عنوان الموضوع : أمازيغ الغرب الجزائري قبائل الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
هذا جهد متواضع، وترجمة شخصية لمقال نشر في مجلة فرنسية شهيرة تسمّى "مجلّة الشّرق"، والخاصّة بالمجتمع الشرقي، ويقصد بهذا التعبير المجتمعات التي كانت خاضعة للإحتلال الفرنسي.
حيث أن موضوع هذا المقال هو حول القبائل القبائلية، ويقصد بـ: القبائلية: الأمازيغية، والمقيمة بالغرب الجزائري، أو ما يطلق عليه سابقا عمالة وهران، حيث أن الجزائر كما هو معروف كانت مقسّمة إلى ثلاثة عمالات أو ثلاثة مقاطعات وهي:
1) عمالة قسنطينة: وتشمل أغلب مناطق الشرق الجزائري اليوم، وتمتد على ساحل البحر من الحدود التونسيّة الجزائريّة شرقا إلى غاية بجاية غربا وتضم بذلك ما يليها جنوبا إلى غاية أقصي الجنوب الجزائريّ.
2) عمالة الجزائر: وتضم أغلب مناطق الوسط الجزائري اليوم، وتمتد تقريبا من حدود بجاية مع تيزي وزو شرقا إلى غاية الحدود الغربية لولاية الشلّف غربا. وما يلي هذه المواطن من جهة الجنوب إلى أقصي الجنوب الجزائري.
3) عمالة وهران: وتشمل أغلب مناطق الغرب الجزائري اليوم، وتمتد من بعض المناطق في أقصى غربيّ ولاية الشلّف مع مستغانم من جهة الشرق، إلى غاية الحدود الجزائرية المغربية غربا وما يلي ذلك جنوبا إلى غاية أقصي الجنوب الجزائري.
تقريبا هذه لمحة عامة حول التقسيم الإداري القديم للدولة الجزائرية، والذي كان سائدا خلال الحقبة الإستعمارية.
أما بالنسبة لموضوعنا، فإنّ هذا البحث قام بإنجازه الباحث الفرنسي "أُ. ماك كارتي". حيث حاول الباحث تتبّع القبائل التي تنحدر من أصل أمازيغي في الجزائر، وحاول اقتفاء أثرها، ثم عددها وعين الموطن الذي تحتله كل قبيلة منها وحدوده وأحيانا مساحته، وبعض ما يتعلق بخصوصية أفرادها من عادات وتقاليد ولغة وكذلك طريقة العيش، وذلك بطريقة مقتضبة ولكنها شاملة، ثم عدد الفرق أو الفروع المشكّلة لكل قبيلة، معتمدا في ذلك على مجموعة من الموارد التاريخية وبالدرجة الأولى على تاريخ "ابن خلدون"، وبعض أعمال الباحثين المختصين في هذا المجال، وأهمهم حسب ما ورد في هذا المقال الباحث "م. وارنيّي". وكذلك السجلّات أو التقارير الإحصائية، وخريطة القبائل الجزائرية التي أعدها الباحث الفرنسي "إ. كاريت". وغيرها من الموارد التاريخية.
أما هذا المقال والذي نحن بصدد وضعه أمامكم، فهو خاص بأمازيغ عمالة وهران فقط، كما جاء في عنوان الموضوع، ولكن ما ينبغي أن ننوه له، أن هذه القبائل المذكورة فيه لا تمثّل جميع القبائل الأمازيغية بالغرب الجزائري، وهذه ليست قائمة شاملة لها، وإنما هي خاصة بالقبائل الثابت انتسابها إلى الأمازيع، والتي مازالت محافظة على طابعها وبُعدها الأمازيغي القديم والذي يميزها عن غيرها من قبائل الغرب الجزائري، أي أنها خاصة بالقبائل الواضحة المعالم إن صحّ التعبير، وذلك حسب اجتهاد الباحث، أما بقية القبائل –قبائل الغرب الجزائري- فقد ذكر الباحث في غير موضع من كلامه أنه من العسير جدّا خاصة في هذه المنطقة (أي عمالة وهران)، التفريق بين القبائل العربية والقبائل الأمازيغية، بسب التشابه والتداخل الكبيرين بين الإثنين، ومن جميع النواحي، وخاصة من الناحية اللغوية بسبب تعرب القبائل الأمازيغية، ولذلك رأيناه يلجأ أحيانا في تحديد أصول القبائل إلى أسماءها، وذلك يكون بمطابقتها مع أسماء القبائل الواردة في المصادر التاريخية القديمة، بهدف تحديد انتماءها. ونضرب مثالا على ذلك قبيلة "بني يفرن" التي تقطن شرقيّ "مستغانم"، حيث أن الباحث اعتمد في تحديد أصل هذه القبيلة على اسمها "بني يفرن" المذكور في عدة مصادر تاريخية على أنه اسم لقبيلة أمازيغية.
هذه مقدمة بسيطة حول الموضوع وفي الأخير نعتذر على ما قد يكون بدر منا من أخطاء، وحسبنا أننا اجتهدنا، فمن اجتهدا وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر، كما جاء في الحديث الشريف فيما معناه، ونرجو منكم أن لا تنسونا من صالح دعائكم، عيدُكُم مُبارك وشكرا.


يتبع بالموضوع....



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

[RIGHT]- بلاد القبائل والقبائل القبائلية (الأمازيغيّة):
- الأقاليم القبائلية في عمالة وهران:
إقليم القبائل القبائليّة (الأمازيغ) يأخذ في عمالة وهران نفس المظهر كما هو الحال في عمالة الجزائر، عن طريق هذه البلاد المفتوحة من جميع الأطراف والتي يسهُل الوُصول إليها، انتشر طوفان العرب دون عوائق. ولم يترك ما يطفو على أعلى مستواه العام سوى مُرتفعات الظَّهرة، اليوم جُزء منها مُدْرَج في عَمالَةِ الجزائر. مرتفعات تْرَارَة واثنين أو ثلاثة أقاليم صغيرة أخرى مجاورة لتلمسان، في أماكن أخرى الأمازيع كانوا مهجّرين، أو أنّهُم أُجبروا على تحمّل نير الخضوع وذلك يكون بتحالفهم مع الغزاة. تنازلات كبيرة على سلامة الخصائص الفيزيائية للعرق بالنسبة للكثير منهم، الإختلاف في الأصل ليس له أي وجود ولو حتى كذكرى كما سنرى.
1- مرتفعات الظَّهرة.- قسمة مستغانم:
أ) أغاليك مينا والشلف:
الجزء المُدرج في عمالة وهران من سلسلة جبال الظهرة يمثل كافة الجزء الغربي منها. عرب مجاهر يحتلون أقصى الجزء الغربي، عرب أولاد سيدي عريبي جزء من الجنوب، وعرب آخرون تحت إسم أولاد رياح وأولاد بورحمة يعبرون المرتفع ويتقدمون إلى غاية شاطئ البحر الأبيض المتوسط. ويعزلونهم عن إخوانهم في الشرق. مجموعة من القبائل تُدعى زنْتَاس وبني زروال، والذين وصفناهم بعد الحديث عن تلك القبائل التي ترتبط معهم وتسكن في الشرق وهي:
* أولاد يُونس: بين بني مادون والبحر على مسافة 28 كلم جنوبيّ وجنوبيّ غربيّ تنس وعلى مسافة 97 كلم شماليّ شرقيّ مستغانم، مواطنهم وعِرَةٌ جدّّا، غطاء من الأخشاب وقطع من الوديان العميقة، التي سمحت لهم بالهرب من الهيمنة التُركِية والأمير عبد القادر ولكن ليس في مصلحتنا، هذه القبيلة تُحْصِي 110 خَيمة و660 فرد هذه القبيلة تجني كمية كبيرة جدّا من العسل المشهور وتقوم بتموينه في أسواق تنس، مازونة ومُستَغانم.
* عْشِيشة: (خريطة القبائل) أو عْشَاشَة (السِّجلّات أو التَّقارير)، أو حَشَايْشَة (م. وارنيِّي) إلى الغرب من السّابقة على ضفَّتَيّْ واد خْمِيس 92 كلم شمال شرقيّ مُستغاتم، يقطنون على ساحل البحر، موطن مغطَّى كليّة بالرّمْل والخَشب، 320 خيمة، 1920 فرد.
* زْرِّيفة: (الخريطة والسِّجلّات)، زْرَافة (م. وارنيي) غربيّ عْشَاشَة 85 كلم شماليّ غربيّ مُستغانم، يقْطُنُونَ على موْضِع منَ البَحْرِ، على واد رُمَّانْ إقْلِيم يَسْهُل الوُصُولُ إِلَيْهِ، أيْضا القبائل (الأمازيغ) الذين في واقع أمرِهمْ مُرَّسَخِين على الأرض، هُم بِشكل عام يقدمون 140 خيمة 840 فرد(1).
* أولاد خْلُوف: حول واد خلوف، الإسم الذي يَحْمله نهر زْرِيفة إلى مَصَبِّه وواد غْرَارْبال 74 كلم شماليّ شرقيّ ¼ شرقي مستغانم يقطنون بشكل رئيسيّ سهل تَاكور وعلى حواف البحر، إقليم رائِع مَسْقيّ جيّدا ومَزْرُوع بشكل جيّد. ينقسمون إلى جَبْلِية (سُكّان الجبال) وسْوَاحْلِية (على ضِفَاف النّهر) عددهم الإجمالي يصل إلى 2490 يحتلون 415 خيمة.
بينهم وبين زريفة قبيلة صغيرة تسمَّى سْحَاب كاف الأصْفَر، مُستقلة عن كاف الأصْفَر.
نُغَادر القبائل (الأمازيغ) الذين أتينا لوصفهم، نعبر إقليم أولاد رْيَاح لنبلُغَ إلى بني زَرْوال أو بني زَنْتَاس.
* قبيلة بني زَرْوال: يبدو أنَّها شكَّلت في الماضي فرعا أصِيلا من العِرْقِ الأمازيغي، لأنّنَا نجد فِرَقَهَا في مناطق أُخرى من الجَزائرِ وفي رِيفِ إمارة المغرب، بني زروال التي بالظَّهرة والتي تَنْحَدِر إلى الجنوب إلى غاية حافة وادي الشلّف، يُجاوِرهم من الشّرق بني زَنْتَاس، من الشمال الشرقيّ أولاد رْيَاح، من الشّمال أولاد بُورامَة، من الغرب مْجَاهر، إقليمهم الذي قد يَبْلُغ 35.000 هكتار الشرق إلى الغرب على بعد 27 كلم شماليّ وشماليّ شرقيّ مُستغانم فقط. كلُّ هذا الوَطن يفتقد إلى الميّاه تَقريبا بشكل كامِل. أفراد قبيلة بني زروال واجهوا صُعوبات بسبب خصوصِيَتِهم وشجاعتهم الشَّخصية للبقاء دائما تقريبا مستقلّين عن الأتراك والأمير. في الآونة الأخيرة لم يتوقَّّفوا أبدا تقريبا عن الحُضُور رغم الأوامر من هؤلاء الأخيرين إلى أسواق مستغانم ومزگران. بني زروال يقسّمُون أنفسهم إلى ستّةِ قبائل رئِيسيّة. هي عِلَاوة على بني زروال نفسها:
1- أولاد الحَضْري، 2- أولاد عْليّ، 3- أولاد مَزْيان، 4- أولاد سيدي إبراهيم، 5- أولاد بوتْخُورة: على إقليم هذه الفرقة التي تنتمي إليها أكبر عائلة من بني زروال نجد تنقيبات أو حفريات ضخمة في الموطن الذي يسمّى غار أولاد بوتخورة (تحت أراضي بوتخورة) طبيعة وموقع ما تحت أراضي هذه المنطقة حيث نجد ينابيع وفيرة وغزيرة للغاية جعلوا منها نوعا من الملاذ أو الملجأ المنيع حيث أن أفراد قبيلة بني زروال يلوذون وينسحبون إليه متَى هُدِّدَ استقلالهم أو هُدّدت مَصالحهم. هنالك ما يدعو إلى الإعتقاد بأنّ هذه الحَفْرِيَات ترجع أُصُولها إلى الرُّومان، الذين تُجذب إليهم المَواد لإستخداماها في البناءات الكُبرى والتّي كانت قد أُقيمت في هذا الجُزْء من البَلد.
التَّقارير الإحصائية تقسم بني زروال إلى أربع قبائل فقط: أولاد مْعَالَة، مْزِيلَة، أولاد سيدي براهيم وتازْگَايت، وتعطي 4500 فرد و750 خيمة.
* بني زَنْتَاسْ: (م. وارْنْيِّي)، بني زَنْتِيس (السِّجلّات)، بني زُونْتَاس (خريطة القبائل)، بين وادي الشلّف من الجنوب، بني زروال من الغرب، وأولاد سيدي عْرِيبِي الذين بالضّفّة اليُمنى للشلّف من الشرق، على مسافة 50 كلم شرقيّ مُستغانم، 1680 فرد، 280 خيمة
في سَعْيِنا إلى تقْييم إجماليّ مِسَاحةِ الأراضي التي يحتلُّها الأمازيغ في الجَزائر، كُنت أُشَاهد سِلْسِلَة الظَّهرة مُحتلَّة بِشَكْلٍ كاملٍ من طَرَفهم، ولكن استنادا إلى ما قَد سَبَقَ، فنحن نرى أنّ الأمر ليس كذلك، الرَّقم الذي اعتمدته مُرْتَفع جدّا، وعلى وجه الدقة ينْبَغي خَفْضه من 200 كلم ونُحّل محلّه هنا 3000 الذي يمثل كل ما تحتلّه القبائل القبائلية (الأمازيغية).
اَلْظَّهْرَة كلمةُ عربيةُ وتعني الشَّمَال. القبائل العَربيَّة المُقِيمة على الضّفَة اليُسْرى للشلّف حددت بذلك الإقليم الذي يخصها، احتلت هذه النقطة من الأُفُق. ولكن في نفس الوقت بما أن لها ظَهْرة فيجب أن تكون لها قِبْلة أو جنوب، وهي موجودة في الواقع،
الإقليم الذي يقع بين الوَرْنَسْنِيس والصْدَامة (أنظر خريطة القبائل) لدى مركز تيارت. الأمير عبد القادر كان قد شكل فيه أغاليك والذي يشمل عكرمة القبلية، أولاد بن عفّان، بني مدين، أولاد شريف، بُوسْرا (بُوصْرا ؟)، أولاد مَسْعُود، حْوِيطات قبائل بأخلاق وديعة وهادئة بعضها عربية وبعضها الآخر قبائلية كما يقول م. وارنيّي، ولكن دون أن يحدد أيها تنتمي إلى العرق الأخير (القبائل أو الأمازيغ)، خريطة القبائل تضيف لهذه الأسماء حَلوِيَة، غُسلية، أولاد الأكرد، بني لَنْت، أولاد سيدي رابَحْ، أولاد سيدي منصور، الكْرَايش ومَعْصَمْ. وبإضافة أراضيها إلى القبائل السابقة ومراعيها الكبيرة المُشتركة، تُشكّل مجموعة واسعة من 35000 هكتار أو 3500 كلم2. بينما السّجلّات لم تذكر كلمة واحدة والتّي يبدو أنها تشير إلى هُنَا أو إغفال أيَّة قُصُور في عَمَلِ المكاتب العربيّة.
في استعرضنا لقائمة السّجلّات الإحصائية، وجدت بعض الأسماء والتي يبدو لي أنها لقبائل أمازيغيّة، أيضا في قِسْمَة مُسْتَغانم.
- عند المْجَاهر:
* بني يَفْرَن(2): على مسافة 30 كلم شرقيّ مُستغانم، على الضِّفَّة اليُسرى لوادي الشلّف وعلى ضِفَّتَي رافِدِهِ واد رْغِير، تتكوَّن استنادا إلى السّجلّات ص 576، مع عَيْزَب وأولاد سيدي عامَر بمجموع 93 خيمة و558 فرد.
- عند بني وْرَاغ:
* مكْنَاسَة: حسب النسّابة (أنظر ابن خلدون الفصل 1) ترتبط بمادْغِيس الأبتر أحد الجِذْمَين الكبيرين للعرق الأمازيغي، بضَرِيسَة، واسمها يذكرنا بواحدة من المُدن الإمبراطورية في المَغرب، هم يحصون 125 خيمة و 750 فرد. إقليمهم يقع شماليّ شْكَالَة، والقرية تقع على مسافة 36 كلم من تْيَارَت وتتبعها إداريَّا.
* مَطْمَاطَة: فرقة أخرى من ضَرِيسة حيث نجد فرقا أكثر أهميّة في المُنْعَطف المشكّل بواسطة واد الشلّف (أنظر ص 59) وفي الجُزء الجنُوبي الشرقي من تُونس على جبل غَرْيَان على مسافة 60 كلم جنوبي قابس. مطماطة التي نتحدث عنها هنا يمتلكون 112 خيمة و672 فرد.
* بني تِيگْرين: حيث أنَّ خريطة القبائل تَضَعهم ضمن مجمُوعة الوَرْنَسْنيس، بين بني وراغ وبني يحيى. هم استنادا إلى خريطة مُسْتودع الحرب (مقاطعة وهران 1846) على الضِّفَّة اليُمنى لواد رْهِيو، جنوبيّ شرقيّ مكناسة، يتشكّلون بدورهم من قبيلتين مجموعة سكانية أمازيغية صغيرة مندمجة نسبيا، السِّجلَّات ص 517 تعطي 290 خيمة و1740 فرد.
ب) في قسمة وَهْرَان:

لا أرى أسماءً أُخرى غير غُمْرَة، (فرقة من غُمَارة، هذا البطن الكبير من البرانس الذي يعمر جزيرة گُمِير من جُزُرِ الكَنَارِي)، من أغاليك الدْوَاير، يملكون 101 خيمة و600 فرد (السِّجلَّات ص 516).
ولكن بالقرب من الغرب، لدينا في المَقَام الأوَّل مرتفعات تْرَارَة وقبيلتين بجوار تلمسان.
ج) مرتفعات تْرَارَة:
هذا ليس تقسيما طبيعيَّا بالغ الدِّقَّة. ونحن شَمَلْنَا بشكل كامل وْلاصة، مع أنّها لا تحتلُّ سوى النَّاحية الشرقيَّة، على الضِّفَّة اليُسْرى للشلّف، بحيث حدودها الشرقيَّة مُشكّلة بواسطة واد رگازر وفي الحدود الغربيّة بواسطة نهر جامع الغزوات. هذه المجموعة شكّلت تحت لواء الأمير عبد القادر أغاليك. ولكن اليوم نحددها تحت اسم قاعدة القبائل (الأمازيغ). وهم:
* بني خلّاد: أو بني خالد الذين يقْطُنون المرتفعات الجبلية بين ميناء (المرسى) أو بالأحرى الخليج الصغير لهُنين وجبل ترارة والذين يُشار إليهم تحت الإسم الجامع جبل بني خلّاد، ولكنها تتميز من خلال بعض النِّقاط المحدَّدة بأسماء خاصَّة مثل تاجرة وسيدي بُورْياش. هذا الوطن محدود من الشَّمَال بالبحر، من الغرب ببني مْنِير، من الجنوب بأولاد ددّوش وبني وارْسوس، من الشّرق بولاصة.
نعثر عند بني خلّاد على ميناء هنين، قرية أولاد سيدون في سفح تاجرة، صخرة حيث الترارة، في زمن الباي فسحت المجال أمام تصرُّفِ الأتراك قرية تاجرة في أسافل أولاد سيدون، قرية أولاد بن دْرَا (درع ؟) على المنحدر الجنُوبي لجبل سيدي بورْيَاشْ، قرية مجَاجْرَة شرقيّ السَّابقة على نفس الجبل، قرية أولاد يُوسف على القمَّة والمُنْحَدر الجنوبيّ لبورْيَاش، قرية قزازلة تقع شرقي الثلاثة قرى السابقة، على نفس الجبل.
هذه القُرى الثمانية تحصي 580 منزل و1655 جُندي مشاة.
* بني وارسوس: هذه القبيلة تقْطُن الجبل الذي أعطت له اسمها وفي بعض الأحيان يختلف تحت اسم سيدي سفيان أنتاع الحمّام وأنتاع بوخنزير، مَحْدودين من الشَّمَال ببني خلّاد وولاصة، من الشَّرق بولاصة، ومقنية من غُسَال، من الجنُوب بأولاد ددّوش، من الغرب ببني مْنير. بني وارسوس يملكون مثل مثل بني خلّاد، 8 قرى: كْرَانْكَة، القْوَازم، الصّوَابَر، شْعاب بن دْرَا، بوخنزير، المْنَازَلْ. مُعظم سكّانها يصهرون ويعملون في مادة الحديد، باب مَسْمَارْ وأولاد بوعْزُون والذين يمتلكون 580 منزل و1410 جندي مشاة.
* أولاد ددّوش: على الجبل الذي يحملِ اسمهم، هذا معناه على المُرْتفع الذي يشمل بين الضِّفّة اليمنى لواد الحمّام والضِّفَّة اليُسرى لوادي التافنة في الشمال، إلى الشرق والجنوب، هذا الجبل يتمُّ التَّعَرُف عليه جيَّدا بواسطة النَّهْرَيْن، ولكِّن في الغرب يندمج مع فَلْهَاوْسَنْ وسيدي سفيان، بدون تقسيمات أخرى للخطِّ المُتَعَارَفِ عليه والذي يحدِّد إقليم كل قبيلة. قرى أولاد ددّوش عددها 4: العْرَابِِين، الخْوَالَم، أولاد هارون، أولاد ددّوش، لديهم 240 منزل وحوالي 800 جندي مشاة.
* بني مَسْهَلْ: قرى هذه القبيلة تقع على جبل فيلهاوسن، وعلى عين الكبيرة منه والتي لا تمثل إلا الجزء السفليَّ من الأوّل (الجبل). محْدُودة من الجنوب بأولاد رْيَاح، من الغرب بأعشاب نَدْرُومة، من الشَّمال ببني منير، من الشَّرق بأولاد ددّوش،عددهم 10 هم: أولاد فاضل، أولاد سيدي بن عُمَار، دار زاوية، عين الكبيرة، لها مصادر وفيرة للغاية وتجمع حولها كل أيَّامَ الاثنين والخميس سُوق حيث يبيعون الكثير من الفواكه الجَّافة، الكتّان والقُمَاشْ. سيدي الحاج بن عبد الله قبّة قديمة، الشخص المبجّل من طرف جميع قبائل التْرارة، الزْرَارْدَة، السْوَامْرية، أولاد سيدي بوزيف، أولاد يعقُوب، مَطّغْرَة، القُرى الثمانية تحصي 370 منزل و930 جندي مشاة.
* بني مْنير: إقليمهم يشكّل مُثلّث قاعِدتُه البَحر وقِمَّة ندرومة ويتضمن جبل سيدنا وشع (وشا ؟) (النبي يُوشع عليه السّلام) كما يسمِّيهِ بني منير، حدُودُهُم هي من الشَّمَال البحر، من الشَّرق بني خلّاد، من الجنوب بني مسهل وعشاب ندرومة، من الغرب مْسِيردة. هذه القبيلة تتضمَّن 17 قرية، وهذه هي الأكثر أهميَّةً: أولاد خليفة، بلخافر، دار اللّوح، سيدي بوزيَّان، تُونت أو توانت(3)، أولاد دْزِيرِي، والتي تُحْصِي 625 منزل و1020 جندي مشاة.
* ولهاصة:
يُكتب اسْمُهَا أيضا وْلاصَة. هذه القبيلة كبيرة، ووتشكّل من القبائل (الأمازيغ) الذين يقطنون وادي التَّافْنَة وساحل البحر، بين بني عامر في الشَّرق وغُسَال في الجنوب، وتْرَارَة في الغرب، بلاد ولهاصة تمتدُّ على ضفَّتَي وادي التَّافنة إلى الأعلي من مصَّب النَّهر، جبليَّة وغابيَّة على الضِّفَّة اليُمنى، جبليَّة أيضا ولكن على الضفّة اليسرى للنَّهْر. رغم أنَّهم قبائل (أمازيغ) ولهاصة مجَاوِرون للعرب، لديهم في أخلاقهم وعاداتهم شيء ما مُخْتَلَطْ، هم يقطنون الآن في بيوت، وأحيانا في أكواخ، يتكلّمون العربيَّة ويتزوَّجُون في الغَالب من نساء عربيَّات، ينخرطون عُمُوما في الثَّقافة باجتهاد ويملكون العديد من الخُيول والماشيَة. وضعنا بينهم سلال من نخلة سوداء، حصائر وقبَّعَات مصْنُوعَة من القشِّ. أفراد هذه القبيلة شُجْعَان ويحاربون سَيْرا على الأقدام.
قبيلة ولهاصة التي على الضّفَّة اليمنى للتَّافنة يُحصون 6 قبائل أو قرى: أولاد بن دَاد، بوحَامْدي، أولاد بُوراس، بني فْزَاشْ، بني زامع (زعمة؟)، بني رنَّان يمْلكون 540 منزل، 132 خيمة، 200 فارس و680 جنديّ مشاة.
قبيلة ولهاصة التي على الضِّفَّة اليُسرى للتَّافنة تتكوَّن من 14 قبيلة أو قرية: بني رِيمان، أولاد سيدي بن يَكْلَفْ (يخلف، يقلف)، أولاد عيشة، طاربان، أولاد بوعْرايس، عَنْزِي، الرمَايْنَة، لالّة وشّا، الأبغال، الحَدادة، الصَّوابرية، الزُّوانيف، الكاسْلي، أولاد بوجمَا، والتي تمتلك 1090 منزل و150 خيمة، 100 فارس و2930 جندي مشاة.
أيضا جبل ترارة، إذا لم نأخذ بعين الإعتبار بعض الثغرات المطروحة في التَّقيِّيمات الإحصائيَّة تُعطي ما مجموعهُ 3925 منزل، و632 خيمة، 300 فارس و6065 جنديّ مُشاة.
كلّ هذه التَّفاصيل حول القبائل الخَمس التي يضُمُّها الإسم الجامع ترارة، مستخرجة من أعمال م. وارنْيِّي.
الأعداد التي في السِّجلّات الإحصائيَّة تختلف اختلافا كبيرا جدَّا عن الخاصَّة به، لذلك لا يبدو لنا من الضَّروري استعراضها وخصوصا اكمالها.
................................ الخِيَم .................. السُّكان
بني مسهل.................. 296 ................... 1776
بني منير.................... 200 ................... 1200
بني وارسوس.............. 302 ................... 1812
بني خلّاد وبني عابد....... 334 .................. 2004
بني فروزاش (ولاصة).... 190 .................. 1140
بني ريمان (ولاصة)....... 188 .................. 1128
المجموع.................... 1510 ................. 9060
التْرَارَة شُجعان ويقاتلون سيْرا على الأقدام. يمتلكون العديد من قطعان الأبقار، من الأغْنَام العديد من البِغَال والخُيول، يصنعون كمِّيَّة كبيرة من الحصائر من عشبة الدِّيس، السِلال المصنوعة من النَّخيل الأسود، القبَّعات المصنوعة من القشّ والبرانس (جمع بَرْنُوس) السَّوْدَاء، تحظى جميع هذه المُنْتَجَات بسُمعة كبيرة بما فيه الكفاية عند العرب(4).
العرب الذين بغربيِّ مُقاطعة وهران يُشار إليهم تحت اسم جَبْلِيَة أنتاع تلمسان (جبال تلمسان)، كلُّ الإقليم المُغَطَّى بالجِبَال والذي يُحيط بتِلمسان من الجنوب والذي يمْتَدُ إلى يَسّرّ في حدود المغرب يشكّل اليوم أغاليكين إثنين: على الجبل وعلى الجنوب الغربيّ نجد قبيلتين أمازيغيَّتين:
* بني سنوس: على الضِّفَّة اليُسرى للتَّافنة، غربيّ سَبْدُو وعلى مسافة 38 كلم جنوبيّ غربيّ تلمسان. السِّجلّات تقسِّمُهُم إلى ثلاثةِ مجموعات: العْزَايل، مع 160 خيمة و960 فرد، الكاف 375 خيمة و2250 فرد، والقْمِيص (الخميس ؟) أو الواد مع 438 خيمة و2628 فرد. المجموع 973 خيمة و5738 فرد.
* بني بُوسْعِيد:
إلى الغرب من السَّابقة على الحدود مع المغرب. تنقسم إلى خَمْسَةِ فِرَقْ: رُوبَان، بني عزيز، أولاد موسى بن يحي، بني بوخَلْفُون، وأولاد بلْقاسم. حيث يقدَّر عددهم استنادا إلى السّجلّات، 210 خيمة (كوخ) و1260 فرد.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (السِّجلّات ص 517) فرقَةٌ من زْرِيفة تقطن الضِّفَة اليُسرى للشلَّف، بين حْشَمْ درعو (دارو، دعرو؟) والنَّهْر، 8 كلم شماليّ شرقيّ مُستغانم (خرِيطة مُسْتََودع الحرب، مقاطعة وهران، 1846).
(2) هذا الإسم نصادفة العديد من المرات في جغرافيا بلاد البربر، وليون الإفريقي يعطينا وصف لبني يفرن الذين بجبل غريان (بلاد طرابلس)، مجاورين لنفّوسة فرع من مادغيس الأبتر. في شمالي غربي ورقلة توجد دعية يفرن.
(3) الصّخور باللّغة الأمازيغيّة استنادا إلى معجم علي باي.
(4) م. وارنيِّي يعطي تفاصيل أخرى حول عاداتهم وطريقة معيشتهم، تختلف بعض الشيء أيضا عن تلك التي عند الأمازيغ الآخرين، وفي تاريخهم المعاصر ستنضم إلى سرد الأحداث التي كانت أراضيها مسرحا لها خلال الغزوة الأخيرة للأمير عبد القادر في سنة 1845. وكان في بلاد بني منير موقع الكمين المؤسف (بالنسبة للفرنسيين) في سيدي براهيم.
* خريطة القبائل الجزائرية: https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b72002410/f5.zoom[/RIGH
T]

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

مشكور على موضوعك المرفوق بالمصادر اخي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الامازيغية كلهجة او كحكايات تاريخية اصبحت من الماضي الذي لا ينبغي الا نسيانه .


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم888
مشكور على موضوعك المرفوق بالمصادر اخي

لا شكر على واجب أختي الفاضلة وقد أسعدني ردك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدون جمال
الامازيغية كلهجة او كحكايات تاريخية اصبحت من الماضي الذي لا ينبغي الا نسيانه .

الذي أعرفه أن عبدون جمال لاعب المنتخب الوطني أمازيغي قبايلي وشكرا