عنوان الموضوع : آداب المعلم والتلميذ وحقوقهما وواجباتهما انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
آداب المعلم والتلميذ وحقوقهما وواجباتهما
لقد جاء الدخول المدرسي، وبدأ عام جديد للتحصيل والإفادة من العلوم المتنوعة، والاطلاع على فنون المعرفة، وهذا التعليم أمانة كبيرة ومسؤولية عظيمة على الحُكَّام وأولياء التلاميذ والمعلمين والموجهين والعاملين في حقل التعليم. فيجب على هؤلاء جميعا القيام بالأمانة و التحلي بروح المسؤولية، بتوفير الأجواء المناسبة والميسّرة للتعليم، وجعل الأهداف واضحة، لتكوين أجيال صالحة تعرف ربها وتطيعه، وتعرف نبيها صلى الله عليه وسلم وتتأسى به وتهتدي بهديه، وتعرف دين الإسلام وتتمسك به، وتعرف مالها من حقوق، وما عليها من واجبات، أجيال تستعمل العلم والمعرفة بما يعود بالخير والسلام على الناس كلهم.
أيها المعلمون، رحمكم الله وقواكم وأعانكم على مسؤوليتكم، استعينوا بالله على ذلك، والتجئوا إليه حتى يُسَهِّل لكم الصعاب، فاحرصوا كل الحرص على التربية على الأخلاق والآداب المُنبَثقَة من العقيدة الإسلامية الصحيحة،عقيدة أهل السنة والجماعة.احرصوا على ذلك أكثر من الحرص على التعليم المجرد، فإن أمتنا في حاجة إلى الأخلاق الحسنة، والآداب الصالحة والفضائل العالية، لأنها ما تدهورت هذا التدهور الشنيع من نقص العلم فقط، ولكن من نقص الأخلاق أيضاً.إنه من الخطأ الكبير، والشر المستطير، أن ننظر إلى الأخلاق على أنها أمرٌ ثانويٌ، أو أنها غير ضرورية ! كيف يكون ذلك؟ والله تعالى قد أكّد على الأخلاق في القرآن الكريم في آيات عديدة، قال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء و المنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون ) [النحل 90 ].قال العلماء: إن هذه الآية هي أجمع آية للبر و الفضل ومكارم الأخلاق.
كيف يظن كثير منا أنه لا أهمية للأخلاق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق". رواه أحمد ( 8882 ) وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع (2349) وقال صلى الله عليه وسلم:" إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه درجات قائم الليل صائم النهار ". رواه أبوداود (4798). وغيره وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع (1620)
فيا أيها المعلم ـ مهما كان تخصصك ـ عَلِّمِ التلاميذ ما ينفعهم من علوم، ولا تهمل جانب الأخلاق والآداب، وامزج لهم العلم بالحياة، والحياة بالعلم، واغرس فيهم حب الإبداع والتطوير والاكتشاف والاختراع في أمور الدنيا، والله يثيبك على ذلك بالأجور الكثيرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم :" الدال على الخير كفاعله " ، رواه أحمد (22360) وغيره، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الجامع (3399).
أيها المعلم/ يا من رزقك الله العلم، وبصرك بأشياء تغيب عن كثير من الناس، وأطلعك على معارف لا يحيط بها كثير من العباد، اتق الله تعالى، وكن في المستوى المطلوب منك، فاحمد الله تعالى أَوَّلاً واشكره على نعمة العلم، وتوفر المعلومات، وعلى إعطاءه لك الشجاعة والطريقة الصحيحة لتعليم الناس. ثُمَّ كُن متواضعاً واجتنب العُجْبَ والكبرياء، فإنهما صفتان مذمومتان لا يحبهما الله تعالى، ولا يحبهما الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أوحى إِلَيَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد ". رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: " من تواضع لله رفعه " رواه مسلم. كن شفيقاً على المتعلمين رحيماً بهم، فانظر إليهم كأنهم أولادك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعَلِّمُكم " رواه أحمد (7368)، وأبو داود (8) وهو حديث حسن.
كن قدوةً حسنة للتلاميذ في أقوالك وأعمالك حتى يتعلموا منك الخير والعمل به، ويحذروا الشر والوقوع فيه، ولك على ذلك الأجور الكثيرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من سَن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم (1017).
أيها المعلم خاطب المتعلم على قدر فهمه وعقله، وابذل جهدك في تثقيفه وتعليمه بالطرق النافعة والأساليب الناجحة، حَبِّبْ إليهم العلوم النافعة، وإياك أن تُقَبِّح لهم العلوم الأخرى التي ليست من تخصصك، فليس من اللائق أن يقول مُعَلِّم الرياضيات للتلميذ-مثلاً- أنا لا يهمني أن تَرْفع الفاعل وتنصب المفعول به، بل المهم عندي أن تَحُلَ المسألة الحسابية على صواب ! أَيُّها المعلم، كن متعاوناً مع الوالدين، ومع المجتمع على عملية التربية على الدين الإسلامي، وعلى الأخلاق الفاضلة، وهذا واجب على كل مسلم، كما قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [يوسف.108]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلغوا عَنِّي ولو آية " رواه البخاري.
احذر أن تزجر المتعلم عن خطأ صدر منه بفضحه، بل افعل مثل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول: " ما بال أقوام فعلوا كذا وكذا " رواه البخاري.
أيها المعلم تَرَفَّعْ عن سفاسف الأمور، وعن الطمع فيما في أيدي التلاميذ وأوليائهم من أمور الدنيا، كن عزيزاً ولا تذل نفسك، واحذر الرشوة، وإياك والسماح للتلاميذ بالفوضى واللامبالاة أوالغش في الاختبارات، فإنه خيانة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار " رواه ابن حبان (صحيح).
أيها المعلم حافظ على وقتك، وقو معلوماتك، ولا تكتفي بما دَرَسْتَهُ في الجامعة، أو بما تُدَرِّسُه للتلاميذ، بل وَسِّع علومك وارفع مستواك العلمي، قال الله تعالى: ( وقل ربي زدني علماً ) [طه.114]، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : (مع المِحبرة إلى المقبرة).ومعناه:أُوَاصِلُ طلب العلم إلى مفارقة الحياة.
أيها الآباء، يا أولياء الأمور، اتقوا الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، واشكروه على نعمه الكثيرة، وآلائه العديدة، اشكروه على الكثير والقليل، فإن الله تعالى قال : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد) [إبراهيم.7]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر وتَرْكُها كُفْر، والجماعة رحمة، والفُرقة عذاب" رواه أحمد (18449) وهو صحيح (الصحيحة 667). إن من نعم الله علينا، نعمة الشباب الذين هم عماد الأمة، وجيل المستقبل، منهم يَتَكَوَّن بناء الأمة، ومنهم ينشأ العلماء والقادة والمُوَجِّهون والأئمة، والصُّنُّاع والمحترفون، هؤلاء الشباب إذا صَلُحُوا كانوا قُرَّة عَيْن لآبائهم، وسروراً وعِزًّاً لأُمَّتهم، وخيراً ونفعاً للبشرية، هذا في الدنيا، وأما في الآخرة فإنهم يكونون شفعاء لأوليائهم كما قال تعالى: ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما أَلَتْنَاهُم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) [الطور.21] معنى ألتناهم: ما نقصناهم من أجور أعمالهم من شيء. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أَنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك " رواه أحمد (10610)، وإسناده حسن، وقال صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به، أُلْبِس يوم القيامة تاجاً من نور، ضوءه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن " رواه الحاكم (2139) وصححه على شرط مسلم، وحسنه الألباني.
أيها الناس/ إن من أفراد المجتمع الذين يجب علينا احترامهم: المعلم الذي يعلم الناس الخير، ويرشدهم إلى ما ينفعهم، خاصة علماء الدين، الذين هم ورثة الأنبياء والمرسلين، و هم أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، رفع الله درجتهم في الدنيا والآخرة، ونشر فضائلهم في العالمين، وجعل الناس يرجعون إليهم، ليخرجوهم _ بإذن الله_ من الظلمات إلى النور، فيجب على الأمة أن توقر أهل العلم، وأن تحترمهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه " رواه أحمد (6733) وغيره، وهو حديث حسن.
فيجب على الأمة أن تُقَدِّرَ المعلمين، وأن تنصفهم، وأن تسهل لهم كل الوسائل التي تيسر لهم القيام بالتعليم، وأن نأمر أولادنا أن يعاملوا المعلم معاملة حسنة، بتواضع وسكينة، بلا جدال، ولا أسئلة تعجيز أو امتحان، أو تحقير، ولا يُلقب المعلم بالألقاب التي لا يرضاها، ولا يُقلد تقليدا مضحكاً للناس، وعلى الطالب أن يصبر على ما قد يبدو من جفاء أو سوء خُلُق من المعلم حتى لا يُحْرَمَ علمَهُ، بل يتلطف بالسؤال، ويرفق بمعلمه، ولا يسأله في حالة ضجر أو ملل أو غضب، فإن الشيخ بشر قد يغضب، وقد يكون مهموماً، وقد يكون حاد المزاج، وعلى الطالب أن يحمل أفعال المعلم على أحسن محمل، ويلتمس له الأعذار، ضمن الضوابط الشرعية، كما لا ينسى الطالب الدعاء لمعلمه بالخير والاستغفار له. قال الله تعالى: ( وقولوا للناس حسناً ) [البقرة.83]، وقال صلى الله عليه وسلم: " من يُحْرَم الرفق يُحْرَم الخير كله " رواه مسلم.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من حق العالم عليك أن لا تكثر عليه بالسؤال ولا تعنته في الجواب، وأن لا تُلِحَّ عليه إذا كَسَل، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض، ولا تُفْشِيَنَّ له سراً، ولا تَغْتَابَنَّ عنده أحداً، ولا تطلبن عثرته، وإن زَلَّ قَبِلْتَ معذرته، وعليك أن توقره وتعظمه لله ما دام يحفظ أمر الله، ولا تجلس أمامه، وإن كانت له حاجة سَبَقْتَ القوم إلى خدمته.
أيها الطلاب، أيها التلاميذ، احرصوا على تَعَلُّمِ ما ينفعكم وينفع أُمَّتكم في الدين والدنيا والآخرة، حافظوا على اللغة العربية، لغة القرآن والسنة، وهي تزيد في العقل، وهي لغة سهلة وميسرة وغنية، وغناها لا يجعلها صعبة، واجعلوا اللغات الأخرى مكملة لما ينقصكم في علوم الدنيا، واحذروا أن تكون مزاحمة للغة العربية. تعلموا ما يجب عليكم تعلمه من الدين، ثم ليتخصص كل امرئ فيما يميل إليه ويحبه من علوم بشرط نفعها، تعلموا الأدب مع المعلمين والمسؤولين والتواضع لهم، واحترامهم، و الإفادة منهم، والصبر على ما قد لا يعجبكم منهم، وسِيرُوا مع زملائكم بالرفق والرحمة، واطلبوا معالي الأمور واحذروا المعاصي و سفاسف الأمور، واحترموا الوقت ولا تُضَيِّعوه، واتركوا التشبه بالكفار في العادات والتقاليد والألبسة، وتسريحة الشعر والحركات،وخذوا منهم ما ينفع من العلوم التي لاتتصادم مع الإسلام.
أيها المسلمون/ إن كثيراً من النصائح السابقة مطلوبة أيضاً من كل مسلم ومسلمة، فلنحرص على العلم النافع بسؤال أهل العلم ومجالستهم،و بالقراءة والسماع، فندرس العقيدة الصحيحة، والعبادات المشروعة، والمعاملات الحسنة، والأخلاق الفاضلة، ولنمتثل ذلك ونُطَبِّقه وندعو ونُوَجِّه غيرنا إليه، حتى تتغير أحوالنا إلى أحسن حال، كما قال تعالى( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) [الرعد.11].
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد
20 شــــــــــوال 1432هـ
18ســــــــــــبتمبر 2016م
الموضوع منقول من موقع الشيخ أبو سعيد بلعيد الجزائري حفظه الله
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا ياسي عبدالله ....وبورك لك........................
=========
>>>> الرد الثاني :
جازاك الله خيرا اخي الفاضل
=========
>>>> الرد الثالث :
^
جزاكم الله كل خير
=========
>>>> الرد الرابع :
موضوع قيم ومفيد شكرا لك اخي عبد الله.
=========
>>>> الرد الخامس :
جازاك الله خيرا اخي الفاضل
=========
بارك الله فيك أخي
بارك الله فيك أخي
جزاك الله خيرا
نقل موفق و طرح مميز نتمنى أن يكون التوفيق حليفك في كل أمرك
فجزاك الله عنا خير الجزاء و دمت لنا في تمام الصحة والعافية و دام
عطاءك غير محدود ، اللهم يسر له الخير حيث كان و أقدره له
جازاك الله خيرا اخي الفاضل
بارك الله فيك
جزاك الله كل خير
بارك الله فيك اخب الفاضل
: أخلاق معلم يجب ان تكون من التربية الإسلامية
الإخلاص لله ، القدوة الحسنة ، الصدق والوفاء بالوعد، التواضع ، التحلي بالأخلاق الفاضلة والحميدة ، العدل والمساواة ، الشجاعة ، الصبر واحتمال الغضب ، التشجيع ، التعاون ، الشورى ، استشعار بالمسئولية ، الرحمة ، حسن المظهر ، التقوى ، عدم الاستعجال ، العلم .العلاقة بين معلم التربية الإسلامية والطلاب:
ويحتوي على أهميئة العلاقات ، و تعريفها ، والأسس التي تبنى عليها العلاقات الأخوية ، و المبادئ التي لابد لمعلم التربية الإسلامية من تطبقها لبناء العلاقات في توجيه الطلاب . مجالات دور معلم التربية الإسلامية في توجيه الطلاب :
التعارف ، التناصح ، حفظ المواعيد ، حفظ المعلم على كتمان سر طلبته ..........الخ.
هذا الله أسال أن ينفع بما كتبنا ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضى ، من صالح الأقوال والأعمال ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى صحبه أجمعين .