عنوان الموضوع : طبيعة العلاقة بين المعلم والتلميذ للسنة 2 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
طبيعة العلاقة بين المعلم والتلميذ
المعلم بديل للأب
1 يمر الطفل خلال السنوات الأولى من حياته بخبرات عدوانية بسبب ما يفرضه الوالدين عليه من قيود تكون أحياناً مصحوبة بالقسوة . هذه المشاعر التي كان الطفل يوجهها نحو الوالدين تتحول إلى أشخاص آخرين يشغلون عملاً له من طبيعته عمل الوالدين . ولهذا يجد المعلمون أنه قد تحولت إليهم نفس المواقف التي كان الطفل يقفها حيال والديه ، فنجد التلميذ الذي يكره والده بسبب قسوته عليه ، قد يجد في المدرس متنفساً لا يستطيع أن يجده في المنزل ، فتنتقل الكراهية الناشئة من قسوة الوالد إلى المعلم بحكم مابين المعلم والوالد من أوجه الشبه في عقل الطفل . وقد تنشأ كراهية التلميذ لمدرسه لأسباب أخرى منها شعور الطفل بعدم الأمن بسبب ما يحدث في الأسرة من شجار بين الوالدين أو مرض أحدهما أو تدهور اقتصادي يصيب الأسرة … الخ … كل ذلك يجعل الطفل يفقد الثقة بنفسه وبالناس وبالمدرسة وبالمدرسين ، وهنا يتخذ التلميذ من السلطة ممثلة في مدرسية هدفاً للعدوان
2 . والواقع أن المعلم بالنسبة إلى الطفل أب في صورة جديدة ، وعواطف الطفل نحو الأب عواطف متناقضة تتضمن المحبة القوية والكراهية القوية . والطفل يميل إلى كبت الكراهية ، بل وإعلاء عناصرها بتحويلها إلى كراهية الشر والرذيلة والاعتداء . فالمدرس هدف لما قد يكون مكبوتاً من كراهية الطفل لأبيه وإذا كان سلوكه مع تلاميذه سلوك جبروت وعسف فإن هذا يشجع على تحيل شخصه بعوامل الكراهية ، بل وأكثر من ذلك فإن المدرس يملي على الأطفال طرق السلوك ومبادئ الأخلاق وفكرة الواجب ، يمزج هذه الأفكار في أنفسهم بصورة العسف والقهر . فتصبح هذه الأفكار والمبادئ نفسها محملة بآثار الصراع والكراهية ، فيخلق أطفالاً قد يعملون الواجب ولكنهم لا يحبونه ، يخلق أشخاصاً قد يكونون طيبي الخلق ولكنهم غير سعداء بطيب خلقهم ، يعملون الواجب ويتبعون الفضيلة بنفس الروح التي تجعلنا نتجرع الدواء المر والجرعة المقززة .
يجب على المعلم إذن أن يغلب جانب الحب في نفس التلميذ لكي يساعده على إعلاء نزاعته ولكي يسهل له في مستقبل حياته الهدوء والسعادة . فيجعله سعيداً بأن يعيش ، سعيداً بأن يؤدي الواجب . يجب أن يكون الأب الذي يهيء لأبنائه الصغار الجو الماسب الذي يميلون إليه . فكم من معلم محبوب أثر في تلاميذه أكبر الأثر فجعلهم يشغفون بأقل الأشياء جاذبية وأكثرها جفافاً
3 . وهناك ناحية أخرى تبين أهمية الدور الذي يقوم به المعلمكأب بديل ، فبعض الأطفال لا يشعرون بالأبوة الحقيقية ، وهم لذلك يبحثون عن علاقات عاطفية مع شخص ما يستطيع أن يحل محل الوالدين .
وهنا يحين للمعلم فرصة مواتية لأن يقدم لهؤلاء الأطفال القلقين المضطربين ما يحتاجون إليه من عطف وأمان والغريب أن هؤلاء التلاميذ الذين يكونون في أشد الحاجة إلى محبة المعلم وعطفه واهتمامه ، هم الذين لا يمكن احتمالهم بسبب ما يصدر عنهم من سلوك شاذ ، ذلك أنهم يتباهون بأعمال الشغب والعدوان داخل حجرة الدراسة . وما هذا السلوك إلا وسائل يستسيغها التلاميذ للدفاع عن أنفسهم من جهة ، وكمظهر من مظاهر العناد والعدوان من جهة أخرى ( وهم في هذا يشبهون أولئك الذين يحملون قطعاً من الديناميت في انتظار من يلمسها ، إن هؤلاء التلاميذ يحسون أن كل شخص يمثل السلطة إنما يهدد سلامتهم أكثر من الديناميت الذين يحملونه
4 . المعلم قليل الخبرة بأصول الصحة النفسية ينظر إلى هذا الشغب على أنه نوع من التحدي ، ومن ثم تزيد كراهية المعلم للتلميذ . وفي بعض الحالات تتسع الدائرة حتى يصبح المعلم في موقف حرج يضطره إلى نقل التلميذ مصدر الشغب إلى فصل آخر . والحقيقة أن ( لعواطفنا أثر كبير في تشويه ما ندركه حتى قيل : بغضك الشيء يعمي ويصم . وقديماً قال الشاعر :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ……… كما أن عين السخط تبدي المساوي )
5 إلا أن نقل التلميذ إلى فصل آخر عمل خاطئ لأنه اعتراف بضعف المعلم ، فالمدرس الناجح هو الذي يسعى لمعرفة نفسية كل تلميذ قصد مساعدته والأخذ بيده . أما االمعلم الذي يعالج العدوان الذي يقوم به التلميذ بعدوان يقوم به هو ، في شكل نقل تلميذ من فصل إلى فصل آخر ، أو توقيع عقوبات أو اصدار أوامر قصد مضايقة التلميذ ، فهذا أكبر دليل على عدم نضجه من الناحية الوجدانية والعاطفية
6 . و الواقع أن موقف المعلم من التلميذ شبيه بموقف الزارع من النبات . وعمله لا يتعدى تهيئة المجال للنمو والانتاج ، فالتلميذ كائن حي يولد وفيه قدرات واستعدادات وميول فطرية ، وواجب المربي الاهتمام بهذه النواحي جميعها وتعهدها ورعايتها في صبر وأناة ، وتهيئة الظروف لنموها حتى تفصح عن نفسها وتصل إلى أقصى غاياتها في جو اجتماعي سليم .
7 هناك ناحية ثالثة تبين أهمية الدور الذي يقوم به المعلم كأب بديل ،
هناك فئة من الأطفال تشعر بالنبذ . إن الأطفال المنبوذين من والديهم يحتاجون إلى الاطمئنان العاطفي في المدرسة إذ إنهم محرومون من الأبوين الحقيقيين بالمعنى المقصود في علم النفس ، فهم لذلك يلتمسون هذه العلاقات العاطفية في أي شخص يمكن أن يأخذ دور الأبوين . إن الطفل غير المطمئن عاطفياً في حاجة أن يحظى بحب مدرسه .
بناءً على ذلك نستطيع القول إنه من أول واجبات المعلم هو أن يكسب حب التلاميذ ، وعليه أن يحاول أن يجد أشياء طيبة في كل تلميذ على حده ، وأن يعبر عن تقديره لهذه النواحي الطيبة علناً وفي كل وضوح ، وعليه كذلك أن يحاول فهم الظروف العائلية لكل تلميذ والشدائد التي يواجهها واحتياجاته في المدرسة .
ومن الخطأ أن يبدأ المعلم علاقته بالتلميذ عن طريق إظهار السلطة أو النقد أو التجاهل بل يجب على المعلم ألا ينتقد التلميذ أو يلومه ، حتى يتم الوفاق والتعارف بينهما . ذلك أن هذا الأسلوب يثير - بكل تأكيد - الخصومة ويدفع التلاميذ إلى أن يسلكوا مسلكاً عدائياً نحو المدرسة
ومن أهم ما يعين المدرس على توثيق العلاقة بينه وبين تلاميذه خارج المدرسة اتصاله بأولياء أمورهم وعقد أواصر التفاهم بينهم والاشتراك معهم في بحث المشكلات التي تصادفهم ووسائل حلها ودراسة ملاحظات أولياء الأمور على أعمال أبنائهم التحريرية ومدى تقدمهم العلمي وخصائص سلوكهم ونواحي قوتهم وضعفهم ، وواجب المدرس أن يقوم كذلك بدور الموجه لأولياء الأمور لمعاونتهم على تربية أبنائهم ومساعدة المدرسة على تنشئتهم
المصدر:
https://dz4rm.tk/topics.php?t=244
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الله يجازي أساتذتي كل خير
على خاطر ليهم الفضل في اللي راني فيه
الحمد لله
=========
>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيك على الموضوع الرااائع
ليت شباب اليوم يدركون قيمة المعلم
=========
>>>> الرد الثالث :
شكرا لك على طرح موضوع بهذه الروعة ننتظر دائما تألقك العالي
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========