عنوان الموضوع : القول المفيد في إبطال نسب قتادة بن إدريس
مقدم من طرف منتديات العندليب
القول المفيد في إبطال نسب قتادة بن إدريس
الحمدُ لله ربِّ العالَمِين، والصَّلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين، وعلى آله وأصحابه الغُرِّ الميامين، وعلى تابعيهم بإحسانٍ ومَن سار على نهجِهم واقْتفَى آثارَهم إلى يومِ الدِّين.
أمَّا بعدُ:
أن النسب الهاشمي الشريف أدَّعاه كثيرون ، من أجل الشهرة ، وتسويق البدع والانحرافات ، ومن أجل الاستيلاء على أموال الناس ، وأكثر من أدَّعى هذا النسب الشريف للنبي صلى الله وسلم هم الرافضة الإثنا عشرية والإسماعيلية ، والزيدية ، والمتصوفة ، وعشّاق السلطة والجاه ، ومنهم رؤوس لتلك الفرق الضالة .
ومن أشهر هؤلاء الأدعياء الذين أدَّعو النسب الهاشمي الشريف كذباً وزوراً وبهتاناً (قتادة بن إدريس بن مطاعن)..
وسوف نُبين للقارئ الكريم وطالب العلم الحصيف كيفية إبطال الأنساب الباطلة والمزورة كشُربة الماء كيف لا وهي أنساب باطلة لا تصح!..
وما بني على باطل فهو باطل.
أولاً:
مولده:
وُلد قتادة بن إدريس بن مطاعن عام 527 هـ في العلقمية، وهو وادي من أودية يَنبُع.
مذهبه وعقيدته:
ذكر الحافظ أبن كثير أن قتادة بن إدريس من الزيدية، وفي مخطوطات ووثائق زيدية اليمن تروي أنه كان زيدي المذهب والعقيدة، ويُقال أنه كان من الإمامية الإثنا عشرية، وكان في زمانه يُؤذَّن في الحرم المكي بـ «حيَّ على خير العمل» على طريقة الإمامية الإثنا عشرية والإسماعيلية والزيدية، وفي زمنه كثر الفساد والظلم والطغيان، وبُنيت المشاهد والقباب على القبور. وقد هُدمت هذة المشاهد والقباب في زمن الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله.
وفاته:
قتله أبنه حسن في آخر جمادى الآخرة سنة 617 هـ وقيل 618 هـ، وكان عمره عند وفاته 90 سنة، وبقي بعده حكم مكة لذريته القتاديين وأخرهم علي بن حسين الذي أنتهى حكمه بدخول مكة تحت الحكم السعودي.
ذُريته:
كان لقتادة من الأولاد تسعة، منهم (5):
1 ـ حسن: الذي قتل أباه قتادة وولي إمرة مكة، وهو جد ذوي هجار.
2 ـ راجح: أمير السرين.
3 ـ عليّ الأكبر.
4 ـ عليّ الأصغر.
5 ـ إدريس.
ولهم عُقب حتى يومنا هذا في الحجاز ومنهم ملوك الأردن وملوك العراق.
النسب العلوي الهاشمي المزعوم لقتادة بن إدريس بن مطاعن في كتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تأليف محمد بن أحمد الفاسي، وقد ساق نسب قتادة كما يلي:
((قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)).. [1]
قلت هذا نسب باطل لا يصح والأسباب كثيرة نذكر منها كما يلي:
قال الإمام المؤرخ الأديب النسّابة أبو الحسن علي بن زيد البيهقي الأوسي الأنصاري المعروف بأبن فندق المتوفي سنة 565 هـ : ((عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، لا عقب له بالأتفاق)).. [2]
فهنا ينقل الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي رحمه الله أتفاق النسابين على عدم تعقيب عبد الله بن محمد بن موسى الثاني.
ونقل أيضاً أي الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي في نفس الكتاب مانصه: محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون كان له عقب بالتمام ثم أنقرضوا.
وفي كتاب الأصيلي في أنساب الطالبيين للنسّابة صفي الدين محمد المعروف بأبن الطقطقي الحسني المتوفي سنة 709 هـ مانصه: أما علي بن عبد الله فعقبه من ولده الحسن وللحسن هذا ثلاث أولاد حميد وعبد الله ومحمد.. [3]
فلم يذكر أن لعلي بن عبدالله ولداً بأسم سليمان.
وأيضاً يضرب عمود نسب قتادة بن إدريس بن مطاعن بما جاء في كتاب الشجرة المباركة للمؤرخ النسّابة الفخر الرازي حيث قال مانصه: أما موسى الثاني فله من الأولاد المعقبين بالأتفاق عشرة : محمد الأكبر وهو جد أمراء مكة وإدريس وكان رئيسا ببادية ينبع وعلي الأصغر وصالح الأعور ويوسف الخزف والحسن وأحمد ويحيى النقيب العابد وداود ومحمد الأصغر الأعرابي الثائر.
أما محمد الأكبر فله من الأولاد المعقبين خمسة: أبو عبد الله الحسين وهو أمير مكة وفي ولده الأمارة والقاسم الحرابي والحسن الحرابي وعلي وعبد الله الأصغر... إلى أن قال وأما محمد الأصغر بن موسى الثاني فله من الأولاد المعقبين عبد الله أبو الزوائد وأحمد الأعرج أما أبو الزوائد فله أبن أسمه محمد ويدعى أبو الزوائد أيضاً ولمحمد هذا أبن يدعى أيضا أبا الزوائد أسمه سليمان.. [4]
فإن قلنا أن محمد الثائر المذكور في مشجرة قتادة هو محمد الأصغر الأعرابي الثائر وقلنا بأن عبد الله الأكبر المذكور في المشجر هو الذي ذكره الرازي " عبد الله أبو الزوائد فإن عبد الله هذا له أبن أسمه محمد كما ذكر الرازي ولمحمد هذا سليمان ولم يذكر لمحمد أبي الزوائد ابناً إسمه علي كما في مشجرة ونسب قتادة.
أما أن قلنا بأن محمد الثائر بن موسى الثاني المذكور في المشجر هو المسمى عند الرازي بمحمد الأكبر وقلنا بأن عبدالله الأكبر الذي جاء في مشجرة قتادة هو عبد الله الأصغر عند الرازي فلم يذكر من أبناءه من أسمه أبو جعفر محمد الثعلب.
وبهذا يتضح أن نسب ومشجر قتادة بن إدريس بن مطاعن باطل من كل الجوانب.
وقد حدثني بعض النسابين والمؤرخين في نجد والحجاز والأردن وفلسطين أن السبب الذي جعل قتادة بن إدريس بن مطاعن يدعي النسب الهاشمي كذباً وزوراً وبهتاناً هي لإسباب سياسية وإجتماعية، فتأمل حال هذا الخبيث الدعي الكذاب!.. [5]
وأضف إلى ذالك ما يقوله علم الحمض النووي dna وقد أثبت بالدليل القاطع بطلان نسب القتاديون ذُرية قتادة بن إدريس بن مطاعن فهم يلتقون جينياً مع القبائل الكهلانية القحطانية خاصة والقبائل اليمانية القحطانية عامة.. [6]
وبعد البحث والدراسة والتحقيق ثبت لدينا بطلان نسبة قتادة بن إدريس بن مطاعن وذُريته القتاديون إلى السادة الأشراف الهاشميون.
هذا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وكتب: هزاع بن فيصل الهاشمي الشريف
ص. ب: 10440 جـدة 21537
المملكة العربية السعودية
16 جمادى الأولى 1435هـ
____________________________
[1] - كتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تأليف محمد بن أحمد الفاسي.
[2] - كتاب لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463)، تأليف الإمام المؤرخ النسّابة أبن فندق.
[3] - كتاب الأصيلي في أنساب الطالبيين تأليف صفي الدين محمد المعروف بأبن الطقطقي الحسني.
[4] - كتاب الشجرة المباركة تأليف المؤرخ النسّابة الفخر الرازي.
[5] - روايات سمعتها من بعض النسابين والمؤرخين في نجد والحجاز والأردن وفلسطين.
[6] - الحمض النووي dna مشروع القبائل العربية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :