عنوان الموضوع : إلى أساتذة الأدب العربي رجاء للثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم
الجميع بما فيهم التلاميذ يظنون مادة الأدب العربي دارا للرحمة كل من يدخل إليها ناجح لا محال حتى و إن كان لا يحسن تركيب جملة و السبب هو تلك العلامات المضخمة التي يتحصل عليها و هو لا يستحقها ، أنتم تعلمون أن المجتمع ككل يقيم المادة من النقاط المحصل عليها يعني لماذا الرياضيات و الفيزياء مثلا الكل يتفق على صعوبتها ؟ أليس لأن الأغلبية لا تتحصل على نقاط جيدة فيها ؟ ستقولون إنها صعبة فأيها أصعب العلوم الدقيقة التي نتائجها قطعية أم العلوم الإنسانية التي لا نتائج نهائية فيها ؟ أليس النص مثلا يحتاج إلى تأويلات و يحتمل تعدد القراءات فما أفهمه أنا قد يفهمه غيري فهما مخالفا ؟ ثم دروس النحو و الصرف أليس فيها أمور إلى الآن لاتزال محل اختلاف ؟ فلم تصورون للتلميذ أن مادة الأدب العربي سهلة و كل من هب و دب يتحصل على نقاط جيدة فيها ؟ يجب أن يقتنع التلميذ أن الأدب العربي لا يقل صعوبة عن الرياضيات و غيرها بل ربما هو أصعب منها و أن هذه المادة تحتاج إلى إعمال العقل و القلب معا لفهمها ، لو فهم التلميذ هذا الأمر فسيجتهد أكثر و سيولي اهتماما للمادة و سوف لن نجد في المستقبل طلبة جامعيين لا يحسنون تركيب جملة مفيدة دون أخطاء تضرب لغة الضاد في الصميم ، أقول هذا عن تجربة لأن أول ما يسأل عنه التلميذ كم معامل الأدب ؟ و حين يتحصل على 5 في الأدب يعد هذا فضيحة أما إذا حصل على 5 في مادة علمية فعادي جدا فلماذا ؟
أرجو أن تكون رسالتي وصلت و أنا هنا لا أدعو إلى غمط التلميذ حقه أبدا فمن يستحق 18 فهي له ، و لكن في مقابل هذا ما أكثر الذين يستحقون 7 و تمنح لهم 12 و هذا لعمري ظلم كبير في حق لغة الضاد لأن الجميع ينظر إليها نظرة دونية
أرجو التفاعل كما أرجو فهم قصدي لأن المسألة هنا لا تتعلق بالعلامات بقدر ما تتعلق بمصداقية تلك العلامات



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
والله لا أدري ما أقول!!!
كأن الأخت اعتماد13 تتكلم عما يجول ويصول بخاطري!!!
ماذا لو قلت لك بأنني في صباح اليوم كنت جالسا مع صديق لي وكنت أقرر نفس الكلام؟
زادك الله غيرة على لغتنا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.


=========


>>>> الرد الثاني :

عرفت أنك ستكون أول من يرد إذا كانت هناك ردود بعدك أصلا ، والله أحيي فيك غيرتك على لغة الضاد و الحمد لله أنها كسبت واحد مثلك في صفها فما أكثر الناجحين الذين يضربونها في الصميم .

=========


>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعتماد13
عرفت أنك ستكون أول من يرد إذا كانت هناك ردود بعدك أصلا ، والله أحيي فيك غيرتك على لغة الضاد و الحمد لله أنها كسبت واحد مثلك في صفها فما أكثر الناجحين الذين يضربونها في الصميم .

أشكرك كل الشكر على هذا الثناء الذي لا أراني أستحقه.


=========


>>>> الرد الرابع :

أختي اعتماد 13 صدقت في كل ما كتبت ، وكأنك والله لسان كل أستاذ يدرّس لغتنا الجميلة ويعيش يوميا مأساة احتقارها وإهمال الكثير لها ...
حقيقة تدريس اللغة العربية صعب جدا ، كما أن استيعاب كل قواعد هذه اللغة يتطلب مجهودات كثيرة ومتواصلة...ويحتاج الأستاذ لتوصيلها إلى طاقة كبيرة ،وفكر واسع ،وإبداع خلاّق ،وبحث مستمر متواصل لإيجاد أحسن الطرائق وأفضلها وأيسرها أيضا والهدف من كل هذا تحبيب اللغة العربية ومادة اللغة العربية وآدابها للتلاميذ...
صعوبة اللغة العربية تنتهي وتضمحلّ أمام تبسيط مدرّسها ...ولكي يتمكن هذا المدرس من تبسيطها يترك نصف عمره...وكلّ قواه...ولا يزيده ذلك إلاّ ألما ومعاناة لما يرى واقعها و"الناجحين الذين يضربونها في الصميم".
شكرا أختي اعتماد على الموضوع.


=========


>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فادو2010
أختي اعتماد 13 صدقت في كل ما كتبت ، وكأنك والله لسان كل أستاذ يدرّس لغتنا الجميلة ويعيش يوميا مأساة احتقارها وإهمال الكثير لها ...
حقيقة تدريس اللغة العربية صعب جدا ، كما أن استيعاب كل قواعد هذه اللغة يتطلب مجهودات كثيرة ومتواصلة...ويحتاج الأستاذ لتوصيلها إلى طاقة كبيرة ،وفكر واسع ،وإبداع خلاّق ،وبحث مستمر متواصل لإيجاد أحسن الطرائق وأفضلها وأيسرها أيضا والهدف من كل هذا تحبيب اللغة العربية ومادة اللغة العربية وآدابها للتلاميذ...
صعوبة اللغة العربية تنتهي وتضمحلّ أمام تبسيط مدرّسها ...ولكي يتمكن هذا المدرس من تبسيطها يترك نصف عمره...وكلّ قواه...ولا يزيده ذلك إلاّ ألما ومعاناة لما يرى واقعها و"الناجحين الذين يضربونها في الصميم".
شكرا أختي اعتماد على الموضوع.

بارك الله فيك على الإثراء و الحمد لله أنه لا يزال هناك من يغار على لغة الضاد


=========


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعتماد13
بارك الله فيك على الإثراء و الحمد لله أنه لا يزال هناك من يغار على لغة الضاد

وفيكِ بارك الله ...اللهم ثبتنا لمواصلة هذه المهمة الصعبة ،الشاقة والممتعة في نفس الوقت...وزدنا قوة لمواجهة كل من يهين لغة الضاد...وألهمنا أحسن السبل للتجديد والإبداع في تدريسها ،وتحبيبها لمن يريد تعلـّمها.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختي اعتماد أشكرك على هذا الطرح المتميز

و مادمتِ من أهل الدار

و أنت اليوم ما شاء الله مدرسة لغة الضاد لغة القرآن و السنة

ألا ترين أن سبب عزوف التلاميذ و الطلاب و المجتمع ككل عن استعمال و تداول و اتقان هذه اللغة هم أساتذة المادة أنفسهم

و اعذريني على شدتي في الطرح

فإن الجرح لا يبرؤ حتى نغسله جيدا و هذه العملية ( أقصد الغسل ) تؤلم المريض نوعا ما

لماذا هم أساتذة الأدب أنفسهم ؟؟

هناك عدة اعتبارات :

الأول : السبب التاريخي

و هي أصول المنطقة بين بربرية أمازيغية و تركية عثمانية ثم فرنسية استخرابية

هذه الأخيرة التي استعملت كل الوسائل لتجهيل هذا الشعب الأعزل و جففت عليه مصادر المعرفة فأصبح يتخبط

لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء

لا هم فرنسيون أقحاح و لا هم عرب أصحاء

لا غرب يعرفهم و لا الشرق يعترف بنسبهم

أما الاعتبار الثاني : فهم الوافدون الجدد

و أقصد بهم إخواننا المصريون و السوريون و الأردنيون و غيرهم

فهؤلاء هدى الله أغلبهم رمونا بأدوائهم و انسلوا

فقد كانوا في أوطانهم بين بقال و اسكافي و نجار و خياط

وجدوا في الجزائر كسرة طرية فأخذوا يتعلمون الحجامة في رؤس اليتامى

و كما تعلمين فاقد الشيء لا يعطيه

و كيف يستقيم الظل و العود أعوج

فكان ذلكم الجيل ضحايا جزاري اللغة

و قد حكى لي بعض إخواني من يكبرونني سنا و من تأثروا بشضايا هذه الأزمة

أن هؤلاء قد فعلوا في لغة الضاد ما لم تفعله فرنسا فيها لمدة 132 سنة

و قد نجحت مخططاتهم الاستخرابية في دك حصون جهود جمعية العلماء المسلمين

فالجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه

الاعتبار الثالث : أعداء اللغة العربية

و هم أناس من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا يغشون مجالسنا إلا أن قلوبهم ضدنا

و يعملون بلا شك لمصالح و برامج و مخططات غربية أرادت محو هذه اللغة من صحائف قلوب شبابنا و فتياتنا

فيتركوهم بين الأنام تائهين

فلا هم أطقنوا لغة الغرب و لاهم أحسنوا لهجة الشرق

مذبذبين كقصة الغراب الذي قلد مشية الحمامة

فوجد نفسه في الأخير قد فقد هويته و ماهيته

المهم أن هؤلاء المخذولين و أقصد بهم التغربيون

أصحاب النعرات القومية

فأرادوها يوما بربرية أمازيغية

و آخر فرنسية غربية

و هكذا

قد وجدوا ملاذا آمنا في مخططات الغرب

إلى أن جاءت صحوة شبابية إسلامية أفشلت عليهم خططهم و أفسدت برامجهم

إلا أن هذه الصحوة لم تكن جادة في أغلب مسيرتها

و لم تكن لها برامج مستقبلية طويلة المدى تمكنها من ترسيخ مبادئها

الاعتبار الرابع : أساتذة اللغة أنفسهم

و هذا هو المهم و أهم و هو بيت القصيد من هذا كله

و أخوك العبد الضعيف من هذا الجيل تتلمذت على أيدي أساتذة و للأسف كرهونا و نفرونا من مادة الادب العربي

و لست أنا بدعا من القول بل كنت كل من أسأله عن أساتذة الأدب و المواد الأدبية

أخذ يتسخط من حصصهم و ساعاتهم المملة جدا

التي يذهب أغلب الوقت فيها في الإملاء أو القراءة الصامتة أو الجهرية أو المناقشة السطحية لآراء الكاتب و أفكاره أو غيرها من الانشطة الروتينية المملة

جاء اليوم الذي فتح الله علي من أنواره فبعد أن كنت أتجول في المكتبات و أقتني كتبا بالفرنسية سواء كانت روايات أو قصص أو كتب علمية تخصصية

بدرت بذهني فكرة فقلت في نفسي لماذا لا أقتني كتابا في السيرة النبيوية أو التفسير فكان ذلك

يوما بعد يوم علت همتي في ذلك و بدأت أتدرج رويدا رويدا حتى أصبحت أقرأ روايات و مؤلفات في الأدب بين نثر و شعر

فهذه كتب نوادر و أخرى دواوين فحول شعراء العرب من معلقات و قصائد

فكونت بحمد الله مكتبة رائعة في بيتنا أصبحت تقصدها كل الأسرة

الشاهد من هذا كله أختي اعتماد

أن على أساتذة اللغة العربية اليوم أن ينشطوا نشاطا رهيبا

و أن يستشعروا اليوم عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم و أنهم على ثغر عظيم من ثغور المسلمين

و ليعلموا أن حصون الإسلام مهددة من الداخل

و أن التغربيين من علمانيين و ملحدين قد جعلوا لغة الضاد نصب أعينهم فلا يهنؤ لهم بال و لا يثبت لهم قرار

حتى يشاهدوا لغتنا الحبيبة تذبح على أبواب المدارس و الثانويات و بسكاكين و خناجر من يلقنوها لأبنائنا

و لهذا فليحرص أساتذة الأدب أن يقدموا هذه اللغة التي كرهها الطلاب و يتعلمونها على مضض

و للأسف من أجل النقاط و حسبك فليحرصوا أن يقدموها

في طبق من ذهب و ذلك بأن يلطفوا جو الحصة ببعض القصص من نوادر العرب

أو بذكر تراجم فحول فصحاء العرب و بلغائهم أو بأبيات من الشعر الموزون

أو بإجراء مسابقات بين الطلاب في مختلف فنون اللغة و تمنح من أجل ذلك شهادات تقديرية و تحفيزية

و جوائز قيمة و لو على حساب الأستاذ أو الإدارة و ليحتسب هذا المال في سبيل خدمة لغة القرآن

التي تستحق منا بذل النفس و النفيس لإحيائها و بعثها من جديد

أصدقك القول أختي اعتماد لو كان لي باع في العربية لدرست الطلاب و الصبيان

في بيتي أو في الشارع و المساجد و أحتسبها أجرا عند الله فهي صدقة جارية و علم ينتفع به

قد أرفع بها همة و لو طالب واحد قد يتوجه ربما في يوم ما لدراسة بلاغة و إعجاز القرآن

أو السنة فيخرج لنا بعض كنوز هذا السفر العظيم و المعجزة الخالدة

أعلم أني قد أطلت كثيرا في مشاركتي هذه لكني لم أتحسر و أبكي على الأطلال

فحسب بل ذكرت الداء و حاولت أن أبحث عن بعض الدواء

ذكرت جزءا مما تعاني منه لغتنا العظيمة اليوم

الدنيا اليوم مادة أختي اعتماد و لا أحد يتوجه للتخصصات الأدبية

فإن كانوا كذلك فلماذا لا نحفزهم بإحدى الحسنيين

عزة الإسلام

و خدمة القرآن

و و الله ستجدون آذانا صاغية بإذن الله

فلو كان في كل ثسم أربعون طالب و نشط لهذا المشروع طالب و طالبة لكان هذا نصر لكم عظيم

فلنعمل بقاعدة خذ ثم طالب بالمزيد

و أبشرك أختي اعتماد أن علماء اللغة Philologie يقولون أن : كل لغة في الوجود آيلة للزوال و الاندثار

سبحان الله إلا لغة الضاد فهي محفوظة بحفظ الله للقرآن : إنا نحن نزلنا الذكرى و إنا له لحافظون

أرجوا أني لم أثقل عليكم بهذه المشاركة و أنا متطفل عليكم في الحقيقة فالكلام هنا

لأهل الإختصاص لكن أحيانا كما يقال : يوجد في النهر مالا يوجد في البحر

كما أني لم ألعن الظلام و لم أستطرد في ذكر المشاكل بل حاولت جاهد

ا بأن أوقظ شمعة فذكرت بعض الحلول التي أراها من منظاري الضعيف

شكرا لك أختي اعتماد و لكل الاساتذة الافاضل و لكل من علمنا حرفا

دمتم بخير و عافية


أخي عبد العزيز اسمح لي أن أتدخل قبل تدخـّل الأخت اعتماد كون الكلام كان موجها إليها خاصة.
والله بتحليلك هذا أراك أحسن من أهل الاختصاص :لقد وفيت الموضوع وألممت بالكثير من جوانبه...وأقف إلى جانبك لأدعـّم رأيك الخاص بالسبب الرابع (أساتذة اللغة أنفسهم )وهم الطامة الكبرى وأكثر المتسببين في ضعف التلاميذ في مادة اللغة العربية - استثني منهم القلة القليلة المجتهدة والمضحية بكل ما عندها لتسهيل المادة وتبسيطها وتحبيبها للمتعلمين -والأزمة (المشكل) يبدأ من الطور الدراسي الأول أي من الابتدائي مرورا بمرحلة التعليم المتوسط وصولا إلى المرحلة الثانوية...
أنا في الميدان وألاحظ ذلك يوميا...خاصة أنّ أكثر الأساتذة لا يبذلون أيّ مجهود في ابتكار طرق جديدة لتوصيل المعلومات إلى تلامذتهم ويكتفون بتقديمها بالطرق التقليدية - متناسين أننا في القرن 21 - وأن جلب اهتمام التلاميذ يستدعي معرفة كل اهتماماتهم الأخرى والوسائل المحببة إليهم ،وضرب الأمثلة بالواقع المعيش وخاصة واقع التلاميذ الشباب...
صدّقني أخي عبد العزيز وصدقوني إخوتي جميعا إن فعل الأستاذ ذلك لحقق نتائج باهرة وأهدافا سامية وخرج التلاميذ من عنده فرحين مسرورين فاهمين ومستوعبين.
...لكن الطامة الكبرى تكمن في زملاء هذا الأستاذ المبدع...حينما يرون عمله وتعامله مع المادة والتلاميذ وطريقة تدريسه ينظرون إليه نظرة احتقار واستصغار متهمين إياه بالخروج عن قواعد التدريس المعمول بها ،والنزول إلى مستوى التلاميذ؟؟؟؟!!!!!!!. و..و...و....
للحديث بقية والحديث ذو شجون...والنفس تتألم ... المهم أن الأوجاع تجاوزت الجسم إلى الروح...باختصار إنـّها أوجاع الروح.


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فادو2010

...لكن الطامة الكبرى تكمن في زملاء هذا الأستاذ المبدع...حينما يرون عمله وتعامله مع المادة والتلاميذ وطريقة تدريسه ينظرون إليه نظرة احتقار واستصغار متهمين إياه بالخروج عن قواعد التدريس المعمول بها ،والنزول إلى مستوى التلاميذ؟؟؟؟!!!!!!!. و..و...و....
للحديث بقية والحديث ذو شجون...والنفس تتألم ... المهم أن الأوجاع تجاوزت الجسم إلى الروح...باختصار إنـّها أوجاع الروح.


هذا الذي لم أستوعبه أختي فادو
كيف يُخذل الإنسان من أقرب الناس إليه
بل على اساتذة المادة أن يتجاوزوا كل خلافاتهم الشخصية و أن يضعوا حدا لمثل هذه الحساسيات
و أن يعملوا جميعا يدا واحدة و نحو هدف واحد و هو نصرة لغة الضاد
أشكرك جزيل الشكر و ما ذكرتيه في أول المشاركة في حقي مبالغ فيه
و إنما أنا واحد منكم و لست بأَخير منكم
بوركتِ


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز_
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختي اعتماد أشكرك على هذا الطرح المتميز

و مادمتِ من أهل الدار

و أنت اليوم ما شاء الله مدرسة لغة الضاد لغة القرآن و السنة

ألا ترين أن سبب عزوف التلاميذ و الطلاب و المجتمع ككل عن استعمال و تداول و اتقان هذه اللغة هم أساتذة المادة أنفسهم

و اعذريني على شدتي في الطرح

فإن الجرح لا يبرؤ حتى نغسله جيدا و هذه العملية ( أقصد الغسل ) تؤلم المريض نوعا ما

لماذا هم أساتذة الأدب أنفسهم ؟؟

هناك عدة اعتبارات :

الأول : السبب التاريخي

و هي أصول المنطقة بين بربرية أمازيغية و تركية عثمانية ثم فرنسية استخرابية

هذه الأخيرة التي استعملت كل الوسائل لتجهيل هذا الشعب الأعزل و جففت عليه مصادر المعرفة فأصبح يتخبط

لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء

لا هم فرنسيون أقحاح و لا هم عرب أصحاء

لا غرب يعرفهم و لا الشرق يعترف بنسبهم

أما الاعتبار الثاني : فهم الوافدون الجدد

و أقصد بهم إخواننا المصريون و السوريون و الأردنيون و غيرهم

فهؤلاء هدى الله أغلبهم رمونا بأدوائهم و انسلوا

فقد كانوا في أوطانهم بين بقال و اسكافي و نجار و خياط

وجدوا في الجزائر كسرة طرية فأخذوا يتعلمون الحجامة في رؤس اليتامى

و كما تعلمين فاقد الشيء لا يعطيه

و كيف يستقيم الظل و العود أعوج

فكان ذلكم الجيل ضحايا جزاري اللغة

و قد حكى لي بعض إخواني من يكبرونني سنا و من تأثروا بشضايا هذه الأزمة

أن هؤلاء قد فعلوا في لغة الضاد ما لم تفعله فرنسا فيها لمدة 132 سنة

و قد نجحت مخططاتهم الاستخرابية في دك حصون جهود جمعية العلماء المسلمين

فالجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه

الاعتبار الثالث : أعداء اللغة العربية

و هم أناس من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا يغشون مجالسنا إلا أن قلوبهم ضدنا

و يعملون بلا شك لمصالح و برامج و مخططات غربية أرادت محو هذه اللغة من صحائف قلوب شبابنا و فتياتنا

فيتركوهم بين الأنام تائهين

فلا هم أطقنوا لغة الغرب و لاهم أحسنوا لهجة الشرق

مذبذبين كقصة الغراب الذي قلد مشية الحمامة

فوجد نفسه في الأخير قد فقد هويته و ماهيته

المهم أن هؤلاء المخذولين و أقصد بهم التغربيون

أصحاب النعرات القومية

فأرادوها يوما بربرية أمازيغية

و آخر فرنسية غربية

و هكذا

قد وجدوا ملاذا آمنا في مخططات الغرب

إلى أن جاءت صحوة شبابية إسلامية أفشلت عليهم خططهم و أفسدت برامجهم

إلا أن هذه الصحوة لم تكن جادة في أغلب مسيرتها

و لم تكن لها برامج مستقبلية طويلة المدى تمكنها من ترسيخ مبادئها

الاعتبار الرابع : أساتذة اللغة أنفسهم

و هذا هو المهم و أهم و هو بيت القصيد من هذا كله

و أخوك العبد الضعيف من هذا الجيل تتلمذت على أيدي أساتذة و للأسف كرهونا و نفرونا من مادة الادب العربي

و لست أنا بدعا من القول بل كنت كل من أسأله عن أساتذة الأدب و المواد الأدبية

أخذ يتسخط من حصصهم و ساعاتهم المملة جدا

التي يذهب أغلب الوقت فيها في الإملاء أو القراءة الصامتة أو الجهرية أو المناقشة السطحية لآراء الكاتب و أفكاره أو غيرها من الانشطة الروتينية المملة

جاء اليوم الذي فتح الله علي من أنواره فبعد أن كنت أتجول في المكتبات و أقتني كتبا بالفرنسية سواء كانت روايات أو قصص أو كتب علمية تخصصية

بدرت بذهني فكرة فقلت في نفسي لماذا لا أقتني كتابا في السيرة النبيوية أو التفسير فكان ذلك

يوما بعد يوم علت همتي في ذلك و بدأت أتدرج رويدا رويدا حتى أصبحت أقرأ روايات و مؤلفات في الأدب بين نثر و شعر

فهذه كتب نوادر و أخرى دواوين فحول شعراء العرب من معلقات و قصائد

فكونت بحمد الله مكتبة رائعة في بيتنا أصبحت تقصدها كل الأسرة

الشاهد من هذا كله أختي اعتماد

أن على أساتذة اللغة العربية اليوم أن ينشطوا نشاطا رهيبا

و أن يستشعروا اليوم عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم و أنهم على ثغر عظيم من ثغور المسلمين

و ليعلموا أن حصون الإسلام مهددة من الداخل

و أن التغربيين من علمانيين و ملحدين قد جعلوا لغة الضاد نصب أعينهم فلا يهنؤ لهم بال و لا يثبت لهم قرار

حتى يشاهدوا لغتنا الحبيبة تذبح على أبواب المدارس و الثانويات و بسكاكين و خناجر من يلقنوها لأبنائنا

و لهذا فليحرص أساتذة الأدب أن يقدموا هذه اللغة التي كرهها الطلاب و يتعلمونها على مضض

و للأسف من أجل النقاط و حسبك فليحرصوا أن يقدموها

في طبق من ذهب و ذلك بأن يلطفوا جو الحصة ببعض القصص من نوادر العرب

أو بذكر تراجم فحول فصحاء العرب و بلغائهم أو بأبيات من الشعر الموزون

أو بإجراء مسابقات بين الطلاب في مختلف فنون اللغة و تمنح من أجل ذلك شهادات تقديرية و تحفيزية

و جوائز قيمة و لو على حساب الأستاذ أو الإدارة و ليحتسب هذا المال في سبيل خدمة لغة القرآن

التي تستحق منا بذل النفس و النفيس لإحيائها و بعثها من جديد

أصدقك القول أختي اعتماد لو كان لي باع في العربية لدرست الطلاب و الصبيان

في بيتي أو في الشارع و المساجد و أحتسبها أجرا عند الله فهي صدقة جارية و علم ينتفع به

قد أرفع بها همة و لو طالب واحد قد يتوجه ربما في يوم ما لدراسة بلاغة و إعجاز القرآن

أو السنة فيخرج لنا بعض كنوز هذا السفر العظيم و المعجزة الخالدة

أعلم أني قد أطلت كثيرا في مشاركتي هذه لكني لم أتحسر و أبكي على الأطلال

فحسب بل ذكرت الداء و حاولت أن أبحث عن بعض الدواء

ذكرت جزءا مما تعاني منه لغتنا العظيمة اليوم

الدنيا اليوم مادة أختي اعتماد و لا أحد يتوجه للتخصصات الأدبية

فإن كانوا كذلك فلماذا لا نحفزهم بإحدى الحسنيين

عزة الإسلام

و خدمة القرآن

و و الله ستجدون آذانا صاغية بإذن الله

فلو كان في كل ثسم أربعون طالب و نشط لهذا المشروع طالب و طالبة لكان هذا نصر لكم عظيم

فلنعمل بقاعدة خذ ثم طالب بالمزيد

و أبشرك أختي اعتماد أن علماء اللغة philologie يقولون أن : كل لغة في الوجود آيلة للزوال و الاندثار

سبحان الله إلا لغة الضاد فهي محفوظة بحفظ الله للقرآن : إنا نحن نزلنا الذكرى و إنا له لحافظون

أرجوا أني لم أثقل عليكم بهذه المشاركة و أنا متطفل عليكم في الحقيقة فالكلام هنا

لأهل الإختصاص لكن أحيانا كما يقال : يوجد في النهر مالا يوجد في البحر

كما أني لم ألعن الظلام و لم أستطرد في ذكر المشاكل بل حاولت جاهد

ا بأن أوقظ شمعة فذكرت بعض الحلول التي أراها من منظاري الضعيف

شكرا لك أختي اعتماد و لكل الاساتذة الافاضل و لكل من علمنا حرفا

دمتم بخير و عافية

بارك الله فيك على الإثراء ، و أشاركك الرأي في كل ما تفضلت به ، على أنه إذا كان لا دخل لنا فيما مضى فما هو آت نحن المسؤولون عنه يعني إذا تجاوزنا ما جرى عبر التاريخ و قلنا أنه لا يد لنا في ذلك و لكن ما حجة أستاذ اللغة العربية الذي ينصب المرفوع و يجر المنصوب ؟ ما حجة هذا الأستاذ الذي ينفر التلاميذ زيادة على نفورهم في الأصل بسبب لحنه في اللغة و ركاكة أسلوبه ؟
و زيادة على كل ما ذكرت جاءت المنظومة التربوية لتكمل مجزرتها في حق لغة الضاد بتوجيه أضعف التلاميذ إلى التخصص الأدبي هؤلاء الذين سيصبحون في الغد أساتذة للمادة و متى كان فاقد الشيء يعطيه ؟
ثم لماذا يحتقر التلميذ لغة الضاد ؟ أولا لأنها دار العجزة لا يقصدها إلا الضعفاء و ثانيا لمعاملها الضئيل بالمقارنة مع المواد العلمية و ثالثا بسبب بعض الأساتذة الذين يصلحون لأي شيء إلا تدريس لغة الضاد
أشكرك مرة أخرى و سعيدة بمرورك


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز_

هذا الذي لم أستوعبه أختي فادو
كيف يُخذل الإنسان من أقرب الناس إليه
بل على اساتذة المادة أن يتجاوزوا كل خلافاتهم الشخصية و أن يضعوا حدا لمثل هذه الحساسيات
و أن يعملوا جميعا يدا واحدة و نحو هدف واحد و هو نصرة لغة الضاد
أشكرك جزيل الشكر و ما ذكرتيه في أول المشاركة في حقي مبالغ فيه
و إنما أنا واحد منكم و لست بأَخير منكم
بوركتِ

هي ليست خلافات شخصية بقدر ما هي تغطية على ركودهم ورغبتهم في الاستكانة والامتثال للسهولة والعمل المعياري الجاهز.
أنا اتفهـّم الوضع جيدا...ولست هنا في مقام الناقد أو المشتكي بل هو مجرد تقرير لحقائق معيشة أتفاعل معها يوميا أثناء آداء واجبي التربوي، وهو ما يعيشه كل الأساتذة الذين يعانون مثلي ومثل الأخت اعتماد...وغيرنا كُـثـْـرٌ...كما أنني لا ألومهم فمهنة التدريس من أصعب المهن وأكثرهم على أبواب التقاعد ،لاحول لهم ولا قوة...والوزارة الوصية لم تعد توظـّف أساتذة شبابا وأكثر الذين توظفهم متعاقدين أرهقهم التعاقد والتفكير في المنصب القار الثابت والتنقل من مؤسسة إلى أخرى..وغيرها من العوامل الكثيرة التي ذكرتها أنت في تعليقك السابق...وعوامل اجتماعية و...و...
المهم أننا نسعى جاهدين لتجاوز كل العقبات والمشاكل - وإن كان ذلك بتفاوت من أستاذ إلى آخر - والأمر يحتاج إلى وقت ليس بقصير...
كمأ أننا بحاجة إلى دعم أمثالك...وشكرا على إثراء الموضوع.


السلام عليكم،،
أضم صوتي لكم لأعترف بأن للأستاذ حصة الأسد في تدني لغتنا، وقد لمست ذلك في الفترة التكوينية التي نمر بها نحن الأساتذة الناجحون في مسابقة التوظيف، حيث طلب الأستاذ المؤطر من بعض الأساتذة الجدد أن يقرؤوا شيئا من المقرر، فلما سمعت طريقة قراءة أستاذة ستباشر التدريس في السنة الدراسية المقبلة إن شاء الله، تعجبت كثيرا؛ أخطاء بعضها فوق بعض، وأما عن التسكين فحدّث ولا حرج.
لي عودة لأن الوقت ضيق....


النقطة عمرها لتقيم التلميذ هكذا في نظري

معك حق أستاذتي الفاضلة ..........فعادة ما أختلف مع اساتذتي حول مغزى بيت شعري أو نوع صورة بيانية ....فلغة أهل الجنة تحتاج تفكيرا عميقا و تركيزا كبيرا