و في سياق مواز سجل ارتفاع عدد الجرحى إلى 64 شخصا من بينهم أطفال وشيوخ خاصة بحي "باب السعد" الذي سجل أكبر خسائر مادية. وأشارت مصادرنا إلى أن عدد البنايات المهدومة فاق 4000 بيت فيما سجل 10 مفقودين.
منسوب المياه ارتفع من 3 إلى 8 أمتار خلال ساعة وتجاوز المعدل السنوي
والي ولاية غرداية، يحيى فهيم، بدا متأثرا جدا في اللقاء الصحفي الذي نشطه عشية الخميس الماضي بمقر الولاية بالقول "غرداية لم تعد هي غرداية.. تراجعت لعدة سنوات الى الخلف" في الوقت - قبل أن يتدارك - سنبني غرداية، كما بنينا بومرداس بعد الزلزال والعاصمة بعد فيضان نوفمبر"، وكشف عن جملة من الإجراءات التي اتخذتها مصالحه للتكفل بالمنكوبين وعائلات الضحايا، وإن اعترف بالحجم الكبير للخسائر، إلا أنه أشار الى وجود "مناطق منكوبة، لأنه قانونيا لا يجوز الحديث عن ولاية منكوبة"، وتعهد بالتكفل بهذه المناطق من خلال استفادتها من برامج سكن وتنمية.
معدل سقوط الأمطار تجاوز 60 ملم في مدة 20 دقيقة
وعرض الوالي خلال هذا اللقاء الحصيلة الأولية للخسائر البشرية والمادية وأيضا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الكارثة التي مست حسبه 8 بلديات وخلفت 30 قتيلا و50 جريحا غادروا المستشفى باستثناء اثنين لازالا تحت المراقبة الطبية في حصيلة أولية إضافة الى تسجيل انهيار ما لايقل عن 1000 بناية منها 500 سكن بحي "غابة".
وأوضح أن الأمطار تساقطت بغزارة على الولاية وتجاوزت معدلها السنوي في يوم واحد، وأضاف الوالي "كنا نتوقع أمطارا، لكن ليس بهذا الحجم، وكنا قد اتخذنا إجراءات وقائية مع مصالح الحماية المدنية ومديرية الغابات بناء على نشرية الأحوال الجوية، وقدر كمية الأمطار التي تساقطت خلال 20 دقيقة بـ60 ملم، في حين أن ولاية غرداية كانت تسجل في أحسن الأحوال كمية 50 ملم خلال سنة واحدة مما أدى الى وقوع الكارثة التي تسببت فيها الأمطار التي تساقطت بكل من ولايات الأغواط، البيض والجلفة لتصب في وديان غرداية التي تصب في واد ميزاب مما أدى الى فيضانه، وقال والي ولاية غرداية إن المعدل العادي كان 20 لترا في الثانية ليتجاوز 600 متر مكعب في الثانية في الكارثة الأخيرة مما يعد مؤشرا على ارتفاع غير مسبوق.
الأولوية لإسكان المنكوبين وإطارات سامية للإشراف على تسيير المساعدات
وأشار الوالي الى اتخاذ إجراءات سابقة بناء على البرنامج الذي صادقت عليه الحكومة في مارس 2016 الخاص بتهيئة الوديان ومواجهة صعود المياه وخصصت له غلافا ماليا قدر بـ1000 مليار سنتيم "وكنا قد باشرنا العمل ببرنامج التهيئة والتبليط على مستوى كل منبع من وادي ميزاب وواد لبيض".
وفسر الوالي التأخر في تدخل أعوان الحماية المدنية بصعوبة الولوج الى الأحياء "خلال ساعة زمنية ارتفع منسوب المياه من 3 أمتار الى 8 أمتار، كان أمرا صعبا في ظل وجود العديد من الأحياء المتضررة وقلة الأعوان، فكل حي يتطلب على الأقل 100 عون وسجلنا ما لايقل عن 1000 حي متضرر".
وكشف عن القرارات الإستعجالية التي اتخذتها مصالحه وتتمثل أساسا في إجلاء المواطنين من ديارهم المغمورة بالمياه بعد دعم أعوان الحماية المدنية بزوارق مجهزة، وانتشال الموتى من تحت الأنقاض وإيصال المؤونة والأغطية للعائلات المنكوبة وتنظيف الأزقة وامتصاص المياه من السكنات.
غرداية لم تعد وردة الجنوب لكننا سنبنيها مثل بومرداس والعاصمة
وأشار الى أن الجيش الوطني الشعبي خصص 4 طائرات عسكرية لنقل المؤونة من مواد غذائية وأغطية وعجائن وزيت، حيث سيتم إيداعها في مستودع بالملعب الأولمبي "نوميرات" موازاة مع عملية جرد المنكوبين وحاجياتهم، وسيتم فتح محلات توزيع أمام مراكز إيواء المنكوبين لتسهيل توزيعها من طرف مصالح الحماية المدنية، الكشافة الإسلامية الجزائرية والهلال الأحمر الجزائري، كما تصل الى الولاية مساعدات من 12 ولاية بصفة تدريجية لمواجهة أزمة الخبز، تم فتح 3 مخابز جاهزة توفر 5 آلاف خبزة يوميا.
وفي موضوع ذي صلة، قال والي الولاية إنه تم تجنيد فرق عبر كل بلدية منكوبة لتقييم الخسائر "الحكومة وفرت لنا الإمكانات، لكن المشكل الذي يواجهنا هو التقييم"، ليعلن عن إنشاء خلايا للطاقة والنقل والإسعاف والأمن والإتصال والصحة والتدخلات وتسيير المساعدات التي يشرف عليها "إطارات سامية يتم إيفادهم من الإدارة المركزية".