أزمة الزواج في العصر الحاضر
أن موضوع الزواجفي هذا العصر يعتبر لدى البارعين هو موضوع خطير مهم لهأثره
البالغ في حياة الإنسانالكريمة فان المقاييس في القرآن الكريم وفي السنة الكريمة
مقاييس لها نظامهاوكرامتها الخاصة ولكنها من البديهي لا تتناسب مع العادات
والتقاليد العشائرية والتيأُستحدث نظامها من أساس الجهل والتخلّف والنظرة
الضعيفة لأُسس الإنسان اليومفالقرآن والسنة لم يشرّعا قانوناً إلا وحَسَبَ له ألف حِساب .
وأنظمة القرآن والسنةلا يوجد أمامها عقبات وبالتالي يكون نجاحها لابد منه ، وأن
العقبات تكمن في النظامالعشائري ذو الأسس المنهارة ذات التفريعات التي لم تراعِ
القرآن والسنة الكريمة . فأننا ومن منطلق خالص لوجه الله سبحانه وتعالى نلقي
اللوم على عاتق أصحاب السفينةمن واجهات دينية وزعامات عشائرية لأن لهؤلاء
الكلمة المسموعة في أوساط عشائرهم فلهمان يَضعوا نظامـاً لموضوع الزواج
مستمداً أُسسه من القرآن والسنة الكريمةحتى يستطيع الشباب أن يحصلواعلى زوجات
لهم، بدون عقبات تكسر وتقصم ظهورهم . التي ذاقت مرارة الكد والتعب من أجل
الحصول على مهر مرتفع غال ٍ . فإذا لم يلتفتوا الى هذا الموضوع في هذا الوقت فأي
وقت يفيقوا من إدمان النوم الذي أباد ذاكرتهم ألم ينتبهوا إلى الكثير من البيوت
قدغصت بكثرة الفتيات البكر . ألم ينظروا الى جموع الشباب العزاب باتت تهدد كيان
الكثير بل حتى المحصنات . فأن بقاء الشباب عزاباً وبقاء الفتيات بدون زواج فهوالدمار والعار الذي لم يغسل
ألا أمةٌ تحيي فتحيى بلادهافتحفظ أوطاناً وتغسل عاراً
ان الزواجأُصيب بأزمات في هذا الوقت
ترجع لعدة اسبابمنها:
سلطة العاداتوالتقاليد العشائرية القديمة التي لم تـراع ِ الأحكام الشرعية ,
وهذه العادات تحتويعلى طلبات ضخمة كالمهر الغالي والاحتفالات التي تكلّف
مبالغ باهضة ولهذا امتنعالكثير من الزواج .
ومن أسباب أزمةالزواج مطامع الكثير من الرجال في الزواج من العوائل الثرية ,
وهذا لا يحصل إلا أنيحصل الرجل على مركزاً مساوياً في الهيئة الاجتماعية فيظل
يتربص ذلك فيبلغ الخمسينمن العمر وربما مات على هذه الحـال
.
سوء الحالـةالاقتصادية عند الكثير من الناس وصعوبة المعيشة الزوجية وهذه
الحالة ترجع الىالحالة الاولى من سلطة العادات والتقاليد القديمة فإذا كان الإنسان
ضعيفاً مادياًثم أقبل على الزواج فأول ما يصطدم عقبة غلاء المهور ثم من وسائل الحياة
الضرورية منسكن وطعام وشراب وملبس وغيرها فيرفض الزواج .
هذه الأمور الثلاثة قدوجهّت ضربة قاسية لكل أوجه الزواج
وهذه الضربة في أوربا أشد منها عندنا .
فماذا ينتظر الأوربي , ينتظر بأن يطلبوا منه خمسين جنيه أوأكثر بقليل ولكن
اليوم في بلداننا عندما يقبل الشاب على الخطوبة ينتظر ضربة تقصمظهره تكاد
تجعله يرفض وهو ليس مبال ٍ في الأمر لأن الذي يحصل على قوت يومه بشكلمتوسط أو
اقل منه كيف يحصل على مبلغ المهر وتجهيزات الزواج وما بعده من معيشةعائلية ,
وهذه المطامع التي عند الرجل من البحث عن زوجة ثرية والتي تكون عند أهلالفتيات
فهم يبحثون عن صهر ثري , اندمجت حتى أصبح الكل لا ينظرون إلا من الوجهةالمالية
دون سواها , فأثـّر هذا على الأخلاق والعادات والآداب فالمرأة ما دام لايُسئل عنها ألا
من الوجهة المالية ما دامت غنية يسهل عليها ان لا تدّخر وسعاً فيالظهور
بكـل مظهر تودّه ولو أثـّر ذلك على سمعتها وسمعةبيتها.
نأمل من الأخوة الكتـّاب والباحثين الاجتماعيين أن يتصدّوابقدر أكبر وأوسع لهذا الخطر
المحدق بالمجتمعات الإسلامية ويشرحوا آثاره بكل دقةويبيّنوا وجوه الفساد الحاصل منه.
قبل ان اختم هذاالموضوع أود أن أكتب كلمات عن حقيقة السعادة المنتظرة
من الزواج وعن ضلالة أصحابالمطامع والنفوس الضعيفة عن وجه تلك السعادة .
الزواج حاجة من حاجاتالإنسان وهو ككل حاجاته لا يؤدي وظيفته على كمالها
ولا ينتج كل السعادة المرجوة منهإلا إذا وافق الناموس الطبيعي والأدبي معاً.
إن الحاجة الحقيقية للإنسان من الزواجأن يجد إنسانة تشاركه الحياة رخاءها
وشدتها لذاتها وآلامها تحنو عليه حنواً نابعاًمن وحدة المصلحة واشتراك الوجهة
وترى انهما اتـّحدا جسداً وروحاً فصارا إنساناًواحداً كل منهما يكمّل نقص صاحبه .
هذه هي الحاجة التي تدعي كل إنسان الى الزواج لابأس بأن يضع البعض شروطاً
طبيعية في بساطة التنفيذ فعلى الرجل أن يبحث عن شابةصاحبة دين
أولاً ثم أخلاق وله الحق بعد ذلك ان يختارها جميلة مؤدبة أصيلة ومتعلّمة .
وبخصوص الغنى والثروة ,
فلواتصورنا زواجاً حصل بيناثنين الرجل فقير والمرأة ثرية فعندما يدخل
الرجل الىبيته يرى أشياء ليست من ثمرة كده . ويرى ان افراد عائلته في غنى عنه .
فوجوده وعدمه سيانعندهم هذا الشعور سوف يفقده من لذة الزوجية والأبوة . فيكون
هذا الزواج من وجهةفاقداً لكرامة الرجولة في نظرة المرأة فلا تنظر الى زوجها
باعتبار انه عائلها وحاميلها بل العكس تراه واحداً ممن تعولهم من المال الذي
تملكه وإذا كانت منحطة الهمةساقطة الأخلاق منت عليه بمالها وبينت له انها في
غنى عنه فتكون اللقمة معها مشوبةبالاكدار وبالمنغصات . هذا هو الواقع ولكن
بعض الناس أصبحوا بما خالط نفوسهم من ذلةالمطامع لا يبالون بكل هذه الشوائب
فإنهم لا يعرفون للحياة لذة إلا ملئ البطونوإشباع الشهوة ولو مع الذل والمهانة
فعلى اللذين لم تفسد نفوسهم المطامع انيطلبوا ويتجهوا عن الزوجات الكاملة
ديناً وخُلقاً وخَلقاً ، وان يكونوا أحرار فيدنياهم ويمدوا بحبل المودة والوصل
الى الاخوة الذين وقعوا في هذا الفخ الشيطانيالدنيوي لإنقاذهم وإعادة الكرامة
المفقودة واللذة الضائعة عسى ان يعودوا الى جادةالصواب بعون
الله الهادي الى سواء السبيـل .
منقول