نعيشها اليوم إلى الحوار، كل هذا في النهاية لابد أن يجعلنا نفكّر جدياًّ، وننطلق من هذا التفكير الجدّي إلى تفعيل دور الحوار في حياتنا الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية بشكل عام.
3) عوامل رفض الحوار:
ـ إما خوفاً منه أو من نتائجه وثمراته.
ـ وإما جهلاً بأهميته وضرورته في الحياة.
ـ وإما تجنّباً لأخلاقيات الحوار.
4) الحوار مع من ؟:
يجب أن يعتقد المسلم أن مبدأ الحوار لابد أن يكون مع الجميع، القريب والبعيد والعدو والصديق، ولابد أن نفتح الأبواب مع الآخر أياً كان، لكن حسب الظروف وحسب الشروط المطلوبة للحوار، فقد أتحاور مع العدو المتجهّم البعيد، وأرى أن في ذلك مصلحة ومنفعة، وفي الوقت ذاته ربما أرفض الحوار مع القريب؛ لأنني لا أرى في ذلك مصلحة، ولأنني أرى أن الحوار معه لا يفيد، وقد لا يؤدي إلى نتيجة.
5) أمثلة الحوار:
أولاً : الحوار بين الله والملائكة:
قال الله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) سورة البقرة الآية 30.
فهل رأيت حواراً وسماحة مثل هذه السماحة، إن الله عندما خاطب الملائكة، كان الخطاب بأسلوب ودّي، ولكن انظر إلى ردّ الملائكة العنيف، وهم ينبئون الله بما يعلم من المساوئ والجرائم التي سيرتكبها الإنسان على الأرض، ومع ذلك فإن الله لم يعاقب الملائكة، ولا حتى نهرهم، بل اكتفى بقوله لهم: ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ).
وحتى يثبت لهم، وهو في غير حاجة لإثبات، لأنه الله، أنهم يجهلون، جاء بطريقة فريدة في كيفية التعاطي بالأفكار، قال الله تعالى: ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) سورة البقرة الآية 31 / 33.
ثانياً : الحوار بين الله وإبليس :
قال الله تعالى: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) سورة الإسراء الآية 61/65.
فهذا إبليس يحاور الله ويستفزه بأسلوب بذيء لا يليق أن يخاطب به المرء نظيره، فما بالك بمن هو أعلـى منـه منـزلةً ورتبة، انظر إلى قول إبليس: ( أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ) سورة الإسراء الآية 62.
ثم انظر إلى ردّة فعل الله على إبليس، أجابه إلى طلبه رغم تهديدات إبليس بغواية ذرية آدم ما عاش. وللوقوف أكثر على هذا الحوار من جوانب مختلفة، هذا الله يقول في كتابه:
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) سورة الأعراف الآية 12/17.
فلم يوبخ الله إبليسا، الذي نسب الغواية لله بقوله: ( أَغْوَيْتَنِي )، كما أنه لم ينهره بقوله: " اهبط يا متكبر "، بل قال له: ( فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ).
ثالثاً: الحوار بين الله وآدم :
قال الله تعالى: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) سورة طه الآية 116/122.
فآدم لم يعص ربه فحسب، بل تعامل مع عدوه، فهو بالمصطلح الحديث خائن وعميل، وعقوبته عند جُلِّ البشر معروفة، ولكن الله الحليم غفر له وتاب عليه وهداه.
6) أدبيات الحوار:
على المسلم أن يتبع المنهج الذي رسمه القرآن في الحوار مع الآخر، وهو ما جاء في خواتيم سورة النحل خطابا للرسول صلى الله عليه وسلم: ( اُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل الآية 125.
من تأمل الآية الكريمة وجد فيها جميع أدبيات الحوار نذكر بعضها فيما يلي:
ـ أن يكون الحوار مع الآخر بألين الطرق، وأرق العبارات، جذبا للقلوب النافرة وتقريبا للنفوس النافرة. لأن الأسلوب الخشن يضيع المضمون الحسن. قال الله تعالى: ( اِذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) سورة طه الآية 43.
ـ أن نعامل الناس باعتبارهم بشرا على الأرض، وليسوا ملائكة، فهم لم يخلقوا من نور، وإنما خلقوا من حمإ مسنون، فإذا أخطأوا فكل بني آدم خطاء، فحسبنا قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ( قُلْ يَا عِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هَوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ) سورة الزمر الآية 53.
ـ من أدبيات الحوار أن يحترم الصغير الكبير، كما يجب أن يرحم الكبير الصغير. فيجب أثناء الحوار مراعاة حق السن، فلا ينبغي إسقاط هذا الفارق، ومخاطبة الكبير مخاطبة الصغير، ومعاملة الشيوخ كما يعامل الشاب. فقد جاء في الحديث: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا ) أي يعرف لعالمنا حقه، رواه أحمد.
أثر الغلو والتطرّف على العقيدة والمجتمع
1) مفهوم الغلو والتطرف:
ـ التطرّف في اللغة: الوقوف في الطرف، بعيداً عن الوسط.
والغلو: التعمّق وتجاوز الحدود في الأقوال والأفعال.
ـ و التطرّف في الاصطلاح: التعصّب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر، والتزام التشدّد مع قيام موجبات التيسير.
** من أسماء التطرّف الغلو والتنطّع والتشديد والتعصّب والجمود ..
2) النصوص التي تنهى عن التطرّف:
ـ قال الله تعالى: ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ، وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ ضَّلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) سورة المائدة الآية 77.
ـ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ) رواه مسلم.
ـ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( هلك المتنطّعون ) قالها ثلاثا، رواه مسلم. قال الإمام النووي: المتنطّعون هم المتعمّقون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
ـ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تشدّدوا على أنفسكم فيشدّد عليكم فإن قوماً شدّدوا على أنفسهم فشدّد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والدّيار ( رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس بن مالك.
3) مظاهر التطرّف والغلو:
ـ الغلظة والخشونة: الغلظة في التعامل والخشونة في الأسلوب والفظاظة في الدعوة يخالف هدي الإسلام الذي دعا إلى استعمال الحكمة في المخاطبة والموعظة الحسنة في المجادلة، فقال الله تعالى: ( اُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل الآية 125.
ـ اتهام الناس بالخروج عن الإسلام: قد يبلغ التطرف بصاحبه إلى غايته، فيدفعه إلى احتقار أعمال الناس وعباداتهم والازدراء واتهامهم في عقيدتهم، فيستبيح دماءهم وأموالهم، بعد إخراجهم من الملّة بتكفيرهم. ولأجل ذلك قال الله تعالى: ( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ اللهُ أَعْلَمُ بِمَنِ اِتَّقَى ) سورة النجم الآية 32.
4) مخاطر التطرّف والغلو:
ـ التطرّف لا تحتمله طبيعة البشر التي فطرها الله على اليسر. فالإنسان خُلق ضعيفاً وطاقته محدودة لا يتحمّل المشقّة والعسر في جميع الأمور. فإن صبر يوماً فسرعان ما يكلّ، ويسأم ويدع العمل، ويسلك طريقاً آخر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملّوا وإن أحبّ الأعمال إلى الله أدومه وإن قلّ ) رواه البخاري ومسلم.
ـ نفور الناس من المتطرّف، لأنّ المتطرّف يؤذي الناس بسلوكه، وهو يعتقد أنّه يحسن صنعا. فقد نبّه الله رسوله إلى تجنّب مثل هذا السلوك فقال: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لَاِنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) سورة آل عمران الآية 159.
ـ سوء الظن بالناس، فالتطرّف إذا تجاوز الحد الأدنى صار صاحبه ينظر إلى الآخرين من خلال منظار أسود، لا يرى حسناتهم، وإنما ينظر فقط لسيئاتهم ويضخمها، فيفسد بذلك طبعة وتخبث نيته، فيصير فردا فاسدا في المجتمع، لا يرى منه الناس إلى الاعتداء والانحراف.
5) أسباب التطرف والغلو:
مما لا يشك فيه إنسان أن سبب التطرف ليس واحداً وإنما أسبابه متعدّدة ومتنوّعة، نستطيع تسليط الضوء على بعضها فيما يلي:
ـ ضعف المعرفة بالتاريخ والواقع وسنن الكون الحياة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تشدّدوا على أنفسكم فيشدّد عليكم فإن قوماً شدّدوا على أنفسهم فشدّد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار ( رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس بن مالك.
ـ الإسراف في التحريم: قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لَا تَحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمُ حَلَالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الذِي أَنْتُم بِهِ مُؤمِنُونَ ) سورة المائدة الآية 87/88.
ـ الاشتغال بالفروع عن الأصول: من أهمّ أسباب التطرّف الاشتغال بالمسائل الجزئية والأمور الفرعية، عن القضايا الكبرى التي تتعلّق بمصير الأمّة وهويتها ومصيرها، ولأجل ذلك حرّم الإسلام الجدال العقيم الذي لا ينتج نفعاً للأمّة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما ضّل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
ـ الاتجاه الظاهري في فهم النصوص: من المعلوم أنّ للنصوص الشرعية معنىً ظاهراً، ومعنىً خفياً يحتاج إلى وعي أكثر وعلم أكبر. فالتفسير الظاهر للنصوص لا يكفي لاستنباط الأحكام الشرعية، وإنما لا بد من دراسة مقاصد الشريعة وفهم غاياتها، والتعمّق في معرفة أسرارها، وذلك هو العلم الذي دعا الرسولُ صلى الله عليه وسلم اللهَ أن يرزقه ابن عباس فقال: ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ).
ـ قلّة العلم، وضعف المعرفة: لأنّ أحكام الإسلام مبنيّة على أساس محكم، يحتاج الإنسان لفهمها إلى علوم كثيرة تسمّى بعلوم الشريعة.
6) علاج التطرّف والغلو:
ـ الأخذ من أهل العلم والورع والاعتدال
ـ التيسير على النفس وعلى الناس وتجنّب التعسير.
ـ تقدير ظروف الناس وأعذارهم
ـ مراعاة سنة التدرج
ـ معرفة علم الأولويات والموازنات
رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملوك عصره
1) تمهيد:
عنى الرسول صلوات الله وسلامه عليه عناية كبيرة بتبليغ الدعوة، وقد استعمل الرسول في سبيل تحقيق هذا الهدف الدعوة بالكلمة المقولة والكلمة المكتوبة والأسوة الحسنة. وفى الأسوة الحسنة كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا رائعا لكل صفات الخير، ويقول القرآن الكريم عنه: ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) سورة الأحزاب الآية 21. وتقول عائشة رضي الله عنها: ( كان خلقه القرآن ) رواه البخاري.
وبمراجعة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم نجد فيها أسمى طريق للخلق الحسن في كل شيء. وعنى الرسول صلى الله عليه وسلم بتربية الحكام والقضاة والولاة كما عنى أعظم عناية بالتربية الاجتماعية.
وإذا نظرنا إلى كلماته المكتوبة نجد رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام تحقيقا لعالمية الإسلام كما جاء في قوله تعالى: ( تَبَارَكَ الذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) سورة الفرقان الآية 1. ثم توالت الآيات في السور المكية تؤكد عالمية الإسلام كقوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافًّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ) سورة سبأ الآية 28. وبناء على هذه العالمية أرسل صلى الله عليه وسلم رسائله إلى ملوك عصره وأمراء عهده.
وتمتاز هذه الرسائل بالنقاط التالية:
أ ـ تجاهل الرسول تماما التوسعات الاستعمارية التي كان يقوم بها الروم والفرس ضد بعض المناطق العربية وكَتَبَ صلوات الله وسلامه عليه لولاة هذه المناطق مباشرة فكتب إلى هرقل عظيم الروم، و المقوقس عظيم مصر، وكتب إلى باذان والي الفرس على اليمن، والنجاشي ملك الحبشة، وتعتبر هذه الخطوة رائعة ذات مغزى عظيم في الدلالة على عظمة الدعوة.
ب ـ صيغت كتب رسول الله بمنتهى الحكمة والبراعة فالرسول صلى الله عليه وسلم فيها سمح يدعو ولا يهدّد، يخاطب الملوك والرؤساء بألقابهم ويعترف بمكانتهم ويقرّر أنّ سلطانهم في ظل الإسلام باق لهم، وهو بذلك يؤكد أنه ليس طالب ملك، ثم هو يذكر أن هناك زكاة في أموال الأغنياء ولكنه يؤكّد أن الزكوات والصدقات لا تحملّ لمحمد ولا لآل محمد، وإنما تؤخذ من أغنياء المسلمين وتردّ على فقرائهم ، وهو بهذا يؤكّد أنّه ليس طالب مال.
ج ـ كان عليه الصلاة والسلام يخاطب كل ملك حسب ظروفه، فإن كان من أهل الكتاب أشار إلى ما بين الأديان السماوية من روابط، وإذا كان من غيرهم أشار إلى التزام البشرية بالعودة إلى الله وترك عبادة ما سواه.
د ـ اختير المبعوثون بحيث يعرف كل منهم لغة من سيرسل إليه.
هـ ـ امتدت فترة إرسال الرسل فيما بين الحديبية ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2) ونذكر هنا نصوص بعض الرسائل:
1 ـ كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم:
من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم:
سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم جميع الآريسيِّين. ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالُوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ، وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) سورة آل عمران الآية 64.
* ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى فارس:
بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس:
سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا، أسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس.
* ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم مصر:
من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط:
سلام على من أتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالُوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ، وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) سورة آل عمران الآية 64.
وتقول الرواية: إن المقوقس لما قرأ الكتاب سأل حامله (حاطب بن أبى بلتعة ): ما منع صاحبك إن كان نبيا أن يدعو على من أخرجوه من بلده فيسلط الله عليهم السوء ؟ فقال حاطب: وما منع عيسى أن يدعو على أولئك الذين تآمروا عليه ليقتلوه فيسلط الله عليهم ما يستحقون ؟ قال المقوقس: أنت حكيم جئت من عند حكيم.
* ـ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي:
من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة:
سلام عليك إني أحمد الله إليك، الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلّغت ونصحت فاقبلوا نصحي، والسلام على من اتبع الهدى.
شكرا بارك الله فيك
merci frero j'avais besoin de ce projet