عنوان الموضوع : مقالة الإبداع بكالوريا ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب
شروط الإبداع : النفسية و الإجتماعيةــ يتفوق الانسان عن بقيةالكائنات الأخرى بفضل وظائفه العقلية العليا،كالإدراك و الذاكرة و اللغة و التخيل،هذا الأخير ينقسم الى نوعين : تخيل تمثيلي يسترجع فيه الانسان الصور و يمثلها فيعقله بعد غياب الأشياء المحسوسة التي أحدثتها،و تخيل إبداعي يبتكر فيه صورا جديدةغير مألوفة تتجاوز الواقع و هذا ما يجعل الانسان كائنا مبدعا ، و الإبداع يعرف : بأنهتركيب شيء على غير مثال سابق و القدرة على إيجاد حلول جديدة للمشكلات التي نعيشها. لكن تحديد طبيعة الإبداع و الشروط المتحكمة فيه اختلف حوله المفكرون و الفلاسفةفمنهم من يرجع عملية الإبداع الى شروط نفسية و ذاتية خاصة بالمبدع ، و منهم من يرجعهاالى شروط اجتماعية و الى الحاجات التي يطلبها المجتمع، من هنا يمكننا التساؤل :هلالإبداع يتولد نتيجة صفات خاصة و ذاتية أم أنه يعود الى البيئة الاجتماعية ؟ــ يذهب الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون و العالم النفساني فرويد إلى أن الابداع ظاهرة خاصة بالفرد المبدع . ذلك ان هذه الاخيرة توجد لدى بعض الافراد دون غيرهم ، لأن الاحوال النفسية و العقلية من ميول ورغبات و ذكاء و تخيل .. و هي التي تدفع بالفرد إلى الإبداع . فقد حلل هذا فرويد ظاهرة الابداع بردها الى الاعمال اللاشعورية ، ذلك أن العمل المبدع في ظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي تتحقق عن طريق الخيال الذي يعتبر شكل من أشكال الرضاء البديل و امتداد للعب الاطفال و أحلام اليقظة عند الراشد .ــ نستنتج في الأخير أن الإبداعما هو ﺇلا ثمرة تكامل العوامل النفسية و الاجتماعية فهو ظاهرة فردية تضرب بأعماقجذورها في الحياة الاجتماعية وفق حاجة المجتمع لذلك، فالمبدع يتميز بخصائص نفسية وعقلية خارقة و متطورة كقوة الذاكرة و سعة الخيال و الذكاء الخارق مع الميول القويةو الاهتمام و العواطف الجياشة إضافة إلى الجو الذي يوفرهالمجتمع من شروط و إمكانات مادية ومعنوية تساعد المبدع و تشجعه و تقدرمواهبه، وهذا ما حدث مع إديسون الذي تميزبالعبقرية و الإرادة القوية وقد لقي التقدير و الدعم من المجتمع الأمريكيفعندما توفيأطفئت جميع أنوار ومصابيحأمريكا في تلك الليلة، بحيث قبله كانت هكذا. و في ذلك يقول عالم النفس الفرنسيريبو : * مهما كان الإبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي *.
في حين يربط برغسون الابداع بالحالة الانفعالية للفرد ، فهو لا يغير من الواقع و لا يتجاوز المشاكل الطارئة التي تصادفه إلا في جو حماسي يسوده التوتر و الانفعال فيصل الفرد إلى إعطاء الجديد الذي قد لا يصل إليه في حالة ركود أو هدوء لهذا يقول برغسون : * إن كبار العلماء و الفنانين يبدعون وهم في حالة إنفعال*. فبرغسون هنا يؤكد أن للإنفعال له دور إيجابي ، فهو يقوم بتنشيط مختلف القدرات العقلية التي تمكن الفرد من خلق و توليد أفكار تتناسب وموضوع بحثه ، فالعلماء يتخيلون الفروض العلمية في حالة انفعال قوي لأنهم امام ظاهرة تثير فيهم نوع من الدهشة التي تتطلب الحل السريع ، والشعراء قديما و حديثا كانوا يبدعون قصائدهم في جو حماسي يسوده التوتر الفكري أو التوتر النفسي نتيجة إحتلال او ما شابه . كما هو الشأن بالنسبة للمتنبي قديما من خلال مناظرته لشعراء عصره ، أو مفدي زكريا الملقب بشاعر الثورة و هذه الأخيرة لا تتضمن الهدوء .
ومن جهة أخرى نجد أن الابداع ميزة لا تتوفر عند جميع الناس ، ذلك أن هذا الاخير لا يكون بالصدفة لأن المبدع إذا لم يكن مستعد و لا توجد لديه رغبة في ذلـك فلن يستطيع لقيام بذلك ، لأن هذه العوامل تزيد من إرادة المبدع و تكون حافزا مساعدا للبحث عن الحقيقة للوصول إلى نتائج شاملة للتجربة أو الدراسة التي يقوم بها . وهنا نجد بوانكاري يقول :* إن الحظ يحالف النفس المهيئة * و على هذا لابد من الاستعداد الجيد عند القيام بأي عمل ، فالتلميذ إذا لم يكن مستعدا لإجتياز الإمتحان نتيجة عدم رغبته في الدراسة و بالتالي عدم مراجعة الدروس فإنه سوف يجد صعوبة في إجتياز ذلك الإمتحان .
إضافة إلى ذلك نجد ان عملية البحث قد تستغرق من المبدع مدة طويلة قد تدوم لسنوات ، لذا على المخترع ان يتحلى بالصبر و إنتظار ساعة الحسم وهذا ما يؤكده نيوتن في قوله : * إنني لأضع بحثي نصب عيني دائما و انتظر حتى يلمع الاشراق الاول شيئا فشيء لينقلب الى نور جلي * . وهذا تأكيدا على دور العامل النفسي في عملية الابداع التي لن تكون سهلة المنال ، و التاريخ يثبت أن ما من مخترع أو مكتشف توصل إلى إثبات إفتراضاته بعد فترة زمنية قصيرة و إنما دامت لسنوات ، فنيوتن مثلا إستغرق سنوات عديدة حتى توصل إلى إكتشاف قانون الجاذبية وما كان له ذلك إلا لأنه آمن بفكرة معينة و تحلى بالصبر. ومن هذا المنطلق تصبح العوامل الداتية هي الدافع الاساسي للمبدعين حتى يتمكنوا من تقديم إختراعات .
ــ صحيح أنالعوامل الذاتية لا غنى عنها في الإبداع لكنها لا تكفي وحدها في غياب محيط اجتماعيمناسب لأن بعض المجتمعات تقتل روح الإبداع و تحول دون ظهورالمواهب . و مايثبت ذلك ظاهرة هجرة الأدمغة من الدول الفقيرة التي لا توفر لمبدعيها ما يحتاجونهالى الدول الغنية المتطورة التي تقدر المبدع و تعطيه الأولوية مقارنة بالأفرادالعاديين و خير مثال على ذلك الرسام الهولندي الشهيرفان غوغ الذي مات منتحرا و الحسرة تملئ قلبه لأنه لم يستطع أن يكسبرضا النقاد و لم يبع أي لوحة و هو حي حتى أن إحدى السيدات اشترت لوحة له بعد وفاتهبفترة قصيرة لكي تسد بها فجوة كانت في سقف بيتها ثم بعدما بدأ الناس يقدرون أعمالهالفنية- بعد فوات الأوان- نزعتها من السقف و باعتها بثرة طائلة تجاوزت الملايين. والمبدع أيضا مهما كان يملك من صفات ذاتية تدل على عبقريته فانه يخضع رغما عنهلثقافة المجتمع الذي يعيش فيه و ما يحمله من قيم و مبادئ أخلاقية تحدد نوع الإبداعو مجاله كما هو الحال مع فني الرسم والنحت الذين دار حولهما جدال كبير بين علماءالإسلام بين محرم و مبيح جعل من وتيرة تطور هذين الفنيين متحفظة في المجتمعاتالإسلامية مقارنة بما وصل إليه فن الرسم في أوروبا .
ــ في مقابل ذلك يرى علماء الإجتماع و على رأسهم جاك بيكارد الذين يرون أن الإبداع يعود بالدرجة الأولى للشروط الموضوعية و لما يوفره المجتمع من مناخ يسمح بحصول الابداع . لأن المبدع لا يستمد مادة إبداعه إلا من المجتمع . كما أن نشاطه يعتبر ظاهرة إجتماعية مرتبطة بما تمليه عليه الحياة الخارجية و يستدلون على هذا بحجج منها :
إن المسائل التي يريد المخترع معالجتها لا تتولد إلا في وسط إجتماعي بلغ درجة معينة من التطور الإجتماعي و الإقتصادي و الفني و العلمي و حتى الفلسفي ، سواء كان الإختراع آلة ميكانيكية أو صورة فنية أو نظرية فلسفية ، فإن المخترع لا يبلغ غايته إلا إذا أحاط بما في زمنه من شروط الصناعة أو صور الفن أو مذاهب فلسفية و خاصة المجال العلمي الذي يعد أنسب مجال للإبداع و هنا نجد بيكار يقول : * لا يمكن حصول كشف علمي أو إختراع إلا إذا كانت حالة العلم تسمح بذلك * . فكثيرا ما يتوصل العلماء إلى إختراعات واحدة في زمان واحد و مثال ذلك ان ليبنتز و نيوتن في إختراع حساب اللانهائيات ، في زمان واحد من غير أن يكون لأحدهما صلة بالآخر ، والسبب في ذلك أن المسائل العلمية تبلغ من النمو درجة تتهيأ معها أسباب الإختراع ، وقد تؤدي هذه الأسباب إلى تحقيق الإختراع في زمان دون زمان و في بلد دون آخر .
ثم إن للهيئة الإجتماعية تأثير في عقل المخترع نفسه ، فالإستعدادات النفسية الأولية غامضة جدا إلا أنها لا تتكيف بحسب الشروط الإجتماعية ، فإذا ورث الطفل من أبويه ميلا إلى الجمع و الإدخار تكيف مع هذا الميل بحسب البيئة ، و إذا ما ورث تخيلا شديدا هيأه للتجارة أو الأعمال المالية لذا فإن صورة عبقريته تختلف بإختلاف شروط بيئته . ومن جهة أخرى نجد أن المبدع يتأثر بالمستوى المعيشي داخل أسرته و مجتمعه من فقر و حرمان وغنى ، فالفقير لا يبدع كالغني سواء من الناحية الأسرية أو الإجتماعية و الواقع يثبت ذلك ، لذا فحتى يتمكن الفرد من الإبداع فلا بد من توفير المجتمع لمختلف الشروط الضرورية لذلك ، خاصة فيما يتعلق بالوسائل و المعدات لكي يستطيع المبدع أن يجرب و يواصل بحثهو يطوره . فأمريكا مثلا تسخر ملايير من الدولارات في بناء المخابر و تجهيزها بمختلف الوسائل الحديثة التي تمكن علماءها من الإكتشاف و بالتالي الرقي و الإزدهار للمجتمع الأمريكي و ما المستوى و المكانة التي تحتلها إلا دليل على ذلك ، على غرار الدول الفقيرة التي لا تستطيع توفير ما يأكله أفرادها . فكيف لها أن توفر التجهيزات العلمية ؟ و هل بإمكانها أن توفر الجو المساعد على التعلم ؟
كما أن البيئة الإجتماعية لا تكتفي بحمل العلماء على الإختراع فقط بل تهيئ لهم الحلول التي يجب أن يتبعوها و الأنماط التي يجب أن ينسجوا على منوالها أبحاثهم ، فهي إذن تنظم الخيال لذا قال لاكومب ما خلاصته : * إن الإختراع تنظيم إجتماعي للتخيل التلقائي * .
ومن جهة أخرى نجد أن الفرد لايبدع لنفسه و إنما نتيجة حاجة المجتمع و ما يسمح به ، لهذا قيل : * الحاجة أم الإختراع * . لأن هذه الأخيرة هي التي تدفع الفرد إلى العمل لتحقيقها ، فالعصر الحديث مثلا هو عصر التكنولوجيا و التطور العلمي و الصراعات من أجل السيطرة و القاء ، هذه المميزات جعلت الدول التي لا تمتلك صناعة حربية في حاجة ماسة لغيرها لذا فلا بد من الإكتشافات العلمية و تطوير الصنعة في جميع المجالات حتى تتمكن الدولة من إثبات وجودها والسيطرة على العلم ، وهذا ما تسعى الولايات المتحدة الامريكية للقيام به .
ــ صحيحأن للبيئة الاجتماعية أهمية كبيرة في توفير شروط الإبداع، لكن الاختراع الجديدكثيرا ما كان ثورة على الأوضاع القديمة و أن المجتمع كثيرا ما يكون عائقا أمامالمبدع لأن المجتمع نتيجة تأثير العادات و التقاليد يكره كل تجديد و تبديل و المبدعبطبعه يحاول تجاوز الواقع حيث يقول العالم الفرنسيلوروي :* كل تركيب جديد يتولد من تحليل نقدي سابق،فالناس لا يرتاحون للجديد لأنهم ألفوا القديم * . و مما يلفتالنظر أن مخترعي نظريات ما بعد الطبيعة يحشرون مع المجانين و أن المبدعينالاجتماعيين و الأخلاقيين يعدون فوضويين، و أن المبدعينفي الفن يعتبرون غير متزنين حتى أن العلماء أنفسهم لا يفهم كلامهم أحد عند إتيانهمبالأفكار الجديدة فيتهمون بمخالفة نظرياتهم للحس السليم و عدم معقوليتها و ما حدثلسقراطالذي قتل بسبب أفكاره لخير مثال على ذلك .
و لو كان الإبداع راجعا لعوامل اجتماعية فقط لكان كلالأفراد الذين يعيشون في بيئة واحدة و متشابهة مبدعين و الواقع يكذب ذلك، ﺇذ كثيراما يظهر مبدعون في بيئات اجتماعية متخلفة و غير مناسبة و العكس قد يحصل أحيانا فقدتتوفر الظروف الاجتماعية المناسبة و لا يوجد مبدعون مثلما هو حاصل في المنتخبالفرنسي لكرة القدم فمعظم لاعبيه ليسوا من أصل فرنسي بل اغلبهم عرب وأفارقة.
ــ الإبداع ظاهرة معقدة تتداخل في ظهوره عوامل بعضها ذاتي يتعلق بالذات المبدعة، وبعضها الاخر موضوعي متعلق بالبيئة الاجتماعية و الثقافية فالأطروحتان متكاملتان وليستا متعارضتين، فالإبداع لا يكون ﺇلا بتوفر الشروط النفسية و الاجتماعيةمعا. ـ لكن حسب اعتقادي فان الشروطالنفسية و الذاتية في عملية الإبداع أكثر أهمية من الشروط الاجتماعية ذلك أنالمجتمع كثيرا ما يظلم المبدع و يقاوم جرأته و في تاريخ العلوم أمثلة كثيرة تدل علىالمقاومة التي لقيها المخترعون في زمانهم مثال ذلك قولنيوتنبالجاذبية العامة اعتبر غيرمعقول و قول العالم الفلكي الايطاليغاليليبدوران الأرض حول الشمس و بأنها كروية اعتبر مخالفا لمبادئالكنيسة حتى أنه دفع حياته ثمنا لأفكاره . كما اعترض العديد من علماء النفس على نظريةاللاشعور،وما أكثر العلماء الذين صعب عليهم قبول نظريةالنسبيةالتي جاء بها العالمالفيزيائيآينشتاينرفض العديد من النقاد العربالشعر الحرو هاجموا من يكتبه.
إستفيدوا منها و قيموهانا و شكرااا
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
هادي تاع الاستاد ابراهيم عدلتي عليها تستحق 15
اما ادا كتبت تاع استاد ابراهييم كاملة 17
=========
>>>> الرد الثاني :
أكيد هده مقالات رائعة لأساتدة رائعون لكن الأساتدة لي يصلحو المقالات تاعنا المشكل فيهم
=========
>>>> الرد الثالث :
يا امين متاكد بلي هدي المقالة تستحق 17
=========
>>>> الرد الرابع :
المقالة جميلة وهي غنية ايضا
لكن ما مدى توقعات الاساتذة بأن تكون احدى اسئلة البكالوريا لهذه السنة ؟؟
جزاكم الله خيراً
=========
>>>> الرد الخامس :
ممكن توصل ل 14 فما فوق
=========
مقالة الاستاد ابراهيم هي مقالة طويلة و غنية بالحجج الشخصية اما هادي راهي حجج منطقية ممكن الاستعانة بمقالة الاستاد ممكن تجيبوا منوا الحجج الشخصية
ما شكيتش ييجي الابداااااااااااع
امين راني حفظت المقالة تاع اللغة والفكر تاعك ان شاء الله تكون تاع 14-15
بالفعل مقالة موضوعية و منهجية 100بالمئة للكن لا يمكن تطوييعها الى الاستقصاء بنوعييه لانها لا تحتوي على حجج شخصية
امين راني حفظت المقالة تاع اللغة والفكر تاعك ان شاء الله تكون تاع 14-15
15 مضمونة 100 بالمئة و ممكن جداااا أكثر