عنوان الموضوع : التخطيط للتعليم التعلمي انشغالات ادارية
مقدم من طرف منتديات العندليب
ارجوا منكم المساعدة حول البحث التالي:
التخطيط للتعليم التعلمي:
-مفهوم التخطيط للتعليم التعلمي.
-إعداد الخطة التعليمبة التعلمية.
-مراحل تنفيذ الخطة التعليمية التعلمية.
-تقويم الخطة التعليمية التعلمية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
مقدمة:
كثرت تعقيدات هذا العصر وتشابكاته ، بكثرة من يعيشون فيه ، وتداخلت المهام واختلطت الأوراق، لكن مع كل هذه التعقيدات ظهر التخطيط الذي يحل كل هذه الإشكالات ، ويضعها ضمن أجندة مرتبة حسب الأولويات والمهام التي يتطلع الشخص والمؤسسة لتحقيق غاياته من خلالها.
إلا أن التخطيط ذاته يحتاج إلى تخطيط كي يظهر بالشكل المناسب ، ويخدم مصلحة المخطط في تحقيق أهدافه.
ولاشك في أن التخطيط يدخل في كل شيء إلا أن صورته تتضح جلية في التخطيط للمنظمات الكبرى التي تعول الكثير من المؤسسات والثروات والموارد باختلافها والتي تسعى من خلال التخطيط لعملية تنموية تعود على الدولة والأفراد بالنفع والفائدة.
ولعل جانب التعليم له نصيب الأسد من التخطيط فهو حجر الأساس لأي تنمية يراد لها التقدم ومواكبة التطورات والتغيرات، وتحدي الصعوبات.
وأنا في هذه الدراسة المختصرة سأتطرق لهذا المجال – مجال التعليم – وأطرق من خلاله التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر كرافد مهم من روافد التنمية لأي حضارة.
أرجو أن أوفق في طرحي ، المختصر والمركز ، وإلا فالحديث يطول والآراء تتباين والتجارب أكثر من أن تعد، لكنه جهد المقل الذي يرجوا أن يكون فيما طرحه الفائدة.
علي المضواح
المبحث الأول : التخطيط والتخطيط التعليمي:
تعريفات التخطيط والتخطيط التعليمي:
المعني اللغوي للتخطيط:
هو إثبات لفكرة مابالرسم أو الكتابة وجعلها تدل دلالة تامة علي ما يقصد في الصورة والرسم وهو أيضاًُالتسطير والتهذيب والطريقة . (ابن منظور،2003)
أما في المعنى الاصطلاحي:
فإن هذا يعود إلى المقترن بعملية التخطيط ولمن هذا التخطيط ومن خلاله تظهر الفروق وتتباين التعريفات، ولكنها تجمل في نهاية المطاف بعملية معدة لها أهدافها ومعطياتها، ومداها، ومن تعريفات التخطيط بشكل عام ما يلي:
"التخطيط هو مجموعة العمليات الذهنية التمهيدية القائمة على اتباع المنهج العلمي والبحث الاجتماعي وأدواته التي تستهدف تحقيق أهداف معينة محددة وموضوعة بقصد رفع المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو هذه المستويات جميعا بما يحقق سعادة الفرد ونمو المجتمع" (فهمي، 2000).
ويمكننا تعريف التخطيط عموما بأنه رسم الصورة المستقبلية للمجتمع وذلك من خلال تحديد العمل الذي ينبغي إتباعه لتحقيق أهداف معينة في فترة زمنية معينة .
أما التخطيط التربوي فإنه يعرف بناء على العملية التربوية ومعطياتها وأهدافها كما ذكرنا فيما مضى، فهو يعرف بأنه "مجموعة من التدابير التربوية المحددة التي تتخذ من إنجاز أهداف معينة" (بركات،1948).
وهذه العملية تنطلق من منطلقات تحددها طبيعة المجتمع وما يصبوا إليه وكذلك طبيعة التحديات المواتية للعصر على مختلف الصعد فتنتج الأهداف بناء عليها.
ولأن حديثي سيركز على التخطيط التعليمي والتعليم يعتبر جزء لا يمكن فصله عن التربية ، فجدير أن نقف على تعريف التخطيط التعليمي.ونشير إليه في سياق هذه التعريفات :
يعرف التخطيط التعليمي بأنه"العملية المتصلة المستمرة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ومبادئ وطرق التربية وعلوم الإدارة والاقتصاد والمالية ، وغايتها أن يحصل التلاميذ على تعليم كاف ذي أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديدا تاما ، وأن يمكن كل فرد من الحصول على فرصة تعليمية ينمي بها قدراته وأن يسهم إسهاما فعالا بكل ما يستطيع في تقدم البلاد في النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية" (فهمي،2000)
أهمية التخطيط:
يتسم هذا العصر بكثرة تعقيداته وكثرة العوامل المؤثرة على مختلف نشاطاته وهذا يحتم علينا الأخذ بعين الاعتبار التخطيط كمخرج من هذه التعقيدات، وطريقة علمية تحقق لنا الكثير من الفوائد وتجنبنا الكثير من المشكلات وقد ذكرنا فيما سبق أن التخطيط للعملية التربوية يقوم بناء على منطلقات تحددها البيئة المحيطة بشتى مجالاتها وتبنى عليها أهداف الخطة وطريقة التعامل معها ومدى التعامل .
وقد يمكن إجمال أهمية التخطيط فيما يلي:
أ- تحديد مسارات العمل في مجالاته المختلفة .
ب- اختصار الوقت والجهد في عملية التنفيذ .
جـ- اختصار الزمن في عملية التطوير .
ولكن بالنظر عن قرب والتركيز على العملية التعليمة يمكننا أن نشير إلى بعض العناصر التي قد تشكل مواطن الأهمية لعملية التخطيط التعليمي عموما ومن هذه المواطن:
1- دراسة الواقع وتشخيص مشكلاته وإيجاد التناسق بين العملية التعليمية ومتغيرات المجتمع.
2- مواكبة التنمية الشاملة والإسهام فيها.
3- التنبؤ بالمستقبل وإعداد الخطط طويلة المدى .
4- متابعة العملية التعليمية وتطويرها .
5- الترشيد في الصرف على التعليم وسد مواطن الهدر .
6-استثمار الوقت الاستثمار الأمثل المبني على التسلسل والتوزيع الملائم لطبيعة العمل.
7- إيجاد الانسجام بين التعليم والمجتمع وسد الفجوة فيما بينهما .
8- تحقيق التكامل في العملية التعليمية بمختلف تفرعاتها.
وهذه الأهمية تمهد لخطة تستشف أهدافها من أهميتها وتبني عليها مراحلها ومواردها، لتسهم في مواجهة التحديات بأفضل الطرق وفق الإمكانات المتاحة.
ولأن عملية التخطيط تركز على الأهداف كقاعدة تقوم عليها أركان الخطة فسنتطرق إلى أهداف التخطيط التعليمي ومدى انسجامه مع الخطط الأخرى التي تشكل في النهاية عملية التنمية والتي سأتحدث عنها بشيء من التفصيل في الفصل الثاني إن شاء الله تعالى.
أهداف التخطيط التعليمي:
التخطيط بمفهومه الشامل يهدف إلى تحقيق أهداف أعدت لها الخطة وبما أن هذه الأهداف تتنوع وتتباين مجالاتها فإن هذا يحتم علينا تنوع وتباين أهداف التخطيط بناء على أهدافه، وبما أن تركيزنا هنا على التخطيط التعليمي بوجه الخصوص، فمن الجدير بنا أن نشير إلى أن التعليم يعتبر العمود الفقري لعملية التنمية، ولا ينفك عنها بل هو مصنع إعداد الكوادر المؤهلة لحمل هم التنمية على عاتقها ، والتنمية منظومة متكاملة من العمليات التي تلامس وتهم المجتمع بكل زواياه وأركانه ، وهي تتنوع مابين سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وهذا يقرن أهداف التخطيط التعليمي بكل جزء منها لأنه في النهاية يسهم بشكل كبير في صياغة هذه العوامل وتطويرها وربما تغييرها.
ويمكننا تلخيص أهداف التخطيط التعليمي فيما يلي:
الأهداف الاجتماعية للتخطيط التعليمي:
1-المحافظة على التقاليد السامية وتعزيزها في المجتمع.
2-تحقيق مبدأ الديمقراطية في التعليم وتحقيق تكافؤ الفرص للرجال والنساء على حد سواء.
3-توفير ما يحتاجه العمل من الكوادر البشرية والقوى العاملة.
4-تطوير المجتمع وجعله مجتمعا مواكبة للتطور والتغيرات.(فهمي،2000)
الأهداف السياسية في التخطيط التعليمي:
1- تنمية الروح الوطنية بين أفراد المجتمع
2- زيادة الانسجام والتفاهم بين ألأفراد والشعوب
3- تكوين كيان قوي للدولة بين الشعوب
4- الالتزام بقوانين الدولة والعمل على التماشي مع كل ما يخدم المصلحة العامة للدولة.
الأهداف الاقتصادية للتخطيط التعليمي:
1- زيادة الإنتاجية للفرد وبالتالي للقوى العاملة ورفع كفاءة الأداء
2- المساهمة في تطوير القدرات بغرض التحسين من العملية الاقتصادية للبلد ومجاراة التطور الحديث.
3- التغلب على مشكلة البطالة الحقيقية والمقنعة.
4- فتح مجالات جديدة للبحث العلمي الهادف لتنمية الاقتصاد.
5- حسن استغلال المقدرات وترشيد الصرف وفق الحاجات.
الأهداف الثقافية للتخطيط التعليمي:
1- الاهتمام بالبحث العلمي والمساهمة في نشره يعد تدعيما للثقافة في المجتمع.
2- القضاء على الأمية بشتى مظاهرها.
3- المساهمة في رسم صورة ثقافية للمجتمع تتعاطى مع متغيرات العصر.
4- إيجاد نوع من الانسجام والتفاهم مع الثقافات الأخرى.
5- تنويع مصادر الثقافة ، وطرقها وفقا للإمكانات المتاحة والمناسبة لخدمة العملية التعليمية.
أنواع التخطيط:
اختلفت تصنيفات المهتمين بالتخطيط حول أنواعه وهذا الاختلاف يرجع إلى اقتران عملية التخطيط بمعطيات أخرى تختلف في مجالاتها، وبالتالي تنتج لنا أنواعا مختلفة من التخطيط، لا ينبع ختلافها إلا من خلال المقترن بها.
ويمكننا استقاء أنواع التخطيط وفقا للمعطيات التالية:
1- المجال :
والمجال هنا يقصد به مجال عملية التخطيط الذي يؤطر الخطة وتدور في فلكه. ومن هذه المجالات: المجال الاقتصادي ، والمجال الاجتماعي، والمجال الثقافي ...الخ)
2- التخصص :
وهو يركز على تخصيص المجال فقد يكون تعليميا وقد يكون صناعيا وقد يكون زراعيا ...ألخ)
3- البعد الزمني :
ونقسم التخطيط من خلال بعده الزمني إلى ثلاثة أقسام:
أ-تخطيط قصير المدى. (في حدود السنة)
ب_ تخطيط متوسط المدى. ( سنة – 5 سنوات )
ج_ تخطيط طويل المدى. (10 سنوات – 20 سنة) وهذا ما يطلق عليه التخطيط الاستراتيجي.
4- النطاق الجغرافي :
وهنا يركز على المساحة التي يغطيها هذا التخطيط وهل هي خطة شاملة للدولة ، أم خطة جزئية لإقليم معين.
شروط التخطيط:
حتى نصل بالخطة إلى المستوى المنشود الذي يحقق لنا الأهداف ويقودنا إلى التطلعات لابد من مراعاة الشروط التالية :
1- أن تحقق الخطة الأهداف الموضوعة من أجلها.
2- مراعاة الاعتدال في الأهداف.
3- الواقعية في الخطة.
5- مراعاة الأولويات عند تنفيذ الخطة
6- أن تحقق الخطة عنصر المرونة.
7- أن تكون الخطة متوازنة وفق حدود الإمكانيات
8- عدالة التوزيع للميزانية ( التوزيع حسب الاحتياج )
9- أهمية التطوير للخطة
10- أن يراعي البرنامج التنسيق بين المعنيين بتنفيذه.( الحربي،2003).
المبحث الثاني : التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر:
أشرنا فيما مضى أن من أنواع التخطيط ما يسمى بالتخطيط الاستراتيجي وهذا النوع من التخطيط هو النوع الملائم لعملية التعليم المستمر ، وهذا دون شك ينبع من المدى الطويل للعملية التعليمية المستدامة، والتي تحتاج لمثل هذا النوع من التخطيط كي تستطيع مواكبة المتغيرات التي تعد المنطلق الأهم لاستمرار عملية التعلم.
وبناء عليه فإنه من الجدير بنا أن نعرج على بعض الأساسيات في التعليم المستمر وخصائصه وفلسفته في خدمة المجتمع ، ثم التعرف على التخطيط الاستراتيجي وتطبيقاته في التعليم المستمر، وخصائص الخطة الجيدة.
أولا: التعليم المستمر وخدمة المجتمع:
وُسِم هذا العصر بعصر السرعة فكانت هذه الصفة قاصرة في وصفه ، فقيل هو عصر الانفجار المعرفي فكانت سمة لا تمثله كما يجب ، وحقيقة فأنا لا أجد له تعريفا يمثله خير تمثيل إلا أنه عصر السباق إلى المجهول عبر الغد ، فهو عصر تسارعت فيه عجلة التنمية على مختلف الصعد تسارعا مريعا يدق أجراس الخطر ، محذراً من أن عجلة التنمية كما ترقى بالأمم إلى القِمم ، فقد تسحق المتأخرة منها ناهيك عن الجامدة . ومن الجمود الذي أقصده جمود التربية والتعليم واقتصاره على مراحل روتينية كما لو كانت قوالب ثلج تنتج في الشتاء كما في الصيف ، وفي الليل كما في الهجير . متجاهلة بذلك العوامل المحيطة ، والمؤثرة المتنوعة بتنوع الزمان والمكان والمؤثر ذاته .
ولعل الأمم الجامدة في تربيتها وتعليمها واهتمامها بالفرد الذي ينساب ضمن النسق الإنساني المتكامل هي التي أغفلت جانب التجدد وتغاضت عن عامل السرعة حتى تراكمت عليها كل هذه الإشكالات من تخلف في مختلف المناحي ، وعلى النقيض من ذلك فتلك الأمم التي تنبهت للتجدد وعامل السرعة وسعت سعيا حثيثا لأخذ مكان آمن على هذه العجلة تتعهده بالصيانة في كل حين هي التي تقدمت وتطورت وقادت العالم بقدر ما لديها .
1-مفهوم التعليم المستمر :
إن مفهوم التعليم المستمر ليس مفهوما جديدا ساقته لنا التربية الحديثة بل هو مفهوم قديم قدم الحضارات ، كما أنه أمر ملازم للديانات السماوية ، إذ نادت بالتربية المستمرة ضمانا لانتشارها بين الأجيال المتعاقبة ، وبقائها في العصور المتعاقبة .
وللتعليم المستمر عدة مصطلحات تطلق عليه منها:
" التربية مدى الحياة " Lifelong Education و التربية المستمرة Continuing Educationو" التربية الدائمة " L'Education Permanente و " التعليم المستمر" Continuous Learning . وكل هذه المصطلحات تتفق على أن التربية عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر ، أو تنحصر في مرحلة دراسية محددة ، متلاحمة مع سياق الحياة.
ومما قاله "جون ديوي" في هذا النوع من التعلم: - إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة ، ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت-.(بركات،1988)
2-التعليم المستمر عبر التاريخ:
لقد نادت الحضارات القديمة والديانات السماوية بفكرة التربية المستمرة كمطلب وضرورة لاستمراريتها وتعاقبها عبر الأجيال ، وقد كانت التربية في المجتمعات البدائية تهدف بشكل أساسي إلى تنمية القابلية لمعطيات العصر إذ كانت تعيش على نمط معين من التعليم في المراحل الأولى من العمر تكمن أهدافه الأساسية في معرفة مبادئ العيش وحفظ النفس والدفاع عنها من الأخطار التي قد تحيط بها، وقد نحت العملية التعليمية في ذلك الوقت منحى يرتكز هدفه الرئيس في مواجهة الحياة والتغلب على مصاعبها والبحث عن المطالب الأساسية للعيش بشكل يحاكي فيه الشباب الكبار في أعمالهم من حيث استخدام السلاح ، وتعلم فنون الصيد وركوب الخيل وبناء المسكن وتوفير الغذاء ، وهي أمور لها الاستمرارية التي لا تنقطع لضرورتها في استمرار الحياة ذلك الوقت .
وبعد أن أصبحت المدارس مؤسسات تهدف إلى نقل مفردات التراث الثقافي والمادي لم تكن تختلف كثيرا عن التربية والتعليم ي الحياة البدائية للإنسان من حيث المنهج الذي كان يهدف إلى نقل التراث من قيم وعادات ومهارات من الأجداد إلى الأحفاد ، فنجد أنه في التربية اليونانية يتم إعداد المحارب إعداداً خاصاً بعد الدراسة الأولية وذلك بتدريبه على عدة أمور في مجاله.
أما عند الصينين فقد كان لزاماً على من يروم ارتقاء المناصب العلية أن يجتاز جملة من المراحل التعليمية والتربوية البالغة الدقة والصعوبة فيما يتعلق بالتاريخ الصيني وخاصة الكونفوشية ، وقد يستغرق مروره بهذه المراحل جزءا ليس باليسير من مراحل حياته ، وعلى الموظف الاستمرارية في التعلم ومن الأقوال المأثورة والمأخوذة من بعض الكتابات القديمة في القرن الثاني الميلادي " إن العقلاء يبحثون عن المعرفة كأنهم لن يموتوا أبداً ، أو لن يشيخوا، ويحصلون على الفضل كأنهم سوف يموتون غداً" وهو أيضا قول مأثور عن أحد الصحابة رضوان الله عليهم .
وهكذا تستمر التربية المستمرة أو التعليم المستمر في المسيرة عبر التاريخ مرتدية ثوب الزمان الذي تعاصره ، حتى تصل إلى فجر الحضارة الإسلامية التي جعلتها أساسا من أسسها ، فنجد أن الدين الإسلامي الحنيف وما تبعه من حضارة ملأت الشرق والغرب وبثت النور في كل نواحي الظلمة والظلام ، قد دعا إلى فكرة "التربية المستمرة" _ اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد _ وقد كان التركيز على النمو في مجالات العلم والثقافة جليا وواضحا ، فالعلم يعد من أهم دعائم الدين وطلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وهو فرض لا تحده الزمكانية .
وقد أكد الدين الإسلامي على ضرورة التعليم المستمر في حياة المسلم لمواجهة تحديات الزمان والوصول إلى أرقى مراحل الإيمان وتحقيق قول المولى عز وجل " إنما يخشى اللهََ من عباده العلماء " وبذلك يشير الله تعالى في كتابه الكريم " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " " وقل ربي زدني علما" " وفوق كل ذي علم عليم" .
كما أشارت إلى ذلك السنة النبوية المطهرة في مواضع مختلفة : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " " طلب العلم فريضة على كل مسلم مسلمة " " من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقا إلى الجنة " وكل هذه الأحاديث الحاثة على طلب العلم غير محدودة بزمان أو مكان ، مما يدل على ضرورة استمرارية التعليم لما تحققه من تمكين للفرد في حفظ دينه ودنياه فيعمل لدنياه كأنه يعيش إلى الأبد ولآخرته كأنه يموت غداً ، وفي استمرار التربية والتعليم ضمان لاستمرارية القيادية والتقدم والوقوف خلف مقود السفينة بكل تمكن للوصول بكل آمان .
ولمعرفة سر اهتمام التربية الإسلامية بالتعليم المستمر يجب علينا أن ننطلق من الصفات الخاصة التي تميزت بها هذه التربية وهي :
1- التربية الإسلامية تربية مطلقة : من حيث الزمكانية ، فهي ليست محصورة بمرحلة عمرية معينة ولا حقبة زمنية محددة ، بل ممتدة من المهد إلى اللحد ، وهذا الأمر هو ما تدعو إليه التربية المعاصرة وتضعه ضمن أولوياتها ، والمكان مطلق " اطلبوا العلم ولو في الصين" " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها "
2- تربية تتلاءم مع تغيرات نمو الأفراد وأعمارهم : ففي مرحلة الطفولة تختلف الأساليب في التربية عن الأساليب المستخدمة مع الأعمار الأخرى كما تختلف مع نفس الأعمار في الأجيال المختلفة وفقا للظروف المحيطة ، فنجد الرسول صلى الله عليه وسلم يبين ذلك في قوله " إنهم خلقوا لزمان غير زمانكم " .
3- تربية تستهدف تكوين المجتمع : فهي تحث أفراد المجتمع على التعلم وبث ذلك في المجتمع بشكل عام ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " إشارة إلى ذلك ،ولا يفوتنا التأكيد على أن التعلم يشمل المعلم والمتعلم على حد سواء كي تتحقق القدرة على مواكبة التغيير ، وبناء المجتمع المتقدم .
4- تربية شاملة للإنسان : لا تفرق بين من هو صغير أو كبير ، ذكر أو أنثى ، سليم أو معاق ، فهي أمر مطلق ، كانت لدى الكتاتيب وفي الجوامع والمساجد وعند العلماء والوراقين والأسواق وغير ذلك ، وكذا لم تغفل التربية الإسلامية نصيب المرأة من العلم والتعلم يقول الله تعالى " تعلمونهن مما علمكم الله " ويقول الرسول صلى الله عله وسلم " ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم" .
من كل ما سبق نخلص إلى أن التعليم المستمر راسخ في رواسخ حضارتنا الإسلامية نادت به لكل أفراد المجتمع دون تفريق ، وما التسميات الحديثة من تربية مستمرة أو دائمة أو متواصلة إلا فكر قديم بثوب معاصر وجديد.
أما في العصر الحديث فالتربية المستمرة أو التعليم المستمر يعود بجذوره إلى المفكر كومنيوس الذي نادى في كتابه "فن التعليم الأكبر" إلى تربية عامة لكل المهنيين وجميع طبقات المجتمع لا فرق في ذلك بين رجل وامرأة ولا غني وفقير ، لأن في ذلك تحرير لهم من السلبية ، وزيادة لإنسانيتهم التي تنمو بالعقل والفكر والعمل. وقد رفع كومينوس شعارا يردده التربويون وهو " تعليم الكل للكل بشكل كلي ".
وفي الوقت الحاضر نضجت فكرة التعليم المستمر واتضحت مفاهيمه على المستوى العالمي وها هي الدول تسعى إلى إيجاد الإمكانات المناسبة التي تخدم هذا التعليم وتلبي متطلباته إيمان منها بقيمته في مواجهة هذا العصر الذي يوصف أقل ما يوصف أنه انفجار معرفي وعصر سرعة ، لذا نرى بعض نماذج الجامعات المفتوحة والدراسة عن بعد وعن طريق المراسلة والتدريب المستمر لمن هم على رأس العمل ...الخ ) وما إلى ذلك من سبل تحقق أهداف هذا التعليم التي تسعى إلى مواكبة التنمية والتطور السريعين .
ولعلنا نتطرق لاحقاً بشيء من الإيضاح إلى أهداف " التعليم المستمر" والتي تتقولب بقالب خدمة المجتمع وتنصب في هذا المجال .
3-خصائص التعليم المستمر:
إن التعليم المستمر يستند على عدد من الخصائص التي جعلت له أهمية قصوى تميزه وتعزز من مكانته في سبيل التعاطي مع ما تعيشه المجتمعات ، وهذه الخصائص تتمحور في خمسة أركان هي:
1) الكلية أو الشمولية "Totality ": وهذا يعني أنها تشمل جميع مراحل الإنسان من المهد إلى اللحد ، وجميع أنواع التعلم الرسمية وغير الرسمية.
2) التكامل ""Integration : ويقصد به التكامل بين جميع مصادر المعرفة والتربية من البيت والمجتمع والمدرسة ومراكز التدريب وغيرها مما يشكل عملية التعلم والتربية.
3) المرونة"Flexibility": متماشية مع متغيرات العصر ومتطلباته في ما يعلم، وكيف يعلم؟ ولم يعلم؟، تؤمن بضرورة التغيير لوجوده أصلا.
4) الديمقراطية"Democratization": تؤكد على حق جميع الناس في التعلم بغض النظر عن الفروق الاقتصادية الاجتماعية الثقافية والعقلية، فهي تربية للجميع.
5) تحقيق الذات"ٍSelf-fulfillment" : أي أن هذه التربية أو التعليم تسعى لأن يكون الفرد محققا لذاته ومطورا لها ليعيش عيشة متناسقة مع ما يفرضه المجتمع والعصر ، تكيفه مع العوامل المحيطة وتفتح المجال له للإبداع ، وكل ذلك ينعكس في النهاية على مجتمع متقدم متطور تبعا لتقدم وتطور أفراده.
4-أهداف التعليم المستمر:
إن أهداف التعليم المستمر لا تعتبر أهدافاً نهائية بل هي أهدافٌ تتجدد وتتغير وفقاً لتجدد وتغير تطلعات الإنسان وقدراته وظروفه المحيطة ، و من الأهداف ما هو قريب ومنها ما هو بعيد وهما على صلة فتحقيق البعيد يتطلب تحقق القريب . لكن يمكننا أن نقف عند الخطوط العريضة من هذه الأهداف والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بمتغيرات العصر ،ونحن نقف أمام متطلبات جمة يجاهد فيها الفرد ليلحق بركب التقدم ويبقى ضمن تيار التطور المنطلق بسرعة الريح .
ولعل الهدف الأسمى من التعليم المستمر هو خدمة المجتمع ، والأخذ به إلى مصَاف المجتمعات المتقدمة المواكبة لمراحل التنمية في مختلف المجالات ، ومن أهداف هذا التعليم أيضاً:
§ إعادة فحص الأفكار وأنماط السلوك السائدة في المجتمع ، بناء على المشكلات الجديدة وتحديد ما تتطلبه عناصر التغيير التي طرأت والسعي إلى تحقيقها .
§ تضييق الهوة الثقافية الناتجة عن اختلاف السرعة بين النمو المادي والنمو الحضاري في جوانب الحياة الاجتماعية .
§ التوفيق بين القيم والاتجاهات القديمة و متطلبات العصر الجديد .
§ مواجهة ما ينتج من مشكلات ناتجة عن التغيير الاجتماعي السريع .
§ التنمية الاقتصادية وتعزيز موارد دخل المجتمع .
§ نشر الوعي حول القضايا الكبرى سواء المحلية أو الخارجية .
§ تلافي الأخطاء السابقة.
وكل هذه الأهداف في مجملها تضع نصب عينيها خدمة المجتمع من خلال تطوير أفراده وهي الفلسفة التي يقوم عليها التعليم المستمر.
5-الأصول الفلسفية للتعليم المستمر:
لعل أقرب فلسفة في تحديد فكرة التعليم المستمر هي الفلسفة البرجماتية pragmatism وقد ركزت هذه الفلسفة على أهمية التربية في مجال التغيير الاجتماعي ، ويرى "بيرجفن" مع "لندمان" في النظرة إلى الهدف من هذا التعليم أنه التغيير الاجتماعي ، إذ أن الإنسان لا يمكنه الانفصال عن مجتمعه ، كما أن النمو الفردي هدف لخدمة المجتمع . ولعله من الجدير بنا هنا الإشارة إلى الفلسفة البرجماتية كونها الفلسفة التي تحدد معالم هذا النوع من التعليم .
الفلسفة البرجماتية:
تعود جذور هذه الفلسفة إلى العصور القديمة وبالتحديد إلى الفيلسوف اليوناني هيراقليطس الذي يعتبر الجد الأعظم للجدل ، وهي تقوم على التغير المستمر وأن الحقائق الثابتة لا وجود لها .
أما البرجماتية في العصر الحديث فتنسب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تطورت هناك في النصف الثاني من الفرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين .
ويمكننا تعريف الاتجاه البرجماتي بأنه : تحويل النظر بعيداً عن الأشياء الأولية ، والمبادئ والقوانين والحتميات المسلم بها ، وتوجيهه - النظر- نحو الأشياء الأخيرة : الثمرات ، النتائج ، الآثار .
ويطلق على هذه الفلسفة عدة تسميات منها :
النفعية ، الأدائية ، التجريبية ، العملية وغيرها من التسميات التي تحدد منهجها . وهذه الفلسفة تؤمن بأن التربية هي الحياة وليست الإعداد للحياة .
المبادئ الأساسية للفلسفة البرجماتية :
1- طبيعة العالم : عالم نسبي غير ثابت ، وفي حالة تغير مستمر .
2- طبيعة الحقيقة : الحقيقة غير مطلقة ، فهي لفظ إشاري دال ، وهي خير ما لدينا من المعرفة المختبرة .
3- طبيعة الإنسان : الإنسان كل متكامل له طبيعته الفردية وشخصيته الخاصة وقدراته ، وله وجود خاص ضمن العنصر الإنساني العام .
4- طبيعة المجتمع : حافظ ومنم للتراث الإنساني ، يضع ثقته في الإنسان لتطويره .
5- طبيعة القيم : لا وجود لقوانين أخلاقية مطلقة ، فهو لا يعنى بالأخلاق لذاتها بل لمنفعتها وكذا العلم والجمال .
6- طبيعة الحياة : التربية هي الحياة ، تستمر مادام الإنسان حياً .
التطبيقات التربوية للفلسفة البرجماتية :
1- من رؤية الفلسفة البرجماتية للتربية أن التربية هي الحياة وليست الإعداد للحياة يمكن أن نعرف التربية في ضوء هذه الفلسفة بأنها : "عملية مستمرة من إعادة بناء الخبرة بقصد توسيع وتعميق محتواها الاجتماعي "
2- لا تضع الفلسفة البرجماتية أهدافا ثابتة أو محددة للتربية وذلك لأن "المستقبل غيب لا يمكن التكهن به ".
3- تنظر البرجماتية للإنسان ككل ، فتتعدد مجالات التربية من جمالية ، ودينية ، وعقلية ، وخلقية ، وكل هذه الأشياء لا تطلب لذاتها ، بل لأن وراءها نفعاً.
4- تؤكد البرجماتية على ضرورة تنويع الوسائل لتحقيق الأهداف ، حيث أن الطريق التربوي هو طريق موصول من النمو ، ومن هنا فإنها لا تفصل بين مادة التدريس وطريقته .
5- تؤكد البرجماتية على ضرورة مراعاة الفروق الفردية ، وتوفير الحرية لكل فرد ، يعمل في مجال التربية .
6- المناهج الدراسية وحدات ديناميكية هادفة ، والمنهج الأنسب هو حل المشكلات .
البرجماتية والتعليم المستمر.
لعلنا قد أدركنا مما سبق العلاقة بين البرجماتية والتعليم المستمر ، من حيث أن الأصول الفلسفية لهذا التعليم ، تتحدد من خلال الفلسفة البرجماتية التي تقوم على التغيير المستمر وأنه لا يوجد حقيقة مطلقة بل تتجدد هذه الحقائق وفقا للعوامل المحيطة من زمان ومكان ومؤثرات ، وحيث أن هذه الفلسفة تنظر للتربية بأنها هي الحياة فكأنها تقول أن الحياة كلها تربية أي تعليم مستمر حتى النهاية التي تتحدد بنهاية الحياة .
ولعل هذه الفلسفة تبرز أهمية التعليم المستمر في مواجهة التغير المستمر، وكل ذلك يصب في خدمة المجتمع الذي يصب ثقته في المتعلم بإعطائه كامل الحرية لإيمانه بضرورة أن النظام يجب أن ينبع من التلميذ نفسه ، ومن شعوره بالمسؤولية الملقاة عليه .
5-فلسفة التعليم المستمر في خدمة المجتمع:
"الاجتماع الإنساني ضروري ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم " الإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران . وبيانه أن الله سبحانه خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصح حياتها وبقاؤها إلا بالغذاء وهداه إلى التماسه بفطرته وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء غير موفية له بمادة حياته منه . ولو فرضنا منه أقل ما يمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطة مثلا فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ . وكل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد ونجار وفاخوري . هب أنه يأكله حبا من غير علاج فهو أيضا يحتاج في تحصيله حبا إلى أعمال أخرى أكثر من هذه من الزراعة والحصاد والدراس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل. يحتاج كل واحد من هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير ويستحيل أن توفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد . فلا بد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الحاجة لأكثر منهم بأضعاف " (ابن خلدون، 1993).لعل أحدا ً منا لا يجهل هذه النظرية التي ذكرها ابن خلدون في مقدمته المشهورة ، والتي حدد بها معنى الاجتماع وغاية وآلية تعايش المجتمع مع ضرورياته ، ولعل ما ذكره ابن خلدون ينسحب على كل المجتمعات مع تطور المثال الذي ساقه وفقا لتطور الحاجات والضرورات .
وقد تتطور فكرة المجتمع من مجتمع بذاته إلى تجمعات ثقافية واقتصادية ومعلوماتية وفقا لمنظور العولمة التي تعد من أبرز سمات هذا العصر ، فنرى التكتلات الاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها ، والتي تكون تجمعات تستدعي عدم الثبات نظراً للتجدد المستمر والمتسارع والذي يحتاج إلى مواكبة تحمي هذه التجمعات وتقويها وتجنبها الفجوات التي قد تحدق بها نتيجة التأخير في عملية التجديد
كل ذلك يستدعي تربية وتعليما مستمرا لأن عجلة التنمية تسير وقد تسحق من لا يواكب خطاها .
مما ذكرنا سابقا يتبين لنا أن التعليم المستمر يقوم على فلسفة أن التربية تستمر باستمرار الحياة ، وذلك لتطوير الذات الفردية والتي من خلالها يتوصل إلى تطوير المجتمع ، وكأن ذلك متابعة لكل جديد كل في مجاله إذ أن فلسفة التعليم المستمر المتظللة بظلال الفلسفة البرجماتية تتيح للفرد حريته في التربية وتطلق لقدراته الخاصة ومواهبة العنان في الوصول إلى أقصى ما يستطيع ، وتجديد خبراته ومعارفه باستمرار لا يتوقف إلا بتوقف الحياة ، ومن هنا فإن كلاً مناطٌ به تطوير ذاته من خلال التعليم المستمر والتثقيف الذاتي سواءً كان ذلك فردياً أو ضمن مؤسسات اجتماعية معدة لهذا الغرض وكل هذا في النهاية يولد لنا مجتمعاً متناسقاً مع عصره ، و مواكباً له .
لذا فقد أصبح التعليم المستمر ضرورة فرضها الزمن منذ القدم ، تطورت بتقدمه وتزايدت بتزايد حاجات المجتمع، وفتحت ميادين تسابق مضنية تحتاج إلى لياقة تجددية مستمرة، واستراتيجيات موافقة لمتطلبات المرحلة ، من تطوير للذات واكتساب للمعارف الجديدة، وتوظيفها في مهارات تخدم المجتمع خدمة تنطلق من الفرد وتعود إلى الفرد.
ثانيا : التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر:
يعرف التخطيط الاستراتيجي بأنه" تخطيط يتحرك في أفق زمني معلوم يتراوح بين خمس سنوات وعشر سنوات أو ما يزيد قليلا، وينتهي بخطة إستراتيجية تتضمن عددا من الخطط الإجرائية والتنفيذية ويكون لكل هذه الخطط خطط أخرى احتياطية تصح الاستعانة بها وقت الأزمات أوفي تغير ظروف التنفيذ ، يسير وفق عملية معقلنة تستهدف تحقيق المهام والغايات الطويلة الأجل للنظام التربوي بالاستعانة باستراتيجيات معينة لاستخدام كافة الموارد البشرية وغير البشرية المتاحة والمتوقعة" (زاهر،1993).
ومن التعريف السابق يمكننا أن نستشف أن التخطيط الاستراتيجي تخطيط طويل المدى ، يبنى وفق طرق معقلنة "علمية" تستفيد من الإمكانات المتاحة لتحقيق غاياتها. كما أنه عبارة عن مجموعة من الخطط الإجرائية والتنفيذية التي تكونه في النهاية.
والتخطيط الاستراتيجي عموما له صلة بالخطوط العريضة في عملية التنمية باختلاف مجالاتها: السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو بعملية التنمية عموما كخطة إستراتيجية كبرى للدولة.
وسيتركز حديثنا في هذه الورقة عن التخطيط الاستراتيجي لعملية التعليم المستمر.
ويمكن حصر نماذج التخطيط الاستراتيجي بصفة عامة في نموذجين:
1- نموذج البرنامج التعليمي.
2- النموذج الشامل.
وفي النموذج الأول يتضح أنه النموذج المتعلق بالعملية التعليمية يتم بناءه وفق الحاجات والأهداف والغايات وفي حدود الإمكانات المتاحة.
أما النموذج الشامل فهو نموذج يستخدم للنظم الكبرى فهو يركز على البيئات الداخلية والخارجية للمجتمع عموما والمجتمع التعليم خصوصا، وقد يستخدم هذا النوع في مجالات أخرى غي التعليم كالصناعة والتجارة وغيرها. (زاهر،1939)
مبررات التخطيط لبرامج التعليم المستمر:
التخطيط عملية مهمة في كل شيء يراد له النجاح، ولكن هناك مبررات تدفع الشخص لتحديد نوعية التخطيط بكامل عناصره ومتطلباته، وهذا ما سنتناول من خلاله مبررات التخطيط للتعليم المستمر وهي على النحو التالي:
1- العامل الديموغرافي:
يعد النمو السكاني من العوامل المهمة في تحديد عناصر خطط التنمية، وبالتالي فإن هذا العامل يرتبط ارتباطا مباشرا بعملية التعليم بنوعيه النظامي وغير النظامي .
ففي التعليم المستمر يجب الأخذ بعين الاعتبار المعدلات الديمغرافية التي تشكل عدد المستهدفين من خلال برامج التعليم المستمر وتصنيف مستوياتهم تبعا لظروفه المحيطة
2- العامل السياسي:
وهذا العامل له دور الريادة في عملية التخطيط للتنمية عموما وللتعليم المستمر خصوصا، فمن خلاله يستمد التعليم قوته ، ومن خلال التعليم تستمد السياسة قوتها.
3- العامل الاقتصادي :
وهذا العامل يعد حجر الزاوية في منظومة التنمية عموما، ويشكل القطب الثاني من قطبي المدى بين الطموحات والإمكانات، وكذلك فإن هذا العامل يدعم التعليم، والتوسع في التعليم يدعم الاقتصاد.
4-العامل الاجتماعي:
ويعد لعامل الاجتماي مهما في صقل الوظيفة الاجتماعية التربوية للمواطن بجانب تأثير العوامل الحضارية والثقافية.
5-العامل الثقافي:
وتتضح أخمية هذا العامل من خلال متطلبات الثورة الثقافية المعرفية التكنلوجية والوضع السائد مقارنة مع معطيات العصر .
6- قصور التعليم النظامي:
بما أن التعليم النظامي لا يستطيع مسايرة سرعة التغيير في المجتمع فإن التعليم المستمر يحل بديلا له يفي بمتطلبات العصر ويجابه متغيراته على مختلف الصعد.
مميزات التخطيط الاستراتيجي:
1- السير على بينة نحو الأهداف.
2- معرفة الغايات بعيدة المدى والعمل للوصول إليها وفق منهجية تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل المحيطة المهمة والمؤثرة في عملية الوصول للغايات.
3- المرونة حيث يستطيع المخطط إجراء التعديلات والتطويرات الملائمة لما تتطلبه المرحلة وذلك نظرا لطول مدة الخطة الإستراتيجية شريطة أن تكون مبنية على قدر من المرونة والخطط البديلة للمتغيرات المفاجئة.
4- معرفة الجوانب الضعيفة في المجتمع والإشكالات وحلها قبل أن يستفحل ضررها ويستشري في المجتمع.
5- التقليل من الهدر بكافة أنواعه بشرية – مالية – موارد ورسم خطة صرف تحقق الهدف بأقل تكلفة ممكنة.
مكاسب التخطيط الاستراتيجي:
"• يرسم الطريق الذي بموجب يمكن التنبؤ بالمشاكل والفرص المستقبلية.
• يزود العاملين بأهداف واتجاهات واضحة من أجل مستقبل الإدارة.
• ينتج عن استخدامه أداء أفضل، وأكثر فعالية إذا ما قورن بأداء إدارات التربية والتعليم التي لا تستخدم مفاهيم الإدارة الاستراتيجية.
• يزيد من رضا العاملين وحفزهم.
• يزود صانعي القرارات بمعلومات فورية.
• ينتج عن استخدامات قرارات أفضل وأسرع.
• ينتج عنها توفير في التكاليف. وأخيراً يمكن النظر إليه باعتباره أحد أدوات التكنولوجيا الإدارية والتي قد أساء البعض فهمها فثمة فارقاً بينها وبين استخدام الآلة، وبخاصة الحاسبات الإلكترونية في العمل الإداري."
(الأختر،2005)
التخطيط الاستراتيجي في العملية التعليمية يشمل:
"1- الهيكل التعليمي:
تعني هيكلية التعليم: النظام الكامل المسؤول عن عملية التعليم بدءا من الوزارة إلى الهيئة التعليمية أفقيا وعموديا
2- الهيكلية الإدارية لنظام التعليم .
ويضم الهيكل الإداري جميع الإداريين المختصين الذين يساندون برامج التعليم المستمر، وما يتبع هذه البرامج من عمليات إدارية متنوعة.
3- الأبنية:
ويندرج تحت هذا العنصر بالنسبة لبرامج التعليم المستمر ، الأماكن المعدة لعملية التعليم وهل هي تابعة للتعليم النظامي أم خاصة بالبرامج التي تندرج تحت مسمى التعليم الغير نظامي، وتخطط على ضوء البيانات التي تختص بالنمو السكاني والديموغرافي، وتنوع متطلبات البرامج.
4- التجهيزات:
وهي أيضا تخطط على أساس النمو السكاني والاحتياجات والمتطلبات مع الأخذ بعين الاعتبار كافة التغيرات المحتملة. وقد تتنوع من تجهيزات قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى وفقا لمدى الاستفادة منها بالنظر إلى متطلبات التعلم.
5- المناهج:
ولا يخفى أن المناهج في برامج التعليم المستمر تحتمها طبيعة الاحتياجات وتنوعها بين الفئات المختلفة في المجتمع، والأهداف والغايات .
والمناهج في عملية التعليم المستمر تتميز عن غيره بمرونتها ومشاركة المستهدفين في بنائها وهي بذلك تتباين وتختلف وفق اختلاف خصائص الدارسين وحاجاتهم، ولذا توجب على الخطة الاستراتيجية أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار وإعداد الخطط بناء عليه.
6- الكتاب التعليمي:
وهذا يرجع أيضا لطبيعة الدارسين وخصائصهم بمختلف زواياها ، فلكل فئة خصائصها التي يتوجب بناء عليها ، صياغة الكتب وطريقة إعدادها وإخراجها وما إلى ذلك .
7-إعداد المعلمين المؤهلين:
يتضمن التخطيط حساب أعداد المعلمين المطلوبين وأخذ النقاط السابقة بعين الاعتبار.
والمعلمون في هذا المجال يجب أن يعدوا إعدادا جيدا يتوافق ومتطلبات عملهم وتعاملهم مع الفئة المستهدفة باختلاف شرائحها وخصائصها، وإعداد أقسام تختص بتخريج هذا النوع من المعلمين.
مراحل وضع الخطة:
ويقصد بها الخطوات التي تمر فيها عملية وضع الخطة منذ أن كانت فكرة حتى رحلة المتابعة والتعميم .
وهذه المراحل هي:
1- مرحلة إعداد الخطة:
وهي التي يتم فيها تحديد الأهداف والغايات المراد الوصول إليها من خلال عملية التعليم المستمر خلال فترة الخطة وبعد ذلك تأتي
*مرحلة التنبؤ: أي التوقعات المحتملة الحدوث وهذه المرحلة تعتبر من أصعب المراحل نظرا لأنها تتعامل مع المستقبل ومع المتغيرات المتسارعة والمفاجئة.
و عند تحقيق هذه الأهداف وعمل الإحتياطات اللازمة للمستقبل وظروفه في ضوء الموقف الحالي يجب التركيز على أن يشارك في إعداد هذه المرحلة جميع العاملين والمسئولين عن التنفيذ
*عقد الاجتماعات المختلفة على جميع المستويات لمناقشة الأهداف المراد الوصول إليها وأخذ الآراء والاقتراحات حول الطرق والسبل التي يجب إتباعها للوصول إلى الأهداف المرجوة .
*تحديد الأهداف المرجو تحقيقها: وهي خطوة مهمة بل هي من أهم مراحل عملية التخطيط لأنه إذا استطعنا تحديد الأهداف بوضوح و واقعية أمكننا من السير بنجاح في الخطوات الأخرى لعملية التخطيط والخطة .
2- مرحلة الموافقة على الخطة:
تقوم الجهة المسئولة عن أي برنامج بالموافقة على الخطة عند التأكد من الأهداف والغايات المراد تنفيذها في المستقبل ، وتعتبر إشارة البدء لتنفيذ الخطة.
3- مرحلة تنفيذ الخطة:
تبدأ الجهات المعنية عند اعتماد الخطة بالتنفيذ وفق المرسوم لها وتسعى جاهدة لتحقيق الأهداف الموضوعة .
4- مرحلة المتابعة والتقويم:
ويتم فيا متابعة التنفيذ للتأكد من أن التنفيذ يتم وفقا لما خطط له .
وهذه الخطوة من الأهكية بمكان كما للخطوات الأخرى بل أكثر، لأنها تتفتق عن مواطن القوة والضعف ومجابهة الطوارئ والمتغيرات.
ولابد من التمييز بين مفهوم المتابعة ومفهوم الرقابة التقليدية على العمل ، فالمتابعة هي ملاحظة التنفيذ وتحديد درجة النجاح أو الفشل فيه خطوة بخطوة والتنبؤ باحتمالات الخروج عن الخطة المحددة بما يضرها ومن ثم العمل على تلاقيها قبل حدوثها.
بينما الرقابة تهتم بتحليل النتائج النهائية . دونما معالجة.
ولمتابعة الخطة يجدربنا إتباع الوسائل التالية :
1- مراجعة الخطة نفسها:
قد تكون الخطة نفسها مبالغ فيها أو تتجاهل الكثير من الأمور أو قد تكون بنيت على تقديرات وتنبؤات خاطئة.
2- مراجعة التنفيذ:
متابعة خطوات التنفيذ ومدى التقيد بها، والطارئ عليها وكيفية معالجته وتفادي المشاكل التي قد تمر بها.
3- ملاحظة الظروف الخارجية:
التنبه للعوامل الخارجية التي تؤثر في الخط ومدى انسجام الخطة في التعاطي معها، وإيجاد بدائل للمؤثرات التي ينبغي اتخاذ إجراء حيالها لشدة تأثيرها على الخطة.
خصائص التخطيط الجيد:
تعد مراحل إعداد الخطة السابقة مراحل يجب في التخطيط للتعليم المستمر الأخذ بها ومتابعتها كي تسير بالشكل المرسوم لها لكن أي خطة كي تحقق نجاحها لا بد أن تتسم بعدد من الخصائص التي تميزها وتجعلها ناجعة في مجالها ومن هذه الخصائص:
"1-الواقعية : تناسب الإمكانياتالمتاحة والممكنة مع الأهداف المنشودة .
2-الشمول : أن يكون للخطة السيطرةوالتوجيه علي كافة الموارد .
3-المرونة : أن تكون الخطة قادرة علي مواجهةالظروف الطارئة.
4-الاستمرارية : الربط العضوي بين مختلف عمليات التخطيط وبينسابقتها من خطط .
5-الإلزام : بحيث تكون الخطة ملزمة التنفيذ وفقاً للجدولالزمني المحدد لها.
6-المشاركة : مشاركة جميع الأفراد والمؤسسات في تنفيذ الخطة .
7-التنسيق : يقصد بها التنسيق والإجراءات والوسائل ".د.ت
المؤسسات التي تقوم بتخطيط وتنفيذ أنشطة التعليم المستمر:
هناك العديد من المؤسسات التي تسهم في تخطيط وتنفيذ أنشطة التعليم المستمر ومن هذه المؤسسات:
1- وزارت الدولة المختلفة كوزارة التربية والتعليم العالي و وزارة و الزراعة والصناعة و وزارة الاقتصاد ووزارة التنمية الاجتماعية ... ألخ)
2- المؤسسات الخاصة مثل المعاهد والمؤسسات المهنية والصناعية والزراعية.
3- المؤسسات والمصالح شبه الحكومية والمختلطة.
4- أجهزة الإعلام والتوعية المختلفة.
5- الجامعات والمؤسسات العلمية العليا.
6- الجمعيات والاتحادات والنقابات....الخ)
ومن المهم أن تضع هذه المؤسسات العناصر السابق ذكرها في عملية التخطيط الاستراتيجي ضمن الحسبان فمبدأ التعليم المستمر التغير النابع من التغير المصاحب للحياة بشتى ومجالاتها. (الياس،1999)
خاتمة:
بعد هذا العرض عن التخطيط والتعليم المستمر وعملية التخطيط الاستراتيجي لبرامجه ، أتمنى من الله تعالى أن أكون قد وفقت في هذا العمل وأن يرسم صورة واضحة حول ما أردت توضيحه، أما على النطاق الشخصي فقد استفدت من قراءاتي حول هذا الموضوع فائدة كونت لدي التصور العام لهكذا نوع من التخطيط.
هذا جهدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .
وبالله التوفيق....
علي المضواح
المراجع:
1- القرآن الكريم
2- ابن خلدون ، عبد الرحمن بن خلدون (1993م) . مقدمة ابن خلدون . دار الكتب العلمية ، بيروت
3- بركات ، علي بركات . التعليم المستمر والتثقيف الذاتي ، دار الفكر العربي ، القاهرة
4- الحميدي ، عبد الرحمن الحميدي (1992م). مدخل إلى علم تعليم الكبار .كلية التربية . جامعة الملك سعود . الرياض
5- أبو العينين ، خليل مصطفى و ويحيى ، محمد عبد الرزاق وبركات ، محمد يونس (2003م). الأصول الفلسفية للتربية ( قراءات ودراسات ) دار الفكر، عمان
6- السنبل، عبد العزيز بن عبد الله. التربية المستمرة في عالم عربي متغير. تعليم الجماهير، 200م
7- النعيمات، مد الله www.moe.gov.jo/school/eil/searches/search3.htm..2005م
8- سالم ، أفكار محمد . النظرية الاجتماعية ولغة الخطاب التربوي . التربية ، العدد110 ، سبتمبر ، 1994م
9- زاهر، ضياء الدين زاهر. (1993) . تعليم الكبار منظور استراتيجي. مركز ابن خلدون. القاهرة
10- الحميدي. عبدالرحمن الحميدي . التعليم المستمر بين النظرية والتطبيق. الرياض
11- غنيمة.محمد متولي(1996) إقتصاديات تعليم الكبار. الدار المصرية اللبنانية.القاهرة
12- أحمد. لطفي بركات أحمد.(1984). المعجم التربوي . دار الوطن. الرياض
13- الياس.طه الحج إلياس.(1999).التعليم غير النظامي تعليم الكبار.مجدلاوي.عمان
14- فهمي.محمد سيف الدين فهمي.(2000).التخطيط التعليمي.الانجلو المصرية.القاهرة.
الفهرس
الموضوعرقم الصفحةالمقدم1تعريفات التخطيط والتخطيط التعليمي2أهمية التخطيط3أهداف التخطيط التعليمي4أنواع التخطيط6شروط التخطيط7المبحث الثاني : التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمرالتعليم المستمر وخدمة المجتمع8مفهوم التعليم المستمر9التعليم المستمر عبر التاريخ9خصائص التعليم المستمر12أهداف التعليم المستمر13الأصول الفلسفية للتعليم المستمر14فلسفة التعليم المستمر في خدمة المجتمع16التخطيط الاستراتيجي17مبررات التخطيط الاستراتيجي للتعليم المستمر18مميزات التخطيط الاستراتيجي19مكاسب التخطيط الاستراتيجي20ما يشمله التخطيط الاستراتيجي للتعليم21مراحل وضع الخطة22خصائص التخطيط الجيد24المؤسسات التي تخطط للتعليم المستمر25الخاتمة26المراجع27الفهرس28
=========
>>>> الرد الثاني :
شكرا جزيلا أخي الكريم وبارك الله فيك.
=========
>>>> الرد الثالث :
شكرا جزيل لك , ربي يفتح عليك كما فتحت عنا
=========
>>>> الرد الرابع :
شكرا جزيلا
=========
>>>> الرد الخامس :
إليك مشاركتي في ما سبق بموضوع مشابه وأتمنى أن تستفيد
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1691150
=========
ان كنت تبحث عن مراجع ومصادر للبحث فالمكتبات العمومية زاخرة بهذه المواضيع فضلا عن المواقع الالكترونية . أما ان كنت تريد بحثا جاهزا لتضع عليه اسمك فهذا بصريح العبارة يعد سرقة علمية لا تختلف عن اي عملية سطو مادي اخر..
اخي هذه مواضيع خاصة بامتحان مهني لرتبة مديروهي غير موجودة في المكتبات العمومية ولا في الانترنت ..حتى الذي اجاب عن الطلب وهومشكور لم يجب عن شيء وان كانت لك اجابة زودنا بها وان كان لديك عنون كتاب هاته من فضلك
جازاك الله خيرا
بارك الله فيك.